الاعتماد الرسمي للجامعات الدينية بأمريكا مع الدكتور معن القضاة

  • 2020-11-07

الاعتماد الرسمي للجامعات الدينية بأمريكا مع الدكتور معن القضاة


مقدمة :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أيها الأخوة الكرام، أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في لقاءٍ جديدٍ مع برنامجكم أهل العلم والقرآن، واليوم نسعد بصحبة فضيلة الدكتور الشيخ معن القضاة، دكتوراه في الدراسات الإسلامية تخصص اقتصاد إسلامي، رئيس جامعة الهدى بأمريكا، وأستاذ مشارك في عدة جامعات، إجازة في القران الكريم بالسند المتصل للنبي صلى الله عليه وسلم، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء في مجمع فقهاء الشريعة في أمريكا، أهلاً وسهلاً بكم فضيلة الدكتور معن .

الشيخ معن:
حياكم الله فضيلة الدكتور؛ أهلاً وسهلاً بكم جميعاً، وبالإخوة والأخوات المشاهدين، والمتابعين لبرنامجك الشيق، جزاك الله خيراً، هذه بادرةٌ طيبةٌ، وبدعةٌ حسنةٌ تُعرّف فيها الناس بأوجه العمل الإسلامي داخل أمريكا، فجزاك الله عنا خيراً كثيراً .

د. رحابي محمد :
الله يبارك فيكم يا دكتور معن؛ ويزيدكم علماً، وحكمةً، وفضلاً؛ اليوم لقاؤنا سيكون موضوع على غايةٍ من الأهمية، وله شأنه، وحاجة الناس لمعرفته حاجةٌ كبيرة، أهمية الاعتماد الرسمي للجامعات الإسلامية حتى تصبح جزءاً من المنظومة التعليمية في أمريكا.
دكتور معن، هناك أسئلةٌ عديدة لدينا في هذا اللقاء عن قضية الاعتماد، كلمة الاعتماد في التعليم العالي في أمريكا، ما معنى كلمة الاعتماد في التعليم العالي في أمريكا ؟ ثم هل هو نفسه الاعتراف؟ أم يختلف بين الاعتماد والاعتراف؟ ما هي أوجه الاختلاف أو التشابه بين هاتين الكلمتين؟ خصوصاً لمن يريد التسجيل في الجامعات الإسلامية في أمريكا، ونحن أكرمنا الله عز وجل بخدمة الجالية الإسلامية في أمريكا، وأساتذتنا، علماؤنا، مشايخنا في أمريكا لهم باعٌ كبير، أسسوا مراكز تعليمية، أسسوا جامعات إسلامية، فكثُرت وتعددت ولهم جهدٌ كبيرٌ وباعٌ كبير في هذا الجانب، فهلَّا حدثتنا عن قضية الاعتماد، والاعتراف الأكاديمي، في التعليم العالي في أمريكا .

الفرق بين الاعتماد والاعتراف:
الشيخ معن :
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛ الإخوة والأخوات المشاهدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلاً بإذن الله.
أخي الكريم فضيلة الدكتور بعض الناس يخلُط بين كلمة الاعتماد، وكلمة الاعتراف، هي الحقيقة الكلمة باللغة الانكليزية Accreditation، اختلف المترجمون ما بين مترجمٍ لها كالاعتراف وكلمة الاعتماد، الذي أراه حقيقة؛ أن كلمة الاعتماد أكثر دقة، لأنها تعكس حقيقة الأمر أكثر من موضوع الاعتراف، الاعتراف قد يكون مثلاً بين جامعة وجامعة، قد تكون جامعةٌ تعترف بها شركة معينة فتوظف مثلاً خريجي هذه الجامعة، تقبل بها جامعةٌ أخرى فتقبل هؤلاء الطلاب في الدراسات العليا، فهذا اعتراف لكن الاعتماد الذي هو الـ Accreditation هو الحقيقة أمرٌ مختلفٌ تماماً، معناه باختصار أن هذه الجامعة أو المعهد العالي بعد الثانوية العامة وصل إلى مرحلةٍ من الممارسة والتطبيق والالتزام بالأنظمة، والقوانين، والسياسات، واللوائح، والتعليمات التي عليها العمل في تلك البلدة، أي في بلد بعينه، فكلمة الاعتماد، أو الاعتماد الرسمي لعلها أفضل من كلمة الاعتراف .

د. رحابي محمد:
إذاً الاعتماد الرسمي، ممكن أقول بصيغةٍ ثانية، مثلاً نعطيكم مثالاً كونكم ما شاء الله في جامعة الهدى، وجامعاتٌ كثيرةٌ في أمريكا نسأل الله تعالى أن يبارك في هذه الجامعات، ويبارك في أهلها، ويبارك في طلابها، مثلاً أنا عندما أقدم الجامعة التي أعمل فيها، الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية أقول أنها جامعة مسجلة، ومرخصة، في ولاية كاليفورنيا، وشهاداتها تُوثق من الخارجية الأمريكية، هل هذا يكفي لتقديم الجامعة على أنها مسجلة رسمياً ومعتمدة في الولاية التي أنشأت فيها؟

خطوات الاعتماد الرسمي :
الشيخ معن :
الحقيقة التسجيل يختلف عن الاعتماد، وهذا أمرٌ ربما لا يدركه الكثير من الناس في الشرق، الفرق في خطوات الاعتماد الرسمي التي تمرُّ بها مؤسسات التعليم العالي في أمريكا، التسجيل معناه: أن هذه الجامعة تُباشر عملها بشكلٍ قانوني، أي سجلت مع حكومة الولاية، في الأعمِّ الأغلب الجامعات الدينية تبدأ عملها بالتسجيل مع مجلس التعليم العالي الخاص بالولاية، أي أنها لا تعمل في الخفاء، لديك موقع الكتروني، باشرت عملك كمؤسسة دينية، أو جامعة دينية تعطي شهادات، كماجستير، ودكتوراه في الدراسات الدينية، سواء كنت أنت تُدرس النصرانية، أو اليهودية، أو البوذية، أو الإسلام، لا فرق.
هذه حقيقة من مميزات العمل الأكاديمي في هذه البلاد، أن المجال مفتوح على مصراعيه لأصحاب الديانات الأخرى، أن يُقيموا مؤسسات تعليمٍ عالٍ يسمونها جامعات، يسمونها كليات، يسمونها معاهد، سمِّها ما شئت، لكن بالنهاية هي مسجلة، فإذا قلت الجامعة الإسلامية للعلوم الإنسانية مسجلةٌ في ولاية كاليفورنيا، هذا هو الحقيقة التسجيل الابتدائي، الذي منه تنطلق إلى الخطوة التالية، لكن ليس هو الاعتماد الرسمي، يعني تصديق الشهادات من الخارجية، أي وثيقة داخل الولايات المتحدة تصدر من أي جهة مسجلة رسمياً، يعني يحتاج الناس إلى إخراج هذه الوثيقة إلى خارج أمريكا لابد أن تمرَّ على الخارجية وتُصدق حتى يعني يُعترف بها، أو بمصداقيتها، على الأقل خارج الولايات المتحدة، لكن الاعتماد من الخارجية الأمريكية، لا يسمى اعترافاً بجامعة أو لا علاقة له بالاعتراف، أو بالاعتماد الرسمي للجامعة، فهذا شيء وهذا شيءٌ آخر .

خطوات الاعتماد الرسمي للجامعات الغير إسلامية:
د. رحابي محمد :
جميل ؛ إذا لابد من الخطوة التالية بعد التسجيل أو بعد الترخيص، رخصنا لهذه المؤسسة أو هذا المركز التعليمي ترخيصاً رسمياً قانونياً، هناك خطوةٌ ثانية، وهي محور سؤالنا في هذا اللقاء إن شاء الله .
خطوات الاعتماد الرسمي للجامعات العادية الغير دينية، غير إسلامية، على مستوى الولاية التي رخصت أو أسست فيها تلك الجامعات أو على مستوى الولاية بشكل عام.
وفضيلة الدكتور معن، أعلّم أن لكم باعاً، وشأناً في العمل في قضية الاعتماد الرسمي، أو الإجراءات الرسمية في جامعتكم الموقرة جامعة الهدى، دعنا الآن نسأل هذا السؤال، ما هي الخطوات الرسمية، أو الأساسية في الاعتماد الرسمي للجامعات بشكلٍ عام في أمريكا ؟ ثم نذهب للاعتماد الرسمي للجامعات الدينية، حتى يكون الإخوة والأخوات هنا على بينةٍ بعض الشيء بما نفعله في الجامعات هنا.

الشيخ معن:
نعم؛ الحقيقة مؤسسات التعليم العالي تمر بمرحلتين: المرحلة الأولى هي التسجيل الرسمي لدى الولاية، ومطابقة المواصفات والمقاييس والالتزام بها، حتى تسمح لك حكومة الولاية أو مجلس التعليم في الولاية أن تمارس عملك كمؤسسة علمية، أكاديمية، بعد الثانوية العامة يرخص لها رسمياً أن تصدر شهادات، أو تمنح شهادات البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه، في العلوم الدينية التي تنتمي لها هذه المدرسة الإسلامية، المسيحية، اليهودية، أو غيرها .
لكن على مستوى الجامعات العادية، هم الحقيقة لا يطلبون ترخيصاً مشابهاً لترخيص الجامعات الدينية، وإنما يطالبون بشيءٍ على الأقل مثلاً هنا في ولاية تكساس يسمى" Certificate of authority" معناه أن هذه الجامعة، الجامعة العلمانية العالية التي تدرس الطب، والهندسة، والصيدلة، والآداب، والحقوق وغيرها، ليست الدراسات الدينية، قد انتهت يعني من التسجيل المبدئي ثم حصّلت اعتماداً على مستوى الولاية، هذا الاعتماد يختلف اسمه باختلاف الولايات، مثلاً الولايات المتحدة الأمريكية فيها حكومة فيدرالية، وضوابط عامة لكل الولايات، لكن يوجد استقلالية داخل كل ولاية، إلى حد أنه مثلاً أحياناً تشعر أنك تخرج من دولة إلى دولة أخرى، إذا انتقلت مثلاً من تكساس إلى كاليفورنيا، إلى نيويورك، إلى واشنطن ، إلى ميتشيغن إلى آخره ..
هنا في ولاية تكساس، أعلى اعتراف تقدمه الولاية للجامعات غير الدينية للجامعات العلمانية العادية، يسمى Certificate of authority متى ما حصلت عليه معناه أنك قد التزمت بالضوابط، ومارست العمل الأكاديمي العالي داخل ولاية تكساس، ثم بعد ذلك يُطلب منك كرئيسٍ للجامعة، أو كقيادة لهذه الجامعة أن تباشر مرحلة الاعتماد الرسمي، لكن للحصول على التسجيل والحصول على Certificate of authority لأي جامعة عادية لا يجعل من هذه الجامعة جامعةً معتمدةً اعتماداً رسمياً، لأن الاعتماد الرسمي إذا أطلق قُصد به الاعتماد على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، بل على مستوى الدنيا، لأن الجامعة إذا اعترف بها داخل أمريكا فقد اعترف بها خارج أمريكا، يعني من باب أولى، فـــ Certificate of authorityهي الخطوة الأولى للجامعات غير الدينية حتى تُباشر عملها داخل ولايةٍ من الولايات، أو على الأقل هنا في تكساس، و يُعترف بها على مستوى مجلس التعليم العالي في الولاية، كجامعة تمارس عملها بشكل قانوني.
طبعاً هنالك شروط ، وضوابط، ومقاييس، وStandards وغيرها، وفريق يأتي ويكشف على الجامعة ويرى طريقة العمل، والأساتذة، والطلاب، والنظام وغيره، حتى يعطون هذا الترخيص، وفي العادة يعني تمر الجامعات ربما بعمل لمدة سنتين أو ثلاث سنوات حتى تصل إلى مرحلة الاعتماد على مستوى الولاية إذا كانت جامعة عاديةً أي جامعة ليست دينية، ثم بعد ذلك متى ما حصلت على Certificate of authority تشرع في الخطوة التالية، وهي الاعتماد الرسمي على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية كلها .

د. رحابي محمد :
وإذا تم الاعتماد على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية كلها؛ إذاً هذا اعتراف على مستوى الدنيا، على مستوى الدول الأخرى.

ما معنى تقييم الشهادات ؟
الشيخ معن :
كما هو الحال في بقية دول الدنيا، مثلاً جامعة الأزهر، معترف بها على مستوى مصر، فإذا خرجت من مصر، وأتيت إلى هنا، وعندك شهادة من الأزهر، وقدمتها لمؤسسات تقييم الشهادات تقول لك أنت شهادتك من جامعة الأزهر، تعادل البكالوريوس في الدراسات الإسلامية الصادرة من جامعة أمريكية معتمدة، ِلمَ ؟ لأن الأزهر في بلاده معتمد.
والجامعة الأردنية مثلاً عندنا في الأردن معتمدة، والجامعات السورية عندكم في بلدك الأم جامعات دمشق وغيرها، هي معتمدةٌ داخل سوريا، فالذي يُهم مؤسسات التعليم العالي في البلاد الأخرى أن تكون هذه الجامعة معترفٌ بها في بلادها الأصلية، معترفٌ بها داخل محيط بلادها، فإذا اعترف بها داخل بلادها فهي معترفٌ بها خارج البلاد.

خطوات الاعتماد الرسمي للجامعات الدينية الجامعات الإسلامية:
د. رحابي محمد :
نحن نتكلم عن خطوات الاعتماد الرسمي للجامعات العادية غير الدينية، ماذا عن الجامعات الدينية؟ على مستوى الولاية، أو على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما نحن نهتم به، ونريد أن نسمع عنه، ونُسمع إخواننا طلاب العلم، والأئمة، وأئمة المساجد، والعاملين في المراكز الإسلامية، والمعلمين في المراكز الإسلامية، والمعلمين في المدارس الإسلامية،weekly school , Full time school حتى من خارج أمريكا عندنا إخوة وأخوات، طلاب العلم، حول العالم يريدون الدراسة مثلاً معنا في الجامعاتOn line ، فما هي خطوات الاعتماد الرسمي للجامعات الدينية، الجامعات الإسلامية التي منشؤها ورخصت أو أسست في أمريكا؟؟
كيف لها أن تصل إلى الاعتماد الرسمي في أمريكا حتى تكون معتمدةً في الدول الأخرى؟

الشيخ معن :
على مستوى ولاية تكساس الحقيقة بمجرد أن تبدأ العمل، لا يمكن أن تباشر أي عملٍ أبداً حتى تُسجل مع دائرة الضريبة، وتعطي لهذه الجامعة أو المؤسسة اسماً، لا تستطيع أن تسجل هذه المؤسسة كـجامعة أو ككلية لا تستطيع الحكومة، حتى دائرة الضرائب لن يعطوك ترخيص أو تسجيل الابتدائي لهذه الجامعة أو المؤسسة الناشئة، لا يمكن أن تأخذ اسم جامعة أو كلية، لِمَ ؟ لأنك أنت حتى تباشر عملك كجامعة، أو كلية، أو مؤسسة تعليم عالي، لا بد لك من الاعتراف داخل الولاية .
الخطوة الأولى: أن تسجل مع دائرة الضريبة، وتأخذ ما يسمى Application for formation ثم تأخذ التسجيل الرسمي، عبارة عن طلب Online، بعد ذلك تتقدم Texas work force commotion حتى تحصل على تسجيلٍ أنك أنت تمارس عملك كــbusiness الآن يعني عندك موظفين، وعندك دكاترة، وعندك طلاب، تأخذ مثلاً رسوماً وغيره، فلا بد لك من التسجيل الرسمي مع الـ Texas work force commotion، الآن بعد ذلك، لابد أن تشرع فوراً بعد مؤسسة العمل الخاص بالولاية أو وزارة العمل على مستوى الولاية ، لابد أن تخاطب مجلس التعليم العالي في ولاية تكساس، وهو ما يسمونه The C D الذي هو Texas Higher Education coordinator board.
كجامعة دينية أمامك أكثر من خيار، الخيار الأول أن تسجل هذه الجامعة كـ Seminar كمؤسسة تعليم دينية، وتأخذ ما يسمى Religious Exemption يعني الإعفاء بسب تدريس الدراسات الدينية.
النظام هنا الحقيقة في أمريكا، نظام متطور، ومتقدم، وينبغي أن يُقتضى به، ينبغي للجامعات خارج أمريكا أن تقتضي به النظام حقيقة نظام عملي جداً، إما أن تمارس عملك كـ Seminar كمؤسسة لاهوتية تدرس الديانات، وتأخذ ما يسمى بالـ Religious Exemption والذي هو الإعفاء من الاعتماد بسبب أنك تدرس الدراسات الدينية Religious Exemption أمره بسيط، يعني المواصفات والمقاييس المطلوبة حتى تحصل على ما يسمى الـ Religious Exemption بسيطة جداً.

ما هو الإعفاء الديني وما أهميته ؟
د. رحابي محمد :
عفواً يا دكتور على المقاطعة؛ الإعفاء من الاعتماد بسبب كون هذه المؤسسة تدّرس الدراسات الدينية كلمة الإعفاء، إعفاء من ماذا؟ من اعتماد ماذا؟

الشيخ معن :
أحسنت؛ الإعفاء من الاعتماد الرسمي على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية كلها، هي الخطوة التالية يعني لك أن تمارس عملك إلى أن يشاء الله دون أي اعتراف رسمي على مستوى الـ US department of education يمكن أن تمارس عملك كجامعة دينية ولك كل الحق في أن تعطي درجة البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه، ما دمت تحمل ترخيص ساري المفعول اسمه Religious Exemption من الـ Texas Higher Education coordinator board هذا خيار، وهذا خيارٌ سهلٌ جداً الحقيقة وللحصول عليه فقط يجب أن يكون عندكbank account ومجلس الأمناء، ويكون عندك bylaws الذي هو النظام الداخلي للجامعة وأعتقد software كي تخزن المعلومات، وهذا أمرٌ بسيطٌ جداً، فتحصل على ما يسمى Religious Exemption يعني يحق لك أن تفعل ذلك .

د. رحابي محمد
وما قيمة هذا الـ Religious Exemption في أمريكا كمؤسسات تعليمية، أو أمام الدول الأخرى يعني ما قيمة هذا الاستثناء ؟؟

الشيخ معن :
الـ Religious Exemption ، يُخول لك بحكم القانون الفيدرالي، يعني أنت أصلاً مرخصٌ لك أن تمارس عملك كمؤسسة دينية، عن طريق مؤسسة التعليم العالي، أو مجلس التعليم العالي في الولاية التي أنت فيها، وتُباشر فيها عملك، هذا حقيقةً يكفيك وزيادة، أن تمارس عملك كجامعة دينية وتعطي درجات وأنت لست مخالفاً للقانون، تعطي بكالوريوس، تعطي ماجستير، وتعطي دكتوراه، هل تعترف بك الجامعات الأخرى ومؤسسات العمل وغيره ؟ هذا أمرٌ آخر، ولكن هل من حقك أن تمارس عملك كجامعة دينية وتعطي شهادات؟ الإجابة نعم .
لِمَ؟ لأنك أنت حاصل على الـ Religious Exemption من مجلس التعليم العالي داخل ولاية تكساس، هذا خيارٌ سهلٌ بسيطٌ يحصل عليه مؤسس الجامعة، أو مجلس الجامعة، كل هذه التسجيلات مع دائرة الضريبة، ومعTexas work force commotion ، ومع مجلس التعليم العالي في الولاية، كل هذا بأقل من سنة تحصل عليه، لكن هذا الخيار الحقيقة هو الخيار الأسهل، وليس الخيار الأصعب.
بعض الجامعات الدينية قد يروق لها أن تتجاوز الخيار الأسهل إلى الخيار الأصعب فتقدم على Certificate of authority، يعني تمارس عملها، مع أنها دينية تدرس الدراسات الدينية، لكن تتقدم لترخيص عن طريق ولاية تكساس حتى تمارس عملها كجامعة عادية، طبعاً فائدة هذا الـبديل أن هذه الجامعة متى ما حصلت على Certificate of authorityمن مجلس التعليم في الولاية، تستطيع أن تفتح كلية حقوق، وكلية آداب، وكلية هندسة، وكلية اقتصاد وكلية كمبيوتر، وعلوم إلى آخره، تمارس عملها كأي جامعة أخرى، ويُضاف لذلك التخصص الأصلي الذي من أجله قامت الجامعة، وهي الدراسات الدينية، ولكن هذا الحقيقة الـ Certificate of authority صعب المنال، يعني يحتاج إلى عمل ربما حولين كاملين لمن أراد أن يحصل عليه من العمل الجاد الدؤوب، وطبعاً عندهم مقاييس وstandards لابد لك من board ،لابد لك من Accreditation consultant، وتقيم Structure للجامعة في كيفية صناعة القرارات، والتعيين، وإنهاء الخدمات، وقبول الطلاب، وقبول التسجيل، والأمور المالية والمرتبات وغيرها.

د. رحابي محمد :
النظام الداخلي كله يعني.

الخطوات التي ينبغي أن يسير عليها مؤسس الجامعة الإسلامية في أمريكا:
الشيخ معن :
النظام الداخلي؛ حقيقة يتدخل بكل شيء، لكن يعني ليس صعب المنال كما هو موضوع الـ Accreditation على مستوى الولايات المتحدة كلها، هو نموذج مصغر من الـ Accreditation يعني أنت تحتاج إلى سنة حتى تبدأ بإجراءات التقديم للـ Certificate of authority، ثم على الأقل سنتين حتى تستطيع أن تحصل على الـ Certificate of authority متى ما حصلت عليها يُطلب منك أن تعتمد هذه الجامعة بخلال ثلاث سنوات أو أربع سنوات ربما أنا لا أذكر التفصيلات، لكن لا تستطيع أن تبقى على ما أنت عليه على Certificate of authority حتى وإن كنت جامعة دينية، لكن لو أخذت الخيار الأسهل الأول وحصلت ما يسمى Religious exemption تستطيع أن تمارس عملك ما شاء الله كجامعة دينية، و لك كل الحق ولا يُطلب منك قانوناً التقديم للاعتماد الرسمي أمام وزارة التعليم العالي الفيدرالية.
طبعاً يعني اختيار الإعفاء الديني أو التسجيل العادي يرجع إلى رؤية الجامعة، إن كانت ترغب فقط بالتخصص بالدراسات الدينية، أم عندها طموح أن تنافس وتأتي بطلاب المسلمين، الحقوق، والآداب، والكمبيوتر، والاقتصاد وغيره، بحسب رؤية الجامعة، في الأعم الأغلب الحقيقة جامعاتنا هنا في أمريكا كلها تقتصر على الـ Religious exemption، يعني تُحصّل هذا الإعفاء الديني وتمارس عملها، معفاة من أي إجراءات لاحقة، لذلك تستطيع أن تمارس عملها كجامعة دينية، أعتقد تحتاج إلى أن تُعيد الترخيص ربما كل أربع أو خمس سنوات، لكنها إجراءات سهلة وميسرة، حتى هذه المرحلة لم تصل أي جامعة، يعني بما أنها حصلت على Certificate of authority لا تُسمى جامعة معتمدة داخل أمريكا لا تسمى جامعة، وإنما جامعة مُرخصة مُسجلة تمارس عملها بشكل قانوني داخل الولاية التي فيها إدارة الجامعة، ولو كانت Online لها أن تباشر عملها وتستقبل طلاباً من كل الولايات بل من كل الدنيا لو شاءت، لكن التسجيل حقيقةً قائمٌ ومعتمدٌ وصحيحٌ ولا غبار عليه من الناحية القانونية .

د. رحابي محمد :
ولا غبار عليه من الناحية القانونية، وهذا أمرٌ يبعث الراحة والطمأنينة لدى الطلاب الذين ربما لديهم رغبةٌ في التسجيل والمتابعة من أجل العلم، ليس من أجل أي شهادة، يعني يوجد طلابٌ يريدون الدراسة، كسب العلم، وكسب مهارات إضافية في مجالٍ من المجالات العلمية، الشرعية، تفسير، حديث، قرآن، أشياء أخرى، لكن لا يهتمون بقضية الاعتراف، أو الشهادة أن يكون معترفاً بها في بلدهم، أو في أي بلد آخر، هذا أمر.
الأمر الثاني إذا تسمح لي دكتور معن؛ أنا أتذكر عندما درسنا في كلية أصول الدين جامعة الإسلامية لها فرعٌ في دمشق، ودرسنا في ذلك الفرع البكالوريوس، كنا نسأل الإدارة قضية الاعتراف عندنا في سوريا، هل هذه الجامعة معترف بها في التعليم العالي عندنا في سوريا؟ كان الجواب دائماً لا؛ تخرجت أول دفعة لم يكن هناك اعتراف، الإدارة كانت جزاهم الله خيراً، كان أحد القائمين على الإدارة، كان رجلاً ذو قلب، و ذو إيمان، وذو يقين، يقول: أنتم ادرسوا لوجه الله، لا تدرسوا من أجل الشهادة، ولا من أجل الأختام، وإنما لله، أنتم أتيتم طلبةَ علم، اطلبوا العلم لله، وسيعطيكم الله، ويعوضكم خيراً، فكان عنده يقين سبحان الله، الله أكرمني سيدي فسافرت بعد ما أخذت البكالوريوس، والماجستير، إلى دول الخليج ثم سافرت إلى أمريكا، بفضل الله تعالى شهادتي اعتُمدت، وتم تعديلها في الإمارات، ثم سافرت إلى أمريكا قدمت البكالوريوس، الماجستير، والدكتوراه تم أيضاً الاعتراف وتعديلها، وأُدرّس في جامعة حكومية الحمد لله بناءً على ذلك بعد أن قدمتها إلى مؤسسات التعديل، أو تقييم الشهادات.
ما أقصده فضيلة الدكتور معن أن هذه الجامعات أُقيمت، ونرجو الله تعالى أن تكون قد أُسست على التقوى، القائمين عليها ومن أسسوها إن شاء الله يكون لهم نيةٌ صالحةٌ في نشر العلم في هذا البلد الكبير الواسع الذي أتاح لنا الحرية الدعوية والحرية الدينية، لكن هناك سؤال، من الذي يمنح هذا الاعتماد الرسمي دكتور معن؟ هل هي وزارة التعليم العالي الفيدرالية في أمريكا أم هي مؤسسات اعتماد خاصة؟ يُلجأ إليها للاعتماد والتوثيق للشهادات المانحة، أو المرخصة، أو الصادرة من هذه الجامعات الإسلامية في أمريكا.

من الذي يعطي الاعتماد الرسمي؟
الشيخ معن:
النظام في أمريكا عموماً أخي الكريم يقوم على الخصخصة ما استطاعوا لذلك سبيلاً، أي شيءٍ تستطيع الدولة أن تحيل إدارته للقطاع الخاص تفعل ولا حرج، نظام التامين الصحي الـ Medicare، والمطارات في أمريكا تديرها شركات خاصة، مؤسسة السجون، وغيره تعطيها الدولة حقيقةً لمؤسسات القطاع الخاص حتى تديره، الخصخصة حقيقة نظامٌ قائمٌ متمكنٌ متغلغلٌ في السياسة الأمريكية منذ القدم، بناءً على ذلك؛ وزارة التعليم العالي الفيدرالية لا يوجد لديها وقتٌ أن تُباشر موضوع الاعتماد للجامعات بنفسها، وإنما الحقيقة هي تقبل اعتماد بعض المؤسسات الأخرى التي تتخصص في موضوع الاعتماد، لكن الحقيقة هذا أمرٌ شائك، وزارة التعليم العالي الأمريكية لا بد أن تعترف بمؤسسات الاعتراف، فإذا اعترفت بها أصبحت هذه المؤسسة كما يسمونها بالعرف العام الـ Gate keepers، يعني أمناء التعليم داخل أمريكا، فمن اعتمدته إحدى هذه المؤسسات المعتمدة عند وزارة التعليم العالي، أصبحت هذه الجامعة معتمدةw عند وزارة التعليم العالي،Out source business يعطوه لمؤسسات أخرى تقوم به، لكن العقبة هنا أخي الكريم، أن عدد مؤسسات التقييم التي يسمونهاAccreditation agencies ، عدد هذه المؤسسات التي تعترف بها وزارة التعليم العالي الأمريكية محدود جداً جداً، ربما لا يتجاوز الخمسة عشر إلى عشرين مؤسسة على مستوى أمريكا كلها، هذا الرقم الحقيقة يعني رقم صغير جداً بالنسبة لعدد مؤسسات الاعتماد داخل أمريكا، مؤسسات الاعتماد الحقيقة سوقٌ حر، يفعل فيها من شاء ما شاء متى شاء مع من يشاء، هناك عددٌ كبيرٌ ربما يتجاوز المئات ولا أبالغ من مؤسسات الاعتماد، لكن هذه المؤسسات ليست معتمدةً من وزارة التعليم العالي، مثلاً لك أن تسجل جامعة X Y Z ، يمكن أخي الكريم خلال أسبوع أن تحصّل اعتماداً وشهادةً أنك أنتaccredit university عن طريق أحدaccreditation agencies ، تدفع خمسة آلاف وتأخذ الاعتماد خلال أسبوع، حتى لا أبالغ خلال شهر، لكن هذا الاعتماد لا يساوي شيئاً، أي لا قيمة له أمام الـ Us department education لأن المؤسسة التي منحت الاعتماد ليس معترفاً بها في وزارة التعليم العالي.
عليك أن تختار جيداً، يعني عندما تُنشئ جامعة وتشرع في إجراءات الاعتماد الرسمي، بعد أن تتجاوز التسجيل مع دائرة الضريبة، ومع وزارة العمل، ومع مجلس التعليم العالي في الولاية بعد ذلك الاعتراف الرسمي، لا بد أن تختار ولا بد أن تذهب للموقع الخاص ب الـ Us department education وترى بأم عينيك ما هي المؤسسات المدرجة على الموقع الرسمي لوزارة التعليم العالي الفيدرالية؟ هذه المؤسسات أنت تستطيع أن تعمل مع إحداها على حسب المنطقة، مثلاً في الـSouth west عندنا اسمها Southern association of college and schools لها فرع يسمونه Commotion of collages، هذه المؤسسة لو حصّلت منها اعترافاً فأنت أصبحت ترأس جامعةً معتمدةً اعتماداً رسمياً على مستوى Us department of education هذا هو الاعتماد الأعلى، الذي لا شيء فوقه، لا يوجد هناك أكثر من الاعتماد من مؤسسة الـ Southern association of college and schools.
حتى أجيب على سؤالك باختصار؛ الذي يعطي الاعتماد الرسمي مؤسساتٌ خاصة ليست مؤسسة حكومية، ولا تتلقى أي دعمٍ من الدولة، أو من وزارة التعليم العالي الفيدرالية، مؤسساتٌ مستقلة، أخي الكريم مثل موضوع البورد الأمريكي، هو عبارة مؤسسة خاصة فرضت نفسها مع الوقت أصبحت جهةً محترمة، أصبحت معتمدةً على مستوى الدنيا كلها، وهي الحقيقة عبارة عن مجموعةٍ من الأطباء وضعوا مقاييس ومعايير معينة وتشددوا في تطبيقها، كانوا جادين في تطبيقها، حتى أصبح البورد الأمريكي معترفاً به على مستوى الدنيا كلها، وكذلك الشيء بالشيء يذكر؛ المجامع الفقهية داخل أمريكا صنعت نفسها بنفسها الحقيقة ليس لها أي اعترافٍ رسمي، هي فقط عبارة مجموعة من أهل العلم، اجتمعوا، وأسسوا مجمعاً وأخذوا بإصدار الفتاوى، فاكتسبوا ثقة الناس بهم، فأصبحوا جهةً معتمدةً عند المسلمين وهذه كتلك.

الخاتمة:
د. رحابي محمد :
نعم ما شاء الله؛ جزاك الله خيراً دكتور معن؛ صراحة هذه الأسئلة، وأسئلة كثيرة أخرى نودُّ أن نرجئها إلى لقاءٍ آخر حتى نجيب عنها ونأخذ وقتنا في الإجابة عنها، لدي بعض الأسئلة الأخرى لعل الله عز وجل يكتب لنا لقاءً إن شاء الله قريباً؛ ونجيب عن هذه الأسئلة الأخرى، ولكن في النهاية الاعتماد الرسمي للجامعات الإسلامية في أمريكا، أخذنا عنها بعض الصور الواضحة التي وضحها لنا فضيلة الدكتور معن، في قضية معنى كلمة الاعتماد والفرق بينه وبين الاعتراف، ثم خطوات الاعتماد الرسمي للجامعات العادية غير الدينية الحكومية، أو الخاصة، ثم الخطوات التي ينبغي أن يسير عليها مؤسس الجامعة الإسلامية في أمريكا حتى يصل إلى درجة الاعتماد الرسمي من الولاية الفيدرالية أو على مستوى أمريكا، ثم فهمنا أيضاً شيئاً جديداً ومهماً، أن من يمنح الاعتماد هو مؤسساتٌ خاصة عن طريق الخصخصة التي تسير عليها أمريكا بشكل عام .
فضيلة الدكتور معن جزاك الله خيراً؛ لهذا اللقاء الطيب رئيس جامعة الهدى، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء في مجمع فقهاء الشريعة في أمريكا، شكراً لكم وبارك الله فيكم، وأيضاً يسعدنا أن نتلقى الأسئلة ونجيب عنها حسب ما يُعلق عليها أو يسأل الإخوة المشاهدون، والدكتور معن إن شاء الله سيجيب عنها بإذن الله واحداً تلو الآخر، شكراً لكم إخواني وأخواتي وبارك الله فيكم، والشكر الموصول لفضيلة الدكتور معن.

الشيخ معن :
وفيكم البركة سيدي جزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

د. رحابي محمد :
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.