النِّساء العَشر المُبَشرَات بالجنة مع الدكتورة رُفيدة الحبش
- 2021-03-13
النِّساء العَشر المُبَشرَات بالجنة مع الدكتورة رُفيدة الحبش
مقدمة :
السَّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛ بسم الله الرحمن الرحيم؛ الحمدُ لله، وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كُنا لنهتديَّ لولا أن هدانا الله. |
![]() نبقى مع الدكتورة رُفيدة الباحثة والأكاديمية والمؤلفة والكاتبة والمُستشارة في قناة اقرأ، مرحباً بكم دكتورة رُفيدة. |
د. رُفيدة الحبش:
أهلاً وسهلاً ومرحباً. |
د. رحابي محمد:
شكراً لكم، وشكراً لوقتكم الثَّمين، نسأل الله تعالى أن يكتُب فيه الخير والبركة لنا ولكل الإخوة والأخوات المُتابعين والمُتابعات. |
لو نبدأ بهذا العنوان الجديد رُبّما! ونحن نعلم العَشر المُبشَرين بالجنة ونحفظهم، ونحفِّظ أسماءهم ونُحفِّظ أولادنا، ونقوم بمُسابقاتٍ اذكر لي خمس مُبشرين بالجنة، أولاً هم الأربع الخلفاء الراشدين ثم كذا وكذا.. من أين جاءت الدكتورة رُفيدة الحبش بهؤلاء العشر المُبشّرات بالجنّة؟ |
معنى النِّساء شقائق الرِّجال:
د. رُفيدة الحبش:
نعم؛ بسم الله الرحمن الرحيم؛ الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، كما قلت لك: |
{ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ وَلاَ يَذْكُرُ احْتِلاَمًا قَالَ: (يَغْتَسِلُ). وَعَنِ الرَّجُلِ يَرَى أَنَّهُ قَدِ احْتَلَمَ وَلاَ يَجِدُ الْبَلَلَ قَالَ: (لاَ غُسْلَ عَلَيْهِ). فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: الْمَرْأَةُ تَرَى ذَلِكَ أَعَلَيْهَا غُسْلٌ، قَالَ: نَعَمْ إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ }
[رواه احمد والترمذي وأبو داوود]
كما قال النَّبي صلى الله عليه وسلم، ومن كل الدِّراسات، وكل من يقرأ سيرة النَّبي عليه الصلاة والسلام، وكل من يقرأ القرآن، ويفهم القرآن وآيات القرآن يجد أنَّ للمرأة مثلما للرجُل: |
وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوء وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الاْخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[سورة البقرة]
وبعدها مُباشرة في نفس الآية (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) هُنا يُفسّرون الدَّرجة للأسف بخطأ كبير، أنه الأمر وعليها الطَّاعة وهو الآمر! لا يقولون القوَّام بل يقولون الآمر، هل القرآن يتناقض مع ذاته في نفس الآية؟! هُنا قال: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) ومُباشرةً بعدها (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ). |
إذا أردنا أن نجعل الرَّجُل درجةً أعلى من درجة المرأة معناه أن الآية ناقضّت نفسها! إذاً ما معنى هذا الكلام؟ |
![]() |
طبعاً إذا كانت غير راضيةٍ فلها الحق أن تطلُب الطَّلاق، وتكون هي طالبة الطَّلاق ولا يكون هو المُطلّق، لأنه هُنا تختلف الحقوق بين المُطلّق إذا كان هو الرجُل، أو إذا هي طلبت الطلاق. |
![]() مقصدي أنه مَقام المرأة مُساوي لمَقام الرجُل دائماً، الله عز وجل ما فرّق بينهُما إلا في الوظائف النَّوعية، كنوعٍ أنتِ امرأة وأنتَ رجُل، كل واحدٍ له اختصاص في الحياة. |
المُهم بالطبع النَّبي صلى الله عليه وسلم، بشّر هؤلاء العَشر المُباركين بحديث واحد قال: |
{ أبو بكرٍ في الجنّةِ وعُمر في الجنّة وعثمان في الجنّةِ وعليٌّ في الجنّةِ وطَلحةُ في الجنّة والزّبير في الجنّة وعَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عوفٍ في الجَنَّةِ وسَعْدُ بنُ أبي وقَّاصٍ في الجَنَّةِ وأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ في الجَنَّةِ وسَعِيْدُ بنُ زيدٍ في الجَنَّةِ }
[رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه والنسائي والطبراني]
هذا هو الحديث المَروي عن النَّبي عليه الصلاة والسلام، وبالطبع هو حديثٌ صحيحٌ وهُم جميعاً في الجنّة. |
لا يوجد غيرهُم مُبشّر بالجنّة؟ لا أكيد يوجد كثيرٌ مُبشّرون بالجنّة، حتى من الرِجال يوجد كثيرٌ مُبشّرون بالجنّة من النَّبي صلى الله عليه وسلم، لكن النَّبي اختص هؤلاء العشرة. |
طيب؛ لماذا اختصَّ هؤلاء العشرة في هذا الحديث بالذّات؟ لاحظ أنَّ هؤلاء العشرة هُم من أول مَن أسلم مع النَّبي عليه الصلاة والسلام، كُلهُم من أول الإسلام، كُلهُم من قُريش، كُلهُم من المُهاجرين، فمِن أول من أسلم مع النَّبي عليه الصلاة والسلام، واستمرّوا على إيمانهم وإسلامهم، ودعمهم، وتَحمُلّهم للأذى، وتبليغ الرِّسالة رضيَّ الله عنهُم وأرضاهُم أجمعين وهي بُشرى من النَّبي عليه الصلاة والسلام. |
نأتي إلى النِساء، ألا يوجد نِساء مع النَّبي عليه الصلاة والسلام أسلموا قديماً؟ طبعاً هؤلاء كُلهُم أسلموا قبل دخول النَّبي دار الأرقم، تجمعُهم جميعاً قبل دخول النَّبي، إلا سيّدنا عمر الذّي أسلم بعد خمس سنواتٍ من البِعثة. |
من هُنَّ النِّساء العشر المُبشَرات بالجنّة؟:
ألا يوجد نِساء أسلمنَ قديماً مع النَّبي عليه الصلاة والسلام؟ مِن أول مِنَ أسلَم مِن المُهاجِرات وذَكرهُنَّ النَّبي عليه الصلاة والسلام بحديث وبشَّرهُن بالذات بالجنّة؟ طبعاً يوجد. |
فوجدت أنه يوجد عشر نِساء أيضاً مُبشّرات بالجنّة ولهُنَّ دورٌ عظيمٌ في الإسلام كما كان دور للرِجال. |
نأتي أولاً السَّيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها، مَن سَبق خديجة؟ لا أحد يَسبُق خديجة، لا رجالاً ولا نساًء في الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم، إذاً فهذه خديجة، فخديجة سبَّاقةٌ في الإسلام، خديجة من أول مَن أسلم، خديجة النَّبي بشّرها بحديثٍ عندما قال لها: |
{ أتَى جِبريل النَّبي صلى الله عليه وسَلم فَقال يا رَسَولَ الله هَذهِ خَديجَة قد أَتَتْ مَعها إِنَاء فيهِ إِدامْ أو طَعام أو شَراب فإذا هي أَتتك فَاقْرأ عَليها السَّلامْ مِنْ رَبِها ومني وبَشِرها ببيتٍ في الجَنّْة من قَصَبْ لا صَخَبْ فيهِ ولا نَصَبْ }
[رواه البخاري ومسلم]
النَّبي عليه الصلاة والسلام بلّغَها السَّلام من جبريل أنَّ السَّلام يعني رب العزة هو الذي يُسلّم عليكِ، ويُبشّرُك ببيتٍ من قصب، يعني قصرٍ من لؤلؤ في الجنة، إذاً السَّيدة خديجة مُبشّرة بالجنّة بكلام النَّبي، بنص حديث النَّبي صلى الله عليه وسلم، هذه واحدة. |
بنات النَّبي عليه الصلاة والسلام أربعة زينب، أُم كُلثوم، رُقيَّة، فاطمة رضي الله عنهُن جميعاً مُبشّراتٌ بالجنّة، وأتفاجأ أن يُجادلني أحد ويقول لي: كيف علمتِ أنَّ بنات النَّبي مُبشّرات بالجنّة؟ قلتُ لهُم ما كُنتُ أظن أن أحداً يَشُك أنَّ بنات النَّبي مُبشّراتٌ بالجنّة أو غير مُبشّراتٍ بالجنّة، هل هذا سُؤال يُسأل؟! بنات النَّبي رضي الله عنهم وأرضاهُن. |
إذاً بنات النَّبي أربع وخديجة واحدة فهؤلاء خمس نساء، ثُمَّ سُميّة أُم عمار بنت ياسر، سُميّة أول شهيدةٍ في الإسلام، أول شهيدةٍ قبل أن يُستشهَد أيَّ رجُل فهي مُبشّرة بالجنّة بنص حديث النَّبي عليه الصلاة والسلام : |
{ صَبْرًاً آَلَ يَاسِر فَإنَّ مَوعِدَكُمْ الجَنّة }
[ابن باز]
بعد سُميّة أُم رومان، وأُم رومان، أُم السَّيدة عائشة زوجة أبو بكر الصِدّيق رضي الله عنها وأرضاها، والنَّبي قال عنها بنص الحديث: |
{ من سَرّهُ أن يَنظُرَ إلى امرأةٍ من الحُورِ العِين فَليَنظُر إلى أُم رُومانْ }
[الجامع الصغير للسيوطي]
هذا نص حديث من النَّبي عليه الصلاة والسلام وهي أسلمت قديماً مع النَّبي، هؤلاء سبعُ نساء. |
وبَركة بنت ثعلبة، أُم أيمن حاضِنة النَّبي صلى الله عليه وسلم، أيضاً برَكة النَّبي صلى الله عليه وسلم قال عنها: |
{ مَن سرَّه أن يتزوج امرأةً مِن أهل الجنّة فليتزوَّج أُم أيمن }
[رواه سفيان بن عقبة]
هي من أول مَن أسلم، هي حاضِنة النَّبي أصلاً، وحَمتهُ ودافعت عنه إلى آخر يوم في حياتها، وبَكت عند وفاتهِ رضي الله عنها وأرضاها، إذاً هذه برَكة أُم أيمن. |
![]() |
{ عن أنَسٍ رَضِي اللهُ عَنه: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم طلَّق حَفصةَ، فأتاه جِبريلُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، فقال: يا محمَّدُ، طلَّقتَ حَفْصةَ وهي صَوَّامةٌ قَوَّامةٌ، وهي زَوجتُك في الجنَّةِ، فراجِعْها }
[رواه النسائي]
هذه التاسعة، والسَّيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها مُبشّرةٌ بالجنّة بنصوصٍ كثيرةٍ من أحاديث النَّبي عليه الصلاة والسلام منها: |
{ إنهُ ليُهَوِّنُ عليَّ أني رأيتُ بياضَ كَفِّ عائشةَ في الجنةِ }
[صححه الألباني]
فهؤلاء النِّسوة العَشر، لا حظ كيف بَشّرهُنَّ النَّبي عليه الصلاة والسلام كُل واحدة بنص حديث أنّها مُبشّرة بالجنّة، هذا يجعل للمرأة اعتزازاً بدينها، انتماءً أكبر للنَّبي عليه الصلاة والسلام، يُحفّزها أن تَعود إلى مكانتِها، مع النَّبي عليه الصلاة والسلام، يعني الآن مع الإسلام، مع الدِّين، مع الدُّعاة، مع العُلماء، هذا ما أُريده من هذه الفكرة. |
د. رحابي محمد:
بارك الله فيكِ دكتورة رُفيدة بصراحة الحديث عن هذا الموضوع له أهميتهُ، وضرورتهُ، وشأنهُ في مُجتمعاتنا وخُصوصاً في مُجتمع النِساء ليُدركنَّ ويعرفنَّ أنَّ لهُنَّ قُدواتٍ وأنهُنَّ يمكن أن يكُنَّ مُبشّرات بالجنّة إذا سلكنَّ طريق الجنّة. |
د. رُفيدة الحبش:
إن شاء الله نحنُ نطلُب من المُبشّرات بالجنّة أن يتشفعنَّ لَنَا عند الله تعالى، إن شاء الله ربي يحشُرنا معهم. |
د. رحابي محمد:
![]() |
السَّيدة عائشة في عِلمِها، في فقهِها، في فهمها، في وعيها لرسول الله ولسُنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذاً نقول للأخوات مَن أرادت أن يكون لها إن شاء الله مَسلكٌ في الجنّة، وتُحشر وتكون مع السَّيدات وأُمهات المؤمنين والمُبشّرات بالجنّة، لتقرأ سيرتهُنَّ، وترى أخلاقهُنَّ، وصفاتهِنَّ، ثم تحاول أن تُطّبق ما تستطيع من ذلك، ولعلّ الله عز وجل يكتُب لها إن شاء الله تعالى الشَّفاعة والخير وأن يحشُرها في الجنّة مع هؤلاء. |
السَّيدة الفاضلة الدكتورة رُفيدة لكِ مُحاضراتٌ كثيرةٌ قيّمة، وأَعددتِ وقَدّمتِ برامج كثيرةً عن المرأة وعن أهمية ومكانة المرأة ودورها وإنجازها وعطائها، ذلك الدَّور الذّي أصلاً كرّمها الله عز وجل ومنحها إياه، فالمرأة مدرسةٌ في غرس القيَّم والأخلاق الفاضلة النَّبيلة، المرأة راعيةٌ في بيتها، والمرأة أيضاً صمّام أمانٍ لأبنائِها، لِبيتها، لِمُجتمعها، الآن لو تسمحين لي أن أسألك سؤالاً عن الدكتورة رُفيدة الحبش؛ مع ما قدمت من خيرٍ وعطاءٍ وتأليفٍ وإنجازٍ ومسلكٍ طيبٍ في خدمة القرآن الكريم، ودورات القرآن الكريم، وتخريج حافِظات، مُجازات، مُتقِنات، أصبح لهُنَّ دورٌ في قيادة دوراتٍ قرآنيةٍ وتنشئة أجيال، من الذّي دفع السَّيدة رُفيدة الحبش لأن تكون داعيةً ومُعلِّمةً ومُرّبية؟ كيف كانت بدايتها ومَن الذّي ألهمها هذا الطَّريق؟ |
من شجّع الدُّكتورة رُفيدة لتكون داعية ومُعلِّمة ومُربية؟
د. رُفيدة الحبش:
الحمد لله رب العالمين؛ بالطبع هو فضلٌ من الله تعالى، أول من دفعني إلى ذلك والدي ووالدتي، رحمة الله تعالى على الوالد، وشفى الله تعالى الوالدة، بالطبع البيئة الحمد لله؛ بيئةٌ مُتدّينةٌ ووالدي كان من الدُّعاة لله تعالى، يُسافر في الآفاق من أجل الدَّعوة في سبيل الله، والتَّأثير الأكبر كان لشيخي لأن حضوري عند الشَّيخ وحضوري عند مُدرّستي هذا الذّي دفعني، وهذا ما أدعو إليه، لا يُمكن لإنسان لا امرأة و لا رجُل أن يتعلّم وأن يُحيي قلبهُ، ويحييِ دينه، وإيمانه، وأخلاقه، وتزكيته، دون أن يلتزم مع عالم، مع شيخ، مع صاحب قلبٍ حيٍّ بذكر الله تعالى، فهذا الذّي أثّر في رُفيدة ودفعها إلى أن تكون داعية، إن شاء الله؛ الله يقبلني عندهُ مع الدُّعاة، فشيخي ومُدرّستي، والفضل لله تعالى هذا في البداية، وطبعاً الله وفّقني؛ تعبت واجتهدت ودرست وتحمّلت كثيراً من أجل الدِّراسة بالذات، لأني كنت بعيدةً عن الجامعة لا يوجد مدينةٌ جامعيةٌ كُلية شريعة في مدينة حماه، تعرف أنا تزّوجت من دمشق إلى حماه، وكنت صغيرة، تعذبت كثيراً لكن الحمد لله، وفقني الله. |
د. رحابي محمد:
الله يفتح عليكِ ويبارك فيكِ؛ لو نتكلم كأُمٍ ومُربّية، كيف يمكن للأُم المُسلِمة أن توازن بين طلبِها للعِلم وبين دراستِها وسعيها، يعني إذا كان لها أبٌ وأمٌ يدفعانها إلى العِلم، ما شاء الله، إذا كان لها شيخٌ فاضلٌ مُربٍ حكيمٌ يدفعُها ويُلهمُها خيراً ونوراً على نور، لكن بشكلٍ عامٍ كيف للمرأة بشكلٍ عام والأم أن توازن بين طلبها للعِلم، وهذا مَطلبٌ ضروريٌ للتتفقه في دينها وتُفقّه أبنائها، وبين أُسرتها وبين وظيفتها وعَمَلها؟ يعني من خلال تجربة الدكتورة رُفيدة الحبش في حياتها وأنتِ ربِّة أُسرة، زَوج، أولاد، بنات، كبروا دخلوا في الجامعات، تزّوجوا، نصيحة للأخوات والأُمهات اللواتي يَطمحنَّ أن يُقدمنَّ شيء للمُجتمع وللدعوة وبنفس الوقت لا يُقصرنَّ في مسؤوليات المنزل. |
كيف للمرأة المُسلمة أن توازن بين طلبِها للعِلم وبين أُسرتها وعَمَلها؟
د. رُفيدة الحبش:
![]() |
د. رحابي محمد:
نحن نتشرّف أن نقول زوجك الكريم الأستاذ عمر حمشو المُهندس الكبير المُبدع والمُتميز وهو فخر سوريا. |
د. رُفيدة الحبش:
الحمد لله، وهو فخرٌ لأُسرتنا أيضاً، فعندما يكون الأولاد صغاراً فواجب الأُم التَّفرُغ لهؤلاء الأولاد فهو أعظم إنتاجٍ لها، إلى الآن أجمل ذكريات حياتنا عندما كنا نجتمع أنا وأولادي الصِّغار على العَشَاء مثلاً وكل يوم يجب أن يكون هناك قصة على سُفرة العَشاء تتكلم عن صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، إما موقفٌ مع النَّبي عليه الصلاة والسلام، أو موقفٌ مع الصَّحابة، وهذا مؤثرٌ جداً بالنسبة للطفل يُزرع في قلبه وفي ذهنه، ومُمكن أن يمر فترة لا يشعر بقيمة هذا الشَّيء، ولكن عندما يكبر يكون شَعَر أن بذرة الإيمان وبذرة حُب النَّبي عليه الصلاة والسلام وصحابة رسول الله مغروسةٌ في داخله وفي وأعماقه، إذاً تربية أولادها إذا كانوا صغاراً هذا أول شيء. |
ثانياً عندما يكبروا قليلاً، والأولاد ذَهبوا للمدرسة لديكِ وقتٌ فارغٌ تماماً، يعني كل يومٍ عندما يذهب الأولاد للمدرسة لديكِ ثمان ساعات، هذه الساعات المفروض أن تُنتجي فيهم أعمالك التي أنت تُريدينها، حرام أن يضيع الوقت كُله فقط في تنظيف البيت وتجهيز الطَّعام، الآن أصبحت الوسائل سهلةً كثيراً بالنِّسبة لأعمال البيت، فيُمكن أن تنجزي دراسةً أو أي مشروعاً ترغبينه مع وجود الأولاد، هذا أولاً. |
![]() |
د. رحابي محمد:
سبحانه وتعالى؛ جزاكِ الله خيراً، إذاً من هذا الكلام نفهم أنَّ التَّعليم حقٌ مُصانٌ للمرأة ينبغي على أوليائها وعليها أن تسعى لكسب العِلم والموازنة بين عِلمها وتعلُّمها وطلبها للعلم، وتَثقيف نفسها وزيادة فِقهِها، وبين موازنتها مع أمور أُسرتها، لماذا؟ حتى تؤدي دورها الإيجابي في العطاء في البناء، في المُساهمة في بناء الحضارة وبناء المُجتمع الذي تعيش فيه، لعلّ الحديث المعروف الصَّحيح، رُبّما معروفٌ لدى الجميع أيضاً، ولكن نذكُر به ما ذكرهُ الإمام البُخاري رضي الله عنه، في موضوع تعليم المرأة أن أبا سعيدٍ الخدري رضي الله عنه قال: |
{ قالتِ النِّسَاءُ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِن نَفْسِكَ، فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ، فَوَعَظَهُنَّ وأَمَرَهُنَّ، فَكانَ فِيما قَالَ لهنَّ: ما مِنْكُنَّ امرأة تُقَدِّمُ ثَلَاثَةً مِن ولَدِهَا، إلَّا كانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ فَقالتِ امرأة : واثْنَتَيْنِ؟ فَقَالَ: واثْنَتَيْنِ }
[ٍرواه البخاري]
كانت النِساء المُبشّرات بالجنّة يسعينَّ للتعلُّم من الرسول صلى الله عليه وسلمن لتثقيف نفسهنَّ الجنّة، ولمعرفة طرُق الجنّة، كيف أذهب إلى طريق لا أعرفه؟ فلا بُد أن أتعلم ذلك الطَّريق. |
فضل ومكانة السّيدة خديجة والسَّيدة عائشة رضي الله عنهما:
د. رُفيدة الحبش:
![]() |
فلذلك قال العُلماء لماذا بُشّرَت السَّيدة خديجة بقصرٍ من قصب أي من اللُّؤلؤ لا صَخَب فيه ولا نصَب؟ قالوا لأنها في حياتها ما صَرخت أبداً في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما ارتفع صَوتها على رسول الله، فهذا شدة أدب السَّيدة خديجة نتعلّم منه، بالطبع أيضاً النَّبي عليه الصلاة والسلام ما صَرخ أبداً في وجهِها ولا عنّفها مرةً، فهذا مقام السَّيدة خديجة. |
لكن مقام السَّيدة عائشة، بماذا ارتفعت السَّيدة عائشة إلى هذا المقام وأحبها النَّبي عليه الصلاة والسلام ذلك الحُب بذكائها، بعِلمِها، بتعلُّمها بحرصها على التعلُّم من النَّبي عليه الصلاة والسلام، فلذلك يُروى أنها روَت ألفين ومئتين وعشر أحاديث، رضي الله عنها وأرضاها، فالعُلماء يذكرونها بالدَّرجة الثَّانية من رواة الحديث بعد أبو هُريرة الذي روى حوالي خمسة آلاف وثلاثمئة حديث، في الدَّرجة الثَّانية، فإذاً لكثرة علمِها وانتباهِها فانشغالها بالعِلم مع عشقها للنبي صلى الله عليه وسلم جعلها تحفظ كُل حركاتهُ وسكناتهُ وأوامرهُ، صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله. |
هذا دور المرأة في العِلم والتعلّم من أجل أن تُعلّم نفسها وتُثقّف نفسها وتُرضي ربها في هذا العِلم، فالله عليمٌ ولا يُحبُ الجهل، لِمن يُريد أن يتقرب إلى الله تعالى علينا أن نتصف بصفات الله تعالى، تعلم أنَّ لله تعالى أسماء تخلُّق، وأسماء تعلُّق، أسماء التعلُّق التي لا يُمكن لي أن أتصف بها كالبارئ والمُصور جل جلاله تعالى، أما صفات التخلُّق التي يجب أن أتخلَّق بها: صفات العليم، مثلاً الغفور، فمن صفاته تعالى العليم وهو يُحبُ كُلَّ عليم، ويكره أو يُبغض كُل جاهل. |
د. رحابي محمد:
![]() |
{ طُلِّقَت خالَتي فأرادَت أن تجُدَّ نخلَها فزَجرَها رجلٌ أن تخرُجَ إليهِ فأتتِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ: بلَى فجُدِّي نخلَكِ، فإنَّكِ عسَى أن تَصدَّقي أو تفعَلي مَعروفًا }
[رواه مسلم، والنسائي، وأبو داوود]
وهي تريد أن تأكل وتشرب وتسقي وتُطعم أولادها -طبعاً الآن أنا لا أُقدّم فتوى وإنما قصةً مرويةً في صحيح الإمام مُسلم- وجداد النخل يعني جمع الثَّمر وقطّعهُ. |
الإمام البُخاري أيضاَ ذكر قصةً ثانيةً عن سهلٍ ابن سعدٍ رضي الله عنه: |
{ جَاءَتِ امْرَأَةٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ببُرْدَةٍ، فَقالَ سَهْلٌ لِلْقَوْمِ: أتَدْرُونَ ما البُرْدَةُ؟ فَقالَ القَوْمُ: هي الشَّمْلَةُ، فَقالَ سَهْلٌ: هي شَمْلَةٌ مَنْسُوجَةٌ فِيهَا حَاشِيَتُهَا، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، أكْسُوكَ هذِه، فأخَذَهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُحْتَاجًا إلَيْهَا فَلَبِسَهَا، فَرَآهَا عليه رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما أحْسَنَ هذِه، فَاكْسُنِيهَا، فَقالَ: نَعَمْ فَلَمَّا قَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَامَهُ أصْحَابُهُ، قالوا: ما أحْسَنْتَ حِينَ رَأَيْتَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخَذَهَا مُحْتَاجًا إلَيْهَا، ثُمَّ سَأَلْتَهُ إيَّاهَا، وقدْ عَرَفْتَ أنَّه لا يُسْأَلُ شيئًا فَيَمْنَعَهُ، فَقالَ: رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا حِينَ لَبِسَهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لَعَلِّي أُكَفَّنُ فِيهَا }
[رواه البخاري]
يعني كانت المرأة تذهب وتعمل بالحقل، وبالزراعة، وبالتجارة. |
نماذج من الصَّحابيات الجليلات ودورهنَّ الإيجابي في المُجتمع:
د. رُفيدة الحبش:
لو سمحت لي أن أتحدث عن عُلاثة، عُلاثة رُبّما لم يسمع بها أحدٌ بإسمها، عُلاثة هذه جاءت إلى النَّبي عليه الصلاة والسلام وقالت: يا رسول الله إنَّ لي غُلاماً نجّاراً فإن أَذِنتَ لي أن أعمل لك مِنبراً، نحن كُلنا نعرف قصة المِنبَر، ونعرف أنه لمّا كثُر الناس النَّبي عليه الصلاة والسلام وكان من قبل يخطُب على جذع النَّخلة، فعمِلوا له المِنبَر، هذا عَودٌ على بدء ما بدأنا، قالوا عَمِلوا له مِنبَر، مَن عَمِل له المِنبر؟ امرأةٌ جاءت إلى النَّبي عليه الصلاة والسلام عندها معمل أخشاب، عندها عُمّالٌ يشتغلون لها، فهي التَّي قدَّمت هذا العَرض للنبي عليه الصلاة والسلام، فقال نعم إن شئت، فأمرت غُلامها بالاختيار من نوع الأشجار الجيدة، وعَمِل المِنبَر للنبي عليه الصلاة والسلام. |
د. رحابي محمد:
جميل جداً، في يوم الهجرة كما ذَكرتي سابقاً دكتورة رُفيدة الذّي أوعز لرسول صلى الله عليه وسلم بخطة كُفار قُريش وما يُخططون لاغتيال النَّبي صلى الله عليه وسلم، جاءته امرأة كما ذكرتِ مرةً أُخرى، لكن سبحان الله في تاريخنا وفي وقتنا المُعاصر نجد دائماً نماذج طيبة، ورُبّما الدكتورة رُفيدة الحبش تقوم بهذا الدَّور وهو إحياء ذكر النَّماذج المُشرقة الطَّيبة، التي تكون قدوةً للرجال وللنِساء في المُجتمع، وإحياء دور المرأة الإيجابي كما أمر الله وكما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم. |
صحيح مرةً أُم العلاء الأنصارية، كانت تداوي المَرضى، تسهر على خدمتهم. |
د. رُفيدة الحبش:
رُفيدة الأسلمية كانت تداوي المرضى. |
د. رحابي محمد:
نعم؛ واشتكى عثمان ابن مطعون فكانت تُمرِّضُه حتى توفي أيضاً، يقول عروة رضي الله عنه: ما رأيت أحداً أعلم بفقهٍ، ولا بطبٍ، ولا بشعرٍ من عائشة رضي الله عنه، حتى أنَّ الإمام البخاري بوَّبَ في صحيحه باب (البيع والشراء مع النِساء)، ثم ذكر الإمام البُخاري حديث عائشة رضي الله عنها قالت: |
{ دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اشتري وأعتقي، فإن الولاء لمن أعتق). ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم من العشي، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: (ما بال أناس يشترطون شروطا ليس في كتاب الله، من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن اشترط مائة شرط، شرط الله أحق وأوثق }
[رواه البخاري ومسلم]
بصراحة دكتورة رُفيدة الحديث جداً مُهمٌ وماتع. |
د. رُفيدة الحبش:
![]() |
قصة أوس ابن الصَّامت مشهورة الذي ظاهر من امرأته ولا يملك شيئاً من أجل أن يدفع الكفّارة، فقال له النَّبي اذهب إلى سلمى، إذاً سلمى هي أمينة سر رسول الله صلى الله عليه، مؤتمنة، يعني لماذا لا تشتهر هذه القِصة، لماذا لا تُحكى على المنابر أن سلمى بنت قيس هي كانت أمينة أموال الصَّدقات عند النَّبي صلى الله عليه وسلم. |
د. رحابي محمد:
صلى الله عليه وسلم؛ العنوان جداً رائع، النِساء العشر المُبشّرات بالجنّة، وإذا تسمحين لي أن أقول المُبشِرات بالجنّة، والدَّليل على ذلك، أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم بشَّر أصحابه فيما رواه الإمام أبو داوود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: |
{ منْ عَالَ ثَلاثَ بَنَاتٍ فَأَدَّبَهُنَّ وَزَوَّجَهُنَّ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ }
[رواه الترمذي]
ثم في حديثٍ آخر كما هو معروف لديكم فيما رواه الإمام التِّرمذي رضي الله عنه عن أبي سعيد الخدري قال عليه الصلاة والسلام |
{ مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاَثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلاَثُ أَخَوَاتٍ أَوِ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ وَاتَّقَى اللَّهَ فِيهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّة }
[رواه الترمذي]
د. رُفيدة الحبش:
أنت تعرف أنَّ هؤلاء البَنات مُبشِّرات لآبائهِن في الجنَّة، عظيم، هذا قول النَّبي عليه الصلاة والسلام ليس أنت من جعلهم بل النَّبي الذي جعلهم مُبشِراتٍ عليه الصلاة والسلام. |
د. رحابي محمد:
نعم صلى الله عليه وسلم جعلهُن مُبشِراتٍ بالجنّة، نسأل الله تعالى أن يبشّرنا وإياكم بالجنّة، كلمة أخيرة دكتورة رُفيدة نوجهها للإخوة والأخوات المُتابعين والمُتابعات ولعلّنا نختِم بها حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى، تفضَّلي دكتورة رُفيدة. |
دور المرأة في الدَّعوة إلى دين الله تعالى:
د. رُفيدة الحبش:
![]() |
الخاتمة:
د. رحابي محمد:
بارك الله فيكِ دكتورة رُفيدة، نختم هذا الحوار واللِّقاء الطَّيب: |
{ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ وَلاَ يَذْكُرُ احْتِلاَمًا قَالَ: (يَغْتَسِلُ). وَعَنِ الرَّجُلِ يَرَى أَنَّهُ قَدِ احْتَلَمَ وَلاَ يَجِدُ الْبَلَلَ قَالَ: (لاَ غُسْلَ عَلَيْهِ). فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: الْمَرْأَةُ تَرَى ذَلِكَ أَعَلَيْهَا غُسْلٌ، قَالَ: نَعَمْ إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ }
[رواه احمد والترمذي وأبو داوود]
وهما شريكان في بناء المُجتمعات وكما ذكر الله عز وجل: |
وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)[سورة النساء]
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)[سورة النحل]
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّٰالِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَو أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)[سورة النساء]
ونختم بحديث النَّبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داوود: |
{ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ وَلاَ يَذْكُرُ احْتِلاَمًا قَالَ: (يَغْتَسِلُ). وَعَنِ الرَّجُلِ يَرَى أَنَّهُ قَدِ احْتَلَمَ وَلاَ يَجِدُ الْبَلَلَ قَالَ: (لاَ غُسْلَ عَلَيْهِ). فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: الْمَرْأَةُ تَرَى ذَلِكَ أَعَلَيْهَا غُسْلٌ، قَالَ: نَعَمْ إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ }
[رواه احمد والترمذي وأبو داوود]
إخواني وأخواتي شكراً لكم للمُتابعة والمُشاركة، والشُّكر موصولٌ لِفضيلة الدكتورة الفاضلة رُفيدة الحبش البَاحثة والدَّاعية الإسلامية والمُستشارة التَّربوية والأُسرية وكذلك المُعِدَّة والمُقدِّمة والمُستشارة في قناة اقرأ الفضائية، جزاكِ الله خيراً دكتورة رُفيدة وأحسن الله إليكِ. |
د. رُفيدة الحبش:
شكراً لك؛ وشكراً أنك أشركتني معك في هذا اللِّقاء وبارك الله فيك. |
د. رحابي محمد:
بارك الله فيكم تحياتنا لكم جميعاً، وإلى لقاءٍ آخر بإذن الله تعالى قريباً والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. |
د. رُفيدة الحبش:
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته. |