الشيخ كريم راجح شيخ قراء الشام ورحلته مع القرآن

  • 2020-10-10

الشيخ كريم راجح شيخ قراء الشام ورحلته مع القرآن


مقدمة:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، حياكم الله مشاهدينا ومتابعينا الكرام، وأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في لقاء أهل العلم والقرآن في لقاء متجدد مع أهل العلم والقرآن.
لقاؤنا اليوم مع فضيلة الشيخ المقرئ المفسر العالم الأديب فضيلة الشيخ محمد كريّم راجح حفظه الله، حياكم الله سيدنا الشيخ.

الشيخ محمد كريّم راجح:
أهلاً وسهلاً بكم وبالمستمعين.

د. رحابي محمد:
أهلاً وسهلاً سيدي، بارك الله بك.

الشيخ محمد كريّم راجح:
والمستمعات أيضاً حتى لا يعتبن علينا.

د. رحابي محمد:
وبالمستمعين والمستمعات نعم يا سيدي، بارك الله بكم.
شكراً سيدي لقبول الاستضافة، بارك الله بكم، وحفظكم، ورعاكم، ونسأل الله أن يمد لنا بعمركم مع الصحة، والعافية، والبركة إن شاء الله.

الشيخ محمد كريّم راجح:
وأنا أشكركم على هذه البرامج التي تنشرون فيها الإسلام بأساليب جديدة لأن الشباب يحتاجون إلى مثل ذلك.

د. رحابي محمد:
بارك الله بكم سيدي.
إذا سمحت لي سيدي أقدم تعريفاً مختصراً جداً عن سيدي الشيخ محمد كريّم راجح للمتابعين والمشاهدين إن شاء الله، ثم نلج إلى الحوار وبعض الأسئلة لنكون على قرب أكثر من سيدي فضيلة الشيخ شيخ القراء الشيخ محمد كريّم راجح.
أولاً: فضيلة الشيخ محمد كريّم راجح هو شيخ قراء الشام حفظه الله ورعاه، بارك الله في حياته وصحته وعافيته، له تاريخ كبير وحافل في خدمة القرآن الكريم وعلومه وتفسيره، ونسأل الله تعالى أن يبارك في صحته وعافيته دائماً بإذن الله تعالى.
بدأ سيدي الشيخ كريّم حياته العلمية والتدريسية في مساجد دمشق، وكان في عمر الثامنة عشرة من عمره تقريباً، ثم انتقل أيضاً إلى التدريس في مدارس الشام، والمدارس الشرعية، والمعاهد التخصصية، له دروس وخطب شهيرة، وله أيضاً حضور طيب في وسط المجتمع الإسلامي في الشام، وفي العالم الإسلامي.
فضيلة الشيخ كريّم؛ له مؤلفات منها: اختصار لتفسير ابن كثير، ومنها أيضاً: أوضح البيان في شرح وتفسير القرآن الكريم، وله أيضاً: مختصر لتفسير القرطبي.
فضيلة الشيخ كريّم؛ له هواية في محبة الشعر، وله كلمة يقول: لا شيء يستهويني كالشعر، بارك الله بكم، وحفظكم، ورعاكم سيدي الشيخ.
له من الأولاد ما شاء الله، كلهم دارسون دراسات عالية، ما شاء الله، له أيضاً من الأحفاد بارك الله فيه وفي ذريته وفي أحفاده جميعاً، وجعل حياته بركةً وعلماً وخيراً أجمعين.
سيدي فضيلة الشيخ كريّم، لو تسمح لي أن أسألكم عن بدايات الشيخ كريّم راجح، ما هي البيئة والنشأة التي كونت الشيخ كريّم راجح وكونت شخصيته العلمية والأديبة والتربوية والقرآنية ؟

البيئة والنشأة التي كونت الشيخ كريّم راجح:
الشيخ محمد كريّم راجح:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛ فالذي كون هذه الشخصية المتواضعة البسيطة شيئين، بيتنا، والمطبعة الهاشمية التي كان صاحبها أبو أكرم الطرابيشي رحمه الله تعالى، والحقيقة أن أُمي رحمها الله تعالى كانت تقرأ القرآن على الطريقة القديمة، أي كانوا يقرؤون ولا يستطيعون أن يقرؤوا من النسخة التي قرؤوا فيها قراءة تقليدية لأنها غير مستندة إلى قواعد علمية، فأمي كانت دائماً تقرآ القرآن، وتعطيني سورة ياسين، وسورة الدخان، وهكذا.
وأيضاً المطبعة الهاشمية كانت تطبع فيها الكتب المدرسية، وأنا كنت أطوي الورق، الآن يوجد آلات تطوي الورق، فكانت تأتي ملزمة فأنا أقرؤها، أيضاً تكون عندي منها شيء وجاءتني ملزمة فيها:

وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ
[ سورة الأنبياء: 51]

فهذه الآيات الكريمة عندما قرأتها وهي قصة:

إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ
[ سورة الأنبياء: 52 ـ 56]

هذا النص من كتاب الله لعب بعقلي، وأخذته كله، وحفظته، وأتيت في المساء إلى والدتي مسرعاً، قلت: يا أُمي أنا أريد أن أحفظ القرآن، وأنا قرأت كذا وكذا، بالملزمة التي جاءت إليّ، قالت لي: احفظ يا بني رضي الله عنك، وهي دائماً تقرأ أمامنا لكن من المصحف، هذا أول شيء أثر فيّ.
فأثر فيّ المطبعة الهاشمية، وأثرت فيّ الوالدة رحمها الله في البيت، فكانت شخصيتي العلمية القرآنية تكونت من هذين الشيئين المجتمعين معاً.

د. رحابي محمد
ما شاء الله !

الشيخ محمد كريّم راجح:
هذا الأصل نعم.

د. رحابي محمد
بارك الله بكم ما شاء الله ! رحم الله الوالدة، وجعل كل ما عملته سيدي وتعمله من خير، وصلاح، ودعوة، وتعليم القرآن في صحيفتها، وصحيفة الوالد إن شاء الله.

كيفية حفظ الشيخ كريّم للقرآن الكريم:
الشيخ محمد كريّم راجح:
والغريب عندما كنت أحفظ القرآن لا يوجد عندي وقت، نحن كنا نعمل طوال النهار، ربما نعمل للساعة الثانية عشرة بالليل، نحن لم نكن من الأغنياء، فكنا نستعين بمصروفنا بهذا المعاش الذي نأخذه، فكنت أحفظ القرآن في الطريق، كان هناك بلورات كهرباء على عواميد حديدية من أيام فرنسا، فأنا آخذ الآية من تحت الضوء في هذا العمود، ثم أكرر عليها لأصل إلى العمود الثاني، ثم بالعمود الثالث أربطها مع التي قبلها، وهكذا حفظت القرآن الكريم، أي تعبت في حفظه كثيراً، ولكن الحمد لله عندي ذاكرة جيدة، وحافظة جيدة، فكنت الحمد لله سريع الحفظ، تكلفت في الحفظ سنة تقريباً.

د. رحابي محمد
سيدي الحبيب الغالي فضيلة الشيخ كريّم هذه السنة قضيتها مع منْ منَ الشيوخ الذين تتلمذت معهم وأعانوك على حفظ القرآن ؟

تأثر كريّم راجح بالقرآن الكريم:
الشيخ محمد كريّم راجح:
ولا أي شيخ، كنت شيخ نفسي، في هذه الفترة كنت شيخ نفسي، ويبدو من حين صغري عندي ذكاء، فكنت أتأثر بالآيات التي أقرؤها، مثلاً عندما وصلت إلى قوله تعالى:

اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ
[ سورة الزمر: 23]

عندما قرأت هذا النص وأنا لم يكن لي شيخ تأثرت به كثيراً، وبقيت واقفاً أبكي من هذا النص، أنا الآن أقرؤه لا أبكي في ذاك الوقت بكيت كثيراً، أثر فيّ كثيراً لا إله إلا الله.
الحقيقة القرآن الكريم هو وحده الذي أثر بي، وأُمي في تلك الفترة، أُمي والقرآن، كما تعلم أنت، كما يقول السيد قطب: إن القرآن الكريم هو الذي كان مؤثراً في العالم العربي عندما جاء رسول الله ودعا إلى الإسلام، فكان النبي يقرأ القرآن عليهم، أكثر ما يقرأ عليهم كلام نفسه، فكان يقرأ على العرب القرآن الكريم، وكانوا يتأثرون به، ويرون أنه كلام معجز، لا أحد يستطيع أن يصل إليه، فهو في السماء السابعة، وهم في الأرض، إلى أسفل، ففرق كبير، وأنا تأثرت بالقرآن الكريم تأثراً عجيباً، والحمد لله، ولا أزال أنا في كل يوم أقرأ خمسة أجزاء، لكن أحتاج أن أتروى فيها، فأتروى في بعض الصحائف، لكن حتماً عليّ أن أقرأ خمسة أجزاء من كتاب الله.

د. رحابي محمد
بارك الله بحياتكم وبصحتكم إن شاء الله.
سيدي الحبيب؛ كما علمنا من سيرتكم الذاتية، واطلعنا على مسيرتكم ما شاء الله وحياتكم، الشيخ حسين خطاب رحمه الله كان له تأثير مباشر على شخصية الشيخ كريّم راجح وربما امتد هذا الأثر أن تسلم الشيخ كريّم راجح مشيخة القراء في الشام، هل تحدثوننا بضع دقائق عن هذا الأمر، عن الشيخ حسين خطاب ثم عن تسلمكم لمشيخة الإقراء ؟

تأثير الشيخ حسين خطاب على شخصية الشيخ كريّم راجح:
الشيخ محمد كريّم راجح:
مولانا النور يخرج من قلبه، ففي ليلة من الليالي أنا نزلت إلى السينما، وتأخرت للساعة الثانية عشرة، ولما رجعت رأيت أُمي في حارتنا تنتظرني وتبحث عني، وأبي كان يسافر إلى حوران للعمل، قلقت عندما رأيتها، قلت لها: لماذا أنت هنا يا أمي ؟ قالت لي: يا بني أنا أنتظرك، انشغل بالي عليك، أنت كنت ؟ قلت لها: كنت بالسينما، قالت لي: لماذا ذهبت إلى السينما ولم تذهب إلى جامع القاعة، جاء شخص اسمه الشيخ حسين خطاب، إمام، والناس تمدح منه كثيراً، اذهب إليه كي يعلمك القرآن، سبحان الله ! نزلت هذه الكلمة في ذهني كما نزلت كلمة القاضي عياض رحمة الله تعالى عليه، أي تأثرت بها كثيراً جداً، وفي اليوم الثاني فعلاً ذهبت إليه، وكان هناك أخ، كيف أتصل به ؟ رحمه الله كان زميلي، وحفظت أنا وإياه القرآن عند الشيخ حسين، اسمه حسن حجيري، وكان أبوه من الصالحين، وأولاده ثلاثة كلهم حفظوا القرآن الكريم، كنا نلبس جلابية نسميها سركس، وهذا اسم تركي، فشدني من سركسي قال لي: تريد أن تطلب العلم ؟ قلت له: أين ؟ قال: هنا عند هذا الشيخ، قلت له: أنا قادم لعنده، جزاك الله خيراً أوصلني لعنده، الشيخ له غرفة بعد الدرس، بعد صلاة العشاء يصعد ويقعد فيها، صعدنا لعنده وحدثنا عن مسيرته في حفظ القرآن الكريم، وفي تلمذته على يد الشيخ حسن حبنكة رحمه الله تعالى، فتأثرت كثيراً، من ذلك اليوم لزمت الشيخ حسين، وهو الذي نقلني إلى الشيح حسن، فأثر الشيخ حسن في نفسيتي جداً وفي شخصي.
والذين أثروا في شخصيتي الشيخ حسين، الشيخ حسن حبنكة، الشيخ الثالث الشيخ أحمد الحلواني شيخ القراء، هذا كان يسكن في العقيبة، وكان آية من آيات الله في الذكاء، وفي الفهم، وفي حسن مخارج الحروف، فجمعنا عليه أنا والشيخ حسين القراءات العشر فأثر فينا وفي قراءتنا، فإذا كانت حروفنا جيدة الآن فإنما الفضل فيها للشيخ الحلواني، فهؤلاء أثروا فينا.
أثرت بي والدتي، والشيخ حسن حبنكة، والشيخ حسين خطاب، والشيخ أحمد الحلواني عليه رحمة الله.

د. رحابي محمد
ما شاء الله ! بارك الله بكم، وحفظكم إن شاء الله.
كما نعلم حضرتكم حفظتم نظم الغاية، والتقريب في الفقه الشافعي، وألفية ابن مالك، والحقيقة أنكم تمكثون عند الشيخ حسن حبنكة، هل الشيخ حسن حبنكة هو الذي صنع شخصيتكم العلمية والشيخ حسين خطاب شخصيتكم القرآنية ؟

تأثير الشيوخ في شخصية كريّم راجح القرآنيّة والعلميّة والخطابيّة:
الشيخ محمد كريّم راجح:
الشيخ حسن صنع أيضاً شخصيتي الخطابية، وأذكر أنه في يوم من الأيام دخل إلى بهو جامع القاعة، جامع منجك، ورآني، وقال لي: اخطب أنت اليوم، أنا لم أكن عنده إلا من ستة أشهر أو سنة، ولم أخطب أبداً، أمسك ورقة وأخطب على المنبر لابأس، أما تأتي إليّ وتقول لي: اخطب، فهذا لا أستطيعه، قلت له: كيف أخطب ؟ هو كان له خطب كانوا يلقنوها لمن يريد أن يخطب، قلت له: أنا ما كتب لي الشيخ حسين خطبة، قال لي: اصعد واخطب، قلت له: أمرك سيدي، صعدت، رحم الله الشيخ علي الطنطاوي، لقيت كتاب أبي بكر الصديق للشيخ الطنطاوي رحمه الله، أنا أعدّ الشيخ علي الطنطاوي من مفاخر الشام، أنا أشهد له بهذا كثيراً، فلقيت فيه قصة عن سيدنا الصديق رضي الله عنه فقرأتها، وقرأت تعليقاً كتبه الشيخ علي الطنطاوي عليها، فحفظت هذا ثم صعدت المنبر فألقيت خطبة الجمعة، فلما نزلت الشيخ أخذ أخاه الشيخ صادق، هذا مديرنا بالمدرسة، وأستاذنا، وهو شاعر، وكاتب، ومحترم جداً، قليل نظيره، وهو في الذكاء آية من آيات الله، قال له: الشيخ كريّم سيكون خطيباً جيداً، فكلما أمكنكم أن يخطب اتركوه يخطب، وكان يعدني للخطابة الآمنة التي تلزم كثيراً، فكان يقدمني في كل مكان.
فالحمد لله شخصيتي الخطابية، وشخصيتي القرآنية، وشخصيتي العلمية كلها فيها تأثير، شخصيتي القرآنية سيدنا الشيخ أحمد الحلواني، شخصيتي العلمية سيدنا الشيخ حسن حبنكة، شخصيتي الحفظية والمتونية والمشاكل أستاذنا الشيخ حسين خطاب، وكل واحد له عليّ فضل.

د. رحابي محمد
ما شاء الله ! زادكم الله علماً، وفضلاً، وحكمة.
سيدي الكريم الحبيب الغالي فضيلة الشيخ المقرئ كريّم راجح، أنا قرأت عن الشيخ محمد طه سكر رحمه الله، والله أكرمني بإجازتكم أيضاً، والإشهاد على الإجازة بارك الله بكم، وأكرمني بصحبتكم في مصر بالمسابقة العلمية للقرآن الكريم.
سؤالي: كيف هي علاقة الشيخ محمد كريّم راجح شيخ قراء الشام مع شيوخ الإقراء في الشام أيام زمان، أيام الشيخ محمد سكر، والشيخ بكري الطرابيشي، والشيخ أبو الحسن الكردي، والشيخ عبد الرزاق الحلبي رحمهم الله جميعاً، وأعلى مقامهم، وبارك الله لنا بهم ؟ كيف العلاقة الطيبة الوطيدة التي كانت تجمعكم ؟ ربما أعتقد أنه كان هناك لقاء أسبوعي، أو شبه ذلك.

العلاقة الطيبة الوطيدة التي كانت تجمع الشيوخ:
الشيخ محمد كريّم راجح:
الحقيقة كنا نجتمع وليس في قلوبنا غل، أخوة في الله، وكل واحد كان يقرأ ما تيسر، ربع مثلاً، كلنا تجويدنا مثل بعضنا، لأنه كله مأخوذ عن الشيخ الحلواني، الشيخ أبو حسن قرأ على الشيخ فايز، الشيخ فايز تلميذ الحلواني، الشيخ بكري الطرابيشي يرعى الشيخ محمد سليم الحلواني، أنا والشيخ حسين قرأنا عند أحمد الحلواني، كلنا قراءتنا من معدن واحد، وأخذناها من نبع واحد، وبناء على ذلك كانت قراءتنا مثل بعضها البعض، فكنا نقرأ، وكثيراً ما كنا نحتاج إلى قواعد فقهية، كان هناك مكتبة فكنا نراجع فيها أنا والشيخ عبد الرزاق رحمه الله تعالى، قواعد الفقه أعتني بها، فكان هو يراجع في ذلك، والغريب أنه هو حنفي، ولا يقدم على حنفيتي شيئاً، وكانت المكتبة ملك شخص كان فقيهاً حنفياً، كلها كتب أحناف، فجاءت على كيفه تماماً.
فالخلاصة كنا نجلس ونقرأ معاً، كل واحد يقرأ ربع ما تيسر، حتى إذا تمت الختمة كان يحضر معنا الشيخ حسن في بعض الأحيان، عندما تنتهي الختمة يجعل الختم عنده في البيت، كان يعمل لنا إما طعام عشاء، أو مدلوقة، أو يعمل لنا صفائح، يعمل لنا طعاماً، ونختم عنده، كل ختمة تكون في بيت الشيخ حسن.

د. رحابي محمد
فضيلة الشيخ كريّم؛ ما المقصود من الجلسة القرآنية التي يجلسها كبار شيوخ القراءة والقراء في الشام ؟ ما السبب وراء تلك الجلسة الأسبوعية ؟

إحياء حفظ القرآن الكريم غاية الجلسة الأسبوعية لشيوخ القراءة:
الشيخ محمد كريّم راجح:
كان وراءها إحياء حفظ القرآن الكريم، فنحن طلابنا كثر، كانوا يحضرون، ويحفظون، وصاروا يروون معنا، يمكن والله أعلم أنا بعدما سافرت هم ذاتهم الآن لا يزالون قائمين بالجلسة على كل شيء كما بلغني، ويقرؤون.
هذا كله تشجيع بأن القرآن الكريم دائماً هو المسيطر على حياة الأمة الإسلامية، وألا ينصرفوا عنه.

د. رحابي محمد
هذا يقودوني إلى سؤال آخر: لتوضيح ما أهمية قراءة القرآن الكريم ونقله بالمشافهة وبالإسناد ؟ ما ضرورة ذلك في القرآن الكريم ؟

أهمية قراءة القرآن الكريم ونقله بالمشافهة والإسناد:
الشيخ محمد كريّم راجح:
القرآن الكريم مكتوب مثل ما كتبه الصحابة، يوجد مثلاً كلمات مكتوبة مخالفة للرسم الذي نحن نعرفه، مثلاً:

وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ
[ سورة التوبة: 47]

ولأوضعوا مكتوبة ولا أوضعوا، إذا لم يكن هناك شيخ يقول له: يا بني هذه الألف زائدة من أجل رسم المصحف يقرؤها ولأوضعوا، أنا فعلاً عندما حفظت قرأت: ولأوضعوا، فالشيخ عندما يقرئ الطالب، أو الطالب يقرأ عليه ينبهه إلى هذه الأمور.

وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ
[ سورة التوبة: 47]

وهذا شيء كثير.

د. رحابي محمد
ما أهمية إتقان الضبط القرآني، الأداء القرآني ؟ أي يقرأ كما تلقاه عن شيخه، وشيخه عن شيخه ؟ ما أهمية ذلك أيضاً في حياتنا اليومية ؟ هل هذا أمر لازم، واجب، أم ممكن أن يتساهل فيه ببعض الشيء ؟

أهمية إتقان الضبط القرآني:
الشيخ محمد كريّم راجح:
أمرٌ واجب جداً، ولا أوجب منه، لأنك أنت تتلقى القرآن عن شيخك، كما تلقاه عن شيخه، كما تلقاه عن شيخه، كما تلقاه عن شيخه، وأنت كأنك تتلقاه عن جرير عليه السلام عن رب العزة، فمثلاً أنا عندما أريد أن أقول مثلاً الله، انظر الهمزة كيف لفظت:

اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ
[ سورة النور: 35]

السماء، الماء، الميم مرققة.

لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
[ سورة البقرة: 284]

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً
[ سورة الأحزاب: 70]

مثلاً لو لم أتلق عن شيخي أقول أنا:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
[ سورة الأحزاب: 70 ـ 71]

هذا ما نزل بالقرآن، فلما أتلقاه من شيخي، قل مثلما أقول لك:

يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ
[ سورة الأحزاب: 71]

انظر إلى مخرج الياء، والصاد.

وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾
[ سورة الأحزاب: 71]

فهذه قيمة التلقي عن الشيوخ.
مولانا نحن كنا نقعد نقرأ الربع على شيخنا الشيخ أحمد الحلواني يحتمل معنا الربع ساعتين أو ساعتين ونصف، وهو يقول: فخم هذه، ورقق هذه، ومد هذه وهذه، صدقاً مولانا أنا لا أواري أبداً إن شاء الله، إني صادق في كل كلمة أقولها إن شاء الله.

د. رحابي محمد
بارك الله بكم سيدي، حفظكم الله، وسلمكم إن شاء الله، هذا يقودنا إلى سؤال آخر، فرصة أن نستمع من فضيلة الشيخ كريّم.

الشيخ محمد كريّم راجح:
أنت عندنا تقول مقوداً، تجعل نفسك مقوداً، حبيبي أنت قائد، ولست مقوداً، يقودنا أي أنت مقود، لا، أنت قائد إن شاء الله.

د. رحابي محمد
أمرك يا سيدي أمرك، ما شاء الله، جزاكم الله خيراً.
سيدي، هذا يضع بين أيدينا سؤالاً: من خلال خبرتكم وحياتكم الحافلة في خدمة القرآن الكريم وإقرائه ما هي نصيحتكم لمعلمي القرآن الكريم ؟

نصيحة لمعلمي القرآن الكريم:
الشيخ محمد كريّم راجح:
أول شيء يبحثون عن الأستاذ المتقن حتى يتعلموا ويأخذوا عنه، والمتقن اليوم للقرآن الكريم المجود قليل جداً، وحتى بعض القراء العالميين المشهورين، أي يعيشون النغمة أكثر ما يعيشون القرآن، أو يعيش النغمة أكثر ما يعيش التجويد، مثلاً إذا قلت:

وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً
[ سورة النساء: 96]

رحيما أو رحيماً مثلاً، أنت تستطيع أن تجعل النغمة تابعة للتجويد، ليس التجويد تابعاً للنغمة، مثلاً كنا نسمع الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، كان يقرأ قراءة من أروع القراءات، يجعل النغمة تابعة للتجويد، وكان شيخنا الشيخ أحمد رحمه الله ينتظر الساعة الثامنة، لأن في الساعة الثامنة في مصر يوجد قرآن، والثامنة والنصف يوجد أخبار، يفتح الساعة الثامنة إذا كان الشعشاعي أو كان أحد القراء الذي يعجبه يقعد يصغي إليه كل الإصغاء، لأنه مسرور جداً وهو يسمع القرآن كما نزل.

د. رحابي محمد
سمعت منكم سيدي الحبيب أن القرآن الكريم نزل في مكة، وجوّد في الشام، وغُني في مصر.

فضل مصر ومكة والشام على العالم الإسلامي:
الشيخ محمد كريّم راجح:
وفي بلد ثان في المغرب، والله نسيت، نعم، جوّد في الشام، هذا حقيقة، هل تريد الصراحة ؟ يجب ألا ننكر فضل مصر، والله مصر لها فضل كبير على العالم الإسلامي في حفظ القرآن، وفي تجويد القرآن الكريم، مصر كما كان يقولون أم الدنيا، فلا ننكر فضلها، ولا أياديها البيضاء، وليس من الغريب أنه يوجد من هو أقدر من واحد في مصر، لكن مصر هي الأصل، أما تجويد القرآن ففي الشام، جوّد في الشام.

د. رحابي محمد
سيدي أذكر تماماً عندما كنا في المسابقة العالمية في مصر، في القاهرة، كنت أنا في المسابقة، وكانت اللجنة قائمة، وفضيلتكم كنتم أيضاً في اللجنة، ففي نهاية المسابقة كان ثلاثة من أعضاء اللجنة وأنت كنت معهم أيضاً سألوني في نهاية الأسئلة: أين قرأت ؟ فقلت لهم، قالوا لي: من أين أنت ؟ قلت لهم: من سوريا، قال: أين قرأت ؟ من شيخك ؟ قلت لهم: الشيخ محمد طاهر سكر رحمه الله، كان على قيد الحياة، ففضيلتك التفت إليهم، وقلت لهم: عندنا الشيخ سكر في سوريا رقم واحد، أذكر ذلك تماماً منك، فأذكر ذلك وبقي ذلك عندي في ذاكرتي، ورجعت إلى الشيخ سكر رحمه الله سلمت عليه، وبلغته ما حصل، وجزاه الله عنا كل خير، وجزاكم الله عنا خيراً.

رأي الشيخ محمد سكر بالشيخ كريّم راجح:
الشيخ محمد كريّم راجح:
رحم الله محمد سكر، كان إذا ذُكرت أمامه يقول: الشيخ كريّم شيخنا، والشيخ أبو حسن قال لي: أنا عندما أخذ رأيي الشيخ عبد الرزاق بشيخ القراء، قلت له: إياك، الشيخ كريّم شيخ القراء، قال له: أنت ؟ قال له: لا، كريّم، قال لي: أنا الآن أقول: إن حروفك ومخارج حروفك وقراءتك لا تقلد.

د. رحابي محمد
نعم سيدي هذه أخلاق أهل القرآن، أخلاق النبوة، والحب، والاحترام، والتعظيم لبعضهم البعض، ما شاء الله !
يا سيدي بارك الله بكم، الحديث معكم لا يمل أبداً، لكن ما هي نصيحتكم للأمهات والآباء لمن يستمع إليكم الآن من المتابعين ؟

نصيحة للآباء والأمهات:
الشيخ محمد كريّم راجح:
نصيحتي أن يقوم الأب والأم ويصليا الفجر في البيت، أو الأب يصلي في المسجد ويعود، وعندهم مصاحف متعددة، كل ولد من أولاده عنده مصحف، وعنده كراسي مصحف يضع المصحف على الكرسي، يأتي الأب، ويجلسون كلهم، يبدؤون ختمة، يقرأ هذا الولد صحيفة والأب يضبط، عنده معرفة، والأم تضبط، وعندها معرفة، والأم تقرأ صحيفة، والولد الثاني يقرأ صحيفة، إلى آخره، كل يوم هذا دربهم، ولا يخرجون قبل أن يقرؤوا على الأقل جزءاً من القرآن الكريم، ففي كل شهر يختمون ختمة، أما يضعون المصحف على الجهاز، ويعلقون المصحف على الجدار فلا يفتح أبداً فهذا كلام وهو ليس من عمل المسلمين.

د. رحابي محمد
بارك الله بكم، أستاذ تأذن لي سيدي من وقتكم دقيقة فقط، أقرأ الفاتحة بين أيديكم إذا لم يكن عندكم مانع سيدي للبركة.

قراءة سورة الفاتحة للبركة:
الشيخ محمد كريّم راجح:
بشرط أصير أستاذك.

د. رحابي محمد
أمرك سيدي.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
[ سورة الفاتحة: 1 ـ 7]


الشيخ محمد كريّم راجح:
بارك الله بك، والله شيء جيد ! شيء جيد الله يفتح عليك.

تكريم أهل القرآن:
د. رحابي محمد
أستغفر الله سيدي، بارك الله لنا في حياتكم، ما شاء الله عليكم سيدي، جزاكم الله كل خير.
سيدي أبشركم عندنا في الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية فتحنا فرعاً جديداً، قسماً جديداً اسمه: الأداء القرآني، إتقان الأداء القرآني، وهذا القسم يستقبل فقط المجازين بالقرآن الكريم من شيوخ الإقراء المعتمدين، ثم يخضعون لامتحانات وتعابير في أكاديمية معينة، ودراسة مقررات التجويد، واللحن الخفي والجلي، وتفاصيل علم التجويد، ثم يمنح هذا الطالب درجة الماجستير، ثم أيضاً دراسة أخرى متقدمة درجة الدكتوراه، إضافة إلى ما يحمله من إجازة القرآن.

الشيخ محمد كريّم راجح:
حتى في أمريكا !

د. رحابي محمد
نعم سيدي.

الشيخ محمد كريّم راجح:
الحمد لله، لأن للشكليات الآن أهمية في الدنيا، أي أنا حافظ القرآن، وجامع القراءات، إلى آخره، وقاعد على جنب، لا، يجب أن أظهر، وخاصة على مستوى دولي، الدولي يكون أعظم بكثير.
فحياكم الله، وبارك لكم وعليكم، وأحسن الله إليكم.

د. رحابي محمد
الغاية تكريم أهل القرآن، وجعلهم في مصاف حملة الشهادات الأكاديمية.

الشيخ محمد كريّم راجح:
جزاكم الله خيراً.

د. رحابي محمد
شكراً لك سيدي.

المعنى الصحيح للتعايش:
الشيخ محمد كريّم راجح:
هناك أشياء أريد أن أقولها للمستمعين: يوجد كلمات اليوم صارت شائعة، وهذه أيضاً تتنافى مع القرآن، ومع الدين، مثلاً يقول لك: نحن نريد أن نعمل تعايشاً، تعايش يعنون به أن أتنازل قليلاً عن ديني، نحن نتعايش، لا، ليس هذا هو التعايش، التعايش معناه المعاملة الأخلاقية الكريمة كحسن الجوار، أو حسن المشاركة، ونحو ذلك.
الشيء الثاني: أن يحتفظ كل منا بدينه، فلا يتنازل عن صلاة، ولا عن صيام، وما شاكل ذلك، أنا بأمريكا، وأصحابي كلهم قد لا يدخلون إلى المسجد، لكن أنا من عادتي أن أدخل وأصلي الجماعة، لا أتنازل عن صلاة الجماعة أبداً، أعزمهم يدخلون معي، لا أزال أحاول أن أكون قدوتهم حتى يدخلوا معي إلى المسجد ويصلوا، فالتعايش معهم أني أنا أحملهم على الصواب لا أن أتنازل أنا عن الصواب قليلاً، ليس هذا معنى التعايش، وإنما التعايش أن آخذ بيدك وتأخذ بيدي إلى أن نصل إلى الذروة العليا.

تطبيق القرآن الكريم كما هو وعدم التحريف في تلاوته:
هناك كلمة عامة عند الناس أن الإسلام وسطي، لا يوجد عندنا شيء اسمه: إسلام وسطي، الإسلام الوسطي مثل حكاية الخياط، يأتيه شخص بقطعة قماش ليخيطها له، يقصها من هنا وبقصها من هنا، حتى تصبح ثوباً مناسباً، الإسلام تنزيل من حكيم حميد، نزل من السماء، كلام الله، يجب أن نأخذه كما هو، لا نتنازل عن شيء منه، كما أننا لا نحرف في هذا الكلام، لا نحرف في معانيه، ولا في مآخذه، وكما أننا لا نحرف في تلاوته، ولا في تطبيقه.
والوسط عند العرب.

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً
[ سورة البقرة: 143]

معناها المعتدل، هذا الوسط.

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً
[ سورة البقرة: 143]

إذا أرادوا أن يقولوا الوسطية في القرآن الكريم أي القرآن الذي نزل من السماء وبقي محتفظاً به فصحيح هذا الكلام، أما الوسطية التي تكون ما بين أنا هنا وأنت هناك بالطريق والنصف وسط، ليس هذا هو المعنى، فلذلك نحن لسنا بحاجة لإرضاء الناس، إن قبل بهذا الدين على ما هو عليه يا مرحباً، لا يقبل، إن شاء الله ربنا عز وجل يبعث له ملائكة تعينه، ويجعله يوماً ما يقبل.
والسلام عليكم.

خاتمة وتوديع:
د. رحابي محمد
ما شاء الله! والله يا سيدي جزاكم الله خيراً، كلمة مهمة جداً في مفهوم التعايش، ومفهوم تطبيق القرآن الكريم كما هو لا نحرف في تلاوته، أيضاً لا يحرف في تطبيقه، وفهمه، ما شاء الله عليكم! جزاكم الله خيراً، وبارك لنا في حياتكم، وحفظكم، وأدام عليكم الصحة والعافية، ونفع بكم العباد والبلاد، في مشارق الأرض ومغاربها.
سيدي فضيلة الشيخ محمد كريّم راجح، شيخ قراء الشام أشكركم جزيل الشكر لهذه الأوقات الطيبة التي قضيناها الآن معكم، وهذه الاستضافة، جزاكم الله خيراً، وأحسن الله إليكم.

الشيخ محمد كريّم راجح:
وأحسن الله إليكم، وجزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

د. رحابي محمد
وإلى لقاء قريب بإذن الله تعالى.

الشيخ محمد كريّم راجح:
اللهم اغفر لنا وارحمنا، واهدنا إلى سواء السبيل، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا من كرمك علماً، اللهم احفظنا بالقرآن الكريم، واجعله لنا إيماناً، ونوراً، وهدى، ورحمة، اللهم ذكرنا منه ما نسينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا منه تلاوة آناء الليل وأطراف النهار، واجعله حجة لنا، ولا تجعله حجة علينا مولانا رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله.

د. رحابي محمد
جزاكم الله خيراً، إلى اللقاء بإذن الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ محمد كريّم راجح:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

د. رحابي محمد
شكراً سيدي، بارك الله بكم، مع السلامة.