التهميش والفهم الخاطئ لدور المرأة في الإسلام مع الدكتورة رفيدة الحبش

  • 2020-12-03

التهميش والفهم الخاطئ لدور المرأة في الإسلام مع الدكتورة رفيدة الحبش


مقدمة
د. رحابي محمد:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم أخواني وأخواتي الكرام في حلقة جديدة، ولقاء متميز اليوم في برنامجكم : "أهل العلم والقرآن".
ولقاء مع الدكتورة رفيدة الحبش؛ في عنوان: التهميش والفهم الخاطئ لدور المرأة في الإسلام، هل كان للمرأة دور بارز في عصر النبوة؟ وماذا كانت وظيفتها؟
هناك كما نعلم من الرجال مبشرون بالجنة، هل هناك نساء مبشرات بالجنة ؟ هناك أيضاً بعض الناس هذه الأيام يتعاملون كما لو أنهم يعيشون في الجاهلية الأولى، ما مظاهر الشبه بين ما تواجهه بعض النساء اليوم وبين ما واجهته قبل الإسلام، ما أسباب ذلك؟ وكيف العلاج برأي الدكتورة رفيدة؟ ثم ما دور المرأة اليوم إزاء الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم؟
تساؤلات كثيرة هي محور اللقاء مع فضيلة الدكتورة رفيدة الحبش الباحثة، والداعية الإسلامية، المستشارة في قناة اقرأ الفضائية، والكاتبة، والمؤلفة لعدة كتب وأبحاث عن المرأة، وبشكل عام في موضوعات كثيرة في الإسلام.
أهلاً وسهلاً بكم فضيلة الدكتورة رفيدة.

الدكتورة رفيدة الحبش:
أهلاً وسهلاً بك، يا مرحباً بك، وشكراً لهذه الفكرة الجميلة.

د. رحابي محمد:
بارك الله بكم، دعينا نبدأ مباشرة دكتورة رفيدة، حضرتك لك كتب كثيرة مؤلفة في قضايا المرأة، حتى البرامج الفضائية في قناة اقرأ التي قدمتها فيها برامج كثيرة عن المرأة، وعن إنجازات المرأة، وعن مكانة المرأة، وحقوق المرأة في الإسلام، وغير ذلك، كتبت كتباً عديدة؛ عمل المرأة بين الإسلام والديانات الأخرى، المرأة في العصور القديمة، عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما، أسماء بنت عميس، وأيضاً موسوعة المرأة عبر العصور، وهو تحت الطبع، ونرجو الله أن نراه إن شاء الله.
حدثينا فضيلة الدكتورة؛ هل كان للمرأة دور بارز في مجتمع وعصر النبي صلى الله عليه وسلم؟ وكيف كانت وظيفتها في تلك الأيام ؟

دور المرأة البارز في عصر النبي صلى الله عليه وسلم
الدكتورة رفيدة الحبش:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بالطبع عندما نسمع كثيراً من الخطباء، ومن بعض الدعاة الذين يركزون دائماً على دور الرجال مع النبي صلى الله عليه وسلم هذا جعلني أشعر بشيء من الحماس والغيرة من أجل البحث، وخاصة حينما قرأت للأعلام للإمام الذهبي، فكان يتحدث عن الأوائل الذين أسلموا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، وحملوا راية الدعوة مع النبي عليه الصلاة والسلام، فتحدث عن خمسين شخصية.
طبعاً هو ذكر واحداً وأربعين رجلاً وتسع نساء فقط، وقال: هؤلاء الذين ساندوا النبي عليه الصلاة والسلام، ووقفوا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى أقاموا الدين، طبعاً أنا توقفت عند هذه المعلومة، وقلت: هل يعقل أن واحداً وأربعين رجلاً مقابل تسع نساء فقط! أين النساء؟ أين المرأة؟ أصلاً أول من أسلم هي امرأة، وأول من صلى هي امرأة، رضي الله عنها وأرضاها خديجة، وأول من تعلم خديجة، فكان النبي عليه الصلاة والسلام كلما يعلمه جبريل يأتي ويعلمه لخديجة، هي أول من أسلم، وأول من صلى، وأول من أنفق ماله في سبيل الله، وفي سبيل الدعوة – خديجة- هي التي كانت تشتري العبيد وتطلقهم، ومن قبل ذلك هي التي كانت تدعو وتعمل الولائم من أجل أن يدعو النبي عليه الصلاة والسلام بني هاشم، ويدعو بني عبد المطلب، وبني عبد مناف، من أجل أن يدعوهم إلى الدعوة، بأموال من؟ بأموال خديجة، إذاً خديجة كانت من البداية مع النبي عليه الصلاة والسلام.
عدت أنا وبحثت في هؤلاء الرجال الواحد والأربعين، لابد كل واحد معه زوجته مثلاً، أو ابنته، أو أخته، فوجدت فعلاً أن هناك واحداً وأربعين امرأة بالضبط كما أن هناك واحداً وأربعين رجلاً، لكن لا أحد يسلط الضوء عليهن، لا أحد يتحدث عنهن، لا أحد يتحدث عن فضلهن، عن تعبهن، عن خدمتهن لدين الله تعالى، مع وقوفهن مع النبي عليه الصلاة والسلام، وتحملهن، حتى أني وجدت كثيراً من النساء قد أسلمن قبل الرجال، وبايعن النبي عليه الصلاة والسلام، ودافعن عن النبي عليه الصلاة والسلام قبل الرجال حتى المشهورين، خذ مثلاً لبابة بنت الحارث.

