الاعتماد الرسمي للجامعات الإسلامية في أمريكا مع الدكتور معن القضاة

  • 2021-02-06

الاعتماد الرسمي للجامعات الإسلامية في أمريكا مع الدكتور معن القضاة


مقدمة :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛ أهلاً وسهلاً ومرحباً بكُم في برنامَجِكُم أهل العِلم والقرآن، ولقاءٌ مُتجددٌ مع أهل العِلم والقرآن، نُخبةٌ من أهل العِلم، نُخبةٌ من أهل القرآن، نُخبةٌ من أهل الفضل والإحسان نلتقي بهم ونَنهل مِنْ مَعينهم الصافي، واليوم لقاؤنا مع الدكتور معن القضاة، دكتوراه في الدراسات الإسلامية، تَخصُّص اقتصاد إسلامي، والدكتور معن رئيس جامعة الهُدى في أمريكا، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء في مَجمَع فُقهاء الشريعة في أمريكا، مرحباً بكم دكتور.

د. معن القضاة:
أهلاً وسهلاً ومرحباً، حياكُم الله دكتور رحابي.

د. رحابي محمد:
جَزاكَ الله خيراً؛ وشكراً لكُم لوقتِكُم الثمين المُبارك، ولقاء اليوم سيكون مُتابعةً للقائنا السابق حول أهمية الاعتماد الرسمي للجامعات الإسلامية في أمريكا، حتى تُصبح جُزءاً مِنَ المنظومة التعليمية في أمريكا، هناك بعض الاستفسارات، بعض كما يُقال التساؤلات عن هذه الجامعات، وأنتُم أحد العاملين أو المؤسسين لهذه الجامعات، مثل جامعتكم الموقَّرة جامعة الهُدى، هناك سؤالٌ يَرِد إلينا وإلى بعض الإخوة الكرام ونُجيب عنه دائماً، هل يُشترط في الجامعات الإسلامية في أمريكا أن تكون مُعتمدةً رسمياً حتى تستطيع هذه الجامعات الإسلامية الأمريكية استقطاب طلبة العلوم الشّرعية سواءً مِنْ أمريكا أو مِنْ خارج أمريكا؟

هل يُشترط للجامعات الإسلامية في أمريكا أن تكون مُعتمدة؟
د. معن القضاة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله الحقيقة هذه الحلقة هي استكمالٌ للحلقة الأولى التي تكلّمنا فيها عن موضوع الاعتماد والفرق بينهُ وبين الاعتراف إلى آخرهِ، الإجابة على هذا السؤال أخي الكريم ببساطة لا، يعني لا يُشترط، ولا يُطلب قانوناً من الجامعات الإسلامية الأميركية أن تكون جامعات مُعتمدة، تستطيع الجامعة الإسلامية أن تُمارس عَمَلها بشكلٍ نظاميٍّ قانوني، وتُعطي شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ما دامت مُرخّصةً ومُسجّلةً داخل الولاية التي تعمَل فيها، هذه من ناحية، مِنْ ناحيةٍ أُخرى، عددٌ لا بأس به من الجامعات الأميركية الأُخرى لا تُمانع أبداً أن تَقبل في برنامج الماجستير، أو برنامج الدكتوراه خريّجي الجامعات الإسلامية الأمريكية غير المُعتمدة accredited Non وقد وقع ذلك مراراً، يعني عددٌ من الإخوة خريّجي الجامعة الإسلامية الأمريكية في ديترويت - ميتشيغن، أنا كنت يعني قائماً بأعمال العميد الأكاديمي فترةً من الوقت، أحد الخريّجين سافر إلى بريطانيا ودرسَ ماجستير ودكتوراه، يمكن دكتوراه على ماجستير الجامعة الإسلامية الأمريكية، عدد مِنْ طُلابنا في الجامعة الأمريكية المفتوحة هُنا في أمريكا ولعلّها أقدم جامعةٍ سُجِّلت، قُبل للدراسات العُليا في بعض الجامعات الأُخرى الأمريكية ولم يَشترطُ الاعتراف، الحقيقة هذا ليس مقياساً جامعاً مانعاً مُتّفَقاً عليه، كُلُّ جامعةٍ مِنَ الجامعات الأمريكية لها سياسةٌ رُبما تختلف مِنْ قريبٍ أو مِنْ بعيدٍ عن بقية الجامعات.
حتى في السوق، حتى في مؤسّسات العمل، بعض المؤسّسات مثلاً والشرِكات، لا يُشتَرط للمُتقدم لها أن يكون مُعتمداً، يكفي أن تكون الجامعة مُسجّلة، وذات سُمعةٍ جيدة، الأساتِذة التي فيها معروفين، برنامجها قوي، وهذا الحقيقة يكفي وزيادة، يعني لا على مُستوى سوق العمل، ولا على مُستوى الدراسات العُليا داخل أمريكا تخيَّل! لا يُشترط الحقيقة أن يكون الخريج خريج جامعةٍ مُعتمدة، لكن أخي الكريم على المدى البعيد حتى تُؤسِّس فعلاً لجامعةٍ إسلاميةٍ أمريكية، كما تفضّلْت تُصبح جُزءاً من منظومة التعليم العالي الأمريكي، لا يَسعُك إلا أن تَسعى للاعتماد الرسمي لأن السّواد الأعظم والأعمْ الأغلب مِنَ الجامعات الأمريكية العادية لا تَقبل خريجي الجامعات غير المُعتمدة، ليسَ لأنها إسلامية بل حتى لو كانت هذه الجامعة نصرانية، أو يهودية، أو بوذية، أو لها أي دينٍ تلتزم به، لا تَقبل شهادات الخريجين لأن هذا الخريج جاء مِنْ جامعةٍ غير مُعتمدة، فعلى المدى البعيد رُبما يكون هُناك بعض الأسئلة الأكثر دقةً، حول موضوع فوائد الاعتماد، لكن على المدى البعيد يعني يُفضَّل كثيراً كثيراً للجامعات الإسلامية أن تَسعى للاعتماد الرسمي داخل أمريكا.

