الأداء القرآني وعلم تصحيح الأصوات مع الدكتورة فاتن شنيورة

  • 2021-02-13

الأداء القرآني وعلم تصحيح الأصوات مع الدكتورة فاتن شنيورة


مقدمة:
د. رحابي محمد:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، وصلّ الله وبارك على حبيبنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً ميموناً معصوماً، اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه، واجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء همومنا وأحزاننا، اللهم علمنا منه ما جهلنا، وذكرنا منه ما نسينا، وارزقنا تلاوته، والعمل بآياته آناء الليل، وأطراف النهار، على النحو الذي يرضيك عنا يا رب العالمين.
أهلاً ومرحباً بكم أيها الأخوة والأخوات في لقاء أهل العلم والقرآن، وفي لقاء الدراسات العليا في الأداء القرآني، مع ضيفتنا لهذا اليوم الدكتورة فاتن شنيورة، وهي متخصصة في صوتيات القرآن الكريم، في علم تصحيح الصوت، وهو علم دقيق في تجويد وأداء القرآن الكريم بطريقة متقنة، وبطريقة عالية المستوى عند أهل الفن، وأهل الأداء للقرآن الكريم.
أهلاً وسهلاً بكم دكتورة فاتن.

د. فاتن شنيورة:
حياكم الله دكتور رحابي، شكراً، جزاكم الله كل خير على هذه الاستضافة، والفرصة الطيبة، جزاكم الله خيراً.

د. رحابي محمد:
أهلاً وسهلاً، ومعنا أيضاً الأخوات الفاضلات، الحافظات، المجازات، أهل القرآن الكريم، الأخت الفاضلة طالبة الدراسات في الأداء القرآني الأستاذة إيمان المصري، والأستاذة الفاضلة أيضاً المجازة، وطالبة الدراسات العليا في الأداء القرآني الأخت الفاضلة جمانة النابلسي.
أهلاً وسهلاً بكما أخواتي، يا مرحباً بكم.
نبدأ على بركة الله في علم تصحيح الصوت، دكتورة فاتن؛ كتبت بحثاً قيماً، وربما جديداً في بابه، وعنونته بهذا العنوان: مدخل علم تصحيح الصوت، وتحدثت عن مباحث، وعن عناوين كثيرة في هذا البحث، هو من ثلاثين صفحة تقريباً، وتميز البحث بإضافة شيء جديد في علم تصحيح الصوتي في الأداء القرآني، لو تحدثينا لو سمحت عن هذا الكتاب أولاً، ثم لعلنا نأخذ بعض المحاور عن بعض أقسام الأداء القرآني الصوتي، الحرفي، العضلي، الذي ذكرته في هذا البحث، تفضلي دكتورة فاتن.

بعض المحاور عن بعض أقسام الأداء القرآني الصوتي:
د. فاتن شنيورة:
شكراً لحضرتك دكتور رحابي، أبدأ مستعينة بالله، ومتوكلة عليه، بسم الله، والحمد لله، والصلاة على رسول الله.
طبعاً بالنسبة لهذا الكتيب هو فقط تعريف بعلم تصحيح الصوت، وأيضاً تعريف بالأداء القرآني، لأن هناك بعض التعريفات غير واضحة، أو الصورة غير واضحة عند الكثيرين عن الأداء القرآني، أو يتم الخلط بينه وبين علم التجويد، فلذلك كان هذا الكتيب فيه تعريف أولاً عن الأداء القرآني، ثم عرجت إلى علم تصحيح الصوت للوصول إلى الأداء القرآني الصحيح، هناك عدة نظريات، وعدة وسائل، أو طرق، كل شخص، أو كل معلم، أو كل مجتهد له نهجه في ذلك، فكان من ضمن هذه الوسائل الذي هو علم تصحيح الصوت عرفت عنه، عرفت أيضاً عن أقسام علم تصحيح الصوت، بعيداً أيضاً عن الأداء القرآني، عرفت عن العلم نفسه، عن أقسام هذا العلم، وكيف يتدرج هذا العلم بالقارئ، أو بالطالب، خطوةً خطوة حتى يصل به إلى الإتقان، ولعل أهم نقطة أريد أن أذكرها أنه يعتمد على أسس علمية بحتة حديثة.

د. رحابي محمد:
أسس علمية، بحتة، حديثة، هذه الأسس العلمية جاءت من أهل التخصص القرآني في التجويد والأداء من المقرئين أم جاءت أيضاً مع علماء آخرين متخصصين في علم الصوتيات مثلاً دكتورة فاتن؟

اعتماد دراسة الدكتورة فاتن على الأسس العلمية البحتة:
د. فاتن شنيورة:
الأسس العلمية طبعاً دكتور جاءت من العلوم التي حزتها، كما ذكرت لحضرتك أنا أخصائية علاج فيزيائي، فكانت كل دراستنا طبية عن التشريح، عن العضلات، عن الأعصاب، وكيفية عمل هذه المنظومة، أو الأنظمة داخل جسم الإنسان، فمن ضمن هذه الأجزاء الجهاز النطقي لدى الإنسان، بعد ذلك أيضاً تعلمت علم الصوت، على المبادئ أو الأسس الحديثة، لأنه من ضمن مجال المعالجة بالموجات فوق الصوتية، فلذلك طبعاً عرجنا على دراسة الصوت، ما هو الصوت، وفيزياء الصوت، وخصائص الصوت، الصوت كطاقة، ما هو سلوك هذه الطاقة، ما هي قواعد هذه الطاقة، لأن كل طاقة لها سلوكيات، لها قواعد، لها أساليبها الخاصة، فمن ضمن ذلك طبعاً كانت الطاقة الصوتية، بعد تخرجي طبعاً درست التجويد في المقارئ، والمراكز المختلفة، وعند مشايخ وشيخات مختلفين، فجمعت بين هذه العلوم.

د. رحابي محمد:
جميل جداً أن يجمع الإنسان:

َمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)
[سورة البقرة]

أن يجمع بين علم الدنيا، وعلم تصحيح الأجساد، وعلم تصحيح الأصوات في تلاوة القرآن الكريم، وأنت من خلال السيرة الذاتية ما شاء الله، وجهودك الطيبة في إقراء القرآن الكريم، وعندك مقارئ إلكترونية تساعدين فيها الأخوة والأخوات في تصحيح التلاوة، وفي الإقراء، هذا أمر طيب، ونتمنى أن يزيد على الخير، وعلى العلم القرآني، والحفاظ على تلاوة القرآن الكريم كما أُنزل:

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)
[سورة الحجر]

فحفظ القرآن الكريم يكون بهذه الطريقة عندما تتلمذ على يد المشايخ، والمقرئين الأكفاء المتقنين، ثم ننقله إلى الأجيال التي بعدنا كما تلقيناه من مشايخنا، وكما تلقوه من شيوخهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أختي الفاضلة دكتورة فاتن؛ أقسام الأداء القرآني التي ذكرته ربما ندخل إلى هذا المحور مرة ثانية، الصوتي، والحرفي، والعضلي، أريد بعض التوضيحات أكثر عن الأداء القرآني الصوتي، الحرفي، العضلي، حتى تكون واضحة لدى الأخوة، وأتمنى من الأخوة والأخوات المتابعين جزاهم الله خيراً، أن يشاركوا هذا اللقاء على صفحاتهم، وتتزين صفحاتهم في أهل القرآن الكريم، وبعلم القرآن الكريم، وبهذا العلم الدقيق، ثم أيضاً إذا عندكم أسئلة وتعليقات ممكن تضعونها أيضاً على التعليقات هنا، وإن شاء الله نأتي عليها في نهاية اللقاء بإذن الله تعالى، نعم سيدتي.

تعريف الأداء القرآني وأقسامه:
د. فاتن شنيورة:
نعم، جزاكم الله خير؛ بالنسبة طبعاً لأقسام الأداء القرآني، في البداية نعرف ما هو الأداء القرآني؟ بعض المستمعين لم تصل له فكرة ما هو الأداء القرآني؟ الأداء القرآني بكل بساطة هو عبارة عن تلاوة القرآن تلاوة صحيحة، يكون فيها تعظيم لكتاب الله، مع خشوع وتدبر القارئ، وانتباه السامع، وكل ذلك وفق ما صح عن تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة الكرام، وأهل العلم الربانيين، إذاً الأصول دعت أو الأسس التي أعنت فيها على الأداء القرآني طبعاً مما ورد عن تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا باختصار، أو على العموم.
الآن أقسام الأداء القرآني؛ الحقيقة دائماً حين نسمع أو نقرأ عناوين عن الأداء القرآني فأقرأ أو أستزيد أجد أنهم خصصوا الأداء القرآني فقط في المخارج الصوتية، أنا أفضل وأسميها المفاصل الصوتية، فهم فقط خصصوا موضوع التلاوة، أو تصحيح التلاوة فقط في إطار المخارج، وأحكام التجويد، طبعاً هذا التعريف أو التوجيه به شيء من القصور، لأن عملية النطق عموماً تشترك فيها المفاصل الصوتية مع الصوت، فسبب هذا القصور هو إهمال مادة الصوت على رغم أهميتها، مادة الصوت مهمة جداً في عملية القراءة، أو التلاوة، وأصلاً نقل إلينا القرآن الكريم بالصوت، فهذا الإهمال لهذا الجزء الكبير أدى إلى قصور في الوصول إلى نحو الأداء القرآني الصحيح.
أقسام الأداء القرآني: الأداء الصوتي، ما معنى الأداء الصوتي؟ هو علم تصحيح الصوت، يدرس الصوت من نشوئه، أي من خروجه من الحنجرة، نحن نسمع الصوت عندما يخرج من الحنجرة، ونقرأ صفات هذا الصوت، صوت الحنجرة له ثلاث صفات فقط، إما أن يكون مرتفعاً، أو منخفضاً، تمام درجة ارتفاعه.
ثانياً: اتصاله أو انقطاعه، أي أن يكون هذا الصوت متواصلاً أو منقطعاً.
والصفة الثالثة: أن يكون مجهوراً، أو مهموساً، وكل صفة من هذه الصفات طبعاً لها عامل مؤثر فيها، فهذا بالنسبة لأداء الصوتي من حيث النبرة، بعد ذلك ندرس الصوت، أي الصوت عندما مشى في الممرات الخاصة أين كان اتجاهه؟ أين اتجه؟ هل اتجه نحو الأعلى؟ طبعاً يوجد ثلاثة مسارات للصوت في التجويف الفموي، فندرس ونصحح مسار الصوت، بعد ذلك نرى كيف يخرج الصوت من الفم، ما العوائق التي تكون في الصوت؟ هذا كله بالنسبة للأداء الصوتي.
ننتقل بعد ذلك إلى الأداء العضلي، نحن بعدما نصحح أخطاء الصوت، سلوك الصوت في التجويف الفموي، يمكن يكون عندنا صوت منبور، صوت أغن، صوت مثلاً متقطع في التجويف الفموي، نبدأ بعد ذلك نصحح الأداء العضلي، مثلاً عندنا مجموعة من العضلات، كل نوع أو عضلة من هذه العضلات تعطي خطأ في الأداء، أنا مثلاً إن قرأت لحضرتك آية أقرؤها مرة بأداء، ومرة ثانية بأداء ثان، مثلاً أقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم:

ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)
[سورة البقرة]

أقرأ الآن أداء ثانياً:

ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)
[سورة البقرة]

ما الفرق بينهما؟ في الحالة الأولى حصل عندي ارتفاع في مؤخرة اللسان، في الحالة الثانية استهلت في مؤخرة اللسان، فرق بسيط في سلوك عضلة من العضلات، الأداء الخاطئ لإحدى العضلات أدى إلى هذا الفرق في التلاوة، طبعاً هذا على السماع لكن مستوى الأداء العضلي الخاطئ يؤدي إلى طول قصر في النفس، وهذه هي أكبر شكوى لقراء القرآن، دائماً عندما يأتي الأخوة والأخوات يشتكون عندنا من خطأ في القراءة، أو سوء في القراءة، يقول: دائماً عندي قصر في النفس، لا أستطيع أن أكمل سطراً، لا أستطيع أن أقرأ أكثر من نص سطر، أنا عندي أزمة، فهذه دائماً تكون أزمتهم، وسببها، أكبر سبب لها ارتفاع في مؤخرة اللسان، طبعاً الأجزاء العضلية التي يحصل فيها شد عندنا طبعاً عضلة الفكين، عضلة جسم اللسان، جذر اللسان، وهناك عضلات تحت اللسان، أيضاً ننتقل إلى عضلات الشفتين، عندنا زاوية الشفتين، وقاعدة الشفتين، فكل هذه عضلات يكون الشد فيها شداً زائداً مما يؤدي إلى حدوث أخطاء في عملية القراءة، أو في الأداء.
فعندما نصحح الأداء الصوتي العضلي، ننتقل إلى الحرفي، الحرفي الذي هو طبعاً في صحة المخرج الصوتي، أو المفصل الصوتي، من حيث موضعه، ومن حيث شكله، وهناك طبعاً لكل منهما تفاصيل أكثر خاصة في هذه العلوم.

د. رحابي محمد:
الله يفتح عليكِ، ويبارك بكِ إن شاء الله.
عندي مداخلة من الأخ الأستاذ علي السوسي حفظه الله، وهو أحد طلاب الدراسات العليا في الأداء القرآني، يعتذر عن عدم مشاركته معنا في الأستوديو الآن بشكل مباشر، هو في إسبانيا الآن في سفر، نسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب لك السلامة والتيسير والتوفيق يا أستاذ علي.
سؤاله للأخت فاتن، ماذا دمجت؟ أو ممكن التوضيح كيف دمجت الأستاذة الفاضلة في بحثها صفات الحروف مع تصحيح الصوت ولم تضعه في علم التجويد؟ صفات الحروف عادة تدرس في علم التجويد، أنت وضعت الآن هذا الأمر في علم تصحيح الصوت فهل من توضيح لذلك؟

كيفية دمج الدكتورة صفات الحروف مع تصحيح الصوت وعدم وضعه في علم التجويد:
د. فاتن شنيورة:
التوضيح لهذه النقطة بالذات أيضاً دائماً أسأل فيها، نقول: إن صفات المخرج الصوتي الخاص، أو المفصل الصوتي صفاته من حيث الشكل، من حيث مكانه، وصحته، هذه تتبع لعلم الأداء القرآني، لأنني أنا عندما أريد أن أقول: الأداء القرآني، فهو عبارة عن تلاوة القرآن، وتلاوة القرآن عبارة عن ماذا؟ عن حروف، حروف متراكبة مع بعضها تعطيني كلمات، ثم الكلمات تتراكب مع بعضها فتعطيني جملاً قرآنية، إذاً نحن نقول: المخرج الفصيح أو المفصل الصحيح الفصيح هو تخصص الأداء القرآني، لكن إدخال أي من التغيرات على هذا المخرج الخاص بالمخارج الصوتية يدخل في مجال التجويد، مثلاً لو عملت إمالة في أحد المخارج إذاً هذا يدخل في مجال التجويد لأنه هنا حكم تجويدي، لو مثلاً حصل عندي تسهيل في أحد المخارج فهذا يدخل في مجال التجويد، لأنه تأثر بحكم من الأحكام التجويدية، فهو بهذا المخرج الثاني الذي سيتم الإدخال عليه، هذا يدخل في مجال التجويد، لكن المخرج الأساسي يكون في علم الأداء، وضحت الصورة؟

د. رحابي محمد:
نعم واضحة، جزاك الله خيراً، عندي مداخلة من الأخت إيمان، والأخت جمانة أيضاً معكما المجال للأسئلة متى تريدان إن شاء الله.
سننتقل إلى محور آخر أخت فاتن، لكن بعد أن آخذ مداخلة الأستاذ حسن اليوسف، يقول: السلام عليكم؛ هل معرفة بداية الأحرف تفيد في تدبر حروف القرآن الكريم أثناء التلاوة؟ وشكراً لكم.
فأنا أود أن أسمع منك الإجابة كونك أنت الضيفة، ونستثمر وجودك معنا في الاستماع لك إن شاء الله.

تناسق الكلمات في القرآن هو ما يعطي الدلالة المعنوية:
د. فاتن شنيورة:
جزاكم الله خير الجزاء، وبارك الله فيكم، وأحسن الله إليكم، أيضاً هذه من الأسئلة الشائعة، نحن نقول: إن الحرف نفسه، الحرف لوحده لا يعطيني أي دلالة صوتية، لا يعطيني أي دلالة معنوية في صوته، لكن تراقب هذا الحرف مع مجموعة من الحروف هو ممكن أن يعطيني دلالة معنوية، أنا عندما أقول مثلاً: دا، لا يعطيني أي شيء، هو مجرد صوت مفرد لحرف، لكن تراكمه مع بقية الحروف هو الذي يعطيني الدلالة المعنوية، مع ذلك إن الكلمات وتناسق هذه الكلمات هو ما يعطيني الدلالة المعنوية، وهذا ما تميز به القرآن العظيم أن هناك أسلوباً خاصاً بالقرآن الكريم، طبعاً قرأت كثيراً من الأبحاث بشكل متتابع، سلسلة، لكن ما استطاع أحد أن يفك شيفرة تأثير هذه المعاني أو هذه الكلمات على نفس السامع من حيث معناها، أو دلالتها المعنوية أنا أقصد، وهناك بحوث كثيرة قرأتها في هذا المجال لا أحد استطاع أن يتوصل، وهذا طبعاً من الإعجاز القرآني سبحان الله! أن ترتيب ونسق كلمات القرآن لو نحن قرأناها بطريقة صحيحة هذه بمفردها تعبر عن نفسها.
ويدل على ذلك ابن القيم حينما وصف تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم ذكر منها قراءة مفسرة حرفاً حرفاً، فمعنى هذا الكلام أنه أنت أعطِ الحرف حقه في مكانه، أو في جملته، وفي كلمته، هو يفسر نفسه، أو الكلمة ستفسر نفسها، وأما دلالة الحرف منفرداً فلا معنى لها.

د. رحابي محمد:
نعم صحيح، بارك الله بك دكتورة فاتن على هذه التوضيحات، والإجابة، لو ننتقل إلى المحور الثاني، أو السؤال الآخر: هناك فرق بين التجويد، والأداء القرآني.
التجويد، التحسين، التجميل، إعطاء كل حرف حرفه، ومستحقه، أزمنة الحروف، مستويات القلقلة، أزمنة المدود، وغير ذلك.
أريد توضيحاً للأخوة المتابعين ، والأخوات، ما الفرق بين التجويد والأداء القرآني؟ نحن الآن في الدراسات العليا في الأداء القرآني، في البداية كانت الفكرة واضحة وهي تهيئة وتحضير الخرجين من هذا البرنامج على أعلى مستوى في الضبط والإتقان رواية ودارية، في أداء القرآن الكريم، والتي تعني تجويد القرآن الكريم، وتلاوته بطريقة كما يرى الأمور المشيخية والسند المتصل، الآن يدرسون التعاريف، والأمور الدقيقة في علم التجويد التي ربما لا يطلع عليها كثير من أهل التخصص، إلا المتعمقين في هذا المجال.
الآن السؤال للأخت فاتن وأنت المتخصصة في علم الصوتيات، ومقرئة، ما الفرق بين التجويد وبين الأداء القرآن، لو كان عندنا هذا السؤال بين يديك، فما تكون الإجابة؟

الفرق بين التجويد والأداء القرآني:
د. فاتن شنيورة:
نعم، جزاكم الله خيراً؛ بالنسبة للتجويد، هو حكم ناشئ عند التقاء حرفين، لا نجد حكماً خاصاً للحرف بمفرده، هو يجب أن يكون متأثراً بالتقائه بحرف آخر، فهو الحكم الناشئ عند التقاء حرفين، والتجويد استقى أُسسه من قواعد لغوية ثابتة، بالتلاوات المتواترة الصحيحة، القواعد اللغوية، التجويد، من اللغة التي هي لغة العرب، طبعاً باختلاف الأقاليم التي هي كانت متواجدة في هذا الزمان، لكن هي عموماً عبارة عن قواعد لغوية ثبتها القرآن الكريم، ويعتبر اللبنة الأساسية للأداء، فالأخت مثلاً، أو الأخ يريد أن يصحح الأداء، أول سؤال نسأله: أنت فاهم التجويد الذي أنت تقرؤه بالرواية التي أنت تقرأ فيها أم لا؟ إذا كان عنده ضعف بالتجويد يتم رفضه مباشرة، فلابد من أن يكون متقناً.
بالنسبة للأداء، الأداء الذي هو طريقة الدمج، وطريقة الجمع، وطريقة القراءة عموماً بنظرة شمولية للقرآن الكريم، فالأداء القرآني قواعده هو ما ثبت مثلما تكلمنا عن تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم، هو مثلما تكلمنا الصفات التي ذكرها ابن القيم رحمه الله عن تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث التي جمعها.
إذاً الأداء القرآني يعطيني نظرة شمولية، أو ينظر نظرة شمولية لعملية التلاوة، الآن النقطة الأساسية، أو المهمة أن التجويد غير قادر على إعطاء مثل هذه التلاوة السلسة السهلة المتقنة، التجويد يعطيني إتقاناً للأحكام نفسها، التجويد يعرفني الأحكام الخاصة بالرواية، لكن كثير من الأخوات التي هي طبعاً تعلمت التجويد، وتخصصت في التجويد، وتعرفت لكثير من التجويد عندما تعرض التلاوة يكون عندها أخطاء أدائية كبيرة، واضحة جداً، لأنها هي مثلاً تأتي وتقول: التجويد عندي أنا ممتاز، وكذا، وأنا معلمة، وأنا أُجيز، وكذا، ولكن مثلاً أنا يصير عندي انقطاع في النفس، أو قصر في النفس، لدرجة أنني أشعر بالحرج أمام الطالبات، إذاً هذه النقطة من يعالجها؟ الأداء القرآني، بعلم تصحيح الصوت، التجويد لا يعالج قصر النفس، ولذلك كان هناك لقاء، أو حوار بيني وبين أخت من الأخوات، فهي تقول: الناس لم تحتاج علم الأداء قبل ذلك، وكل عصر من العصور فيه مشاكله التجويدية أو فيه مشاكل التلاوة الخاصة، وهذا يعتمد أيضاً على قوة اللغة، اللغة كانت قديماً قوية، فما احتاجوا أنهم يجودوا علماً بجانب التجويد كي يقرؤوا، حتى التجويد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لم يكن موجوداً، لأن اللغة كانت قوية، فمع الأجيال، مع ضعف اللغة تظهر أخطاء معينة لابد من إيجاد عليم يغطي هذه الأخطاء.

د. رحابي محمد:
لعلي أذكر الآن طرفة، وهي أن أحد الأخوة في الدارسات العليا، مرة من المرات كنا نجلس على مائدة القرآن الكريم، ونتحدث، فسألته: لماذا قرأت هكذا هذه الكلمة، أو هذا الحكم؟ عرفه لي، أو اشرحه لي؟ فسكت ملياً ثم قال: هكذا قُرئت، فقلت له: أنا على مذهب الصحابة رضي الله عنهم، أي نأخذه كما تلقيناه، ونتلوه كما هو، قلت: لكن الآن نحن في صدد تقطير، وتأصيل، وتقنين هذه العلوم، ووضعها على الورق، وكتابتها، وتفصيلها، اللغة العربية، والنحو، والصرف، والحركات، والفاعل، والمفعول، وحركاته، ما كانت مكتوبة، وإنما هكذا قُرئت، حتى عندنا في اللغة العربية كما تعلمون، أنه هكذا حُكي في لسان العرب، ما حكاه العرب، أو ما حكاه اللسان الفصيح، يعتبر قانوناً، يعتبر قاعدة أساسية في الأداء، فأعتقد والله أعلم أن علماءنا، ومشايخنا الكرام، الأجلاء، العظماء، أهل القرآن، المقرئين، الذين نقلوا لنا القرآن عذباً، وسلسلاً، والذين قرؤوا القرآن الكريم، وأقرؤوه، أقرؤوه أعتقد في التجويد، وفي الأداء الصحيح، وفي تصحيح الأصوات، وكل شيء، وعندهم علم تصحيح الصوت، ولكن لم يكن ربما مدوناً كما هو الآن، جاء الآن وقت لأن نبحث بسبب ربما كثرة الألسن، والأعاجم، والأصوات، وأصبحنا نحن أعاجم عن لغتنا، وعن قرآننا، فأصبحنا محتاجين لتفصيلات دقيقة تعرف أن هناك شيئاً اسمه عضلة تحرك الحرف، ويخرج منها الحرف، وهي سبب في تجويد هذا الحرف، وإضعافه أو تقويته.
أشكرك جزيل الشكر دكتورة فاتن لهذه اللفتة بأننا الآن ندون علماً، وهو علم تصحيح الصوت، كما كتبوا عن التجويد، وكتبوا آلاف الكتب في التجويد، وأحكام التجويد، والإظهار، والإخفاء، والمدود وغير ذلك.
الآن نأتي إلى قضية تصحيح الصوت، وكيف نصحح الصوت، عندي بعض الأسئلة، أو ربما الأخت إيمان، أو الأخت جمانة، إذا عندكم شيء، تفضلا، إذا لم يوجد شيء ممكن أن نأتي إليكما، إيمان نحن لا نسمع صوتك، لا أسمعك يا إيمان.

طريقة تحسين النفس:
الأخت إيمان:
كتعقيب بسيط على كلام الدكتورة، كنت حضرت سؤالاً، هي تحدثت عن السبب في قصر النفس، فكنت أريد أن أسأل: ما هي الطريقة لتحسين النفس؟ فحديثها عن الفرق بين التجويد والأداء القرآني ربما وضحت ذلك، ولكن أريد أن أذكر تعقيباً بسيطاً على كلامك، الفرق بين التجويد والأداء، التجويد هو قراءة القرآن، بالإسلام، بالأحكام الكاملة من إدغام، وإخفاء، وإظهار، وصفات، والأداء هو عبارة عن التمرين في تلاوة القرآن بشكل مستمر، وبشكل يومي حتى نصل إلى مرحلة قراءة القرآن بسلاسة، كما ذكرت، بحيث يصبح سماعه للأذن ممتعاً، من دون تشنج وتكلف، هذا الفرق بين الأداء القرآني، والتجويد أليس كذلك؟
وأن التمرين، وأداء قراءة القرآن بشكل يومي، والتدريب على الأداء القرآني هذا يساعد في تحسين النفس، أليس كذلك؟

د. فاتن شنيورة:
نعم، بارك الله بك، جزاكِ الله كل خير.
الآن نحن ذكرنا طبعاً أن علم تصحيح الصوت هو علم مبني على أسس علمية، مثلاً معلم القرآن عندما يسمع مثلاً أي حرف، ليكن القاف، الخطأ من الطالب، فيقول: الحرف عندك فيه خطأ، الطالب يقف، ما هو الخطأ؟ ماذا أعمل؟ لا يعرف المعلم كيف يوجه الطالب، هو يقول له: لا أعرف، لكن يوجد خطأ عندك، إذا كان المعلم لا يعرف سبب هذا الخطأ، أو ما يجب على الطالب أن يفعله، أو يصحح هذا المخرج، إذاً ما حال الطالب في هذه الحالة؟
نفس الشيء بالنسبة لموضوع قصر النفس، أو أي من موضوعات الأداء المختلفة التوجيه فيها يكون مخصصاً، أي أنا أسمع صوت الطالبة، وأعرف لماذا سبب قصر النفس عندها، هناك عدة أسباب، منها ارتفاع النبرة، ثانياً: ارتفاع مؤخرة اللسان، ثالثاً: شد في جذر اللسان، فكل هذه أسباب تؤدي إلى قصر النفس، أنا عندما أسمع صوت الطالبة أعرف تأثير هذا القطع الأدائي على تلاوتها، فالتوجيه يكون مخصصاً، ممنهجاً، أي أنا أعطيكِ بالضبط ما العلة التي عندك، فهذا ما يتميز فيه علم تصحيح الصوت، ليست العملية أن أخفض صوتك، لا، الأمر ليس هكذا، ولكن هي عملية ممنهجة، متدرجة.

د. رحابي محمد:
نعم، جزاكِ كل خير دكتورة فاتن، عندنا تعليقات من الأخوة والأخوات جزاهم الله خيراً من يشاركون ويدعون لكل البرنامج، وللأخوة الحاضرين، دكتورة فاتن، شكراً جزيلاً لكل من يشارك، ويعلق، نتبارك بكم جميعاً.
الأخ عبد المؤمن عبيد، يقول: وفقكم الله، معي إجازة قراءة، بعدها ممكن أن تقدموا دورة، أو دورات، كدورة تجهيزية قبل الالتحاق بدوراتكم، أو دراساتكم العلمية؟
سيكون إن شاء الله افتتاح باب التسجيل قريب جداً إن شاء الله تعالى لمن يريد الحصول على إجازة القرآن الكريم، ويقرأ القرآن على مقرئين ومقرئات إن شاء الله على درجة عالية من الإتقان، ودرجة عالية من الإسناد المتصل للنبي صلى الله عليه وسلم فهذه بشرى نزفها لكم جميعاً في هذا اللقاء.
السؤال من الشيخ علي السوسي أيضاً مرة ثانية، حفظه الله، يقول: عندنا صفات تتعلق بالنفس، بفتح الفاء، والأخرى بالصوت، هل تذكرين يا دكتورة الصفات التي تتعلق بالصوت كصفات الشدة، أعتقد كان متابعاً لكلام الأخت أثناء الحديث عن الأداء، وتصحيح الأصوات.

صفات تتعلق بالنفس:
د. فاتن شنيورة:
بالنسبة للصفات دائماً نقول كيف ينشأ الصوت أصلاً، عبارة عن تفاعل فيزيائي بين مادة الصوت، والمفصل الصوتي، الذي هو المخرج الصوتي، فيدخل الصوت داخل هذا القالب، والطاقة الصوتية تحمل أو تأخذ بصمة القالب، فيتغير الصوت بعد ما خرج مثلاً من الحنجرة في سمات معينة، يتغير في هذا القالب الصوتي، ويأخذ صفات معينة، فكل مخرج من هذه المخارج نحن دائماً نقول: كلما أنا أخرجت الحرف من مخرجه الصحيح الفصيح، دون تدخل لمخارج أخرى، أو أداء خاطئ كلما ظهر عندي الصوت أوضح وأصح، إذاً لماذا هذا الكلام؟ لأنني أنا عندما أنطق بحرف وبعده حرف الألف، الذي يحصل طبعاً أن تقوم الطالبة بفتح الفكين فتحاً مفاجئاً من أجل صوت الألف، والتصعد في صوت الألف، وإلى آخر هذا العمل، طبعاً الفتح المفاجئ للفكين هذا يعتبر من أخطاء الأداء، لأني أنا لست محتاجة لأفتح الفكين، فتح الفكين ماذا يعمل؟ يعمل تضخماً للصوت، هذه صفة من صفات الصوت مثلما يقول مثلاً: البوق، أو مكبر الصوت، فيحصل تمدداً للصوت فقط، لكن أنت حقيقة ما أثرت على الألف بشيء، فهذا مثال، وهذا يعتبر أداء خاطئاً أصلاً أني أنا أفتح الفكين فجأة.
بالإضافة إلى أنه بسبب هذه الفتحة الذي يحصل عند الطالبة أنها هي تنطق الحرف الذي يسبق حرف الألف، عند نطقت هذا الحرف ماذا فعلت؟ لم تأت بحركة الفتحة تامة لهذا الحرف، وهذا أكثر شيء يكون بالنون المشددة، مثلاً نقول: النّاس، لا، المفروض أن يكون الانتقال سلساً، نقول: النّاس، طبعاً الذي يحصل أنه هي تنبر على الحرف.

د. رحابي محمد:
نعم سنطلب من حضرتك أن تقرئي لنا بعض الآيات القرآن الكريم إذا لم يكن عندك مانع إن شاء الله بعد قليل دكتورة فاتن.
الشيخ علي السوسي، جزاك الله خيراً، هو مشارك معنا ما شاء الله، هو أحد الأخوة المتميزين في برنامج الدراسات العليا في الأداء القرآني، وله باع كبير في الدعوة، والعمل الإسلامي، وتعليم القرآن الكريم في فرنسا، وفي بلاد الغرب جزاه الله خيراً، وكل الأخوة والأخوات الكرام، المسجلين في الدراسات العليا لهم باع كبير في خدمة القرآن الكريم، ونشجع كل من معه إجازة قرآن، معه شهادة جامعية أن يسجل في هذا البرنامج ليصقل موهبته أكثر وأكثر، وليخرج بعلم التجويد والأداء القرآني بطريقة إن شاء الله أكاديمية إلى جانب ما يحمله من شهادة مشيخية وإسنادية للنبي عليه الصلاة والسلام.
عندنا أحد الأخوة المشاركين هنا يقول: السلام عليكم ورحمة الله، مشايخنا الفضلاء.
الذي يفعله البعض الآن من تعليم مقامات الصوت، المقامات الصوتية، هل له علاقة بتصحيح الأصوات والأداء القرآني؟

علم تصحيح الصوت لا علاقة له بالمقامات:
د. فاتن شنيورة:
والله حقيقة هذا سؤال جيد جداً، دائماً أنا أحرص أنه أميز للمستمعين أو للطلاب أن علم تصحيح الصوت لا علاقة له بالمقامات، لماذا؟ لأن المقامات هي فن وليست علماً، ما الفرق بين الفن والعلم؟ العلم له أسس بنيت على تجارب حقيقية، أما الفن فهو شيء ذوقي، شيء يعتمد على الذوق، والتالي لا يوجد شاشة ثابتة بالنسبة للفن، ممكن شيء بسيط حضرتك تراه جميلاً جداً، أنا مثلاً لا أراه جميلاً، لأن هذا اختلاف أذواق، فالمقامات بحد ذاتها فن وليس علماً.
النقطة الثانية: أن فن المقامات يعتمد على السلم الموسيقي.
الشيء الثالث: أن فن المقامات يعتمد على موضوع التقليد، دائماً أول خطوة لأي طالب كي هو يتعلم المقامات يقولون له: قلد، وطبعاً نحن نعلم من أخطاء التلاوة بالنسبة للأداء التقليد، التقليد خطأ كبير جداً، لكن بالنسبة لعلم تصحيح الصوت فعلم تصحيح الصوت يدعك تقرأ بصوتك أنت، بمهارات أنت، بأسلوبك، ولكن ضمن القواعد الخاصة بالقرآن الصحيح، وليتم الوصول إليه بحسب قواعد علمية التي فيها إدراك لكيفية عمل جهاز النطق عند الإنسان، كيفية عمل الجهاز الصوتي، وما إلى ذلك.
وبالمناسبة؛ الجهاز الصوتي منفصل عن الجهاز النطقي، وهذه دائماً يغلط فيها الناس، الجهاز الصوتي هو الحنجرة، أما النطقي طبعاً الذي هو خاص بأعضاء النطق من اللسان، الأسنان، اللثة، وغير ذلك.

د. رحابي محمد:
سارة هلال أيضاً هي من الأخوات الفاضلات في برنامج الأداء القرآني تقول: دكتورنا الكريم، والأستاذة الفاضلة: هل نستطيع القول أن التجويد علم أحكام، والأداء القرآني علم أصوات؟
ثم تقول: ممكن تعطينا أمثلة عن الأخطاء في الأداء غير قصر النفس، وطريقة التصحيح لذلك.
أنا أرى والله أعلم، نعم:

أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلاً (4)
[سورة المزمل]

كما فسرها الإمام علي، معرفة تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف، واختصر لنا علم تلاوة القرآن الكريم، تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف، أي القراءة الصحيحة مع التدبر، وعلم الوقف، علم تدبر بحت، أي من يقرأ ويفهم يعرف كيف يقف، وكيف يبدأ، وإذا جود الحروف فهذا علم أحكام، والله أعلم نعم، ربما نعم علم الأحكام، وكيفية أداء الأحكام هو الأداء، أعتقد أنا من وجهة نظر أختي الدكتورة فاتن أنه التجويد، وعلم تصحيح الصوت هو شيء متلازم لا ينفك عن أداء القرآن الكريم، إذا قلت يؤدي القرآن، أو يجود القرآن، أو يرتل القرآن إذاً لا بد من أن أستحضر هذه المعاني التي تتحدثين بها، تتفضلين بها، أو التي يتحدث بها أهل التجويد، أهل العلم، المقرئين في كيفية الأداء.
إذاً تجويد، وأداء القرآن الكريم، علم تصحيح الصوت، علم تصحيح الحروف، تجويد الحروف، كلها متلازمة.
دكتورة؛ لو تعطينا السؤال هذا، أو الذي بعده من أخت صفاء جزاها الله كل خير عن الأخطاء في الأداء، أمثلة عن الأخطاء في الأداء غير قصر النفس.

أمثلة عن الأخطاء في الأداء:
د. فاتن شنيورة:
طبعاً أخطاء الأداء كثيرة جداً، نحن ذكرنا لنقل مثلاً الخاصة بالصوت، مثلاً أنا أقرأ هكذا: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) هذا النوع من الأصوات نسميه الصوت المنبوع، ما سبب هذا النوع من الصوت أو الأداء؟ طبعاً سببه هو الشد في جسم اللسان، فلذلك لا بد من إراحة جسم اللسان.
أريد أيضاً أن أنبه لنقطة أن هناك بعض التمارين التي نحن نعطيها للطالب أو الطالبة كي يتخلصا من بعض هذه المشاكل، مثلاً بالنسبة لعضلة جسم اللسان نقول: أول شيء نوجهه ألا نبري على المخارج، ألا نبري على الحروف، أيضاً من ضمن هذه المشاكل التي هي مثلاً الطالب يقرأ بصوت متقطع، الصوت المتقطع له نوعان، صوت متقطع من المنبع الذي هو الحنجرة، وصوت متقطع هو من الفم، أو التجويد الفموي، ممكن أنا مثلاً أقرأ: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) فهذا صوت متقطع، وسبب التقطيع من الحنجرة، أو من المنبع، هذه كلها طبعاً أخطاء في الأداء، الخطأ في الأداء يؤدي إلى ماذا؟ سيؤدي إلى قطع في القراءة، القطعة هذه التي أنا قطعتها فيها حرف سيفقد صفاته، إذاً هناك حرف سيضيع مني، من أجل ذلك وجد هذا النوع من الأداء.
مثلاً في الحركات يوجد أخطاء كثيرة جداً جداً.

د. رحابي محمد:
دكتورة فاتن؛ أنا أود أن أخبر الأخوة والأخوات المتابعين جزاهم الله خيراً ، اطمئنوا علم القرآن الكريم، أو كتابة القرآن علم سهل، وميسر، والله عز وجل بشرنا بذلك، أو أن البعض يظن أن هذه القضية شبه استحالة، وتتقطع دونها النفوس، والأعمار، وتنقضي الأعمار والإنسان ربما لا يحصل على إجازة، أو إتقان في الأداء، استبشروا خيراً، الله عز وجل قال:

وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)
[سورة القمر]

يسر قراءته، ويسر ترتيله وتجويده، ويسر فهمه، ويسر العمل به، ويسر الدعوة إليه، فلا تقلوا، إنما هي إرادة، وهي فن من الفنون التي يذهب إليها الإنسان ليتعلمها في حياته بشكل عام، فأي علم يحتاج إلى بذل نوع من الجهد.
الآن لماذا أنا أقول هذه الكلمة؟ عندنا الأخ الفاضل الكريم الأستاذ جهاد ناصر يقول: جزاكم الله خيراً، وبارك الله فيكم، لكن كيف يمكن للمقرئ المتقن أن يستهل هذا العلم؟ وإذا سلمنا بزيادة دقته في التصحيح، هل معنى ذلك أن التلقي كان ناقصاً؟
لا نقول كان ناقصاً، نحن نثق بكل الأخوة المقرئين المتمكنين، الذين تلقوا العلم عن شيوخ ثقاة، والعلم هذا دين، وانظروا عمن تأخذوا دينكم، هذا أمر محسوم لا شك فيه، لكن ما يضيفه الآن مثلاً الدراسات العليا في الأداء القرآني، أو علم تصحيح الصوت، يفيد التخصص والأكاديمية.
مثلاً أيام زمان لو سألت أحد الصحابة: أعرب لنا هذه الجملة؟ كتب الطالب وظيفته صباحاً، أعرب لي هذه الجملة كلمة كلمة؟ لا يقول لك: كتب: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، لا يمكن لذلك العربي الصحيح الفصيح أو الصحابي الجليل أن يخطئ في ضبط هذه الكلمات، في السليقة، لكن جاءت الأعصر، والعصور التي بعدها، بعد هذا الجيل المكرم، جيل التابعين، وبعده، وبعده، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، واختلطت الألسن، وتكاثرت الشعوب والثقافات، أصبحنا مضطرين إلى كتابة وتقعيد هذه الأمور والقواعد ومنها علم الصوت أيضاً.
فلذلك إذا أنت كنت متقناً، وأخذت إجازة قرآن من الشيخ، مثلاً علم الدراسات العليا في الأداء القرآني، في الدراسات العليا، هذه تؤهلك لأن تكون قادراً على شرح هذه القواعد التجويدية، على شرح هذه التعريفات، على شرح المعرفة، هنا على علم بالدقائق التجويدية خاصة اللحن الخفي، يوجد تفصيلات كثيرة، فامضِ على بركة الله، ولا تقلق.
عندنا سؤال يا دكتورة فاتن من الأخت جمانة، تفضلي جمانة.

الأخت جمانة:
هل يفيد علم الأداء القرآني في تصحيح عيوب النطق؟

فائدة علم تصحيح الصوت في تصحيح عيوب النطق:
د. فاتن شنيورة:
نعم، علم تصحيح الصوت، جاءنا كثير من الطالبات عندهم كما نقول لدغات في بعض الحروف، أيضاً عالجنا بعض الحالات، الذين عانوا من الجلطات عافاني الله وإياكم، وحُرموا من تلاوة القرآن الكريم أيضاً أعدنا لهم عملية القراءة بكل يسر، أيضاً عالجنا حالات الشلل الدماغي، كان هناك حالة عندها شلل دماغي، أيضاً استطعنا أن نوجهها توجيهاً بحيث أصبحت تقرأ القرآن الكريم بسلاسة، أيضاً في بعض البرامج فتحوا قسماً خاصاً لذوي الاحتياجات الخاصة من أناس عندهم مشاكل في عملية النطق، فأنا حضرت معهم حلقة واحدة فقط وجهتهم إلى كيفية توجيه مثل هذه الحالات، سبحان الله كانت النتائج مبهرة، هم قالوا لي: نحن من سنة نخفض الصوت لإحدى الطالبات، لكن أنا عندما تواصلت مع هذه الطالبة مباشرة معهم على برنامج الزوم انخفض صوتها بدرجة كبيرة جداً في نفس اللحظة، أي في نفس الوقت، مع أن عندها شللاً دماغياً، نعم حللنا بعض هذه المشاكل ويدخل فيها أيضاً علم تصحيح الصوت.

د. رحابي محمد:
بارك الله فيكم، الأخ علي السوسي وغيرهم من الأخوة الكرام والأخوات يقول: أشكركم جزيل الشكر على التوضيحات، وبارك الله فيكم، وشكراً للأخ جهاد مرة ثانية على مشاركتك، وسؤالك، ومداخلتك، بارك الله بك.
يسألون عن كيفية المشاركة في الدراسات العليا للقرآن الكريم؟ باب التسجيل مفتوح؟ وهذا السبب أيضاً جعل من الدراسات العليا - الحمد لله - الماجستير والدكتوراه في الأداء القرآني محل قبول وإقبال كبير شديد جداً من المهتمين القراء والمقرئين، ليصلوا موهبتهم، وليكون معهم شهادة أكاديمية إلى جانب شهادتهم المشيخية، الإجازة القرآنية، باب التسجيل مفتوح، ولكم ثلاثة فصول دراسية، وكل فصل دراسي تقريباً ثلاثة شهور، من خلال هذه الفصول الدراسية الثلاث تراجعون، وتقرؤون، وتحضرون التجويد النظري، وتحفظون التعريفات، إلى جانب بعض الكتب والمقررات التي تهتم بعلم الوقف والابتداء، وبعلم اللحن الخفي والجلي، والتجويد وأحكامه بشكل عام.
على أي حال، البعض يسأل لو كان عندنا تواصل على الواتس أب؟ هل هناك رقم خاص للبرنامج على الواتس أب؟ موجود على صفحة الأداء القرآني إن شاء الله.
تسأل الأخت أم محمد: كيف نتخلص من اختلاس الحروف في القرآن الكريم وإتمام الحركات.

كيفية التخلص من اختلاس الحروف في القرآن الكريم وإتمام الحركات:
د. فاتن شنيورة:
طبعاً هذا أيضاً يتدرج فيه الطالب في علم تصحيح الصوت، لأننا عندما نبدأ تصحيح المخارج نعطي الطالب ليصحح الحرف ساكناً ثم متحركاً، فبمجرد أن يتخيل الطالب ذلك أو صار بالدماغ صوت للحرف ساكن، وصوت للحرف المتحرك بعيداً عن التلاوة، نطبق التلاوة، نقول لها: مثلما أتيت به منفرداً ضعيه بالتلاوة، وبالتالي تتخلص من عملية الاختلاس بالحروف درجة بدرجة، وبنهاية المستويات لا يوجد عندها أي اختلاس لأنها أتت بالصوت منفرداً صحيحاً.

د. رحابي محمد:
نعم؛ بارك الله فيكم، الأخ جهاد مرة ثانية يقول: هناك مشايخ في المسجد النبوي ومقارئ... في المدينة المنورة لهم باع أيضاً في الاهتمام بالأداء القرآني، ويقول: جزاك الله خيراً دكتور رحابي، فعلاً تعقيباتك تثلج الصدر، بالعكس الآن أنا مستمع، وأتعلم، وأستمع أيضاً مثل الأخوة من الدكتورة فاتن ضيفتنا الكريمة، أسأل الله تعالى أن يبارك فيها، وأن ينفع بها، ونستمع إلى تلاوتها بعد قليل إن شاء الله تعالى.
كيف يمكن الاستفادة في علاج لدغة الراء؟

علاج لدغة الراء:
د. فاتن شنيورة:
طبعاً هذه على حسب المستوى، لأن لدغة أي حرف من الحروف يكون سببها مركزي بالدماغ، يكون مثلاً على حسب درجة التأثر، هذه نقطة، ممكن أن تكون درجة التأثر كبيرة جداً، لدرجة أننا نحن نخفف منها، نعطي بعض التمارين الخاصة للطالب أو القارئ بسيطة تقريباً، لكن أغلب الذين جاؤونا كان هناك تخلص تام منها، مع التوجيه إلى المخرج الصحيح، وكيف هم يلمسون هذا المخرج.
الشيء الثاني؛ أحب أن أوضح أن المشكلة مرات تكون في نقطة المشكلة نفسها، لكن لأن الشخص مثلاً لم يحل هذه المشكلة فمع الوقت تأثرت العضلات المحيطة فيصير عندنا علاج مجموعة من العضلات وليس العضلة الوحيدة المتأثرة، وهذه طبعاً تفاقم المشكلة، كلما بدأ الشخص باكراً كان أفضل وأحسن.

د. رحابي محمد:
الأخت رانيا تقول: اللقاء رائع جزاكم الله خيراً، بارك الله فيكِ أخت رانيا، والأخت أم محمد، والجميع جزاكم الله خيراً.
الآن سؤال من الأخت تاج الأئمة، أحسن الله إليكم، ما هي نصيحتكم بالنسبة لمراتب تعليم القرآن الكريم للأعاجم حتى يصلوا إلى مرتبة الإتقان، والإفصاح، أو تصحيح الصوت والأداء؟ أنا أجيب بكلمتين، وأترك أيضاً ثلاث كلمات للدكتورة فاتن حتى تجيب، حتى ننتقل إلى أسئلة أخرى.
أهم شيء في تعليم القرآن الكريم سواء للأعاجم، ولغير الأعاجم أن يكون المعلم متقناً، ويقرأ مخرجات طيبة، ونتائج طيبة مع طلابه سواء كانوا يتكلمون اللغة العربية أو لهم لسان آخر.
تفضلي دكتورة فاتن إذا كان هناك تعليق؟

كيفية تعليم القرآن الكريم للأعاجم حتى يصلوا إلى مرتبة الإتقان:
د. فاتن شنيورة:
جزاكم الله خيراً، وبارك الله فيكم.
بالنسبة للأعاجم، أنا أبدأ معهم بشيء اسمه: القواعد الأربعة، القواعد الأربعة لمجرد أنهم يمشون عليها تعمل فرقاً كبيراً جداً في تلاوتهم قبل أن ندخلهم في موضوع الأداء القرآني وتصحيح الصوت وما إلى ذلك، القواعد الأربعة هي أن يأتي بالمدود صحيحة، يأتي بالحرف المشدد بشكل صحيح، يأتي بالزمن الساكن صحيح، وبأتي أيضاً بالمفخم وبالمرقق، بمجرد أن أمشي معه بهذه القواعد ويطبقها بحذافيرها في التلاوة يعمل فرقاً كبيراً جداً عنده في التلاوة، وبعد ذلك طبعاً ينتقل إلى موضوع الأداء القرآني.

د. رحابي محمد:
من المهم جداً لكل من يعلم القرآن الكريم للأعاجم، ولغير الأعاجم، أنا أعلم العربية في جامعة حكومية في أمريكا، وأعلم غير الناطقين بالعربية، فعندنا حروف حلقية غير موجودة عندهم، عندنا أيضاً الضاد غير موجودة عندهم، ماذا أقول لهم؟ طبعاً يجدون مشقة شديدة لو ترونهم كيف يقولون كلمة أنعمت مثلاً، أو غير، أو الضالين، أو هذه الكلمات.
قلت لهم مرة، سهلت عليهم كثيراً من الأمور، قلت لهم - طبعاً وهذه فيها إشارة ربما دعوية -: الذي خلق الخلق خلقنا جميعاً، خلقنا بنظام صوتي واحد، عندي حلق، وعندك وعندكِ حلق، عندكِ حنجرة وعندي حنجرة، عندي لسان وعندكِ لسان، عندي شفتان وعندكِ شفتان، إذاً الموضوع سهل، ولا نستطيع؟! منهم من يحكم على نفسه بعدم الاستطاعة والعجز عن لفظ العين، والحاء، أو الخاء، أو غيرهم من الكلمات، أو الحروف، أقول لهم: حاولوا، فتصبح حصة اللغة العربية حصة فن ومتعة وسعادة ما بعدها سعادة، ويكتشفون حروفاً في حلقهم يخرجونها لأول مرة في حياتهم، وتخرج صحيحة، فصيحة، فقط أعطيهم الثقة بالنفس، وأعطيهم تعزيز هذا الجانب النفسي، وسوف إن شاء الله يكون هناك نتائج طيبة.
عندنا أسئلة كثيرة دكتورة فاتن، سأعطي لكل سؤال ثلاثين ثانية إذا لم يوجد عندك مانع إن شاء الله، وأنا أشكر جميع المشاركين، ومن شارك أيضاً هذا اللقاء على صفحته، أو على صفحتها، أسأل الله أن يبارك فيكم، وفي صفحاتكم، ويجعل صفحاتكم على الفيس صفحات خير، وصفحات نور، وصفحات قرآن كريم إن شاء الله ,
الأخ بلال رحابي، ابن العم، جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم، والأخت هند أيوب جزاكم الله خيراً، وتقبل جهدكم، ولا حرمنا هذا الخير، دعاء كثير، وثناء من الأخوة المشاركين، أو المتابعين.
هناك سؤال من الأخ فراس هاشمي، أو الدكتور فراس هاشمي، الحقيقة هو أحد الدكاترة المسؤولين في الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية، سيدي الدكتور فراس يقول: بارك الله فيكم، وفي علمكم، ما الطريقة المناسبة لتحسين بعض الحروف مثل القاف، العين، الطاء، وغيرها من الحروف التي يصعب أداؤها لغير الناطقين بالعربية؟
لعلي أجبت قبل أن أصل إلى هذا السؤال، التجربة، والمحاولة، وأن يكون أمامه الشخص الذي يعزز فيه الثقة، ويقولها أمامه، ثم بعد ذلك طبعاً سيأخذ وقتاً، من الاعتياد على طريقة معينة في النطق والحروف في ثلاثين أو أربعين سنة، من الصعب جداً أن ينطق الحرف أول مرة أو في أول لقاء، لكن على الأقل يكتشف أن هناك هذا الحرف موجود في حلقه أو في حنجرته.

الطريقة المناسبة لتحسين بعض الحروف:
د. فاتن شنيورة:
يوجد نقطة بسيطة لو سمحتم لي؛ في البداية سواء للناطقين باللغة العربية، أو غير الناطقين باللغة العربية، نحن نعطيهم شيئاً اسمه: إدراك أعضاء النطق، وأنا كي أقول له اعمل كذا، أو كذا في لسانك ممكن هو ليس مدركاً أصلاً أعضاء النطق عنده، فلذلك نحن نعطيهم تمارين معينة حتى يدركوا أعضاء النطق عندهم، ثم يتم توجيههم بهذه الحركة أو تلك ويكون هو مدركاً وعارفاً كيف يحرك لسانه.

د. رحابي محمد:
دكتورة الأخت سهيلة تقول: هل يجب التتابع في الفصول الدراسية الثلاث؟ نعم، لأن الغاية التدريب والرياضة، فلا نريد أن ينقطع الطالب في الدراسات العليا في الأداء القرآني عن التدريب المكثف، والتحضير، والحفظ للتعريفات النظرية، والتدريب العملي أيضاً حتى بعد جلسة الاختبار التي تكون بمثابة جلسة المناقشة لإتقانه النظري والعملي، وهي بمثابة الماجستير إما ستين سؤالاً، أو تسعين سؤالاً في الدكتوراه.
الحاج وليد زغل؛ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وهو عمٌ فاضل، وهو صديق الوالد شكراً لمتابعتك لنا، ويدعو لنا، ويقول: أنا جداً مسرور بمتابعة هذه الجلسة المباركة، الحج وليد زغل من الأئمة المعروفين في إدلب في مدينتي، وله باع كبير في خدمة الدعوة، وفي خدمة القرآن الكريم، وفي خدمة طلاب العلم، وهو أخ فاضل وصديق الوالد رحمه الله، أنا أتشرف وأسعد جداً بوجودك، ودعائك الطيب المبارك يا عمنا الفاضل الحبيب.
السؤال هنا يقول: الأخت إسلام، بارك الله فيكم دكتورة فاتن، وهذا العلم كما قال الدكتور رحابي شديد الصلة بالتجويد، ولابد من المقرئ أن يكون قادراً على معرفة الخطأ، توثيقه، وتصحيحه، هل من طريقة لتثبيت القرآن بعد حفظه ونسيانه؟ جزاكم الله خيراً.
دكتورة فاتن بثوان.

طريقة تثبيت القرآن بعد حفظه ونسيانه:
د. فاتن شنيورة:
أهم شيء بالنسبة للشخص البالغ دائماً نقول لا بد من أن يعرف معاني القرآن الكريم، هذه أكبر وسيلة، وأقرب وأفضل وسيلة لتثبيت القرآن الكريم.

د. رحابي محمد:
الأخت نعيمة المهدي، وهي من الأخوات الدارسات معنا في الدراسات العليا في الأداء القرآني، ذات همة عالية ما شاء الله، تقول: عذراً كنت أحاول الدخول معكم إلى الغرفة الصوتية لكن ما استطعت، مرة ثانية يا أخت نعيمة أنتِ مقرئة فاضلة وما شاء الله عليك! جهودك طيبة مباركة ما شاء الله، هل بالإمكان للطالب المبتدئ أن يجمع بين روايتين مختلفتين بنفس الوقت والقراءة بهما؟

على الطالب أن يتعلم ويتقن رواية واحدة بعد ذلك يبني عليها بقية الروايات:
د. فاتن شنيورة:
دائماً أنا أنصح أن يكون للقارئ المبتدئ رواية واحدة على أساسها يقيس باقي الروايات، أياً تكن هذه الروايات، نحن نقول: من الصعب أن تعلم الطفل لغتين في البداية، ستتداخل مع بعضها البعض، نفس الشيء في البداية يجب أن يتعلم، ويتقن رواية واحدة بعد ذلك يبني عليها بقية الروايات، يقيس الفرق بينها وبين البقية.

د. رحابي محمد:
نعم، بارك الله فيكم.
كيف نستطيع مساعدة طالب على إخراج الواو والياء صافية من غير غنة؟

كيفية إخراج الواو والياء صافية من غير غنة:
د. فاتن شنيورة:
طبعاً الواو والياء نحن نقول عندهم صفة اللين، ما معنى اللين؟ لو أنا لم أحكم المخرج بصورة صحيحة سيهرب مني الصوت في مكان آخر، سيصعد إلى الخيشوم لأن هذه الواو والياء محققتان، تحمل الغنة في مخرجيهما، فأنا كي أتخلص من هذه المشكلة إذاً لا بد أن أزيد الضغط على مخرجيهما قليلاً.

د. رحابي محمد:
أعتقد انتهينا من الأسئلة هنا، تقول الأخت أنهار سعيد: كيف نسجل في الدراسات العليا للأداء القرآني، والأخ الثاني يسأل: ما هي مدة الدراسة بالماجستير سنة أو أكثر؟ تجدون ذلك كله مفصلاً في الموقع الإلكتروني للدراسات العليا في الأداء القرآني، وأيضاً على صفحة الأداء القرآني على الفيس بوك، هي عبارة على عام دراسي واحد، ثلاثة فصول دراسية، مكثفة في الدراسة، ومراجعة الكتب والمقررات النظرية، وحفظها وإتقانها، ثم الجلوس أمام لجنة الاختبار، لاختبار الأداء القرآني في التلاوة، وكما تقول الدكتورة فاتن: في علم الأداء، في تصحيح الصوت نرى الصوت القرآني كيف يخرج بطريقة صحيحة، محكمة من لجنة التحكيم، ودرجة النجاح ستكون ثمانين فما فوق إن شاء الله، ستجدون إن شاء الله على رابط الصفحة صفحة الفيس بوك رابط الدراسات العليا في الأداء القرآني.
سؤال أخير من الأخت أم وائل: كيف نساعد الطلبة للتخلص من الخيشمة في القراءة؟

كيفية التخلص من الخيشمة في القراءة:
د. فاتن شنيورة:
الخيشمة طبعاً لها عدة أسباب، أهم شيء نقول: إذا بدأ الطالب يحقق مخارج الحلق صحيحة فإنه بذلك يتخلص من الخيشمة.

د. رحابي محمد:
نعم، لو نختم دكتورة فاتن بسؤالي، ثم بتلاوة مباركة منك، كيف أصل إلى تصحيح الأداء القرآني أو الأداء القرآني الصحيح، وإن كنا ذكرنا الآن في مجمل حديثنا، لكن بكلمتين مختصرات إن شاء الله.

طرق الوصول إلى الأداء القرآني الصحيح:
د. فاتن شنيورة:
طبعاً بالنسبة لي عن طريق علم تصحيح الصوت، لأنه يأخذ بالطالب بخطوات دقيقة ممنهجة نحو الأداء القرآني الصحيح.

د. رحابي محمد:
جميل بارك الله فيك! الآن لو تتكرمي بتلاوة طيبة إن شاء الله من القرآن الكريم ونستمع إلى مهاراتك في تصحيح الصوت، وفي الأداء القرآني، والآن انتبهي الأخوة والأخوات الآن يستمعون، وسوف يضعون إشارات، وملاحظات.

د. فاتن شنيورة:
سبحان الله! الإنسان كما نقول، دائماً أنا أقول لطالباتي: إنه لا يوجد إنسان متقن، لكن يوجد إنسان دائماً يحاول الإتقان.

د. رحابي محمد:
كان عندنا دكتور – رحمه الله ويعل مثواه الجنة، وجزاه عنا كل خير - الدكتور علاء حموي، وهو أيضاً من المجازين من الشيخ محمد طه سكر رحمه الله، فكان يدرسنا القرآن الكريم في الجامعة، لا يعطي لأحد أكثر من خمس وتسعين، الذي معه إجازات قرآن، والذي معه شهادات، والمعلمون، والأئمة، عندما يعمل له الاختبار في السنة الأولى، والثانية يعطيه فقط أعلى علامة 95 ، 96 ، طبعاً هؤلاء عنده على درجة عالية من الإتقان، فسئل عن ذلك فقال: أنا لو أعطيتك مئة معنى هذا أنا أعطيك درجة تلاوة الصحابة أمام النبي عليه الصلاة والسلام، وهذه درجة لا أحد أخذها إلا النبي عليه الصلاة والسلام، وإلا أصحابه رضي الله عنهم، فيقول: أنا درجتي ودرجتكم، احتراماً نحن لا نقول نقرأ مئة بالمئة كما قرأ رسول الله، والله هذه لفتة تربوية ولفتة أيضاً فيها تواضع، وفيها إدراك، واحترام، وتقدير، وتعظيم لمقام النبي عليه الصلاة والسلام، أيضاً الطلاب حتى لا يصيبهم شيئاً من الغرور، انظر أنا أخذت مئة من مئة، ربما يصاب بالغرور، يعطينا درجات أقل من مئة حتى دائماً نتطلع إلى الأعلى.
سيدتي بسم الله، وعلى بركة الله.

د. فاتن شنيورة:
إن شاء الله، أنا أول ما فتحت ظهرت عندي سورة هود سأبدأ بإذن الله.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم:

الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4)
[سورة هود]

أكتفي بهذا القدر إن شاء الله.

خاتمة وتوديع:
د. رحابي محمد:
ما شاء الله! الله يبارك فيكم، ويحفظكم، ويكرمكم، على مذهب الدكتور علاء حموي أنت تأخذين 95 بجدارة، على مذهبنا نحن تأخذين أكثر من مئة ما شاء الله.
أنا أود أن أبشر الأخوة والأخوات، وأيضاً أكون سعيداً جداً بهذا الخبر أن الدكتورة فاتن إن شاء الله ستكون معنا ضمن فريق العمل والإشراف في الدراسات العليا للأداء القرآني لتكون إضافة كبيرة، وإضافة ثرية في هذا البرنامج، لتصحيح التلاوة، وإفادة الأخوة والأخوات في تعزيز قدراتهم الأدائية في القرآن الكريم، ليكونوا بالفعل على هذا المستوى الأكاديمي، ليس فقط نقرأ، وهكذا قرئت، لا، ليس على مذهب هكذا قرئت، نقرأ بسبب واحد، اثنين، ثلاثة.
سيدتي أحسن الله إليك، وشكراً لكل الأخوة والأخوات المتابعين والمتابعات، شكراً لحضوركم دكتورة فاتن، شكراً لحضورك والأخوة جمانة وإيمان، وقريباً سنسعد إن شاء الله بتخرجهم من الدراسات العليا في الأداء القرآني بالماجستير، وهم على قدر من الزهو والدعوة وخدمة القرآن الكريم في أماكنهم، وفي بلدانهم.
جزاكم الله خيراً جميعاً، شاركوا هذا اللقاء المبارك على صفحاتكم، زينوا فيه الفيس بوك، حتى يكون بالفعل الفيس بوك فيه خير أيضاً، وفيه قرآن، وفيه شيء من الأكاديمية والأمور التعليمية للأخوة والأخوات، والدكتورة فاتن قدوة ونموذج للسيدات الفضيلات، اللواتي اجتهدن وعملن في خدمة القرآن، وعلى أنفسهن حتى وصلن إلى هذه الدرجة من الإتقان، وإن كان لي رأي وربما تشاركينني فيه دكتورة فاتن أن القرآن الكريم في الإقراء، والمقرئين المتقنين نجد ربما حاجة ماسة لوجود عنصر الأخوات، العنصر النسائي في مجال الإقراء، هذا تقدير، أنا أشجع الدكتورة فاتن، وأشجع كل الأخوات أن يلجن هذا الخير العظيم، ولتكن إن شاء الله في يوم من الأيام مراجع في علم الإقراء، وعلم التلاوة.
جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم، وبارك الله بكم، كلمة أخيرة دكتورة فاتن.

د. فاتن شنيورة:
صراحة هي كلمة شيخي حفظه الله، وبارك الله فيه، الشيخ مدحت عبد الجواد، كان ما يقوله لي: هذا ما بلغني من الحق والعلم، فإن رأيتِ ما هو خير منه فاترك ما علمتك، واتبعِ ما هو أفضل وأحسن.

د. رحابي محمد:
نفع الله بكم، وشكراً لك مرة ثانية، وجزاكم الله الخير، ورحم الله شيوخنا، ومشايخنا كلهم، وجزاهم الله عنا خير جزاء، شكراً يا إيمان، شكراً يا جمانة مرة ثانية وأحسن الله إليكم ، إلى اللقاء في مرات أخرى بإذن الله، وإلى لقاء طيب مبارك مع الأخت فاتن مرة ثانية إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته