قصة نجاح د. محمد سعيد نصرو: أحد خريجي الدراسات العليا في الأداء القرآني

  • 2021-01-30

قصة نجاح د. محمد سعيد نصرو: أحد خريجي الدراسات العليا في الأداء القرآني


مقدمة:
الدكتور رحابي محمد:
بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم افتح بخير، واختم بخير، واجعل عاقبة أمرنا إلى خير يا رب العالمين.
السلام عليكم ورحمة الله فضيلة الدكتور محمد سعيد نصرو.

الدكتور محمد سعيد نصرو:
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكم الله.

الدكتور رحابي محمد:
حياكم الله سيدي، أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم، وأنا سعيد جداً بلقائكم فضيلة الشيخ محمد.

الدكتور محمد سعيد نصرو:
حياكم الله دكتورنا أنا أسعد والله إن شاء الله.

الدكتور رحابي محمد:
نحن إن شاء الله خرجنا على الهواء الآن، ننتظر لحظات بينما يدخل إن شاء الله الأخوة والأخوات لمتابعة البرنامج بإذن الله تعالى.
يا الله، يا الله، يا رب، يا حي، يا قيوم برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا لأنفسنا، ولا لأحد من خلقك طرفة عين، ولا أقل من ذلك، اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء همومنا وأحزاننا، اللهم علمنا منه ما جهلنا، وذكرنا منه ما نسينا، وارزقنا تلاوته والعمل بآياته آناء الليل وأطراف النهار على النحو الذي يرضيك عنا يا رب العالمين، اللهم اجعل القرآن حجة لنا لا حجة علينا، وانفعنا وارفعنا بالقرآن الكريم يا أرحم الراحمين، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وأنت أرحم الراحمين.
كيف الأجواء عندكم دكتور محمد في الأردن ؟

الدكتور محمد سعيد نصرو:
والله الجو بارد.

الدكتور رحابي محمد:
بارد ! الله يبعث الخير يا رب.

الدكتور محمد سعيد نصرو:
كانت المطر بالأمس، اليوم مشمس إن شاء الله.

الدكتور رحابي محمد:
أخواننا الكرام ؛ أهلاً وسهلاً بكم جميعاً، لو أردتم المشاركة في هذا اللقاء على صفحاتكم أهلاً وسهلاً ليعم الخير إن شاء الله تعالى، ونسمع قصة نجاح لأحد خريجي الدراسات العليا في الأداء القرآني، وهو فضيلة الشيخ الدكتور محمد سعيد نصرو، حيث سعدنا اليوم، ولنا من اسمه واسم أبيه نصيب إن شاء الله تعالى، اسمه محمد سعيد نصرو، أسأل الله تعالى أن يرزقه الحمد، والسعادة، والنصر، والتوفيق، والنجاح، والفلاح، دائماً وأبداً دكتور محمد سعيد نصرو.

الدكتور محمد سعيد نصرو:
الله آمين، حياكم الله.

السيرة الطيبة المباركة لفضيلة الدكتور محمد سعيد نصرو:
الدكتور رحابي محمد:
على بركة الله نبدأ، دعنا نبدأ بقصة نجاح طيبة، ومباركة من صاحب همة، وطالب علم نشيط، ولا أخفيك القول: إنني تعرفت أكثر عليك بعد أن قرأت السيرة الطيبة المباركة لفضيلتك.
دكتور محمد سعيد نصرو خبير - ما شاء الله - في الحوار، ومدرب لفن الخطابة والإعلام الديني، ومعد، ومقدم لبرامج تلفزيونية، وإعلامية كثيرة.
الدكتور محمد سعيد، عضو هيئة تدريس، ومحاضر جامعي معنا في الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية، بعد أن حصل على الشهادة، شهادة الدكتوراه، وهو أيضاً رئيس قسم العلاقات العامة، والإعلام، وهو الناطق الإعلامي الرسمي في مديرة الأوقاف لمحافظة العاصمة، ورئيس العلاقات الخارجية، بمديرية العلاقات العامة، ما شاء الله ! أسأل الله تعالى أن يجعل لك الخير والبركة، وينفع بك يا شيخ محمد.

الدكتور محمد سعيد نصرو:
اللهم آمين، طبعاً ناطق إعلامي سابقاً.

الدكتور رحابي محمد:
نعم ما شاء الله ! وهو معد، ومقدم برامج، ومستشار إعلامي في مجموعة قنوات سفن ستارز الدولية، مدرب معتمد في معهد الملك عبد الله للتأهيل، لتأهيل الأئمة، والوعاظ، وأيضاً الدكتور الشيخ محمد سعيد إمام وخطيب مسجد، مدرب ومعتمد المعهد الأمريكي للدراسات الاحترافية، إي، أي، بي، إس، هذه سنأخذ عنها حلقة ثانية حتى تشرحها لنا إن شاء الله.
ماستر في التدريب السلوكي والبرمجة اللغوية العصبية، خبير وسفير دولي للحوار من أتباع الأديان، والثقافات، هذه تعجبني كثيراً، ولعلي أنا أحتاجها أيضاً كثيراً، كوني أعيش في الغرب، فالحوار بين الثقافات، وأبناء الأديان، والتعايش في المجتمع الواحد المشترك، والثقافة، ثقافة الحب، وثقافة السلام، وثقافة الرحمة، والنور الإلهي أيضاً هذا ما نحتاجه كثيراً، رئيس لجنة حوار أتباع والأديان والثقافات.
ما شاء الله سيرة ذاتية زاخرة وثرية بالخبرات، والأعمال، والخدمات المجتمعية، والخبرات الإعلامية، والثقافية ما شاء الله.
دكتور محمد؛ أنت تختص في الجامعة، جامعة العلوم الإسلامية العالمية في الأردن صحيح؟

الدكتور محمد سعيد نصرو:
نعم يا سيدي، نعم.