د. رحابي محمد:
جميل؛ إذاً خُلاصة هذه النُقطة أن الجامعات الأمريكية أو الجامعات الإسلامية التي يقوم عليها أِكفّاء، مؤهّلون، أكاديميون، خريجون مِنْ جامعاتٍ عَريقة، ولهُم سُمعةٌ طيبة، وهم أكاديميون، مؤلِفون، باحِثون، قائمون على هذه الجامعات لا يُمانِعون أو هذه الجامعات لا تُمانع باستقطاب واستقبال طلبة العِلم سواءً من داخل أمريكا أو من خارج أمريكا، حتى لو لم تَكن هذه الجامعات الإسلامية الأمريكية التي أُنشئَت في أمريكا ورُخِّصَت في أمريكا غير مُعتمدةٍ رسمياً لدى وزارة التعليم العالي في أمريكا.
جزاك الله خيراً دكتور معن؛ لعلَّ سؤالاً آخر يطرح نفسهُ، الطالب الذي يدخُل هذه المؤسّسات التعليمة هذه الجامعات ويدرُس فيها سنة سَنتين فصل فصلين ثلاثة أو أكثر، أو يأُخذ برنامج دكتوراه، أو برنامج ماجستير، أو بكالوريوس ثم يتَخَرّج، يَدرُس المواد، يُقدّم الأبحاث، يجّتاز الاختبارات، يُناقش رسالة الماجستير وأطروحة الدكتوراه، مُناقشةً عَلنية، أو مُناقشةً خاصةً ثم تَظهر هذه المُناقشة على الملأ بدرجة جيد، جيد جداً، مُمتاز، هذا الطالب دكتور معن ما مَصيرهُ بعد أن يَتَخرّج من حيثُ سوق العَمل في أمريكا مثلاً، أو لِنقُل خارج أمريكا؟ ثم هل له إمكانيةُ القُبول في الدراسات العُليا أيضاً داخل أمريكا، وخارج أمريكا؟ يعني أنا كطالبٍ أُريد أن أدخُل في جامعة الهُدى أو الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية، أو أي جامعةٍ من الجامعات الكبيرة، أو المشهورة، أو التي أسّسها عُلماءٌ ومَشايخٌ أفاضل في هذا البلد، يقول طالب: ما مَصيري وما هو مُستقبلي في سوق العَمل الأمريكي أو خارج أمريكا؟

أسواق العمل المتوفرة لخريجي الجامعات الإسلامية داخل وخارج أمريكا:
د. معن القضاة:
الحقيقة الإجابة عن هذا السؤال تختلف باختِلاف المكان الذي يرغب الطالب في التقديم له، سوق العمل على مُستوى أمريكا قد يكون سوق عَملٍ عادي، وقد يكون سوق عَمل داخل مؤسّسات العَمل الإسلامي يعني المساجد وبقية الجامعات الإسلامية والمعاهد والمدارس الإسلامية، وهي الحقيقة مُنتشِرةٌ عِندنا الحمدُ لله رُبما أكثر مِنْ خمسمئة مدرسةٍ إسلاميةٍ داخل أمريكا، الذي عليه العمل الآن أن عدد الإخوة الخريجين قد يَحصُل على وظيفة، بل حَصَل على وظائف، بل بعضهم تعيّن كمُدّرس تربيةٍ إسلامية، وقرآن، ولُغة عربية، قبل أن يَحصُل على الشهادة، عندنا مثلاً إحدى الطالبات لم تتخرج حتى يومِنا هذا، لكنها حصّلت عملاً كمُدرِّسة دراسات إسلامية، وقرآن، ولُغة عربية للناطقين بغيرها، فقط لأنها طالبة في جامعة الهُدى، وقدّمت لمؤسّسة العمل التي قَدّمت لها كشف العَلامات وشاهَدوا أنها قطعت شَوطاً لا بأسَ به، فأعطوها الحقيقة وظيفة، أعطوهاfull time job فقط لأنها طالبة كُلية الشريعة في جامعة الهُدى، وعندنا طالب على وشَك التخرُّج من برنامج ماجستير الاقتصاد والتمويل الإسلامي، حَصل على قُبولٍ مِنْ إحدى الجامعات العريقة في ماليزيا للدكتوراه، بناءً على ماجستير الاقتصاد والتمويل الإسلامي مِنْ جامعة الهُدى.
فسوق العمل أخي الكريم إذا كان المقصود فيه سوق العمل الإسلامي، الحقيقة المسلمين يعلمون جيداً قُدرات الجامعة ويَكّفيهم الثقة بالقائِمين على الجامعة، إذا عَرفوا أن هذا الطالب خريج جامعة يعمل فيها الدكتور رحابي مثلاً، يعني يَقْبَلوه ويُعطوه وظيفة، تَخرّج مثلاً من جامعة مِشكاة مِنْ عند شيخنا الدكتور صلاح الصاوي يُعطوه وظيفة، إذا كان موضوع الوظيفة المُتقَدم لها مثلاً إمام، أو مُدرّس مثلاً قرآن، أو مُدرّس دراسات إسلامية في المدارس الإسلامية.
الآن الجامعات كما أسلفتْ في إجابة السؤال السابق تختلف باختلاف الجامعات الأميركية داخل أمريكا هُنا، تَختلف باختلاف سياسة الجامعة مِنَ الجامعات مَنْ يقبَل ومِنهُم مَنْ يَرفُض، عدد مِنْ خريجي الجامعة الأمريكية المفتوحة في فرجينيا تقدّموا للماجستير والدكتوراه داخل أمريكا لجامعاتٍ أُخرى وقُبِلت شهاداتهم، بعضُهم خَرج من أمريكا بشهادة البكالوريوس أو الماجستير، وتقدَّم لجامعاتٍ أُخرى حول العالم لِنَيل الدرجة التي تَليها، إن كان بكالوريوس ماجستير، وإن كان ماجستير دكتوراه وقُبلوا الحقيقة، يعني لم يكن موضوع الاعتراف الرسمي عائقاً لهم، المؤسّسات هُنا الشركات American Corporateبعضُهم حقيقة يَقبل أن يَتقدّم ويُعطون وظيفةً لِمن يَحمِل درجة بكالوريوس من جامعةٍ مُسجّلةٍ ولا يُشتَرط لهذه الجامعة أن تكون مُعتمدةً اعتماداً رسمياً، لكن هذا الحقيقة الاستثناء وليسَ الأصل، الأصل أن الجامعات هُنا لا تَقبل شهادةً إلا من جامعة مُعتمدة، بل التنافُس أكثر من ذلك بكثير، حتى خريجي الجامعات المُعتمدة يَتنافسون على حسب سُمعة الجامعة، مثلاً خريج حقوق من هارفرد أو خريج من جامعة هيوستن تقدَّما لوظيفة واحدة، خريج هارفرد يُقدّم على هيوستن لأن مُستوى وسُمعِة هارفرد في كُلّية القانون أحسن من جامعة هيوستن وهكذا، فالتنافُس ليسَ فقط على موضوع الاعتراف وإنّما على سُمعة الجامعة والترتيب الذي يسمُونه تقسيمات على حَسب كفاءة وجودة وخبرة الجامعة.

د. رحابي محمد:
جميل؛ إذاً كفاءة الجامعة، ورُبما كفاءة المنهاج الذي يَدرُسهُ هذا الطالب، في الحقيقة دُكتور معن لنكن رُبما صريحين أكثر وواقعيين، طُلاب الجامعات الإسلامية الذين يدرِسون في الجامعات الإسلامية، ويتَخرَجون بكالوريوس، أو ماجستير، أو دُكتوراه كما أرى والله أعلَم يعني وجهة نَظري، أنَّ سوق العمل الذي ينتظِرهُم إمّا مَسجد، وإمّا مدرسة إسلامية، أو في المراكز الإسلامية والمراكز الدَعوية يكون له مؤهِلاتٌ تؤهلهُ للصدارة أو للتكلُّم، أو لكتابة بحث، فإذا دخل إلى مؤسّسةٍ ليسَ لها أصلاً اسمٌ في الجامعات العالمية ولا الاعتراف، ولكن عندهُم مَنهَج، عندهُم كُتب فقه، وعندهُم دراسة أصول التفسير، وأصول الحديث، وخُرِّج لديهم عالم، باحث، أكاديمي، فهذا أعتقد لا يبحث عن شهادةٍ يُعترف بها أو لا يُعترَف بها، بقدر ما يبحث عن قدرٍ مِنَ العِلم يؤهلهُ لتقديم عِلم صحيح، التمييز بين الصحيح والفاسد من المعلومات الإسلامية، يعني هذا ما أراه والله أعلم، خُصوصاً لإخوانِنا وأخواتِنا اللواتي يبحثن عن مُتابعة دراسات إسلامية، يعني إذا أخذ بكالوريوس مِنْ جامعة الهُدى، أو جامعة مِشكاة، أو الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية، أو أي جامعة أُخرى إسلامية في أمريكا، لا أعتقد أنه يُريد أن يُقدّم إلى جامعة هارفورد أو جامعة كذا من الجامعات لمُتابعة دراسته، إنما يُريد أن يُمارس الدعوة والعمل التعليمي العلمي الشرعي الصحيح، هل توافق هذا الرأي دكتور معن؟

المؤهلات المطلوبة لمُمارسة الدعوى والعمل التعليمي الشرعي:
د. معن القضاة:
نعم أخي الكريم، وبالخِبرة العملية الشهادة الجامعية يعني كما ورد في القرآن:

قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18)
[سورة طه]

هي فقط درجةٌ علميةٌ تُمنح للطالب لكن الحقيقة سُمعة الخريّج، وأداء الخريّج، وقدرتِهِ على العطاء تعتمد عليه هو، يعني كم مِنَ الناس مثلاً تخرّجوا مِنْ جامعةٍ عريقة لكن ليس له تأثيرٌ في الواقع، وإذا تكلّم لا يُعتد برأيه، ولا بِقُولِه حتى في مجال اختِصاصه، لأن الحقيقة ما قدّم شيئاً للناس، فموضوع القُدرة على التأثير وصِناعة الرأي العام، والإرتقاء بمُستوى الناس لا يحتاج إلى التخرُّج من جامعات مُعتمدة، يحتاج إلى أولي العَزم مِنَ الرجال والنساء مِنْ أصحاب الرسالة، الحقيقة هذا هو المُتيسّر الآن في أمريكا، كم من الإخوة والأخوات مِنْ خريجي هذه الجامعات صَنعوا أنفُسَهُم بأنفُسِهم، الشهادة أخي الكريم تُعطيك رُبما ولا أُبالغ أبداً تُعطيك رُبما خمسةً أو عشرةً بالمئة فقط مِنْ قوتِك العلمية، لكن الباقي بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، يَعتمد على الشخص ذاتهِ، كم يتحرك في الدعوة؟ كم يُنتج علمياً؟ كم يُشارك في مؤتمرات؟ كم يَخطُب الجُمعة؟ كم يُدرس؟ كم يُفتي؟ كم يُصلِح بين الناس؟ طبعاً نتكلم عن مجال الدراسات الإسلامية، كيف يَقضي بين الناس؟ كم يَتخصص في موضوعٍ دقيق؟ وليكن مثلاً فقه الأُسرة، أو فقه المُعاملات المالية، فيُبّرز في هذا المجال حتى يُصبح مَرجِعاً عند المسلمين في مجاله هو، هذا الحقيقة ما جاءَ مِنْ شهادةٍ مُعتمدة، إنما جاء بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، والجهُد والعمل الدؤوب ليل نهار، حتى صَنع نفسَهُ بِنفسِهِ فأصبح شيئاً مذكوراً، بعد أن لم يكن شيئاً مذكوراً.

د. رحابي محمد:
نعم دكتور؛ بصراحة أتذَّكَر كُنت أعمل في مركزٍ رسميٍّ حكومي، القائم كان أو Supervisor على المُفتين القائمين ومعهُم شهاداتٌ عُليا ماجستير ودكتوراه وأئِمة ولهُم خبرة، ودارسين، وباحثين، وأكاديميين، وعلى درجة عالية القائم عليهم كُنّا نَرجِع إلى شخصٍ هو كبير المُفتين ليس معهُ شهادةً عُليا، لكن كان جَبَلاً مِنَ العِلم يَتحرك على الأرض، كان موسوعةً علميةً مُتحركة، كان ما شاء الله؛ فلذلك كلامك بالفعل واقعيٌّ ومنطقي وهذا هو الواقع الذي يُثبت هذه النظرية.
لو دكتور معن تَسمح لي أن أسأل سؤالاً آخر في هذا الصَدَّد، بالنسبة للاعتماد الرسمي للجامعات الإسلامية الأمريكية ما فائدتهُ مِنْ حيثُ المِنح الدراسية، والبِعثات والمُساعدات الحكومية للطُلاب غير المُقتدرين على دفع الرسوم أو مُتابعة الدراسة في الأقساط الفصلية أو السنوية؟

فائدة الالتحاق بالجامعات المُعتمدة:
د. معن القضاة:
نعم؛ متى ما دَرس الطالب أو التحق بجامعةٍ مُعتمدةٍ اعتماداً رسمياً على مُستوى الولايات المتحدة، هُنا في أمريكا عندنا رُبما جامعة أو جامعتين فقط، إحداهُما جامعة الزيتونة التي قام عليها أخونا الشيخ حمزة يوسف في كاليفورنيا، هذه جامعةٌ إسلاميةٌ تُعطي درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، وهي مُعتمدةٌ اعتماداً رسمياً من وزارة التعليم العالي الأمريكية، يعني مُعترف فيها في كُل الدنيا، فائدة الالتحاق بالجامعات المُعتمدة أن الطالب أولاً يستطيع أن يَتقدَّم على المنح والبعثات والعَطاءات المالية، التي تُقدَّم إلى طلبة الجامعات، يوجد مِنحٌ دراسيةٌ على مستوى الولاية، ويوجد برنامج Financial Aid، Scholarship وغيره، هذه الحقيقة الجهات الرسمية على مستوى الولاية وعلى مستوى الفيدرال لا تعطي هذه المنح والأموال إلا لمَن يلتحق بجامعةٍ مُعتمدة فهذه الفائدة الأولى.
الفائدة الثانية: إمكانية نقل المواد أو الساعات المُعتمدة مِنْ وإلى الجامعة، يعني طالبٌ مثلاً يَدرُس في جامعة الزيتونة، وأتى بساعاتٍ مُعتمدة من جامعة الهُدى، التي ما زالت قيد الاعتراف رُبما تعترف جامعة الزيتونة بهذه الساعات والمواد التي أخذها الطالب ورُبما لا تعترف على حسب سياسة الجامعة، لكن العكس الحقيقة يختلف، يعني لو كانت الجامعة ليست مُعتمدة، وجاء الطالب بساعاتٍ من جامعةٍ مُعتمدة، هذه الجامعة الغير مُعتمدة لا يَسعُها إلا أن تقبل هذه الساعات لِمَ؟ لأن هذه الساعات جاءت من جامعةٍ مُعتمدة.
الفائدة الثالثة وقد تكون هي الحقيقة فائدةً دعويةً وعلميةً في نفس الوقت، أنَّ الأعمّ الأغلب من الطُلاب الأمريكيين غير المسلمين إذا أراد أن يتعلَّم ويأُخذ مثلاً بعض المواد الحُرّة التي يسمونها Electives، يعني يدرُس في جامعةٍ عريقةٍ وأعطوه مثلاً تسع ساعات خُذها في أي مكانٍ تُريد مثلاً حول العلوم الإنسانية، لو كانت الجامعة الإسلامية ولتكن مثلاً الجامعة الأمريكية المفتوحة أو جامعة الهُدى جامعةً مُعتمدةً يستطيع هذا الطالب أن يأتيك ويأُخذ المعلومات عن الدين الإسلامي مِنْ عُلماء المسلمين، بدل أن يأُخذ هذه المعلومات مِنْ غيرهم مِنَ الناس، الحقيقة للأسف حتى يومنا هذا بسبب قلة عدد الجامعات المُعتمدة مِنْ يرغب في الدراسات أو ما يُسمى بالدراسات الإسلامية يذهب إلى جامعة هارفرد وجامعة Yale وغيرها، والحقيقة الفرق في طريقة التدريس ونوعية المادة العلمية المُقدّمة بين الجامعات الإسلامية على بساطتها وقلة خبرتها وتواضُع إمكانياتها المادية لكن المادة العلمية التي تُقدّم هي مادة شريعة، لكن ما يُدّرَس في الجامعات الأمريكية العادية يختلف تماماً، فلا ينظرون إلى الإسلام على أنه دينٌ وشريعةٌ فيها عقيدةٌ وفيها أُصولٌ وفيها فقهٌ وفيها لغةٌ عربيةٌ وفيها تفسيرٌ وفيها أحاديث، لا، هم ينظرون إلى الإسلام على أنه حضارةٌ وتاريخٌ وثقافة، فيدرس الطالب عن الإسلام ولا يدرس الإسلام ذاته، ويعني يُدَس السُّم في الدسم ويُلقّن الطالب معلومات خاطِئة لأن الأستاذ الذي يُدرّس هو الحقيقة ليس مسلماً وفاقد الشيء لا يُعطيه، فالنُقطة الثالثة والحقيقة الأخيرة والتي هي إمكانية ولو اُعتمدَت هذه الجامعات أن يأتي الطُلاب غير المسلمين من الباحثين عن الحقيقة فيأُخذ بعض المواد عن الدين الإسلامي يأُخذها من أفواه عُلماء وعالمات الإسلام بدل أن يأُخذها مِنْ غيره، ولن يلجأ لك هذا الطالب إلا إذا كانت جامعتك جامعةً مُعتمدة.

د. رحابي محمد:
جميل جداً؛ والله هذه فكرةٌ ونقطةٌ مُهمة، نرجو الله تعالى أن يُعين على أن تكون هذه الجامعات الإسلامية كُلها في أمريكا مُعتمدةً وإن شاء الله مُعترفاً بها، ولكن في النهاية مادام القائمون عليها ذو كفاءةٍ عالية، ذو سُمعةٍ طيبة، ذو أكاديميةٍ حاضرةٍ في الكتابة وفي البحث والأداء، لعلَّ هذا أيضاً مُهمّ، كما أعتقد دكتور معن ليس فقط للناس الباحثين عن معرفة الإسلام إذا جاؤوا إلى جامعات إسلامية ليعرفوا الإسلام مِنْ أهلهِ ومِنْ عُلماء أَكفّاء، ليس فقط من غير المسلمين بل حتى مِنْ طُلاب العِلم المسلمين جديرٌ بهم أن يذهبوا إلى جامعاتٍ يقوم عليها أكفّاء، يعني القائم على هذه الجامعة المُعلّمون المدرّسون أكفّاءٌ وليس أيَّ كلامٍ كما يُقال.
قبل أن نختِم بسؤال أخير عن مُتطلبات الاعتماد بشكلٍ عام، لعلّي أُبَشرّكُم أنه في هذا الصَدد رُبما يَستغرب البعض، مؤخراً سيدي الدكتور معن استحدثنا في الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية، الناس يستغربون! كيف جامعة أمريكية وفيها كُلّية دراسات إسلامية؟ كيف جامعة أمريكية للعلوم الإنسانية وكذا وفيها شيءٌ اسمه القرآن الكريم؟ استحدثنا فرعاً أو قسماً جديداً في الدراسات الإسلامية أو في الدراسات العُليا اسمه الدراسات العُليا في الأداء القرآني، وهذا موجّهٌ فقط للمُجازين والمُجازات لحملة الشهادات الجامعية لتأهيلهم وإعدادهم ليكونوا مرجِعاً موثوقاً في التجويد والأداء، ثمّ يُمنح درجة الدراسات العُليا ماجستير أو دكتوراه ضمن ساعاتٍ أكاديميةٍ مُعينة، من بعض الأسئلة المُثيرة: والله لم يبقَ غير أمريكا لتمنَح شهاداتٍ عُليا لحَفَظة القرآن الكريم! قرآنٌ برعاية أميركا! الناس لا يعلمون أن هذه الجامعات يقوم عليها حُفّاظ ٌمُجازون، مُتقِنون، درسوا في جامعاتٍ عريقةٍ ثم أكرمُهم الله والظروف جاءت بهم إلى هذا البلد ليُكملوا حياتهم، ثم ليَفتحوا هذه المدارس وهذه المؤسّسات، فهذا آخر شيءٍ مما وصَلَنا من بعض الأسئلة والاستفسارات أحياناً، كيف دراسات عُليا بالقرآن الكريم برعاية بلدٍ كأمريكا!

واجبات المُقيم داخل أمريكا:
د. معن القضاة:
هذه تحقيقٌ لنبوءة النبي صلى الله عليه وسلم:

{ ليَبْلُغن هذا الأمر ما بلغ اللَّيل والنَّهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أدخله اللهُ هذا الدِّين، بِعِزِّ عَزِيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلًّا يُذِلُّ الله به الكفر }

[رواه الإمام أحمد والطبراني والبيهقي]

نعم أخي أمريكا على ما فيها من انحراف و شُذوذ وعقائد فاسدة لكن أخي :

قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ(128)
[سورة الأعراف]

المسلمون في أمريكا الحقيقة قوّةٌ لا يُستهان بها وعندهُم الحمد لله كفاءاتٌ أكاديميةٌ وعلميةٌ ومالية، فقط المطلوب أن توضَع هذه المصادر الموجودة مع بعضها وتَتوحًّد حتى تُنتِج جامعاتٍ إسلاميةٍ ويتخرّج من عندنا عُلماء مسلمون أمريكيون، لأن المسلمون حقيقة ليسوا ضيوفاً وليسوا عابري سبيل وأمريكا بالنسبة لهم مُستقرٌّ ومُقام، هذه بلادهُم هُم مُقيمون فيها، فمِن واجبات المُقيم في هذه البلاد أن يُحافظ على هويته وانتمائهُ، ولن يتم ذلك إلا عن طريق ترسيخ ونشر علوم الشريعة نشراً صحيحاً من عُلماء المسلمين، وأن تكون هذه الجامعات مُعتمدةً وسيكون ذلك:

إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا(6)
[سورة المعارج]


د. رحابي محمد:
نعم بارك الله فيكُم؛ نرجو الله تعالى ذلك قريباً إن شاء الله، وأن يُقرَّ عيوننا جميعاً إن شاء الله بذلك.
دكتور معن؛ مُتطلبات الاعتماد الرسمي بشكل عام، لأيَّ جامعةٍ في أمريكا، ما هي المُتطلَبات التي تطلَّبها الحكومة أو التعليم العالي لتكون هذه المؤسّسة التعليمة مُعتمدةً أو مُعترفاً فيها، لكن باختصار نحنُ قدّمنا في حلقةٍ سابقةٍ عن قضية الاعتماد والاعتراف، وما شاء الله فصّلت كثيراً في تلك الحلقة كثيراً عن الإجراءات التي ينبغي أن تسلُكها الجامعة في سبيل حصول الاعتراف الرسمي، وأيضاً المؤسّسات الخاصة التي تَمنح الاعتماد والاعتراف، لكن بشكلٍ عامٍ ما هي مُتطلبات الاعتراف الرسمي في الجامعات الأمريكية؟

مُتطلبات الاعتراف الرسمي في الجامعات الأمريكية:
د. معن القضاة:
باختصار أخي الكريم أمريكا بلد التعليم وينبغي لكُل طالب عِلمٍ ولكُل عالمٍ ولكُل أُستاذٍ يُقيم في هذه البلاد أن يستفيد مِنْ هذه التجربة المُتراكمة الحقيقة في مؤسّسة التعليم الأمريكية، الحقيقة هو نظامٌ راقي، يعني أنا لا أستطيع أن أُجري مُقارنةً مثلاً بين قُدرة، وأداء، ومنهجية، وطريقة عمل جامعة الهُدى لمّا بدأنا في 2011 والآن في عام 2020، الحقيقة الفرق شاسعٌ وكبيرٌ جداً، مؤسّسات الاعتماد عندها مقاييس، هذه المؤسّسة مؤسّسة ساكس التي نعمل معها فيما يخص الاعتماد، مضى على عملهم الحقيقة أكثر مِنْ أربعين عاماً من الزمن، وهم الحقيقة في تطورٍ وتجديدٍ وتحديثٍ دائمٍ للمقاييس والمواصفات هم الحقيقة يتأكدون مِنٍ جودة العِلم وجودة التعليم عن طريق التأكُد من المادة التعليمية، ولا يَتدخلون فيها بالمُناسبة، يعني لا علاقة لهم أن الله واحد، أو أنَّ الله سبحانه وتعالى هو جزءٌ من الثالوث، أم عيسى عبد الله ورسوله أم هو ابن الله، الحقيقة لا علاقة لهُم به، هُم يتأكدون أنَّ الأُستاذ الذي يُدرِّس يَحمل درجة الدكتوراه من جامعةٍ مُعتمدة، وأنه قادرٌ على التدريس، وأنهُ يتكلم اللغة الإنكليزية بطلاقة ووضوح يستطيع أن يُوصلها للطُلاب، وأن المنهَج واضحٌ وبيِّن، وأنه مُقسَّمٌ إلى وحدات، وأن هناك طريقةٌ لاختبار الطالب، هناك اختباراتٌ شفهيةٌ واختباراتٌ تحريرية، وهناك Material exam، وFinal exam ومُحاضراتٌ أسبوعية، ومُدة المُحاضرة، الواجب الأسبوعي، البحث الحقيقة الذي يقدمهُ الطالب، نظام القبول والتسجيل، على أي أساسٍ يُقبل الطالب؟ تنظيم الجامعة عموما،ً هل فيها مجلس أُمناء؟ ولها رئيس؟ وفيها رؤساء أقسام؟ مَنْ هُم رؤساء الأقسام؟ وما هي تخصُصاتهُم؟ وما هي خبراتهم؟ الوضع المالي للجامعة، من أين تأتي الجامعة بالمال؟ مِنْ أين تُنفق على نفسِها؟ هل هي مُستقرّةٌ مالياً أم لا؟ النظام الإداري مَنْ الذي يُعيّن؟ مَنْ الذي يفصِل؟ كيف يُعيّن؟ وكيف يفصِل مِنَ الجامعة؟ كيف يُتخَذ القرار داخل الجامعة؟ كيف تستطيع الجامعة أن تُقيّم نفسِها بِنَفسِها؟ يُسمونها institutional effectiveness، يعني أنت تُقيم برنامجاً أنت تصنعهُ بنفسك، تتأكد أن الطُلاب يُعطوك تقييماً جيداً، أنك أنت فعلاً تؤدي عملك بشكلٍ جيد، كيف تنهض بالأداء؟ فالمُقررات والأساتذة وكفاءتهم، والموظفين، والقَبول، والتسجيل، ونظام الجامعة عموماً، النظام الداخلي هذا كله يَتدخلون فيه.
بعض الإخوة يعتقد أنه حتى تكون الجامعة مُعتمدةً يجب أن تكون لها مليونان أو ثلاثة ملايين دولار مُخزّنةً ومُودعةً في حسابها هذا الكلام أخي الكريم ليس صحيحاً، إذا كانت الجامعة تَتقدم للاعتراف على أنها جامعة أون لاين يكفي أن تُثبت فقط لساكس أو لِمؤسّسة الاعتماد أن عندك الحقيقة رصيدٌ يكفيك أن تُغطّي نفقاتك ومصاريفك لستة أشهر بدون أي دولارٍ يدخُل عليك، إذا عندك رصيد Reserve يكفيك لستة أشهر إذاً أنت وضعك المالي جيد، كم مضى على عملك؟ سنةٌ أو سنتين؟ لا! أنت الحقيقة مازلت في وضعٍ حرج، لكن إذا مضى عليك رُبما عشر أعوامٍ من الزمان، ما عليك ديون تعمل بما يسمى: Financial adapt، يعني تأتي بـ cbn indepent مِنْ خارج الجامعة ويقوم بالتقييم المالي والمُراجعة الدقيقة ويقدِّم تقريراً سنوياً، لا بُد الحقيقة لمؤسّسة الاعتماد أن تعرف مِنْ أين يأتي هذا المال؟ وكيف يُنفَق؟ ومَنْ الذي يُنفقه؟ وما صلاحياتهُ؟ كم يأتيك مِنَ الرسوم؟ كم يأتيك من الاستثمار؟ كم يأتيك مِنَ التبرُعات؟ هل مضى على عمَلك عددٌ مِنَ السنوات؟ عدد الطُلاب الذين عندك؟ طريقة تقييمهُم؟ البرامج الموجودة، مَنْ الذي أنشأها؟ يعني الجماعة أخي الكريم يَتدخلون في كُلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ حتى يصلوا إلى قناعةٍ لا شك فيها أن هذه الجامعة جامعةٌ الحقيقة تستحق أن تُسمى جامعةً أمريكيةً وتستحق الاعتماد لأنه مستواها في الأداء، والتدريس، وكفاءة الأساتذة، والنظام التعليمي ذاته نظامٌ قويٌّ يُطابق ما عليه مستوى التعليم العالي داخل أمريكا، هذا الحقيقة العمل منذ أن تُقدِم لساكس حتى تصل إلى مرحلة الاعتماد الرسمي تحتاج ما بين ثلاث إلى خمس سنوات ليس حولين كاملين، لا حولين وحولين وأيضاً رُبما حولين مِنَ البداية حتى النهاية، رُبما مِنْ ثلاث إلى خمس أو ست سنواتٍ حتى تُحصّل الاعتماد الرسمي وتكون هذه المؤسّسة الحقيقة واثقةً مئةً بالمئة مِنْ أن عملك وجهدك وإنتاجك يُطابق ما عليه العمل في بقية الجامعات الأمريكية، لأن الحقيقة هناك كثيرٌ مِنَ الجامعات يُسمونهم يعني آسف على العبارة بائعين شهادات، الحقيقة هذه مَثلبةٌ ومَنقصةٌ ومَقتلةٌ ليس للجامعة وإنما لِمن أعطاها الاعتراف، يعني كيف غاب عن ساكس وعن غيرها من المؤسّسات أن جامعة xyz ليس جامعة أصيلة وفيها علم؟ إنما فقط هُم بائعي شهادات، فلا بُد أخي مِنَ الـتأكُد مِنْ كُل هذا حتى يصِلوا إلى هذه المرحلة، تحتاج إلى أربع خمس سنوات مِنَ العمل الدؤوب اليومي في التطوير والإنتاج والتقييم وإعادة التقييم والإتيان بأفكارٍ جديدة، حتى تصل إلى مرحلةٍ تقول لك ساكس نعم بلغت الآن بعد خمس سنوات من العمل الدؤوب معنا نحن نستطيع أن نقول لك:
Congratulation you are fully accurate by sax

د. رحابي محمد:
وبعد ذلك أنت كأي جامعةٍ حكوميةٍ مُعتمدةٍ مُعترفٌ بها محلياً وعالمياً بعد ذلك.

د. معن القضاة:
نعم الذي يُحصّل الاعتماد مِنْ ساكس يعني خلاص يسمونه Terminal، هناك مؤسّساتٌ أُخرى تُعطي اعتماداً ولكن ليس بقوة وسُمعة وكفاءة ساكس، أنت لا بُد لك مِنْ مؤسّسةٍ أُخرى، لكن ساكس تقول لك Terminal يعني أعلى ما يمكن الحصول عليه، كما في الجامعات أعلى شهادة هي الدكتوراه، PHD فيكون عنده بالتأكيد Masterوعنده بكالوريوس، فهذه ساكس.

د. رحابي محمد:
ما شاء الله عليك؛ جميل جداً، أعطيتنا تفاصيل كثيرة، وندعو الله تعالى لكُم فضيلة الدكتور معن ولجامعة الهُدى بأن إن شاء الله نسمع عن هذه الأخبار الطيبة قريباً إن شاء الله تعالى لأنه فخرٌ لنا وفخرٌ للجالية الإسلامية في أمريكا ولطُلاب العِلم حول العالم إن شاء الله تعالى .

د. معن القضاة:
نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسَداد والرَشاد والإخلاص والعمل الدؤوب لنا ولبقية الإخوة القائمين على بقية الجامعات، لأن الحقيقة هذه وسيلةٌ من وسائل ترسيخ الإسلام داخل أمريكا، لا بُد أن يكون للمسلمين جامعاتٌ عريقةٌ مُعتمدةٌ داخل أمريكا حتى يَنهلوا من علوم الشريعة ويُحافظوا على هويتهم وانتمائِهم، بل ويؤثروا في المُجتمع الأمريكي فإذا دعوا الناس إلى الإسلام دعوهم على عِلمٍ وعلى بصيرة.

الخاتمة:
د. رحابي محمد:
نعم، بارك الله فيكم؛ صحيح، لعلّ كلمةً أوجهُها إلى الإخوة والأخوات المُستمعين والمُستمعات، المُشاهدين والمُشاهدات، أقول اطمئنوا إذا كنتم رأيتم الجامعة الإسلامية في أمريكا، هذا لا يعني أن القائمين عليها أُناسٌ غير مسلمين أو أُناسٌ مُعادين للإسلام أو أُناسٌ يريدون أن يُعطوكم السُّم في العسل، لا؛ القائمين في المُعظم الأغلب بإمكانكُم أن تبحثوا عن أسماء القائمين بشكل سريع، أن تَروا شخصياتهم وأبحاثهم وعملهم الإسلامي وخدمتهم للدعوة وخدمتهم للفقه الإسلامي وكذا..
فاطمئنوا إذا أردتُم التسجيل في إحدى الجامعات هذه أونلاين، صحيح الجامعة أونلاين، لا يُعيبها أن تكون أونلاين، لا يَعيبُها أن يكون اسمها الجامعة الأمريكية، جامعة الهُدى في أمريكا جامعة كذا في أمريكا، مادام أنها تحت قيادةٍ وإدارةٍ مؤهلةٍ عُلماء، مشايخ، مُتقنين، مُجازين، خريجي جامعاتٍ أكاديميةٍ معروفة، نرجو منكُم الدُعاء لهم بالتوفيق، أن يكون لكُم إن شاء الله باعٌ ومُساهمةٌ في دعم هذه الجامعات بالدُعاء على الأقل، بالمُشاركة فيها وهذه الجامعات تمنحكُم نوافذ رُبما نوافذاً وآفاقاً للدراسة وللمُتابعة أكثر مِنْ أيِّ مكانٍ آخر في العالم، وضمن أُطرٍ علميةٍ وأكاديميةٍ كما تَفضّل الدكتور معن، قضية الاعتماد والتقديم عليها حتى الترخيص لهذه الجامعات وبِناء النظام الداخلي ليس مِنَ الأمر بالسهولة، وكما تفضّل الدكتور معن النظام التعليمي في أمريكا نظامٌ دقيقٌ وله مستوى عالٍ فلعلّه يُحتذى به.
في نهاية المطاف يا دكتور معن؛ أشكُرك جزيل الشُكر على هذه المعلومات الغزيرة، وندعو لكُم في عملكُم وفي سعيكُم وفي جهودكُم الكبيرة في خدمة الجالية الإسلامية في أمريكا وخارج أمريكا في جامعتكُم الهُدى، وندعو الله تعالى لكُلِّ الجامعات الإسلامية في أمريكا وخارج أمريكا أن يُوفقهُم الله وأن يُسدد خُطاهم وأن يكُرمنا وإياهم بالتوفيق والقبول والإخلاص والسّداد بإذن الله تعالى، تحياتي لكم دكتور معن وجزاكم الله خيراً لهذا اللقاء.

د. معن القضاة:
وإياكم جميعاً؛ جزاك الله خيراً كثيراً فضيلة الدكتور رحابي على هذا البرنامج الشّيق، القيّم، المُفيد، الحقيقة أنا أقرأ التعليقات على صفحتك المُباركة على الفيسبوك، وأرى الحقيقة إعجاباً وثناءً وإطراءً من الإخوة المُتابعين والمُتابعات فجزاك الله خيراً كثيراً، بارك الله فيكم.

د. رحابي محمد:
أُريد أن أختِم بدُعاءٍ ولعلّه يكون بركةً إن شاء الله لنا ولكلِّ طُلاب العِلم والعاملين في الحقل الدعوي والحقل التعليمي إن شاء الله، تفضل سيدنا.

د. معن القضاة:
اللهم إنا نَستعينُك، ونَستهديك ونَستغفرُك، ونَتوبُ إليك، ونُؤمن بك، ونَتوكل عليك، ونُثني عليك الخير كله، نَشكُرك ولا نَكفُرك، ونَخلع ونتركُ مَنْ يَهجُرك، اللهم إياك نَعبد ولك نُصلي ونَسّجد، وإليك نسعى ونَحمُد، نَرجو رحمتك ونَخشى عذابك إن عذابك الجد بالكفار مُلحِق، اللهم اقسم لنا مِنْ خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومِنْ طاعتك ما تُبلّغنا به جنتك، ومِنَ اليقين ما تُهوّن به علينا مصائب الدنيا، متّعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبداً ما أبقيتنا واجعله الوارث منا، ولا تجعل مُصيبتنا في ديننا، واجعل ثأرنا على مَنْ ظلمنا، وانصرنا على مَنْ عادانا، ولا تَجعل الدنيا أكبر همِّنا ولا مَبلغ عِلمنا ولا إلى النار مصيرنا، ولا تُسلّط علينا بذنوبنا مَنْ لا يخافُك فينا ولا يرحُمنا، واجعل الجّنة هي دارنا، اللهم اجعلنا أئمة هُداةً مَهديين لا ضالين ولا مُضلين، ووفِّقنا لأفضل القول والعمل والأخلاق لا يهدي لأفضله إلا أنت، واصرف عنا سيء القول، والعمل والأخلاق لا يصرف سيئهُ إلا أنت، سُبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

د. رحابي محمد:
الحمد لله رب العالمين؛ جزاك الله خيراً دكتور معن، آمين آمين يا رب العالمين، شكراً لكم إخواننا وأخواتنا الكريمات، بارك الله فيكم، ووفَّقنا الله وإياكُم لما يُحبهُ ويرضاه، دكتور معن كُنت معنا رئيس جامعة الهُدى في أمريكا وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء في مَجمع فقهاء الشريعة في أمريكا، بارك الله فيك زادك الله عِلماً وعَملاً وحِكمةً وإخلاصاً إن شاء الله، ونَفَع بك البلاد والعِباد، تحياتي لكُم جميعاً إخواني وأخواتي والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

د. معن القضاة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.