مهارات معلمي الحلقات القرآنية مع الدكتور يحيى الغوثاني
- 2021-05-01
مهارات معلمي الحلقات القرآنية مع الدكتور يحيى الغوثاني
مقدمة:
![]() |
أيُها الإخوة الكرام أيتها الأخوات الكريمات أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم إلى لقاءٍ متجدد مع أهل العِلم والقرآن، ولقاؤنا اليوم مع فضيلة الشيخ الدكتور يحيى الغوثاني حياكم الله يا مولانا. |
الدكتور يحيى الغوثاني:
أهلاً وسهلاً حياكم الله، بارك الله فيكم. |
الدكتور رحابي محمد:
يا مرحباً، شرفتمونا وأسعدتمونا ونورتمونا سيدي. |
الدكتور يحيى الغوثاني:
أهلاً بكم، منورين أنتم ما شاء الله. |
الدكتور رحابي محمد:
الله يبارك فيكم؛ فضيلة الشيخ الدكتور يحيى الغوثاني غنيٌ عن التعريف، وريثما يدخل الإخوة الكرام إلى صفحة البث المباشر نقدم تعريفاً بسيطاً ومختصراً جداً إن شاء الله عن فضيلة الشيخ، ثُمَّ نَدخل إلى عنوان لقائنا اليوم مهارات مُعلّمي الحلقات القرآنية، والموضوع أيضاً الأكثر جاذبية: الأسرار الخمسة للجاذبية الشخصية عند مُعلّم الحلقات القرآنية، ومحورٌ آخر عن المعايير الخمسة للمُدّرس الكُفُء الناجح الذي سيتفضّل بشرحهم وتقديمهم للإخوة طُلاب الدراسات العُليا في الأداء القرآني، ولكل المتابعين ولكل أهل القرآن وللمُهتمين بالقرآن الكريم. |
![]() |
دكتور يحيى له عدة مؤلفات في مجال القرآن الكريم، وعدة دورات تدريبية وتعليمية ألقاها وقدّمها لصالح وزارات الأوقاف في الوطن العربي وفي البُلدان الإسلامية، كذلك الدكتور يحيى الغوثاني له دورات في أفكارٍ إبداعية في حفظ القرآن؛ دورة: كيف نُربي أبناءنا بدون صُراخ أو صفع، دوراتٌ كثيرة.. كيف نُفكّر خارج الصندوق، دورات في طُرق التدريس، دورات في علم القراءات، الخريطة الذهنية واستخداماتها في حفظ القرآن الكريم. |
الدكتور يحيى له خبرة تدريسية كبيرة جداً وعريقة في مجال القرآن الكريم، وهو أيضاً عضوٌ في هيئات عديدة، مثل رابطة الأدب الإسلامية العالمية، وعضو الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه، له إنتاجٌ علميٌ كبيرٌ أيضاً كيف تحفظ القرآن الكريم، قواعد أساسية وطُرق عملية طُبع أربع مرات وشَرُفت بأن أُدرِّس هذا الكتاب عام 1999، وعام 2000 في المعهد الشرعي للدعوة والإرشاد في دمشق، وكنت قررت هذا الكتاب على طُلاب المعهد الشرعي وكانوا أيضاً يُحضّرونه ويَحفظونه ونُجري لهم أسئلةً منه في الاختبارات النهائية، كذلك له كتاب علم التجويد أحكام نظرية وملاحظات عملية، أيضاً هذا الكتاب حصلت عليه وقتَ طُبع وقررته على طُلاب المعهد الشرعي في مادة القرآن والتلاوة، وهذا شرفٌ كبيرٌ لي ولجميع طلابنا الذين درسوا هذا الكتاب، وله كتب أُخرى في تيسير أحكام التجويد، وفي شرح الشاطبية أيضاً، وله نشاطٌ واسعٌ أيضاً في خدمة القرآن الكريم والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى. |
لا أُريد أن أُطيل في المُقدّمة فأنتم أغنياءٌ عن التعريف سيدي الدكتور يحيى الغوثاني، نسأل الله تعالى أن يُغيثنا بغوثٍ من عنده، وأن يكون لقاؤنا معكُم غوثاً علمياً كبيراً وإضافةً كبيرةً لكل المتابعين الإخوة والأخوات. |
قبل أن نبدأ أطلب من الإخوة الذين يتابعونا الآن أن يشاركوا هذا اللقاء على صفحاتهم المباركة، دعونا نستفيد من فضيلة الشيخ الدكتور يحيى أكبر فائدة، أرجو أن تشاركوا هذا اللقاء الآن على صفحاتكم. |
سيدنا الحبيب الدكتور يحيى أشكرك مرةً ثانية على إتاحة هذا الوقت الثمين من وقتك، وأعرف أن برنامجك في رمضان ضيقٌ جداً ولكن تكرّمتم وتفضّلتم علينا وعلى طُلاب الدراسات العُليا في الأداء القرآني بهذا اللقاء الطيب، نبدأ مباشرةً والميكرفون معكم تفضلوا سيدي الله يجزيكم الخير. |
الدكتور يحيى الغوثاني:
بارك الله فيكم؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمّان الأكملان الأنوران الأزهران على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تُعذبنا فإنك علينا قادر، والطف بنا فيما جرت به المقادير، بدايةً أشكركم أستاذ رحابي على هذا الترحيب، ما شاء الله اسمٌ على مُسمى ما شاء الله وقد ألبستني ثوباً كبيراً، لكن أسأل الله عز وجل أن يجعلني أُقدّم ما نستفيد في هذا اللقاء إن شاء الله، أشكر كلّيتكم وجامِعتكم على هذه الاستضافة وعلى هذا الجهد الطيب الذي تقومون به لخدمة القرآن الكريم وخدمة وتكريم أهل القرآن الكريم، الحقيقة لقد اطلّعت على التعريف بكلِّيتكم فوجدت شيئاً يرفع الرأس، ونحمد الله عز وجل على وجود أمثال هذه النشاطات الطيبة، فأُرّحب بكم أيضاً وأُرحب بي أيضاً معكم، وأرحب بالمستمعين والمشاهدين الذين هم في صفحة الفيسبوك ومن صفحاتٍ أخرى أيضاً على هذه المائدة إن شاء الله. |
تعريف المهارة:
![]() |
طيب إذاً الآن السؤال: ما هي المهارة؟ المهارة: هي القدرة على توظيف وإدارة الخبرة. |
تعريف الخبرة:
السؤال الثاني: ما هي الخبرة؟ الخبرة هي أمران، هي مجموعة المعارف والمعلومات، هذا الجناح الأول، الجناح الثاني هو التطبيق والمُمارسة لهذه المعلومات، إذاً المعلومات والمعارف زائد التطبيق العملي لها يساوي الخبرة. |
![]() |
إذا كانت هذه السنة في بلدةٍ من البلدان المختلفة عن الثانية أنت أضفت خبرةً إلى الخبرة، إذا كانت هذه المُمارسة مثلاً مع تدريسٍ للأطفال هذه خبرة، إذا كانت تدريساً للرجال هذه خبرةٌ أُخرى، إذا كانت تدريساً للكبار فهذه خبرةٌ أُخرى، إذا كانت تدريساً للأعاجم فهذه خبرةٌ أُخرى، إذا كانت تدريساً عبر الأون لاين فهذه خبرةٌ أُخرى، إذا كانت تدريساً عبر بث مباشر أيضاً خبرةٌ أُخرى، فكُلما زادت مُمارساتك بأنواعها كُلما أصبحت الخبرة متنوعةً لديك، أما من يُكرر المُمارسة لشيءٍ بذاته بنفسه كما هو فهذا يُعتبر تكراراً، كأن لو أنك كررت شيئاً لخمس سنوات أو ست سنوات أو عشر سنوات هذا يُعتبر سنةً واحدةً كأنها نسخةٌ واحدة، ما لم يكن هناك تجديدٌ وما لم يكن هناك إبداعٌ في الأسلوب والهيكل والعرض والشكل وما إلى ذلك. |
إذاً هذه مقدمة لا بد منها، تعريف المهارة أنها القدرة على توظيف وإدارة الخبرات الموجودة لديك، والخبرة هي مجموعة المعارف والمُمارسة لها. |
لماذا يتواصل الناس مع بعضهم؟
ننتقل إلى محورٍ آخر، سؤالٌ مهمٌ جداً وأنتم إما مدرِّسون للحلقات القرآنية الكريمة، وإما مُحِبون للقرآن الكريم، وإما مرشحون أن تكونوا مُدرّسين للحلقات القرآنية، أو ترغبون أن تكونوا في هذه الدوحة القرآنية، السؤال الآن وقد يبدو غريباً بعض الشيء: ما هي الأسباب التي تجعل الناس يتواصلون عبر التاريخ؟ لماذا يتواصل الناس مع بعضهم البعض؟ يمكنكم أن تكتبوا في التعليقات إجاباتكم، يعني أنت تتصل على فُلان وتُسلّم عليه، لماذا؟ ما الدافع لهذا التواصل؟ لماذا تواصل مثلاً سيدنا آدم مع حواء؟ لماذا تواصل الأبناء مع بعضهم؟ لماذا تواصل التجار مع بعضهم؟ لماذا يتواصل المدّرسون مع بعضهم؟ لماذا يتواصل الرَجُل مع المرأة ؟ يا ترى لماذا يتواصل الناس؟ أجيبوني بكلمةٍ واحدةٍ لا أريد جواباً طويلاً كلمةٌ واحدةٌ لو تكرّمتم، معكم نصف دقيقة للكتابة. |
سأقرأ بعض تعليقاتكم: للتعارف، تبادل المنافع، لتعارفوا، نقل الخبرات والمعارف، حاجة اجتماعية، لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، نعم شكراً، سُبل الإسلام، الإستمرارية، حاجة فطرية، المحبة، هذا جواب قوي جداً، الشوق والمحبة، للتعارف، للاستمرار، للتعلُّم، لتبادل الفوائد، للمعرفة، للاستمرارية، ليُكمل كل منهم الآخر، لتحصيل منفعة، أولوية، كي نتعرف على الحضارات، قائم على مصلحة، اكتساب خبرة لتلقّي المعلومات، السند، طيب شكراً نقف هنا. |
إذا ما شاء الله إجاباتٌ جيدة أنا أحببت أن أُشرككم معي، هذا أيضاً من دواعي البث والتفاعل حتى يكون لقاءً تفاعُلياً، فربما أسألكم بعد قليل سؤالاً آخر للمشاركة. |
![]() |
إذاً نستطيع أن نقول إن الحُب هو قاعدةٌ أساسيةٌ هامةٌ جداً ينبغي على مُعلّم الحلقات القرآنية أن يتشبّع بها، أن يكون حبيباً محبوباً، وبمجرد أن تَقِل نسبة الحُب تقِل نسبة التفاعل مع المُدرّس وتقِل نسبة الحفظ أيضاً عند الطُلاب. |
قد تتعجبون يا إخوة عندما قمت بدراسةٍ ووجدت نتيجةً عجيبة، أنا زرت العديد من بُلدان العالم فأسأل السؤال التالي: أنت حفظت القرآن الكريم؟ نعم أحفظ أو أنا متعثرٌ في القرآن الكريم، طيب ما سبب تعثرك؟ لا يعرف! الطالب لا يعرف، أو لا يجيب، أو يعرف ولا يُجيب، ويقول لا أدري أنا أنسى، أنا أحفظ وأنسى، لي سنواتٌ ولم أستطع أن أحفظ إلا خمس أجزاء، منذ سنواتٍ وأنا أُتابع ولم أستطع أن أحفظ، أحفظ وأنسى، أنا كثير النسيان، انتبهوا إلى الجواب لِمَن يسألني هذا السؤال دائماً، أنا كثير النسيان، جوابه عندما أُدقق في شخصيته، أقول له: كيف علاقتك مع المُدرّس، أو كيف علاقتكِ أيها الأخت مع المُدرّسة التي تُدرسك، تقول المُدرّسة إما أنها مثلاً فيها خُلُق ليس مناسب، أو أنها شديدة، أو أنها لا تعرف كيف تُدرّس، أو أنها تُعلّمنا الطريق الخطأ، أو.. فنجد أنَّ المُشكلة أنه لا يوجد علاقةٌ طيبة بين المُدرّس وبين الطالب، فإذاً من أهم ما يجب أن نبنيه هو قاعدة الحُب بين المُدرّس والطالب، إذا هذه مهمة: يتواصل الناس من أجل الحصول على الحُب، طيب إذاً يجب أن نتحدث عن الحُب، ويجب أن نتحدث عن الأسرار الخمسة التي تجعلني شخصيةً محبوبة. |
الأسرار الخمسة التي تجعلني شخصية جذابة:
ما هي الأسرار الخمسة التي تجعلني شخصيةً جذابة؟ سواءً النساء مع الطالبات، وسواءً المُدرّسين مع الطُلاب، إذاً نحن بحاجة الآن أن نتعرف على الأشياء الخمسة التي هي تجعلنا محبوبين، وقد سميتها الأشياء الخمسة الجاذبة للشخصية الجاذبة، كيف تكون شخصيةً جاذبة؟ |
إذاً هذا هو المحور الأول من لقائنا وأسأل الله عز وجل أن يُعينني لأنني مُتعب جداً في الصوت، أن يُعينني فنأخذ المحور الثاني إن وجدنا وقتاً له إن شاء الله. |
1- التفاؤل:
![]() |
قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)[ سورة الشعراء]
فلحظات التفاؤل لم تفارق الأنبياء في لحظةً واحدة. |
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أستاذ التفاؤل في الدنيا، ما من حدثٍ مرّ معه في سيرته إلا وكان متفائلاً. |
إذا ما هو التفاؤل؟ التفاؤل أن تنظر إلى الأحداث التي تمرُّ بك إلى أحسن ما فيها، وإلى حكمة الله من ورائها، وإلى رسالة الله من ورائها إليك، يا سلام! أيُ حدثٍ يمُرّ بك سلْ نفسك، ما الرسالة التي يريدها الله مني من وراء هذا الحدث؟ اليوم على سبيل المثال خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، أُصبت بمرضٍ أو أُصبت بألمٍ في حلقك، أو أُصبتَ بألمٍ في جسمك، أو أُصبتَ بعطشٍ، أو أُصبتَ بضيقٍ، أو أُصبتَ حتى الأحداث اليسيرة جداً يا جماعة، إشارة المرور تعاكست معك في الطريق وأنت تمشي في الطريق، حدثٌ معينٌ مرَّ معك، لم تعمل السيارة، الكهرباء انقطعت، أي أحداث.. |
فرقٌ بين المسلم المتفائل وبين غير المتفائل أنَّ غير المتفائل تجده يُقطّب بين حاجبيه، ويغضب غضباً شديداً، ويكسر ويضرب شيئاً أمامه، وتَضيقُ نفسه، ويرتفع عنده الضغط، ولكن المسلم ينظر إلى رسالة الله من وراء هذا الحدث، لا شك أنَّ لله حكمةً من وراء هذا الحدث، لا تدري ما هذه الحكمة. |
عندما تجد زِحاماً في السير وسيارتك تتأخر عن مشوارك الذي أنت ذاهبٌ إليه، ربما تأخرت ربع ساعة أو نصف ساعة إحمَد الله عز وجل على هذا التأخر، لأنه ربما يكون في المكان أنت الذي عاجلٌ إليه حادث سيارةٍ هناك كانت سيارة تمُرّ بسيارة وتضرب بها، فلو أنك أسرعت لكان الحادث سيُصيبك، ولكن الله عز وجل قدَّر عليك ذلك الحدث ظاهره ضيقٌ، وظاهره كربٌ، أنَّ الازدحام شديدٌ جداً في السيارات ولكن باطنه فيه الرحمة وهو أنَّ الله حماك من حادثٍ سيحدث لك. |
إذا التفاؤل، كُن شخصيةً متفائلة، إذا هذا الكلام أوجهه لجميع المُدرّسين للحلقات القرآنية، إذا انطلقت من بيتك من أجل أن تُلقي محاضرةً على الطُلاب، أو تُدرِّس الطُلاب، أو تُسمِّع للطُلاب، كُن مُبتسماً، كُن مُتفائلاً، تفاءَل بالطُلاب حتى لو أنهم لم يحفظوا شيئاً، لا تنكرب، لا تتضايق، لا تنزعج، لأن عدم حفظهم رُبما فيه رسالةٌ أيضاً من الله حتى تُنشّط أنت طاقاتك، وحتى تنظر أنت إلى مهاراتك، وحتى تُطور من مهاراتك أنت، فدوماً انظر إلى نفسك وقل لنفسك يا تُرى هل أنا فعلاً أتصف بصفات المُدرّس الناجح الكُفء الذي يُخرّج طُلاباً حَفَظة للقرآن الكريم؟ هذا السؤال مهمٌ جداً، يا تُرى بدل أن تنظر إلى الطُلاب أنهم كسَلة، وأنهم طُلاب آخر زمن، وأنهم لا يهتمون، وأنهم، وأنهم.. انظر إلى نفسك ماذا أنت قدمت من خبراتٍ وإبداعاتٍ وتفاؤلٍ وأساليبٍ حلوةٍ لتجذب هؤلاء الناس إليك؟ ولتجذب البعيد عن كتاب الله عز وجل إليك، عندما تُسلّط الضوء على ذاتك لتطورها، إذا أنت هنا في الإتجاه الصحيح. |
إذاً حتى لا نبتعد كثيراً التفاؤل: كن شخصيةً مُتفائلة، والمُتفائل هو الذي ينظر إلى كل حدثٍ، إلى رسالة الله في هذا الحدث، أو إلى الجانب المُضيء في هذا الحدث، أما الجانب المظلم فغُض الطرف عنه، ولو أردت أن تبحث في السلبيات ما أكثرها، والعجيب أيها الإخوة أنه في دماغ كل إنسانٍ يوجد هناك اتجاهان، اتجاهٌ للسلبيات، واتجاهٌ للإيجابيات، والاتجاه للسلبيات أوسع انتشاراً بسبب تعليقات المعلقين، وبسبب الجلسات، وبسبب الزملاء، عندما تجلس مع الأصدقاء طريقة كلامهم جميعاً موجهة نحو التهكُّم والاستهزاء، ونحو التشاؤم، ونحو الإتهام، ونحو هَلَكَ الناس، الناس أصبحوا لصوص، الناس أصبحوا كذا وكذا.. الناس ابتعدوا عن دين الله، الناس الناس.. طيب يا أخي قُل الناس اليوم يُقبلون على كتاب الله عز وجل، قُل في نفسك اليوم حفظة القرآن الكريم كثروا في العالم، قُل في نفسك اليوم الحمد لله هناك اتجاهٌ إلى جامعاتٍ تؤسَس من أجل خدمة القرآن الكريم، ومن أجل خدمة الدعوة إلى الله عز وجل، انظر إلى هذه الإيجابيات. |
إذاً حتى لا أُطيل كثيراً آخذ كل فقرةٍ بشرحٍ يسيرٍ جداً. |
2- التفكير بما يهتم به الآخرون:
![]() |
إذاً كيف أكون شخصية جذابة؟ كيف أكون شخصيةً محبوبة؟ عليك أن تتشبع بصفة التفاؤل أولاً، ثم أن تتشبع بصفة الاهتمام بشؤون الآخرين، التفكير بما يهتم به الآخرون، فعندما يكذب الطالب أمامك، ويرى عينيك تنظران إليه بحنانٍ وبعمقٍ وبتركيزٍ وهو أنني معك، وأنني أقرأك من الداخل، وأنني أفهمك من الداخل، وأعرف ما يحوم في رأسك وفي عقلك وفي بالك، وتخاطبه من هذا المستوى فهنا يتعلق بك أكثر من والديه، وكم وكم عرفنا من الطُلاب والطالبات ممن تعلّقوا بأساتذتهم وأحبوهم أكثر من أبويهم لأنهم قدّموا لهم الشيء الكثير من خلال اهتمامهم بما يُفكرون، الأبوان أحياناً يعيشون في بيئةٍ ثانية وفي عالمٍ آخر، الأولاد في وادٍ وهم في وادٍ آخر ولا يفكرون بطريقة تفكيرهم أبداً يفكرون في عالمٍ ثانٍ، بينما الأستاذ أو الصديق أو الذي يُدرّس هذا الطالب قد يكون أقرب إليه من والديه، فإذاً انتبه أيها المُدرّس وخاصةً مُدرّس الحلقات القرآنية يا من تحمل هدفاً في حياتك، يا من تحمل رسالةً في حياتك انتبه إلى هذه القضية. |
3- الذكاء اللغوي:
ننتقل إلى النقطة الثالثة وأُحاول أن أختصر في الشرح، النقطة الثالثة، التّدرُب على القُدرة الكلامية، هذا يسمونه الذكاء اللغوي، الذكاء مُتعددٌ وله دوراتٌ مُتخصّصة، الذكاء الرياضي، الذكاء الحركي، الذكاء الجُغرافي، أنواعٌ متعددةٌ للذكاء منها ومن أعظمها وأقواها الذكاء اللغوي، ماذا نقصد بالذكاء اللغوي؟ |
الذكاء اللغوي: هو أن تتمتع بعباراتٍ جميلة، وبكلماتٍ رقيقة، وبعباراتٍ وجملٍ وأبيات شعرٍ تجذب إليك الناس، تجذب إليك المُستمعين، تجذب إليك الطُلاب، فما أروع أن تتكلم مع الطُلاب بكلمة أنت رائع يا ولدي! أنتم أروع طُلاب تعرفت عليهم! أنتم أهل القرآن الكريم، ما أجملكُم وأروعكُم يا أهل القرآن! ما أبدعكم في حلقة القرآن، إن مشهدكم وأنتم تمُسكون كتاب الله أجمل من الورود في البستان، أنتم كالورود في البستان، أنتم كالأبطال في الميدان، أنتم أنتم.. وهكذا تعلَّم وتدرب على البلاغة الكلامية، وعلى الذكاء الكلامي اللغوي الذي يستخرج الحُب من أعماق القلب. |
![]() |
إذاً هنا عليك أن تتمتع يا أستاذ الحلقات القرآنية، أن تتمتع بالقدرة الكلامية، بالقدرة على الذكاء اللغوي، طيب تقول لي: كيف نتعلم ذلك؟ تعلَّم ذلك أولاً من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، اقرأ سيرته من أولها إلى آخرها، ستجده أنه يتمتع بأعلى درجات الذكاء اللغوي وهو صلى الله عليه وسلم الذي منح الصحابة رضي الله عنهم الألقاب الجميلة، هذا سماه الصدّيق، وهذا سماه الفاروق، وهذا سماه أمين هذه الأمة، وهذا سماه إن الملائكة لتستحيي منك، تخيَّل سيدنا عثمان حين يقول له: إن الملائكة لتستحيي من عثمان، يا الله إن هذا كلام يجذب القلب، يربط القلب بك، يربط القلوب هكذا. |
إذاً هذه النقطة الثالثة لا نطيل فيها إن شاء الله نحاول أن نختصر، ولكن عندي كلامٌ كثيرٌ حولها، عندي كلامٌ كثيرٌ حول كيف تتمتع بالذكاء اللغوي؟ أن تخاطب طُلابك من أول ما تسلم عليهم، أبدع بالسلام عليهم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته وسلامه ورضوانه، يا سلام على الوجوه الطيبة وهذه الوجوه المؤمنة الله أكبر ما شاء الله، ما هذا اللباس الذي لبسته اليوم، أو اليوم جددت اللباس أنت، اليوم تلبس شيئاً متميزاً، ما هذا العطر اليوم عندكم؟ ما هذه الرائحة الجيدة؟ ما هذه الأشياء الجميلة؟ ركز على الجمال، ركز على الإضاءة، حاول أن ترى كل شيءٍ جيداً فيهم وعبِّر عنه بتعبيراتٍ جيدة، ولكن إذا عكست الأمر ولم ترى عيناك إلا من خلال نظارةٍ سوداء، لا ترى من خلالها إلا الزوايا المُظلمة، فأول ما تدخل على حلقة من فعل هذا؟ ومن لعب بأوراقي؟ ومن الذي لا يفهم؟ من الغبي منكم الذي اليوم جاء؟ يعني هذه العبارات، وتوزيع الكلمات هذه يعني الله أكبر أمرٌ عجيبٌ جداً، مرةً من المرات زُرت حلقة من الحلقات، وزرتها ضيفاً لأول مرةٍ أزورها، وطبعاً سلمت عليهم وما شاء الله وشجعتهم وهكذا، ثم اخترت طالباً من الطُلاب وشجعته ما اسمك؟ قال فلان ما شاء الله ما شاء الله، هل يمكن أن نسمع لك شيء من التلاوة، ففرح هذا الطالب وقرأ آية أو آيتين فسررت منهم جداً، ثم قلت له: كم جزءاً تحفظ من القرآن قال عشرة أجزاء، فأستاذه قال له: لا تكذب أنت لا تحفظ عشرة تحفظ ثمانية يا سبحان الله! أنا أشجعه ولا أصدق أني سمعت تلاوته وهو مسرورٌ أمام رفاقه فيأتي أستاذه فيقول لا تكذب أنت تحفظ ثمانية أجزاء وليس عشرة! يا أخي ليست مشكلة يمكن هو يحفظ عشرة أجزاء والذي سمعه لك ثمانية، لا تُكذّبه أمام زملائه أنت وصفته بالكذب هذا أمرٌ يسمونه جبهة إعطاء جبهة، يمكن أنت تحطمه ويمكن يصف نفسه أنا الكذّاب أنا كذبت أمام زملائه والطُلاب أيضاً يسخرون منه ويأخذون بالاستراحة ويقولون له لا تكذب لا تكذب، ويمزحون معه ويمكن أن تسبب له مشكلة هذه الكلمة، هذا ليس من الذكاء اللغوي. |
4- تقدير الآخرين واحترامهم:
![]() |
لماذا يا إخوة؟ العقل يرسل إشارةً دماغيةً إلى العقل الثاني، كما أنني في كلامي الآن وأنا أتحدث إليكم الآن عبر هذا الأثير وعبر هذا البث أُرسل إشارات دماغية من دماغي إلى أدمغتكم بلا شك، فهذه الرسائل التي تُرسل إلى أدمغتكم بحسب الإيجابية التي تكون عندي، وبحسب الكلمة وذبذباتها هذه الرسائل تصل إلى أدمغتكُم بلا شك وعقلكم اللاواعي يعي علييَّ ما أريد أن أوصله إليكم ولو كان صوتي متحشرجاً، ولو كان الوقت ضيقاً، ولو كان الصوت يصل بتقطيعٍ إلى بعضكم، ولكن الكلمة تخرج من الإنسان وعليها حليَّة القلب الذي خرجت منه، كما يقول علماؤنا. |
الدكتور رحابي محمد:
والله يا سيدي إشارتك الدماغية وصلت إلى كل متابعٍ ومتابعة، ووصلت بطريقةٍ رائعةٍ جداً، وأسأل الله تعالى أن يزيدك علماً وحكمةً وفهماً ما شاء الله عليك يا سيدي الله يفتح عليك، والله كلامك من القلب إلى القلب وما نشعر لا بحشرجة ولا بتقطع صوت، يعني قلبك وعينك الطيبة إشاراتٌ رائعةٌ تصل مباشرة، ونحن لا نَملُّ من هذا المجلس إلا أنت أن توقف الكلام ولكن نحن مستمتعين ومستمرين حتى مطلع الفجر عندكم، وعندنا حتى المغرب. |
الدكتور يحيى الغوثاني:
ما شاء الله؛ جزاكم الله خيراً، أكرمكم الله، والله هذا ظنكم، بل من جمال مشاعركم ومن ذكائكم اللغوي، وذكائكم البديع أن تجبروا بخاطر هذا الضيف المسكين الذي يتحشرج صوته حقيقةً لأني أشعر فعلاً بتعبٍ في الصوت، ولكن إن شاء الله هذه النقطة الرابعة أنهيها والخامسة ثم بعد ذلك أتلقى بعض الأسئلة لمدة عشر دقائق أو ربع ساعة ثم بعد ذلك تدعو لي إن شاء الله تعالى في ظهر الغيب. |
![]() |
أذكر أحد الشيوخ الأكابر جداً جداً في المدينة المنورة كنت أُسمّع عليه القرآن الكريم، فقرأت سورة طه من أولها إلى آخرها وأخطأت فيها بعض الأخطاء، فلما أنهيت السورة وهو يبتسم، بعد أن أنهيت السورة قال لي إن شاء الله نعيدها في اللقاء القادم، لأن الحفظ لم يكن جيداً، بلطفٍ وبابتسامة، قال هكذا الأسبوع القادم أذكر حركة إصبعه من قبل خمسة وثلاثين سنة هذا الكلام، نعيدها في الأسبوع القادم في اللقاء القادم، وطوال الأسبوع طبعاً أنا أقرأ هذه السورة أُراجعها وأقرأها بالصلاة وأُراجعها حتى لا أُخطئ فيها، فأتيت في الأسبوع القادم قرأتها أيضاً أخطأت فيها بعض الأخطاء البسيطة جداً، يسيرة لا نقول بسيطة نقول يسيرة، فبعد أن انتهيت من التلاوة قال لي: نعيدها مرةً ثالثةً إن شاء الله، نعيدها مرةً أُخرى إن شاء الله يوجد بعض الأخطاء هنا تضايقت بعض الشيء، ولكن الآن والله اذكر هذا الشيء وأنا في غاية السرور، أقول ما أروع هذا الشيخ، كان له ابتسامة جميلة جداً، وفعلاً رجعت وحفظت السورة مئة على مئة، فأتيت في المرة الثالثة وقرأتها والشيخ مسرورٌ جداً جداً، بعد أن انتهينا نظر إليَّ مبتسماً قال لي: ما شاء الله، الآن تمام، أذكر ابتسامته اذكر حنوَّه يعني ما شاء الله إلى الآن منذ كل تلك السنوات بعد مرور أكثر من خمسة وثلاثين سنةٍ على هذه الحادثة سورة طه لا زالت بين عيني من أسهل السور أقرأها في صلاتي وفي وِردي. |
إذاً أيها الأساتذة الطالب عندما تريد أن يعيد الطالب الدرس احترمه، قدّره، ضع نفسك مكانه هذا الطالب بذل جهداً، راجَعَ وحَفظ وتَعِب فهذا التعب لا ينبغي أن تقول له هذا مُحبط هذا لعب، أنت أضعت وقتك في اللعب، لا أبداً قل له ما شاء الله أحسنت، شيءٌ جميلٌ جداً نُعيدها مرةً ثانيةً بابتسامة، رضي الله عن هذا الشيخ الذي علّمني فأحسن تعليمي، جزاه الله خيراً، طبعاً في ذلك الوقت أنا كطالبٍ تضايقت ولم أُكمل عند ذلك الشيخ سبحان الله إلا سورة طه قرأت عليه سورة طه فقط لأنه حوَّلني أيضاً إلى بعض طُلابه، لكن سبحان الله الآن اختلفت النظرة، الآن أنظر إلى هذا الأمر أنه شيءٌ جميلٌ تربويٌّ وشيءٌ رائعٌ جداً. |
5- الأناقة والنظافة:
![]() |
الدكتور رحابي محمد:
والله يا سيدي أنت الورد، وأنت ما شاء الله العطر والزنبق ما شاء الله عليك، وجذبتنا من أنحاء العالم، صحيح لسنا جالسين في مقعد الصف بين يديك ولكن والله شممنا عطر قلبك الطيب وعطر روحك الطيبة ما شاء الله. |
الدكتور يحيى الغوثاني:
أكرمكم الله، هذه النقطة التي نختم فيها المحاور هي كن مُعَطراً، كن طَيباً كن منتبهاً، لا تقل هؤلاء أولادٌ صغارٌ لا ينتبهون إلي، لا ينتبهون، الطفل الصغير يحفظ أشياءً منك فلا تدخل عليه بلحيةٍ إلا وهي منظمة مرتبة، وبشعرٍ إلا وهو منظمٌ ومرتب، رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سلَّم عليه الشخص مرةً واحدة تبقى رائحة العطر في يده طول النهار. |
سيدنا أنس بن مالك يقول: صافحت بكفي هذه كفَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فما مسِست غزاً ولا حريراً ألين من كفه، اللهم صل وسلم وبارك عليه. |
كان جميلاً وكان له جبةٌ يجهزها للضيوف يستقبل بها ضيوفه اللهم صل وسلم وبارك عليه، إذاً هذه الأناقة، سواء كنا في بلدٍ غربي أو بلدٍ عربي أو بين المسلمين أو بين غير المسلمين هذا ينبغي أن نتنبه له وأن يكون المسلم نظيفا أنيقاً مُعطراً طيباً. |
وهنا بين قوسين في مسألة العطر لابد أن أنبَّه النساء، فالنساء حذارِ أن يأخذن كلامي هذا على إطلاقه فالنظافة غير العطر، فالمرأة لا تتعطر خارج بيتها، وهي خارجةٌ من بيتها إلى المدرسة مثلاً أو إلى المسجد لا يجوز لها أن تتعطر ولكن أن تكون نظيفةً في حلقتها أو في درسها، وأن تتمتع بالنظافة والأناقة، والأناقة الشرعية المنضبطة بالضوابط الشرعية إن شاء الله تعالى. |
هذه المحاور الخمسة تحتمل الكثير من الشرح ولكن اختصرت كثيراً ولعل المحاور الأخرى أو المحور الثاني نجد له فرصةً أخرى إن شاء الله. |
أريد أن أقول هذه المحاور هي جزءٌ من محاضرةٍ طويلةٍ جداً مدتها خمسة عشر ساعة هي في مهارات معلّمي الحلقات لعلّ الله ييسرها فيما بعد مع الأستاذ رحابي ومع كلّية الدراسات وبارك الله فيكم، أكرر شكري مرةً أخرى على هذه الاستضافة، وبارك الله فيكم والميكرفون معكم لمداخلاتكم وأسئلتكم. |
الدكتور رحابي محمد:
ما شاء الله عليك؛ أسأل الله أن يزيدك همةً وعطاءً ما شاء الله، والله مستمتعين جداً. |
طيب سيدنا الله يحفظكم ويسلمّكم، نحن نعم بالفعل على موعد إن شاء الله تعالى مع المعايير الخمسة للمُدرّس الكُفُء الناجح، ثم إن شاء الله مع الدورات الثمينة المهمة التي يحتاجها كل مُعلّمٍ ومعلّمةٍ للقرآن الكريم حتى ينجح في مهمته وفيما أوكله الله عز وجل إليه من هذه المهمة العظيمة : |
{ خيرُكم من تعلَّم القرآنَ وعلَّمَه }
[رواه الترمذي]
حتى يؤديها بنجاح فنحتاج إلى هذه المهارات إلى هذه المفاتيح وأن نتعلّمها على يد شيخنا الدكتور يحيى الغوثاني. |
يوجد بعض الأسئلة التي وردت الآن، هذه المهارات الخمسة التي ذكرتموها شيخنا الله يبارك فيكم، التفاؤل، أن نهتم بما يهتم به الطالب، أن نتدرب على الذكاء اللغوي، وأن نُقدّر الآخرين ونحترمهم ونحترم الطُلاب والأناقة والنظافة الشخصية وكذا.. ماذا لو أن المُعلّم وهذا واقع، يتفاجأ بوجود طُلابٍ لا أقول مُشاغبين أو كذا ولكن عندهم حركةٌ زائدةٌ أو مفرطة، كيف التعامل مع هؤلاء؟ الذين ربما يُدعَون في الثقافات طُلاباً مشاغبين في الصف ويثيرون الشغب. |
التعامل مع الطالب المشاغب:
كيف يتعامل مُعلّم القرآن معهم وهذا واقعٌ لا بد في حلقة تفاوت بين الطُلاب في أخلاقياتهم وسلوكياتهم وضبطهم لألسنتهم أيديهم حركاتهم، كيف نتعامل معهم سيدنا؟ |
الدكتور يحيى الغوثاني:
نعم جزاك الله خيراً؛ هناك جوابان، جوابٌ مختصر، وجوابٌ مطوَّل، أما الجواب المختصر فهو أن كل حالةٍ تُقدّر بحالتها، وإذا كان المُدرّس يتمتع بالشخصية الجذابة، والشخصية المسيطرة القوية الواثقة التي تسيطر على الطُلاب وتقودهم، لنقل شخصية القيادة أجمل من كلمة السيطرة، يتمتع بالقيادة والإدارة الحسنة للحلقة فسيستطيع إدارة هؤلاء الطُلاب مهما كانوا عدوانيين، ومهما كانوا مشاغبين، هذا الجواب باختصارٍ شديدٍ يعود لشخصية المُدرّس. |
الجواب المطّول حقيقةً هناك تفسيراتٌ طويلةٌ جداً، هناك في الدورات نُفصّل تفصيلاتٍ أولاً لابد معرفة السبب، لا بد أنَ المُدرّس نفسه يضع في قناعته أن الطُلاب ليسوا كلهم على درجة واحدة، ليس آباؤهم كلهم مثقفين نفس الثقافة، الطُلاب مُختلفون، البيئة مُختلفة، الطاقة مختلفة، الثقافة المسبقة مختلفة، فعليَّ أن أتعامل مع كل حالةٍ على حدا، والحالات التي تحتاج إلى تدخلٍ شخصيٍّ أن آخذه بهدوء إلى جلسةٍ، فأفهم ما وراء هذا الطفل، يا ترى في البيت كيف هو؟ ما هي ثقافته المُسبقة؟ ما علاقة أمه بأبيه؟ قد تكون أمه منفصلةً عن أبيه، قد يكون هناك إشكالات، ففهمي لجذور المشكلة يُعرفني كيف أعالج هذه المشكلة، هناك تفصيلاتٌ طويلةٌ حقيقةً في علاج مسألة الطالب المشاغب. |
الدكتور رحابي محمد:
بارك الله فيكم، هناك سؤالٌ آخر، نعم نحن نُقدِّر الاختصار الشديد سيدي هنا لكن نحن على طمعٍ أن نجري دوراتٍ إن شاء الله تعالى وأنت تكون مدير هذه الدورات والقائم عليها لنستفيد ونتعلّم بين يديكم، لنا إخوةٌ وأخواتٌ حول العالم بالفعل دائماً يبحثون عن تطوير مهاراتهم ونحن نُقدّر لهم هذا الجهد وهذه النية الحسنة دائماً في تطوير المهارات، كما ذكرتم فضيلتكم في بداية اللقاء أن الخبرة هذه تحتاج إلى تطوير وزيادة تعلُّم، مع كل سنةٍ لا نكرر خبراتٍ بنفس المستوى لكن مع كل يوم إن شاء الله، ونحن نَعِد إخواننا وأخواتنا في الدراسات العُليا للأداء القرآني، طلابنا المُسجلين وأيضاً المُتابعين أن نقدَّم لهم إن شاء الله دوراتٍ تخصصيةً عالية المستوى مع أشخاص مع مدربين على مستوى عالي كأمثال الدكتور الفاضل الشيخ يحيى الغوثاني. |
مهارات مديري المراكز القرآنية:
السؤال الآن مهارات مديري الحلقات القرآنية، هل هذه نفسها للمدراء؟ أو هناك ربما مهاراتٌ إضافية يحتاجها مدير المراكز القرآنية. |
الدكتور يحيى الغوثاني:
نعم؛ هناك أشياءٌ خاصةٌ بالمدير طبعاً، الذي تحدثت عنه الآن هنا أسرار الشخصية الجاذبة سواء كان مُدرّس حلقات، سواءً كان كبيراً أو صغيراً، سواءً كان امرأة، الشخصية الجاذبة بشكلٍ عام، وبشكلٍ خاص مُدرّس القرآن الكريم، فالأسرار الخمسة هذه مشتركة، ولكن لمدير الحلقات هناك تفصيلٌ طويلٌ جداً ولي كتابٌ في هذا حوالي ثلاثمائة وخمسين صفحة عنوانه: فن الإشراف على الحلقات القرآنية، نصف هذا الكتاب كيف تكون مشرفاً ناجحاً على الحلقات القرآنية، صفات المشرف الإيمانية، صفات المشرف الأخلاقية، صفاته ومهاراته ومعلوماته وقدراته، تفصيلاتٌ طويلةٌ جداً، أيضاً هذه دورةٌ مستقلةٌ حقيقةً. |
الدكتور رحابي محمد:
الله يجزيكم الخير؛ نعم وهذه المهارات فقط للتأكيد مهارات التعامل الخمسة، الأسرار الخمسة للجاذبية، هذه يمكن التعامل فيها مع الطُلاب الصغار والطُلاب الكبار، مع الإخوة مع الأخوات، مع الأعاجم وغير الأعاجم، في الحضور وفي غير الحضور، بث مباشر، إذا هذه المهارات لابد للتعامل معها في جميع الأحوال. |
الدكتور يحيى الغوثاني:
نعم، حتى الزوجة مع زوجها، إن أرادت الزوجة أن تكون جذابةً لزوجها وللزوج جذاباً لزوجه عليه بهذه الأشياء الخمسة . |
الدكتور رحابي محمد:
بارك الله فيكم؛ جزاكم الله خيراً بعض الإخوة يطلب نعم نريد دورةً خاصةً للمشرفين وللمدراء، ودوراتٌ أيضاً لكيفية ومراجعة وحفظ القرآن الكريم، طبعاً الدكتور له كتابٌ ذكرته لكم في بداية اللقاء، كيف تحفظ القرآن الكريم، طرق عملية ووصايا، أذكر تسعة عشر وصيةً شيخنا صحيح؟ |
الدكتور يحيى الغوثاني:
نعم تسعة عشر قاعدة. |
الدكتور رحابي محمد:
تسعة عشر قاعدةً في حفظ القرآن وتثبيته، وذكر أيضاً في كتاب الطرق العالمية لتحفيظ القرآن، حسب الثقافات والبلدان: الطريقة التركية، الطريقة المصرية، ما شاء الله، جزاكم الله خيراً. |
والدورات إن شاء الله ستكون أون لاين، يتم الآن دراستها إدارياً، وباقي الأمور الأُخرى حتى يتم الإعلان عنه إن شاء الله بعد أن نأخذ الإذن إن شاء الله من شيخنا الدكتور يحيى الغوثاني ونرتب معه حسب جدول أعماله وأوقاته إن شاء الله تعالى. |
طيب النقاط الخمسة مكتوبة في التعليقات ولكن ممكن تُعرض عليكم ممكن أن تروا الحلقة بعد قليل إن شاء الله، لا نريد أن نَشقَّ على الشيخ ولكن كلمةٌ ووصيةٌ إلى طُلابنا في الدراسات العليا في الأداء القرآني الذين سجلوا في الدراسات العليا في الأداء القرآني بناءً على شهاداتهم الجامعية، وبناءً على إجازاتهم القرآنية الآن دخلوا إلى هذا المسلك لتأصيل وتوثيق معلوماتهم النظرية والخبرة العملية بطريقةٍ منهجيةٍ أكاديميةٍ، والحصول على شهادةٍ جامعيةٍ أكاديميةٍ ماجستير أو دكتوراه، فهم حقيقةً معلّمون، هم حقيقةً ربما مدراء مراكز أيضاً، وكلهم ما شاء الله على مستوى في الدعوة، وعلى ثغورٍ في خدمة الإسلام والقرآن الكريم. |
وصية شيخنا من فضيلتك إلى طلاب الدراسات العُليا في الأداء القرآني. |
الدكتور يحيى الغوثاني:
![]() |
الدكتور رحابي محمد:
أكرمك الله يا سيدي الله يحفظكم ويسلمكم إن شاء الله، لا يسعني في هذا اللقاء إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل العميق لفضيلة أستاذنا وشيخنا، طبعاً الشيخ يحيى أستاذي وشيخي عن بُعد وهذه أول مرة أجلس معه في بثٍ مباشر، أتشرف به وأسعد به، لكن أحبه وأتابعه وأستفيد من علمه من أكثر من اثنين وعشرين سنة تقريباً، والكتب التي اشتريتها من الشام لا أدري من دار الغوثاني أو من دارٍ أُخرى، لكن مازلت محتفظاً بها لأنها بالنسبة لي كنوز، وكل نصيحةٍ ووصيةٍ قلتها حضرتك وكل قصةٍ ذكرتها تعتبر على غاية من الأهمية يحتاجها كل من يعمل في مجال القرآن الكريم في التعليم وفي التعلُّم فجزاك الله عنا كل خير، وهذا شرفٌ كبيرٌ أنا أقدّمه وأسعد جداً في الجلوس بين يديك متعلماً ومستمعاً ومستفيداً وكذلك مستضيفاً لفضيلتك، شاكراً لك تواضعك وحُسن قبولك لهذا اللقاء وإن شاء الله لعلّ الله يكتب لنا إن شاء الله شرف اللقاءات الأخرى القادمة، والتعاون إن شاء الله مع فضيلتكم للنهوض أكثر بمستوى مُعلّمي القرآن الكريم حول العالم وكما ذكرت الجميع ما شاء الله متحمسٌ ومتحفزٌ ومستعدٌ إن شاء الله للاستفادة من فضيلتكم، وجزاكم الله خيراً مسبقاً على كل ما ستقدمونه إن شاء الله. |
الدكتور يحيى الغوثاني:
بارك الله فيكم؛ ولكم جزيل الشكر على إتاحة هذه الفرصة أيضاً، وأنا شاكرٌ لكم تواضعكم وجمالكم ولطفكم، وجميل عباراتكم، وهذا الود والوفاء منذ تلك السنوات لم تنسَ هذا الخير فهذا دليل حُبٍ ووفاءٍ وولاءٍ ومشاعر عالية وطيبة، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع أهل القرآن دائماً على هذا الحُب فليس غريباً على أهل القرآن الذين تربوا على مائدة القرآن الكريم، يبقى الحُب بينهم هكذا ولم تمادْت وتمادَت السنين، أسأل الله أن يجمعنا دوماً على مائدة القرآن الكريم وأن يجمعنا أيضاً في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقاً. |
الخاتمة:
الدكتور رحابي محمد:
اللهم آمين، نطلب من الإخوة والأخوات الدعوات الصالحة لشيخنا الدكتور يحيى بتمام الشفاء والعافية ودعوةً صالحةً لأخيكم رحابي أيضاً، إلى ملتقى آخر إن شاء الله تعالى نلقاكم بإذن الله تعالى. |
أُذكّر الإخوة والأخوات أن يوم الإثنين والأربعاء عندنا لقاءٌ مع طُلاب الدراسات العليا في الأداء القرآني، يعني هم يقولون من يقدم لنا المعلومات أيضا التخصصية فنستفيد من علمهم وفضلهم، ويوم السبت يكون أيضاً للقاء أهل العِلم والقرآن أمثال الشيخ يحيى، جزاكم الله خيراً أحسن الله إليكم جميعاً، شكراً لمتابعة وشكراً لأسئلتكم وتعليقات وكلامكم الطيب ودعواتكم الصالحة، وإلى ملتقى آخر بإذن الله تحياتي لكم جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. |