الدكتور رحابي محمد:
ما شاء الله ! أنا سأترك لك مجال لتحدثنا عن نفسك، رحلتك العلمية في التخصصات العلمية، دبلوم الإعلام الشامل، في التقديم التلفزيوني في الجامعة الألمانية في الأردن، بكالوريوس أصول الدين، ومن جامعة العلوم الإسلامية العالمية في الأردن، ثم ماجستير الأداء القرآني في كلية الدراسات الإسلامية، ثم دكتوراه في الأداء القرآني، دكتوراه في إتقان الأداء القرآني أيضاً في كلية الدراسات السامية من الجامعة الأمريكية الإسلامية.
لو تحدثنا فضيلة الشيخ الدكتور محمد عن بداياتك مع هذه الرحلة المباركة رحلة القرآن الكريم ؟

رحلة الدكتور محمد سعيد مع القرآن الكريم:
الدكتور محمد سعيد نصرو:
بداية الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين.
الحقيقة القرآن الكريم هو مفتاح كل خير في هذه الدنيا، القرآن الكريم هو مفتاح الخيرات، والبركات، والعطايا، والهبات، أنا بالنسبة لي لا بد من أن يكون غاية، ومقصداً لكل إنسان يريد أن يحقق النجاح في الدارين، في الدنيا والآخرة، ورحلتي بدأت مع القرآن الكريم، أو لنسميها: ربحنا العلمية، أو ربحنا الأكاديمية، بدأت مع القرآن الكريم بعدما أنهيت مرحلة التوجيه، أنا في التوجيه الثانوية أي بالثانوية العامة كان تخصصي علمياً، ولم يكن عندي أي توجه من التوجهات الدينية، لم أكن أتخيل أو أتصور بيوم من الأيام أن أكون مثلاً صاحب دراسات إسلامية، أو قرآنية، أو أدرس شريعة أبداً، حتى زملائي وأصدقائي في المدرسة إن كان أحد يتابعنا الآن يعرف أن محمد نصرو كيف كان في التوجيهي، وفي الثانوية العامة، ما كان له أي توجهات دينية، ما كان يظهر عليّ أني في يوم من الأيام سأكون إمام مسجد، أو أحفظ القرآن الكريم، علماً أن الحمد لله رب العالمين الالتزام كان موجوداً، لكنه كان عادياً، كان التزامي مثل أي شاب مسلم، والحقيقة الذي دفعني أن أدخل مجال الدراسات الشرعية هو أنني عندما أنهيت التوجيهي سنة 2004 - 2005، وبدأ الانترنيت ينتشر بين الشباب في منطقتنا العربية، وبدأنا نجلس في مقاهي الانترنيت، وكان الانترنيت ليس متاحاً في البيوت، ومن الصعب جداً أن نحصل على الانترنيت في البيت، فكنا نجلس في مقاهي الانترنيت والحاسوب بغرض أن نعمل أبحاثاً للمدرسة، بدأنا نتعرف على الانترنيت، بدأنا ندخل منتديات ومواقع نقرأ فيها من هنا ومن هنا، وبدأنا نقرأ الحقيقة أقوال لبعض الملحدين، ونقرأ أفكاراً غريبة لم نكن نعرف عنها شيئاً، بدأنا نتعرف على العالم، بدأ بعض الناس من الملاحدة، بدأ بعض الناس من غير المسلمين يناقشوننا، وقد وجدت نفسي لا أستطيع أن أجاوبهم، أو إذا اضطررت لذلك فأجاوبهم من خلال النسخ واللصق، من غير أي اقتناع، هذه مسألة.
المسألة الثانية في مرحلة التوجيهي أيضاً استغرقت وقتاً حتى أنهيت مرحلة الثانوية العامة، مرة أعدت التوجيهي مرتين حتى أنجح وأدخل الجامعة، هذا كله دفعني إلى أن أرجع أفكر بالدين، وأفكر بالقرآن الكريم، وأننا نحن بحاجة فعلاً أن نتعلم ديننا، ونحفظ القرآن الكريم، وبدأت أتوجه لله سبحانه وتعالى، فمن هنا بدأت رحلتي مع القرآن الكريم، بدأت أدرس بالجامعة الإسلامية، جامعة العلوم الإسلامية العالمية، وعندما بدأت أدرس طبعاً الأوضاع المادية كانت صعبة جداً في ذلك الوقت، فوالدي قال لي: إن هذه الجامعة كي تدرس فيها لابد من أن تأخذ منحة مئة بالمئة، وتحفظ القرآن الكريم كاملاً، ما كان أمامي خيار إلا أن أحفظ القرآن الكريم كاملاً، فبدأت أحفظ القرآن الكريم، وبدأت أنسخه كتابة، بدأت في سورة الفاتحة، وقلت في نفسي: أنني خلال الفصل الأول من الجامعة عليّ أن أنهي حفظ القرآن الكريم، علماً أنه لم يكن لي أي تجربة سابقة مع حفظ القرآن الكريم، ما كنت أجرب أن أحفظه، وبدأت أنسخ القرآن الكريم، وأحفظه، وأحاول أن أبحث عن مشايخ أقرأ عندهم القرآن الكريم كي أحسن قراءتي، تقريباً في ذلك الوقت قرأت ما يزيد عن عشرة شيوخ أو أكثر، كل مرة أذهب عند شيخ أقرأ عنده حتى استقر الأمر عند شيخي عبد الرحمن جبيل حفظه الله، وأطال الله عمره، ما شاء الله عنه، كان شيخاً صاحب خلق عال، وطيباً جداً، ومتواضعاً، وكان صبوراً جداً علينا، بعض المشايخ لم يكونوا صبورين عندما كنا نخطئ، كان أشداء علينا، فكنت مرات أهرب من الشديد وأحاول أن ابحث عن الشيخ اللين، بفضل الله سبحانه وتعالى خلال ستة أشهر فقط كنت قد أتممت حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى كاملاً، من سورة الفاتحة حتى سورة الناس، وختمته، وقرأت ختمة كاملة التي هي ختمة العرض الأولى، فذهبت حتى أقدم امتحان المنحة للجامعة كي آخذ امتحان المنحة، في نفس اليوم الذي كنت أريد أن أذهب لأقدم امتحان المنحة يسر الله سبحانه وتعالى أمر رسوم الجامعة، واستمرت الدراسة في الجامعة.
اخترت تخصص القراءات، والدراسات القرآنية، أنا أذكر والله سائق التكسي، ركبت مع سائق تكسي من البيت للجامعة، وأنا ذاهب لأسجل، قال لي هذا السائق: مبارك نجاحك في التوجيهي، رآني أحمل شهادات التوجيهي، وأوراق التوجيهي، قال لي: مبارك نجاحك، قلت له: بارك الله فيك، قال لي: ماذا تريد أن تسجل ؟ ما تخصصك أولاً ؟ قلت: والله أنا علمي، قال لي: إن شاء الله تريد أن تكون ممرضاً أم مهندساً ؟ قلت: لا والله أريد أن أسجل دراسات قرآنية، يقول لي: لماذا ؟ لماذا يا عمي دراسات قرآنية ؟ أنت علمي اذهب وادرس أي تخصص علمي، ماذا ستعمل بشهادة الدراسات القرآنية ؟ أستاذ دين أم إمام مسجد ؟ قلت له: لو بعت ماء غير قراءات ودراسات قرآنية لن أدرس، أنا أريد أن أدرس كي أعمل، أريد أن أدرس كي أتعلم، وفعلاً الله أوصلني إلى باب الجامعة، وسجلت قراءات ودراسات قرآنية، وبدأت أتعلم في أصول القراءات العشرة، وبدأت أدخل عالم القراءات، وأحفظ متون القراءات الشاطبية، والدرة، وأتعرف على طلبة القراءات.
الحقيقة من أفضل الناس الذين شاهدتهم في حياتي هم طلبة القراءات القرآنية، والدراسات القرآنية، الحقيقة سمتهم والبهاء في وجوههم، طيبتهم وطيب أخلاقهم لم أجد في غيرهم مثلهم قط، فتعرفت على كثير منهم، وبدأت أتابع القرآن الكريم والقراءات، حتى تعرفت أيضاً على شيخي الذي كان يدرسني في المسجد، وأخذت منه إجازة القرآن الكريم، أيضاً كان هو يدرسنا في الجامعة، فقال لي: التخصص بالقراءات والدراسات القرآنية، حتى لو أخذت شهادة أكاديمية جامعية لا ينفع، ولا يصلح إلا بالإجازات المسندة من المشايخ، فلابد من أن تأخذ إجازة مسندة من المشايخ لأن القرآن الكريم إنما أخذ بالتلقي، فأنا أنصحك أن تبدأ بالقراءات القرآنية عند المشايخ، وإذا أحببت أن تحول من تخصص القراءات القرآنية إلى تخصص أصول دين، لأن مخك متفتح وأنت قد درست الفرع العلمي، فتقدر أن تفهم في العقيدة، والمنطق، والفلسفة، وهذه الأمور، فأخذت بنصيحته، بعد دراسة سنتين كاملتين بالقراءات القرآنية، وحفظت أصول القراءات العشرة كاملة، وحفظت متن الشاطبية كاملاً، ومتن الدرة لابن الجزري أيضاً حفظته كاملاً، وبدأت أدرس القراءات على المشايخ بالأسانيد، أخذت أسانيد قراءات خمسة بفضل الله سبحانه وتعالى، وحولت إلى تخصص أصول الدين الذي هو شهادة البكالوريوس في جامعة العلم الإسلامية.

أهم برامج الدكتور نصرو:
انتهت دراستي وتوظفت في وزارة الأوقاف، وبدأت أعمل كإمام وخطيب مسجد، وبدأت أدخل للمجال الإعلامي، بعد انتهاء البكالوريوس وجدت تخصص دبلوم في الإعلام الشامل، والتقديم التلفزيوني في الجامعة الألمانية فسجلت في هذا الدبلوم، والحمد لله رب العالمين، وعلى مدار سنة كاملة أخذت البرنامج وأنهيته بفضل الله، ودخلت عالم الإعلام، وبفضل الله سبحانه وتعالى قمت بإعداد برنامج اسمه: مشكاة المعرفة، وهذا في عام 2014 ـ 2015، وبدأت الحمد لله رب العالمين حلقات مشكاة المعرفة باستضافة بعض المشايخ، بعض العلماء، بعض التربويين، بعض الدكاترة، صرت آخذ منهم خبراتهم أثناء مقابلاتي معهم على التلفزيون، وبدأ عملي داخل الإعلام، وبدأت الاستضافات من هنا ومن هناك، وحتى أنمي مهاراتي في الخطابة، وأنمي مهاراتي في الأداء التلفزيون والإعلام، بدأت ألتحق بدورات في التأهيل الخطابي ، التأهيل، التدريب، الإلقاء، فنون الإلقاء، فنون الخطابة، فنون الإعلام، والتحقت بالعديد من الدورات.
والدورات التي التحقت فيها بعض الناس تقول لك: إن هذه الدورات لا تفيد، والحقيقة اكتشفت العكس أن هذه الدورات تفيد جداً جداً، وهي سبب تقدمي السريع، أي الحمد لله رب العالمين رغم صغر السن تقدمت في الوظيفة بشكل سريع وكان السبب هذه الدورات، مثلاً دورات البرمجة اللغوية العصبية، دورات المدرب في مهارات التنمية البشرية دورات فنون الإلقاء والخطابة، وأصبحت مدرباً حتى أخذت بطاقة، وشهادة مدرب معتمد من المعهد الأمريكي بالدراسات الاحترافية، وكان أيضاً هناك اسمه مركز دليلي للإبداع، فعلاً كان له دور كبير في دراستي، أو في تقدمي الأكاديمي، أخذت دورات كثيرة، وبدأت الاستضافات على القنوات التلفزيونية، وقمت بإعداد برنامج اسمه: إذا غربت، وبرنامج اسمه: من حكم الله، وبرنامج: سل بني إسرائيل، والكثير وهكذا، حتى التحقت ببرنامج ماجستير الفقهي الحنفي، أو الدبلوم العالي بالفقه الحنفي في جامعة العلوم الإسلامية، ثم بعد ذلك التحقت معكم في الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية في الأداء القرآني بالماجستير، وهذا خصوصاً حفزتني، أي زادتنا ثقة بالنفس.

الدكتور رحابي محمد:
دعني دكتور محمد الآن، ما شاء الله أعطيتنا صورة طيبة ! وسيرة ومسيرة هذه الحياة المباركة مع القرآن الكريم، ومع العلم في التحفيز، وأرجو الله أن ينتفع من يسمع هذا الكلام، وأرجو من الأخوة الكرام أنه بالفعل محطات النجاح بالحياة كثيرة، ونستلهمها من بعض المتميزين الناجحين فلعل هذا سبب أنه أردنا أن نلتقي بالدكتور محمد سعيد نصرو ليشارك معنا نجاحه منذ البداية كيف بدأ، وكيف ارتقى في مدارج العلم والمعرفة، وخصوصاً مع القرآن الكريم.
طبعاً أخواننا الكرام شاركوا هذه الصفحة أرجوكم على صفحاتكم حتى يعم الخير إن شاء الله تعالى، وينتفع كل من يسمع هذا الكلام، أي أهل القرآن الكريم من عنده همة في النظر إلى القرآن الكريم أنه صعب، أو أنه بعيد المنال، عندما يستمع إلى قصص نجاح تتحفز همته كثيراً.
أنا أعرف كثيراً من الناس بسبب استماعهم لمحاضرة، أو لقاء، أو لندوة، مثلاً الأسبوع الماضي كان عندنا لقاء مع أحد الأخوة الكرام طبيب قلبية بتخصص عميق جداً، ثم أكرمه الله وختم القرآن الكريم بالإجازة بالسند المتصل، وختمه في هذه الفترة، كثير من الناس يتساءلون: كيف من الممكن أن نجد الوقت مع أن هذا الرجل الطبيب ؟ أي مسؤولياته كثيرة جداً، لا يجد الوقت لنفسه، أو لبيته كيف يجد الوقت للقرآن الكريم ؟ كيف ختم القرآن الكريم ؟ كيف حفظه عن ظهر قلب ؟ كان عاملاً محفزاً لكثير من الناس، ولذلك هذا الهدف إن شاء الله من اللقاء تحفيز الناس، ثم الهدف أيضاً تعريف الناس أيضاً ببرنامج الدراسات العليا في الأداء القرآني.
دكتور محمد سعيد ؛ الآن السؤال الذي يطرح نفسه بعد رحلتك هذه المباركة، وأمامك خيارات كثيرة من الجامعات، المراكز الإسلامية، المراكز التعليمية، المؤسسات التعليمية أون لاين، وغير أون لاين، ما الذي شجعك ودفعك أن تدرس الدراسات العليا في الأداء القرآني؟ أي دخلت في مرحلة الماجستير واجتزتها، ثم سجلت في مرحلة الدكتوراه واجتزتها، ما الذي دفعك إلى هذا الخيار ؟ هناك أسباب، ما الذي دعاك لذلك ؟
ثم سأسألك سؤالاً ثانياً فيما بعد عن الفوائد والنتائج التي حصلتها من هذا النجاح بعد التخرج، لكن في البدايات ما الذي جعلك تختار أن تدخل إلى برنامج الدراسات العليا في الأداء القرآني ؟

دافع الدكتور نصرو للدخول إلى برنامج الدراسات العليا في الأداء القرآني:
الدكتور محمد سعيد نصرو:
أولاً سيدي الذي دفعني لاختيار الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية الثقة، إنها جامعة أول شيء موثوقة، وتعرفت على هذا الجامعة من أصدقاء موثوقين، أول شيء الثقة، أنني أثق بالقائمين عليها، وأثق بالصديق الذي أخبرني عنها.
السبب الثاني: سهولة الإجراءات، سهولة التسجيل، يُسر التكاليف، التعامل مع الطلبة على أنهم جزء من الجامعة، كان التعامل مع الطلبة تعاملاً أخوياً، وليس تعاملاً رسمياً الذي اعتدناه من خلال الجامعات، التواصل الدائم، فأي استفسار كنت أقدمه للجامعة كان يتم الإجابة والاستجابة عن هذا الاستفسار بشكل سريع، الحقيقة أنا قبل الجامعة الأمريكية حاولت أن ألتحق بأكثر من برنامج في أكثر من جامعة، لكن صعوبة الإجراءات، عدم التواصل مع الجامعة، عدم الثقة بمثل هذه الجامعات كان يجعلني أتخوف أن أكمل معهم المسير، فالذي دفعني لإكمال المسير مع الجامعة الأمريكية الثقة أولاً، والثقة عمياء تماماً.
والمسألة الثانية: سهولة الإجراءات، المسألة الثالثة: والأهم هي سرعة التجاوب، حيث كانت طريقة التعامل راقية رائعة جداً، أي على مدار سنة كاملة وأكثر مع هذه الجامعة، أيضاً التحقت مع هذه الجامعة ببرنامج دبلوم القيادات الإنسانية قبل الماجستير، والأداء القرآني، وكانت تجربة سابقة في دبلوم القيادات الإنسانية مع الجامعة الأمريكية، فتواصلهم مع الطلبة يشجع الطالب على أن يستمر معهم، ليس فقط أن يكمل دبلوماً، أو بكالوريوس، لا أن يكمل معهم الماجستير والدكتوراه، والدليل على كلامي أنني بعد إنهاء مرحلة الدكتوراه في هذه الجامعة قامت الجامعة الأمريكية بفضل الله سبحانه وتعالى بمخاطبتي بأنني أصبحت عضواً من أعضاء لهيئة التدريسية في كلية الأداء القرآني، وهذا دليل على أن هذه الجامعة ليست للدراسة فقط بل كانوا يتواصلون معنا، ونكون جزءاً من هذه الجامعة، كأننا فريق واحد، نشعر بشعور الأسرة، كأننا أسرة واحدة، ولسنا جزءاً بعيداً عن هذه الجامعة، وهذه كلها أسباب مشجعة لأي إنسان ممكن أن يستمع لمثل هذه الأسباب.

الدكتور رحابي محمد:
بارك الله بك دكتور، نحن سعداء، نفخر، أنت مصدر فخر لأي مكان تذهب إليه، لأي مؤسسة علمية، أو معرفية، مصدر فخر في علمك، ونجاحك، وطموحك الكبير، وخدمتك للمجتمع، وخدمتك للقرآن، وخدمتك لأهل العلم، نرجو الله تعالى أن ينفع بك، وأن يكرمنا وإياكم، وأن نكون إن شاء الله في صف واحد، في خدمة القرآن، وأهل القرآن إن شاء الله تعالى.
ما الذي أضافه لك برنامج الأداء القرآني دكتور محمد سعيد ؟ ما الذي أضافه إلى علمك ؟ إلى خبرتك ؟

أشياء كثيرة أضافها برنامج الأداء القرآني إلى الدكتور نصرو:
الدكتور محمد سعيد نصرو:
والله الحقيقة أضاف لي الكثير، منها أول شيء: تعزيز الثقة بالنفس لقارئ القرآن، شعرت أن أهل القرآن أصبحوا يشعرون بالغربة في مثل هذه الأوقات، حيث تتجه الأضواء اليوم للفنانين، والمغنيين، ونجوم الطرب، ونجوم الكوميديا، ونجوم اليوتيوب، والفيس بوك، هؤلاء النجوم البارزون الآن على الساحات، وأهل القرآن الكريم كأنهم مهمشون، وكان أهل القرآن يحتاجون إلى ثقة، بعض الناس لا تعرف ما معنى طريقة الإسناد، إذا رجل أنهى قراءة القرآن الكريم، كاملاً، غيباً بإسناد متصل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذه هي أعلى شهادة، وأكثر شهادة أعتز وأفتخر بها، إذا أنهاها الإنسان وأخذ هذا الإسناد في المجتمع بين الناس، لا أريد أن أقول: لا يقام له وزن، فالدراسات العليا في الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية ترفع من قيمة قارئ القرآن، ترفع من قيمة أهل القرآن، فيصبح قارئ القرآن عندما يتكلم للناس.. أنا حاصل مثلاً على الماجستير بالأداء القرآني والقراءات، أو حاصل على الدكتوراه في الأداء القرآني والدراسات القرآنية، هذا يرفع من قيمة قارئ القرآن في نظر أول شيء الناس، في تعامل الناس معه، يتعاملون معه على أنه إنسان أكاديمي، فهذه تعزيز ثقة قارئ القرآن بنفسه، تعزيز الثقة.
أيضاً تعزيز وتحفيز قارئ القرآن، الأولى تعزيز، والثانية تحفيز قارئ القرآن، وحامل القرآن الكريم على أن يستمر بمسيرته العلمية لأن بعض المثبطين، والمحبطين من أهل الزي قد يتهمون بعض الناس، أو بعض أهل القرآن الكريم أنهم لا يفيدون المجتمع بشيء، ماذا يعني حفظت القرآن الكريم ؟ حفظك لنفسك فقط، ماذا قدمت للبشرية ؟ ماذا أنتجت أنت للناس يا أخي عندما تحفظ القرآن الكريم ؟ فهذا قد يثبط قارئ القرآن، الشهادة الأكاديمية تحفز قارئ القرآن لا أن يستمر بعمله، ويستمر بعلمه، وينفع الناس بعلمه، فكما تعلم القرآن يصير عنده فكرة على تعليم القرآن، وذلك مصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال:

{ عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: خيرُكمْ من تعلّمَ القُرآنَ وعَلَّمَهُ }

[أخرجه البخاريُّ والترمذي وأبو داود]

فيحفز، وعندما يصير هناك تحفيز عند قارئ القرآن وحامل القرآن يبدأ ينفع المجتمع.
المسألة الثالثة: بناء قدرات جديدة، الآن نحن حفظنا القرآن الكريم، قرأناه على المشايخ، درسنا شيئاً في ذلك من الجامعة، لكن يضيف إلينا برنامج الماجستير والدكتوراه بناء قدرات جديدة، في التحليل، في فهم الأحكام، فهمها بشكل أكاديمي منظم، في فهم التعريفات، في فهم مخارج الحروف بشكل دقيق جداً، بالنظر إلى القرآن الكريم بطريقة مختلفة، بطريقة أكاديمية، يصير الإنسان أو قارئ القرآن حريصاً وهو يقرأ القرآن الكريم على اللفظ الصحيح، على التغني بالقرآن الكريم بالشكل الصحيح، على إيجاد الروح في القراءة، إيجاد المعنى التفسيري أثناء قراءته، فتضيف لنا قدرات، وهذه القدرات يحتاجها الحقيقة كل أهل القرآن، هي قدرات الأكاديمية بعرض أحكام التجويد.
الآن بعض الناس ممكن أن يكون متقناً لقراءة القرآن، وحافظاً لقراءة القرآن الكريم، لكن لو أردنا منه أن يعلم الناس أحكام التجويد لن يكون عنده قدرات أكاديمية، التي هي قدرات العرض، قدرات أساليب العرض، والتدريس، وفن التدريس، لا تكون موجودة عنده، هذا برنامج الماجستير والدكتوراه يثقل شخصية قارئ القرآن بشكل أكاديمي، يصير إنساناً أكاديمياً قادراً على أن يكون محاضراً في الجامعات، قادراً على أن يكون محاضراً في المدارس، قادراً على أن يكون محاضراً على منصات التواصل، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ويعلم الناس القرآن الكريم، لأنها تضيف له دورات أكاديمية، تضيف له معلومات دقيقة في أحكام التجويد خصوصاً مسائل التعريفات العلمية، لأنه مرات التعريف هو الذي يضبط لنا الأداء، إذا كنا لسنا فاهمين مثلاً ماذا يعني الإظهار ؟ أو ماذا يعني الإدغام ؟ أو ماذا يعني المد اللازم والمد المثقل والوقف والابتداء ؟ لا نفهم تعريفهم، قد يكون التطبيق خاطئاً، إذا فهمنا التعريف بشكل دقيق، الأداء صحيح مئة بالمئة، أو ما يقارب المئة بالمئة.
لذلك كانت تجربتي مع الماجستير بالأداء القرآني والدكتوراه تجربة رائعة جداً، وغنية بالفوائد النفسية، غنية بالفوائد الأكاديمية، غنية أيضاً بالفوائد الروحية، حيث أنها تزيد رابطتنا مع القرآن الكريم، وتقربنا إلى القرآن الكريم، ونشعر أن القرآن الكريم هو مصدر عزة، ومصدر فخر للإنسان الذي يتعلق به، ويرتبط به، كيف لا وهو كلام الله سبحانه وتعالى.

الدكتور رحابي محمد:
الله يفتح عليك، ما شاء الله عليك دكتور محمد ! الله يفتح عليك، وينفع بك إن شاء الله تعالى.
لعل سائل يسأل، ممكن أن يسأل أحد: يا أخي القرآن والجامعة الأمريكية ؟ أي أمريكا والقرآن ؟! نتعلم ديننا، هل وجدت أحداً من غير المسلمين يدرسك القرآن يا شيخ محمد سعيد نصرو في الجامعة أم أن هناك مؤهلين حصلوا على إجازات عالية بالسند المتصل، منهم مثلاً أخونا الدكتور الشيخ محمد عدنان، سنده من الشيخ بكري الطرابيشي، أعلى سند في العالم الإسلامي، أخوك رحابي سنده محمد طه سكر ؟

دور الجامعة الأمريكية في إجادة الدكتور نصرو للقرآن الكريم تجويداً وترتيلاً وإتقاناً:
الدكتور محمد سعيد نصرو:
هذه الجامعة نسبتها لأمريكا كون مقرها في أمريكا، ليست في أمريكا كون منهجها أمريكياً، أو تدرس المنهج الأمريكي، هي نسبة بلد، لو أن مسلماً ولد في أمريكا يكون مسلماً أمريكياً، والمسلم الأمريكي هو أخي، هو مسلم، فالجامعة الأمريكية كون مقرها في أمريكا وسميت الجامعة الأمريكية.
لكن الذين درسونا القراءات، أو الأداء القرآني في هذه الجامعة كلهم مسلمون، كلهم أخوة على قدر عال من الكفاءة في القراءات، وقد حصلوا من قبل أن يحصلوا على الشهادات الأكاديمية على شهادات الأسانيد المتصلة كما تفضلت دكتور بالقرآن والقراءات القرآنية، ونحن لا ندرس شيئاً إلا من القرآن الكريم، أي لا علاقة لنا بأي جانب آخر فكري، أو جانب سياسي، كلها كانت قرآناً كريماً بحتاً، ولنا خير مثال سيدنا صهيب، صهيب الرومي، سيدنا سلمان الفارسي، أي هل إذا قلنا سلمان الفارسي أي هو يحمل المنهج الفارسي؟ أو سيدنا صهيب الرومي يحمل المنهج الرومي؟ هو نسبة، عندما نقول: الجامعة الأمريكية تدرس القرآن الكريم نسبة أن مقرها في أمريكا وليس إلا، ونحن لم نرَ منكم إلا خيراً، يكفي أنكم كنتم سبباً في تعلقنا بالقرآن الكريم، ويكفي أن هذه الجامعة كانت سبباً أيضاً لإجادتنا للقرآن الكريم، تجويداً، وترتيلاً، وإتقاناً، وفعلاً هي إتقان لأداء القرآن الكريم، فعلاً كانت سبباً في أداء القرآن القرآني، وتصحيح القراءة بالشكل الصحيح.

الدكتور رحابي محمد:
نسأل الله أن يكرمنا نحن وإياك بتلاوة القرآن حق التلاوة.
هناك سؤال ربما يكون مهماً من أجل الأخوة المستمعين ؛ هذه المؤسسة التعليمية منحتك هذه الشهادة الأكاديمية، إضافة إلى ما تحمله من شهادات قرآنية، وإجازات دعني أصيغ هذا السؤال بهذه الصيغة: حصلت أنت على شهادة أكاديمية من هذه المؤسسة التعليمية، ما الذي أفادتك على الصعيد المهني والوظيفي ؟ هل هناك فائدة من هذه الشهادة التي أخذتها مع أنها شهادة لم تصدق من وزارة التعليم العالي ؟ لم تصدق من وزارات التعليم العالي لكن هي شهادة من مؤسسة تعليمية، ربما وأنت صدقتها، جاء التصديق من الخارجية الأمريكية قريباً، نبارك لك أيضاً وصول هذه الشهادة وهي مصدقة من الخارجية الأمريكية، لكن هل هناك فائدة على الصعيد المهني الوظيفي الاجتماعي ربما حصلتها بعد حصولك على الشهادة ؟

فوائد حصول الدكتور نصرو على شهادة أكاديمية على الصعيد المهني والوظيفي:
الدكتور محمد سعيد نصرو:
يا سيدي ؛ لا شك أن هناك فائدة، لأن كل شيء مرتبط بالقرآن الكريم له فائدة، لا شك أن هناك فائدة على الصعيد الوظيفي، أول شيء من ناحية نظرة الزملاء الموظفين لزميلهم بالتقدير، بالإعجاب، بالغبطة، هذا الجانب الأول.
الجانب الآخر: أن الإنسان عندما يحصل على مثل هذه الشهادات قد تفتح له آفاق أخرى من مجالات العمل، مثلاً من مجال العمل أصبحت عضو هيئة تدريس الآن عندكم في الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية في الأداء القرآني، فهذا مجال عمل لم يكن متاحاً لي من قبل، فأصبح مجال عمل متاح لي، أيضاً على جانب المدرسة التي أعمل فيها كمرشد ديني، أنا أعمل أيضاً في مدارس النمو التربوي كمرشد ديني، وتربوي، وأعمل أيضاً مدرساً لمادة التربية الإسلامية خصوصاً مع زمن كورونا، ومادة الاجتماعيات، أيضاً هذه كانت على صعيد دوامي في المدرسة، وعملي في المدرسة، وأنا أشكر سعادة السيد أحمد هاشم أبو فاضل، وسعادة السيد محمود ظاهر أبو مصعب، على إتاحة الفرصة لي للعمل في هذه المدرسة بناء على هذه الشهادات، أيضاً منحوني بطاقة شكر وتقدير على صفحة المدرسة، وباركوا لي، وهنئوني على صفحة المدرسة، فهذا كان شيئاً يعزز عملي، المؤسسات العلمية تعزز عملي، تعزز تواجدي، تبني جسور ثقة بيني وبين صاحب العمل، بيني وبين مديري، بيني وبين زملائي، تزيدني قدرة وكفاءة، فأنا الحقيقة أشكر كل من ساهم في وصولي إلى هذه الشهادة، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرفع درجاتنا في الآخرة، وفي الدنيا في القرآن الكريم، القرآن الكريم أنا بالنسبة لي لابد أن يكون غاية كل مسلم، ومقصد كل شاب، لأن الإنسان يرتفع بالقرآن الكريم.
الحقيقة لا يرتفع الإنسان في هذه الدنيا إلا بالقرآن الكريم، والآن أشعر أنا بكلمات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عندما كان يتكلم عن القرآن الكريم يوم القيامة:

{ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ ورتل وارتق كما كنت ترتل فإن منزلتك في آخر آية تقرؤها }

[أخرجه ابن حبان والحاكم]

بل الارتقاء لا يكون في الآخرة، وإنما يكون الارتقاء في الدنيا لمن التزم بكتاب رسول الله تلاوة، وعملاً، وتعليماً أيضاً فكانت لها فائدة بالجانب العملي والوظيفي.

فوائد حصول الدكتور نصرو على شهادة أكاديمية على الصعيد الاجتماعي:
الجانب الاجتماعي مصدر فخر لوالدي، الحقيقة أمي، أنا أريد أن أتكلم عن أمي وأبي، هما مصدر توفيقي في هذه الدنيا، الحقيقة هما بابان من أبواب الجنة، أنعم الله سبحانه وتعالى عليّ بهما، أبي وأمي، الحقيقة أنا دائماً أقول هذا الكلام لأمي وأبي، وهما الآن إن شاء الله يسمعاني، الآن أقول لهم: أنتما وجودكما في الحياة هو سبب توفيقي، ولو لم تكونوا موجودَين معي في الحياة - لا سمح الله - كان من الصعب جداً أن أصل لأي شيء، أنا وصلت اليوم سبب دعائهما، بسبب دعمهما لي، بسبب نظرتهما لي، ووقوفهما بجانبي، عندما كنت آخذ هذه الشهادة على الجانب العائلي والاجتماعي أكون مصدر فخر لأمي وأبي، أي أنا أدخل السعادة على قلبهما.
نحن نعلم أن إدخال السرور على قلب الأم وقلب الأب هذا أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى، لو لم أستفد أية فائدة في الدنيا من هذه الشهادة إلا إني أدخلت السعادة على قلب أمي وأبي فهذا يكفي، أني أدخلت الابتسامة والفرح والسرور على قلب أمي، وأدخلت الفرح والسرور على قلب أبي، وفرحتهم في البيت بمثل هذه الشهادة أن ابنكم يزداد تعلقه بالقرآن الكريم يوماً بعد يوم، يكفيني، لا أريد أي شيء، لا أريد أية فائدة دنيوية، ولا أي شيء إلا أن أفرح أمي وأبي هذا يكفيني على الصعيد الاجتماعي والعائلي.
أيضاً على صعيد الأسرة، أعمامي، عماتي، أخوالي، خالاتي، كل الموجود داخل الأسرة يفرح بمثل هذا الإنجاز، كيف والناس اليوم تفرح إذا ابنهم أخذ مثلاً سوبر ستار في الغناء؟ هم يفرحون، ويعملون له حفلة، إذا أخذ جائزة في كرة القدم، أو ألعاب اللياقة، وإذا أخذ جائزة في لعبة الشطرنج، يفرحون ويكون هذا مصدر فرح لهم، هذه الجوائز قد لا تفيد على الصعيد العملي، ولا تفيد على الصعيد الوظيفي، إنما هي نياشين وأوسمة توضع على الصدر وعلى الرفوف، لكن تسبب فرحاً للشخص، وتسبب له مكانة في المجتمع، فما بالك إذا كان هذا الارتباط مع القرآن الكريم ماذا سيفعل ؟ سيكون سبباً في سعادة الأسرة، والعائلة، والشخص نفسه، وكل المحيط في هذا الشخص إذا ارتبط بالقرآن الكريم، ارتباطنا بالقرآن الكريم هو مصدر عزة وفخر لنا، وإدخال السرور والسعادة على قلب الوالدين هو مصدر عز وفخر لنا، وأنا أنصح كل إنسان أراد أن يدخل هذا المجال أن يجعل نيته أن يدخل السرور على قلب والديه سيوفق، هذا سر من الأسرار بيني وبين نفسي، سر مباح، أو سر مذاع عليّ أن أتكلم به، أنه لا يوجد عمل أقوم به إلا يكون قصدي ونيتي أن أدخل السرور على قلب والدي وأمي، لا يوجد عمل أعمله إلا يكون قصدي من الداخل أن أعمل هذا العمل من أجل أن أفرح أمي وأبي، وأول الناس أخبرهم بأي إنجاز أعمله بحياتي هما أمي وأبي.

الدكتور رحابي محمد:
ما شاء الله عليك ! ذكرتني بالوالد دكتور محمد، والدي رحمه الله كأنك تتكلم بالفعل بلساني حرفاً حرفاً، وكلمة كلمة، يوم ذهبنا إلى الشام لحضور ختم القرآن الكريم عند الشيخ محمد طه سكر، وتسليم الإجازة، الوالد –رحمه الله- كان يبكي، يقبّل يدي الشيخ محمد سكر رحمه الله، ويقبلني، ثم أمسك يدي، قال لي: أنا من الآن وصاعداً سأقبل يدك، فيقول لي: أنت الآن حامل للقرآن الكريم، أنت مجاز، أنت معك سند للنبي عليه الصلاة والسلام، أنت أفضل مني يا بني، فيقول لي: لن أمشي أمامك، لن أجلس أمامك، سأقبل يدك، قلت له: يا والدي ما هذا الكلام ؟ الوالد – رحمه الله - كان مثلما يقال عمدة، كان مختاراً في البلد، كان وجيهاً من وجهاء البلد المعروفين، شخصية قيادية كبيرة، واجتماعية , ذو هيبة شديدة، الوالد –رحمه الله- كان ذا هيبة، لكن أمامي كان يدمع، ويبكي يقول لي: أنت الآن ألبستني تاج الكرامة يوم القيامة، يبكي، ويتكلم بثقة، أنت ألبستني تاجاً يوم القيامة، فكيف لا أقبّل يدك ؟ أنت سبب حصولي على تاج الكرامة، تاج النور يوم القيامة.
الآن أنت تتكلم هذا الكلام، وهو كلام مؤثر جداً أن بالفعل الوالدين هما سبب التوفيق، وهما مفتاح السعادة والنجاح، إذا لم يكن للإنسان نية إلا أن يدخل السرور على قلب أمه وأبيه بحفظ القرآن، بتلاوة القرآن، بإنجازات يحصل عليها من خلال خدمة القرآن، من خلال تلاوة القرآن، هذا وحده يكفي.
ثم عندما ذهبت إلى الدراسة الأكاديمية، والله أكرمني بشهادة الدكتوراه من كلية أصول الدين، فالوالد يقول لي: انظر يا بني أنت الآن قدمت لي شيئاً شخصياً أحسن من كنوز الدنيا، يقول لي: شهادة الدكتوراه هذه أحسن من كنوز الدنيا، ويقسم بالأيمان، يقول لي: والله لو أحضرت لي أموال الدنيا، وأموال قارون لا تعادل عندي هذه الشهادة، شهادة الدكتوراه التي معك، أنا لم أكن أدرك تماماً حجم السعادة التي يشعر بها الأب، والتي تشعر بها الأم عندما ينجز ابنهما شيئاً في العلم، شيئاً في خدمة الدين، فسبحان الله الآن بعدما أكرمني الله بالأسرة والأولاد الآن عندما أرى أولادي يحققون الإنجازات، أو النجاحات، أتذكر تلك السعادة، وأتذكر تلك المقولة التي كان يقولوها لي والدي، والتي كانت تفرح بها أمي، نسأل الله أن يبارك في عمر والديك يا دكتور محمد سعيد نصرو، ويبارك في أولادك، ويبارك في سعيد، وفي هود، وفي جميع عائلتك، وزوجتك المباركة، وأولادك ما شاء الله عائلة قرآن، عائلة علم، عائلة معرفة، نتشرف بك، ونفخر بك، وسعداء أن تكون من عائلة هذه المؤسسة التعليمية، وواحد من فريق العمل في الأداء القرآني، بالفعل لمساعدة الأخوة والأخوات لتحقيق الطموحات، لتحقيق أحلام يسعدون بها مع القرآن الكريم، يكونون أكاديميين في مصاف أهل الشهادات الأكاديمية الأخرى، فالقرآن الكريم هو أعظم وأجلّ وأكبر وأنبل علم، وأكبر كتاب، وأعظم كتاب يُدرس، ويقرأ، التجويد نحن الآن لا ندرس علوم قرآن وإنما أخذنا جزءاً بسيطاً جداً جداً جداً، ربما هي المرحلة الأولى في التعامل مع القرآن وهو:

أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلاً (4)
[ سورة المزمل ]

معرفة الوقوف، وترتيب الحروف هذه كدرجة أولى، والذي يريد أن يدرس دراسة قرآنية؛ تفسير، وعلوم، وأحاديث، له أيضاً ذلك في الأقسام الأخرى في الجامعة.
في نهاية اللقاء لا أدري إذا ممكن أن نسلم على سعيد ابنك، أم أنه غير موجود ؟

الدكتور محمد سعيد نصرو:
والله سعيد الآن بعيد عني.

الدكتور رحابي محمد:
لكن بلغه السلام، وبلغ عائلتك الكريمة السلام.

الدكتور محمد سعيد نصرو:
هو أكيد يرى الفيديو، ويسلم عليك.

الدكتور رحابي محمد:
سلم على والديك دكتور محمد، وعلى أحبابك، بالتالي أخوانك المتابعين من الطلاب، وطلبة العلم على الصفحة الآن.

القرآن الكريم مصدر عزّ وفخر لكل إنسان:
الدكتور محمد سعيد نصرو:
والله يا سيدي ؛ أنا كلمتي الأخيرة ستكون لهم أن القرآن الكريم أول شيء مصدر عز وفخر، وأطلب من جميع الأخوة من طلبة العلم، ومن أهل القرآن الكريم أن يستمروا، وأن يتمسكوا، وأن يستمسكوا بهذا القرآن الكريم، وأن يجعلوه نصب أعينهم، ألا يفكروا بأن مصدر العزة والفخر في غيره، ومن آتاه الله سبحانه وتعالى القرآن ثم ظن أن أحداً أخذ أكثر منه فقد أساء الأدب مع الله سبحانه وتعالى، لا يوجد شيء أعلى من القرآن الكريم.
وأحب أنا أختم إذا سمحت لي يا سيدي ببعض الآيات من القرآن الكريم، أريد أن أختم فيها أنا أحب هذه الآيات جداً، أحب تلاوتها، وأحب أن أسمعها.

الدكتور رحابي محمد:
أسمعنا إلى صوتك، وإلى تلاوتك بارك الله بك.

الدكتور محمد سعيد نصرو:

إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)
[ سورة فاطر]

أسأل الله سبحانه وتعالى يا سيدي أن يجعلنا من أهل الجنان.

خاتمة وتوديع:
الدكتور رحابي محمد:
آمين آمين، بارك الله بك، وأحسن إليك، وجعلنا وإياكم من أهل العلم والقرآن.
شكراً لكل المعلقين في هذا اللقاء الطيب، شكراً لدعواتكم، شكراً لكلامكم الطيب نسأل الله تعالى أن يحفظكم، وأن يبارك فيكم إن شاء الله تعالى، وأن يجعلكم وإيانا جميعاً من أهل العلم والقرآن.
بعض الأخوة يسألون: لماذا لا يكون هناك برنامج لمن يريد أن يحصل على شهادة قرآنية أو إجازة سند من مركزكم ؟
نبشركم خيراً، العمل جار على فتح باب التسجيل للإجازة القرآنية، والحصول على الإجازة القرآنية من مؤسستنا بإذن الله تعالى من كلية الدراسات الإسلامية بالأداء القرآني، سيكون قريباً بإذن الله تعالى، نبشركم بذلك، سيتم الإعلان عن ذلك، سيكون فتح باب التسجيل لهذا الأمر والطلبات أصبحت كثيرة، على الخاص، وعلى العام، وعلى التعليقات نريد إجازة قرآن، نريد القراءة، والسند المتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم، سيكون ذلك، وسيكون هناك إن شاء الله مقرئات ومقرئين بأسانيد عالية للنبي عليه الصلاة والسلام، متقنين جداً، فتنالون إن شاء الله إجازة القرآن الكريم بسند متصل للنبي عليه الصلاة والسلام، حفظاً عن ظهر قلب، أو تلاوة من القرآن الكريم، أو حتى ممكن هناك برنامج يدرس الآن لسور من القرآن الكريم، أو أجزاء من القرآن، بحيث من يستطيع منكم ذلك:

لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)
[ سورة البقرة ]

فمن يستطيع أن يختبر ويجاز بجزء واحد من القرآن، بالجزء الثلاثين جزء عم، بحيث يقرأ جزء عم، ويتلوه تلاوة صحيحة، وسيكون ذلك كله إن شاء الله متاحاً بين أيديكم قريباً بإذن الله تعالى.
شكراً للجميع من شارك معنا، ومن شارك هذا اللقاء على صفحته، حتى يكون إن شاء الله صفحة خير وبركة، وصفحة نور، نور القرآن الكريم، يتحفز ويتشجع كل من يستمع إلى كلام الدكتور محمد سعيد نصرو عن نجاحه، وعن قصة نجاحه المباركة الطيبة، الملهمة لكل من يستمع، ولكل من يتابع.
دكتور محمد سعيد لا يسعني إلا أن أشكرك، إن شاء الله على تواصل، وعلى لقاء وتحياتنا لكم.

الدكتور محمد سعيد نصرو:
تحياتي لكم سيدي، وشكراً لكم على هذا اللقاء، وشكراً لكل من حضر، وكل من علق، وكل من ساعدنا بدعائه، شكراً لكم جميعاً يا سيدي، شكراً لكم.

الدكتور رحابي محمد:
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، وإلى لقاء قريب بإذن الله تعالى، نرجو الله تعالى أن يجعل هذه اللقاءات لقاءات خير وبركة مع أهل العلم والنور، مع أهل العلم والقرآن، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته