القرآن الكريم مهارات التعلم والأداء مع الشيخين عمرو دبور و محمود شعبان
- 2020-10-01
القرآن الكريم مهارات التعلم والأداء مع الشيخين عمرو دبور و محمود شعبان
الدكتور رحابي محمد:
![]() أهلاً وسهلاً بكم في مهارات التعلم والأداء، مع فضيلة الشيخ عمرو دبور، الشيخ عمرو الدبور أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم. |
الشيخ عمرو دبور:
أهلاً شيخنا الكريم حياكم الله يا دكتور. |
الدكتور رحابي محمد:
شكراً يا أخي الكريم العزيز الغالي فضيلة الشيخ عمرو لقبول الاستضافة، وهذا اللقاء الطيب الممتع إن شاء الله معكم على مائدة القرآن الكريم. |
الشيخ عمرو دبور:
الشرف لنا فضيلة الدكتور، ربنا يبارك فيك. |
الدكتور رحابي محمد:
![]() |
الشيخ عمرو دبور:
حياكم الله يا شيخنا الكريم ودكتورنا الفاضل، وهذه مقدمةٌ كبيرة، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعفو عنا وعنك، وشرفٌ لنا أن نكون مع فضيلتك شيخنا. |
فضل تعلم القرآن الكريم:
الدكتور رحابي محمد:
حياكم الله ياسيدي، لو أردنا أن ندخل مباشرةً إلى موضوعنا اليوم، في أهمية وفضل تعلم القرآن الكريم، لا شك أن أحاديث كثيرةً وردت في فضل تعلُّم القرآن الكريم، آياتٌ كثيرة تحثنا على الأخذ بالقرآن الكريم، فضيلتك لو نعطي لهذا المحور دقائق، ثم نذهب إلى المحور الثاني، وهو ذو أهميةٍ أيضاً يستفيد منه الأئمة والمسلمون بشكل عام، وخصوصاً الآباء والأمهات في التعامل مع أبنائهم في قضية تعليم القرآن الكريم، أهمية وفضل تعلُّم القرآن الكريم يا شيخ عمرو. |
الشيخ عمرو دبور:
![]() |
الدكتور رحابي محمد:
بارك الله فيك يا شيخ عمرو وجزاك الله خير، لو أردنا أن نذهب إلى قضية مفهوم إتقان الأداء القرآني، ولعلنا تحدثنا قبل قليل عندنا في الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية، قسمٌ جديد ولعله المتميز أو الأول عالمياً، في إضافة قسم إتقان الأداء القرآني، ومنح متقن الأداء القرآني شهادةً أكاديميةً تجعل حامل القرآن، حافظ القرآن، متقن الأداء القرآني، تجعله في مصاف حملة الشهادات الأكاديمية في العالم، وتكوِّن له منزلةً في المجتمع، ومنزلةً أكاديمية في المراكز الإسلامية والمراكز التعليمية، ما مفهوم إتقان الأداء القرآني؟ نحن نعلم أن هناك تعليم القرآن الكريم، تحفيظ القرآن الكريم، وكثير من المحفِّظين أو المحفظات يُحفِّظون القرآن، فيَحفَظ الطالب القرآن الكريم، ولكن ربما لم يكن على ذلك المستوى من الضبط والإتقان الذي ينبغي، لو نلقي مع فضيلتك بعض الضوء على قضية الإتقان؛ إتقان الأداء القرآني. |
القرآن بحرٌ لا شاطئ له:
الشيخ عمرو دبور:
![]() |
فالذي أقوله أن القرآن بحرٌ لا شاطئ له، ولا ساحل له، يتعلم فيه الإنسان، القرآن بالذات لا يصل إلى آخره أبداً، ويبقى يقرأ ويتعلم على هذا الشيخ، يتلقاه كما تلقاه هو من من سبق، حتى النبي صلى الله عليه وسلم تلقاه من جبريل عليه السلام، قال الله تبارك وتعالى: |
وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ(سورة النمل: الآية 6)
القرآن لم ينزل أعزكم الله وكأنه قرص تخزين، كان يستطيع أن يؤتيَه النبي صلى الله عليه وسلم كما أوتيه سيدنا موسى : |
وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ(سورة الأعراف:الآية 150)
![]() |
الدكتور رحابي محمد:
جميل، جميل جداً، ما شاء الله، دعني أسألك يا شيخ عمرو كنت حضرتك مشرف على التسجيلات القرآنية في القنوات الفضائية، ومنها قناة الفجر وغيرها، كيف يكون الإشراف؟ وهل يمكن أن تحدثنا عن خبرتك في هذا الإشراف، حتى يدرك الإخوة والأخوات المستمعون أهمية المراجعة والتدقيق حتى لكبار العلماء، والقراء، والمقرئين، عندما يُسجلون ختمات للتسجيلات الرسمية، يكون هناك من يُدقق خلفهم ويَعتمد ثم يُعتمد النشر، فكيف كان العمل في قضية القرآن الكريم، خدمة القرآن الكريم في التسجيلات الرسمية قبل أن تُنشر إلى الفضاء؟ |
مراجعة وتدقيق تسجيلات القرآن الكريم
الشيخ عمرو دبور:
أحسنت، الله يبارك فيك، أولاً: كان هناك لجنة لاختيار القراء من ربوع مصر وسائر أنحاء العالم، اللجنة هذه تدقق في من هو مؤهل لأن يقرأ، يعني عنده الأهلية، عنده الإتقان، على الأقل الأولي، ثم يأتي هؤلاء القراء ويسجلون التسجيل في الاستديو خاصةً بالفيديو الصوت والصورة له ضوابط كثيرة، ويُخرج الإنسان أصلاً عن أطواره مع الإضاءة، والانتظار الطويل، والشكل، فيبقى القارئ هكذا أحياناً لساعات، أنا قرأت حتى سجلت جزءاً، فالإنسان يخرج يعني عن كثيرٍ من ما هو معتادٌ عليه. |
الدكتور رحابي محمد:
المعذرة للمقاطعة، نرحب بفضيلة الشيخ محمود شعبان انضم إلينا في هذا الحوار الممتع، أهلاً وسهلاً بك فضيلة الشيخ محمود. |
الشيخ محمود شعبان:
بارك الله فيكم أهلاً وسهلاً بكم . |
الشيخ عمرو دبور:
مرحباً بك شيخ محمود، هناك هلالٌ دخل علينا أو شمس. |
الدكتور رحابي محمد:
نعم شيخ عمرو، فكانت الانتظار والتدقيق في الاستديو عند التسجيلات. |
الشيخ عمرو دبور:
![]() |
الدكتور رحابي محمد:
ما شاء الله جزاك الله خير، دعوني أرحب بفضيلة الشيخ محمود شعبان. |
![]() |
الشيخ محمود شعبان:
بارك الله فيكم شيخ عمرو، جزاكم الله خيراً دكتور رحابي، نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم، وأن يستخدمنا جميعاً في خدمة كتاب الله عزَّ وجلّ. |
الدكتور رحابي محمد:
آمين آمين، كنا نتحدث مع الشيخ عمرو عن قضية أهمية وفضل تعلم القرآن الكريم، ثم دلجنا إلى مفهوم إتقان الأداء القرآني، لعلنا نكمل الحديث مع الشيخ عمرو والشيخ محمود. |
مهارات معلم القرآن الكريم:
لتعليم القرآن الكريم مهارات، وهذه المهارات التي ينبغي أن يتحلى بها مُعلم القرآن الكريم، عموماً أي معلمٍ لا بد أن يكون عنده مهاراتٌ معينةٌ لإيصال المعلومة، لفتح أذهان الطلاب، لبناء جسرٍ من الود والحب والاحترام بينه وبين طلابه، مهارات مُعلم القرآن الكريم، لو أردنا أن نخصص مُعلم القرآن الكريم بمهاراتٍ معينة، لا بد له أن يتملكها، فنستمع إلى كلا الشيخين الجليلين، ونتبادل المعلومات إن شاء الله، نبدأ بالشيخ محمود في مهارات مُعلم القرآن الكريم. |
الشيخ محمود شعبان:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، جزاكم الله خيراً على هذه الفرصة، وسعيدٌ جداً بلقاء السادة الأفاضل الشيوخ، وربنا سبحانه وتعالى ينفعنا بكم ويتقبل منكم يارب، لعلنا نستفيد منكم ونُفيد الإخوة المستمعين إن شاء الله. |
بالنسبة لمهارات معلم القرآن، لا بد لمعلم القرآن أن يكون قارئاً جيداً، متقناً لأحكام التجويد، مجازاً، هذه الأمور أساسية في معلم القرآن الكريم، إن لم يكن مجازاً على الأقل يكون متقناً، قد قرأ القرآن وضبطه على يدي شيخٍ مجاز، بحيث تكون قراءته منضبطة، هذا الأمر الأول. |
الأمر الثاني: بالنسبة لمعلم القرآن الكريم القرآن يحتاج إلى صبرٍ، إلى حلمٍ، إلى أناةٍ في التعلم، ربما تُفاجأ بطالبٍ أو طالبةٍ كثيرة الأخطاء، فالأمر يحتاج إلى سعة صدرٍ وصبرٍ، هذه الأمور أساسية في معلم القرآن الكريم. |
![]() |
الأمر الأخير: أن يكون هناك منهجية، إذا كان عندك طالبٌ يقرأ أو يتعلم القرآن، وهو صفرٌ في كل شيءٍ من حيث الأحكام، من حيث القراءة، من حيث التشكيل، فأنت سوف ترده عن كل هذه الأخطاء مرَّة واحدة؟ لا، يجب أن يكون هناك منهجيةٌ في الرد، في التعليم، خاصةً هنا في هذه البلاد كونك ترده في كل شيء، في كل خطأ، ربما ينفر بعض الطلاب، أو خاصةً بعض الكبار، فتبدأ المنهجية، تبدأ في تصحيح التشكيل، تصليح الأساسيات، ثم بعد ذلك تترقى معه في بعض الأخطاء الأخرى أو بعض النواحي الفنية الأخرى. |
الدكتور رحابي محمد:
نعم، نعم، جزاك الله خير، أحسنت، يمكن أن ألخص ثم أكمل مع الشيخ عمرو، إذا كان هناك إضافةٌ في موضوع مهارات معلم القرآن الكريم، أُلخص ما ذكره الشيخ محمود في مهارات معلم القرآن الكريم: |
1- أن يكون متقناً ضابطاً، يعني فاقد الشيء لا يعطيه، فالمتقن، الضابط، المجاز، المتعلم عند شيوخ القراء، هذا مهم جداً رقم واحد. |
2- الصَّبر والحلم والأناة. |
3- أن يكون واعياً مُتقناً لالتقاط الأخطاء، وأن يكون كما وصف الشيخ محمود كالصيرفي يميز الصحيح من الفاسد. |
4- الأمر الأخير الذي ذكره هو أمرٌ مهم أيضاً، قضية المنهجية والتدرج في تعليم الطلاب. |
شيخ عمرو لو تتكرم إذا كان هناك إضافة لمهارات تعليم القرآن الكريم، أيضاً من خبرتك ومن خلال ما تُعلمه لطلابك، أنت نشيطٌ أيضاً في تعليم القرآن الكريم، ما هي المهارات التي ينبغي أن يتحلى بها مُعلم القرآن الكريم؟ |
إنشاء علاقة بين المعلم والمتعلم:
الشيخ عمرو دبور:
والله يا سيدنا الكريم إضافةً إلى هذه المهارات، مهاراتٌ ليست متعلقةً بالقرآن في الأساس، وإن كنا نحن أولى بها، إنما هي مهارات التعليم عموماً، أن يُنشئَ المعلم علاقةً بينه وبين المتعلم. |
![]() |
الدكتور رحابي محمد:
بارك الله فيكم، أرى خلف الشيخ عمرو لوحةً مكتوبٌ عليها الرحيم سبحانه وتعالى، أذكر مرَّةً أحد أساتذتنا الكرام اسمه الأستاذ محمد سلوم، أستاذٌ فاضلٌ وداعيةٌ ومربي كريم، قال لي مرَّةً: يا رحابي طلابك في الصف يحبونك، وكان ابنه عندي في الصف، أعلِّمهم القرآن الكريم، فقال لي: استمر على ذلك، لأن الله عزَّ وجلّ ذكر في قضية تعليم القرآن الكريم بالذات اسمه الكريم الرحمن، لم يذكر الجبار، لم يذكر العزيز، لم يذكر القوي علَّم القرآن، إنما قال: |
الرَّحْمَٰنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ(سورة الرحمن: الآية 1-2)
الرحمة تلازم تعليم القرآن الكريم دائماً، فجزاكم الله خيراً مشايخنا، لأن المعلم ينزل إلى مستوى طلابه، يخاطبهم بمستوى علمهم وقدراتهم ثم يتدرج معهم. |
شيخ عمرو هناك تحدياتٌ تواجه معلم القرآن الكريم، ولكل مشكلةٍ هناك حل، ولكل تحدٍ ولكل صعوبةٍ هناك شيءٌ يُذلل هذه الصعوبة، نحن الآن وخصوصاً في زمن الكورونا نسأل الله تعالى أن يرحم أهل الأرض، وأن يُفرِّج عنا جميعاً، من الصعوبات التي يمكن ذكرها الآن بشكل سريع، أريد أن نستمع من فضيلتك ومن فضيلة الشيخ محمود الحلول التي تساعد الأئمة تساعد معلمي ومعلمات القرآن الكريم، في تذليل هذه الصعوبات، مثلاً من الصعوبات: الضعف الشديد عند بعض الطلاب، من الصعوبات: كثرة عدد الطلاب في الحلقة، في الصف الواحد مثلاً، من الصعوبات: وجود أخطاءٍ كثيرةٍ عند الطالب المتعلم، من الصعوبات: عدم متابعة أولياء الأمور، والتعاون مع المعلم، وهذا أيضاً تحدي كبير، وربما من الصعوبات التي ذُكرت قبل قليل، ووجدنا الحل لها؛ ضعف المعلم نفسه، كيف نُذلل هذه الصعوبات وهذه التحديات؟ نبدأ بالشيخ عمرو ثم نُكمل أيضاً الحديث مع الشيخ محمود، نأخذ جانبين أو ثلاثة مع الشيخ عمرو، ونكمل مع الشيخ محمود أيضاً بثلاث جوانب أخرى، تفضل يا سيدي. |
مزايا التعليم عن بعد:
الشيخ عمرو دبور:
الله يرضى عنك، والله يا حبيبنا الغالي أنا أرى أن مجرد الاتصال بالقرآن هو في حد ذاته هدف وغاية، لأن كثيراً منا يتصور أنه كان من المفترض لهذا الولد أن يكمل الجزء وهذا الحفظ في هذا الوقت، أو كان مقرراً لنا أن نختم القرآن في هذا الوقت لبعض الناس، وهذا جيد، لكن أنا أرى أن مجرد وجود الحلقة، مجرد وجود الشيخ والمشاركين معه، مجرد وجودهم واتصالهم بالقرآن قراءةً بتصحيح أو بغير تصحيح، أنا أرى أنه قد حصل المراد ولو مرحلياً يعني، فلو تصور وأدرك الشيخ أو المعلم هذا الشيء فهو حقق شيئاً، مجرد وجود الطلبة والاتصال بالقرآن، الحمد لله قطعنا شوطاً كبيراً، وتبقى مسألة ماذا نفعل أو كيف نقرأ؟ هذه الأمور بسيطة لأنه عندنا معلم، وعندنا شخص يريد التعليم، إن شاء الله بتوفيق الله سيحصل المراد، وستحصل مسألة التعليم. |
![]() |
الدكتور رحابي محمد:
شيخ محمود يعني إضافات طيبة أيضاً نسمعها من فضيلتك، وتوضيح في جانب تذليل الصعوبات في تعليم القرآن الكريم. |
مصاعب التعليم عن بعد:
الشيخ محمود شعبان:
استكمالاً لما قاله أستاذنا وشيخنا فضيلة الشيخ عمرو، قضية التعليم عن بُعد أو عن طريق الانترنت، لها كثير من المزايا كما ذكرها فضيلة الشيخ، ولها أيضاً يعني بعض السلبيات. |
![]() |
فهذا الأمر يحتاج منا نحن أولاً: أن يبقى الأمر فيه رؤيا، وليس مجرد سماعٍ فقط، يعني الطالب يرى الشيخ والشيخ يرى الطالب، بحيث يكون هناك تفاعل، الطالب يرى الشيخ وهو يقرأ، والشيخ يرى الطالب وهو يقرأ، أو يُسمِّع درسه، ويمكن أن يضيف بعض الحركات أو بعض الأمور من الشيخ للطالب أثناء الحلقة، لكي يبقى مراقباً للطالب، لا بأس أن نتكلم مع بعض قبل القراءة، ونأخذ وقتاً في أثناء القراءة، للحديث عن بعض المشاكل وبعض الأمور، مثلاً الدراسة ما أخبارها؟ ما أخبار الامتحان؟ وما شابه ذلك، أحياناً بعض المزاح الخفيف مع الطلبة، وليس كل وقت الحلقة يعني عبارة عن تصحيح من أجل القراءة والتسميع، ممكن تذكير الأبناء بواجباتهم قبل موعد الحلقة، يكون هناك تواصلٌ بالرسائل، أنت غداً عليك واجبٌ منزليٌ معين، بحيث إن كان هناك نسيانٌ أو ما شابه يبقى مستوعباً لهذه الأمور. |
المتابعة مع الآباء والأمهات مهمٌ من أجل معرفة الأسباب إن كان الطالب لا يحفظ جيداً، ربما هناك أمورٌ نفسية، أمورٌ في البيت، أمورٌ في المدرسة، ممكن تناوب الطلاب بين بعضهم، لو أتى طالبٌ وهو غير حافظ، أتى وليس جاهزاً، يبقى هناك تناوب ما بين الطلبة، أنت اذهب واحفظ قليلاً، وطالب آخر يُسمِّع وكذا، بحيث يبقى على الأقل مثلما قال فضيلة الشيخ عمرو؛ يكفي أنه التقى مع القرآن، لقاؤه مع القرآن كافي، يعني قراءة، تصحيح للأداء، على القدر الأقل أنه قرأ، وصَحح أدائه، حتى وإن لم يأتِ بالواجب كاملاً. |
الدكتور رحابي محمد:
بارك الله فيك شكراً يا شيخ محمود، الله يحفظك إن شاء الله، أنا أعلم أن هناك مدارسٌ ومذاهبٌ وآراءٌ في طريقة حفظ القرآن الكريم، في طريقة قراءة القرآن الكريم وإتقانه، أريد أن أستمع إلى رأيين من فضيلة الشيخين الجليلين، أبدأ بالشيخ عمرو، خطوات تحفيظ وتدريس القرآن الكريم برأيك، ثم أيضاً نستمع إلى الشيخ محمود، هناك مدارسٌ ربما تكون كلها ناجحةً، البعض منها يكون أميز من بعض، والبعض منها يكون أتقن من بعض، فبرأيك ما هي الطريقة النموذجية لحفظ وتدريس القرآن الكريم بشكل جيد؟ تفضل يا شيخ عمرو. |
المرونة في اختيار طريقة التعليم المناسبة:
الشيخ عمرو دبور:
![]() |
![]() |
الدكتور رحابي محمد:
نعم بارك الله فيك، يعني ذكرتني بالشيخ محمد طه سكر رحمه الله، كان هو ما شاء الله شيخ المقارئ في الشام، والشيخ المقدم، متقنٌ وشديد الإتقان، والضبط وشديد، كان إذا جاءه من يقرأ القرآن ليأخذ الإجازة، طبعاً هو كان يقرأ المتقدمين، المتقنين، حتى لو كان معك إجازة وإجازات، وتريد أن تبدأ معه بختمةٍ من أجل إجازة، تبدأ معه من جزء عمَ من سورة الناس، الفلق، (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، وهكذا حتى تختم جزء عمَ كاملاً، ثم تبدأ بسورة البقرة حتى لو قدمت له عشر إجازات قرآن أمامك، يقول لك: هذا النظام، هكذا المنهجية عنده، يتقن من جزء عمَ، طبعاً وكان عنده عددٌ كبيرٌ من الطلاب، فتذهب كل يوم تقرأ سورةً صغيرةً واحدةً، في اليوم الثاني سورةً أخرى، فيأخذ معك جزء عمَ أحياناً شهور، ثم تبدأ بسورة البقرة، نسأل الله تعالى أن يبارك في علمائنا الأحياء، وأن يرحم من سبقنا إلى دار البقاء. |
شيخنا الحبيب الشيخ محمود لو تتكرم أيضاً تعطينا منهجية وطريقة التحفيظ والتدريس للقرآن الكريم بوجهة نظرك. |
الاستماع أولاً لقرأءة الطالب ثم استماع الطالب لقراءة معلمه
الشيخ محمود شعبان:
![]() |
الأمر الثاني: أن تُريه قراءتك بعد ذلك، يستمع إلى قراءتك، خاصةً إذا كانت عنده مشاكل كثيرة، يستمع إلى قراءة الشيخ، ينظر إلى الشيخ، بعض المشايخ كانوا يُفضلون أيضاً في تعامل الإنسان مع الأخطاء أن ينظر إلى المرآة، من أجل أن يرى الخطأ، وخاصةً بعض الطلبة لا يستطيع أن يميز الخطأ جيداً، فيمكن أن تقول له: انظر لنفسك وأنت تقرأ هذه الكلمة، تستطيع أن ترى الخطأ واضحاً، فهذه طريقة المشايخ الأفاضل، فكونه يراك وأنت تقرأ يرى القراءة الصحيحة، ثم يقلدك بعد ذلك، سيدنا جبريل كان يقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن |
فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ(سورة القيامة: الآية 18)
الدكتور رحابي محمد:
نعم بارك الله فيك يا شيخ محمود، الحقيقة نحن الآن في لقاءٍ على مائدة القرآن الكريم، لا يمل سماع هذا الكلام الطيب، والحديث يطول في الاستفادة من أهل الخبرة والعلم والفضل، لا يسعني في نهاية هذا اللقاء الذي أكرمنا الله به مع فضيلة الشيخ عمرو دبور، وفضيلة الشيخ محمود شعبان، إلا أن أتوجه بالشكر لله سبحانه وتعالى أن يسَّر لنا هذا اللقاء، وأتوجه بالشكر إلى فضيلة الشيخ عمرو جزاه الله خيراً، الشيخ عمرو عضو مجلس إدارة اتحاد الأئمة بأمريكا، والمشرف على التسجيلات القرآنية في قناة الفجر الفضائية، وإمام مركز السلام في كاليفورنيا، فضيلة الشيخ محمود شعبان إمام المركز الإسلامي بدايتون أوهايو، أمريكا، وأيضاً المجاز بالقراءات العشر الصغرى، جزاكم الله خيراً شكراً لكم ونفع الله بكم عباده، أكرمتمونا أكرمك الله بهذا اللقاء الطيب. |
الشيخ عمرو دبور:
رضي الله عنك يا دكتور، وأكرمك الله، وشكراً على هذه الاستضافة، وسُعدنا بوجودنا مع حضرتك، ومع فضيلة الشيخ محمود شعبان. |
الشيخ محمود شعبان:
بارك الله فيكم دكتور، وجزاكم الله خيرا،ً وسُعدنا بلقاء أستاذنا وشيخنا فضيلة الشيخ عمرو، جزاكم الله خيراً. |
الدكتور رحابي محمد:
إلى لقاء آخر على مائدة القرآن الكريم إن شاء الله، تحيةً طيبةً لكم جميعاً، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. |