الكتاتيب القرآنية والمدارس العتيقة بسوس ماسة بالمغرب الأستاذة حسناء شُكري
- 2022-03-30
الكتاتيب القرآنية والمدارس العتيقة بسوس ماسة بالمغرب الأستاذة حسناء شُكري
مقدمة:
![]() |
الأستاذة حسناء شُكري:
الحمد لله بارك الله بكم شيخنا الكريم، وجزاكم الله عنا خيراً على دعمكم لنا وعلى إشرافكم على هذه المادة البحثية التي أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل لنا فيها القَبول، ويَنفع بها كل من يَسمعنا وكل من يقرؤها إن شاء الله. |
الدكتور رحابي محمد:
آمين بارك الله بكم، الحقيقة هي مادة بحثية قُدِّمت استكمالاً لبرنامج ماجستير الأداء القرآني، هذه المادة التي قدمتها الأخت الطالبة حسناء؛ كانت مُتميزةً في طرحها وعرضها للموضوع، المادة سليمة في لغتها وفَصاحتها وتبويبها وعناصرها، ونالَّت بذلك درجة ممتاز في تقديمها لهذه المادة، نسأل الله تعالى أن يوفقك وأن يَزيدك توفيقاً ونجاحاً أخت حسناء، اليوم نحن على الهواء في بث مباشر للمُتابعين والمُهتمين بالقرآن الكريم وبدُور التحفيظ . |
ماذا تحدّثينا بدايةً عن تاريخ تأسيس المدارس العتيقة ودورها؟ |
تأسيس المدارس العتيقة ودورها:
الأستاذة حسناء شُكري:
![]() |
![]() |
وتواصلت الجهود بعد ذلك لإعادة الهيبة للمؤسسات القرآنية، والحمد لله كان هناك دعم مادي ودعم معنوي لهذه المدارس العتيقة حتى تطورت الحمد لله ووصلت إلى ما هي عليه. |
الدكتور رحابي محمد:
حتى وصلت إلى ما هي عليه بارك الله بكم؛ ما هو الواقع الذي عليه الآن المدارس والكتاتيب القرآنية؟ أو دعينا نسأل بطريقة أُخرى، ما الفروقات بين واقع الكتاتيب القرآنية في هذه الأيام وبين الماضي؟ ما هي الفروق؟ ما هي التحديثات التي حصلت مع تطور الزمن، مع تطور الأمور ربما التكنولوجيا أو حتى طريقة التفكير والتعاطي مع التدريس والتعليم القرآني؟ |
المدارس العتيقة بين الماضي والحاضر:
الأستاذة حسناء شُكري:
![]() |
هنا تحدثنا عن الماضي والحاضر يمكن أن نتحدث كذلك على تباين الآراء حول درجات العقاب التي كان يلجأ لها بعض المشايخ قديماً وحالياً، كان حتى من الآباء ومن أولياء الأمور سبحان الله من كان يُؤيد الشيخ ويحثّه على تأديب ابنه حتى يتعلّم كتاب الله وحتى يحب الكُتّاب وحتى يذهب إلى المدرسة العتيقة فكانوا متفقين مع قول الشاعر: |
لا تَأسفنَّ على الصِبيان إنْ ضُرِبُوا فالضَربُ يَبرأ ويَبقى العِلمُ والأدبُ فالضَربُ يَنفعهم والعِلمُ يَرفَعُهم لَولا الإخَافَةَ ما خَطوا ولا كَتَبُوا{ منقول }
في حين كان هناك فريق آخر يحنُّ كثيراً على أبنائهم فكانوا يرفضون تماماً إلحاق الأذى بفلذات أكبادهم وكانوا يخاطبون الشيوخ قائلين: |
كل ذنبٍ كان فيما بينناِ قد غفرناه سوى ضرب الولد فإذا ما شئت أن تُرضينا فارحم الولدان يا شيخ البلد{ الجشتميي }
وهناك من حرَّم ضرب الأطفال فقال: |
أيّا مُعلِّم كتاب الله فاسمع نصيحة لوجه الله لا تشتمنَّ ولداً إذ حكمه التحريم عند العلماء{ منقول }
سبحان الله كان هناك من يُشجع ومن يرفض، إلا أنه في وقتنا الحالي ولله الحمد المشايخ أكرمهم الله صبرهم زاد مع الطلبة ومع الصغار خاصةً فيحِنّون يُربّون يُعلِّمون فلم يكن هدفهم هو تعليم كتاب الله فقط وإنما كانوا يُربّون ويُساعدون الآباء في تربية أبنائهم وهذا شيءٌ جميلٌ جداً نقدِّره في مشايخنا الكرام وندعو لهم بالخير. |
الدكتور رحابي محمد:
![]() |
الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2)[ سورة الرحمن ]
ولم يستخدم رب العالمين لفظ آخر لأسمائه وصفاته العليا يعني الجبار، أو ذو العزة والجبروت، أو المنتقم، أو القوي الكبير علّم القرآن، وإنما قال: |
الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2)[ سورة الرحمن ]
لأن تعليم القرآن يحتاج إلى رحمة ويحتاج إلى هدوء وطمأنينة وكذا.. |
نحن ربما الآن يُعبِرون عنها في مهارات التعليم، مهارات التعليم مَبنيّة على الرحمة مَبنيّة على تفهم شخصية الطفل والدخول إلى قلبه واستمالة قلبه حتى تنفتح أساريره ويرتاح مع مُعلمه ويقبل منه ما يريد، جزاكِ الله خيراً لهذه الإضاءات عن المشايخ وهذا كان ربما ثقافة عامة في كل البلدان، يعني ومازال عندنا مُعلِّمون يَسيرون على مذهب: |
الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2)[ سورة الرحمن ]
ومازال عندنا معلمون يسيرون على مذهب: |
يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12)[ سورة مريم ]
فَقَسا لِيَزدجروا ومن يَكُ حازمًا فليَقسُ أحيانًا على منْ يرحمُ{ أبو تمام }
أحياناً هذه لا نسميها القسوة وإنما نسميها الحزم، هذه الشدة وهذا الحزم من دواعي التربية أحياناً. |
أختي الفاضلة أستاذة حسناء لو نتكلم بعض الشيء: لماذا كانت رواية ورش أو قراءة نافع؟ ما هو الاختيار للمغاربة لهذه الرواية رواية ورش عن نافع في تلك البلاد؟ |
أسباب اختيار المغاربة لرواية ورش بن نافع:
الأستاذة حسناء شُكري:
![]() |
الدكتور رحابي محمد:
نعم جميل جداً جزاك الله خيراً؛ حديثنا عن الكتاتيب القرآنية والمدارس العتيقة، طبعاً هذا ما ذكرتِه حضرتكِ في المادة البحثية باستفاضة وشرح جيد، ما هي الأدوات التعليمية التي كانت تُستعمل في تلك الكتاتيب القرآنية أو دعينا نقول المراكز القرآنية؟ وهي مراكز ليست حكومية وليست مدعومة من قبل الجهات الحكومية وتمويلها ربما يكون شعبياً ومن الناس ومن أهالي الطلبة، لكن ما هي الأدوات الرئيسية التي كان يستعملها الطالب أو تلك الكتاتيب في تعليم طلابهم القرآن الكريم؟ |
الأدوات التعليمية المُستعملة في الكتاتيب القرآنية:
الأستاذة حسناء شُكري:
سبحان الله شيخنا يعني الأدوات كلها كانت جد بسيطة غير مُكلِّفة كان أساسها كما قلت اللوح الخشبي، هذا اللوح سبحان الله ترتبط بينه وبين الطالب علاقة جميلة جداً لأنه يبقى معه، حتى إن حفظ كتاب الله فهو يُحافظ دائماً على لوحه في بيته بزركشات وزخرفاتٍ من شيخه، يُكتب على هذا اللوح بمادةٍ تسمى الصمغ والتي يصنعها الطالب بنفسه من صوف الغنم المحروق ويصبه في قنينة زجاجية صغيرة تسمى الدَواة ويكتب بقلمٍ من القصب يُدق رأسه ليناسب الكتابة على اللوح، وكلما أراد محو لوحه استعمل ممحاة وغسله في مكانٍ طاهر، حتى ذلك الماء الذي يُستعمل في غسل الألواح لا يُرمى في أي مكان دائماً يُرمى في مكان طاهر كذلك، ليُطليه بعد ذلك بمادةٍ أخرى تسمى الصلصال، هذه المادة تؤخذ من الآبار وهي عبارة عن مادة طينية بيضاء أو ملونة تجعل اللوح سلساً عند مرور القلم عليه، بالإضافة إلى غصنٍ صغير يسمى بالكرّاش أو يسموه الأمازيغ بأكراش وهو عودٌ غليظ ينقش عليه الطالب اسمه وينقشه كذلك بزخرفات يستعمله ليحكَّ اللوح كلما انكبَّ على الحفظ قيل أنه يساعده على التركيز، فسبحان الله هذه الأدوات البسيطة وغير المُكلّفة أدواتٌ تعليمية حُفظ فيها القرآن في صدور العديد من الطلبة والقراء، فسبحان الله العظيم! لم يكونوا يستعينون بأدوات حديثة. |
الدكتور رحابي محمد:
نعم هذه الأدوات التي تتفضلين بها أعتقد كانت سبباً رئيسياً لتثبيت وترسيخ القرآن الكريم في صدور وقلوب هؤلاء الطلبة وتمكينهم من حفظ القرآن، حيث لمّا يَكتب على اللوح بيده بخط يده ويعمل على تنجير القلم وعلى صناعة الحبر وعلى تحضير الأدوات التعليمية بنفسه أو أهله يُحضرون ذلك له لمّا يبذل الجهد في الكتابة.. أمس قلت لولدي الصغير إلياس سبع سنوات اكتب سورة المطففين، قال لي: ماذا كلها؟! قلت له: ماذا تريد أن تكتب؟ قال: أكتب من واحد إلى خمسة الآية رقم واحد إلى الآية رقم خمسة، قلت له: اكتب، أصبحت الآن الأدوات التعليمة والثقافة وطرق التعليم الحديثة ربما حديثة نعم ولكن ترسيخها في القلب وتثبيتها في القلب ليست كما كانت من قبل، حتى الآن في موريتانيا وأعتقد ما زالت الكتاتيب في المغرب وأنتِ ربما تجيبين على هذا السؤال هل مازالت تلك الأدوات وذلك المنهج التعليمي هل ما زال موجوداً بالرغم من التقدّم والعصر الحديث الذي وصلنا إليه هل ما زالت موجودة تلك الأدوات ؟ |
الأستاذة حسناء شُكري:
نعم شيخنا مازالت موجودة خاصة في القرى في القرى المغربية، حيث لم تَصلهم تلك الأدوات حتى الإنترنت في بعض الأماكن لا يوجد فهم ما زالوا يحتفظون على نفس الوسائل التعليمية وما زالوا يستعملونها وقد أعطت نتائج جد جد جيدة، بالنسبة للمدن هناك بعض الكتاتيب التي تستعمل اللوح لأنه كانت له فعالية في ضبط رسم المصحف في الرسم وفي الضبط، لكن مؤسسات قرآنية أُخرى اعتمدت على الوسائل السمعية والبصرية وأدخلتها وواكبت العصر. |
الدكتور رحابي محمد:
نعم لعلّ هذا يقودنا إلى المحور الثاني الذي ذكرتهِ حضرتك واستفضت فيه بطريقة مفصلة عن المناهج والأساليب التي كانت تُتَّبع في المراكز هذه، المناهج والأساليب التعليمية ذكرتِ حضرتك عناصر مهمة فلو تتكرمين بتفصيلها، عناصر التعليم، مناهج التعليم، أساليب التعليم المُتميزة في الكتاتيب القرآنية. |
عناصر ومناهج التعليم في الكتاتيب القرآنية:
الأستاذة حسناء شُكري:
![]() |
وهنا سأتحدث عن بعض الطرائف التي كانت تحدث في بعض القرى أو في بعض الكتاتيب القروية وكيف كان يوضّح وكيف كان المشايخ يوضّحون أو يبينون الأخطاء للطلبة حتى لا ينسوها أبداً، فقد قرأت أنَّ أحدهم في قبيلة من قبائل المغرب في منطقة حاحا، أحد الطلبة كتب" سيجزيهم وصفهم" وأضاف ألفاً بين الواو والصاد يعني كتبها (واصفهم)، فرآها الشيخ أخذ عصا طويلة جداً وضعها على كتفه وجمع جميع الطلبة وقال لهم: اتبعوني فخرجوا من الكُتَّاب إلى شاطئ البحر حيث أنَّ الكُتَّاب كان قريباً من البحر فرمى تلك العصا في البحر، وقال لهم: هذا ألف وصفهم أغرقناه في البحر ليستريح منه أهل البر، فكيف يعني سبحان الله لهؤلاء الطلبة أن يقعوا في خطئٍ مثل هذا مرةً أُخرى. |
كما أذكر أني قرأت أن الشيخ الإلغي في كتابه المدرسة الأولى ذكر طرفة أُخرى من الطرائف، أن تلميذاً كتب أن قارون لكن بألف محذوفة لم يكتب ألف قارون سهواً أو خطأً وأسند لوحه إلى الحائط أو علقّه على الحائط كما يفعلون في الكُتَّاب، وكان الكُتَّاب مُسقفاً يعني سقفه كان خشباً، فذهب الطلبة لتناول وجبة الغداء ثم دخل إلى الكُتَّاب الشيخ ونظر إلى الألواح فوجد هذا اللوح وفيه هذا الخطأ فأخذ مِكنسة الكُتَّاب وصبَّ عليها صمغاً حتى اسودت كلها وبدأت تقطُّر فعلّقها قرب لوح ذلك الطالب، فخطَّ بها في الحائط خطاً عريضاً طويلاً من اللوحة إلى السقف إيذاناً بأنها ألف قارون، ولم يكتفِ بذلك بل أخذ فأساً وصعد إلى سقف الكُتَّاب فحفر هناك حفرةً أخذ منها تلك العصا فأقامها إلى السماء على الحائط مقابل ذلك الخط المرسوم على الحائط ومضى لسبيله، وبعد أذان الظهر تذكّر التلميذ صاحب اللوحة ما فعله بقارون فخرج مسرعاً إلى الكُتَّاب، لأنه كان المشايخ يُبينون الخطأ ويُؤكدون عليه، ذهب مسرعاً إلى الكُتَّاب قبل أن يراه أحد، وحين أقترب من الكُتَّاب رأى خشبةً على سطح الكُتَّاب لم يكن له بها عهدٌ من قبل فتعجب من ذلك! وبعد أن دخل ورأى ما حدث غضَّ على أنامله تحسراً وتلهفاً ولسانه الحالي يُنشد: |
قد كان ما خفت أن يكونا إنا إلى الله راجعونا{ }
يعني هذه سبحان الله من الطرق التي كانوا يُبينون بها الأخطاء، هذه الطرق أظهرت فعاليتها وهنا أُركّز على النصوص القرآنية وهي عبارة عن أبيات مُرتجلة من المشايخ مرات يكتبونها حتى باللغة الأمازيغية الهدف ليست هو القافية ولا الشِعِر الهدف هو تحديد هذا الخطأ وذكرُه في هذه الأبيات وتسهيل تذكره بالنسبة للطلبة. |
![]() |
ذكرتُ كذلك عنصرين آخرين عنصر: الحفظ والمراجعة، هنا أشرت به إلى أهمية حزب الراتب معروف في المغرب يُقرأ صباحاً بعد صلاة الفجر ومساءً بعد صلاة المغرب بطريقةٍ جماعية تسمى طريقة تحزبت وجدها المغاربة مُجدّيةً لتثبيت الحفظ لدى الطلبة، هذا العنصر يُركز فيه كذلك على التدرج كغيره من العناصر كما قلت السلكة الأولى غالباً تكون لبنةً فقط. |
أما عنصر التقويم؛ الجميل أن التقويم يكون دائماً تقويماً مُستمراً على طول السنة يقيّم الشيخ حفظ الطلاب ويُصحح ألواحهم باستمرار لكنه يقوّم كذلك أخلاقهم، وسلوكهم، وكلامهم معه، وكلامهم مع أقرانهم، وحتى طريقة لبسهم، وطريقة جلوسهم، يعني كان الآباء والأمهات يُحبون المشايخ كثيراً لأنهم يساعدونهم كثيراً في تربية فلذات أكبادهم، أما الامتحانات أو التقويمات الكبيرة وتسمى بامتحانات الإجازة فهي كانت عبارة عن اختبارات تتطلب تمام التحصيل، تتطلب تمام الحفظ تمام ضبط رسم كتاب الله تمام الضبط، لنيل إجازةٍ رسمية بسند الشيخ المُجيز وعليها في بعض المرات تكون شهادة العُدول، فتُفتح بعد ذلك الآفاق للطلبة ليتعلموا قراءات أُخرى وعلوم شرعية أُخرى تؤهّلهم ليكونوا في مصافِ المُتقنين والمُتميزين في بلدانهم. |
الدكتور رحابي محمد:
جميل جداً؛ أستاذة حسناء هذه الرحلة القرآنية في الكتاتيب العتيقة في المدارس العتيقة في المغرب كم تستغرق من الطالب ومتى يبدأ الدخول إلى هذه المدرسة؟ يعني متى يرسل الأهل ابنهم إلى هذه المدرسة؟ وهل هي كانت خاصةً للأبناء دون البنات أم هي للأولاد والبنات؟ وكيف يكون نظام الجلسة داخل الكتاتيب؟ |
نظام التعليم داخل الكتاتيب القرآنية:
الأستاذة حسناء شُكري:
كانت الأُسر تُرسل الأطفال الذكور فقط لكن حالياً الآن الذكور والإناث يلتحقون بالمدارس منذ خمس سنوات وهذا هو كان السر في نجاح المغاربة وفي تفوقهم في حفظ كتاب الله هو أنهم يبدؤون حفظ كتاب الله منذ الصغر منذ خمس سنوات عوض إرساله للعب يرسلونه إلى الكُتَّاب. |
الدكتور رحابي محمد:
الدوام يومياً؟ كم مرة في الأسبوع ؟ وهل هناك عطلة أسبوعية؟ |
الأستاذة حسناء شُكري:
نعم بالنسبة للقرى كانوا يذهبون إلى المدرسة القرآنية والكُتَّاب القرآني كل يوم، لكن في المُدن يذهبون إلى المدارس النظامية ثم يوم الأربعاء مساءً وعطلة نهاية الأسبوع يوم السبت والأحد يلتحقون بالمدارس القرآنية. |
نعم كانت عندهم عطل أو ما يسمى بالعواشر وهي العطل أو الأعياد الدينيّة كانوا يأخذون عشرة أيام كعطلة وكانت عندهم عادات أُخرى في هذه الأيام لو أردتم أن نذكرها نشاركها معكم. |
الدكتور رحابي محمد:
نعم أنا سعيد جداً بهذه الإضاءات على المراكز القرآنية في المغرب، أولاً وفاءً منك لمن علَّم واشتغل ومازال يُعلِّم ويشتغل وهذا حقهم علينا أن نشكرهم وندعو لهم بالخير، وبنفس الوقت أن نستفيد وأن نتعلّم وهذا كما يقال تبادل ثقافات وتبادل خبرات ممن يستمع وممن معنا من الإخوة المُعلّمين والمُعلّمات، فنستمع إلى هذه الخبرات وهذه المهارات وهذه الأدوات فنستفيد منها إن شاء الله. |
الأستاذة حسناء شُكري:
![]() |
الدكتور رحابي محمد:
نعم هذه الهدايا التي يأخذها الطالب يأخذونها لأنفسهم صحيح؟ |
الأستاذة حسناء شُكري:
يأخذونها إلى الكُتَّاب فيحتفلون هناك في الكُتَّاب مع شيخهم يأكلوا ما لذَّ وطاب. |
الدكتور رحابي محمد:
نعم أنا أريد أن أسأل هذا السؤال، ماذا عن المُعلِّم الشيخ في الكُتَّاب؟ كيف كانت حياته الاجتماعية والمادية؟ |
الأستاذة حسناء شُكري:
في القرى الحالة الاجتماعية والمادية كان دخله يعتمد على الأُسر يعني على أُسر القرية التي هو فيها، كانوا يُعطونه كل ما أراده، ويُوفرون له جميع الظروف المناسبة كي يُركّز على تدريس أبناءهم، يعني بيته يكون قرب المسجد أو قرب الكُتَّاب الذي يُدرِّس فيه، هناك طعام يومي عبارة عن كل أسرة تأخذ دورها في يوم أو يومين لتطُعم هذا الشيخ وترسل له ما لذَّ وطاب، كانوا من محاصيلهم الزراعية يأخذون دائماً قسطاً للطالب وكانوا هكذا يسمونه في القرية والمقصود به هو المدرس والشيخ، أما الآن خُصصت رواتب الآن للمُدرسين ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خصصت رواتب ومساعدات للمدارس العتيقة، فالحمد لله مع مرور الزمن أصبح الاهتمام بهؤلاء المشايخ وأصبح دعمهم من طرف الدولة كبيراً ولله الحمد. |
الدكتور رحابي محمد:
جميل جداً؛ طيب بالمناسبة الطالب مقصود به الشيخ ماذا عن التلاميذ الطلاب الأطفال ماذا تسمونهم؟ |
الأستاذة حسناء شُكري:
هم يقولن عن الطالب الشيخ يسمى بالطالب المُدرس المُؤدِب الأستاذ عنده مجموعة من الأسماء، والطفل يبقى طفلاً تلميذاً في بعض الأماكن الأُخرى يسمى كذلك طالباً هو حسب كل منطقة وحسب كل قرية. |
الدكتور رحابي محمد:
نعم لمَّا ينتهي الطالب من ختم القرآن إما نظراً أو غيباً هل هناك إجراءات واحتفاليات معينة في المركز نفسه أو في المجتمع المحلي في الحي أو في القرية؟ |
كيف يتم الاحتفال بحفظة كتاب الله في المدارس العتيقة؟
الأستاذة حسناء شُكري:
نعم الحفظَّة كان الاحتفال بهم أكبر وأجمل، في بعض القرى كان الطالب الحافِظ يُحمل على فرسٍ وبيده لوحه ويتبعه أقرانه يمشون على أقدامهم حاملين ألواحهم مُرتلين آياتٍ قرآنية أو يقرؤون مُتوناً بصوتٍ جماعي، فيطوفون على القرية فتفرح النساء ويفرح الرجال ويُرفع شأن هذا الحافِظ وسط القرية، وحسب الوضع المادي لعائلته هناك من يذبح خروفاً أو بقرةً ليُطهى الطعام ويُوزع على أهل القرية فرحاً بإتمام حفظ ابنهم لكتاب الله، والاحتفالات تختلف من منطقة إلى أُخرى هنا أتحدث عن المنطقة السوسية في بوداي المغرب. |
الدكتور رحابي محمد:
لعلنا يوماً من الأيام نزور المنطقة السوسية ونحضُر هذه الفعالية والاحتفال في الأجواء القرآنية إن شاء الله. |
أستاذة حسناء حضرتك طبعاً درستِ في هذه الكتاتيب جربتِها أليس كذلك؟ |
الأستاذة حسناء شُكري:
للأسف لم أجربها ولكن والدي حفظه الله دائماً يحكي لي ومازال يحكي عن قصصه هو الذي درس فيها ووالده خاصةً الذي كان حافظاً لكتاب الله، فحدثني دائماً عن القيمة التي تُعطى لحافظ كتاب الله في هذه القُرى يعني منه أخذت مجموعةً المعلومات التي شاركتها معكم اليوم. |
الدكتور رحابي محمد:
ما شاء الله أحسنت؛ هذا إن دلَّ على شيء يدل على وفاء كبير وحسن أدب وتربية من فضيلتك وحضرتك إلى بلدك وإلى المراكز القرآنية هناك وإلى أهل القرآن وإلى أهل العِلم جزاهم الله كل خير. |
طيب أختي حسناء نحن لا نريد أن نطيل عليكي ولكن جداً سعداء بهذه المعلومات وهذا الحديث عن القرآن في المغرب، بماذا تختمين لنا هذا اللقاء؟ |
الخاتمة:
الأستاذة حسناء شُكري:
![]() |
الدكتور رحابي محمد:
![]() |
فنشكركم على جهدكم وعلى تعبكم وعلى ما تبذلونه من وقت في ترسيخ هذه المعلومات، ونسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والنجاح والسداد إن شاء الله. |
لو أن أحداَ من الأخوة عنده سؤال نحن باقي معنا دقائق قليلة ونختم، أي سؤال ممكن أن نجيب عنه أختنا الفاضلة تجيب عن أسئلتكم المتعلقة بهذا الموضوع، يقول السؤال لديّ سؤال من فضلكم هل يمكنكم تلخيص أسباب اعتماد قراءة نافع، هذا ذكرناه ولكن ممكن أن تعيدي تلخيصه في نصف دقيقة أختي، اعتماد قراءة نافع قراءة رسمية في المغرب. |
الأستاذة حسناء شُكري:
نعم قلت سبب اعتماد قراءة نافع السبب الأول هو إيثار مذهب أهل المدينة على غيرها من المذاهب، العلاقة بين المذهب والقراءة، النقل المُزدوج للقراءة والمذهب معاً على أيدي الرُواة، كذلك تشجيع الرغبة استقلال الشخصية المغربية أو المغاربية على المشرق، وخاصةً العامل الأساسي هو رحلة الحج التي غالباً ما تُتَّوج بزيارة المسجد النبوي والأخذ من علمائها والجمع بين المذهب المالكي وبين قراءة نافع. |
الدكتور رحابي محمد:
بارك الله بك وجزاك الله كلّ خير، هذه المادة البحثية التي قدِّمت استكمالاً لماجستير الأداء القرآني كما أسلفنا نِلتي عليها درجة ممتاز ونرجو الله تعالى لكِ مزيد من التوفيق والنجاح، وباقي الاختبار النهائي العملي في تلاوة القرآن الكريم قريباً إن شاء الله، ونسعد إن شاء الله أن تكون نتيجتك مُتميزة جداً كتميزك في البحث بإذن الله تعالى. |
في ختام هذا اللقاء أيها الإخوة والأخوات لا يسعُني إلا أن أشكركم جميعاً على متابعتكم وعلى دعائكم الطيب، ونشكُّر الأخت الفاضلة حسناء شُكري على جهدها وتميزها وعلى ما قدمته مادة بحثية ُمتميزة بالفعل، وأيضاً على هِمتها العالية في تلاوة وفي تعليم القرآن الكريم، جزاك الله أخت حسناء وبارك الله بك، وإلى مُلتقيات أُخرى على مائدة القرآن الكريم وشكراً. |
الأستاذة حسناء شُكري:
جزاكم الله خيراً شيخنا بارك الله بك. |
الدكتور رحابي محمد:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. |
الأستاذة حسناء شُكري:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. |