الدراسات العليا في الأداء القرآني بين المشيخة والأكاديمية مع الشيخ علي الغزاوي

  • 2020-11-12

الدراسات العليا في الأداء القرآني بين المشيخة والأكاديمية مع الشيخ علي الغزاوي


مقدمة :
بسم الله الرحمن الرحيم؛ الحمدُ للهِ ربِ العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ اللهم عَلّمنا ما يَنفَعُنا وانْفَعنا بما عَلّمتنا وزِدنا عِلماً وعَملاً وإخلاصاً يا ربَ العالمين، حياكم الله فضيلة الشيخ الدكتور علي الغزاوي، السلام عليكم.

الشيخ علي الغزاوي:
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته دكتورنا الفاضل دكتور رحابي .

د. رحابي محمد:
يا مرحباً أخي الحبيب؛ نحن في لقاءٍ حيٍّ ومباشرٍ الآن مع أحبابِنا وأَصدقائِنا على الصفحة وطُلابنا في الدراسات العُليا في الأداء القرآني، وعنوان اللقاء إن شاء الله: بين المشيخة والأكاديمية.. كيف تكون الدراسات العُليا في الأداء القرآني بين المشيخة والأكاديمية؟ سنُجيب عن بعض الأسئلة إن شاء الله تعالى، والأسئلة التي تَرِدُنا بعد قليل من المُتابعين إن شاء الله والطُلاب والمُهتمين في الدراسات العُليا في الأداء القرآني، ونَتَناول بعض الدُرر الطيبة المباركة من فَضيلتُكم إن شاء الله تعالى شيخ علي.
سيدنا الحبيب شيخ علي الغزاوي بَارك الله بكُم وأَحسن الله إليكم وجزاكم الله عنا كُلَ خَير، أنتم ذو خِبرةٍ طَيبةٍ ما شاء الله في العمل مع القرآن الكريم في المُسابقات القرآنية في خِدمة القرآن الكريم تلاوةً، وتجويداً، شيخ القُرّاء في البِقاع، ومدارس البِقاع، أزهر البِقاع، هل تُحدثوننا بعض الشيء ولو لدقائق قليلة عن أهمية الإجازة القرآنية، والإتقان في الأداء القرآني.

أهمية الإسناد لأهل القرآن الكريم:
الشيخ علي الغزاوي:
بسم الله الرحمن الرحيم؛ الحمدُ لله، والصلاة والسلامُ على سيدنا محمد رسول الله؛ يُسعدنا أن نَكون مع أهل القرآن في هذا اللقاء، عبر أهل القرآن فضيلة الدكتور الشيخ رحابي، وأن يصِلَنا بأهلِ القرآن عبر هذه الوسيلة التواصلية لِتَتسعَ هذه الروضة القرآنية، ورَوضة العلم التي يقول فيها النبي عليه الصلاة والسلام:

{ إذا مَرَرتُمْ بِرياضِ الجَنةِ فارتعوا، قيل: يا رسولَ اللهِ وما هي رياضُ الجنةِ؟ قال حِلَق العلم وفي رواية حلَقُ الذِكرْ }

[ رواه الترمذي وأحمد وأبو يعلى]

فأن نكون في هذه الروضة التي عمّت ولم تَكن خاصةً في أرضٍ وكأن الأرضَ كُلها هي بين يديّ أهل القرآن لِنكونَ معاً في هذا اللقاء، إنَّ الله عز وجل أَكرمَ هذهِ الأُمة بشيءٍ لم يَكُن في الأُمم السابقة، ألا وهو الإسناد، وإن الإسناد من الدين ويقول سُفيان:
(لولا الإسناد لقال من شَاء ما شَاء)، ولذلك مَكّنَ الله تعالى هذا الدين من حيثُ وجودهُ في قُلوبِ الناس كما أن لهذا الدين نَسَباً، ولذلك نَعتبِرُ أن الإسناد هو النَسَب الذي يَتصل من خِلالهِ طَالبُ العِلمِ بِمَن أَسندَ إليهِ العِلم، ولذلك عندما يُسنِدُ طَالبُ العلم إلى من تلقّى عنه هذا يعني الإسناد، بمعنى أني أَروي عن من تَلقيتُ عنهُ العلم، فإذا كان هذا الذي أَخذتُ عنه العلم مُعتبَراً بين العُلماء، وإذا كان قويَّ الحُجة، قويَّ الدين، قويَّ الحافظة، قويَّ البُرهان في كَلامهِ كان ثِقةً عند الناس، وكان ثِقةً من حيثُ الأَخذ، ومن حَيثُ العَطاء، ولذلك يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام لابن عمر:

{ يا ابنَ عُمر! دينُك دينُك، إنَّما هو لحمُكَ و دمُكَ، فانظُر عمَّن تأخذُ، خُذ عنِ الَّذينَ استَقاموا، و لا تأخُذ عن الَّذينَ مالوا }

[ نقله الألباني في السلسلة الضعيفة]

ولذلك كان سَلفُنا يَتفحّصونَ من يَأخذون عنهم، وكذلك كان هُناك تَفَحّصٌ عن من يَأَخذُ عنهُم أيضاً، يعني كانوا يبحثون عن الإسناد من حيثُ الأَخذ، وكانوا كَذلك يَرونَ كيف يُعطونَ هذا الدين كما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام:

{ يحمِلُ هذا العلمَ من كُلِّ خلَفٍ عدولُه ينفونَ عنهُ تحريفَ الغالينَ وأنت حالَ المبطلينَ وتأويلَ الجاهلينَ }

[رواه البيهقي]

وإن العدالةَ هي المُعتبَرة في الإسناد، ولذلك أَكرمَ الله تعالى أهل القرآن خاصةً وأهل الشَريعة عامةً بهذه الأسانيد التي مازِلنا بحمد الله سبحانه وتعالى نَفخرُ بها بين الأُمم، أننا نروي عُلومَنا بالأسانيد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك إذا أَردنا أن نعرِفَ نَسب إنسانٍ في العلم نَنظُر إلى إسناده، وعن مَن أَخَذ عنه هذا العِلم، ومن هُنا كان الإسناد له تلك الميزةُ، التي كانت جزءاً من حِفظ الله سبحانه وتعالى لِكتابه:

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)
[ سورة الحجر]

وإن من حِفْظِ الله تعالى لهذا الكتاب كما مَكّنهُ في الصِدور، مَكّنهُ أيضاً من خلال هذا الإسناد الذي شَرُفَ أهل القرآن به خاصةً، وشَرُفَ عُلماء الشريعة به عامةً، ولكن بِحَمد الله بَقي هذا الإسناد في أهل القرآنِ خاصةً وفي أهلِ الحديث، في أهل السُنّة خاصةً أيضاً، وإن كان هُناك نَظرةٌ أكاديميةٌ لبقيةِ العلوم ولكن بَقي القرآن الكريم والسُنّة الشريفةُ المُطهرة، يأخُذها طالبُ العِلمِ عن شيخهِ بالإسناد، وأن يُضاف إلى الإسناد ما تَسعَون، وما تُمَكنون من خلاله أهل القرآن أن يجمعوا بين الأكاديميةِ والمشيخة، فهذا شيءٌ يُضافُ إلى خير، فخيرٌ يُضافُ إلى خيرٍ بإذن الله سبحانه وتعالى، والله تعالى شَرّفَ هذه الأُمة بهذا القرآن الكريم، وأهل القرآن هُم أهلُ اللهِ وخَاصتهُ، وإذا كان من حَمَلَ القرآن لا يُمكِن أن يكون شَقياً في مكانٍ ما، فإن الشَهادةَ وإن الدَرجةَ العلمية تَجعلهُ سَعيداً بين الناس وربُنا عز وجل قال:

طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ القرآن لِتَشْقَى (2)
[سورة طه]

فإذا كان الناسُ يَبحثونَ عن السعادة، ومن السعادةِ الإسناد، ومن السعادةِ أن يَنالَ طالبُ الإسناد ومَن معهُ الإسناد أن ينال درجةً علمية، لأن من حَفِظَ مسألةً من العلوم وبَحَث فيها وكَتَبَ فيها بَحثاً لا يُمكن أن يكون أعلى شأناً من أهل القرآن الكريم، فأهلُ القرآن الذينَ هُم أهلُ الله وخاصتهُ هُم الذينَ تَميَّزوا بالإسناد، وأن يُضافُ إلى الإسناد شهادةٌ كان ذلك مِن ما يُسعدُ طالبُ العِلم، ويُسعِدُ حَملةَ القرآن.

د. رحابي محمد:
أحسنتُم؛ باركَ الله فيكُم، إذاً إلى جانب الإسناد المَشيخي الشهادة الأكاديمية التي تُسعِد حامل القرآن، وأهلُ القرآن الذينَ هُم أهلُ اللهِ وخاصتهُ، فالدراسات العُليا في الأداء القُرآني شيخَنا الحبيب شيخ علي جزاك الله خيراً، أوضحتَ لنا أهمية الإسناد، وأن الأُمة تَميزت بالإسناد وقِراءةِ القرآن مُشافهةً إلى رسول الله صلى لله عليه وسلم إلى سيدنا جبريل عليه السلام عن رب العِزة جل جلاله، إذاً الماجستير والدكتوراه في الأداء القرآني لنجمَع بين الأكاديمية وبين المشيخية احتراماً لأهلِ القرآن الكريم وتَكريماً لهُم أيضاً، وتقديراً لِما يقومون به من جُهد، فيأتي العمل الأكاديمي الدراسة الأكاديمية، الاختبار الأكاديمي، ليوضّح لِهذا الطالب، أو لِهذا الشيخ المُجاز أَنه بِاستِحقاقٍ يَستحق هذه الشهادة العُليا في الأداء القرآني.
شيخنا رُبما أنا أذكر بعضَ الشيء الآن في قضية أهمية الشهادة الأكاديمية العُليا لأهل القرآن الكريم، نحنُ الآن في عَصرِ الشهادات، عصر المُسميات، عَصر الأوصاف التي تُوصف بها الأشخاص ومَناصِبهُم وأَعمالَهُم، فأهلُ القرآن الكريم كَأئِمة، عُلماء، حُفّاظ، مُجازين، مُتقِنين، مُعلّمين للقرآن الكريم أخذوا القرآن الكريم بالسَند المُتصل عن النبي صلى الله عليه وسلم، تَأتي الشهادة الأكاديمية والله أعلم كما نحنُ نرى في الدراسات العُليا في الأداء القرآني، وكما رأتْ الجامعة، رأت أن هذهِ لها أهميةٌ خُصوصاً في هَذهِ الأوقات، وفي هذا الزمان، وكثيرٌ مِن الطُلاب الذين يَحصِلون على الشهادة الأكاديمية إلى جانب إجازاتهم القرآنية تُفَتَّح لهم رُبما أبواباً كثيرةً مِن العمل، ورُبما أبوابٌ كثيرةٌ مِن الخير بسبب أن الآن الناس يَنظرون إلى الشهادات الأكاديمية بِعين الاعتِبار، فالشهادة لها أهمية.
مُمكن أيضاً أن نأخُذ دقائق دكتور علي عن أهمية الشهادة الأكاديمية العُليا لأهل القرآن الكريم خُصوصاً الذينَ هُم أهلُ الله وخاصته.

أهمية الشهادة الأكاديمية العُليا لأهل القرآن الكريم:
الشيخ علي الغزاوي:
لاشَكْ دكتور رحابي كَما بدأتُم، وكما بدأنا، وكما بدءَ كُلُ حافِظٍ لكِتاب الله انطلاقتهُ تَبدأُ مِن الشيخ، الشهادات الأكاديمية هي ليست بديلة عن مُجالسةِ المشايخ، وعن الأسانيد، إنَما الشهادات العلمية تأتي في مَرحلةٍ ثانيةٍ بعد أن يَنطلقَ طالبُ العِلم مِن مُجالسةِ شَيخه، ومِن الإسناد مِن شَيخه عِند ذلك لابُدَ مِن إكرام هذا الحافِظ لكتاب الله سبحانه وتعالى، فكما سَعيُهُ عبرَ الجامعات لينالَ تِلكَ المُسمَّيات الأكاديمية التي تَفضّلتُم عنها، وكان في ذلك الوقت طالبُ العِلم، وطَالبُ الإسناد القرآني كان في هذا الوقت يُجالسُ شَيخهُ وأَشياخهُ، حتى يُسنَد إليهِ القرآن، وحتى يَأخُذَ الإسناد من شَيخهِ بالسند المُتصل إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، فَمِثلُ هؤلاء إذا كانت هُناك بعضُ المَواطن، وبعضُ المَجالس العِلمية لا تَقبَلُ إلا صاحِب شهادةٍ علميةٍ أن يُعطيَ مِن خِلالها، فإذا لم يكُن هُناك شهاداتٌ عِلميةٌ لأهلِ القرآن لرُبما يُنحّى أهلُ القرآنِ عن أماكن يَنبغي أن يكونوا فيها دُعاةً، مُسلمين.
ثُم أقول هُناك الجو الذي يُسمى بالمشيخي، بمعنى أن أُجالسَ الشَيخ وأن آخُذ مِنهُ وهذه هي اِنطلاقة أهل القرآن، ثم بعد ذلك يأتي ما يُسمّى بالأكاديمية، وبالرُّتب العلمية والتي تَصُوغُ طَاِلبُ العِلم ليَنتَقِل مِن الإسناد عَبرَ شخصٍ إلى الإسناد عبر أُمَة، ولذلك في الجامعات ليسَ فردٌ يَصوغُ الفردَ، إنما مجموعةٌ تَصوغُ الفرد، بالإسناد هُناك فردٌ صَاغَ فرداً، فأعطى هذا الفردُ هذا الإسناد لِمَنْ وَثِقَ بِدِينِهِ، ووَثِقَ بعقيدته، وهذا بالحقيقة لرُبما لا يهتمُّ بهِ الأكاديميون، فمَن وَثِقَ بِدِينهِ طالبُ العِلم، ووَثِقَ بأخلاقهِ، ووَثِقَ بِعقيدتهِ، ووَثِقَ بِسلوكهِ، إذا بهِ يُسنِد له ذلك الحبل الذي امتدَّ من رسول الله عليه الصلاة والسلام إليه ليقول لهُ أنتَ تُمسِك بهذا الحبل وبِاستِطاعتِكْ أن تُعطيه غيرَك، وأما المؤسَسات العلمية التي هي مَوجودةٌ اليوم، وهي واقع، ليست فرداً يَصوغُ فرداً، إنما مجموعةٌ مِن أهل الاختِصاص، هذا يَختص مَثلاً بعِلم الأَلسنة، وهذا مُختصٌ مثلاً لرُبما بالُلغةِ العربية، وهذا مختصٌ بعِلم التفسير، وهذا مختصٌ بعلومِ القرآن، وهذا مختصٌ بالأسانيد، وهذا مختصٌ كذا.. فيجتمعُ هؤلاء بِكُلِّيتهم حتى يَصوغوا هذا الفرد فَينتقل الفرد من الفكر الفردي إلى الفكر الجَماعي، وإلى الفكر المؤسَساتي، وإلى أن يَنظُرَ إلى إعطاء أُمةٍ بَدل أن يُعطي فرداً، ولذلك نقولُ إن مُجالسة المشايخ هي الأساس التي من خِلالها يَنطلقُ طالبُ العِلم، فإذا ما انتهى بفردٍ يُجالسُ فرداً، سَتبقى الفرديةُ من خلالِ ذَلكَ العَطاء، أمّا لو تَحول هذا الفرد من الانطلاقةِ إلى أن يَتسع أُفقُ أخذهِ مِن المؤسَساتِ العلمية فعِند ذلك يجمعُ الخيرين، فينطَلقُ من الإسناد ليصلَ إلى الأكاديمية، فيجمعَ بين الخيرين وكأنهُ أخَذ َالإسنادَ عبر الشيخ، وأخَذ مُخاطبة الأُمة عَبَر الأكاديمية.

د. رحابي محمد:
الله يفتح عليك؛ كلامٌ جميلٌ جداً، وكلامٌ نَفيسٌ، أهلُ القرآن الكريم هُم أولى بالشهادات وخاصةً في مُجتمعات رُبما الكثير من هذه المُجتمعات لا تُعير الإجَازة المَشيخية الإسنادية تِلك الأهمية اللائِقة بها، والآن نحنُ ننتقل من إسناد مَسجد إلى إسناد أُمة، إلى شيءٍ أكاديميٍّ علميٍّ، جزاكَ الله خير وأحسنَ الله واليك دكتور علي لهذا الكلمات الطيبة، ونحن نُبشّر أهل القرآن، وإخواننا، وطُلابَنا أن الدِراسات العُليا في إتقان الأداء القرآني لمّا تَمنحك هَذهِ الشَهادة تَمنحك باستحقاق، وليس فقط إذا قدَّمت إجازتك، يعني الآن مُمكن أن يسأل أخٌ أو أختٌ ما هو الطريق لِأُقدّم وأَحصُل على شهادةٍ أكاديميةٍ من الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية؟ أولاً الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية القائمون عليها ليس جون وطوني و.. القائمون عليها عُلماءٌ مُؤهلون لإدارة العَمل الأكاديمي، ولإدارة العَمل المؤسَساتي، هُم مَشايخ، اللجنة القائمة في الأداء القرآني عُلماء قِراءة وقِراءات أيضاً، ومُجازين من عُلماءٍ معروفين على مستوى العالم الإسلامي، يَتقدم الطالب أو الطالبة أولاً بشهادةٍ جامعيةٍ من أي اختصاصٍ كان، مادامت تحمل شهادةً جامعيةً حتى تكون مُؤهلة للدراسات العُليا فلابُد من تقديم شهادةٍ جامعيةٍ بأي اختصاص ثم التَقدم بإجازةٍ قُرآنية، هذه الإجازة القرآنية تعطينا..

شرط قبول التسجيل في الدراسات العُليا:
الشيخ علي الغزاوي:
الشهادة الجامعية مع الإجازة القرآنية.

د. رحابي محمد:
نعم الشهادة الجامعية مع الإجازة القرآنية هذا شرطٌ لقبول التسجيل في الدراسات العُليا، لِماذا؟ أولا بالنسبة للشهادة الجامعية حتى تكون مُؤهِلةً للدراسات العُليا، فلا دِراسات عُليا بدون شَهادةٍ جامعية هذه أولاً، رقم اثنان الشهادة القرآنية، أو الإجازة القرآنية حتى نَتأكد أن هذا الأخ أو هذه الأُخت قد قَرأتْ القُرآن الكريم وأَتقنت تِلاوته وأَداءهُ فيما سَبق، رُبما قبل عشر سنوات، عشرين سنة، قبل سنتين ثلاثة، ولكن الآن تأتي إلى المِحَك، إلى الاختبار، ونُعطيهم المُقررات في الماجستير، والمُقررات في الدُكتوراه، نَقول لهُم اقرؤوا راجِعوا ، كَرِروا هذه المَحفوظات، هذه المُقررات التَجويدية النَظرية والعَملية، يعني القرآن الكريم رِوايةً ودِرَايةً، نظرياً وعَملياً، فَيدخُل الطالب وهو معهُ هذه، نَطلبُ أحياناً شهادة تزكية تَوصية من أحد العُلماء، نَطلبُ السيرة الذاتية، نَطلبُ كَشف الدَرجات، فقط للتَوثيق، وليكون عِندنا قُيود لِكُل طالب، لكن أهم شيءٍ الشَهادة القرآنية أنَ هذا الطالب قد أدى تِلاوة القرآن، سَواء كان حِفظاً، أو غَيباً، أدى تِلاوتهُ كما يَجب، أدى قِراءتهُ كما يَجب، عَرفَ الوقوف وعَرفَ الإبتداء، عَرَفَ مَخارج الحروف، بعد ذلك نَتأكد أكاديمياً كَجامِعة أَننا أَعطينا هذا الطالب شَهادةً وهو في مُستوىً عالٍ جداً مِن الضَبط النَظري والإتْقان العَملي، ماذا يَحدُث؟ يكون هذا الطالب الخريج حَامل الشهادة العُليا في الدراسات في الأداء القرآني مَرجِعاً مَوثوقاً في عِلم التَجويد، في عِلم الأداء القرآني، طبعاً ضِمن إطار التَخصُص العِلمي الأكاديمي المُعاصر، ولا نَتَجاهل الإسناد المَشيخي بل يكون حسب أُصول الإقراء والإسناد المَشيخي المُعتَبر، نضع كُلَ ذلك في بيئةٍ عِلميةٍ تَخصُصيةٍ مُدرِكةٍ للواقع، مُتفهِّمةٍ لآفاق المُستقبل، وتُلبّي احتياجات كثيرٍ مِن الإخوة والأخوات، فهذه رُبما إجابةٌ سريعةٌ لسؤال لماذا الدراسات العُليا في الأداء القرآني؟ وكيف يُمكن أن نَدخُل؟ بكُلِّ بَساطةٍ المَوقع الإلكتروني للجامِعة، التسجيل إلكترونيا، يَسأل سؤال ما هي شروط الانتساب لماجستير الأداء القرآني؟ وهل يوجد برنامج بكالوريوس في الأداء القرآني؟
سؤال جيد، شروط الانتساب للماجستير الأداء القرآني كما ذَكرت آنفاً؛ شَهادةٌ جامعيةٌ في أي تَخصُصٍ كان، وشَهادةٌ أو إجازةٌ قرآنية، هذا بالنسبةِ للماجستير، أما للبكالوريوس في الأداء القرآني لا يوجد الآن عندنا بكالوريوس في الأداء القرآني، لمْ نَفتح هذا القسم بعد، أو لا نُفكّر في المَرحلة الحالية في فَتح بَكالوريوس في الأداء القرآني، وإنما عندنا بَكالوريوس في الدِراسات الإسلامية، بَكالوريوس فقه وأصول، بَكالوريوس لُغة عربية، بَكالوريوس اقتصاد إسلامي، وغير ذلك مَوجودٌ على موقع الجامِعة، ولكن نحنُ اليوم في قَضية الدراسات العُليا في الأداء القرآني، وهذا هو رُبما سَبَق، أو رُبما عملٌ رائدٌ قُمنا به بفضل الله تعالى، ونسأل الله تعالى أن يَكتُب فيه الخير والتَوفيق والنَجاح والسَداد لنا ولكُل من يَنتسب إلى هذا البرنامج، ويَجد فيه إن شاء الله الخير الديني والدُنيوي له في الدُنيا والآخرة إن شاء الله تعالى، تَفضل دكتور علي إذا عند تعليق.

الشيخ علي الغزاوي:
نعم دكتور رحابي؛ أنا أُريد أن أُؤكد على أن الشهادة بالأصل إنما تكونُ في حال أخذَ القرآن تلاوةً، أو حَفِظَ ولم يُتقن، مُمكن أن يأُخذ إفادةً أو شهادة، وهذا من خِلال لقائي بكثيرٍ من أهل القرآن وهو مُعتمدٌ عِندنا في لبنان، وكذلك ما سمِعناهُ عن شَيخنا الشيخ كرّيم راجح، شيخ القُرّاء في عصِرنا أَمدَّ الله في عُمره، كان لا يُجيز الإجازة إلا بالحِفظِ والإتقان، يعني أن يُحسن التلاوة يَأخُذ إفادةً أو شهادة، إذا قرأَ القرآن الكريم نظراً يأخُذُ شهادةً أو إفادة، أمَّا الإجازة فإنما تَكونُ لِمَن أَتقنَ القرآن الكريم حِفظاً وأداءً، فَحَفِظ َالقرآن كُلهُ عن ظَهرِ قَلب، واستطاعَ مع الحِفظِ أن يُتقن الأداء، فعند ذلك من حَقِّهِ أن يَأخُذَ إجازةً من شَيخه، ولذلك من أَخذَ الإجازة الأصلُ فيهِ أن يكون حافِظاً مُتقِناً، عند ذلك يُجاز، والآن أنتم وَضَعتُم هذا الشَرط من أجل الدُخول إلى الدراسات العُليا في الأداء القرآني، معنى ذلك لن يَستطيع حتى وإن كان طالب عِلم شَريعة أن يَدخُلَ في هذا المجال لأنه لَمْ يُسنَد إليه القرآن، كان من أُسندَ إليه القرآن لا يستطيع أن يُتابع هذه الدراسات، فأنتُم الآن فَتحتُم لَهم مَجالاً، وهذا المَجال هو خَاصٌ بِأهلِ القرآن، بمعنى أن أهلَ القرآن يَستطيعون من خِلالِ حِفظِهم ومن خِلال إسنادهِم الذي مَلكوهُ من شَيخهم، بالإضافة إلى الشهادةِ الجامعية في أي عِلمٍ كان أن يَدخُل إلى هذا الفرع الذي هو الأداء القرآني في الدراسات العُليا، أليس كذلك دكتور رحابي؟

د. رحابي محمد:
نعم تماماً هكذا قَامت فِكرة هذا البَرنامج: الدِراسات العُليا في الأداء القرآني، أن نَجمع بين الإسناد المَشيخي المُعتبر مع الشهادة الأكاديمية المُعاصِرة، ويَكون للخريجين مَكانَةٌ مُعتَبَرةٌ في المُجتمع، مَكانةٌ لائقةٌ في المُجتمع وفي الجَالية وفي المَركز الإسلامي أو المَسجد الذي يَعمل بِه إذا كان في الغَرب، أو إذا كان في الشرق أيضاً، يكون له مَنصبٌ وعَملٌ ومَكانةٌ تَليقُ به كأهلِ القرآن الكريم.
كما تَعلم شيخنا الآن أصبحت الأمور تخصُصية، يعني في العَين، الأنف، الأُذن، الحُنجرة، هناك تخصُصٌ دقيقٌ في أجزاءٍ بَسيطةٍ جداً في العين، في أجزاءٍ دقيقةٍ جداً في الإذن، الآن عِلم التَجويد عِلمٌ تَخَصُصيٌّ من ضمن الدراسات الإسلامية، عِندنا فقه وأُصول الفقه، والفقه عِندنا التَخصُص في المَذهب الشافعي أو الحنفي أو المالكي أو الحنبلي.

الشيخ علي الغزاوي:
أحياناً أُطروحة المَاجستير أو أُطروحة الدُكتوراه هي عنوان مَسألة في بِدايتها، مَسألة ثم وسَعّها طالبُ العِلم حتى جَعلها أُطروحةً، هو يَبحث في عنوانٍ وهذا العنوان كان لِمسألة.

د. رحابي محمد:
نعم ولذلك في الماجستير، ماجستير الأداء القرآني والدكتوراه، عِندنا بَحثٌ مَطلوبٌ لإتمام الأداء القرآني حتى تُصبح الأمور كُلها أكاديمية بمعنى الكَلِمة، وساعاتٌ أكاديميةٌ مُعتمدة، يعني مثلاً ساعات الماجستير خمسٌ وأربعون ساعةً أكاديمية، والدكتوراه أيضاً خمسون ساعةً أكاديميةً تقريبا،ً بِمُقررات يَدرسُها الطالب ويَزيد عليها ليسَ فقط خمسون ساعة، رُبما يَزيد عليها مِئةً أو مئتي ساعة تَدريبٍ ودِراسةٍ ومُراجَعة، بالنسبة للبحث يُطلَب منهُ إعداد بَحثٍ أكاديميٍّ موثقٍ يكون فيه فَائدةٌ لأهل القرآن، كَتعليم التَجويد، طُرق وأساليب تَعليم التِلاوة، طُرق وأساليب مثل مَهارات مُعلّم القرآن الكريم بطريقةٍ جديدة، و بطريقةٍ بحثيةٍ جديدةٍ تُقَدَم كَبحثٍ يَستكمل فيه دِراستهُ وحُصولَهُ على الماجستير أو الدكتوراه، حتى الآن نحنُ نرى الأمور طَيبة وعِندنا ما شاء الله نَماذجٌ أخذوا الشَهادة وحَصلوا عليها بعد اختباراتٍ وجَلسات مُناقشة، ثم أَكرمهُم الله عز وجل بأشياءٍ طَيبةٍ جداً في مُجتمعِهم، في أَعمالِهم، في وَظيفتهم، بناءً على ما حَصلوا عليه من شَهادةٍ أكاديمية، وكانوا من قَبل يَحمِلون الإجازة، وكانوا من قَبل يَحمِلون السَند، وسَنوات، لكن سُبحان الله؛ مع وجود الشهادة الأكاديمية، وجود الشهادة الجامعية، الدِراسات العُليا في الأداء القرآني، تَفتَّحت لَهُم آفاقٌ جَديدة.
بالمُناسبة أنا أُريد أن أؤكّد أن الشهادة التي تُمنح اسمُها شهادة الدراسات العُليا الدكتوراه أو الماجستير في الأداء القرآني، وليسَ في الشريعة، أو في الدِراسات الإسلامية، أو في الفقه، إنما هي في الأداء القرآني حتى لا يكون هناك تَلبيسٌ أو لَبسٌ لأحد، فلا نَسمح لأحد من الطُلاب أن يَقول معي دكتوراه! بِماذا؟ بالدراسات الإسلامية! لا أنت ليس معك دكتوراه في الدراسات الإسلامية، أنت معك دكتوراه في التَجويد، في الأداء القرآني، في إتقان الأداء، ونحن كذلك نَضع هذه الكلمة أو العنوان واضحاً في الشهادة.
بالنسبة للتَوثيقات، تَوثيقاتنا فقط من الخارجية الأمريكية حالياً، رُبما من يَسأل أسئلةً أُخرى في الإخوة المُتابعين، يسأل أي شيء ونحنُ هُنا حتى نُجيب إن شاء الله تعالى على أسئلتكُم.
نعم سيدنا الشيخ.

الشيخ علي الغزاوي:
اليوم مَولانا دكتور رحابي لم يَعُد هُناك شَيءٌ من الفَرديةِ في أيِّ عَمل، سَواء كان من المؤسَسات الاجتماعية أو المُؤسَسات القَضائية مُؤسسات الحُكم، حتى المؤسسات التِجارية، صار هُناك عَولَمةٌ تجارية! وهُناك مُؤسَساتٌ اجتماعية، لا شكْ بأن أي عنوانٍ من عَناوين شَريعتنا الغَرّاء ينبغي أن يَتحوَّل كل عنوانٍ إلى مؤسَسة، يعني مثلاً عِندنا مُؤسسة حِفظِ الجِوار، عِندنا مُؤسسة رِعاية الكَبير، رِعاية الصَغير، رِعاية اليَتيم، المُؤسَسات الوقْفية لمُتابعة المَساجد هذه عناوين، وكذلك من العناوين الفردية في شَريعتنا الإسناد، ومِن العناوين أيضاً الحِفظ والأداء، وهذا لا بُد أن يَتحولَ مِن العمل الفردي إلى العمل الجماعي والمُؤسَساتي، وبالتالي عندما تكون هذه العناوين مُؤسَسات نُقصي الفَرديةَ في صِياغةِ المُجتمع ويَتربّى الفرد عِندَ ذلك أن مُجتمعاً قد صَاغهُ وليسَ فَرداً قد صَاغهُ، وإن كان الفَرد لابُدَّ منه في البداية من أجل التَأسيس، ومن أجل أن يَصوغَ إسناداً عبرَ هذا الفرد الذي هو شيخُهُ، فلولا ذلك الشَيخ لما وَصَلَ إلى الدُكتوراه في الأداء القرآني، يعني بِدايتهُ كانت مُجالسةُ ذلكَ الشَيخ، والأخذُ عن الشَيخ، والإسنادُ من الشيخ، حتى وَصَلَ إلى تلك المَكرُمة والتي هي أن يَأخُذَ شهادةً أكاديميةً، وأن لا يكون هناك أحدٌ في المجتمع يقول: أنا أَحملُ شهادةً وأنت تَحمِلُ إسناداً، فنقول إن الإسناد هو أعلى من الشهادة عندنا ولكن لِضرورة وجود المُجتمع الذي يُخاطبُ بالشهادات فُتِحَ هذا الباب لأهل القرآن أن يَحملوا الشهادة إلى جانب الإسناد.

مدى اعتمادية الجامعات:
د. رحابي محمد:
بارك الله فيكم، نعم سيدي؛ هُناك سؤالٌ من الأُخت أسماء، ما هي الجِهات التي تَعترِف بالشهادة في الوطن العربي؟
في الحَقيقة لا يوجد وَزارة تَعليمٍ عالٍ في الوطن العربي تَعترف بالشهادة، لأن الشهادة صادرة عن الجامعة الأميركية للعلوم الإنسانية، وهذه الجامعة جامعة مُرخّصةٌ حُكومياً مَحلياً في ولاية كاليفورنيا، لها تَرخيصٌ بِمُزاولة التَدريس والتَعليم العالي الأكاديمي عن بُعد، أو بالتعليم الحُضوري، وفقاً لقرار مجلس التعليم العالي في وزارة التعليم بكاليفورنيا، تحت قانون تَنظيم عَمل المُؤسَسات التَعليمية، رقم التسجيل 822865955 بتاريخ: 2017، هذه الجامعة مُرخّصةٌ تَرخيصاً مَحلياً في أميركا، ثُم لها اتفاقيات تَعاونٍ مُشتركٍ مع جامِعاتٍ خاصةٍ أُخرى حول العالم، هذه الجامعات فيها تَبادُلٌ وتَعاونٌ ثَقافيٌّ وتَعليميٌّ مُشتركٌ نَقبل ويَقبلون مِنا الشهادات والطُلاب ويُتابعون عندنا، أو نُتابع عندهُم، أما وزارات التعليم العالي حتى الآن غير مُعترفٌ فيها، لكن إذا أراد أحدٌ أن يَأخُذ هذهِ الشَهادة ويُسجِل في جامعة حُكومية أُخرى يُتابِع بها، طَبعاً هذا الأمر لنْ يُساعدهُ لا بُدَ له أن يَذهب إلى جامعةٍ مُعترَفٍ بها لها اسم تحت وزارة التعليم العالي، نحنُ الآن نقول لكُم أيها الإخوة والأخَوات: هذه شهادةٌ أكاديميةٌ بكُل ما تَعني الكَلِمة ولكن ليست مُصدّقةً من وزارة التعليم العالي، نحنُ واضحين في ذلك، لا نُريد أن نَغُشَّ أحد، أو أن نُدلِّس على أحد، هذه الشهادة تُعطى لكَ أكاديمياً، بشُروطٍ أكاديميةٍ مُعتمدةٍ ومُعتبرة، لكن ليسَ لها اعتمادٌ عند وزارة التعليم العالي، وليس هذا من شَأنِنا الآن، ولا نَهتم بهِ نحنُ شَخصياً، لأن الجامعة تُدرِّس عُلوماً كثيرة، وأقساماً كثيرة والطُلاب يدرِسون بكالوريوس، ماجستير ودكتوراه، ويَستفيدون من تِلكَ العلوم وما بعد هذه العلوم من تَخّرُجٍ ومن شَهادات.
طَيب ما الفائدة منها؟ الفائدة منها كما ذَكر فَضيلة الشيخ علي، وكما ذَكرت قبل قليل الفائدة هي الفائدة الأكاديمية والتوثيق العلمي، المُراجعة للمحفوظات، المُراجعة لعِلم التجويد، المرور خلال لجنة الاختبار والتَصديق على ذلك من لجنة الاختبار، فأنت تَخرُج من جامعة مُعتبرة أونلاين سَمِها جامعة، أو سَمِها مؤسَسةً تعليمية، دعنا نُسميها مركزاً تعليمياً أكاديمياً، إذا كانت هذه التَسمية رُبما يَتحسس منها البعض، هذه المؤسَسة التعليمية أنت تَأخُذ منها شهادةً أكاديميةً بِمُستوى الماجستير أو الدكتوراه في الأداء القرآني، اعتمادات الجامعة، لا يوجد عِندنا شيءٌ اسمه اعتمادات الجامعة، لكن ترخيصٌ محليٌّ نعم.
إذاً هذا السؤال الذي مُمكن أن يَرِد دائماً، مدى اعتمادية الجامعات، إذاً من يَبحث عن اعتمادية الجامعة فلابُدَ له أن يَذهب إلى وزارة التعليم العالي ليرى أيَّ جامعةٍ تَندرج تحتها ثُم يُسجِل فيها ويتخرج منها، طَبعاً ستكون الرُسوم الدراسية في كثيرٍ من الجامعات هذه لها قِصةٌ أُخرى، بالنسبة للرسوم الدراسية في الجامعة رسومٌ رمزيةٌ جداً، وجُعِلت خِصيصاً لأهل القرآن الكريم، والجامعة تَتَبنى هذا الأمر لِتكريم أهل القرآن الكريم الذين هُم أهلُ اللهِ وخاصتهُ، فمن يجد في نفسهِ الكَفاءة والقُدرة على الدُخول ليَقف على المِحَك والاختبار لِمَعرفة قُدرتهِ على إتقان التَجويد، عِلمياً، وتَطبيقياً، ونَظرياً، رِوايةً ودرايةً فيا مرحباً وأهلاً بشرط تقديمه للشهادة الجامعية بأي فرع، يعني لا نَشترط وجود شَهادةٍ جامعيةٍ من دراسات إسلامية، أي شهادةٍ جامعية، وأنت تحمل شهادةً قرآنية، أو إجازةً قرآنيةً فأهلاً وسهلاً بك، وأهلاً وسهلاً بكِ للحصول على شهادةٍ أكاديميةٍ إن شاء الله.

الشيخ علي الغزاوي:
يعني هو مولانا كما يَحملُ سنداً ليس مُعترفاً عليه في وزارات التعليم ولا في الجامعات، هو سَيحمل شهادةً غير مُعترفٍ فيها، ولكن كان لا يَحملُ إلا سَنداً والآن يَحملُ شهادةً أكاديميةً مُضافةً إلى هذا الإسناد.

د. رحابي محمد:
أحسنت، توضيح جيد ما شاء الله عليك؛ دائماً تُسعِفُني بِكلماتٍ حَكيمةٍ لتُبين لنا المُراد ما شاء الله؛ إذاً كما هي الإجازة القرآنية على الرأس والعين، ومُقدّسَةٌ ومُعظّمةٌ عندنا ومُوقّرةٌ لدرجةٍ ليس بعدها شهادة، بل الإجازة القرآنية لا يَعدُلها ولا تُعادُلها أي شهادة دكتوراه من أعظم جامعةٍ في العالم، مهما كانت درجة الاعتمادية، ولو تَوافق عليها وزارات تعليم الكون كُله، لا تَصِل إلى درجة الإجازة بالسند المُتصل للنبي عليه الصلاة والسلام، لكن نحنُ الآن أمام واقع، هذا الواقع يَفرِض علينا أن نَتعايش معهُ وأن نَقبلهُ وأن نَسير لنَنجَح، المُسلم يَنجَح، وحافِظ القرآن ينبغي دائماً أن يكون مُحيطاً بالواقع ويَسير للأمام وَيتقبَّل.
شيخنا الحبيب عندي أحد الأصدقاء؛ يعني خمسةَ عشر عاماً في مَجال القرآن والتَعليم والإمامة والمَركز الإسلامي الكبير وكذا.. ولكن سبحان الله لمّا يَدخل إلى مكانٍ دائماً يُقدم قَبله من الذين عندهم د. أولاً! كُل شيء د. قبله فيُقدم فضيلة الدكتور، الدكتور.. آخر شيءٍ الشيخ فُلان تفضل إلى الحديث أو إلى الكلمة، هذا الأمر بالنسبة لأهل العلم، لأهل القرآن أمرٌ لعلهُ مُزعجٌ بعض الشيء، أهل القرآن، أهل العلم رفَعهُم الله:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)
[سورة المجادلة]

وأهل القرآن هُم أهلُ الله وخاصته:

{ إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ }

[صحيح مسلم]

الله رَفَع أهل القرآن؛ لذلك لماذا لا نأتي الآن كمُجتمعٍ مُسلمٍ كإدارةٍ مُسلمةٍ في جامعات أونلاين أو جامعاتٍ محلية، نُقدِم أهل القرآن ليكونوا هُم في طَليعة الصفوف، في طليعة المُجتمع والمَقَدمين في الكلمة، والمَقَدمين في التَكريم أمام الناس الذين أصبحوا لا يَرون إلا المُسميات وإلا كما يُقال عندنا الـTitles ما هو المَنصِب الوظيفي، أو ما هو المُسمّى الوظيفي، أو ما هو المُسمّى الذي تَحملهُ، في عندنا في بعض الأماكن ثقافاتٌ يُقدِم نفسهُ دائماً مثلاً يقول: والله ما اسمك؟ يسألني الشيخ علي ما اسمك أخي؟ بعض الثقافات يا دكتور علي يكون تقديم الاسم بهذه الطريقة، اسمي فضيلة الأستاذ الدكتور رحابي محمد رئيس قسم الدراسات العُليا في الأداء القرآني، عميد كُلية الدراسات الإسلامية في الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية، أُستاذٌ ومُحاضرٌ في جامعة كذا.. يُقدم نفسه بهذه الطريقة، لأول مرة لمّا يرى، في بعض الثقافات، أو في بعض المُجتمعات المُتقدمة أنا رأيتهُم، في مرة من المرات أنا كُنت جالساً في مكانٍ فلمّا سُئِلت عن اسمي وكُنت جديداً في البلد قدّمت اسمي قلت لهُم أخوكم رحابي محمد، وأعطيت مكان العمل الذي أعمل به وانتهى اللقاء، كان مؤتمر قيادات المُجتمع في أميركا في إحدى المُدن الكبرى، وكان يوجد مُسلمين وغير مسلمين أيضاً، أحد الإخوة الأصدقاء وله مَكانةٌ عاليةٌ وهو ما شاء الله ذو منصبٍ كبيرٍ وفي البلد منذُ ثلاثين سنة، فقال لي بعد الاجتماع قال لي: يا دكتور يا رحابي تَقديمك لنفسك وهذا التواضع في غير مَحله، قُلت له ليس تواضعاً أنا قدّمت نفسي! قال لا، نحنُ هُنا هو طبيب وعنده مَناصبٌ عالية، قال هُنا تُقدم نفسك بما أنت في المُجتمع وفي العمل ليس كما أنت وأنا، أنا وأنت نعرف بعضَنا، أنا أقول لك يا شيخ رحابي، يا أخ رحابي، وأنت تقول لي يا أخ فُلان، نعرف بعضَنا ومُتواضعون أمام الله وأمام أنفُسَنا، أمام الناس وفي المُجتمع أنت في مُجتمعٍ سَيتقَرر هل يُسمَع منك أو لا يُسمَع؟ هل تُقدَم للحديث هل يُسمَع منكَ الجواب أو لا؟ فأعطاني لمحةً بسيطةً عن هذا الأمر أَشعلَت عندي شيئاً من الأهمية بمكان لأهل القرآن أن يكون لهُم شهاداتٌ أكاديميةٌ في حياتهم الوظيفية والاجتماعية.

أهمية الشهادة الأكاديمية العُليا لأهل القرآن في حياتهم الوظيفية والاجتماعية:
الشيخ علي الغزاوي:
نقول نحنُ من استطاع أن يَجمع بين الخيرين، أن يَجمعَ بين الأكاديمية المُعتبَرة المُعادَلة، وأن يَجمع بين الأسانيد فهذا هو الأصل، يعني أن نأخُذ القرآن بأسانيدهِ ثم أخذنا نحن الدرجة العلمية في الفقه، وفي الأصول وفي غيره، فالدرجة العلمية لم نَأخُذها نحنُ في الإسناد، ولكن من أُغلِقَ عليه الباب، ولم يَكُن هُناك طريقٌ ليأخُذ الدراسات الإسلامية أو الشريعة الإسلامية ليأخُذ درجةً علميةً ليعطيَهُ المُجتمع مَكانَتهُ كما تتفضَلون، فهُنا الآن فُتِحَ له طريق، يعني هو بالأكاديميةِ المُعادَلة ضِمن الوزارات لم يستطيع أن يسلُكَ ذلك الطريق، أن يجمع بين المشيخة عبر إسناد القرآن، وأن يأخُذ الفقه وأُصولَهُ والدراسات الإسلامية حتى يَنال الشهادات العُليا فيها، الآن فُتِحَ له هذا المجال حتى يَسلُكَ في نفس الطريق الأداء القرآني، أدركنا مشايخنا تعرفون يا دكتور رحابي، وأنتُم قَرأتُم عليهم في دمشق، كان أحدهم لرُبما شهادته الخامس! أو البروفيه! ولكن كانوا أساتِذة الدُنيا، كانوا أساتِذة الدُنيا دون مُنازع، في فِقهِهم وفي الشريعة التي يَحملونها في صُدورهِم أخذاً وعطاءً، وعَلَّموا كثيرين من الذينَ نَالوا الشَهادات العُليا وهُم أكاديميون يُدرِّسون في الجامعات، نحن نُدّرِس بالجامعات الآن مِما أعطانا هؤلاء الذين لم يكُن معهُم تلك الشهادات، ولكن لو جاء أحدٌ من مشايخنا ليدخُل إلى أي جامعةٍ نحنُ الآن نُدّرسُ فيها أو نُناقش أبحاثً علميةً فيها لما نَظروا إلى هذا الشيخ على أنه خَرّج عُلماء، ينظرون إلى الشهادة التي يَحمِلُها، هكذا سوق المؤسَسات العلمية اليوم،إذا تغيَّر التعاطي مع سوق العِلم ومع مسيرة العُلماء، لابُدَ أن نَذهب عند ذلك إلى هذا الطريق الذي إن أُغلِقَ عليه الأبواب الأُخرى أن يجد بابا،ً ولكن من استطاع أن ينال الدرجات العلمية المُعادَلة فليكُن، وليجمع بين الإسناد وبين الشريعة المُعادَلة شهادتها في الجامعات، ونقول من أُغلِقَ عليه الباب ولم يَجد شهادةً ووجد إجازات، الآن تفتحون له هذا الباب حتى يَنال درجةً علمية، وكما هو لم يسأل أصلاً عن الدُنيا في مُعادلِة إسناده، ينبغي أن لا يَسأل كذلك عن موضوع مُعادلة شهاداته الأكاديمية.

أسئلة المُتابعين:
د. رحابي محمد:
بارك الله فيك؛ جَزاك الله يا دكتور علي دائماً لهذا الكلام الطَيب الدقيق، سوف أمُرُّ على بعض الأسئلة وبعض التعليقات، الأخ محمد جهاد السمّان يقول: السلام عليكم أنا مُقيمٌ في ألمانيا ومُجازٌ بالقراءات بالسند المُتصل فمن أين أبدأ لنيل هذه الشهادة دكتورنا الحبيب؟
أهلاً وسهلاً بك السيد محمد جهاد السمّان ونُرحب بك إن شاء الله على موقع الأداء القرآني الفيسبوك أو الصفحة الالكترونية ستجد الرابط للتسجيل الالكتروني، وإرفاق الشهادات والوثائق ثم نُتابع معك، في إدارة القسم يُتابِعون معك ويتواصلون معك .
الأخ سليم القاسم يقول : دكتور رحابي بارك الله بك، الشهادة تُثبت أن الإنسان يَستحق هذا العلم الديني عبر تَعلُّم الشخص في المجال الأكاديمي، مِما يُعطي ثِقةً بالمُجتمع وثِقةً للشخص نفسهُ أنَهُ اجتاز الامتِحانات بامتياز، لأنهُ يحمل شهادة، وهذا مُهمٌّ ومُؤهِلٌ ليخُرج للمُجتمع ليُعطي إفادة لمُجتمعه .
نعم شكراً يا أخ سليم بارك الله فيك.
معنا الدكتور عزيز عابدين رئيس الجامعة الأميركية للعلوم الإنسانية يقول: نُرحب بالجامعة الأميركية للعلوم الإنسانية، نُرحب بالدكتور علي الغزاوي سائلين الله أن يَمُدَّ بعُمره ليزيد من عَطائه وعِلمه.
فهذه تحيةٌ وسلامٌ من الدكتور عزيز عابدين رئيس الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية.
عندنا دكتور محمد نصرو أحد الذين تَخرّجوا في الأداء القرآني وله نشاطٌ كبيرٌ جداً في الأردن وله عَملٌ طيبٌ في خدمة القرآن الكريم، وفي خدمة المُجتمع أسال الله تعالى أن يُبارك في الدكتور محمد نصروا .
الدكتور عبد الفتاح السمّان أيضاً يُسلِّم ويدعو الله تعالى لكُم.
الأخ محمد عيسى كل الاحترام والتقدير والمحبة للشيخ علي الغزاوي والمحاور المُبدع الدكتور رحابي الفاضل.
شكراً يا سيدي.
أنا دخلت الآن في مجال الحِوار والإبداع في الحِوار، وهذا ليس مجالي، لكن أتعلم من مشايخنا وأساتذتنا فن الإنصات وفن الإستماع وفن التَعلُّم من العُلماء المشايخ الأفاضل.
شيخ دكتور علي؛ كنت أنا في حديثٍ ولقاءٍ طيبٍ مع الشيخ عبد الرشيد الصوفي القارئ الشهير ما شاء الله؛ فذكر لي قصةً لمَّا كان في الأزهر كان في مصر ولمّا درس بكالوريوس الدراسات الإسلامية، فأحد المشايخ المعروفين في مصر كان هو درس في كُلية القراءات أعتقد، فالشيخ معروف هُناك لمّا كانوا يتحدثون عن الشاطبية وكذا قال له: يا شيخ عبد الرشيد لو أن الإمام الشاطبي الآن يعني قدّم الشاطبية هذه كيف يُمنح عليها؟ يعني يَستحق عليها دُكتوراه، يعني قياساً على قضية العِلم ومقارنتهُ، وإدخالهِ إلى أروقة الجامعات وأروقة الأكاديمية كيف يُقارَن؟ وكيف يُقدَّر؟ نعم يستحق عليه مِئة دكتوراه، الإمام الشاطبي رَحمهُ الله وجزاه الله عنا خيراً.

الشيخ علي الغزاوي:
من مشايخنا رحمة الله عليه؛ شيخنا الشيخ أديب الكلاس، عُلماء بلاد الشام يعرفون مَكانتهُ العِلمية عليه رَحمةُ الله، مرةً كُنا نَذكره بخيرٍ وكذا.. وهو كان مشهوراً بتواضعه رحِمهُ الله، فكان يقول: يا بني أنا ليس لدي شهاداتٌ وليس لدي كذا.. هذا الكلام يَستحقهُ فلانٌ وفلان، فقلت له: وهذا الكلام أظن كان في سنة 1987، قلت له: شيخنا لو خُيرت بين أن تَأخُذ دكتوراه مُقابل إجازة الشيخ أبو اليسر عابدين عليه رحمةُ الله، أو إجازة الشيخ صالح فرفور لك، هل تستبدل إحداهُما بدكتوراه؟ فقال لي: ولا بألفٍ يا بني! انظُر كيف كان يَنظُر إلى إسنادهِ من شيخهِ! وإذا كان أهل بلاد الشام يعرِفون مكانتهُ العلمية وطُلاب العلم يأتون إليه ويدّرس عبر المعاهد الشرعية بما يُسمّى في الدنيا كُلِها فيما يسمّى هيئة كِبار العُلماء مثل هؤلاء، فمثلُ هؤلاء أَذعَنَ لهُم الجميع، وأخذوا عنهُم ولكن لو أنَّ إنساناً لا يجد طريقاً حتى يُعطي إلا عن طريق الأكاديمية فلا بُد له من شهادةٍ بعد ذلك.

د. رحابي محمد:
والله جزاك الله خيراً لهذه القصة الجميلة؛ الأخ الدكتور محمد نصرو أحد الخريجين في الأداء القرآني يكتُب كلاماً ويقول: من وحي تجربتي في هذا التخصُص المُبارك لبرنامج الدكتوراه في الأداء القرآني أقول: إن هذه الشهادة تَمنح حامل القرآن ثِقةً وعِزةً بين الناس، وخُصوصاً الأكاديميين في زمنٍ تغيرت به الموازين.
والله للأسف يا دكتور علي نعم بالفعل، مَن يَحمل الشهادات العالية الأكاديمية يعني البعض منهُم يُصيبهُ الغرور يُصيبهُ كذا، فَينظُر إلى الناس الذين لا يَحمِلون هذه الدرجات العالية بِدونية، أو بِطريقةٍ لا تَليق، فأهل القرآن هُم أهلُ الله، أهل القرآن هُم الذين ينبغي أن نُكرِّمَهم باستحقاق، ليس أي واحدٍ أخَذ إجازةً ورُبما لا يَستحق عليها شهادةً أكاديميةً لابُد أن يَدخُل الاختبار وينجَح، يُكمِل الأخ محمد نصرو ولكن هذا التَخصُص المُبارك في هذه الجامعة كأنما أعاد الموازين إلى نِصابِها، نَسأل الله تعالى أن يَجعل ذلك في ميزان أعمال الإدارة، ومن يَقوم على هذا البرنامج إن شاء الله تعالى، وكُل من يَدعم هذا البرنامج بِكلِمةٍ طَيبةٍ وبِدُعاءٍ صالح، والدكتور علي الغزاوي على رأس القائمين والداعمين للدراسات العُليا في الأداء القرآني، في دُعائهِ، في كًلامهِ، في تَفصيلهِ، في تَبينهِ، في تَحقيقهِ لكثيرٍ من المسائل والتفصيلات الدقيقة، يعني نُقدّم جُهدَنا ونَبذُل ما نستطيع من عملٍ إن شاء الله يَخدِم القرآن، ويَخدِم أهل القرآن الكريم، بما يُرضي الله سبحانه وتعالى وبما يُرضي إن شاء الله ضَمائرُنا وأَنفُسنا بإذن الله تعالى.
كلمةٌ أخيرةٌ دكتور علي قبل أن نَختِم، تقريباً هذه الأسئلة كُلها، هناك تعليقٌ من الأخ أبو الخير يقول السلام عليكم نُرحب بالجامعة المُباركة والمشايخ المباركين، نُرحب فيكُم إن شاء الله جميعاً.
طيب في هذا المقام فضيلة الشيخ الدكتور علي نختم إن شاء الله بِكَلمةٍ طَيبة، نَصيحةٌ لأهل القرآن، نَصيحةٌ لِطُلاب الدِراسات العُليا في الأداء القرآني.

الشيخ علي الغزاوي:
أهل القرآنِ عزٌ وفخرٌ، نَسأل الله أن يَجمعنا بأهلِ القرآنِ في البَرازخِ كُلها، وأن يَجعلنا مِنهُم وفيهِم وأن نُحشَرَ معهُم، وأهلُ القرآن يَكفيهُم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال فيهِم أنهُم أهلُ اللهِ وخاصتهُ، فأن يُكرِمَ الإنسانُ أهل اللهِ وخاصته فمعنى ذلك هذا من إكرام الله لهُ، َسَمِعت مرةً أن أحدَ العُلماء السابقين كان ضَريراً وكان قد استضافهُ الخليفة، بعد أن أخَذَ طَعامهُ أرادَ ذلك الخليفة أن يُكرِم ذلك الشيخ، فَسَكبَ على يديه الماء، فقال له بعد أن سكبَ الماء على يديه، أتدري من يسكُبُ الماء على يديك؟ قال لا، الشيخ ضَرير، هو بَصير، قالوا من الأدب أن نقول عنه بَصيراً، قال: لا أدري، قال: أميرُ المؤمنين، فقال له ذلك الشيخ: أَكرمتَ ربَك أَكرمكَ الله، فمن أَكرمَ العِلم أَكرمَ الله، ومَن أَكرمَ أهلَ الله فكأنما أَكرمَ رَبَهُ، وبالتالي هذا الطريق وهذا الفَتح الجديد لأهل القرآن نقول لا يُغني عن الإسناد ولكن هذا يُثري الإسناد.

الخاتمة:
د. رحابي محمد:
نعم لا يُغني عن الإسناد ولكن هذا يُثري الإسناد، أحسنت دكتور، دكتورة ندى تيسير تَضع أيضاً شُكراً ودُعاءً، تقول: أَشكر دكتور رحابي على جُهوده في هذا القسم الهام لِأهل القرآن، وأنا مِمن تَخرجت من هذا القسم دكتورة ندى، نعم نحنُ مِمن نَشهد أن الدكتورة ندى أَتعبَت اللجنة، جلسات الاختبار جَلساتٌ طويلة لأكثر من أربع ساعات، على أكثر من مرة، الإتقان الذي تُتقنُه هذه الأُخت الفاضلة إتقانٌ شديدٌ رِوايةً ودِرايةً، نحنُ نَفخَر بكِ يا دكتورة ندى ونَعتز بكِ، وأنتِ مِثال ونَموذج للاجتهاد والمُتابعة والدِراسة، نَسأل الله تعالى أن يُبارك لكِ، ويُبارك فيكِ وفي أهلك وفي أولادك، وأن يَنفع بكِ الكَثير، أعلم أن لكِ جهوداً كبيرةً جداً في خِدمة القرآن الكريم، والآن سَتزيد هذه الجهود والمَسؤوليات أكثر وأكثر، ونَشرُف ونَفخُر أن تكوني أيضاً في فريق قسم الأداء القرآني لخدمة أهل القرآن الكريم بإذن الله تعالى.
الأخ عبد الحكيم الشيخ نَدعوكم إلى حضور خَتم القرآن الكريم، الأخ عبد الحكيم الشيخ هو ابن أخ الشيخ عبد الرشيد الصوفي، وسَيختِم إن شاء الله الأسبوع القادم، بَدأ معي بِختمة قرآنٍ مُنذُ أَكثر من تقريباً سنتين ويَزيد، فالختم قريب، باقي لهُ الجزء الأخير وإن شاء الله نَدعوكم لحضور هذا الختم، وسَيحضُر معنا الشيخ عبد الرشيد الصوفي ونَشرُف أيضاً بِحضور الشيخ الدكتور علي الغزاوي وإخواننا ومَشايخنا الكرام وطُلابنا جميعاً إن شاء الله تعالى، لِنكون معكُم بإذن الله تعالى في ختم القرآن الكريم، والدُعاء ومَنح الشيخ عبد الحكيم الشيخ إجازةً بالسند المُتصل بالرسول صلى الله عليه وسلم، ونَدعوه للمُتابعة الأكاديمية بعد ذلك ليحصَل على شيءٍ إن شاء الله تعالى.
طيب يا سيدي في نهاية هذا اللقاء المُبارك؛ لا يَسعُنا إلا أن نَشكُر فَضيلة الدكتور الحبيب الغالي الطيب الأديب الدكتور علي محمد الغزاوي، شيخ قُرّاء البِقاع، ومُدير مؤسسات أزهر البِقاع في لبنان، الدكتور علي إمام وخطيب مسجد السلطان يعقوب التحته، مُشرف ومُناقش على رسائل علمية ماجستير ودكُتوراه في جامعة بيروت، وجامعة المقاصد، وجامعة طرابلس، وجامعة الجنان.
الدكتور علي عضو لَجنة تدقيق المصاحف المُعتمدة من دار الفتوى اللبنانية، وكذلك هو مُشرفٌ عامٌ تَربويٌّ وإداريٌّ على كلية الشريعة الإسلامية فرع البِقاع، ومدارس أزهر البِقاع، أسأل الله تعالى أن يُبارك فيك وفي جُهودك يا دكتور علي، وأن يَنفع بك ويُبارك في عُمرك وفي عَملك إن شاء الله.

الشيخ علي الغزاوي:
دكتور رحابي نَذكرُ كلمةً للعقاد رحمهُ الله يقول: إنَّ العلمَ لا يَعرفُ الكلمةَ الأخيرة، فطالما أن هُناك حَياةٌ فيَنبغي أن يكون هُناك عِلم، وطالما هناك عِلمٌ فينبغي أن نرسُم طرقاً حتى نوصِل هذا العِلم، فكما أن هناك وسائل إيضاحٍ لإيصال المعلومة لا بُد من وجود عناوينٍ جديدةٍ لإيصال المعلومة.

د. رحابي محمد:
أحسَنتُم بارك الله فيك؛ ما شاء الله عليك الله يفتح عليك يا رب، ونحن جامعة أونلاين تعليمٌ عن بُعد، يتَيسرْ لِمَن هو في النمسا، و لِمَن هو في ألمانيا، ولِمَن هو في الصين، ولِمَن هو في كُل مكان، أن يَنتسب وأن يحُقق طُموحه وحُلمهُ إن شاء الله في حصوله على شهاداتٍ أكاديميةٍ عُليا ضمن الشروط والضَوابط المُعتبرة المَشيخية والأكاديمية، جزاكم الله خيراً للإخوة والأخوات المُتابعين.
سؤالٌ أخير، الأخ يقول دكتور رحابي هل الدراسة في هذا التخصُص تكون في نظام الحضور أو عن بُعد؟ يا أخواننا الكرام الدراسة هي أونلاين عن بُعد، فأينما كُنت وحَيثُما كُنت تَنتسب إلى هذه الدراسة وعندنا أيضا أريحيةٌ في التَسجيل، يعني قضية الفُصول الدراسية أيضاً جَعلناها في استثناءات، هناك فصولٌ دراسيةٌ بشكلٍ عام الفصل الشتوي والربيعي وكذا، لكن متى تَيسر لك أن تُسجّل فيُعتبر عامُك الدراسي من تاريخ قُبولك في القسم الدراسي، بعد الماجستير بسنةٍ يَحقُّ لك أن تُقدم إلى الدكتوراه وتُحضّر لها إن شاء الله ضمن شروطٍ وضوابط أُخرى .
أسأل الله تعالى أن يُبارك فيكم جميعاً شكراً أخت أسماء عثمان جزاكم الله خيراً وفتح الله عليكم، الشكر مَوصولٌ للدكتور علي الغزاوي والشُكر مَوصولٌ لِجميع الإِخوة والأَخوات والطُلاب والطَالبات المُتابعين، أسأل الله تعالى أن يبُارك الله فيكم، ويوفِقَكُم ويُسدد خطاكُم، ومَرحباً بِكُم مرةً ثانيةً في الدراسات العُليا في الأداء القرآني في الجامعة الأميركية للعلوم الإنسانية، تحياتي لكم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الشيخ علي الغزاوي:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.