نساء أسلمن مع النبي صلى الله عليه وسلم
لبابة بنت الحارث هي زوجة العباس، وهي ثاني امرأة أسلمت بعد السيدة خديجة، لبابة كانت صديقة خديجة، وأسلمت بعد خديجة مباشرة، لها دور بطولي في الدفاع عن المسلمين، لا أدري إن كان هناك وقت لنتحدث عن ذلك، فلبابة دافعت عن أبي رافع، أبو رافع كان غلاماً للعباس، وكان ابن العباس نائباً، كانوا في معركة بدر، فجاءت الأخبار إلى قريش أن المشركين انهزموا في المعركة، فجاء أبو لهب وجلس وهو محبط مما سمع من هذه الأخبار، يحدث الحديث من؟ أبو رافع.
أبو رافع هو - كما قلت- غلام للعباس، غلام لأم الفضل، فالمهم كان أبو رافع جالساً ينحت أقداحه، جاء أبو لهب وجلس بجواره، وهو مشوش الخاطر عن الهزيمة التي ذكرت، حتى جاء أبو سفيان، أبو سفيان الحارث، ابن حارث ليس سفيان الحارث المشهور، إنما هذا ابن عم النبي عليه الصلاة والسلام، فقال له أبو لهب: تعال يا بن أخي وحدثني ما الخبر؟ فقال له: والله ما إن التقينا بالقوم حتى منحناهم أكتافنا، يقاتلوننا كيف شاؤوا، ويأسروننا كيف شاؤوا، قال: والله ما لمت القوم، لماذا؟ لأني رأيت رجالاً بيضاً على خيل بُلق يقتلون الناس، فقام أبو رافع وصرخ : تكفيك والله الملائكة، فهنا التفت أبو لهب وراح يضرب - أبو رافع يحدث الحديث- ويقول: زاورني وزاورته حتى رماني على الأرض، وجلس على صدري، وأبو لهب كان رجلاً ضخماً جداً، فجاءت أم الفضل وأخذت- هذه لبابة بنت الحارث- عموداً من أعمدة الحجرة وضربته على رأسه، يقول أبو رافع: والله ما لبث إلا سبع ليال حتى ضربه الله تعالى بالعدسة، المرض الجلدي الذي مات به أبو لهب.
المهم أم الفضل، وموقف أم الفضل، لبابة هذه لا أحد يحدثنا عنها، لماذا هذا التهميش على دور المرأة مع النبي عليه الصلاة والسلام؟ هذه أم الفضل سبقت العباس من أول يوم، والعباس مختلف بإسلامه متى أسلم، قبل الهجرة، بعد الهجرة حسب الروايات.
نأتي مثلاً على سلمى بنت عمير، أيضاً هذه أخت لبابة، أيضاً أسلمت قبل حمزة، هي زوجة حمزة، ودافعت عن المسلمين، وساندت النبي عليه الصلاة والسلام، وبايعته.
حفصة بنت عمر أسلمت قبل عمر، وفاطمة أيضاً بنت الخطاب أسلمت قبل عمر، هناك أعداد كثيرة من النساء.
سهيلة بنت سهيل بن عمرو زعيم مكة، ما أسلم إلا بعد فتح مكة، سهيلة أسلمت من أول من أسلموا، وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها، مع من هاجر.
فاطمة بنت صفوان بن أمية، صفوان بن أمية لم يسلم إلا بعد فتح مكة، بينما فاطمة أسلمت مع الأوائل، هاجرت إلى الحبشة، وماتت في الحبشة.

مواقف رقيقة بنت أبي صيفي و رقيقة بنت وهب مع النبي عليه الصلاة والسلام
لكن هناك قصتين لامرأتين جداً مهمة، أنا أروي مواقفهن مع النبي عليه الصلاة والسلام، ولا أحد يمكن سمع باسمهن.
كلنا سمعنا أن النبي عليه الصلاة والسلام ليلة الهجرة، الليلة التي هاجر فيها خرج من بيته إلى بيت أبي بكر، وطلب من أبي بكر أن يخرج معه، خرجا معاً وذهبا باتجاه غار ثور، وأجلس علي بن أبي طالب مكانه، ما تساءلنا لماذا خرج النبي في هذا اليوم بالضبط؟ من أعلم النبي عليه الصلاة والسلام أن اليوم سيجتمع الكفار حول بيته لينفذوا المؤامرة في قتله؟ من بلغ النبي؟ كلنا نظن أنه وحي من الله تعالى، هكذا كنا نقرأ في السيرة، أتفاجأ بأن من جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام وحذره وقال له: إن المشركين يريدون بيتك الليلة هي رقيقة بنت أبي صيفي الصحابية الجليلة، ربما لم يسمع أحد باسمها، هي ابنة أخ عبد المطلب، صيفي أخوه عبد المطلب جد النبي عليه الصلاة والسلام، المهم هذا موقف عظيم لامرأة مع النبي عليه الصلاة والسلام، هي التي حذرته، وهي التي دفعته أن يخرج في هذا اليوم بالذات، وجاءته بهذا الخبر، ولا أحد يذكر هذه القصة.
قصة أخرى؛ ذهاب النبي عليه الصلاة والسلام في رحلة الطائف، بعد عام الحزن، وبعد أن خرج النبي عليه الصلاة والسلام من الشعب، خرج إلى الطائف من أجل أن يدعو أهل الطائف، فكلنا نعلم أنه لم يؤمن مع النبي عليه الصلاة والسلام أحد إلا عداس، لكن هناك امرأة أسلمت قبل عداس ولا أحد يذكرها، ولا أحد يعرف عنها، هي أيضاً رقيقة بنت وهب، رقيقة بنت وهب هذه كانت أول من استقبل النبي عليه الصلاة والسلام عندما جاء إلى الطائف، استقبلته في بيتها، وأطعمته السويق، والنبي عليه الصلاة والسلام أمرها ألا تصلي باتجاه الأصنام التي يعبدونهم، بل أمرها أن تصلي باتجاه الكعبة، فصلت وأسلمت، وبايعت النبي عليه الصلاة والسلام، ثم بعدما انتهى من لقاء الزعماء وطردوه شر طردة رضي الله عنه وأرضاه، الرواية دائماً تحدث بأنه التقى بالعباس وعداس هو الذي قبّل قدميه، وبكى عندما لقاه، لكن الرواية أن النبي التقى برقيقة هذه قبل عداس، وعاتبها، وقال لها: ماذا لقينا من أحمائك؟
فالمهم الفكرة أن لماذا لا نسلط الضوء على دور المرأة مع النبي عليه الصلاة والسلام؟
لذلك أنا عملت برنامجاً كاملاً أسميته: أيام مع الحبيب، عرضت لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من زاوية المرأة، نعم من زاوية المرأة، طبعاً نحن نقرأ سيرة النبي دائماً خرج مع أبي بكر وعمر، وجاء مع أبي بكر وعمر، وحارب معهم كلهم طبعاً أساتذتنا وأسيادنا لكن أين دور المرأة؟ ألم تكن معه؟ كانت معه في كل مكان، في رحلاته، في حروبه، في سلمه، في حجه، في عمرته، في كل مكان كانت معه عليه الصلاة والسلام.

د. رحابي محمد:
صلى الله عليه وسلم، دكتورة رفيدة؛ حقيقة لم تعرف البشرية ديناً، ولا حضارة اهتمت بالمرأة، واعتنت بها أجمل عناية، وأتم رعاية، وأكمل اهتمام كما فعل الإسلام بتعاليمه، والآن نسمع من فضيلتك قصصاً وأسماء في تاريخ الإسلام والمسلمين، لكن هذه الأسماء سوف تظهر إن شاء الله من خلالك إلى الكتب، ومن خلال البرامج التي تقدمينها، ومن خلال السيرة أو التاريخ الإسلامي، هذه الكتب تتحدث عن المرأة، تتحدث عن مكانتها، عن عظيم منزلتها التي جعلتها بالفعل في مكانة عالية مرموقة القدر.
عندك أبحاث الآن جاهزة للطبع كما أعلم منها: المرأة في ثقافة أهل الكتاب، المرأة العربية قبل الإسلام، دراسة مقارنة عن المرأة بين الإسلام والديانات الأخرى، دور المرأة مع رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، عمل المرأة في الإسلام، هذه الأبحاث وهذه الكتب ما زالت تحت الطبع، والكتب التي طبعت والأبحاث أيضاً تحت التحضير، الآن لماذا يتشدد الفقهاء على المرأة؟

الاهتمام بالمرأة لأن الإسلام أعطاها الحق ورفع من شأنها
الدكتورة رفيدة الحبش:
نعم هذا موضوع شغلني كثيراً بصراحة.

د. رحابي محمد:
نعم الآن سؤالي السيدة الفاضلة رفيدة: لو ذهبنا إلى سؤال: لماذا دكتورة رفيدة اختارت أن تركز جُل اهتمامها، أبحاثها، حلقات دعواتها، رسائلها، أبحاثها مع المرأة؟ هل لأنها وجدت بالفعل أن المرأة لم يكن لها ذكر في المحاضرات العامة؟ لم يكن لها إحياء في الكتب؟ وكما ذكرت أنه دائماً نذكر السيرة، وفيها رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم، صحابة حول الرسول صلى الله عليه وسلم، نحن نعلم أن الإسلام، والمرأة في ظل الإسلام برزت، وأنجزت وأعطاها الإسلام الحقوق الكافية والوافية لتثبت مكانتها، وكانت تاجرة، وكانت ممرضة، وكانت عالمة، وكانت فقيهة، وكانت مفسرة، وكانت محدثة، وشواهد كثيرة في حياتها السياسية والاجتماعية، والعلم والتعليم، ما الذي الآن يدعو الدكتورة رفيدة أن تحيي هذا الأمر من جديد؟

الدكتورة رفيدة الحبش:
والله أولاً: حباً برسول الله صلى الله عليه وسلم، من واجبنا أن نبرز ونبعث من جديد القصص والمواقف العظيمة التي أعطاها للمرأة، وبقيت مغمورة لم يسمع بها أحد، ما هو دفاع عن المرأة، ولا هو حمل راية المرأة، إنما هو دفاع عن الإسلام بصراحة، لأن يتهم الإسلام دائماً بأنه مال إلى الرجل في كفته، في شرائعه، في قوانينه، وظلم كثيراً المرأة.
بالطبع نحن نتحدث كما تحدثت فضيلتك بهذا التقييم بأن الإسلام أعطى المرأة الحق ورفع من شأنها، ونحن نعلم هذا، ولكن كثيراً من المسلمين لا يعلمون هذا، هم يظنون أن الإسلام ظلم المرأة، أو على الأقل فضل الرجل على المرأة في كثير من الأحكام.
لكن دعني أذكرك بحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام جميل جداً، أيضاً ما سمعته من أحد، أنا اكتشفته في دراستي، هو موجود طبعاً، بصراحة فقهاؤنا القدامى درسوا كل شيء، ووضعوا كل شيء، وكتبوا كل شيء، لكن أنا عتبي على من لا يعلم هذه القصص، يبدو بسنوات التخلف بالعالم الإسلامي انسحبت هذه القصص، ودخلت سيطرة الرجل على كل شيء، هذا جعل كثيراً من النساء ينفرن من الإسلام، ينفرن من الإسلام، الإسلام ظلمني، الإسلام أعطى للرجل السيطرة عليّ، الإسلام حرمني من كذا، من كذا، لو نعود إلى كتب هؤلاء العظماء لوجدنا كل هذه المواقف العظيمة للمرأة مع النبي عليه الصلاة والسلام، مثلاً النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح، صحيح مسلم، وبكثير من كتب الحديث يقول روايتين، طبعاً رواية عن جابر، ورواية عن أنس، سيدنا جابر يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم:

{ رأَيتُنِي دَخلْتُ الجنة، فَإِذا أنا بالرُّمَيْصَاءَ امرأةِ أبي طلحةَ، وسمعت خَشَفَة- خشفة أي صوت المشي، خشفة، أو خَشفة يقال باللغتين - وسمعت خَشَفَة فقلت: يا جبريل مَن هذا؟ فقالوا: هذا بلال، ورأيتُ قصرا بفِنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب }

[متفق عليه عن جابر بن عبد الله]

المهم هذا الحديث مشهور جداً، والخطباء كلهم يذكرونه، والدعاة يذكروه، لكن لا يذكرون بداية الحديث، لماذا؟ لا أدري، أنا سمعته يمكن عشر سنوات، أو عشرين سنة من كذا داعية يبدأ ببلال، أن النبي دخل الجنة فسمع خشفة بلال، نعم الحديث له عدة روايات كما قلت لك، رواية عن جابر، هذه الرواية أنه رأى الرميصاء أولاً، وروايتان عن أنس، رواية أنس أنه رأى الرميصاء أولاً، ثم رأى بلالاً، والرواية الأخرى أنه رأى بلال أولاً ثم رأى الرميصاء.
أين هذه؟ لمَ لم تحدثونا عنها؟ هنا أنت عندما تتكلم للمرأة الشابة أو البنت المراهقة أن النبي عليه الصلاة والسلام رآكِ في الجنة قبل أن يرى بلالاً، أو حتى مع بلال، ما اختلفنا هذا قبل، أو هذا قبل، المهم رآكِ في الجنة، إذاً أنتِ يا امرأة سبّاقة إلى الجنة مع النبي عليه الصلاة والسلام، فهذا دعني أسميه تقصيراً في نشر دور المرأة، وهذا ما جعلني أبحث في هذا الباب، وأبعث من جديد هذه المواقف العظيمة للمرأة لتعود- المرأة الآن، والشابة، والفتاة- إلى دورها الريادي كما كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

د. رحابي محمد:
أحسنت، بارك الله بك، ما شاء الله! هذا واجب شرعي، ومطلب ضروري تكريماً للمرأة، تنفيذاً لوصية النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام الطبراني عن مقدام:

{ إن الله يوصيكم بالنساء خيراً، إن الله يوصيكم بالنساء خيراً، فإنهن أمهاتكم وبناتكم وخالاتكم }

[الطبراني عن المقدام بن معدي كرب]

ثم الحديث المعروف فيما رواه الإمام الترمذي:

{ مَنْ كان له ثلاثُ بَنَاتٍ، أو ثَلاثُ أخواتٍ، أو بِنْتانِ، أو أختان، فأحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ واتَّقَى الله فيهنَّ، فله الجنة }

[أبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري]

إذاً بابنا إلى الجنة المرأة، البنت، الزوجة، الأخت، الأم، بالإحسان إليها، بتكريمها، بمعرفة حقوقها.

مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى
[ سورة النحل: 97]

الإسلام جعل العمل الصالح دائماً للإسلام في الأنثى.

مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
[ سورة النحل: 97]

النساء شقائق الرجال كما روى الإمام ابن باز.
نحن نفهم الآن من كلام الدكتورة رفيدة أن المرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، في عهد الصحابة، كان لها دور بارز ومهم في المجتمع حتى في يوم الهجرة، حتى هي التي أوعزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت له: إن الملأ يتآمرون عليك في هذه الليلة فهاجر، طبعاً بأمر الله تعالى.

النساء شقائق الرجال
الدكتورة رفيدة الحبش:
أكيد بأمر من الله تعالى، لكن هي بإيمانها استطاعت أن تصل إلى أعلى المراتب، هذه رقيقة بنت صيفي لأن زوجها من زعماء الكفار، فهي تسمع المؤامرات طبعاً التي تحاك ضد النبي عليه الصلاة والسلام.

د. رحابي محمد:
في خضم ما نعيش الآن من واقع، ومن تحديات كثيرة في المجتمع هذه التحديات تأتي على الرجال والنساء، الآن سؤال للأخت الدكتورة الفاضلة رفيدة: المرأة لها دور في المجتمع، في الأسرة، في التعليم، في التربية، في الإعلام، في كل مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، الآن في ظل الإساءة في الرسومات التي نسمع عنها هنا وهناك، الآن خرجت من فرنسا، أين دور المرأة بشكل خاص؟ وما هو دور المسلمة بشكل عام؟ كأم، كبنت كطالبة، كزوجة، ماذا يمكن أن تفعل وتقدم المرأة ما دام اتفقنا أن لها دوراً دائماً مؤثراً وبارزاً وتقدم إيجابيات، وربما تحدث تغييراً جذرياً في مسار الأسرة والمجتمع والفكر؟ ماذا تقدم لنا الدكتورة رفيدة الآن من نصائح، توجيهات للأخت، وللأخوات اللواتي يسمعن هذه الحلقة تجاه الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم؟ ماذا يمكن أن تفعل المرأة؟

واجبات المرأة
الدكتورة رفيدة الحبش:
صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله، أذكر كتاب إحياء علوم الدين كان يعرض أمراض القلوب التي تصيب الإنسان، فكان يعطي الدواء، وكان كل دواء يبدأ بكلمة: اعلم أن المرأة أولاً واجبها أن تكون عالمة، سفيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنا أدعو كل النساء أن يقرأن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من عدة مصادر، أينما وجدوا يقرأن في سيرة للنبي، قد يكون هناك مواقف للنبي عليه الصلاة والسلام لا تعرفها المرأة، وقد يدخل من هذا الباب أعداء الدين، أعداء المرأة ليحدثوها مثلاً عن سيئ.
أنا تأثرت كثيراً مرة عندما سمعت-عن الغرب طبعاً- قصة النبي صلى الله عليه وسلم وزواجه من صفية بنت حيي بن أخطب، فالفكرة كانت أو الخبر أن النبي احتل خيبر، وقتل كل الناس، وقتل والد صفية وزوجها وكل أهلها، واغتصبها، طبعاً القصة حقيقية، النبي فعلاً قتل كل أهل خيبر، وفعلاً قتل زوجها، وفعلاً قتل والدها، لكن لم يغتصبها، إنما عرض عليها الإسلام، فقالت: دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم وما كان أحد أبغض إليّ منه، قتل أبي، وقومي، وزوجي، قالت: فما زال يعتذر إلي، النبي عليه الصلاة والسلام انظر إلى هذا الخلق العظيم مع المرأة! صفية الآن أسيرة حرب، وكانت قوانين الحرب طبعاً أي أحد غنمه صار عبداً، عبداً له، فمع ذلك النبي عليه الصلاة والسلام ما جعلها عبدة إنما جلس يعتذر منها، ويقول لها: أما إني يا صفية أعتذر إليك لما فعلت بأبيك فإنه في يوم كذا فعل كذا وكذا، وفي يوم كذا قال عني كذا وكذا، وطبعاً حيي بن أخطب هو الذي ألف كل المشركين، وساعدهم على حرب النبي صلى الله عليه وسلم، المهم تقول: وما إن انتهى إلا وهو أحبّ الناس إلى قلبي.
المرأة عندما تقرأ هذه السيرة ويأتي أحد ويروي لها القصة من طريق ثان بشكل سيئ ستفهم الحقيقة، وتستطيع أن تدافع عن النبي عليه الصلاة والسلام.
إذاً أول واجب عند المرأة أن تكون هي عالمة بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام، والواجب الثاني أن تعلم أولادها، وتعليم من حولها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ومواقف النبي عليه الصلاة والسلام، ومواقف النبي مع أعدائه.
طبعاً لا أدري كيف كانت بداية القصة الخبر أشاعوه بسرعة، وقالوا: طالب مسلم قتل معلمه، وهذا الطالب أردوه قتيلاً كيف قتلوه؟ من هو؟ لم يعلنوا ما قصته؟ لماذا قتله؟ هذا شيء غريب! بالغرب المفروض أن يحضروه ويحاكموه ويعرفوا ما هي أبعاده، من خلفه؟ المهم القصة كلها غير صحيحة، وتسلط الإعلام على أن الإسلام دين الإرهاب، بالطبع هذا شيء سيفعله الغرب إلى يوم القيامة، سيؤذون النبي عليه الصلاة والسلام، والنبي كانوا يؤذونه في مكة وفي المدينة، ما تركوا إيذاءه، حتى عبد الله بن أُبي بن سلول كم آذى النبي عليه الصلاة والسلام وهو رئيس المنافقين في المدينة المنورة، وهو يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم بكلامه ويقول: إن رجعنا إلى المدينة لنخرجن الأعز منها الأذل، يقصد أنه هو العزيز والنبي صلى الله عليك يا سيدي أنه الذليل.
إذاً كيف تعامل النبي عليه الصلاة والسلام مع هذا الإيذاء؟ المفروض أن يكون عندنا صبر، وتروّ، واتفاق، واتخاذ مواقف موحدة، أي التسرع في القتل مثلاً إذا كانت القصة صحيحة كما قلت التسرع بقتل من أساء، ومن رسم، وهذا ليس من سنة النبي عليه الصلاة والسلام.

التحلي بالصبر والمعاملة الحسنة مع الطرف الآخر
ذكر تماماً عندما صارت الرسومات المسيئة في الدانمارك، أنا بعد شهر أو شهرين كنت في الدانمارك، فسألت طبعاً أنهم كيف يسيئون إلى نبينا عليه الصلاة والسلام ويرسمونه؟ بالطبع أنا التقيت الرسام، أنا التقيت رئيسة المركز المسيحي، فقالت لي: أنتم لماذا متأثرين ومهتمين كثيراً؟ هو قبل أن يرسم نبيكم محمداً ويستهزئ به كان راسماً سيدنا عيسى، وكنا نعمل مسرحيات عن عيسى، واستهزؤوا بعيسى كثيراً، أي هم للأسف في حرب ضد الأنبياء، حرب ضد الأديان، وبالذات طبعاً إيذاء الصليبيين، الصهيونيين الذين سلطوا الحرب ضد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
المهم علينا أن نتحلى بالصبر، والمعاملة الحسنة تقلب الإنسان، وهكذا فعل نبينا عليه الصلاة والسلام فمعاملته الحسنة قلبت أعداءه إلى أحباب، وتحمل النبي عليه الصلاة والسلام، أبو سفيان حارب النبي عشرين سنة، وصهيب بن عمرو حارب النبي عشرين سنة، وصفوان بن أمية، هؤلاء الزعماء بعد عشرين سنة دخلوا الحمد لله في الإسلام، وأبلوا بلاء حسناً.
المعاملة الحسنة طبعاً أتذكر صديقتي إيفون ريدلي، هي صحفية بريطانية انشهرت كثيراً، طبعاً هي كانت بحرب أفغانستان تغطي الحرب، كانت صحفية، فأُسرت من جماعة طالبان أسروها في أفغانستان، فخلال الأسر وهي صبية وشابة تحدثت بعد أن خرجت أنهم كانوا يعاملونها معاملة حسنة جداً، رأت منهم معاملة حسنة، لم يؤذ أحد، لم يهنها أحد بكلمة، لم يدخل عليها إلا النساء، عندما تريد طعاماً أو أي شيء تأتي النساء ويدخلن لها ما تريد، كان فقط يدخل عليها هذا الزعيم الرجل من أجل أن يدعوها للإسلام، يحدثها عن الدين، يحدثها عن الإسلام وهو ينظر إلى الأرض، قالت: ما نظر إليّ أبداً، وبالطبع هي لا علاقة لها بشيء، لا تريد الإسلام ولا أي دين، هي تريد أن تخرج وتتحرر، فآخر شيء قال لها: أعطيكِ حريتك وأطلقك بشرط وهو أن تقرئي القرآن، وأنا سأعطيكِ هدية وهي عبارة عن قرآن مترجم إنكليزي، فقط اقرئيه، قالت له: سأقرأ، وأخذت القرآن وخرجت من الأسر، ردوها إلى بريطانيا، عندما وصلت قالت: لا أريد أن اقرأ، ولا أريد الإسلام، ولا أريد أي شيء، ونسيت الموضوع، لكن كل فترة يخطر ببالها تقول: أنا وعدت الرجل، ويجب أن أفي بوعدي، فبعد سنة فتحت القرآن وبدأت تقرأ فيه، فلما قرأت رأت مكانة المرأة، رأت دين الإسلام، رأت دعوة السلام فأسلمت، وتحجبت، وهي معنا بالاتحاد النسائي الإسلامي العالمي، نسأل الله أن يثبتها وينصرها.
هكذا تعامل من حولك، بالطبع الآن ندعو إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، أنا مع هذه المقاطعة أكيد، طبعاً نصبر، نتحمل الأذى، ولكن نفعل شيئاً نستطيعه كأفراد، وشعوب، لا نستطيع أن نصل إلى الرسام، ولا نصل إلى غيره، لكن أنا أرجع وأؤكد أن المعاملة الحسنة قد تقلب الموازين، بل الذي أنتج فيلم الإساءة للنبي عليه الصلاة والسلام الهولندي فيما بعد أسلم، هو دخل في الإسلام، وابنه دخل في الإسلام، نحن هذا ما نريده، كان شيخنا رحمة الله عليه كان يقول دائماً: يا بني نحن لا نريد أن نقتل الكافر، نريد أن نقتل الكفر في قلب الكافر، إذا وصلنا إلى ذلك بأية وسيلة ممكن، فهذا دور المرأة.

د. رحابي محمد:
بارك الله بك دكتورة رفيدة؛ نلخص هذه الكلمات المهمة في دور المرأة اليوم في خضم التحديات الكبيرة التي يمر بها المجتمع المسلم بشكل عام، أن تأتي الأم، الأخت، الطالبة، المراهقة، إلى دراسة سيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام، يتعرفن عليه، يقرأن حديثه، أن يكن قادرات على معرفته أكثر، ويحببنه أكثر، فيكن قادرات على تطبيق سنته، أن يعشن حياته صلى الله عليه وسلم ثم ينقلن هذه المعلومات، هذه الحضارة الراقية، والجمال النبوي إلى من حولهم من طلاب من غير ذلك.
الأمر الثاني؛ المعاملة الحسنة.
الأمر الذي يعزينا دكتورة رفيدة أن النبي صلى الله عليه وسلم تكفل الله عز وجل به، أي:

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ
[ سورة الكوثر: 1 ـ 2 ـ 3]

ثم إن الله عز وجل قال :

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً * وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً
[ سورة الأحزاب: 45 ـ 48]

الله عز وجل هو وكيله، وهو حسيبه، وهو يتولى المؤمنين.

الله ولي المؤمنين
الدكتورة رفيدة الحبش:
حتى لو سمحت لي، الله وكيل سيدنا محمد النبي عليه الصلاة والسلام، ووكيل الإسلام، الإسلام ماشٍ، وماضٍ، ومنتصر، لاحظ بدأ النبي صلى الله عليه وسلم واحداً، ومن يوم بدأ الإسلام إلى اليوم لم يسجل أي تراجع في أعداد من دخل في الإسلام، دائماً دائماً في ازدياد.

يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
[ سورة التوبة: 32]

والآية العظيمة التي نحن نتمثل فيها الآن فيها هكذا مواقف، بالطبع هم هدفهم أن يؤذونا ولكن قال تعالى:

وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ
[ سورة النساء: 140]

هذه الآية ما نزلت بمكة، وما نزلت للمشركين الكافرين، ولا عندما كان المستضعفون في مكة، لا، هذه من سورة النساء، وهذه من أواخر ما نزل، أي كان للمسلمين دولة، وقوة، وقوة عسكرية، وقوة اقتصادية، وكل مقومات الدولة كانت موجودة عند المسلمين، ومع ذلك الله عز وجل أمرهم بالحسنى، وأمرهم أن يعرضوا عن هؤلاء، وإذا خاضوا بحديث آخر يقوموا معهم، لا مانع.

خاتمة وتوديع
د. رحابي محمد:
بارك الله بكِ دكتورة رفيدة؛ الحديث جميل في الحديث عن دور المرأة ومنزلتها الكبيرة في الإسلام، وضرورة إعادة إحياء مكانتها ومنزلتها لتقوم بدورها الذي وضعه الله لها في كتابه، وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
لا يسعني إلا أن أتوجه إليك بالشكر الجزيل لهذه الكلمات المهمة، ونرجو الله تعالى أن يكتب بها الخير والنفع والصلاح، جزاك الله خيراً دكتورة رفيدة.

الدكتورة رفيدة الحبش:
جزاك الله كل خير، وشكراً لك على هذه الاستضافة، نفع الله تعالى بك وبصفحتك من المسلمين والمسلمات، السلام عليكم ورحمة الله.

د. رحابي محمد:
شكراً أخواني وأخواتي للمتابعة، وإلى اللقاء إن شاء الله تعالى في لقاء جديد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته