أهمية إتقان الأداء القرآني مع فضيلة الشيخ علي محمد الغزاوي

  • 2020-10-13

أهمية إتقان الأداء القرآني مع فضيلة الشيخ علي محمد الغزاوي


مقدمة:
الدكتور رحابي محمد:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، حياكم الله، أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم جميع الأخوة والأخوات المتابعين.
فضيلة الشيخ علي محمد الغزاوي، شيخ قراء البقاع، ومدير مؤسسات أزهر البقاع وإمام وخطيب مجلس السلطان يعقوب التحتا، ضيفنا الذي يشرفنا في هذا الحوار، أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم الشيخ الدكتور علي.

الشيخ علي محمد الغزاوي:
مرحباً بكم دكتور رحابي، حياكم الله.

الدكتور رحابي محمد:
جزاكم الله خيراً، وشكراً جزيلاً لقبول الاستضافة، وهذا الحوار الذي سيكون ممتعاً جداً إن شاء الله بصحبتكم على مائدة القرآن الكريم.

الشيخ علي محمد الغزاوي:
نسعد بكم دكتور.

الدكتور رحابي محمد:
بارك الله بكم فضيلة الشيخ.
الدكتور ما شاء الله هو شيخ القراء في بقاع لبنان، ومدير مؤسسات أزهر البقاع، وإمام وخطيب مسجد السلطان.
اليوم سيكون إن شاء الله محور لقائنا في موضوع إتقان الأداء القرآني، سنتناول إن شاء الله في هذا اللقاء المبارك مع هذا الشيخ المبارك إن شاء الله تعالى الذي له خبرة كبيرة في الأداء القرآني، والتحكيم في المسابقات القرآنية.
تعلم وأخذ إجازاته القرآنية من شيوخ الإقراء في الشام، وفي لبنان، والتقى الكثير من أهل الخبرة والإقراء حول العالم.
فضيلة الشيخ علي لو تتكرم نبدأ الحديث عن أهمية وضرورة إتقان أداء القرآن؟

ضرورة إتقان أداء القرآن
الشيخ علي محمد الغزاوي:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، اللهم افتح لنا بخير يا رحمن، اللهم لك الحمد أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، لك الحمد حتى ترضى، ونسألك يا رب الرضا والعفو عما مضى، ونسألك التوفيق والإخلاص ودوام النعم وحسن الختام.
بداية يسعدني أن أكون مع الدكتور رحابي في هذا اللقاء، وأن يكون العنوان هو القرآن الكريم، وبيننا وبين الدكتور رحابي رحمٌ، حيث إنه قرأ على من قرأتُ عليهم من الأشياخ في بلاد الشام، وها نحن نلتقي تحت عنوان رحم القرآن، ورحم العلم، بعدت المسافات ولكن العلم يقرب، ودائماً عندما يكون هذا النوع من التواصل تحت عنوان العلم، وبث العلم والمعلومة، يكون فيه الخير للأمة، لذلك إني سعيد بهذا اللقاء، حيث يصلنا الدكتور رحابي بإخواننا أهل العلم وأهل الفضل، وخاصة أهل القرآن الكريم.
فعندما نتكلم عن أداء القرآن الكريم، في الحقيقة القرآن الكريم له خاصيات، له رسم خاص، وله أداء خاص، وله حتى قراءة بصوت مخصوص، فتميز القرآن الكريم بأن من أراد أن يدخل إلى محرابه، لابد من أن يصحح لسانه حتى يدخل إلى محراب حروف القرآن، ومن أراد أن يصحح مسيرة حياته لابد أن يندرج تحت أحكام القرآن، ولمن أراد أن يكون قريباً من الله لابد أن يقرأ كلام الله، ولذلك من أراد أن يسمع من الله فليقرأ القرآن، ومن أراد أن يخاطب الله فليقرأ كتاب الله تعالى في صلاته حتى يكون مع الله.
ولذلك الأداء القرآني، أداء القرآن الكريم من حيث التلاوة له ميزة، ومن ميزة هذا الكتاب أنه ربما يحتاج إلى تصحيح عبر من صحح له من قبل، ولذلك كان القرآن يؤخذ بالتلقي ولا يمكن للإنسان أن يجتهد في قراءته، وأن يحصل الإتقان في قراءة القرآن إلا أن يقرأه على أهل الأداء، ولذلك أهل الأداء ورثوا القرآن سنداً.
ودائماً أضرب على ذلك مثلاً أن من أخذ القرآن كان كحبل، ولا يستطيع من ورث خيطاً من الحبل أن يورث الحبل كاملة، ولذلك من كانت قراءته ناقصة لا يمكن أن يؤدي إلى غيره قراءة كاملة، فعليه أن يحسن الأخذ حتى يحسن الأداء.

الدكتور رحابي محمد:
أحسنتم ما شاء الله ! عليه أن يحسن الأخذ حتى يحسن الأداء، وربما نقول: فاقد الشيء لا يعطيه.
فضيلة الشيخ الدكتور علي ؛ حضرتك مجاز في رواية حفص عن عاصم من الشيخ عبد الرزاق الحلبي رحمه الله، قد أخبرتكم أني قد أكرمني الله بقراءة خمسة أجزاء على الشيخ عبد الرزاق، ثم سافرت من سوريا، وقرأت أيضاً بعض الأجزاء على الشيخ بكري الطرابيشي رحمه الله أيضاً لم أُكمل بسبب السفر، لكن أكرمني الله بقراءة الختم على يد الشيخ محمد طه سكر.
نحن الآن نتكلم عن شيوخ الإقراء في الشام، من لا يحسن الأخذ لا يحسن العطاء أو الأداء، كيف الآن نقول: الإتقان في أداء القرآن الكريم أؤديه كما أداه شيخي كما أداه شيخه وتعلمه منه، كما أداه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تلقاه عن حضرة جبريل عليه السلام عن رب العزة جل جلاله؟
الشيخ علي الغزاوي ؛ قراء القراءات أيضاً العشر ومجاز من الشيخ عبد الرحمن الخرسة الدمشقي، وأيضاً حائز على شهادة في التحكيم في المسابقات القرآنية، كيف ننظر الآن إلى الأداء القرآني عند طلاب العلم أو من طلاب القرآن الكريم؟ كيف لهم أن يصلوا إلى درجة الإتقان بشكل عام؟ لو نصيحة نقدمها، أو عدة نصائح لأهل القرآن الكريم الذين يرغبون بتعلم القرآن، وأن يكونوا من أهل الحديث النبوي الشريف:

{ خيرُكمْ من تعلّمَ القُرآنَ وعَلَّمَهُ }

[البخاريُّ والترمذي وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها]

{ المَاهِرُ بالقرآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ }

[البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي عن عائشة أم المؤمنين ]

ما هي النصائح التي يقدمها الشيخ الآن بحكم خبرته، وتلاواته، وإجازاته، وتحكيمه بالمسابقات القرآنية لأهل القرآن الكريم؟

نصائح لأهل القرآن الكريم
الشيخ علي محمد الغزاوي:
بسم الله الرحمن الرحيم.
بداية لابد لطالب العالم، أو لطلب قراءة القرآن، بداية أن يخلص في أخذه، أن يكون آخذاً لهذا العلم لله سبحانه وتعالى، وأن يحسن الأداء، حتى إذا أخذ، أو أحسن الأخذ حتى يحسن فيما بعد مع نفسه، وأن يحسن إلى غيره، إقراءً وتقريئاً، ولذلك يجب أن نبحث عن أهل القرآن وألا نبحث فقط عن الأسانيد، هناك من يبحث اليوم عن علوٍ في الإسناد، ربما يسرع ويتسرع في الأخذ حتى ينال إسناداً، وربما يفوته كثير من الأداء الحسن، أو من الإتقان بأخذ الرواية وفي أخذ وجوه هذه الرواية، فمعلوم أننا نقرأ القراءة، والقراءة لها روايات، والروايات لها وجوه، فإذا أتقن القراءة، ثم أتقن الرواية، ثم أتقن الوجه، لا بد بعد ذلك أن يكون متقناً في إعطائه وكما صبر عليه أشياخه أن يصبر أيضاً، وألا يتعجل في إسناد القرآن إلى الغير، دون أن يوقف الذي يقرأ عليه عند كل حرف، حيث يعطيه حقه ومستحقه كما أهل العلم، وكذلك يتقن أحكام الوقف والابتداء، حتى لا يأتي بمعنى مخالف للمعنى الذي يريد الله عز وجل أن يوصله إلى خلقه من خلال كلامه، ولذلك أحكام الوقف والابتداء هي في صلب الأخذ بالقرآن الكريم، وتصحيح مخارج الحروف والصفات التي ينبني عليها أحكام التجويد، ولذلك ليس عبثاً عندما جعل ابن الجزري رحمه الله مخارج الحروف والصفات بداية، لأن أحكام التجويد كل أحكام التجويد تبنى على مخارج الحروف والصفات، فما من حكم في التجويد إلا وسببه مخرج حرف، أو صفة حرف، وبالتالي كان إتقان مخارج الحروف والصفات هو نوع من طريق إتقان الحروف وإتقان التجويد، وإن إتقان علم الوقف والابتداء هو مبني على إتقان اللغة والفهم لكتاب الله سبحانه وتعالى، ومن هنا كان لابد لطالب القرآن الكريم أن يتماشى مع قراءة القرآن، أن يكون متقناً للغة، وأن يفهم القرآن الكريم حتى يفهم مواقف القرآن، وأحكام الوقف والابتداء في القرآن الكريم.
من هنا حتى الذي يريد أن يذهب ليقرأ القرآن على أحد لابد أن يختار من يقرأ عليه القرآن، ليس فقط أنه مجاز، هل هو محسن في أدائه؟ هل يتحرى الصواب في أدائه كما تحرى الصواب في أخذه؟ هل يتعجل في الإجازة؟ لأننا نجد مشكلة اليوم أن بعض الأشياخ يتعجلون في الإجازة، وبعض الطلاب كذلك يستعجلون بأخذ الإجابة، وكأن الإجازة هي الهدف، الإجازة ليست هدفاً، إنما الهدف أن نحسن قراءة القرآن، وأن نحسن حفظ القرآن الكريم حتى نأخذه كما أداه لنا مشايخنا، وحتى يأخذه طلابنا كما أُدي إلينا، فإنما نحن ضمن هذا الإسناد المرتبط كما تفضلتم دكتور رحابي برب العزة، المرتبط بجبريل، ثم إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، أسنده الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الصحابة رضوان الله عليهم، وأسند الصحابة القرآن إلى غيرهم، حتى إنا نحن نتعاطى مع القرآن، ومع الرسم القرآني.
وقد سمعت عبارة من بعض مشايخنا، لقد رسمه أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام كما سمعوه، ونحن نقرؤه كما رسموه.
إذاً يتعلق بالقراءة، وتتعلق القراءة بالرسم، إذاً أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام رسموه كما سمعوه، ونحن نقرؤه كما رسموه، فكان هناك علاقة ما بين الأداء وما بين الحرف، فتصحيح اللسان مع تلاوة الحرف هو تصحيح العلاقة مع ذلك الإسناد، أن يكون قد أخذ الإسناد بحق، وقد حمله بحق حتى يُحمله بحق، من هنا كان لابد من أن يقرأ القران على أهله، وأن يكون له رياضة امرئ في فكه كما قال ابن الجزري رحمه الله، أنه يسبق غيره من القراء، أنه صاحب رياضة امرئ في فكه، رياضة فيها فك، فعندما يكون كذلك يكون قد أحسن الأخذ، وأحسن القراءة حتى يحسن العطاء.

الدكتور رحابي محمد:
ما شاء الله ! الله يفتح عليك دكتور علي، الله يفتح عليكم.
دكتور علي ؛ شاركت حضرتك في مسابقات قرآنية دولية، ومحلية، حضرتك عضو في لجنة تدقيق المصاحف المعتمدة من دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، وكذلك أنت مدرس ما شاء الله للقرآن الكريم، إمام وخطيب، من خلال هذه الخبرة ما هي أهمية المسابقات القرآنية التي تقام أحياناً سواء كانت محلية، أو دولية، أو حتى على مستوى مدارس أو مراكز إسلامية، أو حتى على مستوى الأسرة والعائلة الواحدة؟ أي إذا كان عندي أطفال، أقول لهم: عندنا مسابقة قرآن في أجزاء، أو في سور قصيرة، هناك تحفيز، هناك تشجيع، هناك كذا، من خلال خبرتك في حضور المسابقات، ومن خلال أنت أيضاً أب وما شاء الله عندك أولاد، كيف ترى أهمية المسابقات القرآنية في تحفيز الأبناء والأولاد للإتقان في القرآن الكريم؟

أهمية المسابقات القرآنية في تحفيز الأبناء لإتقان القرآن الكريم
الشيخ علي محمد الغزاوي:
بداية لابد من أن نذكر من النعم اليوم الاهتمام بالقرآن الكريم على مستوى الدول، وعلى مستوى المؤسسات، وعلى مستوى الأسرة والأفراد، ولذلك تسابقت الدول في مسابقات القرآن الكريم، وأي دولة تقدم مسابقة هي أفضل من المسابقة الأخرى من حيث الإكرام، ومن حيث الإكرام العددي، أن أي دولة تستقبل أكبر عدد، لأنها تخاطب الدول، وكل دولة ترسل مندوباً من أهل القرآن الكريم تنتدب حافظاً ليمثل هذه الدولة، وكذلك هناك مسابقات تميزت أنها مسابقات في رواية حفص، وهناك مسابقات تميزت أنها في روايات متعددة، وهناك مسابقات تمت بالقراءات العشر على مستوى الدول الإسلامية، وهذه المسابقات إنما هي نوع من أنواع الاهتمام بالقرآن الكريم، وكما يقول أحد الفضلاء وهو من أهل القرآن الكريم: إننا نعيش العصر الذهبي بالنسبة لخدمة القرآن، طباعة، ومسابقات، ومن حيث المتابعة، ومن حيث أن لأهل القرآن في الجملة وظائف، كثير من الدول اعتنت بتوظيف رسالة القرآن الكريم أن تبث في مجتمع، من هنا كانت هذه المسابقات الدولية، والمسابقات المحلية تظهر مكانة أهل القرآن من حيث البداية، ثم يتلاقى أهل القرآن فيما بينهم من دول، ومن مجتمعات متعددة، يجمعهم رحم القرآن، ويجتمعون في مكان واحد، سواء كانوا في لجان التحكيم، أو كانوا من المتسابقين، ومن المتنافسين بالقرآن الكريم، فأهل القرآن عندما يلتقي بعضهم تحت عنوان المسابقات القرآنية ليست فقط من أجل كشف قدرات من هو الأحفظ، إنما هناك معلومات تخص قراءة القرآن، وتخص الأداء القرآني، يستفيد أهل القرآن من بعضهم البعض عندما نلتقي مع مشايخ الإقراء وأهل الفضل من البلدان، وعندما تأخذ الأفكار كيف يتعاملون مع حفظ القرآن، ومع تحفيظ القرآن، ومع الإسناد، ومع قراءة هذه الأسانيد، عند ذلك لابد من أن لهذه المسابقات معنى يجده المتسابق، أو يجده المُحكم، عندما يجالسون أهل القرآن وأهل الفضل.
من هنا حتى التحكيم دكتور رحابي له أصوله، ولذلك تشكر المملكة العربية السعودية بالحقيقة التي جعلت على هامش مسابقتها نحواً من عشر سنوات تقريباً أنها جعلت دورة في التحكيم هي على هامش المسابقة، والفضل لله سبحانه وتعالى كنت في الدورة الثانية، وكان قد شارك في هذه الدورة سبع عشرة دولة، أرسلت مندوباً، كل دولة أرسلت مندوباً ليتدرب على التحكيم، حتى إذا ما أراد أن يُحكم في مسابقة بعد ذلك أن يكون لديه شهادة في التحكيم، وأصول التحكيم، وحتى يكون هناك وحدة منهج بين المحكمين، وألا يحكم كل امرئ بناءً على منهج هو اتخذه لنفسه، ولذلك كل مسابقة ربما تتميز بشيء في ورقة التحكيم، وأصول التحكيم، ولكن أصول التحكيم من حيث العموم هي متفق عليها بين المحكمين في المسابقات الدولية.
ثم يعود إلى بثه، ويبث هذا الخير وهذه الأصول بين أهل القرآن حتى إذا ما كانت هناك مسابقة تعتمد هذه الأصول، أو يؤخذ في غالبها، أو في أكثريتها حتى تكون أيضاً المسابقات عندما تكون محلية تنتج حفظة هم يؤهلون حتى يكونوا في المسابقات الدولية.

الدكتور رحابي محمد:
جميل جداً ! هذه الخبرة ما شاء الله بحضورك في المسابقات المحلية، والدولية تعطيك المزيد من الخبرة، والقدرة على التحكيم بطريقة متقنة وأكاديمية، سبحان الله ! هذا ما أردنا أن نفعله أيضاً في برنامجنا الجديد في الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية قسم الأداء القرآني في كلية الدراسات الإسلامية، ذهبنا إلى برنامج في إتقان الأداء القرآني، وتكريم وتخريج طلبة على معرفة دقيقة ومفصلة لكل جوانب علم التجويد النظرية، والتطبيقية، ثم تأهيلهم، أو إعدادهم ليكونوا على درجة عالية في الضبط، والإتقان، ليكونوا مؤهلين لحسن العطاء كما أخذوه بحسن التلقي، وحتى يكون هذا المتقن، أو هذا الخريج الأكاديمي مرجعاً موثوقاً، نحن أحياناً نعاني في المجتمعات ممن يدعي أنه يقرأ أو يُقرئ لكن حقيقة كما ذكرت فضيلتك ربما يفتقد بعض المنهجية في الأداء، ربما لم يأخذ ولم يتلقَ بطريقة متأنية، وحضرتك ذكرت صفات طالب العلم، أو طالب القرآن ألا يستعجل الإجازة، وألا يستعجل التخرج أو الشهادة، لأن القرآن الكريم لابد له أن يأخذ وقته، كما أن كل حرف في القرآن عند التلاوة له حقه من صفة ومخرج ولو فترة زمنية، فإذا استعجلنا هذا الزمن، وهذا للأسف ربما تعاني منه بعض المراكز الإسلامية أو القرآنية بوجود أناس استعجلوا الشهادة، وأصبحوا في مرتبة المعلم، أو المدرس لكن لا يتقن العطاء لأنه لم يتقن الأخذ، كلمة جميلة جداً من فضيلتك: إتقان الأخذ حتى يمكنه إتقان العطاء.
بالحقيقة ربما تسمح لي أن أعطيك تجربتنا في قسم الأداء القرآني.

الشيخ علي محمد الغزاوي:
دكتور رحابي ؛ نسعد ونستفيد.

تجربة الدكتور رحابي في قسم الأداء القرآني
الدكتور رحابي محمد:
بارك الله بك، وأطال عمرك، وحفظك، ونفع بك.
توزيع الدرجات في امتحان القرآن الكريم في قسم القرآن الكريم، طبعاً هناك شروط كبيرة ولا أقول قاسية، ولكن لا أحد يدخل إلى قسم الأداء القرآن إلا أن يكون حاملاً لإجازة بالسند المتصل من شيخ معتمد، ومعتبر، ومعروف بالإتقان، وأن يكون أيضاً حاصلاً على البكالوريوس عندما يدخل إلى هذا البرنامج، ويدرس المقرر المطلوب، يسأل أسئلة في التلاوة والقراءة، فإذا تردد مثلاً طالب تصحح له اللجنة، وتحذف له مثلاً درجتان، إذا أسقط الطالب أحد الأحكام التجويدية يحذف له درجة واحدة عن كل حكم يسقطه، إذا تقرر الخطأ يقرر أيضاً الحذف مع تكرار كل خطأ، أو حتى ترك غنة، أو مد، أو همس، أو قلقلة، أو ترقيق، أو تفخيم درجة كاملة لكل خطأ، وهذا يعطي إشارة للأخوة المستمعين أن القرآن الكريم ليست قضية سهلة، القرآن الكريم:

إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً
[ سورة المزمل: 5]

هو كلام الله سبحانه وتعالى، في حال أخذت الأحكام التجويدية حقها، أو لم تأخذ الأحكام التجويدية حقها، الغنة لم تكن مستوفاة، حركتان أيضاً درجة ونصف، أو حركة ونصف غنة هذه لابد أن تكون، والمدود كذلك، الوقف والابتداء مهم جداً، الوقف والابتداء ذكرت فضيلتك إتقان الفهم واللغة لكلام الله سبحانه وتعالى حتى يتقن الوقف والابتداء كما ذكر الإمام علي رضي الله عنه في:

وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلاً
[ سورة المزمل: 4]

قال: هو معرفة الوقوف، وتجويد بالحروف، جميل جداً سبحان الله هذه الخبرة نسمعها من فضيلتك، ونستفيد منها، ونضيفها إلى ما عندنا، لو وقف وقفاً خاطئاً تحذف له درجة كاملة، لو ابتدأ ابتداءً كاملاً تحذف له أيضاً درجة كاملة.
على أي حال فضيلة الدكتور علي ؛ حضرتك ما شاء الله أيضاً لك باع كبير إدارياً في إدارة مؤسسات أزهر البقاع، وحضرتك شيخ قراء البقاع، أنا أفخر وأسعد جداً بأن أجلس بين يديك أستمع وأستفيد من فضيلتك، ما هي نصيحتك سيدي الكريم للقائمين على مراكز التحفيظ والتعليم والإقراء؟
نحن الآن استمعنا إلى نصائح لمن يتعلم القرآن، الإخلاص، أن يتقن في أخذه، أن يصبر، أن يتقن أحكام التلاوة، ألا يستعجل، الآن ما هي النصيحة التي يقدمها فضيلة الشيخ علي محمد الغزاوي للعاملين في تعليم القرآن الكريم؟

نصائح الشيخ الغزاوي للعاملين في تعليم القرآن الكريم
الشيخ علي محمد الغزاوي:
بداية نحن لنا تجربة في مراكز القرآن في البقاع، أننا عملنا على أن تكون هذه المراكز ضمن إطار واحد موحد، وألا يكون هناك شذوذ إن كان بالإسناد، أو كان بالإقراء، في أي مركز من هذه المراكز، وجعلنا أهل الفضل من مشايخ هذه المراكز في لجان للاختبار، أي هو سيشارك غيره بالشهادة على إجازة الآخر، كما غيره سيشارك في إجازته للآخر، فأولاً لا نرخص لمركز إلا أن يقوده حافظ مجاز، بداية كل مركز أي حتى لو كانت القرية أو المسجد يقول: أنا سأؤسس مركزاً لتحفيظ القرآن الكريم، نشترط أن يكون من يدير هذا المركز ومن يشرف عليه حافظاً ومجازاً، ومن ثم أن تكون هذه الإجازة بداية مصدقة لدى مشيخة القراء، وأن تكون معتمدة من مصدر معروف موثوق، أنه أتى بهذه الإجازة، نسمع قراءته، نختبره في حفظه فنصادق إجازته، عند ذلك نصدق إجازة من يجيز شرط الدخول في الاختبارات التي نحن نجريها في كل شهر، وعلمنا على لجان للأخوة والأخوات، ثم بعد ذلك يصدر عن هذه اللجان، حتى حددنا السن في اختبارنا للقرآن الكريم، قلنا ما دون العشرين ينبغي أن يختبر بالقرآن كله في مجلس واحد، حتى نؤهله للمسابقات الدولية، ومن كان بين العشرين والثلاثين نختبره بالقرآن الكريم مرتين لأنه لم يعد له مجال أن يذهب إلى المسابقات الدولية، فالتالي نحن نريده حافظاً متمكناً فنقسم له القرآن قسمين، ومن كان فوق الثلاثين إن لم يستطع أن يختبر في مجلس واحد أو مجلسين نختبره في ثلاث جلسات، ولكن على أن تكون هذه الجلسات تزيد على شهر في الاختبار حتى لا يكون هناك فجوة كبيرة بين الاختبار والاختبار، حتى نكون قد تأكدنا أنه حفظ القرآن الكريم، ومع هذا التقسيم عندما نختبره في العشر الأولى، أو نصف القرآن الكريم، ما كان من ملاحظات ينبغي أن يتلافاها هو ومن أقرأه، أي هو سيأخذ هذه الملاحظات، وشيخه الذي أقرأه، لأن الذي يقرئ ربما يفقد شيئاً، وبالتالي عندما يسمع له الآخر ينبهه، أو أحياناً الطالب يريد أن يتعجل فيقول له الشيخ مثلاً: انتبه للغنة عند الواو والياء، وهذه يخطئ بها كثير من الطلاب، انتبه فهو ربما يريد أن يتعجل، فعندما يسمع من مقرئ آخر أنك أخطأت في هذا الموضع يعود إليه شيخه ويقرئه مرة ثانية بإتقان، كذلك زمن الغنة كما تفضلتم، أن الغنة لها مراتب أربعة، هذه عندما يكون عنده أذن ميزان في طول المد، وفي طول الغنة، وفي أخذ هذا الحرف حقه ومستحقه من غيره عند ذلك يكون هذا قد أدى الأمر على وجهه، فنصيحتي بداية ألا يتصدر للإقراء إلا بعد إتقانٍ، فإذا أتقن عند ذلك يعطي، وكذلك ألا يتعجل طالب القراءة، وطالب الإسناد، وطالب الحفظ ألا يتعجل في عد الأجزاء إنما عليه أن يتقن الآيات بداية.
ولذلك نحن عندما نريد أن نختبر الطالب إن كان شيخنا، والشيخ رحابي، وشيخنا عبد الرزاق الحلبي عليه رحمة الله يقول: أنا أعرف القارئ من خلال الاستعاذة، عندما يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أسمع مخارج حروفه، أسمع الإتقان في هذه الاستعاذة، أعرف أنه سيكون متقناً أم ليس بمتقن، وبالتالي الشيخ يستطيع كشف تلميذه، ويستطيع كذلك الأمر أن يعطيه، ولذلك كان هذا الثناء من رسول الله عليه الصلاة والسلام:

{ خيرُكمْ من تعلّمَ القُرآنَ وعَلَّمَهُ }

[البخاريُّ والترمذي وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها]

سمعنا من شيخنا سماحة المفتي الشيخ خليل الميس شفاه الله وعافاه مفتي البقاع ومؤسس مؤسسات أزهر البقاع قال: لماذا قدم الطالب هنا على الشيخ؟

{ خيرُكمْ من تعلّمَ القُرآنَ وعَلَّمَهُ }

[البخاريُّ والترمذي وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها]

قال بداية لولا الطالب لما كان هناك شيخ، وإن الشيخ كان طالباً قبل أن يكون مقرئاً، وبالتالي أخذ الشيخ مرتين الخيرية، مرة عندما كان طالباً ومرة عندما صار مقرئاً، وبالتالي كان هذا التقديم:

{ خيرُكمْ من تعلّمَ القُرآنَ وعَلَّمَهُ }

[البخاريُّ والترمذي وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها]

وهي دعاية، أو دعوى من رسول الله عليه الصلاة والسلام أنك كما تتعلم عليك أن تعلم وهذه هي الرسالة.

{ نضر الله امرئ سمع منا مقالة فأداها كما سمعها }

وذلك كان تأدية الواجب، حتى لو بآية من القرآن الكريم فليؤد ذلك الواجب، وبعض أخواننا يعتبر أني متقن وأنا أقرأ القرآن، فإذا جلس بين يدي أمثالكم دكتور رحابي وأهل القرآن الكريم يقول: أنا وحدي أنا لا أخطئ، لأن هذا شيء طبيعي، لأن القرآن الكريم يعلم صاحبه أنه مخطئ عندما يقرؤه على أهل الفضل أمثالكم دكتور رحابي، عندما يقرأ عليكم تكتشفون خطأه، أما عندما يقرأ لنفسه فكيف يكشف خطأه؟ وكذلك أنا أنصح من يقرأ أن يسمع قراءته، كثير من الأحيان يا مولانا مثلاً يقول لي: أنا يقولون لي: إن القلقلة لا تظهر معي، أقول له: اسمعها، أسمع يقولون في بعض التعريفات: هي انفجار الصوت عند النطق بالحرف، أقول له: الانفجار خفي أم ظاهر؟ طبعاً ينبغي أن يظهر، أقول له: إذاً اسمعه، اسمع انفجار النطق عند هذا الحرف حتى يكون قد ظهرت معك هذه القلقلة.

الدكتور رحابي محمد:
بارك الله بكم، هل ممكن أن نستبدل كلمة الانفجار بشيء آخر، سلمنا الله وسلم لبنان وحفظكم الله، وسلم أهلنا جميعاً في لبنان، وفي سوريا وفي سائر بقاع الأرض يا رب العالمين.
والله يا دكتور علي كلام جميل، وما شاء الله كلام راق لأنه كلام عن القرآن الكريم، وحديث النبي عليه الصلاة والسلام كما تفضلتم قبل قليل في فضل القرآن، وفي تعلم القرآن هذه لفتة جميلة من سماحة المفتي عندما يقول: المعلم له أجران أجر التعلم، ثم أصبح أجر المعلم، هذا يذكرني بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي روي في صحيح البخاري رضي الله عنه:

{ لا حَسَدَ إلا في اثنَتَيْنِ: رجلٌ آتاهُ اللَّه القرآنَ فهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيلِ والنَّهارِ فَسمِعَهُ جَارٌ له، فقال: لَيْتَني أُوِتيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعمَلُ، ورجلٌ آتاهُ اللَّهُ مالاً فهو يُنفِقُهُ في حَقَّهِ، فقال رجل: لَيْتَني أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعمَلُ }

[البخاري عن أبي هريرة ]

دكتور علي ؛ أعتبر نفسي الآن أنا وأنت من مشرب واحد، من مدرسة واحدة، وحضرتك قضيت أياماً وسنين في الشام في سوريا طالب علم، ثم أيضاً إماماً وخطيباً في المساجد هناك ومعلماً، وما شاء الله أوجزت من الشيخ عبد الرزاق الحلبي، وغيره من الشيوخ، إذا تسمح لي أنا كنت قبل أيام في لقاء مع شيخ قراء الشام الشيخ كريّم راجح، قلت له: شيخنا ما هو مجلس القراء؟

إكرام أهل الأرض بعلمائنا الأفاضل
الشيخ علي محمد الغزاوي:
بارك الله لنا بعمره، ونفعنا به، وأمد لنا بعافيته، وأكرمنا ببركته كما أكرم أهل الأرض ببركة هؤلاء، فالشيخ كريّم اليوم هو شيخ الإقراء، وشيخ العلماء، وشيخ أهل القرآن على مستوى العالم الإسلامي.

الدكتور رحابي محمد:
بارك الله بكم، سألته عن قضية، القضية التي أثرتها قبل قليل، أن يجلس القارئ وحتى المقرئ والمجاز مع قرنائه، مع شيوخه، مع تلامذته ويقرأ معهم، ويسمعهم تلاوته، ثم ينتظر كما يقولون: التغذية الراجعة، الرأي، التقييم من هؤلاء، فكان الشيخ كريم بارك الله بحياته وحياة علمائنا وحياتكم فضيلة الشيخ علي، كان يجلس الشيخ كريّم، والشيخ عبد الرزاق الحلبي، والشيخ أبو حسن الكردي، والشيخ محمد طه سكر، يجلسون في مجلس واحد فيقرؤون القرآن الكريم ولهم هذا المجلس لسنين، أي من عشرات السنين وهو مستمرون عليه، فتفضلت بكلمة مهمة جداً: أنه أنا إذا أوجزت في القرآن الكريم، وأصبحت معلماً للقرآن الكريم كيف لي أن أُهمل نفسي ولا أطورها بالاستماع الدائم لنفسي ولغيري وأن أسمع غيري تلاوتي وأطلب منهم التقييم أي القلقلة، زمن المدود، والمخارج، وغير ذلك؟
شيخ علي ؛ كنا نقرأ عند الشيخ سكر رحمه الله، فكان لا يقبل إلا أعلى درجات الإتقان وكان من يقرأ عنده عدد قليل.

الشيخ علي محمد الغزاوي:
الشيخ محمد سكر رحمه الله كان مشهوراً بتشدده في مخارج الحروف والصفات، لكم إجازة تلك الإجازة منه دكتور رحابي.

الدكتور رحابي محمد:
بارك الله بكم، أنا سبحان الله الشيخ محمد سكر طلب مني عدة مرات أن أقرأ القراءات عنده في ذلك الوقت، وكنت أنا في الثانوية العامة، وأكرمني الله بأني ختمت مبكراً وبسرعة ربما قياساً على غيري أنجزت الختم خلال ثلاث سنوات مع الشيخ سكر، في الوقت الذي كان غيري ربما يقضي عشر سنوات أو ثماني سنوات معه، السبب كان عندي الشيخ عادل سرور جزاه الله خيراً كان يقوّم لي تلاوتي، ويصحح ثم يرسلني عند الشيخ سكر.
المهم أن كلمة الشيخ عبد الرزاق الحلبي أن الشيخ يستطيع تقييم تلاوة الطالب من استعاذته، وربما لو كان هناك مسابقة قرآن يضع له الدرجة من مئة من خلال الاستعاذة، لو كان يعطيه على التجويد مثلاً فقط.
الآن فضيلة الشيخ علي؛ لو أردنا الآن أ، نطور قضية التجويد، أي الحفظ وكذا هذا يحتاج إلى جهد، وإلى استراتيجية، وإلى مهارات، وإلى طرق معينة، وكل بلد وكل ثقافة لهم طريقة في تحفيظ القرآن الكريم، لكن الآن طريقة التلاوة، المخارج، التجويد، وهذه متفق عليها أي الذي يجود في لبنان مثل الذي يجود في اليابان مثل الذي يجود في السعودية مثل الذي يجود في أقصى الأرض وشرقها، الآن أريد من الشيخ علي الغزاوي شيخ قراء البقاع أن يعطينا استراتيجيات، مهارات، في تقويم اللسان، في تلاوة القرآن الكريم، ونصيحة لمن يعلم القرآن في قضية التركيز على مهارات التلاوة والإتقان، وخصوصاً للمعلمين والمعلمات المنتشرين حول العالم، والآن أون لاين، يعلمون القرآن أون لاين، ما الذي يجب أن نركز عليه؟ وما الذي ينبغي أن نتجنبه من خلال تعليمنا للقرآن الكريم؟

ما ينبغي علينا أن نتجنبه أو نركز عليه من خلال تعليمنا للقرآن الكريم
الشيخ علي محمد الغزاوي:
بداية ذكرت في طيات الكلام أن ابن الجزري رحمه الله لما صنف الجزرية بدأ بمخارج الحروف والصفات التي إن أتقنها الطالب بعد ذلك يكون قد أتقن أحكام التجويد، نحن في كثير من الأحيان نقيّم الطالب عندما يحفظ أحكام التجويد نظرياً، بمعنى حفظ قواعدها، وحفظ متى يكون المد اللازم، ومتى يكون المد الطبيعي، ومتى يكون كذا، أنه أتقن علم التجويد، لا، هذه القواعد إنما هي مستوحاة وقد جمعت من خلال ما ينبغي لقارئ القرآن أن يقرأها، لذلك أنتم دكتور رحابي عندما قرأتم على شيخنا الشيخ محمد سكر عليه رحمة الله، الشيخ محمد طه سكر مرر لك بعض القواعد وأنت تقرأ هذا الحرف قاعدته كذا، وهذا كذا كذا كذا، يمرر هذه القواعد كلها وربما الطالب يختم معه القرآن الكريم، لم يكن هناك مجلس خاص بمادة التجويد، وأحكامه، وكذا، إنما أخذتها من الشيخ مباشرة، وهذا بالحقيقة هو الأصل، ولكن اليوم صار عندنا ما بين النظر وبين العمل، وربما يتقن نظرياً ولا يتقن عملياً، والأصل بالشيء أن يتماشى النظري مع العملي يتماشيان معاً حتى يكون الذي يتقن مخرج الحرف إذا سأله تلميذه لماذا هذا الحكم أن يعرف كيف يجيبه، ربما تجده متقناً في القراءة، ولكن لا يعرف هذه الأحكام، إذا سأله الطالب، أو من يقرأ عليه لا يعرف أن يجيبه، وبالحقيقة هناك قاعدة لهذا الحرف، هو أتقن أخذها، وينبغي أن يتقن سبب هذا الحكم التجويدي، حتى إذا ما سُئل من تلميذه أن يعطيه، إذاً إتقان مخرج الحروف، إتقان علم التجويد، أن يتقن أيضاً العلم نظرياً حتى إذا ما سُئل عن حكم من أحكام التجويد، أو مخرج من مخارج الحروف، أو صفة من صفات الحروف، عندما يسأله تلميذه لماذا كان هذا الإدغام الناقص أو الإدغام الكامل؟ لماذا كان هذا الإدغام المتقارب أو الإدغام المتجانس أو الإدغام المتماثل؟ ما سببه؟ ما سبب المد؟ ما هو سبب الهمس؟ ما هو سبب القلقلة؟ ما هو سبب كذا؟ عندما يذهب إلى مخارج الحروف وصفاتها، ويقول مثلاً حرف التاء هو من حروف الشدة، وعندما ينظر في حروف الشدة يجدها كلها حروف قلقلة، أو حرف همس، أجد قط بكت، عندما يجدها كذلك يعلم أن هذا الحرف إنما أخذ همساً، أو أخذ قلقلة للتخلص من الشدة، فلولا أنه قرأ حروف الشدة لما علم سبب القلقلة، ولا سبب الهمس عند التاء أو الكاف، من هنا كان لابد من أن يتقن القاعدة مع إتقان العمل في هذه القواعد، وأما الأصل نعم الأصل أن يأخذ القرآن بالتلقي، وأن يحسن أداءه أو أخذه كما قلنا حتى يحسن أداءه ولكن لا شك أننا اليوم بحاجة أن نأخذ الأحكام نظرياً كما أخذناها عملياً من مشايخنا.
زارنا مرة بالأزهر حفظه الله الدكتور عادل أبو شعر، وربما كانت لك معه صحبة لأنه ممن قرأ على شيخنا محمد سكر رحمه الله، وأمد في عمر الدكتور عادل، فكان الدكتور عادل يقول: إنهم عملوا على برنامج عبر الآلات الحديثة اليوم، أن باستطاعته أن يختبر نفسه مع هذا البرنامج، هل مخرج حرفه صحيح أم ليس بصحيح؟ فيسمع الجهاز مخرج الحرف، والجهاز يقول له: هل أحسن أم لم يحسن في مخرج هذا الحرف، وأعطى تجارب عن ذلك البرنامج الذي عملوا عليه، وهو بالحقيقة هذا في خدمة القرآن الكريم.
وكما قلت الدكتور أيمن سويد الذي خدم القرآن في عصرنا، وأكرم الله تعالى أهل القرآن به، قال: نحن نعيش العصر الذهبي في خدمة القرآن الكريم، ولكن في الحقيقة هناك من يبحث عن خدمات القرآن الكريم، كيف خدم العلماء القرآن الكريم من كل النواحي، وهناك من يفتح باباً أو زاوية من زوايا هذه الخدمة يأخذها، ويقول: أنا أتقنته، وإنه كما يقول العقاد رحمه الله: إن العلم لا يعرف الكلمة الأخيرة، قالوا: ما ترك الأول للآخر؟ فقال بعضهم: كم ترك الأول للآخر؟ نحن لو قلنا: ما ترك أجدادنا لنا شيئاً لما وجدنا أي بحثٍ علمي، واليوم أنا سعيد عندما أرسل لي الدكتور رحابي، أرسلت لي مقررات جامعتكم وما تقومون من خدمة القرآن الكريم، وأنكم ستولون أهل القرآن اهتماماً من حيث أن يكون لهم سند في العلم، أن يكون لهم سند أيضاً في المكانة العلمية من حيث الشهادات، وهذا بالحقيقة خدمة جديدة أنتم تقومون بها، إلى جانب هذه الخدمات لأهل القرآن الكريم، أنكم كما خُدم أهل الفقه، وكما خُدم أهل اللغة، وكما خُدم أهل التفسير، أنتم تقومون الآن بخدمة جديدة لأهل القرآن، أنكم تفتحون الباب أمامهم حتى ينالوا الشهادات العليا إن كانت درجة الماجستير، أو درجة العالمية الدكتوراه في علم القرآن الكريم، وهذه بالحقيقة خدمة تضاف إلى خدمات أهل القرآن للقرآن، وهذا تشكرون عليه، وربما لكم السبق في ذلك، وحدثتني أنك أخذت نوعاً من الإجازة من شيخنا الشيخ كريّم راجح حفظه الله، وأثنى عليكم في هذا، ونحن نضيف حرفاً إلى كلمته لنثني عليكم في هذا الطريق إن شاء الله.

الدكتور رحابي محمد:
بارك الله بكم، وحفظكم، ورعاكم إن شاء الله فضيلة الدكتور علي، وهذا شرف كبير لنا، الحقيقة أيضاً الدكتور محمد الزحيلي حفظه الله، وأمتع به أيضاً، رأى في ذلك شيئاً جديداً، وفيه تكريم لأهل القرآن الكريم، نحاول أن نجعله في إطار المنهجية الأكاديمية، باختصار أقول: كلية الدراسات الإسلامية في الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية تقدم هذا البرنامج ربما الأول على مستوى العالم في الدراسات العليا والماجستير والدكتوراه، في إتقان الأداء القرآني، أي من فيه شهادة أكاديمية، نحن الآن نتحدث عن المشيخة، والجلوس على الركب، والرحلة إلى الشيوخ المجازين، لكن بعد هذه الخطوة، والإتقان، والتلقي، والمشافهة يدخل إلى المعمل الأكاديمي ليمنح متقن الأداء القرآني دراية واستظهاراً شهادة أكاديمية وجامعية موثقة من الخارجية الأمريكية، لأننا نحن مقر للجامعة مرخصة محلياً في أمريكا، فيجعل حملة كتاب الله المجازين المتقنين، أي نحن نعود ونكرر المجاز المتقن، ليس فقط استعجل في الإجازة وأخذ الشهادة، مجاز ومتقن، في مطاف باقي الجامعيين حملة الشهادات الأكاديمية العليا، لأن القرآن الكريم سيدي الفاضل دكتور علي، القرآن كما الجميع يعلمه أجلّ كتاب، وأعظم كتاب، هو أصل كل العلوم النافعة، فنظراً لهذه الخصوصية لكتاب الله تعالى الجامع، وهذا القسم لا يقبل إلا من استوفى الشروط المطلوبة للالتحاق بالبرنامج واجتياز جميع الاختبارات، والمقررات، بجيد جداً، أو ممتاز، إذا شخص أخذ جيداً لن يمنح الشهادة، يجب أن يكون جيداً جداً أو ممتازاً.
فضيلة الدكتور علي الحديث معكم ممتع، نحن وعدنا المتابعين أن نجيب عن أسئلتهم وهناك متابعون ما شاء الله في التعليقات يذكرونكم بالخير، ويدعون لكم بالصحة والعافية، وطول العمر، وعندهم بعض الأسئلة أريد أن أتناول أسئلتهم بعد أن أستمع إلى تعليقك تفضل دكتور.

الشروط المطلوبة للالتحاق ببرامج تعلم القرآن واجتياز الاختبارات والمقررات
الشيخ علي محمد الغزاوي:
بين يدي هذا الأمر حتى يعلم أخواننا الذين يسمعون هذا الأمر جديده، نعم هناك جامعات اختصت بالقراءات، بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة كلية في القراءات، وكذلك بجامعة الأزهر في مصر، ولكن ما أنتم نحوتم نحوه هو الأداء القرآني، أنكم تميزتم بالأداء والحفظ والإتقان، ألا تكون شهادته وإجازته دون الإجازات الأخرى، الحقيقة نحن من الأمور التي نعاني منها اليوم أنك إما أن تفقد المتقن، أو أن تفقد الشهادة، عندنا هنا في لبنان مثلاً من فضل الله سبحانه وتعالى العبد الفقير يحمل دكتوراه، كذلك جامع القراءات، وهناك الدكتور زياد الحاج شيخ قراء القلمون، ورحمة الله عليه كان الشيخ الدكتور خالد بركات، شيخ قراء عكار رحمه الله، توفي الشيخ خالد بركات، كان هؤلاء الثلاث يحملون القراءات، وكذلك مع الشهادة الأكاديمية العالمية الدكتوراه باستطاعته أن يناقش الأبحاث العلمية في الجامعة، ولكن عندما تفقد أحد أمرين يحمل دكتوراه ولا يحمل قراءات، أو يحمل قراءات ولا يحمل دكتوراه، إذاً لم يستطع أن يخوض في مجال الأكاديمية في الجامعات، الآن عندما يفسح المجال لأهل القرآن أن يخطوا في هذا الطريق وأن يمشوا في هذا الطريق، فهو فتح المجال لأهل القرآن الكريم أن يسلكوا طريق الأكاديمية مع طريق مجالسة الأشياخ.

الدكتور رحابي محمد:
بارك الله بكم، ونرجو الله تعالى أن يتقبل منا هذا العمل، ويجعله خالصاً لوجه الله تعالى رفعة وتكريماً لأهل القرآن، أهل القرآن أهل الله وخاصته، كرمه الله عز وجل، وإن شاء الله يجدون هذا التكريم بإذن الله تعالى.
سيدي الحبيب ؛ تسمح لي أن نذهب إلى بعض الأسئلة، وربما لا أريد أن أثقل عليكم الجلسة مع الشيخ.

الشيخ علي محمد الغزاوي:
أنا معكم إلى الفجر، عندكم إلى العشاء.

الدكتور رحابي محمد:
والله يا دكتور علي أحبك في الله، أحب فيك هذا الخلق، أحبك فيك هذا التواضع، هذا السمت الحسن، الأدب الراقي.
كلمة جميلة لأحد الأخوة الكرام من أهل القرآن، قال: لم أجد أحداً أكثر تشبهاً بالأنبياء من أهل القرآن الكريم، فأرجو الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا نحن وإيانا منكم، وفي حديثي معك وتواصلي معك أجد وأتعلم منك الأدب، والخلق الراقي، وأنت معلم في سمتك وهديك قبل كلامك وخطابك، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا فيكم، في صحتكم، وعافيتكم، وأن يزيدكم رفعةً وقدراً، ويرفع ذكرك في الدنيا والآخرة.
سيدي الحبيب ؛ نذهب إلى بعض الأسئلة هنا، أو تعليقات، اللهم صلّ على رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
الأخوة هنا ما شاء الله يرحبون، يشكرون، محمد رحابي أهلاً وسهلاً، شفيق البسط: فتح الله عليك دكتور علي الغزاوي.
محمد الشموري: حفظ الله شيخي، الشيخ علي الغزاوي، وأعلى مقامه، ومتعه بالصحة والعافية الدائمتين، آمين يا رب العالمين.
أريد أن أذهب إلى سؤال إذا كان هناك أحد عنده سؤال، يقول الأخ شفيق البسط: على الطالب أن يتقن الأخذ لكي يتقن العطاء، من كلمات الشيخ الغزاوي، حفظه الله.
الآن عندنا سؤال، الأخت إيمان دوارة تقول: هل تجيزون حضرتكم بالقراءات العشر؟

المجاز من حقه أن يجيز
الشيخ علي محمد الغزاوي:
نعم، المجاز من حقه أن يجيز.

الدكتور رحابي محمد:
وفضيلة الشيخ علي مجاز بالقراءات ما شاء الله العشر، ويجيز أيضاً في ذلك.
عندنا الآن سؤال، هذا الأخ يقول: أريد أن أسأل الدكتور عن تعلم القراءات قبل الحفظ هل ينصح بتعلم القراءات بدون حفظ أي نظراً من القرآن الكريم أم أن هناك شرطاً للقراءات أن يكون حافظاً للقرآن الكريم؟

الإجازة تكون في الحفظ والأداء
الشيخ علي محمد الغزاوي:
هو لا مانع من ذلك إذا أراد أن يعرف كيف هذا الإمام يقرأ هذه الكلمة، أو كيف يرويها، له ذلك، ولكن هل يريد هو أن يُظهِر القرآن أم أن يظهر عبر القرآن؟ هناك من يريد أن يقرأ القرآن ليظهره، ليظهر كتاب الله، وهناك من يريد أن يقرأ القرآن ليظهر من خلال كتاب الله، أي بعض الناس يريد أن يقرأ ليفهم بعض الروايات، ليظهر أمام الناس أنه يستطيع أن يقرأ هذه الكلمة بوجوهها، فهل هذا المراد؟ المراد أن يتقن أخذ هذه الكلمة، حتى يظهر القرآن الكريم، وحتى يحفظ القرآن الكريم من الضياع، لأن حفظ القرآن واجب، أن نحفظ القرآن رواية، وأن نحفظ القرآن الكريم أداء، ودراية، ومن هنا كان لابد من أن يستشعر حافظ القرآن أنه يؤدي واجباً شرعياً، أما التميز فالقرآن وحده يميز حافظه، و الله سبحانه وتعالى أظهر أهل القرآن، وجعلهم شامة بين الناس، ولكن ألا يكون المقصود أن يتعلم بعض الألفاظ التي يقرأ بها القراء حتى يظهر بأنه متقن لبعض الكلمات، وهو بالحقيقة غائب عن إتقانها، لا مشكلة إذا أخذ القراء تلاوة ونظراً من المصحف، ولكن مثل هذا لا يجاز، لا إجازة إلا بالحفظ والأداء، أما إذا قرأ نظراً من المصحف فيمكن أن يعطى إفادة أو شهادة على أنه قرأ القرآن الكريم بإتقانٍ برواياته، وطرقه، ووجوهه، وعند ذلك ممكن أن يعطى شهادة أو إفادة، وإما الإجازة فستعطى لمن جمع القرآن الكريم في صدره وأحسن أداءه في لسانه.

الدكتور رحابي محمد:
أحسنتم سيدي ؛ بارك الله بكم.
من بعض التعليقات من الأخوة الكرام عبد الكريم محمد عيسى جزاكم الله خيراً، وبارك الله بجهودكم الطيبة.
أيضاً جزاكم الله خيراً، وجعلكم مفاتيح للخير.
الدكتور محمد عدنان، أو عمر، يقول: طرح مبارك، وأنفاس صدق وإخلاص تفوح منكما، شكراً على ذلك دكتور عدنان، بارك الله بكم.
يقول الأخ هنا: جزاكم الله، كل الخير لك دكتور، وجزى الله الخير الدكتور الشيخ علي، جزاكم الله خيراً.
يقول الأخ عمر: لقاء ماتع، ونافع، ورائع، جزاكم الله خيراً.
شكراً للأخوة على هذه الكلمات الطيبة.
ما شاء الله ! فتح الله عليك فضيلة الشيخ علي الغزاوي.
من الأخ محمد رحال، الإمام الدكتور عماد أبو الروب، نفع الله بكم، وبارك خطابكم وجهودكم، اللهم آمين.
الأخ جمال جزاكم الله خيراً، رائع وضروري.
ثم الأخت أيضاً فاطمة: رائع وممتع.
يقول الآن الأخ السائل: إذا تكرمتم نصائح لنا فيما يجب أو اللازم إتباعه أثناء القراءة على الشيخ الموجز.
لعلنا ذكرناه في معرض الحديث، ولكن ممكن دكتورنا الشيخ علي أن يختصر لنا الإجابة مرة ثانية للسائل حتى يسمعها، نصائح لمن يقرأ على الشيخ؟

نصائح لمن يقرأ على الشيخ
الشيخ علي محمد الغزاوي:
من الأهمية بمكان المجالسة، لأن المجالسة هي روح وعطاء، ولذلك قد سمعنا من بعض مشايخنا، سمعنا من سماحة المفتي شفاه الله وعافاه أن نظرة من رسول الله عليه الصلاة والسلام ربما تعدل عبادة سنوات، ثم توزعت هذه النظرات، وهذه الأنوار في الأمة، وعلى قدر أخذ العالم من الأشياخ، ومجالسته للشيوخ على قدر أخذ هذه الأنوار، وبالتالي هناك فرق بين من جالس المشايخ وجالس أهل الصلاح والعلماء العاملين المتقنين، عندما جالسهم لابد لهذه الأنوار أن تكون من خلال تلك المجالس، وكذلك نحن عندما يجيز بعض المشايخ الإقراء عبر هذه الوسائل إلى الحد الأدنى، ولكن لمن استطاع أن يجالس أهل القرآن في مجالسهم، وأن يجلس على الركب بين أيديهم كما جلس سلفنا بين أيدي مشايخهم وعلمائهم، يكون في ذلك نور القرآن أكثر، وعطاء القرآن أكثر.
لذلك عندما ينظر إلى الشيخ، والشيخ يقرأ له الكلمة، أو ينطق بالحرف، ويقول له: هكذا الحرف ينبغي أن يكون، وحتى قالوا: لو أن إنساناً عنده لثغة، قال يذكر الإسناد على أن فلاناً عنده لثغة في حرف كذا، قال: ويسد إليه إذا كان يستطيع أن يكتشف الخطأ عند الآخر، أما إذا كان لا يستطيع أن يكشف الخطأ عند الآخر فلا يستطيع هذا أن يجيز الآخر، فلابد أن يجالس حتى يأخذ من أفواه أهل القرآن، وكما يقرأ أن يستمع كذلك لأهل القرآن عند تصحيحهم لقراءته.
كذلك الأمر أنصح أن نبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل ولو آية، ولو صفحة، وأن يبدأ الإنسان في آياته، وألا يقول: أنا لا أجد وقتاً لحفظ القرآن الكريم، فلو أن الله عز وجل قبض أرواحنا وهذا سيكون أن يكون أحدنا على طريق حفظ القرآن، وأن يقول: يا رب بدأت ولم أُتم، ولكن أن يكون هناك انقطاع عن كتاب الله سبحانه وتعالى، ولا أقول نحن عندما نقول هذا الكلام نحن نتشدد، هذا التشدد في موضوع الإجازة والإسناد، وفيمن يجيز، ومن يُقرئ، أما مع مجالسة أهل القرآن، ومجالسة حلقات القرآن، وتلاوة القرآن فهذا الحد الأدنى ينبغي أن يكون موجوداً عند كل مسلم، أن يكون له مجالسة مع أهل القرآن، ومع تلاوة القرآن الكريم.
أما الكلام الذي تفضل به الدكتور رحابي، والذي سألني عنه فهذا بخصوص الإسناد والإجازة، وأن يكون هناك تشدد في هذا الأمر، حتى لا يكون هناك ضياع للقرآن، أو لأسانيد القرآن، أو لإقراء القرآن ولأهله.

الدكتور رحابي محمد:
نعم بارك الله بك فضيلة الشيخ الدكتور علي.
الأخت سلمى تقول: جزاكم الله خيراً، سدد الله خطاكم، وزادكم الله من فضله.
الشيخ مالك: نفع الله بكم، أخي الدكتور محمد رحابي أبو قصي بارك الله بكم، وجزاكم الله خيراً.
جزاك الله خيراً شيخ مالك، يقول الدكتور: دكتور رحابي أخ وحبيب ومبدع، نرجو الله تعالى أن يحفظه.
الأخت سعدية: جزاكم الله خيراً، وبارك الله بكم.

الشيخ علي محمد الغزاوي:
فرحتي أن الدكتور رحابي قد جمعنا مع الأحبة.

الدكتور رحابي محمد:
بارك الله بكم سيدي الحبيب، حفظكم الله، هذا شرف كبير أن أجلس بين أيديكم سيدي، بارك الله بكم وحفظكم إن شاء الله، ولا حرمنا من مجالسة أهل العلم، والقرآن الكريم.
أنا لا أريد أن أتجاوز أي سؤال، حتى لا يحزن أحد من المتابعين الكرام لعلنا الآن سامحوني أخواني وأخواتي سنمر على الأسئلة، والإجابات ستكون مختصرة إن شاء الله حتى الوقت يسع جميع الأسئلة إن شاء الله.
ما رأي فضيلتكم بالقراءة والإجازة عبر برامج التواصل، وهل بالإمكان أن نقرأ عليكم عن بعد؟

القراءة والإجازة عبر برامج التواصل
الشيخ علي محمد الغزاوي:
والله هو كما قلت بداية: الحد الأدنى من العطاء، عندما حصل هذا الوباء كورونا وعمّ الأرض، والبلاد، والعباد، وعمّ الأرض، والجو، والبحر، قلنا ينبغي ألا يكون هناك انقطاع عن إقراء وقراءة القرآن الكريم، جوزنا هذا الإقراء عبر وسائل التواصل، على أن يكون الاختبار بالمشاهدة فيما بعد، أي عندما يتم الحفظ لابد أن نجالسه، وأن نختبره حتى يكون هناك رفع لهذا المستوى من الأداء، ولكن بالحقيقة هذه الوسائل الإلكترونية يسرت على كثيرين ممن لا يجدون مقرئاً في بلادهم أو لا يجدون وقتاً ليقرؤوا على أهل الأداء والمشايخ في المجالسة، وبالتالي هذه المقارئ فتحت أبواب الخير لنسائنا، لأبنائنا، لرجالنا، خاصة الذين يعيشون في بلاد الاغتراب، الذين لا يجدون أهل القرآن حتى يجالسوهم، ففتحت هذه أبواباً من الخير فكثر الحفاظ، وكثر القراء، وكثر أهل العطاء في القرآن الكريم، ولكن يبقى من جالس أهل القرآن متميزاً عن غيره، ومتميزاً بإسناده.

الدكتور رحابي محمد:
لعلي أضيف هنا أيضاً ملاحظة مهمة للأخ، أو الأخت السائلة في قضية القراءة، أو الإقراء عبر التواصل الاجتماعي الفيس بوك، والسكايب، والواتساب، أرجو إذا كانت الأخت أو الأخ يقرأ إذا تقطع الصوت مع الطالب أو مع الذي يقرأ أرجو ألا تتحرج أيها المعلم أو المعلمة من طلب إعادة القراءة، واعتذر له، قل له: أنا تقطع الصوت عندي، لأن هذه أمانة ربما المتعلم يحتاج إلى مساعدة في تلك الكلمة التي لم تسمعها أنت أيها المعلم أو أيها المتابع، فهذه أمانة حتى لا تتحملها يوم القيامة، أرجو ألا تتحرج من سؤال الطالب بإعادة القراءة، أو إعادة الاتصال، أو إعادة الآية إذا أصبح هناك نوع من تقطع الاتصال.
الأخت سمارة الكردي تقول: بارك الله بكم دكتور علي.
الأخت إيمان تقول: رب اجعلنا من الذي يظهرون روح القرآن ونشره.
الأخت، أو الأخ يقول هنا: اللقاء فكرة مبدعة، ومواكبة للتطورات، واللقاء جميل وراق وممتع، لا نمل من استماع المزيد من هذه اللقاءات إن شاء الله، واللقاءات مع أمثال الدكتور علي طبعاً تزداد متعة وجمالاً ونفعاً إن شاء الله.
جزاكم الله خيراً خير الجزاء.
الآن هنا سؤال أيضاً، أخبرونا عن فضل جمع القراءات، لا أريد أن نأخذ وقتاً طويلاً في هذا، وعندنا أكثر من سؤال، لعل الدكتور إن شاء الله يلخص لنا فضل جمع القراءات.

فضل جمع القراءات
الشيخ علي محمد الغزاوي:
لا شك أن من جمع القراءات بوجوهها لا شك أنه جمع القرآن الكريم بوجوهه، لأن الله عز وجل أراد من خلال كتابه أن يبلغ معنى إلى عباده، وإن القراءات اتسعت لتحتضن تلك المعاني التي أراد الله تعالى أن يوصلها إلى العباد، فليست القراءات هي نطق من حيث الفتح، أو التقليل، أو الإمالة، إنما أحياناً ينبعث من الوجه، أو من القراءة، أو من الرواية معنى جديد، وهذا المعنى الجديد عندما تحفظ قراءات القرآن بوجوهها إذاً حفظ القرآن بمعانيه، وإذا كان النص حمّال وجوه من حيث النص وإن كان نصاً واحداً، ولكن حمل معان متعددة، شاء الله تعالى أن يكون الحرف واحداً، وأن تكون المعاني متعددة، وأن تكون وجوه تلاوة ذلك الحرف متعددة لتحتضن المعاني كلها، حتى نبلغ من خلال تلك الأحكام التي أراد الله عز وجل منا أن نؤديها نكون قد أديناها بوجوهها، وكلما تغيرت وجوه الحروف والرسم واحد يتغير أيضاً المعنى والقرآن والمتلو واحد.

الدكتور رحابي محمد:
بارك الله بك دكتور علي.
يقول الأخ عثمان: جزاكم الله خير الجزاء.
عندك رسالة، وتحية من الأخ محمد شمولي دكتور علي، أريد أن أشكر شيخي الشيخ علي الغزاوي، أن قبلني تلميذاً عنده، وأسأل الله أن أكون عند حسن ظنه بي، بارك الله بكم دكتور رحابي، وأن يكون في هذا اللقاء نفع عظيم.

الشيخ علي محمد الغزاوي:
هو أهل لكل فضل الشيخ محمد، وأسرته، وأهل قرآن.

الدكتور رحابي محمد:
يقول سائل: ماذا تقول لمن يقرأ بالروايات غير حفص في صلاة الجماعة مع أن المؤتمين خلفه لا يعلمون شيئاً من ذلك، فهنا نتحدث عن قضية حكمة الإمام؟

حكمة الإمام
الشيخ علي محمد الغزاوي:
والله لا أحبذ ذلك حتى لا يظن أن عامة الناس بأن الشيخ يقرأ خطأ، عندما يزور بلداً يقرؤون برواية قانون فليقرأ برواية قانون، عندما يكون هناك بلد يقرؤون برواية وارش فليقرأ بها، وعندما يكون في بلد يقرؤون برواية حفص فليقرأ برواية حفص، لأن عامة الناس لا يفهمون ذلك.
أنا مرّ معي مرة قرأت في كل ركعتين رواية، كنت قبل كل ركعتين أقول لهم: سنقرأ برواية فلان وميزة هذه القراءة كذا وكذا، حتى لا يظنوا أن الشيخ يخطئ في قراءته.

الدكتور رحابي محمد:
نعم، جزاك الله خيراً، هذه من الحكمة.

وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً
[ سورة البقرة: 269]

ولا أرى أحداً من الناس أشد حاجة إلى الحكمة من الأئمة والدعاة، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الحكمة، اللهم اجعلنا ممن يقولون الحكمة، ويفعلون الحكمة.
يقول الأخ هنا: بارك الله بكم يا شيخ، وبارك الله بالدكتور، ألف تحية وسلام لكم، جزاكم الله خيراً.
أيضاً سائل يقول: ما الفرق بين القراءات السبع والقراءات العشر؟

الفرق بين القراءات السبع والقراءات العشر
الشيخ علي محمد الغزاوي:
القراءات السبع التي صنف فيها ابن مجاهد رحمه الله، ثم بعد ذلك تتبع أسانيد بقية القراءات الثلاث؛ ابن الجزري رحمه الله صنف النشر في القراءات العشر، وتتبع أسانيدها، وجعل هذه الأسانيد متواترة، ما هو التواتر؟ أن يروي هذه الرواية جمع عن جمع لا يتصور تواطئهم عن الكذب، وأن تكون لهذه القراءات كما اشترط لها ابن الجزري ثلاثة شروط، أن توافق الرسم القرآني، وأن توافق وجوه اللغة، وأن يصح إسنادها، فإذا صح الإسناد، ووافقت وجهاً من وجوه اللغة، ووافقت رسم القرآن، طبعاً رسم القرآن الكريم الذي جاء بإحدى هذه النسخ التي وزعت في الأنصار، لأنه قد يقول قائل: مثلاً ورش في سورة الحديد أسقط هو، فهل هذا يعتبر مسقطاً للرسم القرآني؟ لا، إننا نقول: الرسم القرآني ينبغي أن يتوافق مع نسخة من النسخ التي رسمت ووزعت في الأنصار في عهد عثمان، عندما نقول نحن المصحف الثماني، أي نسبة إلى سيدنا عثمان الذي في عهده نسخت النسخ الخمسة أو الستة كما هو خلاف في ذلك، وهل عدت النسخة الأصلية واحدة أم أنها على الغالب ستة والأصلية هي واحدة منها؟ فهذه عندما توافق الرسم القرآني، ووجهاً من وجوه اللغة، وصحة الإسناد تكون هذه القراءة الصحيحة، وتصح بها الصلاة، وما خالف ذلك تعتبر قراءة شاذة هي كخبر الآحاد، ما معنى خبر الآحاد؟ تفيد الظن لا تفيد اليقين، أما الأحكام الشرعية العقدية، والأحكام في العبادات من حيث الفرائض فتحتاج إلى يقين، وهذه القراءات مثلاً كقراءة ابن مسعود عندما قرأ ثلاثة أيام متتبعات عن الصيام، فهذه كلمة متتابعات لا توافق رسم القرآن، ولم تأت بالرسم القرآني عدت شاذة، أخذ بها بعض الفقهاء من باب الاستحباب، وليس من باب الفرضية والوجوب أن تكون متتابعة، وذلك كلما كان متواتراً في قراءته القراءات السبع، ثم ابن الجزري رحمه الله أتمها إلى العشر، وتتبع أسانيدها، وجعلها متواترة، وتلقتها الأمة بالقبول، وهذا أمر لابد أن نعلمه، على أن القراءة التي تتلقاها الأمة بالقبول مع صحة إسنادها، وصحة موافقتها للرسم القرآني كانت متواترة، وأما ما زاد عن العشرة فليس فيها صحة إسناد، أو ليس فيها صحة موافقة للرسم القرآني، أو أنها توافق وجهاً من وجوه اللغة، ولذلك ليس فيها تحقق هذان الشرطان، وبالتالي لا تصبح قراءة مسندة متواترة.

الدكتور رحابي محمد:
بارك الله بكم.
يقول الأخ محمود: بوركت يا شيخنا، وجعلنا الله وإياكم من أهل القرآن، بارك الله بكم روائع ودرر، شكراً لك دكتور محمد، وقال: يا سيدي نفع الله بكم البلاد والعباد، بارك الله بكم شيخنا الكريم، وجزاكم الله عن الأمة خيراً، ما شاء الله، حماكم الله، وأطال عمركم، جزاكم الله خيراً، بارك الله بكم يا أهل القرآن، بارك الله بكم وجزاكم خير الجزاء.
عندي الآن ثلاثة أسئلة دكتور علي، نحن الآن مضى على الوقت ساعة وربعاً، هل نجيب على الأسئلة الآن أم ممكن أن نكتبها لهم على الفيس بوك، أو ممكن أن نعطي لكل سؤال دقيقة دقيقة مباشرة؟ نعطي لكل سؤال دقيقة حتى لا يحزن أحد من الأخوة، جزاهم الله خيراً.
سيدي يقول أحدهم: أسأل الله تعالى لكم دوام التوفيق، ونعم الأمة، وثبت خطاكم، وحفظكم الله بحفظه، جزاكم الله خيراً، الضيف الكريم، والشيخ الفاضل المضيف.
ما الفرق بين الشاطبية وطيبة النشر؟ بدقيقة واحدة سيدي.

الفرق بين الشاطبية وطيبة النشر
الشيخ علي محمد الغزاوي:
كما قلنا هناك طريق للأخذ، وطيبة النشر هي المتن، والشاطبية هي متن، الشاطبية اختصر فيها الإمام الشاطبي رحمه الله كتاباً في القراءات، وكان طريق الشاطبية أقل وجهاً من طريق طيبة النشر، فطيبة النشر هي أكثر اتساعاً من حيث الوجوه، ومن حيث وجوه القراءة عند القراء، ولذلك تستطيع أن تقول بأن الشاطبية أقل من حيث الوجوه، وطيبة النشر هي أكثر من حيث الوجوه، لذلك كما يقول بعضهم: إن طيبة النشر فيها ألف وجه.

الدكتور رحابي محمد:
بارك الله بكم دكتور علي.
الأخت إيمان دوارة ما شاء الله! تضع تعليقات، وأسئلة، تقول: بارك الله بكم يا أهل القرآن.
هناك سؤال من الأخت نور الهدى، تقول: ما هي الصفات التي ينبغي للمعلم أن يتصف بها؟
الآن أرجو أن تسمعوا الحلقة مرة ثانية بعد انتهائها، لأننا أجبنا على هذا السؤال في بداية الحلقة وفي وسطها، فلعلكم تسمعون الإجابة إن شاء الله.
الآن عندك بعض الأخوة يريدون القراءة عليك دكتور علي، عمار عبد الرزاق، كيف يمكن أن أقرأ عليك يا شيخنا الحبيب، رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة.
أعتقد السؤال لفضيلتك، لأنك أنت شيخ قراء البقاع، وأنا سيدي أخوكم تلميذ متواضع هذا أكيد الطلب لفضيلتك.

صفات أهل القرآن
الشيخ علي محمد الغزاوي:
ليتواصل معنا لعلنا إن لم نجد وقتاً أن نصله بمن يجد وقتاً، ثم بعد ذلك نحن نتابعه إن شاء الله، أهم الصفات أن يكون أهل القرآن متماشين حروفاً صحيحة مع القرآن الكريم، ألا يكون الحرف مزوراً، كثيراً ما نعاني أن يكون ربما يحمل القرآن، ولكن لا يحمله عملاً وسلوكاً، فصاحب القرآن ينبغي أن يعرف بين الناس أنه قرآن يمشي في الأرض.

الدكتور رحابي محمد:
بارك الله بكم.
الأخ عبد الرحمن يقول: حفظكم الله، ونفع الله بكم البلاد والعباد، سؤاله: ما الفرق بين الصوت والنفس؟

الفرق بين الصوت والنفس:
الشيخ علي محمد الغزاوي:
الصوت لابد من أن يسمع، والنفس لا ينبغي أن يسمع، ولذلك هناك مثلاً عندما نقول صوت الحرف، وعندما نقول: ينبغي أن يتنفس أو ألا يتنفس، مثلاً عندما نقول: الوقف، أن يتنفس، أن يأخذ نفساً، وعندما نقول: سكت، يوقف الصوت دون أن يتنفس، كأن يقول مثلاً في قول الله عز وجل:

عِوَجاً * قَيِّماً
[ سورة الكهف: 1 ـ 2]

هنا الآن توقف الصوت، ولكن لم يأخذ نفساً، ولكن عندما نقول مثلاً:

الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ
[ سورة البقرة: 1 ـ 2]

أخذت نفساً الآن، إذاً الصوت عندما يتوقف دون أخذ نفس اسمه سكت، وعندما يأخذ نفساً اسمه وقف.

الدكتور رحابي محمد:
سيدي بارك الله بك.
عندنا سؤال: تجاوزت أنا، يقول: ألف تحية وسلام لكم، هل علم المقامات بدعة؟ لكن السؤال ربما نقول: كيف الرأي في علم المقامات؟

الرأي في علم المقامات
الشيخ علي محمد الغزاوي:
هذا ليس أصلاً، ألا يتخذه أصلاً، إنما أن يكون تبعاً، لأن هذه المقامات، وهذه الأنغام ربما تبعث معنى في قلب السامع عندما يقرأ القرآن، مثلاً يقرأ آية فيها نوع من العذاب، قرأها بنغم الصدى، أو نغم البيات، غير عندما يقرأ بنغم آخر، ولذلك عندما تسمع لكبار القراء هم يقرؤون بتلك المقامات، لكن لا يعتبرون أنها الأصل، وحتى لا يكون هناك تشويش كلما قرأ القرآن حتى لو في صلاته أن يذهب إلى النغم، وألا يذهب إلى المعنى، وألا يذهب إلى خطاب الله سبحانه وتعالى أن ينبعث الخطاب في قلبه على أنه مخاطب من الله، إنما أن يأخذ الأنغام وكأنها صارت هي الأصل، ويجب أن تكون تبعاً وليست أصلاً.

الدكتور رحابي محمد:
بارك الله بكم.
الأخت إيمان تقول: أعتذر على كثرة الأسئلة أسيادنا، لكن عن جد موضوع الحلقة رائع جداً.
شكراً يا أختي، عند الأخت إيمان سؤال: هل يصح تعلم القرآن الكريم وحفظه وإتقانه قبل تعلم أصول الدين والعقيدة والأدب مع الله أو مع أهل الله والخلق لأن في وقتنا الحالي كثرت القراءة وكثُر القراء وقلّ العلم والأدب؟

نصيحة لطلاب القرآن الكريم
الشيخ علي محمد الغزاوي:
والله دائماً أنصح نفسي، وأنصح طلاب القرآن الكريم، ألا نكون علامة من علامات الساعة، أن يكثر القراء وأن يقل الفقهاء، لذلك أقول مثلاً: من أراد أن يبدأ فليمش في الخيرين معاً، ليجالس الفقهاء، وليجالس أهل القرآن حتى يجمع بين الخيرين.

الدكتور رحابي محمد:
بارك الله بكم.
يقول: بوركتم يا مشايخنا، وجعلنا الله وإياكم من أهل القرآن، وجزاكم الله خيراً، وبارك بكم.
آخر سؤال من الأخ أو الأخت درة عبد الحميد هل القراءات السبع هي الأحرف السبع الواردة في الحديث:

{ إنَّ هذا القرآنَ أُنزِلَ على سَبْعَةِ أحرُفٍ }

[متفق عليه عن عمر بن الخطاب]


القراءات السبع جزء من الأحرف السبع
الشيخ علي محمد الغزاوي:
ليس هذا إنما هي جزء منها.

خاتمة وتوزيع
الدكتور رحابي محمد:
جميل جداً، في نهاية هذا اللقاء الجميل الماتع النافع مع فضيلة الشيخ الدكتور علي الغزاوي مفتي شيخ البقاع، أسأل الله تعالى أن يبارك فيه، وفي صحته، وعافيته.
أنا أحب أن أستمع لتلاوتك، أستمع لجمال صوتك وإتقانك للقرآن الكريم، وأيضاً هذا طلب بعض الأخوة المتابعين أن نستمع ونختم إن شاء الله بآيات من فضيلة الشيخ الدكتور علي الغزاوي، تفضل سيدي ولو بآيتين، بارك الله بك.

الشيخ علي محمد الغزاوي:

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
[ سورة إبراهيم: 35 ـ 36]


الدكتور رحابي محمد:
بارك الله بكم دكتور، هناك أخت أيضاً تقول: دكتور رحابي ليتك تمتع أسماعنا بقراءتك يا سيدي، أنا لا أريد أن أخذ من وقت البرنامج، هذا الوقت مخصص لنستمع ونتعلم منكم سيدي، بارك الله بكم.
يقول الأخ ياسر عبد السلام: جزاكم الله خيراً، أمرك يا سيدي حفظكم الله.

ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ * كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ * وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ
[ سورة ص: 1 ـ 6]

سيدي الحبيب فضيلة الشيخ الدكتور علي محمد الغزاوي في نهاية هذا المطاف لا يسعني إلا أن أشكرك جزيل الشكر فضيلة الشيخ علي الغزاوي شيخ قراء البقاع، مدير مؤسسات أزهر البقاع، إمام وخطيب مسجد السلطان يعقوب التحتا على اللقاء الماتع النافع المفيد، وأشكرك جزيل الشكر، وأشكر المتابعين جميعاً وأسئلتهم وتعليقاتهم.
أرجو الله تعالى أن يجعلنا وإياكم أحبابي، أخواني وأخواتي من أهل القرآن الكريم الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يجمعنا في الجنة في زمرة عباده الصالحين تحت لواء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع مشايخنا الذين أكرمونا، والذين نفعونا، نسأل الله تعالى أن يجزيهم عنا خير الجزاء، وأن يجمعنا بفضيلة الدكتور علي الغزاوي، وشيوخه، وأحبابه أيضاً في الفردوس.
دعاء سيدي من فضيلتك ونختم إن شاء الله تعالى.

الدعاء
الشيخ علي محمد الغزاوي:
بداية أشكرك دكتور رحابي على هذا اللقاء الطيب، وأسأل الله أن يأخذ بيدكم لما يحب ويرضى فيما تقومون به من خدمة القرآن وأهله، وأسأله تعالى أن يجعل إن شاء الله هذه الأعمال في صحيفتكم يوم تلقون الله عز وجل، وأن يجعلنا وإياكم عزاً للإسلام وأهله، بارك الله بكم وشكر لكم.
اللهم لك الحمد أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، ولك الحمد كما ترضى، ونسألك يا رب الرضا والعفو عما مضى، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، الله وفقتنا وأكرمتنا بكتابك، وأكرمتنا بأهل كتابك، ونسألك يا رب أن تجمعنا في البرازخ كلها، اللهم هيئنا للخير وهيئ الخير لنا، واصرفنا عن الشر، واصرف الشر عنا، واكفنا السوء وأهله لما شئت وكيف شئت، اللهم إن أخرسنا لؤمنا أنطقنا بكرمك، وإن آيستنا أوصافنا أطمعتنا مننك، منا ما يليق بلؤمنا، ومنك ما يليق بكرمك، اللهم احفظنا بما تحفظ به عبادك الصالحين، واجعلنا أمناً وأماناً في الأرض، ولا تجعلنا في هلاك الأرض يا رب العالمين، الله إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
جزاكم الله خيراً، اللهم صل على محمد وعلى آله.

الدكتور رحابي محمد:
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك:

وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
[ سورة العصر: 1 ـ 3]

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته