التغنّي بالقرآن بين الإفراط والتفريط مع الدكتور أحمد النعيمي
- 2021-04-24
التغنّي بالقرآن بين الإفراط والتفريط مع الدكتور أحمد النعيمي
مقدمة:
![]() |
أيها الإخوة الكرام أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في لقاءٍ طيبٍ ومُتجدد مع أهل العِلم والقرآن، في هذا اللقاء المبارك مع فضيلة الشيخ الدكتور أحمد النُعيمي، أهلاً وسهلاً دكتورنا الحبيب. |
الدكتور أحمد النُّعيمي:
حياكم الله وبيَّاكم دكتورنا العزيز، نرحب بكم وبجميع المشاهدين أينما حلوا وارتحلوا . |
الدكتور رحابي محمد:
يا مرحباً يا مرحباً أهلاً وسهلاً بكم؛ اليوم لقاؤنا إن شاء الله عن القرآن الكريم ومائدة القرآن الكريم لا تنتهي ثمارها وقِطافُها دائماً دانية وطيبة، اليوم اللقاء إن شاء الله تعالى عن التغنّي بالقرآن بين الإفراط والتفريط، نتحدث إن شاء الله تعالى مع الشيخ الدكتور أحمد وهو أستاذٌ جامعي فاضل، دكتوراه في الفقه وأصوله، وإمامٌ وخطيب في مساجد عديدة، وله جهود طيبة في مسابقات القرآن الكريم، عضو في لجنة تحكيم جائزة أجمل ترتيل في دبي، وقارئٌ مُعتمد في إذاعة الشارقة للقرآن الكريم وله عدة تسجيلات طيبة بتلاواتٍ ما شاء الله مُباركة، الشيخ الدكتور أحمد عضو في جمعية قُرّاء ومجوديّ العراق، أهلاً وسهلاً دكتور أحمد مرةً ثانية وسعداءٌ جداً بلقائكم اليوم في هذا اليوم الرمضاني والأُمسية الرمضانية أيضاً في هذا الشهر العظيم المبارك شهر القرآن الكريم من الجميل أن نتحدث عن القرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء، لكن موضوعنا اليوم لعله له أهميةٌ معينة: التغنّي بالقرآن بين الإفراط والتفريط، أولاً ماذا نتحدث عن هذا العنوان؟ ما المقصود بين الإفراط والتفريط والتغنّي بالقرآن الكريم. |
الإفراط والتفريط في تلاوة القرآن الكريم:
الدكتور أحمد النُّعيمي:
![]() |
نرجع إلى سؤالك الكريم وهو سبب اختيار هذا العنوان: التغنّي بالقرآن والأذان بين الإفراط والتفريط، وهو من باب العِلم هو عنوانٌ لكتاب إن شاء الله سوف ننتهي منه قريباً وذلك لكثرة الأسئلة في هذا الجانب. |
سيدي الكريم نحن الآن بين صنفين من الناس، صنفٌ قد أكرمه الله سبحانه تعالى بمعرفة أحكام التجويد بل قد أَتقنها رُبما حتى القراءات العشرة وغيرها.. لكنه لم يُمنَح هبة الصوت الجميل، فتراه أنه بسبب هذا الشيء، بسبب عدم تذوقه معنى الصوت الجميل والتغّني بالقرآن يصل به الأمر إلى أنه يؤوِّل ما جاءت به الأحاديث وهي تتحدث عن التغنّي والترنّم في القرآن تأويلات حسب المنع الذي هو حُرم منه هذا صنف، الصنف الثاني قد وهبه الله تعالى الصوت الجميل وفي نفس الوقت جعل هذا الصوت الجميل سبباً من أسباب الرزق، فتراه يُحارب عن هذا الرزق بكل ما أُوتي من قوة فيصل به الأمر إلى الإفراط في التغنّي في القرآن حتى يجعله من الواجبات ويجعله من الأمور التي لا يمكن للقرآن أن يُتلى من غيره، إذاً نحن بين صنفين بين إفراطٍ لأنه سببٌ من أسباب رزقه، وبين تفريط لأنه محرومٌ من هذه الهِبة فنحتاج إلى صنفٍ ثالثٍ وهو صنف الوسطية التي وصف الله بها أمة النبي صلى الله عليه وسلم ووصف الدين: |
وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (143)[سورة البقرة]
وهذا الصنف الثالث ليس مبنيّاً على الأهواء والأمزجة وإنما هي محاولةٌ من الباحث لنقل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن التابعين وعن العلماء في هذا الباب في هذا الجانب فنحاول الجمع بين الطرفين: بين أهل الإفراط وبين أهل التفريط لنصل إلى نتيجةٍ ترضي الله سبحانه وتعالى أولاً، وترضي الحالة النفسية لكل من يسمع القرآن وهو يُتلى بهذه الأنغام التي كما سوف نبين في أحاديث وفي استشهادات كثيرة لأهل العِلم تؤكد على هذا المبدأ، فهذا سبب اختيار العنوان قراءة القرآن بين الإفراط والتفريط. |
الدكتور رحابي محمد:
نعم بين الإفراط والتفريط؛ إذاً الآن علِمنا ما هو الإفراط وما هو التفريط في القرآن الكريم في تلاوته، لكن التغنّي بالقرآن الكريم كما هو معلومٌ لشريف عِلمكم والسادة رُبما المتابعون والأخوات المتابعات أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عدداً من الأحاديث الكريمة الصحيحة في صحيح الإمام البخاري ومسلم وغيره من السنن: |
{ ما أذِنَ اللهُ لشيءٍ ما أذِنَ لنبيٍّ حسنِ الصوتِ يتغنَّى بالقرآنِ يجهرُ به }
[رواه البخاري ومسلم]
ثم هناك حديثٌ آخر أيضاً عند الإمام البخاري ومسلم فيما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه: |
{ ليس منَّا من لم يتغَنَّ بالقرآنِ }
[رواه البخاري]
وحديثٌ آخر: |
{ زيِّنوا القرآنَ بأصواتِكم }
[رواه النسائي وابن ماجه]
لمَّا النبي صلى الله عليه وسلم سمِعَ أبي موسى الأشعري قالَ له: |
{ لو رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ البَارِحَةَ، لقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِن مَزَامِيرِ آلِ دَاوُد }
[رواه البخاري ومسلم]
الجهر بالقرآن الكريم مع تحسين الصوت والخشوع في هذه التلاوة التي رُبما تُحرك القلوب والتي رُبما تُثير الخشوع عند المُستمعين وحتى رُبما القارئ ذاته عندما يَقرأ بصوتٍ جميلٍ وصوتٍ حسن يطمئن قلبه يخشع ويستفيد ربما أكثر. |
شيخنا الدكتور أحمد لمَّا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: |
{ ما أذِنَ اللَّهُ لِشيءٍ ما أذِنَ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بالقُرْآنِ. [وفي رواية]: كما يَأْذَنُ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بالقُرْآنِ }
[رواه مسلم]
أن يُحسِّنَ صوته ويطرَب له، كيف الآن نحن نُطبق هذا الحديث من خلال أهمية أولاً مَعرفة نعمة الصوت الحَسَن على الإنسان، الصوت الندي هل له تأثيرٌ بالفعل؟ أم ليس له تأثيرٌ على المُستمع أو على القارئ ذاته؟ هل هناك تأثيراتٌ إيجابية أو سلبية للصوت الحسَن أو لنقول الصوت غير الحسن؟ |
آثار الصوت الحسن على نفسية الإنسان:
الدكتور أحمد النُّعيمي:
الله يحفظكم، هو لا شك أنه ما خلق الله تعالى من شيءٍ إلا وفيه حكمة، سواء عَقِلنا هذه الحكمة أم لم نَعقِلها، ومن ضمن ذلك أن الله تعالى خلَقَ هذا الصوت الجميل حتى جاء عند بعض أهل العِلم من أهل التفسير في قوله تعالى: |
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)[ سورة فاطر]
![]() |
{ كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَسِيرٍ له، فَحَدَا الحَادِي، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْفُقْ يا أنْجَشَةُ، ويْحَكَ بالقَوَارِيرِ }
[رواه البخاري]
فالقوارير يقصد بها النساء كانت تصعد فوق البعير وتمشي المسافات، فلبُعد المسافات تَبطئ هذه الدواب فيبدأ يُغني لها ويُنشد لها بالشعر حتى الحيوان -أجلَّكم الله- يتأثر فيبدأ يُسرع فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم إسراع هذه الدواب قال رفقاً بالقوارير، لأن النساء ربما تتألم من سرعة الدواب، وهذا نجده أيضاً واضحاً نحن في حياتنا اليومية في فطرة الإنسان ومنذ ولادته ترى أن الأم عندما تريد أن تُنيمَ طفلها فهو يُعاند فلو فرضنا أنها بدأت تصرخ عليه لينام وهو يزيد صراخاً لكن لو غَنّت بإذنه بصوتٍ جميل نفس هذه الكلمة نام، نحن عندنا في العراق يسمونها في اللغة العراقية يقول دللوه يالولد يا ابني دللوه، فهذا الطفل تصوَّر أنا آتيك من التراث والفطرة بغض النظر عن قال رسول الله وقالت الآيات، نتكلم عن الفطرة فترى هذا الطفل مباشرةً يخضع ويَستسلم لأمر الأم، في نفس الوقت قال أهل العِلم أنه ما من أمرٍ رباني إلا وفيه مَشقة، يعني الأوامر الربانية من صلاة وصيام فيها مشقة ومن ذلك الصلاة حتى قال سبحانه وتعالى: |
وَأْمُرْ أهلكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ (132)[ سورة طه]
إذاً هناك صبرٌ وهناك جهدٌ ومشقَّة خمس أوقات، نُطّبق قاعدة الأم على الصلوات الخمس عندما نسمع المؤذن فيُناديك من باب الأمر الله أكبر الله أكبر، فهناك فرق في صوت المؤذن، فأنت عندك مشقّة خمس صلوات وأنت في عملٍ وفي جهد، ففرق بين الندائين أنك تخاطب الفطرة الأولية التي ولدت وسمعت صوت أمك فتتذكر فتخضع لهذا الأمر الشاق، فلا شك حتى لا نُطيل عليكم في هذا الجانب له تأثيرٌ بالغ بل الآن هناك -ولو هذا لا يختص في المسلمين- قالوا الموسيقى لها تأثيرٌ على الجانب الروحي للإنسان وذهب قِلةٌ من أهل العِلم والفقهاء بجواز سماع الموسيقى لكن بشيءٍ محدد وبوقت محدد فلا شك له تأثير. |
الدكتور رحابي محمد:
نعم دكتور أحمد أنا أرغب أن أستمع إلى أذانك وأستمع إلى تلاوتك أيضاً بعد قليل خلال هذا اللقاء المبارك، يعني أيام رمضان كما يقال رمضانيات جميلة وأمسيات رمضان طيبة، والآن نتحدث نحن عن شيءٍ أكاديمي حتى يَستفيد منه طُلابنا في الدراسات العُليا في الأداء القرآني في هذا الموضوع الهام، وكذلك كل المُهتمين في الأداء القرآني وفي التلاوة والتجويد وخصوصاً أَئمة المساجد والقُرّاء والمُقرئين أيضاً، لأنه هذا الموضوع بالفعل على غايةٍ من الأهمية التغنّي بالقرآن. |
نحن أمام الآن سيدنا الحبيب الشيخ أحمد أمام كمٍّ هائل من الأحاديث التي تدعو إلى التغنّي بالقرآن الكريم، وإلى تحسين الصوت بالقرآن الكريم، وإلى تجميل الصوت بالقرآن الكريم، وهذا الجمال الصوتي وتحسينه كان كما تفضلت في فطرة الناس من يوم أن خلق الله عز وجل الخليقة وإلى أن تقوم الساعة، وكما تفضلت هناك بعض الدراسات الغربية والطبية يَصِفون رُبما بعض الموسيقى الهادئة للترويح عن النفس ولبعث نوعٍ من السَكينة في النفس عند بعض الناس، هؤلاء رُبما غير مسلمون يؤمنون بقضية الموسيقى الهادئة خاصة الطبية، لكن في إحدى المرات كنا في كنيسةٍ وكان ابني محمد أَذن في الكنيسة، كان اجتماع كبير جداً في المدينة ودُعي كل من في المدينة من الأديان وقادة الأديان وكذا.. وطُلب منا نحن أن نقرأ الأذان وأنا أقدم كلمة، المهم بعد الاجتماع أو بعد هذه الفعالية الكبيرة جاءت نساءٌ غير مسلمات ورجالٌ ومنهم رؤساء كنائس يَسلّمون عليَّ وعلى ابني يقولون لابني أنت أديت موسيقى رائعة دخلت إلى قلوبنا! يقولون له أنت غنَّيت أغنية جميلة جداً! نحن لما قدمنا الحدث قدمناه بطريقة أنه الآن هذا الأذان الذي يُؤذَن به للصلاة، وتقدَّم ابني الشاب يعني كان عمره ثلاثة عشر عاماً أو أربعة عشر عاماً، فكانوا يقولون له لقد غنيت أغنية جميلة جداً لامست قلوبنا، فالآن بالفعل الإنسان يُحب أن يَسمع الصوت الجميل الحَسن وهذا ما كانت تفعله العرب في الحِداء تتغنى عندما تركب الإبل تتغنى في الحِداء ويتنافسون في ذلك، ورُبما لأجل هذه البيئة والثقافة الاجتماعية التي كانت سائدة ومازالت جاء الأمر بتحسين الصوت بالقرآن الكريم، لذلك لمَّا أحد الصحابة رضي الله عنه لعلَّه البراء رضي الله عنه يقول: |
{ سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَرَأَ في العِشَاءِ بـ{ التِّينِ والزَّيْتُونِ } [التين1] فَما سَمِعْتُ أحَدًا أحْسَنَ صَوْتًا منه }
[رواه مسلم]
صلى الله عليه وسلم؛ شيخنا كيف أكتسب الصوت الحسَن؟ هل هو عملية كسبية أذهب لأتعلمها وأتدرَّب عليها؟ أم هي موضوع وهبي، يعني أرضى بما قَسم الله لي من الصوت ولا حاجة للتدريب ولا لمهارات إضافية، لأنه البعض رُبما يستمر على ما هو عليه دون تحسين يقول هذا صوتي الذي وهبني الله إياه كطولي وكعرضي ولوني وكذا والصوت كذلك هو موهبة، ولكن هل هناك أشياءٌ رُبما تساعد على التدريب حتى يكون هناك نوعٌ من الإكتساب لتّحسين وتَجميل الصوت؟ |
هل الصوت الحسن كسبي أم وهبي؟
الدكتور أحمد النُّعيمي:
نعم دكتور نحن إن شاء الله سوف نرجع إلى ما ذكرت إلى العلاقة بين المزامير أو بين ما تسمى بالموسيقى وبين اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الألفاظ وشبّه صوت أبي موسى الأشعري بمزمار. |
![]() |
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)[ سورة فاطر]
إذاً هذه مسألة موهبة، فنحن نخاطب الآن صنفين من الناس صنفٌ قد وهبَهُ الله تعالى هذا الصوت الجميل، هذا فقط يحتاج إلى تمرينٍ وتطويرٍ إلى أن يَصل إلى أنه كما أنه يهتم بأحكام التجويد كذلك يهتم بهذا الأمر السُني الذي أمر به صلى الله عليه وسلم كما سنذكر من أحاديث كثيرة، في نفس الوقت الصنف الثاني الذي لم يُوهَب له هذا الصوت أيضاً هو مُطالبٌ بأن يقرأ القرآن على قدر الاستطاعة بما يخص الصوت والتنغيم على الذي يستطع له. |
كما جاء في الأثر: |
{ إن هذا القرآنَ نزلَ بحزنٍ فإذا قرأتموهُ فابْكُوا فإن لم تبكُوا فتباكَوا }
[صححه الألباني]
نفس هذا الأثر جاء عن بعض أصحاب رسول الله لما قرؤوا حديث: |
{ ليس منَّا من لم يتغَنَّ بالقرآنِ }
[رواه البخاري]
قال أحد التابعين يا فلان الذي هو صحابيٌّ أنا ليس لديّ صوت كيف أتغنَّى بالقرآن؟ وهنا النبي يَتبرأ يقول ليس مني! يعني مسألة صعبة، قاسَ هذه المسألة على البكاء كما قال من لا يستطيع أن يبكي فليتباكي، من لا يستطيع أن يترنّم فليحاول على قدر الاستطاعة بِنية أني أريد أن أطبق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا به قد نال الأجر وإن لم يوهَب له هذا الصوت الجميل. |
إذاً نحن بين عِلمٍ دقيق ولكن مبدأه هي موهبةٌ من الله سبحانه وتعالى فمن لم يُوهَب: |
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعها لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)[ سورة البقرة]
ولكن يحاول ويتشبَّه كما يقال بالصالحين، إن لم أكن منهم أتشبَّه بهم. |
الدكتور رحابي محمد:
فَتَشَبّهوا إِن لَم تَكُونوا مِثلَهُم إِنَّ التَّشَبّه بِالكِرامِ فَلاحُ{ شهاب الدين السهروردي }
وهذا لعلَّه يعطي أملاً عند البعض، يعني الذي كل واحدٍ منا له مقامٌ صوتيٌّ خاص يعني أنا لست مُتخصصاً في الصوتيات والمقامات ولكن كما سمعت من بعض المُتخصصين أن كل إنسانٍ له مقامٌ صوتيٌّ خاص سبحان الله وهذه موهبة من الله سبحانه وتعالى: |
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)[ سورة التين]
يعني نادراً ما تجد إنساناً مُشوهاً في صورته أو في صوته أو في خلقته، هذه كما يقال استثناءاتٌ في المجتمع وفي الخليقة، لكن بشكلٍ عام سيدنا عبد الله المُزني يروي أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: |
{ رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ الفَتْحِ علَى نَاقَةٍ له يَقْرَأُ سُورَةَ الفَتْحِ - أوْ مِن سُورَةِ الفَتْحِ - قالَ: فَرَجَّعَ فِيهَا، قالَ: ثُمَّ قَرَأَ مُعَاوِيَةُ: يَحْكِي قِرَاءَةَ ابْنِ مُغَفَّلٍ، وقالَ: لَوْلَا أنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ علَيْكُم لَرَجَّعْتُ كما رَجَّعَ ابنُ مُغَفَّلٍ، يَحْكِي النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ لِمُعَاوِيَةَ: كيفَ كانَ تَرْجِيعُهُ؟ قالَ: آآ آثَلَاثَ مَرَّاتٍ }
[رواه البخاري]
بعض العلماء قالوا أن الترجيع في القراءة ترديد الصوت في الجهر بالقول مُكرراً بعد خفائه يُكرره يُعيده كأنه مُترنِّم، لكن نحن الآن نريد أن نذهب إلى قضية المُبالغة في تَزيين القراءة والمُبالغة في تَزيين الصوت، ما المقصود شيخ أحمد في قضية المُبالغة والإفراط في التغنّي في القرآن، يعني يمكن أن نعطي أمثلةً حتى تتضح الصورة أمام الناس حتى نعلم أنه لما يُقرأ القرآن لا بُدَّ أن يُقرأ مُحسّناً بقواعد وضوابط التجويد، يعني لما نقول الأداء القرآني أداء مخارج الحروف مع أحكام التجويد والمُدود بموازينها ومقاديرها الزمنية المُعيَّنة والمُحددة، وكما تعلم حضرتك مُحكِّمٌ في المسابقات القرآنية لما نجلس في لجان التحكيم هناك جزءٌ بسيطٌ جداً لجمالية الصوت يعني ممكن نقول خمس درجات من مئة أو أقل أو رُبما أكثر بقليل، لكن العلامة الأكبر لأحكام التجويد لمواطن الوقف والإبتداء وللحفظ وغير ذلك.. الآن ما هو الإفراط في التغنّي بالقرآن الكريم وكيف نستطيع أن نضبط وأن نكون متوازنين لا إفراط ولا تفريط حتى لا يذهب أحدٌ يُمنةً ويُسرى نبقى في الوسط. |
الصوت النديّ المطلوب للأذان:
الدكتور أحمد النُّعيمي:
![]() |
![]() |
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَإِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)[ سورة لقمان]
فهنا إذاً أقول أن الصوت النديّ فقط أذانٌ يُرفع الصوت بدون جمالية إذاً قد ناقضنا القرآن، القرآن يُنكِر الصوت العالي من غير جمالية، هنا قال أهل اللغة أن النديّ معناه رفعةٌ مع جمالية، وهنا يحضرني من باب الطرفة عن الإمام العلامة الحصكفي وهو من أئمة الشافعية وهو مشهودٌ له كان له مؤذنٌ مرتفع الصوت لكنه فقد جمالية الصوت فكل مرة ينصحه وهو يريد أو يُغير هذا المؤذن ولم يستطع، فكتب فيه أبياتاً شعريةً أحب أذكرها مع احترامي للجميع اسمه قاسم المؤذن فيقول: |
إذا ما صاح قاسمُ في المنار بصوتٍ مُنكَرٍ شبه الحمار فكم سَبّابة في كـــــــــــــــل أذن وكم سِبابة في كـــــــــل دار{ ابن السيوفي الحلبي }
المنار يعني المنارة، أناسٌ تشتم وأناسٌ تضع سبّابتها في أُذنِها من شناعة هذا الصوت، وأنا انتقلت إلى منطقةٍ الغالبية فيها غير مسلمين فكانوا يتأثرون بالصوت الجميل وكانوا يأتون ويسألون يقولون ما هذا الصوت كما ذكرت قبل قليل في مثالك يقولون ما هذه الأغنية التي غناها إنها جميلة إلى آخره من الأمور؟ فهذا الحديث الأول. |
والحديث الثاني حديث أبي محذورة حتى لا أطيل عليكم، هذا يقول: ذهبنا نلتمس النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في غزوة حنين هو ومعه عشرةٌ من المشركين وفي روايةٍ أخرى عشرين فقال: سمعناهم يؤذنون فقمنا استهزاءً بهم نؤذن نردّد كما يقولون فسمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لقد سمعت صوتاً حسناً، من هذا الشخص؟ فجيء بهؤلاء العشرة وفي رواية العشرين قال: لقد سمعت تأذين إنسانٍ حَسَن الصوت فسمعهم العشرة بالكامل وهو كان آخر العشرة، فقال: هذا الذي أبحث عنه، وذكر الإمام الشوكاني أنَّ شعراء قريش كانوا يتغزَّلون بصوت أبي محذورة وكتبوا من أشعارهم كانوا يقولون: |
أما وربِ الكعبة المستورة وما تلا محمدٌ من سورة والنغمات من أبي محذورة لأفعلن فعلةً مذكــــــــــــورة{ مصعب بن عبد الله الزبيري }
كانوا يُقسمون بنغمات أبي محذورة من شدة جمالها، هذا في ما يخصُّ الأذان يعني الأذان والقرآن نفس الموضوع. |
نأتي إلى مسألة الحديث المشهور: |
{ ليس منَّا من لم يتغَنَّ بالقرآنِ }
[رواه البخاري]
ليس منّا أي ليس من باب الكمال أنه الذي يملك الصوت ويستنكِف أن يرفع القرآن أو يرفع الأذان بهذا الصوت الجميل فهو بعيدٌ عن السنة النبوية، هنا صار الإختلاف، الآن نحن في ظاهر الأمر نقول: التغنّي هو الغناء أو الطرب أو التطريب، لكن ذهب ثُلةٌ من العلماء قالوا التغنّي هنا معناه الغنى يعني من الكفاية، فهنا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من ظنَّ أنه قد أعطاه الله تعالى القرآن وليس غنياً بالقرآن، هذا رأي، لكن خالفه أهل العِلم أو جمهور أهل العِلم ومنهم الإمام أبي حنيفة الشافعي والطبري قالوا لأنه جاءت في روايةٍ أُخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: |
{ ما أذِنَ اللهُ لشيءٍ ما أذِنَ لنبيٍّ حسنِ الصوتِ يتغنَّى بالقرآنِ يجهرُ به }
[رواه البخاري ومسلم]
قال يترنَّم في القرآن لم يقُل يتغنَّى، وعندما نرجع إلى المعاجم اللغوية نرى أن الترنّم هو تحسين الصوت وتجميل الصوت بالألحان المُستساغة شرعياً. |
ما هو الإفراط في التغنّي بالقرآن الكريم؟
![]() |
هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (1)[سورة الإنسان]
لا يُمد أكثر من حركتين، لكن إن أردنا أن نتكلَّم على مسألة الإفراط في التنغيم فأنا أريد مثلاً أتكلَّم في مقام الحجاز وأوظِّف القرآن على المقام وليس العكس فأٌقول : |
هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (1)[سورة الإنسان]
هذه ستة حركات وصلنا، والله أنا أريد أطبِّق سنة رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم لا هذا هو الإفراط، والتفريط قلنا الجهة الثانية التي تقول لا، معنى التغنّي هنا أنك تكون غنياً بالقرآن وأنك كذا، نعم على العين والرأس لكن العلماء أجابوا على هذا وهناك أدلةٌ فقهيةٌ وأصولياً أنه إذا ورد دليلان مُتعارضان فأول خطوةٍ نخطوها أن نحاول الجمع بينهما، من أسباب الجمع أن نجمع كل الروايات لا نعتمد على رواية واحدة فهنا عندما اعتمدنا على: |
{ ليس منَّا من لم يتغَنَّ بالقرآنِ }
[رواه البخاري]
وتركنا الروايات الأخرى والتي كانت منها ليس منا من لم يترنَّم بالقرآن يترنم، وهنا الإمام الطبري يقول وأنا كتبت هذا نصاً، يقول والدليل على أن معنى الحديث تحسين الصوت والغناء المعقول هنا يتكلم غناء، الذي هو تَحسين القارئ قراءته كما الغناء بالشعر كما الإنشاد، ولكن كما ذكرنا بضوابط وهو الغناء المعقول الذي يُطرِب السامع هذا الإمام الطبري وهو نفسه ينقل عن الإمام الشافعي وينقل عن أبي حنيفة فيقول هذا الدليل: |
{ ما أذِنَ اللهُ لشيءٍ ما أذِنَ لنبيٍّ حسنِ الصوتِ يتغنَّى بالقرآنِ يجهرُ به }
[رواه البخاري ومسلم]
قالوا معقولٌ عند ذوي العقل أن الترنُّم لا يكون إلا بالصوت، ولو أراد النبي معنى الغنى الكفاية المالية قال ليس منا من لم يستغنِي بالقرآن، قال هذا عربياً لا يجوز أن يقول يتغنَّى إذا أردت المال وإنما تقول ليس منا من لم يستغنِي بالقرآن، لكن النبي صريح وواضح قال لم يتغنَّى بالقرآن. |
ومن أدلة ذلك حتى لا نطيل عليكم أنه كان يسمع سيدنا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه وقال: |
{ لو رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ البَارِحَةَ، لقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِن مَزَامِيرِ آلِ دَاوُد }
[رواه البخاري ومسلم]
فقال يا رسول الله لو أدري أنك تسمع خلفي -أنا أنقل الرواية بالمعنى- لحبّرته لك تحبيراً، فهنا ننظر إلى الحديث ننظر على كلمتين الأولى المزمار والثانية التحبير، ما هو المزمار؟ الآلة المعروفة التي تُصنع من القصب، فشبَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوت الجميل بهذه الآلة وجعلها نيابةً عن هذه الآلة، نحن كمسلمين كفانا الله تعالى هذه الأمور بالصوت الحسَن نترنَّم بالقرآن، ثم قال سيدنا أبي موسى لحبّرته لك تحبيراً، عندما نرجع للمعاجم اللغوية نجد أن التحبير هو تحسين وتجميل الصوت وهناك أدلةٌ أُخرى حتى لا نُطيل عليكم. |
الدكتور رحابي محمد:
الله يجزيك الخير؛ ما شاء الله عليك يا دكتور أحمد الله يفتح عليك، أنا حريصٌ أن أسمع من الدكتور أحمد إن شاء الله بعد قليل الأذان وبعض الآيات القرآنية أيضاً إن شاء الله حتى نستمتع بهذه التلاوة تكون هي أيضاً رُبما نموذجاً. |
![]() |
لعلّك تسمح لي شيخنا الحبيب شيخ أحمد بعد إذنك أن أُضيف أن القرآن الكريم والتغنّي بالقرآن عند الصحابة والتابعين وتابعيهم كان أمراً منتشراً وكان أمراً مُستفيضاً حتى من كُتب السنة والتراجم الإسلامية قد وَعَت كثيراً من هذه المعلومات والإيضاحات حول التغنّي بالقرآن الكريم، وأصبحت ربما تُترجَم بعض الشخصيات الإسلامية والعلماء بأنهم صوتهم حسَن، سأسرد بعض الأشياء لكن دعني أُرحب بفضيلة الشيخ حسني حسوبة هو أحد الإخوة الكرام والطلاب الأعزاء في الدراسات العُليا في الأداء القرآني، وهو شيخٌ مُتقنٌ مُقرئٌ وقارئٌ للقرآن الكريم له جهودٌ طيبةٌ في خدمة القرآن الكريم، السلام عليكم يا شيخ حسني . |
الشيخ حسني حسوبة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً بكم دكتورنا الغالي، ونرحب بدكتورنا الضيف الكريم دكتورنا الغالي الدكتور أحمد حياكم الله دكتور. |
الدكتور أحمد النُّعيمي:
حياكم الله شيخنا العزيز يا مرحبا. |
أمثلة عن التغني بالقرآن عند السلف الصالح:
الدكتور رحابي محمد:
نحن لا نستغني عن الشيخ حسني ونريد دائماً أن يُكرمنا بحضوره وبركاته، لعلك تُكرمنا بمداخلةٍ يا شيخ حسني إن شاء الله تعالى. |
بعد هذه الفقرة سأتشرف بدعوة الشيخ حسني إن شاء الله لمداخلته الطيبة إن شاء الله. |
![]() |
علقمة بن قيس النقعي المتوفى سنة اثنان وستون للهجرة وسمِع القرآن من علي رضي الله عنه ومن عمر ومن أبي الدرداء ومن عائشة وتعلّم على أيديهم أيضاً، كان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، وكان إذا سمعه ابن مسعود يقول: يا علقمة لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لسُرَّ بك. |
كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حَسنَ الصوت بالقرآن خرج مرةً ليلية وجهَر بصوته فاستمع له الناس فقال له سعيد بن المُسيب فتنتَ الناس فدخل. |
الإمام الشافعي رضي الله عنه صاحب المذهب كان يستفتح القرآن وكان يتأثَّر به الناس ويكثر نحيبهم ويُسمع صوتهم بالبكاء من حُسن صوته ومن حُسن تلاوته وكان إذا رأى ذلك واشتدَّ على الناس ذلك التأثر كان يُخفف وكان رُبما يُمسك عن القراءة. |
سيدنا حمزة ولعل الشيخ حسني أدرى بذلك كونه في القراءات، حمزة أحد الأئمة في القراءة، يعني بعض الجيران لسيدنا حمزة يُحدِّث أنه لا ينام الليل بسبب تلاوة سيدنا حمزة في الليل كان يُرتل القرآن ترتيلًا ويُطرب من حوله من الجيران رُبما في هدئة الليل ويُرتِّل القرآن الكريم فيسمعه الجيران ويسهرون على تلاوته. |
كان ابن اللبّان يوصف أنه أحد أوعية العِلم ومن أهل الدين والفضل وكان يوصف أنه من أكثر الناس صوتاً وتلاوتاً للقرآن الكريم. |
أبو بكر الضرير الواعظ وكان من حفاظ القرآن كان حسَن الصوت وكان يجلس في المجامع ويقرأ ويقع كلامه في القلوب. |
كثيرٌ سبحان الله من السلف الصالح أبو عَمْرو كان عذب الصوت، كان وسيط الخياط كان أطيب أهل زمانه صوتاً بالقرآن على كِبَر سنه، وكان ابن القبيطي المتوفى سنة ستمئة للهجرة كان ممن جمع بين التجويد وحسن الأداء والصوت وهذا ما نبحث عنه حسن التجويد والأداء والقراءة، التجويد مع حُسن الصوت وحُسن الترتيل. |
شيخ حسني ماذا تُضيف؟ |
أهمية أن لا تطغى المقامات على أحكام التجويد:
الشيخ حسني حسوبة:
![]() |
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)[ سورة الفاتحة]
هذا مقام، واحدٌ آخر يقرأ: |
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)[ سورة الفاتحة]
هذا قد يكون مقاماً آخر، لكن أنا كطالب عِلم لا أنشغل بمعرفة هذه المقامات ودراسة هذه المقامات لأنها أحياناً تطغى على أحكام التجويد وهذا المحظور، أحد الطلاب كان يقرأ عندي وفي ختام الآية يقول إن الله كان عليماً، قلت له: ما هذا المد؟ ما هو مسوِّغ المد هنا؟ قال والله يا شيخ أدري لا يوجد مد لكن من أجل المقام، قلت له: لا حول ولا قوة إلا بالله تُغلِّب المقام على حكم التجويد هذا هو المحظور. |
في أحد المسابقات سمعت أحد المُحكمين في مسابقةٍ للأسف الشديد في أحد القنوات، الطالب يَقرأ فيقرأ قراءةً مجودةً رائعةً يقول: |
وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا (19[ سورة الإنسان]
قراءةٌ جميلةٌ فوجدت الشيخ يقول له أعطني مقام السيكا جيداً، أنا والله كلمة سيكا يعني كأنها آلمتني، فالطالب يا دكتور أحمد أعاد الآية لكن كيف قرأها يا دكتور قرأها بهذه الطريقة : |
ويَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا (19)[ سورة الإنسان]
فالشيخ قال له: الله جميل! حسناً وهذه اللام التي شُدَّت أربع أو خمس أو ست حركات ما مسوِّغها؟! |
الدكتور رحابي محمد:
يا شيخ حسني جميلٌ جداً أن نسمع هذا المثال لأنه بالفعل هذا هو موضوع الحلقة اليوم يعني أستاذنا الدكتور أحمد قبل الحلقة ونحن نُرتب لهذا الموضوع هذا الذي كنا نريد أن نوضحه للناس أنه لا إفراط ولا تفريط. |
الشيخ حسني حسوبة:
نعم اقرأ كما تحب واقرأ على أي مقامٍ لكن لا تجعل المقام يَطغى على الأحكام، جزاكم الله خيراً وأشكر لكم السماح بهذه الفرصة الطيبة والمشاركة معكم في هذه الصحبة الطيبة، ربنا يتقبل منكم ويجزي الدكتور أحمد خير الجزاء على هذه الأوقات، تقبَّل منا ومنكم إن شاء الله، سامحونا على المقاطعة، جزاكم الله خيراً، السلام عليكم. |
الدكتور رحابي محمد:
بارك الله فيك؛ شكراً يا شيخ حسني بارك الله فيك الله يحفظك، دكتورنا الشيخ أحمد الشيخ حسني ما شاء الله من طلاب الدراسات العُليا رُبما ذكرت آنفا،ً له ما شاء الله نشاطٌ وجهودٌ طيبة. |
شيخنا دكتور أحمد أود أن أسمع منك نصيحةً للقُرّاء للمُقرئين بعد ما سمعنا بعض الأمثلة ولديك الكثير من الأمثلة والتجارب أيضاً ولعلَّ عنوان الحلقة ومضمونها بناءً على ذلك حتى لا يكون هناك إفراطٌ ولا تفريط، ماذا تنصح الناس الذين يَقرؤون القرآن ويُريدون تَحسين صوتهم؟ إلى أين يذهبون؟ وإلى أي مدى يصلون في تحسين الصوت؟ |
نصيحة لِمَن أراد تحسين صوته وأدائه بالقرآن الكريم:
الدكتور أحمد النُّعيمي:
الله يحفظكم ونشكر الشيخ حسني على مداخلته الكريمة الله يكرمكم جميعاً، يعني هذا سؤالك هو عبارة عن شقين، الشق الأول نصيحة بصورة عامة والشق الثاني أين أذهب لتحسين صوتي؟ |
نحن ذكرنا من خلال الحديث والآن الأخ الشيخ أضاف إضافةً جميلةً هي نابعةٌ من الذي ذكرناه وأتينا بمثال على سورة الدهر كيف أنه مدَّ المد الذي لا يحتاج أكثر من حركتين إلى ستة لأنه مشى على قانون النغم على حساب أحكام التجويد، فنصيحةٌ واضحةٌ جداً أنه لا شك أننا مطالبون بمسألة الترنُّم بالقرآن على قدر المستطاع: |
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)[ سورة البقرة]
![]() |
وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10)[ سورة سبأ]
كانت تتأثَّر بصوته، لهذا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم أكَّد على مسألة قال: |
{ لو رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ البَارِحَةَ، لقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِن مَزَامِيرِ آلِ دَاوُد }
[رواه البخاري ومسلم]
وجعل داوود بحد ذاته يُعادل أمةً بجمالية الصوت وإلا لم يُوهب أحد من أهله له صوتٌ وإنما الآل تقصد نفسه عليه الصلاة وأتمُّ التسليم. |
هل تُقرأ كل آيات القرآن بنغمٍ واحدٍ؟
إذاً مراعاة أحكام التجويد، ثم الشطر الثاني أين أذهب؟ يَملك الصوت ويريد أن يُطّور نفسه، مبدئياً ما من قارئٍ إلا وأخذ بمبدأ التقليد، لا بأس أسمع القُرّاء الذين قد يُشار لهم بالبنان وبالإجادة لأحكام التجويد وبالصوت الجميل مبدئياً أبدأ بتقليدهم، ثم بعد ذلك لما يصل إلى مرحلة الإتقان في أحكام التجويد. |
![]() |
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31)[ سورة النبأ]
انظر النغم حزين، عندما يتحدث عن آية جنةٍ وفرح فماذا أقرأ؟ أقرأ مثلاً بمقام سامحونا على هذه المسميات هذه المسميات للمعرفة فيقرأ مثلاً بمقام البيَّات أو الكُرد أو السيكا كما ذكر الشيخ أو يقول مثلاً: |
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31)[ سورة النبأ]
هناك فرقٌ بين أن يقول: |
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31)[ سورة النبأ]
هنا حزينة. |
الدكتور رحابي محمد:
أخت تسأل شيخنا -المعذرة على المقاطعة- هل الترنيم يناسب جميع الحالات كآيات الوعد والوعيد؟ |
الدكتور أحمد النُّعيمي:
![]() |
الدكتور رحابي محمد:
الله يبارك فيك؛ لعله عندنا بعض الأسئلة والوقت داهمنا ومتشوقون لسماع شيءٍ من الدكتور الفاضل أحمد النُعيمي، طبعاً فاتني أن أقول نحن نتشرف به في الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية في كلية الدراسات الإسلامية، والدكتور أحد كوادر الهيئة التدريسية الأكاديمية في كلية الدراسات الإسلامية نَشرُف به ونستفيد من علمه وفضله وإبداعه وتميُّزه ما شاء الله. |
عندنا سؤالٌ هنا، شكراً يا شيخ حسني على مداخلتك وأيضاً كلامك الطيب. |
الشيخ الدكتور أحمد عندك تسجيلاتٌ أو شيء كما يسأل البعض، عندك تسجيلات على اليوتيوب أو عندك قناة يوتيوب؟ |
الدكتور أحمد النُّعيمي:
والله نحن إن شاء الله قد وُعِدنا بتسجيل ختمةٍ بعد رمضان إن شاء الله تعالى هي كانت سابقاً مشروع لكن بسبب أحداث كورونا توقفت لكن إن شاء الله بعد رمضان عندنا هذا المشروع، عندي بعض التسجيلات موجودةٌ وتُعرَض على قناة الشارقة للقرآن الكريم يعني يوجد بعض التسجيلات. |
الدكتور رحابي محمد:
الله يفتح عليك وينفع فيك إن شاء الله، معنا أحد الإخوة المتابعين مُقرئ القراءات العشر لا أدري ما اسمه لكن أهلاً وسهلاً وحياكم الله يقول: ما حكم المقامات؟ طبعاً الدكتور أحمد النعيمي مُتخصص في الفقه وأصوله فهذا السؤال ربما سوف يأخذ منه بحثاً كاملاً . |
ما حكم المقامات في تلاوة القرآن الكريم؟
الدكتور أحمد النُّعيمي:
نعم وأنا ذكرت هذا البحث إن شاء الله تعالى وبعدما يُطبع ننشره إن شاء الله. |
الدكتور رحابي محمد:
نعم لو حكم المقامات بثوانٍ أو بنصف دقيقة. |
الدكتور أحمد النُّعيمي:
المُتتبع لِمّا ذكرناه من بداية الأمر إلى الآن ليجد أن تعلُّم المقامات بنية إحياء هذه السنة التي حثَّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم، بنية ترقيق القلوب ترقيق مسامع الآخرين، هذا لا بأس به على أن لا يكون على حساب أحكام التجويد، لكن بنية التطريب ولجعله سبباً من أسباب الرزق طبعاً هذا لا شك في منعه، وقد ذكر العلماء الذين لم يُجيزوا مسألة اللحن والتلحين كانت هذا مقصدهم ودليلهم أنه أصبح سبباً من أسباب الرزق, وأصبح سبباً من أسباب تضييع أحكام التجويد فنحن معهم في هذا الجانب لكن من الجانب الآخر كترقيق المسامع والقلوب لا بأس به والله أعلم. |
الدكتور رحابي محمد:
نعم بارك الله بكم يا شيخنا العزيز الغالي وأحسَن الله إليك؛ أسأل الله أن يبارك فيك ويبارك في همّتك وصحتك وفي صوتك، أسمِعنا يا سيدنا ما تشاء إما أذان وقراءة، أو هذا وذاك أو واحدٌ منهم كما ترغب الأمر إليك. |
تلاوات طيبة من الشيخ أحمد النُعيمي:
الدكتور أحمد النُّعيمي:
![]() |
اللَّهُ أَكْبَر اللَّهُ أَكْبَرُ، على أنه لا نَمد هنا بعض القراء يقول: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، هذا الذي نمنعه لكن هذه حروف المد لا بأس بها أن تصل حتى إلى ستة باتفاق الفقهاء. |
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، هذه الهاء هاء السكت تخرج كأنك تقرأ القرآن. |
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، هذا الحجاز يختلف عن الحرمين مثلاً يقول لك: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وهكذا هذا شيءٌ بسيطٌ من الأذان. |
القرآن سورة الفاتحة أيضاً نقرؤها بعدة ترنُّمات أو مقامات إذا صح التعبير فمن ضمن المقامات نقرأها بمقام البيَّات هكذا اسمه بغض النظر عن الجواز أو غيره عند البعض أنا أقول: |
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)[ سورة الفاتحة]
لا يجوز أنك تمدّ على حساب المقام لكن القراءة تقول: |
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)[ سورة الفاتحة]
عَرضُ السكون ممكن أن تَمدّ به وهكذا. |
نُغيّر في نفس سورة الفاتحة: |
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)[ سورة الفاتحة]
هذا مقام الكُرد هذه النغمات المشهورة بين القُراء. |
الدكتور رحابي محمد:
ما هو المقام المُتفرّد به أو المُتميز به أهل العراق يا شيخ أحمد؟ |
الدكتور أحمد النُّعيمي:
![]() |
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)[ سورة الفاتحة]
بينما الحجاز المعروف: |
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)[ سورة الفاتحة]
الدكتور رحابي محمد:
لو تسمح أكمل لنا الفاتحة بالحجاز الأول الله يبارك فيك. |
الدكتور أحمد النُّعيمي:
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)[ سورة الفاتحة]
الدكتور رحابي محمد:
آمين آمين؛ نريد أن نختم بأذان الحجاز هكذا طُلب يعني هكذا جاء الطلب فلو نختم بأذان الحجاز إذا لم يكن عندك مانع. |
الدكتور أحمد النُّعيمي:
حجاز على أي دولة هذا. |
الدكتور رحابي محمد:
حجازكم يا سيدي. |
الدكتور أحمد النُّعيمي:
عندنا أيضاً هذا الحجاز يُسمونه حجاز كاركود يختلف عن الحجاز العادي فيقولون مثلاً: |
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ{ الأذان }
الدكتور رحابي محمد:
لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؛ اللّهم ربَّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آتِ نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم وابعثه اللّهم المقام المحمود إنك لا تُخلف الميعاد. |
الدكتور أحمد النُّعيمي:
هكذا بعد الأذان يقول استمعنا وإياكم إلى أذان. |
الخاتمة:
الدكتور رحابي محمد:
نعم يا سيدي استمعنا وإياكم إلى أذان الشيخ الدكتور أحمد النُعيمي بارك الله فيه؛ لعلنا نختم في هذه الكلمة السريعة، إخواني وأخواتي ما زلتم تُتابعون معنا وبعض الأسئلة الموجودة على هذه الحلقة لعلك إن شاء الله دكتور أحمد لو تتكرم مشكوراً أن تجيب عليهم على صفحة الفيس بعد أمرك بعد انتهاء الحلقة حتى لا نُطيل عليكم إن شاء الله تعالى وتكون الإجابات إن شاء الله مختصرةً على قدر المستطاع إن شاء الله. |
إخواني الكرام في هذا اللقاء المبارك مع فضيلة الشيخ الدكتور أحمد النُعيمي: التغنّي في القرآن الكريم بين الإفراط والتفريط، وهذه الأمثلة اللطيفة والتلاوات الطيبة والأذان الطيب الذي سمعناه منه لعلنا نخلُصُ إلى ما رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: |
{ ليس منَّا من لم يتغَنَّ بالقرآنِ }
[رواه البخاري]
وقال: |
{ زيِّنوا القرآنَ بأصواتِكم }
[رواه النسائي وابن ماجه]
![]() |
{ لو رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ البَارِحَةَ، لقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِن مَزَامِيرِ آلِ دَاوُد }
[رواه البخاري ومسلم]
وفي روايةٍ عند الإمام الحاكم يقول أبي موسى: الله لَو علمت بمكانِكَ لحبَّرْتُه لكَ تَحبيراً، والتحبير كما هو معروفٌ في اللغة يعني حسَّنته لك تحسيناً. |
طيب في نهاية هذه الحلقة جملةٌ واحدةٌ: التغنّي بالقرآن العظيم يعني تَحسين الصوت بالتلاوة مع ضبط أحكام التجويد وعدم الخروج عليها، وهذا ما أكدَّ عليه فضيلة أُستاذنا وضَيفنا العزيز الكريم الشيخ الدكتور أحمد النُعيمي عضو الهيئة التدريسية في كلية الدراسات الإسلامية نَشرُف به عندنا في الجامعة وهو مُقرئٌ للقرآن الكريم وعضو مسابقات التحكيم في أجمل التلاوات وفي مسابقات التلاوة بشكلٍ عام، شكراً جزيلاً لك يا دكتور أحمد وأسأل الله تعالى أن يبارك فيك وأن يزيدك همةً وعافيةً وصحةً وعِلماً وأن ينفع بك عباده في شرق الأرض وغربها إن شاء الله. |
الدكتور أحمد النُّعيمي:
اللهم آمين، في الختام يعني الموضوع حقيقةً يحتاج إلى وقتٍ أكثر من ذلك وأنا ذكرت لحضرتك هناك إن شاء الله كتابٌ على وشك الانتهاء يتحدث عن هذا الموضوع بكل التفاصيل، ونشكركم على هذه الاستضافة ونسأل الله تعالى أن يتقبَّل منا ومنكم صالح الأعمال. |
الدكتور رحابي محمد:
هذا الكتاب لعلّنا نُبشر به طلابنا في الدراسات العُليا بأننا نناولهم إياه فور صدوره إن شاء الله، لأن طلابنا في الدراسات العُليا في الأداء القرآني حريصون جداً ما شاء الله على العِلم وعلى التخصص الدقيق في الأداء القرآني كما تعلم فضيلتك. |
جزاكم الله خيراً أحسن الله إليكم، شكرا للإخوة والأخوات إلى لقاء قادم بإذن الله تعالى لا تنسوا أن تتابعونا يوم الاثنين والأربعاء في اللقاء الرمضاني مع طلاب الدراسات العُليا في الأداء القرآني ونتحدث عن موضوعاتٍ تخصصيةٍ أكاديميةٍ أيضاً تَهِمُّ طلاب الدراسات العُليا في الأداء القرآني وتَهِمُّ كل المتخصصين والمهتمين في القرآن الكريم جزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
الدكتور أحمد النُّعيمي:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. |