التجويد وإتقان الأداء القرآني مع الدكتور رعد الروسان
- 2020-09-29
التجويد وإتقان الأداء القرآني مع الدكتور رعد الروسان
![]() |
الدكتور رعد: جزاك الله خير دكتور رحابي، بارك الله فيك وشكراً لكم على الاستضافة وحسن الظن. |
سيرة حياة الدكتور رعد الروسان:
الدكتور رحابي:
اسمحوا لي إخواني وأخواتي، أن أقدم فضيلة للدكتور رعد، قبل أن ندخل بمحاور لقائنا في هذا اليوم المبارك. |
![]() |
مما يتميز به الدكتور رعد الروسان: أنه حصل على المركز الأول في القرآن الكريم، لمدة خمسة أعوام، في المسابقة الهاشمية، في المملكة الأردنية الهاشمية، عام ألف وتسعمئة وتسعون، وكذلك حصل على المركز الأول في مسابقة المقامات الصوتية. |
لا يسعنا إلا أن نرحب بك فضيلة الدكتور رعد وأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم. |
الدكتور رعد:
أكرمك الله يا دكتور رحابي، وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً على هذا البرنامج حقيقة الطيّب بتقديمه، وعنوانه، ومضمونه، جزاكم الله خيراً. |
الدكتور رحابي:
الله يحفظكم ويسلمكم إن شاء الله، إذا أردنا اليوم في الحديث عن بعض المحاور، ممكن نستهلّ حديثنا في حديثٍ عن النبي عليه الصلاة والسلام، الذي ذكره في فضل من يعملون بالقرآن الكريم، نحن حديثنا سيكون مُنصَباً على التجويد، وحسن الأداء، وإتقان الأداء القرآني، ولكن دائماً نُذَكِر أنفسنا، ونُذَكِر الأخوة المستمعين، بأنّ بعد العلم والأداء العمل بالقرآن الكريم، وحديثٌ جميل رواه الإمام مسلم وأحمد رضي الله عنه، عن النبي عليه الصلاة والسلام، عن النواس بن سمعان قال: سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول: |
{ يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما }
(صحيح مسلم)
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن الكريم، والذين يعملون به. |
فضيلة الدكتور رعد، أطروحة الدكتوراه التي قدمتها حضرتك، لعلّنا نبدأ بها في لقاءنا اليوم، نحو تفسيرٍ منهجيٍّ لفهم وحفظ القرآن الكريم للناطقين بغير اللغة العربية، تفضل دكتور رعد حدثنا عن هذا العنوان الممتع، وماذا يمكن أن نستمع لفضيلتك في الشأن. |
الدكتور رعد:
الله يجزيكم الخير، ويبارك فيكم دكتور رحابي، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه، كما بدأت الشكر لكم موصولٌ على هذه الجهود الطيبة، وحقيقةً وبدون مبالغةٍ يا دكتور رحابي، حضرتك من أكثر الأئمة جهداً في هذه المدينة، دائماً كلّما فتحت الفيسبوك وجدت الدكتور رحابي، إما أنه مباشر، أو يسجل أمراً سواء مع الأولاد، أو مع غيرهم، فبارك الله فيكم جميعاً، وبارك الله في جهودكم إن شاء الله. |
نحو تفسيرٍ منهجيٍّ لفهم وحفظ القرآن الكريم للناطقين بغير اللغة العربية
أطروحة رسالة الدكتوراه جاءت من بعد حاجةٍ وجدتها في سنواتٍ كثيرة، من خلال تدريسي وإعطائي الدورات العلمية، وإقرائي أو تدريسي على بعض الأخوة المنتفعين و الأخوات، سبحان الله عندما كنت في فلوريدا بدأ هذا الأمر، وكنت دائماً أُحاول أن أجد بديلاً، أو بعض المراجع تساعدهم، تفسيرٌ معينٌ مُبسّط يساعدهم على فهم المعاني، ولا يخفاك طبعاً هنا أكثر المنتفعين باللغة الإنجليزية، طبعاً المتكلمين باللغة العربية ليس عندهم مشكلةٌ في ذلك، لكن المتكلمين باللغة الإنجليزية يصعب عليهم، الأمر المتاح لهم هي الترجمات الموجودة، والترجمات الموجودة لا تُعطي حقاً تلك المعاني الرائعة، والعميقة، والقوية، الموجودة في التفاسير المختلفة الأخرى سواء المطوّلة أو المختصرة، وعليه فما وجدت بحدود جهدي المتواضع منهجيّةً علميّةً تساعد هؤلاء لفهم القرآن الكريم والتفسير، طبعاً الترجمات موجودة، وموجود ترجمة بعض التفاسير مثل ابن كثير، على سبيل المثال، ولكن هذا تفسير مطوّل، وتفسير القرطبي، فيصعب على عامة الناس وحتى على طلبة العلم وعلى حفظة القرآن الكريم أن يرجعوا لهذا التفسير. |
![]() |
سبحان الله بدأت بدراسة مجموعة من التفاسير المعاصرة والمختصرة حتى أجد هل هناك جهد قد سبقني بهذه الفكرة؟ والحمد لله ما وجدت من هذه التفاسير من ركّز على هذه القضية؛ لأنّ هذه القضية تنبع من حاجةٍ معينة، ولابد من منهجٍ علميٍ معين حتى توضع، وأغلب هؤلاء مفسرين كلّهم من بلاد المشرق ليسوا من هنا، ووجدت تفسيراً اسمه: التفسير المنهجي من عشر مجلدات وضِع لإفادة المدارس، خاصةً المدارس القرآنية، ولكن أيضاً هذا أقربها للفكرة التي أردت أن أبدأ بها، ولكن هذا التفسير تناول الموضوع من حيث المعاني، ومن حيث التفسير، ولكن لم يتعرّض لقضية الحفظ، فالفكرة كانت في أُطروحة الدكتوراه هي تقديم كتابٍ يساعد غير الناطقين باللغة العربية لفهم القرآن الكريم، وهذا يعني أن يكون هناك تفسير، ولكن تفسير مختصر وبضوابط معينة، ثمّ يساعدهم على الحفظ، وهذا يُركز على الآيات، وتوزيع الآيات، وتقسيم الآيات، لا يخفاك دكتور رحابي الكثير من حفظة القرآن عندما يتعاملون مع القرآن وخاصة إذا كانوا من صغار السن لا يستطيعون أن يحفظوا كلَّ الآية. |
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ(6)(سورة البقرة)
![]() |
الدكتور رحابي:
نحن متشوقون جداً لرؤية هذا الكتاب، هل تمت طباعة الأطروحة يا دكتور رعد؟ |
الدكتور رعد:
لا، ما طُبِعَت بعد، هو الأصل أن تُطبَع من قِبَل الجامعة. |
الدكتور رحابي:
أريد أن أسألك سؤالاً آخر يا دكتور رعد، أهمية إتقان الأداء القرآني، تلاوة القرآن كما تلقيناه عن شيخونا بالسند المتصل، كما تلقيناه عن علمائنا، ما أهمية ذلك وضرورته؟ |
أهمية إتقان الأداء القرآني
الدكتور رعد:
والله يا شيخ سألت عن عظيم، أسأل الله العظيم أن يجعلنا من أهل القرآن الكريم، الذين هم أهله وخاصته، هذه من المواضيع المهمة، التي حقيقةً هي من واجبنا كأئمة، ومشايخ، وطلبة علم، أن نوجه العامة لذلك؛ لأنّ شريعتنا ركزت على هذا الموضوع بشكلٍ كبيرٍ جداً، لا يخفاكم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: |
{ خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَه }
(صحيح البخاري)
ومن أجلِّ هذه العلوم: هي التعامل مع القرآن قراءةً، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم ركَّز على بعض النماذج؛ ليجعلها نوراً لنا، من بين صحابته الكرام، فقال نبينا صلى الله عليه وسلم مخاطباً صحابته الكرام: |
{ مَن سرَّهُ أن يَقرأَ القرآنَ غضًّا كما أُنْزِلَ، فليَقرأهُ علَى قراءةِ ابنِ أمِّ عبدٍ }
(رواه الإمام أحمد)
![]() |
ثمّ هناك خلطٌ بين مسألتين، المسألة الأولى هو العلم التجويدي ثمّ الأداء القرآني، الأصل أن نجمع بين الاثنين، ولكن قد يركز بعض الناس على الأداء القرآني أكثر من التجويد، وهذا خلافاً للقواعد التي تعلمناها؛ بل إن التجويد هو أصل، ولذلك الله عز وجل قال في الكتاب: |
أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)(سورة المزمل)
![]() |
الدكتور رحابي:
لو أردنا أن نوجه كلمةً في مسؤولية الآباء والأمهات اتجاه أبنائهم في تعليمهم القرآن الكريم ليس أخلاقاً، وإنما تعليم تلاوة القرآن الكريم، لا شك موضوع الفهم والعمل هي قضيةٌ في المرتبة الأولى، ولكن كيف توجه كلمةً للآباء والأمهات لرعاية أبنائهم، وتعليمهم القرآن الكريم، وتلاوته، وإتقان الأداء، ربما في أوروبا وفي أمريكا بشكل خاص، وجود اللغة العربية واللغة الإنجليزية، كيف نوازن بين هذه وتلك؟ |
مسؤولية الآباء والأمهات اتجاه أبنائهم في تعليمهم القرآن الكريم
الدكتور رعد:
والله يا دكتور رحابي جزاك الله خير، سؤال جداً مهم ومحور جداً مهم نناقش مع بعضنا سبحان الله القضية، إذا كان الآباء يريدون أن يوصلوا أبنائهم إلى الجنة وإلى المنزلة الرفيعة فهو القرآن الكريم، انظر إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما يقول: |
{ الماهِرُ بالقرآنِ مع السفرَةِ الكرامِ البرَرَةِ }
(متفقٌ عَلَيْهِ)
![]() |
{ ليسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرْآنِ }
(صحيح البخاري)
إذاً قضية أن تُحسّن صوتك بالقرآن الكريم هذا مطلبٌ من المطالب، ثمّ بعد ذلك الإتقان وضبط القراءة، جعلها النبي صلى الله عليه وسلم هي بمنزلة الملائكة: |
{ الماهِرُ بالقرآنِ مع السفرَةِ الكرامِ البرَرَةِ }
(متفقٌ عَلَيْهِ)
فلا شك أن كل الآباء، أنا كأبٍ وأنت كأبٍ نحب أن نوصل أبناءنا، وأن نجعلهم في تلك المنزلة الرفيعة والعظيمة، ولكن لأولئك الآباء الذين عندهم شيء، ينظرون إلى أبنائهم يقولون ابني لا يتحدث اللغة العربية، وبعض الناس الذين لا يتكلمون اللغة العربية، أو حتى ممن يتكلمون اللغة العربية ولكن قراءته ضعيفة، النبي صلى الله عليه وسلم لم ينساهم، فقال: |
{ والذي يقرؤُهُ ويتَعْتَعُ فيهِ وهو عليه شاقٌّ لَهُ أجرانِ }
(صحيح البخاري)
![]() |
الدكتور رحابي:
نذهب من مسؤولية الآباء والأمهات تجاه أبنائهم في تعليمهم القرآن الكريم، نذهب إلى المحور الأخير في لقائنا، نماذج عديدة ومتميزة نجدها هنا في أمريكا وبلاد الغرب في مراكز تحفيظ القرآن الكريم، هذا يُبشر أن كتاب الله محفوظٌ وأن الآية الكريمة متحققة : |
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)(سورة الحجر)
فبعض المراكز ومنها مركزكم تصلح أن تكون قدوةً في هذا المجال، حدثنا عن هذه التجربة يا دكتور رعد. |
نماذج ناجحة ومتميزة في تحفيظ القرآن الكريم في أمريكا والغرب
الدكتور رعد:
![]() |
ووجدنا من خلال التجربة أنّ هؤلاء الأطفال أو الأولاد، الذين يحفظون كتاب الله عز وجل، أو يحفظون جزءً منه، يُؤثر عليهم إيجابياً في تحصيلهم الدراسي، في أخلاقياتهم وفي غير ذلك، القرآن نور، والله عز وجل إذا وُضِع هذا النور في قلب طفلٍ، أو كبيرٍ أو صغير، ذكرٍ أو أنثى، لاشك أنّ حياته تتغير كاملاً. |
الدكتور رحابي:
كلمةٌ مهمةٌ لتأثير القرآن الكريم على الأطفال، أعتقد أن هناك نقطةً مهمةً نقف عندها قليلاً، الأمهات المربين المعلمين في بلاد نحتاج فيها إلى رعاية الأبناء وتحصينهم وحمايتهم من حبائل الشيطان، لعل القرآن الكريم يكون السبب الأقوى والوحيد لحماية قلوب هؤلاء الأطفال، لحماية قلوبهم، إيمانهم، أخلاقهم، فقضية أن نبذل بعض الجهد في تعليمهم القرآن الكريم وتلاوته وإتقانه؛ لأنه أمام مُعترك من الحياة متلاطمة الأمواج تتجاذبه الشبهات والأباطيل يمنةً ويسرى، ومختلطٌ في مجتمعٍ منفتحٍ جداً، فإذا لم يكن عنده من النور والحصانة الكافية، في قلبه، وفي عقله، وفي إيمانه، فربما يضعف، فلذلك القرآن له تأثيرٌ كبيرٌ على الأطفال، فإخواني وأخواتي الآباء والأمهات، سواء كنتم في بلاد الغرب أو في بلاد الشرق، في أمريكا أو غيرها، القرآن الكريم حِصنٌ حصين لكم ولأبنائكم، وسيكون لكم الأجر والخير إذا علّمتم أبناءكم كل حرف حسنة والحسنة بعشرة أمثالها، ليس فقط لأولادكم بل أيضاً لمن علّمهم، لمن حفّزهم، لمن أوصلهم إلى المدرسة، لذلك الآن نذهب إلى النقطة التي كنت تتفضل بها دكتور رعد. |
تأثير القرآن الكريم على الأطفال
الدكتور رعد:
هذا المشروع مشروعٌ متكامل، وإذا رأيت طالباً قد حفظ كتاب الله عز وجل، فاعلم أنّ وراءه مجموعةً متكاملةً من الناس، يبدأ نجاحه من والديه بعد توفيق الله عز وجل طبعاً أولاً وآخراً، ولكن لو لم يجد هذا الولد والدين يشجعانه على حفظ كتاب الله عز وجل، ويهيئان له الوقت المناسب، والجو المناسب سواءً في البيت أو المسجد، أخذه إلى المسجد، إرجاعه وهكذا، لما استطاع أن يحفظ كتاب الله عز وجل. |
وسأذكر الآن بعض القضايا، قد يتعجب منها إخواننا وأخواتنا في بلاد المشرق عن النماذج الطيبة الموجودة عندنا، وقد يكون بعضها موجوداً هناك. |
![]() |
وأنا أضرب مثال على نفسي، ابنتي الصغير أسأل الله أن يحفظ أبناءنا وبناتنا، عمرها خمس سنوات، ولكن والله يا شيخ أجمل لحظة عندي عندما تُمسِك المصحف، خمس سنوات وتستطيع أن تقرأ لوحدها من المصحف، وأنا والله ما علّمتها شيئاً، كل شيءٍ هي تعلمته في المدرسة، الحمد لله في معهدها يوجد تجويد، هذه ذات النماذج الموجودة في كثيرٍ من المدارس، الموجودة عندنا في هيوستن، لكن الشاهد عندما تضع وقتاً كافياً لتعليم الولد، الأحرف، الأحكام، مثلاً القواعد الموجودة، كالقاعدة النورانية، نور البيان، إلى غيرهم من القواعد المفيدة ما شاء الله، ثمّ بعد ذلك تبدأ بتحفيظ الولد، الآن ابنتي ما شاء الله قرُبت على إنهاء جزء عمَّ، ولكن الحفظ حفظ، أنت تعلم فتجلس مع الولد وتُحفظه، هذه سعادة كبيرة لاشك، ولكن سعادتي الأكبر عندما تُمسِك المصحف وتقرأ من المصحف، ووضعت أنا برنامجاً لابنتي، كل يوم تقرأ صفحةً من المصحف، وهي خمس سنوات وأخاطبها على قدر فهمها، أقول لها: إذا حفظتٍ هذا القدر سترسمين كذا وكذا، فتتشجع؛ لأنّها تُحبّ الرسم، فتجلس وتقرأ ببطء، وأنا أجلس وانا مستمتع؛ لأنّه الآن وهي بهذا القدر تقرأ ببطء، ثمّ تتقوى بعد ذلك. |
![]() |
الدكتور رحابي:
نعم صحيح وجدنا ذلك في رمضان الفائت، ورمضان الذي قبله، والذي قبله، نجد شباباً في مقتبل العمر ثلاثة عشر عاماً، خمسة عشر عاماً، سبعة عشر عاماً يحفظون القرآن ويتلونه تلاوةً طيبة، ونسأل الله تعالى أن يبارك فيهم ويحفظهم وينفع بهم، وأن يجزي خيراً آبائهم وأمهاتهم وشيخوهم؛ لأنّ في المناسبة والله لا أنسى الفضل الكبير لأستاذي وشيخي الأستاذ أبو اسماعيل دلال، والأستاذ عمار المسكين، الذين علّمونا تجويد القرآن، وأحكام التلاوة، لمّا كنا في الصف الخامس، والسادس، والسابع، من عمر عشر سنوات إلى عمر ثلاثة عشرة سنة، ثمّ أهلونا لأن نذهب إلى القراءة عند شيوخ الإقراء في الشام، منهم الشيخ محمد طه سكر رحمه الله، وشيخ قرّاء بلاد الشام الشيخ كريم الراجح حفظه الله وبارك في حياته وفي حياة كل علمائنا العاملين. |
عندي بعض التعليقات هنا يدعون لنا وللبرنامج، ومنهم الأستاذ صبحي طه وضع تعليق عن المصحف، اسمه مصحف التجويد للمعلم والمتعلم بالتجويد العملي، فلعلّنا نجد فرصةً إن شاء الله ونطّلع عليه، ونطلب أيضاً من الإخوة الاطلاع عليه، مصحف التجويد هذا الملوّن، وله أيضاً خدماتٌ جيدة مفيدة لمتعلمي القرآن الكريم، شكراً يا أستاذ صبحي، وشكراً لجميع المتابعين، الذين أثروا هذا اللقاء بمتابعتهم، وملاحظاتهم، وتعليقاتهم. |
يا دكتور رعد الحديث ممتع عن القرآن الكريم لا يَملّ سماعه، لا يَملّ اللقاء على مائدة القرآن الكريم، والنبي عليه الصلاة والسلام، كما في صحيح البخاري: |
{ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ؛ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ, وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ؛ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ }
(صحيح البخاري)
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقرأون ويعملون القرآن الكريم، وأن ينفع بكم، وأن يجعل معهدكم معهداً عالمياً متميزاً منتجاً للخير، ناشراً لتعاليم وقيم القرآن الكريم، ناشراً للخير، للسلام للرحمة، للقيم النبوية، للقيم السماوية، نسأل الله تعالى أن يبارك بك وفي جهودك الطيبة في خدمة كتاب الله سبحانه وتعالى. |
آخر دعوانا، الحمد لله رب العالمين، لا يسعنا إلا أن نشكرك مرةً ثانية على هذا اللقاء الطيب وهذه التجربة الطيبة، ونأمُل أن نقرأ أيضاً أطروحتك في الدكتوراه لعنوانها المثير والمتميز. |
الدكتور رعد:
أكرمك الله يا دكتور، بارك الله فيكم، والشكر موصولٌ لكم على جهودكم المتميزة، وأنا لا أقول ذلك مجاملةً ولكن جهدك مشكور، ومن يتابع الدكتور رحابي يتعلم منه الكثير، جزاك الله خيراً، وبارك الله بك إن شاء الله. |
خاتمة وتوديع
الدكتور رحابي:
أكرمكم الله يا سيدي، وتحياتي لكم، وإلى لقاءٍ آخر بإذن الله تعالى، شكراً إخواني وأخواني وبارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً، أحسن الله إليكم، اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، واجعل القرآن الكريم شفيعاً لنا، وحجةً لنا يا رب العالمين، علّمنا منه ما جهلنا، ذكرنا منه ما نسينا، وارزقنا تلاوته، والعمل به آناء الليل وأطراف النهار، واجعله شفيعاً لنا يوم القيامة، شكراً دكتور رعد، شكراً للإخوة والأخوات، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. |