جمع المصحف في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه مع فضيلة الشيخ حسني حسوبة

  • اللقاء الأول
  • 2021-04-21

جمع المصحف في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه مع فضيلة الشيخ حسني حسوبة


مقدمة:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛ مرحباً بكم ورمضان مبارك مرة ثانية وكل عام وأنتم بخير جميعاً إن شاء الله؛ نسأل الله تعالى أن يجعل هذا الشهر الكريم شهر خير وبركة شهر القرآن الكريم ونحن في هذا البرنامج اللقاء الرمضاني مع طلاب الدراسات العُليا في الأداء القرآني نسعد بلقائكم كل إثنين وأربعاء الساعة العاشرة مساءً بتوقيت مكة المكرمة.
في اللقاء الماضي كنا مع فضيلة الشيخ حسني عن تاريخ المصحف وكيف تلقى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن وأنواع الحفظ للقرآن الكريم، وكيف انتقل القرآن الكريم من النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصحابة الكرام، ثم تحدثنا عن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه ومشروعه العظيم في جمع القرآن الكريم واختيار زيد رضي الله عنه لهذه المَهمة العظيمة، لكن اليوم إن شاء الله نسعَد بصحبة الشيخ حسني حسوبة مرة ثانية وثالثة ونسأل الله تعالى أن يُديم هذه الصحبة الطيبة مع القرآن الكريم على مائدة كتاب بالله سبحانه وتعالى لنتحدث عن جمع المصحف اليوم في عهد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وما الفرق بين جمع عثمان وجمع أبي بكر رضي الله عنهما وعن أصحاب رسول الله أجمعين، هذا ما سأتناوله إن شاء الله تعالى وما يسمح به الوقت، ثم سيكون الحديث مع فضيلة الشيخ حسني عن اللجنة التي قامت بالجمع وهل كُتب المصحف بلغة قريش فقط؟ وهل احتوى المصحف على الأحرف السبعة؟
نبدأ اللقاء إن شاء الله تعالى بتلاوة طيبة من فضيلة الشيخ حسني ثم نتناول هذه المحاور بشكل مختصر بإذن الله.

الشيخ حسني حسوبة:
جزاكم الله خيراً يا دكتور؛ ربنا يبارك فيكم، دعني أبدأ اللقاء بهذه الخاطرة السريعة جداً، الشيخ ابن باز رحمه الله كان يفسّر قول الله جلَّ وعَلا في سورة البقرة:

وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)
[ سورة البقرة]

فلمّا قرأ الشيخ رحمه الله الآية بكى بكاءً طويلاً ثم قال: سبحان الله أمرٌ مخصوص، لعبدٍ مخصوص، بعملٍ مخصوص، في مكانٍ مخصوص ومع هذا يسأل الله القبول!
يعني لم يُؤمر أحدٌ على وجه الأرض ببناء أعظم بيتٍ في الأرض إلا إبراهيم وبتكليفٍ من الله ومع ذلك يسأل الله جلَّ وعَلا القبول، فنسأل الله جلَّ وعَلا أن يجعل أعمالنا كلها صالحةً وأن يجعلها لوجهه خالصة، وأن يتقبّل منا ومنكم الصيام والقيام ويوفقنا وإياكم لليلة القدر إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.
ننتبه يا إخواننا مضى ثلث الشهر نسأل الله جلَّ وعَلا أن نُبادر وأن يتقبل منا ما مضى وأن يُعيننا على ما بقي في ما يُرضيه عنا إن شاء الله.
نقرأ إن شاء الله أول خمس آيات من سورة البقرة، قرأناها في المرة الماضية يا دكتور رحابي برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق، اليوم إن شاء الله نقرأها برواية ورش عن نافع من طريق الأصبهاني، لعل إخواننا ممن يتابعوننا من أهل الفن أن يلاحظوا هذه الفروق الرائعة بين الروايات والطرق والقراءات ويُتحفونا ببعض التعليقات وبعض الفروق ليستفيد منها الجميع إن شاء الله.

الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
[ سورة البقرة]


لماذا جمع سيدنا عثمان رضي الله عنه المصحف الشريف؟
الدكتور رحابي محمد:
اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين، جزاك الله خيراً وأحسَن الله إليك يا شيخ حسني.
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
لماذا جمع سيدنا عثمان بن عفان المصحف الشريف؟ لعلّ الإجابة عن هذا السؤال نلخصها في هذه الكلمات إن شاء الله تعالى، ثم ننتقل إلى الكلمات الأُخرى أيضاً على قدرٍ عالٍ من الأهمية في قضية اللجنة وقضية هل كُتب المصحف بالأحرف السبعة؟ وهل احتوى المصحف أيضاً على الأحرف السبعة؟ وكيف كُتب المصحف بأي لغة؟ لغة قريش ولماذا؟
لكن الآن نقول سبحان الله لمَّا فُتحت أرمينا سنة خمسة وعشرين للهجرة في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه، كان سيدنا حذيفة بن اليمان من جملة الفاتحين ومن جملة هؤلاء الصحابة الكرام الذين نشروا الخير والنور والرحمة في تلك البلاد، فوصل إلى أهل الشام ووصل إلى أهل العراق، وكان هو أيضاً على أهل المدائن وكانت المدائن تابعةً للعراق، يُفاجأ سيدنا حذيفة بن اليمان بأن بعض الناس القرّاء في العراق يتنازعون في تلاوة القرآن الكريم في بعض الكلمات، أهل الشام يقرؤون القرآن الكريم بقراءة أُبي بن كعب رضي الله عنه فيأتون بما لم يَسمع أهل العراق، وأهل العراق يقرؤون القرآن بقراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فيأتون بما لم يَسمع أهل الشام، ورأى حذيفة رضي الله عنه أناس من أهل حمص يزعمون أن قراءتهم خيرٌ من قراءة غيرهم وأنهم أخذوا القرآن عن المقداد بن عمر، ثم رأى أن أهل البصرة كانوا يقرؤون أيضاً بقراءة مختلفة وكانوا يقرؤون أيضاً وتلقَّوا القرآن عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
هذه الاختلافات في تلاوة القرآن الكريم أمام سيدنا حذيفة بن اليمان أمام سمعِه وبصره جعلت منه يهرع راجعاً وقلقاً إلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين، فخشيَ من هذه الاختلافات وخشيَ من الفرقة وترك كل شيء وعاد إلى سيدنا عثمان الخليفة في ذلك الوقت وقال: يا خليفة رسول الله يا أمير المؤمنين أدرِك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلف اليهود والنصارى، ما الذي حصل؟ فشرح له الاختلافات والتلاوات التي كان يسمعها ثم رُبما بعض التشدد من بعض القرّاء الذين يزعمون أن قراءتهم أفضل وخيرٌ من قراءة غيرهم، سيدنا حذيفة كلامه وجد استجابةً واستحساناً عند سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وليس فقط ذلك بل أن سيدنا عثمان بن عفان وجد ربما بوادر أيضاً أو شبيهاً لهذه الاختلافات في المدينة المنورة، في مدينته مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم في يومٍ من الأيام ذكر ذلك فقال: أنتم عندي تختلفون! فمن نأى عني من الأنصار أشدُّ اختلافاً، إذا أنتم في مدينة رسول الله ومع الصحابة رضي الله عنهم، لعلّ أيضاً من ابتعد عن المدينة ونأت به الديار عن الصحابة وعن مصدر ومنبع الوحي لعلهم يكونون في اختلافٍ أشد وأكثر.
سيدنا عثمان لم يتخذ قراراً فردياً بل جمع الصحابة وبدأ باستشارتهم، وشرح لهم الواقع وما يحدث في الأمصار وفي بلدان المسلمين، واستقر الرأي في النهاية على أن يجمع الناس كلهم على مصحفٍ واحد لأجل أن لا يكون هناك فُرقة أو اختلاف أو تشتت بين صفوف المسلمين.
هذا السبب الذي جعل سيدنا عثمان يذهب إلى هذا الرأي هذه القصة المباشرة التي حصلت مع سيدنا حذيفة بن اليمان.
رُبما يسأل سائلٌ ما الفرق بين جمع سيدنا عثمان وسيدنا أبي بكر الصديق؟
شيخ حسني هل من إضافةٍ على قضية لماذا جمع سيدنا عثمان؟

الشيخ حسني حسوبة:
جزاكم الله خيراً يا دكتور، دائماً يلفت انتباهي في هذه القصة شيءٌ عجيبٌ جداً أنهم لمَّا اختلفوا كانوا في فتح، في جهاد، في قتال، في غير وقت القتال يجتمعون حِلَقاً على كتاب الله جلَّ وعّلا، يعني المجاهد الذي يُقاتل الأعداء في وقت راحته يستريح، ينام يستجمع قواه، هُم يستريحون مع القرآن، راحتهم مع القرآن، فكانوا يجلسون حِلَقاً في غير وقت المعارك، فلما جلسوا يقرؤوا اختلفوا في هذه الآية وهي في مصحف ابن مسعود، ولعلّ المصاحف التي تحدثنا عنها في اللقاء السابق مصاحف الصحابة الخاصة قد أوقعت بعض الإشكال عند البعض، اختلفوا في هذه الآية:

وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196)
[ سورة البقرة]

في بعض المصاحف كُتبت لله، وفي مصحف ابن مسعود مكتوبة للبيت! لأنه أراد أن يوضحها كتفسير فاختلفوا فيها وهذا يقول قراءتي أصح حتى كادوا يُكفِّروا بعضهم البعض! لكن اللفتة يا دكتور التربوية المهمة التي نأخذها في وقت المعارك حول كتاب الله جلَّ وعَلا.
كما كان خالد رضي الله عنه، خالد حينما كان في غير المعارك ابن الوليد رضي الله عنه يُمسك المصحف ويقرأ، ولعلّ خالد كان ممن لم يجمعوا القرآن كاملاً، فكان حينما يقرأ في المصحف في غير وقت القتال يبكي ويعتذر للمصحف، ويقول ماذا يا إخواننا؟ خالد الذي فتح الدنيا كلها وأدخل الإسلام في كل الدول هذه يبكي ويقول للمصحف: شَغَلنا عنك الجهاد.
سؤال يا أخواننا لنا جميعاً بما نجيب إن سُئلنا ماذا شغلكم عن القرآن؟ هذه من الوقفات المهمة التي ونحن نقرأ الأحداث لا بد أن نقف عندها، جزاكم الله خيراً يا دكتور.

الفرق بين جمع سيدنا عثمان وجمع سيدنا أبو بكر رضي الله عنهما للقرآن الكريم:
الدكتور رحابي محمد:
الله يفتح عليك؛ ما شاء الله، الله يفتح عليك يا فضيلة الشيخ حسني الله يكرمك يا رب.
الآن في السؤال الثاني في محور لقائنا إن شاء الله، ما الفرق بين جمع سيدنا عثمان بن عفان للقرآن الكريم والذي حصل في عهد سيدنا أبي بكر الصديق في اللقاء السابق الذي ذكرناه لمّا قال هو والله خيرٌ مع سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا زيد بن ثابت، لعل الفرق بين الجمعين والله أعلم كما ذكر بعض العلماء وكما ذكر أيضاً كثيرٌ ممن اشتغلوا في هذا الباب، الفرق بين جمع سيدنا أبي بكر وجمع سيدنا عثمان، أبو بكر الصديق رضي الله عنه جمع المصحف خشية أن يذهب شيءٌ من القرآن الكريم، خشية أن تضيع سورة أو آية بسبب أنه لمَّا صارت وقعة اليمامة وقُتل عدد كبير من حفاظ وقرّاء القرآن الكريم وجاء الرأي على تجميع القرآن الكريم حتى لا يذهب بذهاب أهله، لأن القرآن لم يكن مجموعاً بمكانٍ واحد أو في صندوق واحد أو في كتابٍ واحد أو في غرفةٍ واحدة، كان مجموعاً هنا عند بعض الصحابة شيءٌ وهنا شيءٌ ثم جمعهم كلهم وبقي عند سيدنا عمر في خلافته ثم عند السيدة حفصة رضي الله عنها.
أما قضية الجمع في عهد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه قضية جمع على تلاوة وعلى قراءة، أن لا يختلف الناس ويَتحاربوا ويُشككوا في دين بعضهم ويُشككوا في صحة القرآن الكريم نفسه، لا نتحدث عن القراءات واختلاف القراءات المتواترة هذا ما سيُقدمه إن شاء الله فضيلة الشيخ حسني لكن نتحدث عن الفرق بين الجمعين، سيدنا عثمان بن عفان رضي الله جمع الناس على مصحفٍ واحد حتى لا يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى.
يقول القاضي أبو بكر الباقلاني: لم يقصد عثمان في جمع نفس القرآن بين لوحين، إنَّما قصد جمعهم على القراءات الثَّابتة المعروفة عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، وإلغاء ما ليس كذلك، وأخْذِهم بمصحفٍ لا تقديم فيه، ولا تأخير، ولا تأويلَ أُثْبِتَ مع تنزيلٍ، ولا منسوخ تلاوته كُتِب مع مُثْبَتٍ رَسْمُه ومفروضٍ قراءته وحفظه، خشية دخول الفساد والشُّبهة على مَنْ يأتي بَعْدُ.
وكثيرٌ من الأئمة مثل الحارث المحاسبيُّ والباقلاني وغيرهم ذكروا الكثير، الإمام القرطبي أيضاً ذكر عن هذا الجمع، والجميع متفق على أن الجمع الذي حصل كان في عهد سيدنا عثمان بن عفان ووافق عليه الصحابة بالإجماع بدون أدنى تردد كان موافقة كبيرة عظمى ما من أحدٍ اختلف عن ما ذهب إليه سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه.
الآن دعونا نذهب من أجل الوقت فالوقت يداهمنا سريعاً ونحن إن شاء الله متفقون على أن نمضي من الوقت حوالي ثلاثين أو خمسة وثلاثين دقيقة.
نذهب إلى شيخنا الحبيب شيخ حسني، لمَّا سيدنا عثمان قرر جمع الناس على مصحفٍ واحد، ما الآلية ومن هم الأشخاص؟ يعني سيدنا أبو بكر قرر أن يأتي بسيدنا زيد رضي الله عنه وأن يأتي بشاهدين مع كل آية، مع كل سورة، مع كل كلمة، تُكتب وتُثبت في القرآن الكريم، ماذا فعل سيدنا عثمان؟ ما هي الضوابط التي جمع بها الناس على مصحفٍ واحد.

الضوابط التي جمع بها سيدنا عثمان بن عفان المصحف:
الشيخ حسني حسوبة:
جزاكم الله خيراً؛ في مصحف أبي بكر المصحف كُتب مُجرداً، المصحف الذي جُمع في عهد أبي بكر ليس فيه نَقطْ، ليس هناك نقاطٌ على الحروف ولا شكل: أي حركة لا فتحة ولا ضمة ولا كسرة ولا غيرها، وليس فيه أسماء السور كل هذه الأمور مُحدثة، إنما رسم المصحف الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم الرسم النبوي فقط هذا الذي جُمع، لكن في جَمع عثمان أراد عثمان أن يجمع الناس على خطٍ للمصحف يحوي كل القراءات القرآنية المتواترة وأن يُنسخ من هذا المصحف عدة نسخٍ كل نسخة تناسب قراءةً معينةً من القراءات الجامعة الأصلية حتى يتم توجيه هذه المصاحف للأمصار فيُقرأ بها ويُترك كل ما عداها، ولذلك سنرى بعد ذلك أنَّ عثمان بعد أن انتهى من هذا المصحف وطبع منه النُسخ المطلوبة أمر الصحابة رضي الله عنهم أن يُسلّموا مصاحفهم، كلُّ من لديه نسخة من المصاحف حتى المصاحف التفسيرية الخاصة لأنها أوقعت إشكالاً يسلّمونها لعثمان، ثم أمر عثمان رضي الله عنه بإحراقها حتى لا يتبقى إلا هذا المصحف الإمام، المصحف العثماني.

الدكتور رحابي محمد:
نعم كأن هذا القرار من الشجاعة بمكان أن نجمع المصاحف وأن تحرقها ثم تعتمد مصحفاً واحداً، قرارٌ تاريخيٌّ لم يُسبق به ولم يأتي أحدٌ بمثل ما فعل سيدنا عثمان رضي الله عنه في خدمة القرآن الكريم، قرارٌ ليس سهلاً أن تقول للناس للصحابة لزوجات رسول الله أعطوني مصاحفكم وأحرقوها واعتمدوا هذا المصحف! لكن قضية الاعتماد أيضاً لم تأتِ بسهولة يعني عندما جمع اللجنة التي ستتفضل بها بعد قليل يهون عندنا القرار الذي اتخذه، نعم سيدنا تفضل.

الشيخ حسني حسوبة:
دعنا من اللجنة يا دكتور؛ يعني قبل أن نتحدث عن اللجنة دعنا نتحدث في أمرين، أنَّ عثمان حينما يأخذ قراراً يأخذه بتصريحٍ من النبي صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم:

{ عليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الراشدين مِن بعدي }

[أخرجه أبو داود]

هذا توجيهٌ نبويٌّ بأن ما سيفتيكم به، هؤلاء على المنهج وعلى النهج النبوي هذا أمر، الأمر الآخر كان في المدينة في وقت عثمان رضي الله عنه اثنا عشر ألفاً من الصحابة، أيُّ إجماعٌ أكثر من هذا؟ ولم يعترض أحد، ولم يتكلم أحد! حتى بعض الصحابة الذين وجدوا في أنفسهم أنهم أُخذت منهم مصاحفهم الخاصة، أنت تعرف أنه عندما يقوم أحدٌ بكتابة مصحف بخط يده ويدوِّن فيه بعض الأشياء التي سمعها في التفسير من النبي صلى الله عليه وسلم أو من الصحابة رضي الله عنهم يكون المصحف له مَعزةٌ عنده، فالبعض قد وجد شيئاً في نفسه فقال عليّ رضي الله عنه، كلمة جميلة بعد وفاة عثمان، قال: لا تلوموا عثمان فوالله ما فعل الذي فعل إلا بمشهدٍ منا، كل الصحابة حاضرين ليعتمدوا ويزكوا ويؤكدوا على هذا القرار الرائع، الأمر الآخر كم مضى من العهد يا إخواننا بين مصحف أبي بكرٍ ومصحف عثمان؟ الآن عثمان سيقوم بالجمع في أي عام؟ في عام خمسة وعشرين هجرية، وأبو بكر عندما جمع المصحف كان في العام الحادي عشر هجرية، يعني كم سنة تقريباً؟ حوالي تقريباً ثلاثة عشر عاماً أو أربعة عشر عاماً، زيد بن ثابت هو الذي بدأ بجمع المصحف الأول وخلال هذه الفترة ومرافقته لعثمان رضي الله عنه وقراءة الآلاف عليه لا نقول المئات بل قراءة الآلاف خلال الأربعة عشر عاماً على زيدٍ من الصحابة ومن التابعين واطلاعه على كثير من المصاحف كوّن عند زيد رضي الله عنه رؤيا، بحيث أنه حينما يُطلب منه مثل هذا الأمر هو عنده رؤيا في الرسم وفي الخط سيكون من أسباب حفظ كتاب الله جلَّ وعَلا فقرأ عليه آلافٌ ولا نقول مئات، وبمناسبة قضية قرأ هذه كان أحد الفضلاء يتحدث معي يقول، طبعاً قرأ عليه يعني تتلمذ على يده، أحد الفضلاء يقول لي يا شيخ هل تعرف فلان؟ قلت له: نعم أعرفه جيداً يقرأ عليّ، قال يقرأ عليك بسم الله! أنت فيك مسٌّ! قلت له : يا شيخ رضي الله عنك يقرأ علي يعني يقرأ عندي أنا أصحح له قراءته، فالآلاف الذين قرؤوا على زيد قرؤوا عليه تتلمذاً وتعلّماً منه رضي الله عنه.

اللجنة التي جمعت القرآن في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه:
طيب أراد عثمان أن يجمع المصحف، أتى بزيد وأمر بتكوين لجنة، من اللجنة؟ احفظوا يا إخواننا هذه الأسماء المباركة؛ هذه الأسماء تُنقش في القلوب وليس في العقول، هؤلاء ممن جعلهم الله جلَّ وعَلا من أسباب حِفظ كتابه، من اللجنة؟ الإمام والقائد ورئيس اللجنة زيد بن ثابت رضي الله عنه، مرة ثانية! نعم مرة ثانية، وعبد الله بن مسعود موجود أيضاً نعم موجود أيضاً في ذلك الوقت، لكن الإسلام كما قلنا يُعلّمنا أن نختار الرجل المناسب في المكان المناسب، تذكرون قصة الآذان يا إخواننا ورؤيا الآذان؟ من الذي رأى الأذان من الصحابة؟ عبد الله بن زيد رضي الله عنه، لما أقرَّ النبي هذه الرؤيا المباركة وقال أنها وحيٌ من عن الله وأنها مُباركة واعتمدها النبي صلى الله عليه وسلم همَّ عبد الله بن زيد أن ينال الشرف ويؤذن فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال عَلِّمها لبلال علِّم الصيغة لبلال فإنه أندى منك صوتاً هكذا يا إخواننا، ولذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه تكلّم عن المصحف بعد ذلك وأقر المصحف ولمَّا تكلّم عن مصحف أبي بكر الصديق وقلنا أنه كان مجرداً ماذا قال ابن مسعود رضي الله عنه؟ قال لقد كرهوا -يُثني على العمل- قال: كرهوا أن يضعوا فيه شيئاً غير القرآن لم يكتبوا أي شيءٍ غير القرآن.
كوَّن زيد لجنة معه هي من هؤلاء الفُضلاء: زيد بن ثابت رئيساً للجنة ومعه عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص بن أمية وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، هؤلاء الأربعة الكرام هم اللجنة، في بعض الكتب يذكرون أنهم كانوا أكثر من ذلك بلغوا عشرة أو عشرين لكن الرواية المعتمدة عند جمهور العلماء أن هؤلاء الأربعة هم الذين قاموا بجمع القرآن.
ماذا نلاحظ في هؤلاء الأربعة يا إخواننا؟ ما المُلاحظ فيهم يا دكتورنا الغالي؟ في قبائلهم وانتمائهم؟ ثلاثة من أهل مكة وزيد من أهل المدينة رضي الله عنهم.
ثم بدؤوا بجمع المصحف وسبحان الله العظيم أُلهِموا هذا كأنه وحيٌّ من الله، والله جلَّ وعَلا حينما نتحدث عن الوحي، الوحي بمعناه القرآني وتبليغ غيب الله هذا للأنبياء، لكن هناك وحيٌ هو إلهام من الله جلَّ وعَلا لعباده الصالحين من أجل مصلحة الأمة وكأن الله جلَّ وعَلا أَلهم زيد بن ثابت هذه الطريقة في الكتابة التي حَوت كل القراءات المتواترة المُحتملة الصحيحة كما سنرى بعد ذلك.
بدؤوا يكتبون ثم اختلفوا في كلمة من كتاب الله جلَّ وعَلا، اختلفوا في كلمة التابوت في سورة البقرة:

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (248)
[ سورة البقرة]

طيب كلمة (التابوت) أهل مكة وأهل قريش يقرؤونها وينطقونها بالتاء، وأهل المدينة ينطقونها يقرؤونها ويكتبونها بالهاء المربوطة (التابوه) والمقصود به الصندوق، فماذا يفعلوا؟ زيد يقول التابوه والرَهط من قريش يقولون التابوت، فرجعوا إلى عثمان رضي الله عنه، قال: إذا اختلفتم في شيء من كتاب الله جلَّ وعَلا فاكتبوه بلغة قريش فإنما نزل بلسانهم.

هل القرآن كُتب بلغة قريش فقط؟
طيب هذا ينقلنا للسؤال الذي بعده: هل المصحف كُتب بلغة قريش فقط أم هناك في المصحف بعض الألفاظ التي ليست من لغة قريش؟ المصحف كتب في جملته بلغة قريش لكن هناك ألفاظٌ في المصحف الشريف من غير لغة قريش، مثل كلمة (لَا وَزَرَ) في سورة القيامة قال الله جلَّ وعَلا:

كَلَّا لَا وَزَرَ (11)
[ سورة القيامة]

ما معنى (لَا وَزَرَ)؟ أي لا حِيَل، أي يوم القيامة لا حيلة لأحدٍ في الهرب، هذه الكلمة ليست من لغة قريش بل من لغة أهل اليمن، أيضاً فيه كلمة (يَيْأَسِ) في سورة الرعد، قال الله جلَّ وعَلا:

وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)
[ سورة الرعد]

ما معنى كلمة (يَيْأَسِ)؟ معناها يعلَم هي بلغة قبيلة هوازن وليست قريش، فيه قول الله جلَّ وعَلا :

قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14)
[ سورة الحجرات]

وهي بلغة قبيلة عبس، بل خُذ الأبعد من هذا القرآن يا إخواننا فيه كلامٌ من غير لغة العرب؟ نعم القرآن فيه كلام من غير لغة العرب كيف؟ الله جلَّ وعَلا يقول:

قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28)
[ سورة الزمر]

قال بعض العلماء عربياً أي فصيحاً واضحاً، فالعرب تقول أعرِب عن حاجتك، يعني أفصح عما تريد وضح كلامك، وإن كان البعض يقول كلمة:

بلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195)
[ سورة الشعراء]

أنه مقصود بها اللغة العربية، فهذه الكلمات التي بالقرآن من غير العربية حينما وُجدَت في القرآن ووضعها القرآن فيه كان العرب قد عرفوها وتحدثوا بها، فمثلاً كلمة (الأرائِك) كلمة أعجمية من كلام الفرس تعني الوسائد، كلمة (استبرق) نوعٌ من أنواع الحرير ليست عربية من لغة العجم، لكن هذه الكلمات حينما نزل القرآن وذكرها كان العرب يعرفونها ويتحدثون بها قروناً طويلة فأصبحت كالعربية تماماً.
إذاً قول أن القرآن كُتب بلغة قريش فقط قولٌ ليس صحيحاً، كُتب أغلبه بلغة قريش لكن جاء فيه من غير لغة قريش كثير، ابن عباس رضي الله عنه يقول: والله ما كنت أعلم معنى فاطِر، كلمة فاطر، حتى رأيت رجلان يختصمان في بئر كلٌ يدَّعي أنه صاحبها، فقال أحدهما للقاضي أنا فَطرتُها، ما معنى فطرتُها؟ أي أوجدتها ولم تكن موجودة، هذا معنى كلمة فاطر، يقول ابن عباس ما كنا نعلم ما معنى كلمة (افْتَحْ بَيْنَنَا):

قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89)
[ سورة الأعراف]

حتى سمعت رجلاً من أهل اليمن يقول لعمر يا أمير المؤمنين اختصمت أنا وهذا الرجل فافتح بيننا بالحق، أي احكم أو اقضِ بيننا بالحق، ولذلك من اللفتات المهمة أن البعض يا إخواننا لما يكون في خطبة أو في درس أو في مناسبة يستفتح بهذه الآية للأسف الشديد يقول:

قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89)
[ سورة الأعراف]

وهذه غير مناسبة إطلاقاً، هنا الآية تتحدث عن شعيب يريد من الله أن يقضي بينه وبين قومه الكافرين، فأنت تقولها دون أن تعرف معناها! افتح معناها: احكم أو اقضِ بيننا.

هل احتوى المصحف على الأحرف السبعة؟
لكن هل مصحف عثمان رضي الله عنه احتوى الأحرف السبعة في القرآن الكريم كاملةً؟ أو كما يقول البعض عثمان رضي الله عنه اقتصر على حرفٍ واحدٍ في القرآن وترك ما عداه من الأحرف، طيب الأحرف السبعة، أنت تقول الأحرف السبعة أو حرفٌ واحد، ما هي الأحرف السبعة؟ الأحرف السبعة هي التي نزل بها القرآن على قلب النبي صلى الله عليه وسلم تَيسيراً وتَسهيلاً للأمة، جاء في أحاديث منها عند البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

{ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، قالَ: فأتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ القُرْآنَ علَى حَرْفٍ، فَقالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطِيقُ ذلكَ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ القُرْآنَ علَى حَرْفَيْنِ، فَقالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطِيقُ ذلكَ، ثُمَّ جَاءَهُ الثَّالِثَةَ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ القُرْآنَ علَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، فَقالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطِيقُ ذلكَ، ثُمَّ جَاءَهُ الرَّابِعَةَ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ القُرْآنَ علَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فأيُّما حَرْفٍ قَرَؤُوا عليه فقَدْ أَصَابُوا }

[صحيح مسلم]

السبعة أحرف هذه فيها خلافٌ طويلٌ بين العلماء سنتحدث عنها بالتفصيل وعن تعريفها وعن أنواعها وعن شُبهة أنها هي القراءات السبع أو ليست هي في لقاءٍ آخر إن شاء الله إن كتبنا الله وإياكم من الأحياء، لكن الشاهد أنَّ عثمان وضع في المصحف العثماني كل الأحرف السبعة التي كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لماذا؟ لأمرين الأمر الأول لا يملك لا عثمان رضي الله عنه ولا غيره من الصحابة أن يحذف حرفاً نزل عليه القرآن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يَقم أو يقل بذلك، الأمر الثاني لو كان عثمان أخذ حرفاً وألغى بقية الأحرف لسمعنا بهذا بين الصحابة وتناقش الصحابة في ذلك ولم يتحدث في ذلك أحد، الذي قال بهذا عالمٌ وحيدٌ بين العلماء تقريباً اسمه ابن رشيق وحينما بحثت عن ترجمةٍ له لم أجد له ترجمة، إذاً الراجح والذي عليه جمهور العلماء وجمهور القُراء والفقهاء أنَّ مصاحف عثمان فيها الأحرف السبعة.
طيب سؤال حينما كَتب عثمان هذه المصاحف كتب منها كم مصحفاً؟ كتب عثمان رضي الله عنه ستة مصاحف، مصحفٌ أبقاه لنفسه وسُمِّي بالمصحف الإمام، وعلى فكرة حينما نتحدث عن المصحف العثماني أو المصحف بالرسم العثماني ونقول مصحف عثمان نسبته لعثمان ليست نسبة اختراع ولا تأليف، لا هي نسبة اتباعٍ وقيامٍ بالأمر لأنه هو الذي تولَّى الأمر وقام عليه رضي الله عنه.
طيب مصحفٌ أبقاه لنفسه، ومصحفٌ كان لأهل المدينة ومصحفٌ أرسله إلى الكوفة ومصحفٌ إلى البصرة ومصحفٌ إلى بلاد الشام ومصحفٌ إلى مكة، هذه المصحف الستة التي أرسلها عثمان رضي الله عنه إلى الأمصار لتُعتمَد في القراءة ويُلغى ما عاداها من المصاحف وهذا كان من أفضل و أكرم أفعاله رضي الله عنه.
المصاحف هذه كيف قُرأ بها في بلدانها التي أُرسلت إليها وما الذي حَوته هذه المصاحف من الرسم العثماني الذي شمِل كل القراءات المُحتملة؟ سنتحدث عنها باستفاضة إن شاء الله في لقاءاتٍ قادمة إن كتبنا الله وإياكم من الأحياء.

الدكتور رحابي محمد:
بإذن الله، ما شاء الله جزاك الله خيراً، بسم الله ما شاء الله يا شيخ حسني الله يفتح عليك ويبارك بك إن شاء الله تعالى؛ أدركنا الوقت تقريباً وشارفنا على الانتهاء,
نأخذ سؤالين عندنا من الإخوة الكرام فضيلة الشيخ دانيال عبد الله هرناندز وهو أحد الإخوة الكرام والمشايخ العلماء الدُعاة الذين لهم جهودٌ طيبة في أمريكا في تكساس وأتشرف أن أكون معه في المؤسسة الإسلامية الكبرى في هيوستن، يقول السلام عليكم دكتور رحابي من فضلك ماذا عن تطور الحركات من نقط إلى فتحة إلى ضمة إلى كسرة؟
الشيخ عبد الله هرناندز ما شاء الله رجلٌ فاضلٌ طبعاً أسلم منذ فترةٍ بعيدة وله جهودٌ كبيرة جداً في خدمة الإسلام والمسلمين والجالية الإسلامية، ومُتمكنٌ ما شاء الله من كثير من العلوم وأيضاً أتقن اللغة العربية، لكن إذا يسمح لنا الوقت اليوم أن نتحدث عن موضوع التنقيط والحركات؟

الشيخ حسني حسوبة:
والله يا دكتور حسب ترتيبنا هذا له لقاءٌ آخر إن شاء الله، لكن دعنا نتحدث في نقطةٍ لطيفة جداً.
حينما رُسمت المصاحف في عهد عثمان كلمة مثلاً مثل كلمة (فَتَبَيَّنُوا):

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)
[ سورة الحجرات]

هذه الآية في سورة الحجرات، هذه الآية فيها قراءتان فيها قراءة الجمهور من القرّاء العشرة يقرؤوا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)
[ سورة الحجرات]

وحمزة والكسائي رحمهم الله يقرآن فتثبتوا، وكلا المعنيين يُعضد الآخر ويقوي الآخر التبيين يأتي بعده التثبيت أو كما قال العلماء كلاهما معاً، طيب حينما رُسمت هذه الكلمة أنا أريد أن أكتبها الآن لترونها، هذه الكلمة لو تأملت الكلمة في المصحف بدون نقطٍ ولا شكلٍ يعني بغير نقاط وبغير حركات وأنت لا تعرف على أي قراءةٍ كُتبت تحتمل القراءتين أم لا؟ طبعاً تحتمل، يعني لو جعلت فتبينوا الكلمة تحتمل، لو جعلت فتثبتوا الكلمة أيضاً تحتمل، والعرب كانوا يقرؤون هذا بطلاقتهم وسليقتهم كما جاء أحد الأعراب إلى أحد الصحابة ليقرأ فقال: صَنعةُ الله ومن أحسن من الله صنعة في سورة البقرة نعم نحن صنعة الله، الخلق صنعة الله فهو يقول صَنعة الله ومن أحسن من الله صَنعة، فضحك الشيخ الذي كان يقرأ عليه هذا الرجل، قال والله ما أخطأت المعنى صنعة هي صبغة ولكن أخطأت في القراءة هذه ليست قراءةً متواترة، وقرأ أحدهم في سورة الأعراف قال: عذابي أُصيب به من أساء، من الإساءة هي الذنب والمعصية، قال ما أخطأت المعنى ولكنك أخطأت القراءة في القراءة المتواترة:

وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (15)
[ سورة الأعراف]

فهكذا كان المصحف عند عثمان، ولنا حديثٌ إن شاء الله مع نقط المصحف عند أبي الأسود وغيره ونكمل الرحلة إن شاء الله.

هل يجوز أن تتميز دولة عن دولة بقرّائها ويكون لهم طابع وسمة خاصة بالأداء؟
الدكتور رحابي محمد:
بإذن الله تعالى؛ عندنا سؤالٌ من الأخت يسرى سالم الجراح لا أدري إذا كنا نستطيع أن نقرأه هنا، سبحان الله! اليوم قُراء الخليج يفضلون قراءتهم وأهل مصر يقدمون قراءته وأهل العراق يخصون قراءتهم بالأفضل وأهل اليمن كذلك سبحان الله، وفعلاً واضحٌ ذلك باختلاف القراء كلٌّ مميزٌ عن غيره كل حسب مِصرِه أو بلده فهل صحيحٌ أن تتميز دولة عن دولة بقرّائها ويكون لهم طابع وسمة خاصة بالأداء؟ هل يجوز ذلك؟ جزاكم الله خيراً.
أنا أعتقد الأخت الفاضلة لمّا كتبت هذا السؤال من خلال ما نَستقرئ أو نرى القرّاء الذين أكرمهم الله سبحانه وتعالى ويمثلون بلدانهم ولهجاتهم ومقاماتهم الصوتية كلهم يقرؤون قراءات صحيحةً ومتواترة، طبعاً أنا سأستمع من الشيخ حسني أيضاً إن شاء الله لتعليقٍ على هذه النقطة إن شاء الله، لكن حتى يطمئن الجميع كل من يقرأ القرآن الكريم وقد أخذه عن شيخٍ متقنٍ ضابطٍ ثَبتٍ عدلٍ وبالتلقي فهذه القراءة مقبولةٌ وطيبةٌ ويُتعبد بها الله سبحانه وتعالى، لكن ربما إذا كنتِ تقصدين المقامات الصوتية يعني طبعاً الشيخ خليل الحصري، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الشيخ المنشاوي هؤلاء الكبار تميزوا خرجوا من مصر، ومن بلدان أُخرى خرج بعض القرّاء أيضاً الذين لهم حضورٌ جماهيري كبير وكل قارئٍ له سبحان الله لونٌ وكبستان أزهاره مختلفة لكن كلها جميلة، قرّاء الشام يختلفون بقراءتهم لكن لا يختلفون اختلاف التشتت والتفرق، كلهم يقرؤون حروف القرآن كما هي في المصحف الإمام كما تفضلت تبينوا وتثبتوا لأنها قراءات متواترة، وكل قراءة متواترة هي مقبولة لكن لا يصح لأحد بحال من الأحوال أن يقول هذه الأيام قراءتي أجمل وأفضل من قراءة فلان، أو قراءة البلد الفلاني أفضل من قراءة البلد الفلاني لا شك نحن لا نريد أن نُميز بين القرّاء فهذه مواهبٌ من الله سبحانه وتعالى، ولكن كلهم يبذلون جهدهم في تلاوة كتاب الله سبحانه وتعالى بطريقةٍ إن شاء الله مُتقنة وصحيحة، فإذا وجدنا أنهم يريدون التمايز مثلاً يقولون قُرّاء البلد الفلاني أفضل من قُرّاء البلد الفلاني هذا لا يجوز ونريد أن ننهي هذه الأمور، نقول كتاب الله سبحانه وتعالى للجميع والجميع يبذلون جهدهم في تلاوته مادام أخذه عن شيخٍ متقنٍ وعن شيخٍ ثبتٍ فيقرأ وتُحترم اللهجات وتُحترم المقامات الصوتية كلها، تفضل شيخنا.

الشيخ حسني حسوبة:
دكتورنا الغالي يعني الأخت الكريمة إن كانت تقصد بالأمر تمييز الأصوات أن البعض يرتاح لصوت الشيخ الفلاني لأنه مثلاً تعوَّد عليه أو تعوَّد على الاستماع إليه دائماً فهذا لا شيء فيه كلٌ يسمع من يريد ومن يحلو له لابد، لكن إذا تحدثنا عن الإتقان ونزكي أهل بلد على أهل بلدٍ هذا كما قلت لا يجوز، لكن هذا الخلاف أختي الكريمة ليس له علاقة بخلاف الصحابة لمّا اختلفوا مع حذيفة رضي الله عنه لأنه كان اختلافاً في نص القرآن، إنما الآن لا توجد قراءاتٌ يُختلف فيها يعني مثلاً كل بلاد الخليج ومصر والشام ومن حولهم يقرؤون بقراءة واحدة برواية حفصٍ عن عاصم القراءة واحدة لكن اختلاف الأصوات واختلاف الأداء، وأنا أرتاح كرجلٍ من الخليج لصوت الشيخ الحذيفي أحبه وتعوَّدت عليه أنا رجل من مصر ارتاح للشيخ الحصري والمنشاوي، أهل الشام لهم قرّائهم وهكذا.. هذا لا غرّ فيه ولا لغط فيه أبداً إطلاقا،ً لكن أُنبه كل العالم الإسلامي الآن يقرأ يعني القراءات الموجودة الآن بيننا هي بالضبط بالضبط هي قراءةٌ وروايتان فقط في كل العالم الإسلامي، يعني أهل المغرب العربي: الجزائر والمغرب وموريتانيا وتونس يقرؤون إما بقالون عن نافع أو ورش عن نافع هذه قراءة نافع، لا يُقرأ بها في أي بلدٍ آخر، في جنوب السودان وفي دول السودان وما حولها هناك من يقرا بالدور عن أبي عمر، وفي بقية العالم الإسلامي كله على الإطلاق رواية حفص، فلا يوجد مجالٌ للاختلاف في القراءات أن قراءةً أصحَّ من قراءة فهذا من الخطأ.

الخاتمة:
الدكتور رحابي محمد:
نعم جميل، لعلّ من الطريف أن نقول لا أحد يمكن أن يبتكر القرآن الكريم يقول: أنا ما أقرأه أو الطريقة التي أقرأها أفضل من الطريقة التي يقرأها فلان أو تجويدي أفضل من تجويد فلان أو كذا.. مادام أنه أخذ القرآن عن غيره، نعم أختي الفاضلة الاختلاف حتى في أزمنة الحروف وفي أداء الصوت القلقة أو زمن المد الطبيعي أو تكرير الراءات، نقول مادام أخذ القرآن الكريم عن شيخٍ متقنٍ فليقرأ بقراءة هذا الشيخ وثوابه وأجره على الله لا نقول ومسؤوليته لا ثوابه على الله إن شاء الله تعالى وأجره على الله تعالى لكن القضية قضية إتقان، ولعلنا نختم بهذه الخلاصة للقائنا اليوم: لمَّا اعتمد سيدنا عثمان الجمع وجاء بهذه اللجنة التي كلفها هذه اللجنة أيضاً اعتمدت نفس معايير اللجنة الأولى التي اعتمدها سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه واعتمدوا أيضاً على المصحف المكتوب عند سيدنا أبو بكر الذي كُتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، الأمر أيضاً الذي ذكرناه قبل قليل هذا الجمع كان تحت إشرافٍ مباشر من سيدنا عثمان بن عفان، وهو كان من كُتَّاب الوحي وكان أيضاً من حملة الوحي وكان من حملة القرآن ممن حفظ وقرأ القرآن وشهد نزول القرآن الكريم على رسول الله عليه الصلاة والسلام، حتى أن سيدنا عثمان أكّد على اللجنة التي ذكرها قبل قليل وهم: زيد بن ثابت عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص بن أمية وعبد الرحمن بن الحارث، وأيضاً إضافة أنه بعض الكُتاب وبعض الروايات تقول حتى أحضروا كل من كان يكتب الوحي على عهد رسول الله وكل من كان ينسخ وكل من كان يعمل في هذا المجال في عهد رسول الله وفي عهد أبي بكر أحضروه بين يدي عثمان ليكون في هذه اللجنة، وكانوا كلهم على درجةٍ عاليةٍ من الضبط والمعرفة والإتقان وأكّد عليهم أنه إذا كتبتم وجمعتم شيء لا تُجمع آية ولا تُكتب آية إلا بحضور هذه اللجنة كلها، فالجمع يتم على مَشهد وعلى مَرأى وعلى مَسمع من الصحابة رضي الله عنهم وعلى الملأ وعلى العام، وإذا اختلفت اللجنة في آيةٍ واحدة مثلاً وقال هذا ما أقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم لفلان فيقولون أحضروا فلان، أنتم تقولون هكذا أقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم لفلان أحضروه فيُحضر فلانٌ بين يدي اللجنة ويقال له: اقرأ ماذا أقرأك رسول الله بهذه الآية، فيسمعونها منه الجميع اقرأ آية كذا وكذا.. فيقرأها على النحو الذي سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك يكتبونها، وإذا اختلفوا كما ذكر شيخنا الفاضل لمّا يختلفوا في قراءة كلمةٍ أو آيةٍ تُكتب على لغة قريش لأن القرآن نزل بلغتهم.
من الأمثلة التي أيضا ربما ذكرها الشيخ تبينوا وتثبتوا وأيضاً ننشزها وننشرها يعني هذه كتبت ورويت وتواترت حتى وصل إلينا القرآن الكريم، التزمت اللجنة التزاماً كاملاً بترتيب الآيات وترتيب السور وتلقاها المسلمون هكذا إلى يومنا هذا وإلى قيام الساعة:

إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)
[ سورة الحجر]

أيها الإخوة الكرام أشكركم جزيل الشكر على هذه المتابعة، أشكر فضيلة شيخنا الحبيب الشيخ حسني حسوبة الإمام والمُقرئ للقراءات الصغرى والكبرى ونعتز به طالب دراسات عُليا في الأداء القرآني، ونشكر الأخت يسرى التي أثرت لقاءنا اليوم بالأسئلة الطيبة، وكذلك شيخنا الشيخ الإمام دانيال هرناندز، إلى لقاءٍ آخر إن شاء الله تعالى في موضوعٍ آخر نتابع في هذه السلسة إن شاء الله فيما لا يسع للقارئ جهله أو ما ينبغي على القارئ معرفته في كتاب الله سبحانه وتعالى تلاوةً وتجويداً، هذا مما يزيدنا يقيناً وحباً وتمسّكاً واعتصاماً بكتاب الله سبحانه وتعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والله الذي يسمع هذه الكلمات من الشيخ حسني وهذه المعلومات يزداد إيماناً بالقرآن الكريم يزداد حباً أن القرآن الكريم لا يوجد فيه شكٌّ مطلقاً ليس بحرفٍ ولا بلفظ فتحة أو ضمة أو كسرة، نسأل الله تعالى أن يكرمنا وإياكم بالتوفيق والقبول، شكرٌ موصول لحبيبنا الغالي الشيخ حسني.

الشيخ حسني حسوبة:
الله يحفظكم، جزاكم الله خيراً، تقبل الله منا ومنكم.

الدكتور رحابي محمد:
دكتور حسني، قريباً يإذن الله تعالى دكتور في التجويد وفي الأداء القرآني في تلقي القرآن وفي تلقين القرآن الكريم بإذن الله تعالى، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ حسني حسوبة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ في رعاية الله يا دكتور.