الإعجاز العلمي في القرآن والسنة مع الدكتور عبد الفتاح السمان

  • 2020-10-10

الإعجاز العلمي في القرآن والسنة مع الدكتور عبد الفتاح السمان


مقدمة :
الدكتور رحابي محمد :
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لقاء فريد حول الإعجاز الإعلامي في القرآن والسنة، هل حقاً هناك قواعد إعلامية في القرآن والسنة؟ لماذا استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم أساليب إعلامية كالتي نعرفها اليوم؟ أين وكيف استعملها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كيف نجح آخرون إعلامياً بدون القرآن والسنة؟ تساؤلات كثيرة، وتساؤلات كبيرة هي محاور اللقاء لهذا اليوم مع خبير الإعلام الديني المعروف الدكتور عبد الفتاح السمان.
الدكتور عبد الفتاح السمان حاصل على شهادتي دكتوراه في التعليم وفي التدريب، وهو متخصص في النمذجة السلوكية، والأهم هو داعية إعلامي لأكثر من عشرة آلاف ساعة برامجية.
دكتور عبد الفتاح السمان، السلام عليكم ورحمة الله، أهلاً وسهلاً بك.

الدكتور عبد الفتاح السمان :
واو، عين، صاد ، 15.
أهلاً وسهلاً، مرحباً بك دكتور رحابي، وأهلاً بالجمع الطيب المبارك، وأدعو الله لك برضا، وحكمة، وأمان، وبشر، ويسر، هذه دعوات تناسب حروف اسمك رحابي محمد، فأهلاً وسهلاً وبك، وبكل السادة المشاهدين الحضور.

الدكتور رحابي محمد :
شكراً لك دكتور عبد الفتاح، بارك الله بك.
دعنا نبدأ مباشرة دكتور عبد الفتاح، هل القرآن الكريم هو كتاب طافح بقواعد الإعلام كما تنشر حضرتك وتروج لذلك أيضاً؟ أين نجد أن القرآن الكريم طافح بقواعد الإعلام؟

اتكاء الإعلام على ثلاث قواعد ؛ الإبهار والاختصار والاختيار :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
بداية أخي رحابي، ربما يستغرب بعض السادة المتابعين الآن ماذا عنينا بواو، وعين صاد، 15؟ هذه حروف الآن تحدثت فيها رقم، ربما يظن الناس لا معنى له، الآن نحن مباشرة قرابة 1500 عام، رجل يأتي بكتاب ويقول للناس : أنا أملك فصاحة لا تملكونها، أناس لديهم كلام يعلق على أستار الكعبة ما يسمى بالمعلقات، هم أساتذة الفصاحة والبلاغة، هم الذين كلماتهم تكتب بماء الذهب، يأتي إليهم يقول لهم : أنا أفصح منكم بياناً، هناك سوق عكاظ، سوق ذي المجنة، كيف يستطيع أن يقف بين هؤلاء، ويتحداهم في لغة يزعمون أنهم سادتها، الذي فعله النبي عليه الصلاة والسلام كما فعلت الآن منذ قليل يقف أمامهم :

كهيعص
[ سورة مريم: 1]

الم
[ سورة البقرة: 1]

حم
[ سورة غافر: 1]

هذه الحروف ماذا تقصد؟ ما الذي تريده يا محمد؟ هذه الحروف لم يسبق للعرب أن سمعت بها على الإطلاق، أي لا يوجد عربي يقف بين الناس يتحدث بحروف لا معنى لها، لا ارتباط بها، ثم يأتي بكلام بعدها دون أن يشرح لهم سبب الإتيان بهذه الحروف، وإلى الآن، وإلى قيام الساعة، ما الذي فعله النبي عليه الصلاة والسلام؟ صنع أول قاعدة من قواعد الإعلام الثلاثة والتي سنحفظها طيلة هذه الحلقة، أن الإعلام يتكئ دائماً على ثلاث قواعد، مجموعة في ثلاثة ألفات، إبهار، اختصار، اختيار، بمعنى أنه إذا أردت أن تشد انتباه السامعين لابد من أن تتعرف على أساليب وأدوات الإبهار، لابد من أن تتقن فن الاختصار، ولابد من أن تحسن الاختيار.
القرآن الكريم سيدي طافح بالأدلة في هذا، وأنا كأستاذ جامعي، ومتخصص في القادة الدينيين، مسلمين ومسحيين، متخصص في كيفية نقل الخطاب الديني، متعلمٌ ومتكئ على كتاب الله عز وجل.
مباشرة إلى القرآن الكريم، كما قلت الحروف المقطعة، يقول الإمام الجويني : والقول بأنها تنبيهات، أي هذه الحروف تنبيهات قول جيد، لأن العرب لم تعتد هذا الأسلوب، إذاً لماذا هذا الأسلوب؟ هذا الأسلوب لعملية الإيثار، لشد الانتباه.

العناية بالإعلام عن طريق تحسين الأساليب التي تشد الناس إلى كتاب الله :
الذي ينقصنا اليوم، دكتور رحابي المبارك، أننا نملك القرآن، لكننا لا نملك في بعض دعاتنا الأساليب التي تشد الناس إلى كتاب الله عز وجل، القضية الأساسية التي يجب أن نعقلها جميعاً أن الله عز وجل لو شاء أن يرسل القرآن على رؤوس الجبال كما فعل مع ألواح موسى لأرسل مئات المليارات من النسخ، ولاكتفينا، لماذا أرسل النبي عليه الصلاة والسلام؟ نبي 23 عام، مع 28 غزوة، مع مئة ألف من الصحابة، تنقل بين عدة دول، معارك أخذ وكر وفر كلها لشيء واحد، أن تنشد لهذا القرآن العظيم، ويكون النبي عليه الصلاة والسلام محققاً القاعدة الأهم في الإعلام، اليوم كلنا نسمع عن الإعلام، ما الذي يفعله الإعلام؟ الإعلام يقدم لنا المعلومة بكيفية مخصصة، أي الإعلام هو تقديم المعلومة بكيفية مخصوصة تدرس عبر الزمن، وعبر آليات العمل مع الناس، لأن الإعلام هو كيف تقول وليس ماذا تقول، هذا الذي أريد أن أركز عليه، الناس تظن يا أخي والله إذا أنا عندي معلومة جميلة تكفي أن يسمعها الناس، إذاً القرآن نفسه إذا قرأه إنسان قلبه غير عامر بالإيمان يزداد كفراً، يزداد ظلماً، لكن المراد من كلام الله عز وجل أن يكون هناك أسلوب مع القرآن، وهذا الذي نفتقده اليوم، وهذا الذي نسميه : الإعجاز الإعلامي في القرآن، الإعجاز الإعلامي هو كيف تقدم المعلومة، وليس كيف تنقل المعلومة، نقل المعلومات كما قلت صحيح، أنت الآن عندك القرآن الكريم مطبوع منه مليارات النسخ، لكن كيف ينقل هذا الذي ينقل؟ هذا الذي يصنع الفارق، لم يكن في زمن النبي عليه الصلاة والسلام، ولا الصحابة الكرام مصحف بين أيديهم، لكن كانوا هم سادة الإعلام، كيف ينقلون هذا المعنى للناس؟
لذلك نجد كثيراً من المواطن لم نتقن نقل القرآن الكريم كما أراد الله عز وجل، ولذلك نجد أن هناك مقارنات بين الإعلام الإسلامي وبين الإعلام الغربي، ونجد أن هناك من سبقنا بمراحل كثيرة في جلب الجماهيرية، وجلب الناس إلى ساحتهم، وهذا الذي نفتقده اليوم.

الدكتور رحابي محمد :
بارك الله بك دكتور عبد الفتاح لهذا التوضيح، نفهم الآن القواعد الثلاثة التي تكررها حضرتك، وتذكرها دائماً، واليوم تبينها بشكل واضح وكبير، الإبهار، الاختصار، الاختيار، وذكرت ما قاله الإمام الجويني أن الحروف المقطعة هي تنبيهات، ثم ذكرت أمثلة لذلك ؛ ألا، وإن، والحروف المقطعة في أوائل السور :

حم
[ سورة غافر: 1]

عسق
[ سورة الشورى: 2]

ق
[ سورة ق: 1]

ن
[ سورة القلم: 1]

هذه التنبيهات، وهذه الإرشادات في القرآن الكريم الإعلامية، هل هناك أمثلة أخرى في القرآن الكريم؟

اعتماد أسلوب الهرم المقلوب :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
تمام، لاحظ الآن نحن في الإعلام ندرس ما يسمى بالهرم المقلوب، ما هو الهرم المقلوب؟ الآن لاحظ كل الأخبار، كل الوسائل الإعلامية، يعلمون الناس الإعلام غير المنطقي في الأبحاث العلمية، الأبحاث العلمية تبدأ بعنوان البحث، ثم تبدأ بالتعريف اللغوي والاصطلاحي، وهكذا، لكن في الإعلام يجب أن تتبع أسلوب الهرم المقلوب، أي أن تقلب الموضوع وأن تبدأ بالأهم، ثم الأقل أهمية، ثم الأقل أهمية، هذا هو الهرم المقلوب في الصحافة.
الآن تعال إلى كتاب الله عز وجل، وأنا سأعيش معك، ومع السادة المشاهدين هذا المشهد، الصحابة مع النبي عليه الصلاة والسلام، الآن يوجد مكان ناءٍ من العالم، لا أحد يسمع بهم، الآن يأتي خبر من السماء، لاحظ الآن مباشرة ينتقل بالفعل المبني للمجهول، دقق إلى هذه العبارة، فيبدأ الله عز وجل بعد :

الم * غُلِبَتِ الرُّومُ
[ سورة الروم: 1 ـ 2]

الآن أنت تخيل نفسك في الموقف هناك، أنت جالس فتح عليك الباب شخص قال لك: والله هزمت الدولة الفلانية، الآن يسميه الإعلام فتح ملفات وعدم إغلاقها، أنا الآن كمؤمن ما علاقتي بالروم؟

غُلِبَتِ الرُّومُ * وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ
[ سورة الروم: 2 ـ 3 ـ 4]

غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ
[ سورة الروم: 2 ـ 3]

حدد لنا المكان؟ أيضاً المكان مجهول، أي أولاً غلبت الروم، ما علاقتي بهذا الموضوع؟ في أدنى الأرض، أين أدنى الأرض؟

وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ
[ سورة الروم: 3 ـ 4]

أنا ما صلتي بهذا الموضوع؟

لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ﴾
[ سورة الروم: 4 ـ 5]

أنا ما علاقتي بهذا الموضوع؟ لاحظ الآن شد الانتباه الذي فعله القرآن لمجموع الصحابة الذين يستمعون إلى هذه الآيات، لو كان الأمر اليوم كما نفعل اليوم خطيب منبر من ثلاثين عاماً، المفروض أنا أصعد إلى المنبر، الطريقة التقليدية التي نقولها : الحمد لله، ثم الحمد لله، ثم أبدأ بالآية، ثم أبدأ بالحديث، ثم أبدأ بالشرح، الأسلوب القرآني مغاير تماماً، أنت تصعد إلى المنبر، الحمد لله رب العالمين، انتهى الفقر أيها السادة، انتهت المجاعات، لن يكون هناك ولد عاق بيننا، هذا هو الأسلوب الإعلامي، هذا هو الإعجاز الإعلامي في القرآن، أنه أتى قبل ألف وأربعمئة سنة ليقول لك : الآن الهرم المقلوب هو واحد من قواعد الإعلام، لكن لا يوجد في مخيلتي ومخيلة السادة المشاهدين أنهم سمعوا خطيب المنبر يبدأ خطابه بهذا الشكل؟ هل وجدوا خطيباً لديه عنوان يشد الانتباه؟ عندما يبدأ القرآن بالحروف المقطعة، ما المعنى؟ أي يصعد المنبر يقول لهم : دال، سين، 15، 34، الحمد لله، لم يبقَ فقير في هذه الأرض، ماذا سيقولون عنه؟ أي أنت لا ترتب أفكارك، الآن عندي بعلم النفس الإعلامي، الآن ما الذي يفعله الخطيب إذا مارس هذا الموضوع؟ يطبق القرآن حرفياً، ويفتح ملفات في أذهان الناس دون أن يغلقها، أي غاية الحروف المقطعة أنها فتحت ملفات، معنى فتح الملف، أنا أطرح تساؤلاً ولا يوجد له إجابة حتى يوم القيامة، يوم القيامة ربما من أوائل الأسئلة التي سنسأل عنها سيدنا رسول الله، سيدي : لماذا هذه الحروف؟ سيقول : أنا لا أعلم، أوحي إليّ بها، تعالوا نسأل الله عز وجل الآن شد الانتباه، هذا الشيء الذي نحتاجه، تعال إلى القرآن بجملته، عشرات المواقف وأنا درست في الجامعة، أتينا إلى كل جزء من أجزاء القرآن، وجدنا أن هناك أكثر من خمسة عشر أسلوباً إبهارياً في القرآن الكريم، يمكن للسادة المشاهدين أن يتابعوا صفحتي ويجدوا الكثير من المراجع في هذا الموضوع.

الاعتماد على الإبهار وشدّ الانتباه :
عندما القرآن يبدأ أناس يجلسون مع النبي عليه الصلاة والسلام، الآن يريد أن يجربهم انظر إلى البراعة، أنا أريد أن أحدثك عن يوم القيامة، الطريقة التقليدية أنا كخطيب، كداعية إسلامي أقول لك : انتبه يا أخي يوم القيامة قريب آتٍ لا محالة، استعد له، القرآن يريد أن يشد الانتباه، أن يصوغ الإبهار، ما هو الإبهار؟ الإبهار ؛ أن أستطيع أن أشد انتباهك دون أي موضوع، الآن ليست علاقتنا بالموضوع، مثاله الضوء الذي تراه أحياناً يضيء في الشارع ربما لافتتاح محل، أو شركة، أو شيء، أنت يكفي أن تلتفت عندما تسير في السيارة لترى هذا الضوء من بعيد، هذه عملية الإبهار، فقط أشد الانتباه، وهذا الذي نحتاجه، وهذا الذي يبرع فيه اليوم عشرات الذين يعملون في الإعلام الآخر.
النبي عليه الصلاة والسلام يريد أن يتحدث عن يوم القيامة مباشرة.

عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ
[ سورة النبأ: 1]

من الذي يسأل؟

عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ * كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ
[ سورة النبأ: 2 ـ 5]

وهكذا، للآية السابعة عشرة حتى تصل :

إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً
[ سورة النبأ: 17]

لماذا هذه المقدمة؟ نحن لم نتساءل، من الذي تساءل؟ ما هو هذا النبأ العظيم؟ ما القضية؟ ما الحديث الذي تريد أن تتحدث عنه؟ يوجد مثال سريع وصغير، أنا أريد أن أشد انتباه أخي رحابي، هو يقول لي : السلام عليكم، أنا أقول له : أما علمت ما حدث البارحة؟ أين كنت؟ إلى متى ستكون غائباً عن الأحداث؟ ألا تريد أن تكسب مئة دولار؟ ماذا عن أخيك؟ أنت تقول : قف، قف، أرجوك، أرجوك، الآن خمسة أسئلة، أنا لا أعلم إجابتها، ثم آتيك بالخبر الذي أريده، هذا الأسلوب، هذا الإعجاز الإعلامي، كيفية شد الانتباه نحن بعيدون كل البعد عنه، والقرآن سبقنا إليه.

الدكتور رحابي محمد :
يا سيدي، بارك الله بك دكتور، ما شاء الله ! فتح الله عليك، أكيد إذا ولجنا أكثر إلى القرآن الكريم، هناك أمثلة كثيرة عند الدكتور عبد الفتاح السمان، ليزيدنا بأسلوب القرآن الكريم، كما ذكر الدكتور عبد الفتاح أن الإعلام يقدم بكيفية مخصوصة، ولذلك القرآن الكريم الآن يقدم لنا المعلومة بكيفية مخصوصة، صحيح؟

القرآن الكريم يشد الانتباه ثم يقدم المعلومة :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
نعم، نعم، يشد الانتباه ثم يقدم المعلومة، هذه السنارة التي نفقدها، شد الانتباه هذا الذي نفقده اليوم، لذلك برع الإعلام الغربي بالقيام بذلك من خلال الأدوات والأساليب.

الدكتور رحابي محمد :
سنأتي على الأدوات والأساليب، لكن الإعلام هو كيف تقول لا، ماذا تقول؟ كيف تقدم المعلومة بأسلوب شيق؟ وهذا هو الإعجاز الإعلامي الذي تذكره حضرتك، وتؤكد عليه دائماً أن الإعلام في القرآن فيه طريقة إعجازية سبقت وسائل الإعلام الحديثة بمئات السنين.
دكتور، لو أردنا الآن أن نذهب إلى السنة النبوية الشريفة، هل هناك عند النبي صلى الله عليه وسلم أساليب إعلامية استعملها، ومشى بها مع أصحابه في خطابه لهم، كما أن القرآن الكريم أيضاً ذكرت لنا آيات كثيرة، وأمثلة عديدة الآن، هل النبي صلى الله عليه وسلم استعمل في خطابه، في حديثه النبوي الشريف أساليب إعلامية وربما وتندرج تحت هذا الموضوع؟

مشهد إعجازي طافح بقواعد الإعلام الصحيحة :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
سيدي الآن أرفق لك على الشاشة مباشرة نحن الآن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصحابة الكرام كلهم جلوس، النبي عليه الصلاة والسلام يريد أن يعلمنا أول درس في الإسلام، وأهم درس الذي هو السؤال عن الإيمان، وعن الإسلام، وعن يوم القيامة.
لاحظ سيدي والسادة المشاهدين يتابعون معنا الآن، أن هناك حديثاً واحداً يحتوي على ثلاثين درساً في الإبهار الإعلامي، أنا سأستعرض بسرعة شديدة، يتابعنا السادة، وهذه الصفحة إن شاء الله تكون على صفحتك دكتور رحابي، يمكن أن يحصل عليها السادة المتابعين، الآن لاحظوا من أول لحظة النبي عليه الصلاة والسلام يجلس بين الناس، يريد أن يعلمهم أركان الإسلام والإيمان، ومتى الساعة، لكنه يقدم هذا في طريقة إبهارية إعلامية لم يسبق أن تعودناها، ولم نتعلمها، أي عندما يجلس النبي عليه الصلاة والسلام، ويبدأ حديثه بقوله : سلوني، أي عندما يجلس الإنسان إلى الناس ليخاطبهم، الشيء التقليدي أنه يقول لهم : سأعلمكم، الآن درسنا عن كذا، أما أن يبدأ النبي عليه الصلاة والسلام أول ما يبدأ يقول : سلوني.
تخيل دكتور رحابي، لو بدأنا لقاءنا، نعم دكتور رحابي، اسألني عن أي شيء تريد أن تسألني؟ أما أنا فقد أتيت وقد حضرت موضوعاً، أنا سأتكلم عن موضوع، محاضر بالجامعة يدخل إلى الجامعة، ويقول للطلاب : اسألوني اليوم، ماذا تريدون أن أجيبكم؟ المفروض أنك تأتي لإلقاء معلومة، جمع الناس، النبي عليه الصلاة والسلام قال للناس : سلوني، فهابوا أن يسألوه، لأنهم ما تعودوا هذا الأسلوب على الإطلاق.
الآن لاحظ الله عز وجل وهذا الدمج بين الطريقة التي يريد أن يوصل الله لنا بها دينه ومعلومته إشراكاً مع النبي عليه الصلاة والسلام، ففي هذا الحديث مزج بين السماء والأرض فيقول الصحابة : طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، والآن تخيل المشهد، الآن هذا الحديث درس في الإعلام الإبهاري لم يحدث قط أن رأيت أحداً تنبه له، أنت الآن جالس بمجلس النبي، يدخل رجل شديد البياض، شديد بياض الثياب، والآن هم بمكان، الناس كلهم في غبرة، وفي تحركات، وفي كذا، أتى رجل شديد البياض، بهذه الشدة , وبهذه الطاعة، شديد سواد الشعر، شخص لا يعرفونه، لا يرى عليه أثر السفر، هذا عجيب، أنت قاعد مفروض أهل القرية أهل المدينة يعرفون الناس، هذا من أين جاء؟ لا يرى عليه أثر السفر، لا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي عليه الصلاة والسلام، لاحظ الآن النبي جالس، ويدخل بين الناس، الناس مستغربون كيف يجرؤ أن يدخل إلى النبي عليه الصلاة والسلام، ثم يجلس إلى النبي ويسند ركبتيه إلى ركبتيه، وإعلان هذه الجلسة لوحدها، هذه جلسة غريبة جداً، أنت كيف تقعد وتضع ركبتيك على ركبتي النبي! أيضاً هذا الموقف لم يحصل قط أن فعله أحد، وخاصة مع النبي عليه الصلاة والسلام، أكثر من ذلك أسند ركبتيه إلى ركبتيه، جلسة غريبة، ووضع كفيه على فخذيه حركة مريبة، ثم يقول له : يا محمد !
أنت الآن سيدي تخيل معي المشهد الإعجازي الهائل، الصحابة لا ينطقون باسم النبي، الله لا يقول : يا محمد، يقول : يا أيها النبي، كيف يأتي إنسان ويقول : يا محمد، تخيل موقف الصحابة الآن يجلسون أمام النبي عليه الصلاة والسلام وينتظرون أي كلمة، هذا اطردوه، اقتلوه، أبعدوه، ولا كلمة.
يقول : يا محمد ! أخبرني عن الإسلام؟ من أين تسمع عن الإسلام؟ فيقول له النبي عليه الصلاة والسلام : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، فيقول له الرجل : صدقت، الآن مشهد أروع من السابق الجواب عجيب، وأخذ يسأل ويصدق، إذاً لماذا تسأل؟ فقال الصحابة : فعجبنا له يسأله ويصدقه، أيضاً أخبرني عن الإيمان؟ لاحظ الآن بالمشهد الخامس عشر، لا نعرف من الرجل، لماذا يسأل؟ كيف دخل؟ من هو؟
أخبرني عن الإيمان؟ كان لا يعرف الإسلام من أين يعرف الإيمان؟ فيقول له النبي عليه الصلاة والسلام : أن تؤمن بالله وملائكته، مرة ثانية الجواب عجيب، كان سائلاً وبدأ معلماً، أخبرني عن الإحسان؟ الكلمة في الإحسان لأول مرة تسمع، أيسمع السادة المشاهدون كيف يجب أن يقدم حديث رسول الله؟ دعنا نتوقف ثوان، عندما أسمع من أحد الخطباء يصعد المنبر عشرة أحاديث دفعة واحدة، بعضهم يصعد المنبر ويقول : الآن طائفة من أحاديث نبوية، ثلاثون حديثاً، عشرون حديثاً، أنت ماذا تقدم؟ كيف تقدم هذا الكنز النبوي؟ هكذا تقدمه بلا مقدمات؟ بلا أدوات؟ بلا أساليب إظهار؟ دعنا نتابع قليلاً.
أخبرني عن الساعة؟ وما أدراه ما الساعة؟! الآن يسأل عن الإسلام، عن الإيمان، عن الساعة، الآن دقق في هذه الإجابة للنبي عليه الصلاة والسلام : ما المسؤول أعلم من السائل، الآن تخيل الصحابة يقفون أمام النبي، من هذا الرجل الذي هو أعلم من النبي؟ أي هذا الشيء شيء لا يصدق، والناس الآن أعصابها مشدودة، الآن عندما تسمع الأفلام التي تعمل على شد الانتباه، هل هناك مشهد يشد الانتباه أكثر من هذا؟ فيقول له : ما المسؤول أعلم من السائل؟ ثم يجيبه، ثم يقول له : أخبرني عن أماراتها؟ النبي يقول له : أنت أعلم، لماذا تسأله عن الأمارات؟ ثم ينطلق الرجل.
الآن وصلنا إلى الدقيقة الثالثة والعشرين، لا أحد يعلم شيئاً، والرجل انصرف، المشهد، الصحابة كلهم في ذهول مطبق، يزيد النبي عليه الصلاة والسلام الذهول، يذهب الرجل، فيقول النبي عليه الصلاة والسلام : يا عمر ! أتدري من السائل؟ أنا أتخيل نفسي الآن بدل سيدنا عمر، يا سيدي يا رسول الله أنا والصحابة لا نعرف من هذا، أنا تسألني من هذا؟ قال له : الله ورسوله أعلم، الآن النبي عليه الصلاة والسلام في الدقيقة الخامسة والعشرين يكاد ينتهي المشهد، يقول له : إنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم، أنت هل تتخيل أن جبريل كان معنا وجاء هو يسأل؟ الآن فهمنا لماذا اقترب، لماذا وضع يده على فخذ النبي، ثم يقول لهم : ردوه عليّ، من يرده عليه، خرجوا ولم يجدوه، هو ملاك، طار إلى السماء.
الآن انظر إلى الجواب الذي نتحدث به من البداية، النبي يقول : سلوني، نهاية الحديث، يقول لهم : أتاكم جبريل أراد أن تعلموا إذ لم تسألوا.
إذاً العلم الذي لا ينطلق من سؤال ماذا يعني؟ مباشرة إلى قواعد الإعلام المعاصر، لا ينبغي أن تقدم معلومة دون أن تخلق عند الناس الضرورة لها، اليوم أنا أريد أن أعلم الإسلام، أنا في الغرب، في مكان ما، هل تريدون السعادة؟ هل تريدون الحياة؟ هل تريدون النجاة؟ هل تريدون زيادة المال؟ هل تريدون الوحدة والاتحاد والتآلف؟ تعالوا إلى رسول الله، تعالوا إلى القرآن، وهذا الأسلوب طافح في حياة الله، وفي القرآن الكريم.

الدكتور رحابي محمد :
ما شاء الله ! ما شاء الله عليك دكتور عبد الفتاح، الله يفتح عليك، حديث سيدنا جبريل حديث ممتع جداً، الإبهار الإعلامي في حديث جبريل، ما شاء الله عليك، لأول مرة نرى ثلاثين نقطة، ثلاثون محوراً إعلامياً في حديث سيدنا جبريل وهي محاور ضرورية لكل داعية، لكل إمام، لكل إعلامي.
لكن الآن دكتور عبد الفتاح بعد أن حضرتك قلت : لا تقدم معلومة دون أن تخلق عند الناس الضرورة لهذه المعلومة، وهذا ما فعله سيدنا جبريل مع الصحابة رضي الله عنهم، أو مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا ما كان يفعله عليه الصلاة والسلام.
هل تتكرم علينا بمثال آخر لتوضيح الفكرة؟ كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم الأساليب الإعلامية، المبهرة، المختصرة التي فيها اختيار؟ قواعد الإعلام التي ذكرتها هل استخدمها رسول الله في أحاديث أخرى؟ لو تطرحها بمثال آخر.

تقنية المجاراة والقيادة من الأساليب الإعلامية الهامة :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
نعم، لاحظ الآن من الأساليب الإعلامية دعني أسرد للناس بعض الأشياء الرائعة في الإعلام.

الدكتور رحابي محمد :
عفواً دكتور عبد الفتاح، أطلب من الأخوة المتابعين والمتابعات المشاهدين أن الأسئلة والتعليقات يرحب بها دائماً إن شاء الله، نرحب بأسئلتكم وتعليقاتكم، بإمكانكم أن تتركوا التعليقات والأسئلة إن شاء الله هنا على صفحة الفيس، وسيخصص وقت في نهاية اللقاء إن شاء الله للإجابة عن أسئلتكم، وأيضاً للمرور على تعليقاتكم اللطيفة، وجزاكم الله خيراً.
نعم سيدي.

الدكتور عبد الفتاح السمان :
دعنا نتعلم قاعدة هامة جداً فيما يسمى: قيادة الجماهير، الآن نحن عندنا قيادة شخص، قيادة مجموعة، قيادة جماهير، هذه القاعدة تقول: أرجو من المتابعين المهتمين الذي يريد أن يكون مقنعاً، وأن يكون قيادياً يتعلم هذه القاعدة، وسنرى تطبيقاتها، ماذا تقول القاعدة؟ إذا أردت أمراً من الناس، فاسألهم سؤالين أو ثلاث يكون جوابها نعم، نعم حتماً، وتحاكي لديهم ضرورة.
سنعيد، إذا أردت أن يعمل الناس أي عمل، اسألهم ثلاث أسئلة جوابهم نعم حتماً، وتحاكي ضرورة، مثال ذلك، عندما يقول ربنا عز وجل، الله العظيم الذي يستطيع أن يأمرنا مباشرة يستخدم هذا الأسلوب :

هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ
[ سورة الصف: 10]

لاحظ الآن.

هَلْ أَدُلُّكُمْ
[ سورة الصف: 10]

نعم يا رب، من الذي يدلنا؟ الله، إذاً من أول مرة : نعم.

هَلْ أَدُلُّكُمْ
[ سورة الصف: 10]

الله يقول لك : هل أدلك؟ وهل هناك خير من الله؟

هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ
[ سورة الصف: 1]

من منا لا يريد التجارة؟ إذاً هو يسأل أسئلة جوابها نعم حتماً، وتحاكي ضرورة.

هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
[ سورة الصف: 11]

إذاً أنا مضطر أيضاً أن ينجيني الله من العذاب، وقال :

تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
[ سورة الصف: 11]

لاحظ لم يبدأ كما نفعل اليوم نحن كدعاة مباشرة، أيها الناس ! آمنوا بالله، أيها الناس! صلوا، أيها الناس ! زكوا، البعض، أتحدث عن البعض، لكن لاحظ أسلوب الله في عليائه ، تعال إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وأنا أريد أن أضع بعض السادة المتابعين من السادة الدعاة أمام وظيفة، واجب عملي، اللقاءات ليست دائماً لنسمع، وننتهي، الآن واجب عملي، أنا سأعطيك الآن ثلاثة أحاديث، من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، وسترى كيف استخدم النبي عليه الصلاة والسلام الإبهار، واستخدم السؤال في شد انتباه الناس، كما علمه سيدنا جبريل، وكما علمه ربنا، الآن لاحظ هذه التقنية اسمها في الإعلام : تقنية المجاراة والقيادة، أن تطرح أسئلة جوابها نعم حتماً وتحقق الضرورة، تعال الآن في صحيح مسلم، ويشتمل على موافقتين، النبي عليه الصلاة والسلام يقول :

{ ألا أدُلُّكم على }

[مسلم والترمذي والنسائي ومالك عن أبي هريرة]

لاحظ الآن الهمزة، وهل، وألا، عشرات المرات تتكرر، الهمزة وحدها في القرآن الكريم عشرات المرات، هل ؛ عشرات المرات، سؤال، من أجل أن يفتح ملف وتنتظر الإجابة، الآن النبي عليه الصلاة والسلام

{ ألا أدُلُّكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ }

[مسلم والترمذي والنسائي ومالك عن أبي هريرة]

الجواب : نعم، ما هو الجواب؟ النبي عليه الصلاة والسلام لما حصل منهم على الموافقة، قالوا : بلى يا رسول الله، مرة ثانية القاعدة التي ذكرناها قبل قليل، إياك أن تقدم معلومة الناس لا يحتاجون إليها، الآن الإعلاميون البارعون هم الذين يطرحون أسئلة، والناس تسألهم عن الإجابة، فلما علم الإجابة قال :

{ يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ }

[مسلم والترمذي والنسائي ومالك عن أبي هريرة]

الآن :

{ إسباغُ الوُضوءِ على المكارِهِ، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظارُ الصلاةِ بعد الصلاة، فذلكُمُ الرِّباطُ }

[مسلم والترمذي والنسائي ومالك عن أبي هريرة]

الآن النبي عليه الصلاة والسلام، لاحظوا الآن، ودققوا بالجواب، هذا هو التحليل الإعلامي، هذا هو الإعجاز الإعلامي، لاحظ النبي يقول لك :

{ إسباغُ الوُضوءِ على المكارِهِ }

[مسلم والترمذي والنسائي ومالك عن أبي هريرة]

علمنا خطوات تعريفية محددة، ومختصرة.

الاختصار :
الآن الاختصار، الآن تمل اليوم من الخطب، من الدروس التي فيها ملل، فيها إطالة، هل تستطيع أن تختصر كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام الذي قال :

{ أوتيت جوامع الكلم }

[أبو يعلى عن عمر بن الخطاب]

هل تستطيع أن تختصر مع الشباب الذين ابتدؤوا الآن في التعرف على الله، وعلى رسوله، أن تتعامل معهم كما تعامل النبي في مكة؟ كل الآيات المكية أول صفة من صفاتها أنها مختصرة، الآيات عبارة عن كلمتين أو ثلاث، لماذا؟ لأن الناس تريد الاختصار، ثم تختار ما يسهل عليها فعله، لاحظ الآن إسباغ الوضوء محددة ومختصرة، كثرة الخطا إلى المساجد، متتابعة زمانياً، انتظار الصلاة بعد الصلاة، شروطها معها، هذه الخطوات سهلة الحفظ، ممكنة الفعل، وحرية الاختيار، النبي عليه الصلاة والسلام لم يأمرهم لاحظ كما نفعل نحن اليوم، وأنا من الدعاة الذين يفعلون، عليكم بإسباغ الوضوء، عليكم بالخطا إلى المساجد، عليكم بانتظار الصلاة بعد الصلاة، النبي الذي هو نبي يجعل الأمر على الأمر على الاختيار، هل أدلكم؟ إذا وافق ذلك ضرورة عندك ستقوم بالفعل، لم يوافق ضرورة لا أستطيع أن أفعل، شخص لا يريد الجنة، تقول لشخص : هل تريد الجنة؟ إذا قال لك : لا أريد، ما الدافع أن تكمل الكلام؟ هل تريد مالاً؟ أنا لا أريد، ما الدافع أن تستمر في الكلام؟ فالنبي يريد أن يجعل الناس يقومون بالفعل إرادياً، وليس غصباً.

حديث ثان عن استخدام أسلوب الاختصار في الحديث الشريف :
الآن حديث ثان مباشرة، النبي عليه الصلاة والسلام في حديث الترمذي، الآن دقق إلى خمس موافقات، وليس واحدة أو اثنتان، خمس :

{ ألا أنبئكم }

[الترمذي عن أبي الدرداء ]

عليه الصلاة والسلام يقول :

{ بخير أعمالكم }

[الترمذي عن أبي الدرداء ]

الجواب : نعم، وأنت الآن قل معي أخي المشاهد، تخيل النبي يحدثك الآن :

{ ألا أنبئكم بخيرِ أعمالِكم }

[الترمذي عن أبي الدرداء ]

الجواب : نعم يا رسول الله، بلى يا رسول الله.

{ وأزكاها عند مليككم }

[الترمذي عن أبي الدرداء ]

بلى يا رسول الله.

{ وأرفعها في درجاتكم }

[الترمذي عن أبي الدرداء ]

بلى يا رسول الله.

{ وخير لكم من إعطاء الذهب والورق }

[الترمذي عن أبي الدرداء ]

أي الفضة، بلى يا رسول الله.

{ وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم }

[الترمذي عن أبي الدرداء ]

بلى يا رسول الله، قال :

{ قال ذكر الله عز وجل }

[الترمذي عن أبي الدرداء ]

دقق الآن، كم نحن بعيدون عن الإعجاز النبوي في الحديث، اليوم لو أردت أن تسأل أحدهم: سيدي ماذا أفعل؟ تقول له : عليك بذكر الله، أنت ما خلقت عنده ضرورة بينما النبي يعطيه خمس جوائز مقابل أن يفعل فعلاً واحداً، خمس.

مواصفات الحديث التالي :
الحديث الأخير حتى لا نطيل عليكم، هذا الحديث فيه أربع مواصفات، أيضاً في صحيح مسلم، النبي عليه الصلاة والسلام - وليتعلم السادة الدعاة جزاهم الله خيراً - يقول :

{ أفَلا أُعَلِّمُكم شيئاً }

[البخاري ومسلم وأبو داود ومالك عن أبي هريرة ]

لاحظ اللطف في تبسيط الأمر.

{ أفَلا أُعَلِّمُكم شيئاً }

[البخاري ومسلم وأبو داود ومالك عن أبي هريرة ]

لست أنا، والله تعالوا أعلمكم شيئاً تعجز الأمم عن فعله، وأنتم نحتاج منكم إلى جهود جبارة.

{ أفَلا أُعَلِّمُكم شيئاً }

[البخاري ومسلم وأبو داود ومالك عن أبي هريرة ]

شي بسيط جداً، هذا الشيء البسيط ما ثوابه العظيم؟ قال :

{ تُدرِكونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكم }

[البخاري ومسلم وأبو داود ومالك عن أبي هريرة ]

أنا الآن أحدث الشباب اليوم، هل تريد أن تصبح مثل الصحابة الكرام؟

{ تُدرِكونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكم، وتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكم }

[البخاري ومسلم وأبو داود ومالك عن أبي هريرة ]

أنت سوف تسبق الجيل القادم، خلق إبهاراً، وخلق ضرورة، واختصاراً للمعلومة، واختياراً المعلومة.

{ ولا يكونُ أَحَدٌ أفضَلَ مِنكم إلا مَنْ صَنَعَ مِثلَ مَا صَنَعتُم؟ }

[البخاري ومسلم وأبو داود ومالك عن أبي هريرة ]

الجواب : كلهم هز الرأس، كلهم ينتظرون الإجابة، النبي عليه الصلاة والسلام قال، انظر إلى الجواب البسيط :

{ تُسبحونَ وتُكَبِّرونَ وتَحْمَدونَ دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ مَرَّة }

[البخاري ومسلم وأبو داود ومالك عن أبي هريرة ]

تخيل أنت لو أنت تقدم خطبتك، محاضرتك، كلامك مع الناس، لأن هذا الإعجاز الإعلامي في القرآن والسنة ليس لنستخدمه فقط في الدعوة، الآن في الإعلانات.
الآن مثال بسيط فقط : أنا الآن أريد أن أعلن عن منتج، ماذا أقول للناس؟ تريد منظفاً قوياً؟ تريد منظفاً سعره رخيص؟ تريد منظفاً رائحته حلوة؟ اشترِ كذا.
إذاً هو نفس الأسلوب، هذا الأسلوب استخدمه النبي عليه الصلاة والسلام عشرات المرات، عندما يقول : هل أدلكم على عمل يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار؟ نعم، هل أدلكم على عمل خير من أعمالكم؟ ويجيب عليها النبي عليه الصلاة والسلام بجواب بسيط، هذه هل التي لا نستخدمها باستمرار استخدمها أيضاً الشيطان، لأنه كما قلت هذا أسلوب يعلمنا الله كيف يقاضي البشر، هذا الذي سميناه : قيادة الجماهير، ليس فقط في القرآن، هذه قيادة البشر، إبليس كيف تعامل مع سيدنا آدم؟ لم يقل له : اعصِ الله وكُل من الشجرة، هو يريد منه أن يعصي الله ويأكل من الشجرة، لكن لاحظ الأسلوب، نفس الأسلوب :

هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ
[ سورة طه: 120]

الجواب : نعم.

وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى
[ سورة طه: 120]

نعم، كُل من هذه الشجرة، لاحظ سيدي، إذاً القضية هناك قواعد، هناك قوالب ، لكن للأسف نحن بعيدون عنها، لذلك سبقنا أصحاب الكتب السوداء، ليتها صفراء، السوداء سبقت هذا الكتاب الذي هو كتاب نور وهداية.

الدكتور رحابي محمد :
الله يفتح عليك دكتور عبد الفتاح، ما شاء الله ! لك من اسمك نصيب كبير.

الدكتور عبد الفتاح السمان :
اللهم آمين.

الدكتور رحابي محمد :
دكتور عبد الفتاح، إذاً ثلاثة أسئلة ينبغي أن أسألها للمشاهد، للمتابع، للطلاب ، للجماهير، في خطبة الجمعة، في المحاضرات العامة، هذه الأسئلة ينبغي أن يكون جوابها نعم حتماً وتحاكي ضرورة، هل أقلها ثلاثة أسئلة أم لابأس إن سألنا سؤالين؟ ينبغي أن يسأل المشاهد، أو المستمع سؤالين، ما أقل وأكثر الأسئلة؟ الجواب نعم حتماً وتحاكي الضرورات.

حاجة كل توضيح إلى أدوات وأساليب وأمثلة :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
انظر سيدي أنت الآن كيف بدأت الحلقة؟ بدأتها بأسلوب إعلامي رائع، بينما تقول : هل القرآن كتاب طافح بقواعد الإعلام؟ بعض الناس سوف يستفز، لا، ما علاقة القرآن؟ أنت ماذا فعلت؟ فتحت ملفاً، عندما تكرر تقول عن السنة، هل النبي عليه الصلاة والسلام استخدم أساليب علمية؟ هل نستطيع أن نتغلب على الآخرين في الإعلام أم الإعلام الآخر هو الذي سوف يتغلب؟ هذا الأسلوب الذي يشد ربما زاد في عدد المتابعين اليوم، أما لو قلنا الآن مباشرة، قلنا للناس : القرآن أعظم كتاب إعلامي، والسنة النبوية هي أعظم منهج نبوي في الإعلام، بعض الناس تقول : نعم، والغالبية يقول : نعم من المسلمين، البعض يقول : لا، ولا يعنيني الأمر، نحن لم نخلق الضرورة، الآن أنت تريد أن تخلق ضرورة، الآن يعتمد الأمر على مدى كيف يفتح الآخر عينيه عندما تسأل؟ وكيف يقترب منك؟ فإذا اقترب منك وفتح عينيه إذاً شددت انتباهه.
لاحظ الآن النبي عليه الصلاة والسلام يريد أن يعلم الناس الوضوء والصلاة، هم بداوة كيف يشد انتباههم، لاحظ النبي ما جاء ووقف أمامهم، قوموا توضؤوا وصلوا، هم في الأصل يبحثون عن الماء، أي موضوع النظافة والطهارة شيء صعب، لاحظ كيف يقول النبي عليه الصلاة والسلام حديث إعجازي :

{ أرأيتم لو أنَّ نهراً بباب أحدِكم }

[البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي هريرة ]

تخيل أنا أريد أن أكلم الدكتور رحابي الآن : سيدي ما رأيك أن نجلس بالهايد بارك، أو بالحديقة الجميلة مع غداء مكون من اللحم المشوي؟ تجيبني بنعم طبعاً، ! لو كنت مع أحبابك الذين تحبهم، يا هلا والله، وعلى حسابي، وزيادة، وزيادة.
الآن النبي عليه الصلاة والسلام يقول :

{ أرأيتم لو أنَّ نهراً بباب أحدِكم }

[البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي هريرة ]

أين النهر؟ نحن نشتهي أن تنزل قطرة ماء، يقول لك تخيل :

{ أرأيتم لو أنَّ نهراً بباب أحدِكم يغتَسِلُ فيه كلَّ يوم خمس مرات باليوم }

[البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي هريرة ]

الله أكبر !

{ أرأيتم لو أنَّ نهراً بباب أحدِكم يغتَسِلُ فيه كلَّ يوم خمس مرات باليوم، ما تقولون ذلك يُبقي من درنه؟ قالوا : لا يُبقي من دَرَنهِ شيئاً، قال : فذلك مَثَل الصلوات الخمسِ يمحو الله بها الخطايا }

[البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي هريرة ]

يجب أن ننتبه لشيء سيدي حتى لا نضيع، عندما نتحدث عن الإبهار القضية تحتاج إلى أدوات، يجب أن يكون فيها أدوات، لاحظ النبي عندما تحدث عن الخطر، رسم خطاً في الأرض ثم رسم خطوطاً متعارضة، ثم قال : هذا أمل الإنسان، وهذا أجله، وعشرات المرات التي يستخدم بها الناس، أو النبي عليه الصلاة والسلام يديه هكذا، يشير بإصبعه، يشير إلى قلبه، يشير إلى لسانه، باستخدام الأدوات.
مثلما أفعل الآن أنا لا أصعد المنبر إلا وأضع ملخص الخطبة بهذا الشكل، هل الشارع مرآة الجامع؟ أنا أضع الصورة في الشارع وفي الجامع، هذه أرفعها على المنبر، ما الذي يحدث؟ الناس الذين في المسجد سوف ينظرون الخطيب ماذا يفعل؟ ما الذي يريد أن يقوله؟ هذه من الخطب التي انتشرت كثيراً في أمريكا، هاجر كبذرة لا كشجرة، لاحظ الآن العنوان أنا لا أريد أن أقدم معلومة لا يريدها الناس، الآن إذا أردت أن تهاجر كبذرة تعال واستمع إلى الخطبة، خطبة عن الأدوات التي نستخدمها في الفيس بوك، والتويتر، وهكذا، ووسائل التواصل الاجتماعي، ماذا أفعل بهذه؟ ما أحكامها الشرعية؟ هل تريد أن تعرف الحلال والحرام عن استخدام هذه؟ أنا لا أظن شاباً لا يقترب.
الآن شيء أخير، سؤال : كيف أقنعهم بالغيب؟ النبي عليه الصلاة والسلام كيف أقنع هؤلاء الذين في الصحراء في البادية بالغيب؟
إذاً نحتاج إلى أمثلة، إذاً نحتاج إلى أدوات، ونحتاج إلى أساليب.
دعني آخذ منك دقيقة أوضح مسألة : عندنا إشكال هائل جداً في كيفية قراءة القرآن وكيفية قراءة الحديث، وربما نفرز حلقة كاملة، أننا لا بد لنا أن ننتبه إلى النبرة الصوتية عندما نقول حديثاً، أو نقرأ آية، أنا أعطي مثالاً سريعاً، عند قول سيدنا إبراهيم :

إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً
[ سورة الأنعام: 78]

يتحدث عن الشمس، هل هذه الصيغة نسميها بالإنكليزي affirmative هو يريد أن يثبت أنه ربه أم أنه يهزأ بهم؟ هل يقصد this is my God this is bigger أن هذا رباً ويعقل أن هذا أكبر؟
عندما النبي عليه الصلاة والسلام يرى جابراً، تخيل لو أن هذه الكلمة مكتوبة، قال : تزوجت؟ هل تزوجت؟ يقصد النبي يخبره أنه تزوج، أي النبي تزوج أم يسأله أتزوجت؟ والحديث ليس فيه لا همزة ولا ال أم أنه ينكر عليه تزوجت؟ عندك تسع أخوات بنات وتزوجت؟
أي معنى نريد؟ نريد أن نتعلم وهذا من العلم الغائب أثر النبرة والحركة في دلالات القرآن والسنة.

الدكتور رحابي محمد :
إذاً نحن الآن أمام موضوعات جديدة، وحلقات، ولقاءات أخرى، وحوارات جديدة كثيرة ممتعة، ومبدعة مع الدكتور عبد الفتاح السمان، نحن نحتاج بصراحة أن نناقش هذه الموضوعات والمحاور التي ذكرتها قبل قليل في حلقات مستقلة إن شاء الله.
إذاً استعمال الأدوات والانفعال أمر هام ضروري لاستثارة السامع والمشاهد، لكن دكتور عبد الفتاح كما تعلم ويعلم الجميع، العالم اليوم يشهد تقنيات عالية جداً في الإعلام، وبصراحة هذه التقنيات العالية، وهذه الإمبراطوريات الإعلامية، لا أراها تتكئ على القرآن والسنة حتى تحقق هذه التأثيرات الكبيرة على الجمهور حول العالم، وبلغات مختلفة، أنا كمسلم كيف أفهم؟ الآن أنا اقتنعت دكتور عبد الفتاح السمان أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة استعملوا أشد وأعلى وأرقى الإعلام التأثيري، هذه القنوات، وهذا الإعلام المعاصر مؤثر ولكن لا يستعمل، ولا يتكئ، ولا يستند، وليست مرجعيته القرآن الكريم، ولا السنة النبوية، كيف أفهم ذلك دكتور عبد الفتاح؟

السعادة المطلقة لا تكون إلا باتباع منهج الله :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
الآن الأمر ببساطة شديدة ما علمنا الله إياه بداية اكتشفه العالم مؤخراً، اليوم مثلاً عندما يجزم القرآن الكريم ويقول لك، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام :

لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ
[ سورة الأنفال: 63]

الله يريح النبي عليه الصلاة والسلام، يقول له : إذا لم تتمتع بالإيمان لا يمكن أن يستقيم أمر العالم، الناس الآن تجرب، مئات ومليارات إلى قيام الساعة، لن يكون هناك سعادة مطلقة في العالم، إلا إذا اتبعوا نهج الله عز وجل، لأن الله هو القاسم المشترك بين الجميع، أما الاتكاء على المصالح، الاتكاء على القضايا المشتركة، على الجغرافيا، على التاريخ فلم تجمع الناس.
الآن الله عز وجل يقول لك هذا الأسلوب الإعلامي، يجب أن تخلق ضرورة، يجب أن تستخدم إشارات الاستفهام، أنا الآن عندي قائمة ما استخدمه القرآن الكريم، قائمة كبيرة جداً منها استخدام الأرقام، استخدام الأمثال، استخدام المكان، القصة، السخرية، كلها دلائل في القرآن، وعندي مجموعة من الطلاب تم القرآن الكريم كاملاً بصيغته الإعلامية، كيف استخدم القرآن الكريم مثلاً الأرقام؟ نحن اليوم لا نستخدم الأرقام، بينما النبي عليه الصلاة والسلام عشرات، مئات الأحاديث ؛ ثلاثٌ، أربعٌ، سبعٌ، كلمتان.

{ أَربع من كُنُّ فيه }

[البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ]

هذه أساليب لا نستخدمها، الآن الغرب توصل إليها أنها حقيقة ثابتة، هكذا يتعامل البشر، الآن بكل بساطة كما في الحرب والسلم إذا لم نستخدم الأدوات الصحيحة لن يستقيم الأمر وستكون الغلبة لهم، الله استخدم هل، النبي استخدم هل، الشيطان استخدم هل، اليوم ما دورنا؟ أن نستخدم هذه الأساليب، ما الأساليب الذين يستخدمونها نستخدمها، الفارق الوحيد أننا نستخدمها لغايات الخير، الآخرون يستخدمونها لغايات الشر، أنا أريد أن أقنع الناس لأوصلهم، آخذ بحجتكم من النار، وبعضهم يريد أن يدخل الناس في النار بنفس الأسلوب، لذلك علينا عتب كبير، أننا لم نستخرج كنوز قرآننا، لم نستخدم فيما يسمى الإعجاز التطبيقي، وهذه الحلقة سيفرز لها حلقة كاملة أننا لم نستخدم الإعجاز التطبيقي في القرآن، وهذا يعني ربما يكون أحد التوجهات للإجابة على هذا التساؤل.

الدكتور رحابي محمد :
دكتور بارك الله بك.
أكرر لأخواني المتابعين والمشاهدين أسئلتكم وتعلقيكم سنأتي عليها قريباً إن شاء الله في نهاية الحلقة.
دكتور عبد الفتاح السمان كمتحدث، مدرب، أستاذ، خطيب، داعية، ارتقيت المنابر منذ يفاعة عمرك، وشبابك، وأنت شباب ما شاء الله، لا أدري كم عمرك لكن الواضح في نهاية العشرينيات، لكن أرجو الله تعالى لك مديد العمر والصحة والعافية.

الدكتور عبد الفتاح السمان :
أدامك الله.

الدكتور رحابي محمد :
دكتور عبد الفتاح ؛ أنت كداعية، وتمرست في الدعوة، ولك خطب مؤثرة وجديدة، وتحضر معك أدوات كثيرة على المنبر، الكثير أو القليل من الدعاة حول العالم يحضرون أدوات علمية ويصعدون بها إلى المنبر، أي نصيحة الآن يقدمها الدكتور عبد الفتاح للدعاة في التأثير الإيجابي في المستمعين سواء كان خطبة الجمعة أو كانت في محاضرات عامة ونحن نستذكر قول الله تعالى:

ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
[ سورة النحل: 125]

ما هي الحكمة التي ينبغي استعمالها أثناء الخطاب سواء كانت خطبة جمعة أو محاضرة عامة؟

الحكمة أهم شرط من شروط الداعية الإسلامي :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
دكتور رحابي ؛ هل تريدني أن أجيب؟

الدكتور رحابي محمد :
طبعاً.

الدكتور عبد الفتاح السمان :
هل تريدني حقاً أن أستمر في هذه الحلقة؟

الدكتور رحابي محمد :
نعم أكيد.

الدكتور عبد الفتاح السمان :
هل يمكن أن أشرب ماء؟

الدكتور رحابي محمد :
نعم، هنيئاً.

الدكتور عبد الفتاح السمان :
انظر سيدي، الآن أنت ذكرت كلمة رائعة جداً، وهي محور لحلقة كاملة، القرآن وضع لنا عشر صفات للدعاة، وكثير منا للأسف بعض الشروط التي يتحلى بها ليصبح داعية ليست جيدة، باختصار شديد مطلوب في الأسلوب أن تعلم بالحكمة، وفي الدروس أن نعلم الحكمة، يقول ربنا :

ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ
[ سورة النحل: 125]

ثم يقول لنا :

يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
[ سورة البقرة: 129]

إذاً مطلوب من الداعية أن يعلم الحكمة بالحكمة، فما هي الحكمة؟ هذه ليس لها مواد، لا يوجد عندنا الآن كتب، أنا أدرس بالجامعات، ليس عندنا مادة لا في الجوامع، ولا في الجامعات اسمها الحكمة، إلا ما ندر من علمائنا الأكابر الذين كانوا يمارسون حكمة شيخنا رحمه الله تعالى، إذاً نريد أن نتعلم الحكمة، ونعلم الحكمة بالحكمة، من هذه الأساليب أن تتعلم الأساليب الإعلامية المعاصرة، أن تحضر لخطبتك.
رحم الله شيخنا عندما تخرجنا يقول : تبدأ بتحضير خطبة الجمعة من يوم السبت، وليس بصعودك المنبر قبل خمس دقائق، حديث يصعد يشرحه وينزل، أين الاستعداد الآن؟ هذا حديت سيدنا جبريل، ما هو المشهد الذي يجب أن تقدمه للناس؟ الآن الجامع عندك أنت تستطيع أن تعمل مشهداً تعلم الناس هذا الحديث؟ أن تقدم للناس فكرة، كيف يمكن أن تقدم الفكرة؟ ما هي الأسئلة التي يجب أن تطرحها؟ ما هي الضرورات التي يجب أن تخلقها عند الناس ليستمعوا إليك؟ هذا جهود جبار كبير، الله يرسل نبياً مدة ثلاث وعشرين سنة كي يوصل لك هذا القرآن الذي تظن أني أنا أفتحه وأقرأ فأصبح شيخ الإسلام، هذا يستحيل، الدليل أن غيرك يكتب نصاً تلفزيونياً عشر دقائق يقيم الدنيا ولا يقعدها.
قبل فترة إحدى شركات الأفلام، فيلم قصير جداً أقام الدنيا ولم يقعدها، لأن كل وسائل الإبهار وخلق الضرورة موجودة فيه، لكن بأسلوب شرير.
ما هو الأسلوب الدعوي الذي يحقق؟ عندما تطلق مبادرة، أنا لدي إنقاذ العالم، عندي ثلاث خطوات لإنقاذ العالم، إذا أردتم ادخلوا إلى هذا الرابط، افعلوا كذا، اعملوا كذا، ويكون لديك فعلاً مادة دينية إعلامية قادرة على إنقاذ العالم، قادرة على إصلاح الفقر، وسيكون لنا حلقات عن إصلاح الفقر في العالم الإسلامي من خلال سيدنا رسول الله، عندما تقول : هل تعلم ويهمك أن سيد الخلق كان أثرى الناس؟ هل يسرك أن النبي كانت ثروته 1216 كيلو غرام من الذهب؟ هل يسرك أن الصحابة كانوا قادة العالم بعد أن كانوا رعاعاً لا يلتفت إليهم أحد؟ هكذا يجب أن نقدم الدين، وهكذا يجب أن نعرض، هذه الجواهر، وهذه اللآلئ.

الدكتور رحابي محمد :
بارك الله بك دكتور عبد الفتاح، ما شاء الله عليك، أكيد لنا لقاءات أخرى وحوارات أخرى ومفيدة إن شاء الله لنا جميعاً.
الآن ربما سؤال وسآتي بعد ذلك إلى الأسئلة والتعليقات التي يكتبها لنا الأخوة والأخوات، ما الذي دفع الدكتور عبد الفتاح السمان ليدخل هذا التخصص في المجال الإعلامي في القرآن الكريم ويصبح مدرباً إعلامياً وخبيراً إعلامياً؟

الأسباب التي دفعت الدكتور السمان ليصبح مدرباً وخبيراً إعلامياً :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
والله يا سيدي حرقة عندما أجد غير المسلم يستطيع أن يصل إلى الناس أكثر، وأنا أعلم، وجميع المسلمين يعلمون يقيناً في أعماق قلوبهم أننا نملك أعظم ثروة في العالم، لأنها ليست ثروة بشرية، هذا قرآن، هذا كلام الله، لكن بحثت كيف استطاع النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة في وقت قصير أن يصلوا إلى قلوب الناس، ونحن اليوم نملك كل وسائل التواصل الاجتماعي، وكل الأدوات، ولا نستطيع أن نصل إلى قلوب الناس؟! السبب الرئيس الذي دفعني إلى التخصص الدقيق، ربما لن يصدق السادة المشاهدون، هو نسبة اللاكتراثيين في العالم، اليوم إذا دخلت على غوغل اكتب نسب الأديان في الدنيا، المسلمون، المسيحيون، الهندوس، اليهود، البوذيون، الذي يزعجك أكثر غير المتدينين الملحدين، الذي يزعج أكثر بكثير اللاكتراثيين، صار اليوم 17 % من الناس لاكتراثيين، لا يعنيهم وجود أي دين، أي لا مع أي دين، لأن أي دين يدعو إلى الخير والسلام، والملحد لا يعنيني بشيء، هو لا يلتفت إلى الدين، لكن اللاكتراثي، الذي لا يعنيه الإنسان، وتعنيه الحياة، ولا يعنيه الخير، ولا الشر، اللاكتراثي هذا ما دفعني أنه يجب أن نخلق ضرورة يتعلم الناس عن ربهم الشيء الكثير.

الدكتور رحابي محمد :
فتح الله عليك، ونصر الله بك، إذا أردنا أن نتعلم الحكمة بالحكمة كلمة هامة وضرورية للدعاة جميعاً.
سأدخل إلى الأسئلة والتعليقات من الأخوة الكرام في هذا الوقت، في هذا البرنامج.
سؤال أخير أريد أن أقدمه للدكتور، سؤالي الخاص : كيف يحدثنا الدكتور عبد الفتاح عن نشاطات قدمها من خلال هذا العلم؟ أي نشاطات الدكتور عبد الفتاح من خلال هذا العلم الذي يحدثنا عنه؟

نشاطات الدكتور عبد الفتاح :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
آخر نشاط اليوم سأقدم للعالم أجمع بإذن الله تطبيق على الموبايلات بلغة العصر اسمه بالعربي وبالإنكليزي : الصواب الصواب، هذا التطبيق سيحل إشكالية كبيرة جداً، وسيجيب عن ثلاثة أسئلة، ولا أحد يسألني ما هي، لأنه هذا سر سيطلق فيما بعد، لأنني أتعامل معه مع منظمة عالمية كبيرة تمول المشروع، الإجابة عن لا عقل، لا رأي، لا اختلاف، هذه اللاءات الثلاث ستحل مشكلة العالم، وسنرى من خلال التطبيق وأنت تمارس اللعب على التطبيق ستصل إلى هذه النتائج، وستصل إلى هذه الحقائق.
أما النشاطات الثانية الخطابة، أنا مستشار مركز التدريب العلمي والوعظ في الجامعة الإسلامية، وفي بلدي قديماً كنت مسؤولاً عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لتدريب القيادات الدينية المسلمين والمسحيين الذكور والإناث.

الدكتور رحابي محمد :
ونحن نتشرَّف بك كأستاذ، ومشارك، ومحاضر معنا في الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية دكتور عبد الفتاح.

الدكتور عبد الفتاح السمان :
بارك الله بك، هذه من سعادتي سيدي.

الدكتور رحابي محمد :
دكتور عبد الفتاح ؛ هل تريد لنا وللمشاهدين أن يعلموا عن هذا التطبيق الذي تعمل عليه؟

الدكتور عبد الفتاح السمان :
الآن خلقت ضرورة، ما الذي فعلته أنا الآن؟ أنا خلقت ضرورة، الآن أنت لن تنام الليل، أنت أنت بالذات لن تنام قبل أن تعاود الاتصال بي وتسألني كيف لا عقل؟ كيف لا رأي؟ كيف لا اختلاف؟ طبعاً لن أجيبك إلا بدعوى، أو ذو القرنين، أو ذو الجناحين.

أسئلة وأجوبة :
الدكتور رحابي محمد :
حاضر يا سيدي على الرأس والعين إن شاء الله.
سيدي سأذهب إلى التعليقات بشكل إن شاء الله مباشر.

الدكتور عبد الفتاح السمان :
فيما لا يتجاوز عشر دقائق سيدي فقط.

الدكتور رحابي محمد :
إن شاء الله الوقت تداركنا، عشر دقائق إذا كان هناك سؤال تتم الإجابة عنه مختصرة.

الدكتور عبد الفتاح السمان :
وكل الأسئلة أرسلها لي وأنا أجيب، أنا لا أمانع الإجابة على أي سؤال.

الدكتور رحابي محمد :
فضيلة الشيخ مصطفى الرواش، يقول : السلام عليكم، ومرحباً بكم دكتورنا الغالي.
دكتور عبد الفتاح السلام عليكم ورحمة الله من أبي محمد الأزهري جزاكم الله خيراً.
محمد رحابي أهلاً وسهلاً، الأستاذ رائد كمال سميسم أستاذ مبدع ومتميز يقول موضوع مميز، وطرح جميل.
الأخ ميلاد مرعي، نورتم، حفظكم الله.
والأخ الأستاذ محمد علي سعيدي، جزاكم الله خيراً شيخنا، موضوع جميل، بارك الله بكم، يقول أيضاً : فكرة ممتازة طيبة، ثم يكررون الإبهار، والاختصار، والهرم المقلوب، ويعيدون الكلمات المفتاحية، والكلمات الهامة في المحاضرة.
الأخ مازن عبدة ؛ ما شاء الله دكتور رحابي مع الدكتور عبد الفتاح السمان، وفقكم الله من أكثر المتابعين، والمعجبين، أبو عدنان.
يقول الآن السائل : هل هناك كتب للدكتور عبد الفتاح، أو هناك كتب في هذا الموضوع نقرؤها؟

كتب هامة للدكتور السمان حول أساليب الإبهار والإعلام والاختصار :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
عندي بحث محكم منشور على صفحتي، أثر النبرة والحركة في تغير الدلالات في القرآن والسنة، وعندي موضوع الإبهار موجود أيضاً على صفحتي، وعلى قناتي حلقات متعددة حول الشخصية القرآنية، حول أساليب الإبهار، والإعلام، والاختصار، أزعم إن شاء الله أنني أول من بدأ في هذه النظرية التي تختصر العشرات من الكتب.

الدكتور رحابي محمد :
نعم، الشيخ أبو ياسر بوابجي، ما شاء الله ! بارك الله بكم، حوار مفيد وغني، والدكتور عبد الفتاح السمان غني عن التعريف، الاستماع له متعة وفائدة، جزاكم الله كل خير دكتور رحابي على هذه الاستضافة.
الدكتور عماد ؛ ما شاء الله ! مادة اللقاءات تستحق إعادة سماعها عدة مرات لمضمونها المتميز، والمفيد، وعرضها الممتع، يقول : أسلوب شيق، شكراً، جزاكم الله خيراً.
هناك سؤال من الأخت أريج : هل كلمة الإعجاز الإعلامي في القرآن والسنة كلمة دقيقة؟ كلمة استخدام الإعجاز واعتداد الناس أن يسمعوا الإعجاز العلمي، فالآن ابتدعنا كلمة جديدة في الإعلام القرآني : الإعجاز الإعلامي، هل يستحق هذا الموضوع الإعجاز الإعلامي؟

اتباع أسلوب القرآن يجعلنا سادة الناس في القيادة :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
طبعاً عندما لا يستطيع أحد ولا يخطر في بال أحد أن يأتي مثلاً على واحدة فقط الحروف المقطعة، هل استطاع أحد عبر الزمن وعبر التاريخ وربما إلى قيام الساعة أن يبدأ كلامه كما بدأ القرآن كلامه بالحروف المقطعة؟ هذه واحدة من الإعجازات، والإعجاز بدأ قبل 1400 سنة، وما وصل إليه الآن العلم الحديث من بعض الأساليب بقيادة الناس، لو أننا استخدمنا ورضينا بما رضي الله عز وجل لنا واتبعنا الأسلوب لكنا سادة الناس في القيادة.

الدكتور رحابي محمد :
السائل يقول : لماذا الدكتور مصر على استعمال كلمة الإعجاز الإعلامي؟ لماذا لا يقول إعجاز أسلوب القرآن في بيانه، الإعجاز البياني؟

الدكتور عبد الفتاح السمان :
ليكتب ما يشاء، يكتب، هو يحب أن يغير نستمع له لا مانع، هذه كلمة ليست قرآنية، هذا مصطلح يحاكي ما نسمعه، كلمة لا مشاحة في الاطلاع.

الدكتور رحابي محمد :
الأخت تسنيم السمان، فعلاً كلام رائع، أيضاً تعليق آخر شد الانتباه، ثم تقديم المعلومة، جميل ما شاء الله.
الأخ أبو ياسر مرة ثانية : هذا الجانب في التدبر القرآني يفتقده الكثير من الدعاة.
عندنا أيضاً تعليق، أو سؤال.
الأخ أبو ياسر مرة ثانية يضيف تعليقاً : الإعلام في زماننا يجذب الناس لكن بصدمات كاذبة، وكثير من الإعلاميين تكاد لا تصدقهم حتى صار الكذب سمة الإعلام المعاصر اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب حتى يصدق المشاهد، فما مهمة الإعلام الإسلامي اليوم في ضوء هذه المتناقضات دكتور عبد الفتاح؟

مهمة الإعلام الإسلامي اليوم في ضوء المتناقضات :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
طبعاً نحن لا نعمم، هناك من الإعلاميين الصادقين، الذين نحترمهم، ونجلهم ومن غير المسلمين، لكن نحن بشكل عام الإعلام اليوم يقوده من يدفع، الذي يملك هو الذي يملك القرار، والقنوات الفضائية الآن لا يوجد فضائية مجانية، القنوات المدفوعة من رؤوس الأموال الذين يريدون نهجاً معيناً، أو أجندة معينة، الآن دورنا كمسلمين أن نقدم برامج بمستوى عال، بتقنيات عالية، خالية عن الأجندات، وتوجيه الناس، وأن نكون كما علمنا ربنا، وأن نقول: وأن المساجد لله يجب أن تكون، وأن القنوات لله، وأن الدروس لله، وأن الدعوات لله، وأن المؤلفات لله، لا نشرك معها أجندة، أو قضية ثانية، وشكراً للأخ السائل، وأضيف أيضاً حتى في كلمة الإعجاز صديقنا وأستاذنا الدكتور بسام زين يقترح اسم إشارات في الإعلام القرآني، كما قلت لا مشاحة في الاصطلاح.

الدكتور رحابي محمد :
بارك الله بك.
الأخ خالد عبده، جزاك الله خيراً دكتور رحابي.
هنا الأخ محمد يقول : وضع يديه على فخذيه هو وليس على فخذي الرسول صلى الله عليه وسلم، هل من تعليق في ذلك؟

الدكتور عبد الفتاح السمان :
هذا على حسب الرواية، هناك رواية تقول : على فخذي الرسول، وفي رواية على فخذيه، لكن بكلا الحالتين هذه الطريقة الآن يستخدمها السادة الصوفية في نقل العلم، اليوم المساجد العثمانية كلها تقوم بصناعة محاريب ضيقة لإعادة هذا المشهد، الشيخ يعطي السند، ويلقنه الطريق، ما يسمى بالطريق، يلقنه هكذا، ويجلس ويسند ركبتيه إلى ركبتيه، ويبدأ يلقنه هذا الدرس، فهذا كله من هذا المشهد النبوي.

الدكتور رحابي محمد :
من مدرسة سيدنا جبريل مع سيدنا محمد.
الأخ منير، السراج المنير، يقول : ما شاء الله، تبارك الرحمن ! لقاء مبارك، لفتات إعلامية رائعة، جزاكم الله عنا كل خير.
الأخ رامي عبد الله بارك الله بكم، وأجلسكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الدكتور عبد الفتاح السمان :
اللهم آمين آمين، آمين.

الدكتور رحابي محمد :
الأخ بدر الهواري ما شاء الله ! هذه الإضاءة الإعلامية في حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع سيدنا جبريل رائعة.
الدكتور محمد حريري طرح جميل، ما شاء الله.
الأخ بدر الهواري، أحياناً نقرأ هذه الأحاديث، ونأخذ من الدروس، ولكن لا نستشعر هذه المتعة من الإضاءات الإعلامية، والأسلوب النبوي الراقي، فكيف نتعلم أن نتلمس ذلك دكتور عبد الفتاح؟

ترحيب شديد بالدكتور السمان على ما قدمه من حوار فريد :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
سهل، تابع الدكتور محمد رحابي في كل ما يقدمه من برامج ومن ضيوف، هذه أسرع طريقة.

الدكتور رحابي محمد :
بارك الله بك، وجعلنا عند حسن الظن، ونفعنا إن شاء الله.
يقول الأخ خالد عبدو : يا سلام على التوضيح جزاكم الله خيراً.
يقول : ما شاء الله الأخ محمد هاجر، ما شاء الله تبارك الله.
أحمد شوني، والله سعادة هذا الكلام، جزاكم الله خيراً، كلام طيب، وتعليقات طيبة.
الأخت سمية الصمادي : نفع الله بكم دكتورنا الفاضل، والأخ عبد الرزاق البيلوني جزاكم الله خيراً.
الأخت ريحان السمان، جزاكم الله خيراً.
الأخ محمد زيدان : بارك الله بكم، موضوعات نحن بحاجة ماسة لها، خصوصاً أصحاب التخصص وأغلبهم لا يعلمها، لكن إن شاء الله نتعلمها، وتنقل إلى الجميع، وشاركوا هذه الحلقة مع أهلكم، وأصحابكم، وأصدقائكم، لعل تصل المعلومة إن شاء الله تعالى.
الأخت مودة السمان، ما شاء الله ! أخي الغالي.

الدكتور عبد الفتاح السمان :
كل التحية والتقدير، عبر الهواء، عبر أمريكا، والأردن، وسوريا، وكل مكان للغالية على قلبي أختي الغالية والله.

الدكتور رحابي محمد :
نحن كان في زماننا برنامج خبرني يا طير، فالظاهر الآن خبرني يا طير.

الدكتور عبد الفتاح السمان :
سيدي أنا أريد أن أنقل دعابة للسادة المشاهدين، هناك صديق قال لي: أنا في العيد الماضي رفعت السماعة اتصلت بأختي في تركيا، وأخي في ألمانيا، وأخي الثاني في فرنسا، وأخي الثالث في لبنان، وأخي الأخير في السودان، ثم نظرت قلت: يا رب الشيخ عندما كان يدعو: اللهم شتت شملهم من يقصد هؤلاء أم نحن؟ الله يجمع شملنا.

الدكتور رحابي محمد :
الأخ ميدو، جزاك الله خيراً دكتور رحابي معلومات مهمة للداعية أولاً، لحاجة المؤمن لمن يجيبه، أو يحببه في الدين بهذا الأسلوب الإعلامي القرآني الممتع، قلما نسمعه من الدعاة ولجميع الاختصاصات أولاً، شكراً للدكتور عبد الفتاح لهذه المعلومات.

الدكتور عبد الفتاح السمان :
جزاهم الله خيراً.

الدكتور رحابي محمد :
الأخت هدى هواري، رائع ما شاء الله توضيح بليغ.
الأخ محمد علي الصعيدي، هل يوجد كتب pdf للأخ المحاضر؟

الدكتور عبد الفتاح السمان :
نعم، كما قلت هناك بعض المقالات المنشورة، وإذا دخل على صفحتي هناك عشرات المحاضرات، واللقاءات التي توضح هذه الأفكار أكثر فأكثر.

الدكتور رحابي محمد :
يقول الأخ محمد علي الصعيدي، محاضرة رائعة مشكور الدكتور رحابي.
الأخت أمانة، ما شاء الله.
الشيخ عز الدين، نريد صفحة الدكتور، كنت أريد أن أستوضح عن كمية الذهب التي ذكر أنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
سأرسل لكم صفحة الدكتور عبد الفتاح، على الفيس د. الدكتور عبد الفتاح السمان ستجد صفحته، وتتواصلون معه إن شاء الله تعالى.
الأخت رهف تقول : كيف يمكن أن نصل إلى قلوب المراهقين لنجنبهم أو لنجذبهم لكي يهتموا بالدين مع وجود كل هذه الملهيات من التكنولوجيا، والعديد من الوسائل الملهية؟

الدكتور عبد الفتاح السمان :
ببساطة يجب على الدعاة اليوم إنشاء تطبيقات، وهذا ما سنقوم به قريباً، التقليد لم يعد ينفع، يجب أن نذهب إليهم، ونجلس معهم في أماكنهم، يجب أن نتقن الطريقة التي يفهمون بها، نستخدم الإبهار، والاختصار، والاختيار، كي نصل إلى قلوبهم أكثر.

الدكتور رحابي محمد :
الآن بدأت الأسئلة عن التطبيق.
بدور هواري : نعم نريد أن نعلم ما هو التطبيق؟

الدكتور عبد الفتاح السمان :
من سابع المستحيلات أن أحدثكم عن التطبيق.

الدكتور رحابي محمد :
محمد علي السعيدي، متشوقون أيضاً كيف الدعوة؟ متشوقون لهذا التطبيق وبالتوفيق.
ما هو تطبيق صواب الصواب، مرة ثانية تسأل الأخت صواب الصواب.

الدكتور عبد الفتاح السمان :
أنا أسأل نفس السؤال : ما هو تطبيق صواب الصواب؟ وخاصة هذا الذي يجيب على لا عقل، لا رأي، لا اختلاف، ما هو هذا التطبيق؟

الدكتور رحابي محمد :
فضيلة الشيخ سامي الطباع، وهو أحد الأئمة والدعاة ما شاء الله النشيطين في ولاية تكساس، كنا معه بالأمس في لقاء مساء في الجالية في اللغة الإنكليزية، جزاكم الله خيراً على هذا الموضوع الذي يحتاجه كل داعٍ وخطيب.
الأخ أمين صالح جزاكم الله خيراً، ونفع بعلمكم والإسلام والمسلمين.
يقول الأخ محمد علي السعيدي : لدينا شباب، كيف يمكن شد الانتباه للصلاة ودعوتهم وخاصة هم في معمل؟

كيفية شد انتباه الشباب للصلاة ودعوتهم إلى الله :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
لاحظنا كيف أن النبي علم الناس الصلاة والوضوء.

{ أرأيتم لو أنَّ نهراً بباب أحدِكم }

[البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي هريرة ]

لو أنا في معمل، أريد أن أشجع الناس على الصلاة، هل تريدون إنتاجاً أكبر؟ هل تريدون أن يشتري الناس أكثر منكم؟ هل تريدون أن يرضى عنكم الجميع؟ هل تريدون محبة؟ قووا صلتكم بالله عز وجل من خلال الصلاة يحبكم الناس، وكل مرة نخترع أسلوباً جديداً، لم ينجح هذا ينجح الآخر، حتى نصل إلى ما وصل.
بعبارة صغيرة : النبي عليه الصلاة والسلام عندما أراد أن يقنع قريش، وهذا السؤال ادرسوه، وخاصة السادة العلماء، قريش لديها المال، لديها المنعة، لديها القوة، ما الذي سيضيفه النبي عليه الصلاة والسلام؟ هذا سؤال كبير، كيف تقنع قوماً لا يحتاجون إليك؟ أنا عندي برنامج اسمه : قبل أن أرتد، أول سؤال طرحته فيه : ماذا لو طُلب منك أن تقنع بيل غيتس بالإسلام؟ ماذا يمكن أن تقدمه له؟ سؤال وجهه للسادة الدعاة، بيل غيتس تعال، ماذا يوجد عندك؟ ابحث عن الإجابة، ابحث عن الإجابة، البرنامج موجود، لكن أنت ابحث عن الإجابة ما الذي تقدمه؟ تخيل النبي عليه الصلاة والسلام قريش لديها مال، منعة، قوة، ما الذي ستقدمه يا محمد؟ وأجابهم واستطاع أن يقنعهم، وخلق لهم ضرورة في أول لقاء قام به معهم بحضور العباس، وسيدنا علي.

الدكتور رحابي محمد :
بارك الله بك.
سؤال : هل للدكتور بحوث في السنة على غرار حديث جبريل؟

بحوث الدكتور السمان كثيرة وممتعة :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
الفضل لله عز وجل، أول بحث في العالم يخص أموال النبي عليه الصلاة والسلام والذي شرفني الدكتور الزحيلي أن قال فيه : إنه أفضل بحث في السيرة النبوية من الجانب المالي، إن شاء الله يكون لنا لقاء كامل عن هذا البحث.

الدكتور رحابي محمد :
إن شاء الله، ونحن متشوقون لذلك.
الأستاذ الدكتور هيثم العش، من فضلك أخي دكتور عبد الفتاح هل يمكن اعتبار الأسلوب القرآني في تصنيف الناس في المجتمع أحد عناصر الإعلام؟

الأسلوب القرآني في تصنيف الناس في المجتمع أحد عناصر الإعلام :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
طبعاً سيدي، طبعاً، ذكرني جزاه الله خيراً لغوي بارع ونحوي أصيل أستاذنا الأخ هيثم العش، الآن يوجد معلومة مهمة جداً، عندما تأتي إلى القرآن الكريم، تجد أنه يستخدم ثمانمئة وإحدى وخمسين مرة "الذين" ويستخدم ما بمعنى "الذي" ألفاً وأربعمئة وست وخمسين مرة، لماذا يستخدم القرآن الذي بدل أن يقول من هو الشخص لماذا يستخدم الذين ولا يعرف بهم؟ هذا الأسلوب المبني للمجهول من إعجازات القرآن، اليوم الإعلام المعاصر برامج السخرية التي تنجح في العالم اليوم 66% قائمة على السخرية من أشخاص، أو من دول، أو من فنانين، أو من مشهورين بأسمائهم، لا يستطيع أن يضحك الناس إلا إذا ذكر اسم الشخص، القرآن يعلم الناس جميعاً على طريقة الذي، كالذي، الذين، لا يذكر، وجاء رجل، لا يذكر الشخص، ولا يذكر الناس، ويذكر المنافقين ولا يذكر أسماءهم، فهذا من براعة وإعجاز الله عز وجل من خلال هذا الأسلوب القرآني، والسادة البلاغيون قادرون أكثر على شرح ذلك.

الدكتور رحابي محمد :
بارك الله بك، يقول الأخ رامي : بعد تلك المحاضرة، سوف نغير منهجنا لتربية أولادنا، وكم نتمنى كتابة كتب تربية على هذا المنهج، فهو أسلوب جداً محبب.

أسلوب النبي في التعامل مع من حوله :
الدكتور عبد الفتاح السمان :
دعني سيدي أضيف شيئاً، مثلاً تعال أنا وإياك ندرس حديثاً يعجز علماء النفس عن فهمه، ليس تطبيقه، فهمه لوحده، سيدنا أنس يقول : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي لِمَ فعلت؟ وهلا فعلت، قل لي بربك كيف تتعامل مع أبنائك وتطلب منهم أن يفعلوا شيئاً دون تقول هلا فعلت؟ ولماذا فعلت؟ إذاً استخدم النبي عليه الصلاة والسلام أسلوب مغاير لما نعرف عن كل التربية الحديثة المعاصرة.

الدكتور رحابي محمد :
جميل جداً بارك الله بك.
الشيخ أحمد عز الدين يقول : كنت أود أن ألفت نظركم، قد وضع النبي صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود على عباءته، كتابة الله، محمد على الختم، أو على الخاتم، وغيرها الكثير من الأساليب النبوية.
أخت عهد أيضاً تشكر البرنامج، وتقول : لم يأخذ إعلام القرآن نصيبه من البحث والطرح نرجو من الله تعالى التوفيق لكم.

الدكتور عبد الفتاح السمان :
آمين لنا ولكم، ولعلنا إن شاء الله نتابع في حلقات قادمة إن شاء الله عز وجل المزيد والمزيد بإذن الله.

خاتمة وتوديع :
الدكتور رحابي محمد :
بإذن الله تعالى.
في نهاية هذا المطاف لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل للدكتور الفاضل عبد الفتاح السمان، مستشار تدريب القادة الدينيين، وخبير دولي في الإعلام والحوار على هذا اللقاء الممتع الطيب في عنوانه : "الإعجاز الإعلامي في القرآن الكريم والسنة"، والنماذج والأمثلة التي ذكرها الدكتور عبد الفتاح وفتحت بصائرنا وعيوننا على كثير من الأشياء التي ينبغي أن نهتم بها عند خطابنا، وعند تدريسنا، وعند تربيتنا لأبنائنا وطلابنا.

الدكتور عبد الفتاح السمان :
الشكر الحقيقي لك على هذه الاستضافة الطيبة، والتي لولاها أنا ما تعرف الناس على كثير من هذه القضايا، وأنت من النماذج الرائعة الآن في أمريكا، عندما تسمع الدكتور رحابي يفتتح جلسة في المحكمة العليا في واشنطن، ويقدم نموذجاً للداعية الذي يحتذى به في الحوار، في فن التعايش، في الاستقامة على أمر الله، على قبول الآخرين، على الالتقاء بمحبين، ربما فتحنا جواله سنجد العشرات من أتباع الديانات الأخرى يحبون أن يتواصلوا معه.
فشكراً لك على أنك مثال للداعية الذي ينبغي أن يكون المسلم عليه في كل حال.

الدكتور رحابي محمد :
بارك الله بكم فضيلة الدكتور عبد الفتاح، نرجو لنا ولكم التوفيق، وأن يبقينا بخدمة دينه وعباده.
أخواني الكرام المشاهدين المتابعين؛ الأخوة والأخوات شكراً للمتابعة، وللإصغاء لهذه المحاضرة القيمة بأسئلتكم الجميلة، وتعليقاتكم الطيبة، بارك الله بكم، وأحسن إليكم، وجزاكم خيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته