صفات وقيم الإمام الناجح مع الشيخ أحمد عصام علي

  • 2020-09-24
  • أمريكا

صفات وقيم الإمام الناجح مع الشيخ أحمد عصام علي


مقدمة
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً ميموناً معصوماً يارب العالمين.
أيها الإخوة الكرام : أهلا وسهلاً ومرحباً بكم في لقاءٍ متجدد مع أهل العلم والقرآن، ضيفنا في هذا اللقاء فضيلة الشيخ أحمد عصام صلاح الدين علي، إمام وخطيب المركز الإسلامي في نيوبورك ريتشي - فلوريدا – أمريكا، وهو أيضاً إمام وخطيب في وزارة الأوقاف المصرية، أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم فضيلة الشيخ.

الشيخ أحمد :
يا مرحباً، السلام عليكم ورحمة الله دكتور رحابي محمد، جزاكم الله خيراً على هذه الاستضافة، بارك الله فيكم.

د. رحابي محمد :
حياكم الله سعداء جداً بلقائكم، نتحدث قليلاً عن أهل العلم والقرآن، عن مسيرتكم العلمية الطيبة في خدمة الإسلام، وفي خدمة الإنسانية، بارك الله فيكم.
يُسعدني أيها الإخوة بدايةً أن نقدم فضيلة الشيخ أحمد، ثم نتحدث قليلاً عن موضوعين أو محورين أساسيين في هذا اللقاء، عن أهم صفات الإمام، وعن بعض القضايا الأخرى المتعلقة بعمل الإمام في الجالية.
في البداية الشيخ أحمد عصام صلاح الدين علي من جمهورية مصر العربية، خريج جامعة الأزهر كلية اللغات والترجمة في قسم الدراسات الإسلامية باللغة الانكليزية، الشيخ أحمد أتمَّ حفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره، ما شاء الله، والتحق بالأزهر منذ الابتدائية، ثم درس العلوم الشرعية، وعمل في مجال الدعوة خطيباً منذ كان في عمر إحدى عشر عاماً، تدرجَ في التدريب والعمل الخطابي، حتى ما شاء الله عرف منذ صغره بالخطيب الشيخ أحمد صلاح الدين، التحق بوزارة الأوقاف المصرية خطيباً رسمياً منذ اثني عشر عاماً، له مساهمات في برامج على الفضائية المصرية لتعليم وتصحيح تلاوة القرآن الكريم على الهواء مباشرةً، في برنامجٍ معروف، اسمه (صباح المؤمنين)، اللهم ارزقنا صباح المؤمنين، ومساء الذاكرين الشاكرين يا رب العالمين، الشيخ أحمد له إجازاتٌ في الحديث الشريف في الكتب الستة، وفي الحديث المسلسل بالأولية، وشرح الفريدة البهلية، وإجازة في التوحيد، وبعض الإجازات والشهادات الأخرى أيضاً، الآن هو إمام للمركز الإسلامي في نيوبورك ريتش - فلوريدا حتى الآن.
بالمناسبة: فقدنا أمس، أو فَقد العالم الإسلامي وطلاب العلم في أنحاء العالم علماً من أعلام الحديث النبوي الشريف في هذا العصر، أستاذ علوم القرآن، وأستاذ علوم السنة، فضيلة الدكتور نور الدين عتر رحمه الله آنسه الله عوضه الله الجنة، ونرجو الله أن يجعل فيكم الخير والبركة، وفي طلاب العلم، وأئمتنا جميعاً الخير والبركة، والخَلَف الصالح إن شاء الله.

د. رحابي محمد :
يا سيدي الشيخ أحمد حدثنا قليلاً عن النشأة والأسرة ، البيئة الاجتماعية، البيئة العلمية، التي نشأت بها، وكَوَنت شخصية الخطيب الصغير منذ كان إحدى عشر عاماً، حَفِظ القرآن وهو في العاشرة من عمره، ثم أكرمه وشرفه الله بحمل لواء الدعوة في هذا الدار إلى هذه اللحظة، نسأل الله تعالى أن يُكرِمك دائماً بالسداد والتوفيق والقبول، تفضل شيخنا.

البيئة والنشأة التي كونت الشيخ أحمد عصام صلاح الدين
الشيخ أحمد :
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا، وإمامنا، وقائدنا، رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، مرحباً بكم فضيلة الدكتور، جزاكم الله خيراً على هذه الدعوة الكريمة، وحيَّا الله الإخوة والأخوات من المشاهدين والمشاهدات، وبارك الله جمعنا وجمعكم، اللهم آمين يا رب العالمين.
أما عن النشأة سيدي الفاضل؛ فبفضل الله، وحوله، وقوته، ونعمته سبحانه وتعالى، أكرمني الله سبحانه وتعالى بأبٍ أسأل الله أن يبارك في عمره، كان حريصاً على تعليمي القرآن، وكان حريصاً على تعليمي العلوم الشرعية، منذ أن أدخلني الأزهر، وهذا بفضل الله، وكرمه، ولي أمٌ اسأل الله سبحانه وتعالى أن يشفيها وأن يبارك في عمرها يا رب العالمين، كانت تحُثُّني حثاً على حفظ القرآن الكريم، وتقوم بتشجيعي على حفظ القرآن الكريم، وأكرمني الله سبحانه وتعالى بمجموعةٍ كريمةٍ جداً من أهل العلم، ومن المشايخ الكرام، الذين تتلمذت على أيديهم في حفظ القرآن الكريم، فبارك الله فيهم، وجزاهم الله تبارك وتعالى عني خيراً، ولكن سيدي الدكتور رحابي محمد أحب أن أذكر فقط قصةً من القصص التي ربما فيها فائدةٌ لعموم المسلمين، كيف بدأ الأمر؟
في البداية لم يكن السيد الوالد حفظه الله، مولعاً بالعلم الشرعي، ولا بحفظ القرآن، ولكن كان كبقية الناس، ليس له هدف من أن يكون الابن من حفظة القرآن الكريم، إلى أن يسَّر الله سبحانه وتعالى يوماً ما، أن دعا جدي رحمه الله أحد العلماء والمشايخ إلى بيتنا للزيارة، وبينما كنت في عمر الثلاث سنوات تقريباً، وكنت ألعب بجوار الشيخ، فنادي عليّ، ثم قرَّبني إليه، وسألني عن بعض آيات القرآن الكريم- السور القصار- فقرأت بعضاً منها على قدر الحفظ، ثم وضع يده على رأسي، ودعا لي، وكأنه كان يقرأ الرقية الشرعية، أو شيئاً من هذا القبيل، طبعاً هم قالوا لي هذا الأمر، ثم توجه إلى والدي، وقال: ادعُ الله الآن، وأنا سأؤمن على دعائك، ثم قال له أبي: ماذا أقول؟ قال: قل اللهم اجعل ابني هذا من حفظة القرآن الكريم، فما كان من والدي حفظه الله إلا أن دعا، ثم أمَّن الشيخ رحمه الله، ثم قال: الآن اذهب به إلى شيخٍ ليعلمه القرآن، وكنت في الثالثة من عمري، ثم أخذني والدي حفظه إلى الشيخ عربي كمال حسب النبي، والشيخ عربي كمال هو مُحفِّظي للقرآن الكريم، أسأل الله أن يبارك في عمره يا رب العالمين، ثم أخذ بي إلى الشيخ أحمد الطوخي حفظه الله، ليعلمني الخطابة، وكيف أُلقي الكلمات المدرسية في الصغر، وسبحان الله تحوَّل الحال في البيت بأسره، إلى أن صار البيت من أهل القرآن، وبدأ والدي حفظه الله يحفظ معي القرآن، وبدأت أمي تحفظ معي القرآن، ثم توجه البيت بأسره، حتى بالأبناء الذين صاروا بعد ذلك، أبناء العمومة وأبناء الخالة، صاروا جميعاً يذهبون إلى الكُتّاب، وإلى حفظ القرآن الكريم، سبحان الله كيف لرجلٍ يهدي الله به أسرةً كاملة! وتتحول من أمرٍ إلى أمرٍ آخر، وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى، وهذا مصداقٌ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

{ حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْهُ، وإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ }

(رواه مسلم)

وهذه هي النصيحة إذا كانت لوجه الله الكريم، ثم بعد ذلك دخلت الأزهر الشريف، وهناك بدأت أتعلم العلوم الشرعية، وتدرجت، ثم التحقت بمعهد الشيخ خالد في شبرى الخيمة بالقلوبية، وأنا من سكان ومن مواليد قليوب بمحافظة القلوبية، في جمهورية مصر العربية، وأشرُف بأهل الطيبة والكرم والعلم من مدينة قليوب حفظها الله، ولما التحقت بالأزهر، وانتقلت من المتوسط كما يقولون هنا، أو الإعدادية كما يقولون في مصر، ثم الثانوية، ثم التحقت بفضل الله تعالى بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر قسم الدراسات الإسلامية باللغة الإنكليزية، وشَرُفت بأن يكون رئيس القسم الدكتور محمد أبو ليلى، ودَرَّس لي الدكتور رضا بدير، وهو شيخي ومعلمي في اللغة الانكليزية، حفظه الله تبارك وتعالى، وهذا أمرٌ دائماً نتكلم عنه، الأزهر ورجال الأزهر، حفظ الله الأزهر، وبارك فيه، حتى فضيلة المُحدِّث الشيخ نور الدين، لما كان في بداية حياته في عام 1958، التحق بالأزهر الشريف وكان الأول على دفعته عندما تخرَّج، فهذا من بركات الأزهر وثمراته، أسأل الله أن يبارك في الأزهر، وفي رجاله.

د. رحابي محمد :
آمين، جزاك الله خيراً يا فضيلة الشيخ، ما شاء الله، بدايةٌ طيبة، ومما نستفيد من هذه القصة الملهمة: أن الدعاء له أسرار، وأن الإنسان يلتمس الدعاء، ويتحرى الدعاء من أهل الصلاح والتقوى، وبارك الله في حياة الوالد، وفي عمره، سبحان الله هذا الوالد والدٌ حكيمٌ ذكي، يعرف كيف يستثمر في أولاده، وكيف يستثمر في الصالحين، يدعوهم، يُكرِمهم، ثم يحضر ابنه الصغير الذي لم يبلغ ثلاث سنوات، ليقول لهذا الرجل الصالح الطيب المبارك: أرجو الدعاء، وهذا كان دأبَ الصحابة الكرام، كانوا يُحضرون أبناءهم إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، يُقدمون أبناءهم ويطلبون منه الدعاء، هذا أنسٌ يخدمك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخدمه عشر سنوات، ونقل لنا حياة رسول الله الداخلية، ونقل لنا حياة رسول الله الوصفية، وصفَ لنا رسول الله بشيءٍ لم يصفه أحدٌ من الناس، لذلك هذا الطفل الذي نستثمر فيه، هذا سر الدعاء، وهذه وصيةٌ من الشيخ أحمد، إلى كل من يسمع ويتابع: استثمروا الدعاء من الصالحين، تحرَّوا الدعاء من الصالحين، لعل الله عز وجل يكتب في ذلك الاستجابة والخير، فيكتب الله لهذا الرجل أو لهذا الطفل حياةً مليئةً بالخير، مليئةً بالعلم، والدعوة، والنور، تكون في صحيفة أمه وأبيه ، والشيخ أحمد ما شاء الله ذهب إلى الشيخ عربي كمال في القرآن، وإلى الشيخ أحمد الطوخي في الخطابة، ذهب إلى معهد الشيخ خالد في محافظة قليوب، درس في الأزهر الشريف عند الدكتور محمد أبو ليلى، وعند الدكتور بديع، أعلامٌ من أهل العلم، والخير، والصلاح، نرجو الله تعالى أن تكون امتداداً لهم يا أخي العزيز الفاضل الشيخ أحمد.
بالمناسبة الأزهر الشريف قام بنعي للمحدث الشامي في الشام، وقال الأزهر ينعى المُحدِّث الشامي نور الدين عتر، يقول: ينعى الأزهر الشريف بمزيدٍ من الرضا بقضاء الله تعالى وقدره، العلامة المحدث نور الدين عتر الحلبي الأزهري، أستاذ الحديث وعلومه، ورئيس قسم علوم القرآن والسنة في كلية الشريعة بجامعة دمشق، الذي وافته المنية الأمس عن عمرٍ ناهز ثلاثة وثمانين عاماً، يؤكد الأزهر أن الشيخ نور الدين عتر كان صاحب مسيرةٍ عامرة، ومدرسةٍ فريدة في علوم الحديث تحقيقاً، وتأليفاً، وتدريساً، وكان ترتيبه الأول على دفعته بجامعة الأزهر، وكان موضع نظر أساتذته الأجلاء من شيوخ الأزهر، وعلمائه، وطلابه، لما رأوه من نبوغٍ وإخلاصٍ للعلم والدين في شخصيته، فحاز الدكتوراه من الأزهر، وسخر حياته لخدمة الحديث الشريف وعلومه، وأثرى المكتبة العلمية بأكثر من خمسين مؤلفاً، والأزهر إذ ينعى العلامة الشامي نور الدين عتر، فإنه يتقدم بخالص العزاء إلى أسرته، وذويه، ومحبيه، وكل علماء الأزهر، وباحثيه، وطلابه، ويسأل الله تعالى أن يتقبل الشيخ الراحل في الصالحين، ويسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون، نسأل الله تعالى أن يجعل فيكم الخير، والبركة، والخلف الصالح يا شيخ أحمد، وفي طلاب العلم جميعاً إن شاء الله.
شيخنا دعني أذهب إلى سؤالٍ على الهامش، هوايات وأنشطة للشيخ أحمد في أوقات فراغه، وإن كنا نعلم أن الإمام في أمريكا، والإمام في العالم كله، لا يكون عنده متسعٌ من الوقت، كيف يقضي الشيخ أحمد وقته؟ وما هي الهوايات التي يمارسها إذا وجد وقت فراغٍ؟ لابد لنا أن نجد وقت فراغٍ، لأن لأنفسنا علينا حق، أهلنا لهم علينا حق، وأولادنا لهم علينا حق، جسدنا له علينا حق، نمارس الرياضة وإلا سوف نصاب بأمراض الديسك، وأمراضٍ أخرى بسبب الجلوس، وبسبب الوقت في التدريس، والجلوس على المكاتب، وغير ذلك شيخ أحمد، كيف تقضي وقتك؟ وماهي هواياتك ؟

أنشطة الشيخ أحمد في أوقات فراغه :
الشيخ أحمد :
جزاك الله خيراً، كما ذكرت فضيلتكم ليس هناك من وقتٍ نذهب فيه، حتى في الصغر ما كان هناك من الوقت للهو والمرح، كما يفعلون الآن، ولكن نعم بفضل الله هناك أوقاتٌ نحاول أن نستثمرها في الدعوة إلى الله، ولكن من يحمل همّ هذا الدين، وهمّ الدعوة إلى الله، وهمّ الجالية، ويحمله على عاتقه لا يجدُ من الوقت ما يذهب به هنا وهناك، لكن في الأساس هناك من الهواية ربما الحمد لله لعب كرة القدم، لكن هذا كان قديماً، أما الآن فالصيد، صيد الأسماك من الهوايات التي تستهويني جداً، وربما يعني سبحان الله أستثمر بعض الوقت الضيق في أخذ الأولاد في الذهاب لصيد الأسماك، وحتى سبحان الله خلال هذا الوقت آخذ بعض الشباب، لكن قبل جائحة كورونا، كنت آخذ بعض الشباب من المسجد، ونذهب، ثم نستثمر هذا الوقت في الدعوة إلى الله، وهذه من المشاريع الناجحة، كيف تتواصل مع الشباب؟ وكنا بفضل الله نُعلمهم شيئاً عن القرآن، وعن الحديث، ونحن نقوم باصطياد الأسماك.

د. رحابي محمد :
ما شاء الله، على قصة الصيد أحد الفضلاء قال : صيدُ الملوك أُسُدٌ وأرانبٌ، وإذا اصطدت فصيديَّ الأبطالُ، نعم نحن نعمل في الدعوة، ونعمل في إيصال الخير إلى الناس، وهؤلاء الناس هم من يبنون المجتمع، ويبنون الإنسانية، وهذا ما ينبغي أن نركز عليه بالفعل، أن نتصيَّد، ونتحرى النصيحة، كما كان رسول الله صلى الله عيه وسلم يتخوَّلُ أصحابه بالموعظة الحسنة، ليلتقط في قلوبهم مواضع الخير، ثم يُؤثر فيهم، ويخرجون من المسجد دعاة خيرٍ، دعاة سلام، دعاة حب، دعاة رحمة، وهذا ما يعمله الإمام، إذاً الإمام وهذا محور حديثنا اليوم، ما هي أهم الصفات التي ربما أو تعتقد فضيلتك أنه ينبغي أن يتحلَّى ويتخلَّق بها الإمام؟ ليكون ناجحاً في مهمته، ناجحاً في وظيفته، التي هي وظيفة الأنبياء، والتي هي وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم، الدعوة إلى الله.

أهم صفات الإمام
الشيخ أحمد :
صدقت أخي الفاضل حقاً كما قلت، هي رسالة الأنبياء والمرسلين ، من أهم صفات الإمام أن يعرف حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه من الدعوة إلى الله، أنا لا أسمي الدعوة إلى الله مهنةً أو وظيفةً بالمسمى الحديث، ولكنها رسالة، الله سبحانه وتعالى ذكر هذا عندما قال:

الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ
(سورة الأحزاب :39)

من أهم الصفات في الداعية أن يحمل همَّ هذا الدين، وأن يستشعر عِظَمَ الرسالة، لأنه يتحدث بكلام الله تعالى، وبكلام النبي صلى الله عليه وسلم، وانظر فضيلتكم كيف أن الله سبحانه وتعالى ذكر صفةً واحدة:

الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ
(سورة الأحزاب :39)

فماذا ذكر الله بعدها؟ هناك المئات والآلاف من الصفات يمكن أن نعُدَّها، لكن الله سبحانه وتعالى ذكر:

َوَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ
(سورة الأحزاب :39)

إذا أول ما يُطلب من الإمام أن يستشعر عِظَمَ المسؤولية، ثانياً: الخشية من الله سبحانه وتعالى لا من أحدٍ من الناس، لأنه إذا لم يخشَ الله تبارك وتعالى كَتَمَ الحق الذي معه، ثم تكلم بالباطل تملقًا فإذا تملَّقَ أحد الناس فهذا خرج عن رسالته، الأمر الآخر من صفات الداعية: أن يَتمثَّل بقدوة القدوات رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله سبحانه وتعالى خاطبه في القرآن، فقال :

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
(سورة آل عمران :159)

فكيف يكون بداعيةٍ من يتهجم، أو من ينظر إلى الناس بفوقية، أو من يتعامل مع الناس بقسوة، هذا ليس من صفات الداعية، فالداعية رفيق بهم، لينٌ، سهلٌ، رحيمٌ، الداعية من أدواته، ومن صفاته أن تكون الابتسامة على وجهه حينما يكلم الناس عن الله سبحانه وتعالى، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، ولنا في ذلك ما ذكره الله سبحانه وتعالى في أواخر سورة النحل، حينما قال الله تعالى:

ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ
(سورة النحل :125)

والله تبارك وتعالى حينما خاطب رسوله صلى الله عليه وسلم بحال الدعوة إلى الله، الله سبحانه وتعالى ذكر رسوله صلى الله عليه وسلم بهذه الرأفة والرحمة، فقال عنه صلى الله عليه وسلم:

بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ
(سورة التوبة :28)

فإذا كان الداعية يريد أن يتمثَّل وأن يَقتدي برسوله صلى الله عليه وسلم، عليه أن يحذو هذا الحذو، عليه أن يقتضي وأن يتصف بهذه الصفات، وإلا فلن تُثمِرَ دعوته، انظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم جاهد صلى الله عليه وسلم، وتحمَّل الآلام، وكان صلى الله عليه وسلم رحيماً بالناس، فأثمرت دعوته، وبارك الله بها، ودخل الناس إلى دين الله أفواجاً.

د. رحابي محمد :
أحسنت، أحسنت ، بارك الله فيك يا شيخ أحمد، والله يا سيدي ذكرتني بأحد المشايخ عندنا في إدلب، رحمه الله كان اسمه الشيخ حكمت معلم، هذا الرجل كان هو مرجع البلد في الفتوى، كل ما سُئِل سؤالاً أول إجابة يقول: ربي يسر، الوالد كان يلازمه كثيراً، فقال له: سيدنا ربي يسر لكل شيء، هل يجوز هذ الشيء؟ قال له: يا أبو يوسف التيسير من سمة الأنبياء، التسهيل، وأن يكون الإنسان ليناً، لا يبحث عن التشدد، أو عن المسائل التي فيها غِلظة، وفيها شدةٌ على الناس، وفيها مقت، وفيها صعوبةٌ في التنفيذ أو الامتثال ويلقيها عليهم، يبحث عن أي مخرجٍ فيه شئٌ من الصحة، ومقبولٌ لدى المذاهب المقبولة أو المعتبرة، فيقدمها للناس لأن هذه بالفعل وظيفة الأنبياء.

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ
( سورة آل عمران :159)

الرحمة كما تفضلت، هذه خمس صفاتٍ ذكرتها حضرتك: رقم واحد الإمام يجب أن يعرف وظيفته، ما هي الوظيفة التي يقوم بها، وهي وظيفة الأنبياء، رقم اثنان أن يحمل همّ هذا الدين، ويستشعر عِظَمَ الرسالة التي حمّله الله إياها، وشرفه الله بها، كان عندنا أحد المشايخ يقول لي : ادعُ الله تعالى في سجودك: اللهم شرفني بحمل لواء الدعوة إليك، هذا شرفٌ كبيرٌ أن تحمل لواء الدعوة، تحمل همَّ الدعوة ومسؤوليتها، رقم ثلاثة الشيخ أحمد ذكر أن الإمام عليه بأن يستحضر دائماً خشية الله سبحانه وتعالى لا أحد سواه:

الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ
( سورة الأحزاب :39)

رقم أربعة أن تكون قدوته رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو المثل الأعلى لكل إمامٍ في أخلاقه الخاصة، وفي أخلاقه العامة، رقم خمسة وهي الجميلة كجمالك يا شيخ أحمد، الابتسامة:

{ تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ }

(رواه الترمذي)

جميل جداً أن يتذكر الحضور في المسجد أن إمامهم يخطب وهو مبتسم، أو يرسم البسمة على وجههم أثناء الخطبة، لماذا عندنا نحن كان إذا خطب صلى الله عليه وسلم انتفخت أوداجه، وكأنه منذر حرب، وكأنه نذير جيش، لا حاجة لأن تجعل الناس يخرجون من المسجد ومعهم هذه الشدة، والضغط، وتنفخ الأوداج، واحمرار الوجه، لا داعي له في مجتمعٍ يرى الناس فيه كثيراً من المتحدثين على الشاشات الفضائية، وعلى الإعلام يدخلون إلى قلوب الناس بالبسمة التي تفضَّلت بها.

الرحمة واللين من صفات الإمام والداعية
الشيخ أحمد :
والله يا دكتور ما أحوجنا إلى هذا الأمر، وما أحوج مشايخنا من الدعاة أن ينظروا الى هذه الآية الكريمة، انظر إلى الله سبحانه وتعالى عندما أرسل هارون وموسى إلى فرعون، ماذا قال الله تبارك وتعالى، وهذا فرعون، وكلنا يعلم من هو فرعون، الذي قال :

فقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ ٱلْأَعْلَى
( سورة النازعات :24)

وقال:

أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي
( سورة الزخرف :51)

وقال:

وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ
( سورة غافر : 36-37)

إلى أخر ما قال، لكن انظر إلى الله سبحانه وتعالى كيف وجههما، حينما قال :

اذْهَبَآ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً
(سورة طه :43-44)

انظر إلى التوجيه من الله لنبييه، قولا له قولاً ليناً، حتى أن بعض أهل العلم قال: إذا كان الحال بمن قال أنا ربكم الأعلى، فكيف الحال بمن قال سبحان ربي الأعلى؟ إظهار الرفق، والرحمة، والابتسامة، والأخذ بيد الناس، ونتذكر كلام نبينا صلى الله عليه وسلم:

{ إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، ولنْ يشادَّ الدِّينُ إلاَّ غَلَبه فسدِّدُوا وقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، واسْتعِينُوا بِالْغدْوةِ والرَّوْحةِ وشَيْءٍ مِن الدُّلْجةِ }

(رواه البخاري)

هذا توجيه، وينبغي أن نمتثل إليه، وأن تكون هذه هي صفات الإمام، والداعية إلى الله، إذا أراد لدعوته أن تثمر، ويغلف كل هذا بالدرجة الأولى توفيق الله تبارك وتعالى، إذا وفقه الله في دعوته، ورأى من إخلاصاً، وسريرةً، يرضى الله سبحانه وتعالى وفقه في دعوته، واستجاب له الناس.

د. رحابي محمد :
بارك الله فيكم، يعيش الأئمة في مجتمعاتٍ متنوعةٍ مختلفة، في مجتمعاتٍ ربما يغلب عليها المسلمين من حول المسجد، أو في مجتمعٍ في تنوعٌ كبيرٌ في الأديان، الأعراق، والأجناس، برأيك يا شيخ أحمد أهم الأساليب والطرق الدعوية التي ينبغي أن يسلكها الإمام في مجتمعه، في جاليته، كيف يقيِّم الأسلوب الصحيح في مجتمعٍ مثلاً في فلوريدا، في كاليفورنيا، كيف يقّيم عمله هنا، ويسلك الأسلوب في التعامل مع الناس، وكيف لو كان الإمام في مصر في قليوب، أو في سوريا، أو في بلدانٍ أخرى، ما هي الأساليب التي ينبغي أن يسلكها الإمام؟ في أربع دقائق متبقية معنا.

ضرورة الاندماج مع المجتمع
الشيخ أحمد :
جزاك الله خيراً، أولاً من أهم الأمور التي رأيتها عندما جئت إلى أمريكا، وجدت أن هناك كثيراً من الناس لا تعرف شيئاً عن الإسلام، وكثير من الناس متخوفةٌ من رسالة الإسلام، وهي لا تعرف أي شيءٍ عنه، لكن من أهم الأدوات التي لابد أن يستخدمها الإمام في دعوته إلى الله في أمريكا، في كندا، في استراليا، في أي مكان، الاندماج مع المجتمع الذي يعيش فيه، لا أن ينعزل أو أن يكون بمعزلٍ عن المجتمع، ثم بعد ذلك يريد أن يُؤثر فيه! كيف تؤثر فيه وأنت لم تندمج ؟ وأنت لم ترَ الأمراض فتعالجها؟ وأنت لم تتحسس مواطن الضعف، ثم تقوم بتصحيحها ، أو تقوم بعلاج الأخطاء التي تراها.
من أهم أسس نجاح الإمام أو الداعية في بلاد الغرب، أنه لا بد أن يندمج مع هذا المجتمع بالقدر الذي يحافظ فيه على دينه، وعلى ثوابته، ولكن لابد أن تكتشف مواطن الأخطاء، ثم بعد ذلك تعالجها بالحكمة والموعظة الحسنة، وهناك من الأمور التي لابد وأن نتكلم فيها برفقٍ ولينٍ في المجتمع الغربي: الإسلام والعنصرية، ما موقف الإسلام من العنصرية؟ الإسلام والمرأة، الإسلام والعدل، الإسلام والرحمة، علاقة الإسلام بالرحمة، علاقة الإسلام بكل هذه الموضوعات المطروحة على الساحة الآن، لابد أن نتكلم بهذه الأطروحات، وأن نتحدث مع غير المسلمين، إذا حبسنا أنفسنا فقط بالمساجد فكيف يعرفنا الناس؟ وكيف نبلغ دعوة الله سبحانه وتعالى؟ لذلك علينا كأئمةٍ أن نندمج في المجتمعات الغربية، وأن نتعامل مع الناس، أن نُصحح المفاهيم بالقدوة، وبالمثال الطيب، وبالرحمة، والموعظة الحسنة، وبالرفق، وباللين، وأن نخبرهم بأن هؤلاء هم سفراء الإسلام، وأن نأخذ بأيديهم إلى طريق الله رب العالمين، فمن أهم الأمور: الاندماج والانخراط في المجتمع بالقدر الذي تحافظ فيه على دينك، وعلى الأحكام الشرعية، لا أن تكون بمعزلٍ عن العالم بأسره، وأن تحبِس نفسك في المسجد.
أعطيك مثالاً فقط لضيق الوقت، من أهم الأمور التي وجدتها حينما جئت إلى أمريكا، وخاصة في فلوريدا، حينما نزور السجون هنا في أي مكانٍ ونبدأ بالتعريف الإسلام، والله تجد الناس يقبلون على الإسلام بالعشرات، والله أحدثك الآن وأنا معي في سيارتي بعضٌ من المصاحف مترجمةٌ باللغة الانكليزية، ومعي موعدٌ قريبٌ لأذهب بالمصاحف، لأن هناك زيادةٌ في الطلب على قراءة القرآن في السجون، ومن غير المسلمين بفضل الله تبارك وتعالى، الزيارات والمقابلات، ولي حتى لقاءات، وندوات في بعض الكنائس، وبعض المعابد، وهذا هو الاندماج، والانخراط في المجتمع حتى تؤتي الثمرة، وتبلغ، وتُعرِّف بنفسك، لا أن تبقى مختبئاً في مسجدك تحاول أن تتوارى عن الأنظار، نحن بفضل الله معنا الحق، ومعنا الأدوات التي نستطيع أن نُبرِز بها هذا الحق للبشرية جمعاء.

خلاصة ما ينبغي أن يفعله الإمام في جاليته
د. رحابي محمد :
ما شاء الله، بارك الله، فيك دعني ألخص ما تفضل به الشيخ أحمد، ولعلنا نختم أيضاً بهذه الخلاصة الطيبة من رجُلٍ طيب، خلاصة ما ينبغي أن يفعله الإمام في جاليته سواءً كان في أمريكا، أو الغرب، أو في أوربا، أو حتى في المجتمعات العربية، رقم واحد الاندماج في المجتمع، يندمج من اجل أن يتحسس مواطن الحاجة إلى التحسين، والتذكير، والإصلاح، وإذا لم يندمج سوف يَنعزل، ويَعزل نفسه، ولن يعلم به أحد، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يعزل نفسه، لم يبقَ حياته كلها في غار حراء، غار حراء كان فترةً مؤقتة، فترة التحضير، التجهيز للقلب، والروح، والنفس، ثم انطلق:

وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ
( سورة الشعراء :214)

كان عندنا أحد الأساتذة الفضلاء الكرام، مربي كبير اسمه الأستاذ غسان جبان، مربي فاضل، وله مؤلفاتٌ وآثارٌ دعوية كبيرة، كان يقول لنا بعد أن تخرجنا، ودرسنا في المعهد، يقول ماذا تفعلون هنا! توظفنا في المعهد الإسلامي الكبير في الشام، فكان يقول ماذا تفعلون! ارجعوا إلى بلادكم، سافروا، علِّموا، النبي صلى الله عليه وسلم لم يحفظ أصحابه عنده، بل نشرهم وأرسلهم في الآفاق حتى ينشروا الخير، إذا فالاندماج أمٌر مهمٌ جداً جداً للإمام، يتحسس مواقع الضعف في التطوير والتحسين، يتعامل بالحكمة والموعظة الحسنة، هذه رقم واحد في حياة الإمام، فِعلُ ما ينبغي في الوقت الذي ينبغي على النحو الذي ينبغي، رقم أربعة: ذكرتم فضيلتكم الرفق واللين، وهذا من شأن الإمام أيضا أن يكون لينا ًرفيقاً سهلاً مع الناس أجمعين، رقم خمسة: يُبين جمالية الإسلام، وأهم ما ينبغي أن يُذكر، ويُطرح أمام الناس عموماً، وأمام المسلمين: الإسلام والعنصرية، الإسلام والحرية، الإسلام والرحمة، الإسلام والمرأة، الناس متشوقةٌ لأن تعرف رأي الإسلام في هذه الموضوعات.
فضيلة الشيخ أحمد لقاءٌ مثمرٌ طيبٌ ما شاء الله، وبخلاصة طيبة أخذناها من فضيلتكم عن أساليب الدعوة، وما ينبغي على أن الإمام أن يفعله في جاليته، كلمةٌ أخيرة نختم بها فضيلة الشيخ أحمد.

الحاجة إلى تقديم ديننا بشكل أفضل
الشيخ أحمد :
بارك الله فيكم، جزاكم الله خيراً على هذه الاستضافة، كلمةٌ والله أوجهها من قلبي إلى جميع الأئمة والدعاة إلى الله سبحانه وتعالى: إن من أشرف الأعمال قاطبة أن تموت وأنت خادمٌ لهذا الدين، فلا ينبغي أن تفرط أبداً في هذه المكانة، وهذا الشرف، الناس ينتظرون في الخارج، التحديات كثيرة، جهزوا العدة وكونوا على قدر المسؤولية، ارفقوا بالناس، واحنوا عليهم، قدموا الدين بصورته الجميلة اللينة السهلة، قوموا بخدمتهم، ولنا في ذلك الأسوة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، إسلامنا جميل، وديننا جميل، يحتاج من يقدم هذه البضاعة بشكلٍ جميل كي يتقبله الناس، بارك الله فيكم.

خاتمة وتوديع
د. رحابي محمد :
أحسنت يا شيخ أحمد، بضاعتنا جميلة، وغالية، والناس متعطشون لأن يروا، وأن يتحسسوا، ويستمتعوا بهذا الجمال الرباني: جمال الإسلام، لكن علينا أن نقدم هذه البضاعة بطريقةٍ جميلة، أسأل الله تعالى أن يبارك فيكم، وأن ينفع بكم، وهنيئاً للجالية في فلوريدا، هنيئاً لها بكم وبعلمكم وحكمتكم، أسأل الله أن يزيدكم علماً، وخيراً، وفضلاً، ويكرمنا وإياكم بالتوفيق والنجاح والسداد، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، أسأل الله تعالى أن يجمعنا معكم فضيلة الشيخ أحمد مرةً ثانيةً إن شاء الله تعالى في لقاءٍ طيبٍ مثمرٍ إن شاء الله، نستفيد ونُفيد غيرنا من أهلنا وأحبابنا وزملائنا بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً، سبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
أعزائي الإخوة الكرام المتابعين في صفحات الفيس، وعلى الهواء شكراً لمتابعتكم، شكراً لتعليقاتكم، وأسأل الله تعالى أن يعيننا جميعاً على خدمة دينه، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، حياكم الله.