النَّبر في تلاوة القرآن الكريم تعريفه وأنواعه مع الشيخ فراس إدريس

  • 2021-04-28

النَّبر في تلاوة القرآن الكريم تعريفه وأنواعه مع الشيخ فراس إدريس


مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم؛ السلام الله عليكم ورحمته الله تعالى وبركاته، الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أيُها الأخوة الكرام مرحباً بكم إلى لقاءٍ جديد مع الشيخ الفاضل فراس إدريس وهو إمامٌ وخطيب في مسجد الشام في هولندا وهو طالب الدراسات العُليا في الأداء القرآني، حياكم الله شيخنا.

الشيخ فراس إدريس:
حياكم الله أخي الكريم بارك الله بكم وبحضورك الكريم وبإخواننا الذين يشاهدونا من جميع الأماكن بارك الله بكم جميعاً، حياكم الله إخواني.

الدكتور رحابي محمد:
يا مرحباً أهلاً وسهلاً، نحن اليوم إن شاء الله في لقائنا هذا: اللقاء الرمضاني مع طلاب الدراسات العُليا في الأداء القرآني الشيخ فراس إدريس رجلٌ فاضل وشيخٌ نشيطٌ له أعمالٌ طيبة في خدمة القرآن الكريم وفي خدمة الإسلام، وهو الآن في هولندا ما شاء الله نسأل الله تعالى أن ينفع به وأن يبارك فيه وفي علمه، كيف الأجواء عندكم شيخنا؟ كم الساعة عندكم الآن؟

الشيخ فراس إدريس:
الآن التاسعة وعشر دقائق، الآن أذَّن المغرب منذ عشر دقائق.

الدكتور رحابي محمد:
يعني حجزناك عن الإفطار نحن عندنا الآن في أمريكا في تكساس الساعة الثانية ظهراً وفي مكة المكرمة الساعة العاشرة مساءً.

الشيخ فراس إدريس:
للإفطار يكون شطران شطرٌ جسدي وشطرٌ روحي، الحمد لله استزدنا بالتمر والماء والآن نفطر روحياً معكم، بارك الله بكم إخواني.

الدكتور رحابي محمد:
الله يحفظكم ويسلمكم إن شاء الله؛ طيب نحن اليوم موضوعنا سيكون موضوعاً له أهميته وشأنه لأن هذا الموضوع لا يؤخذ إلا بالتلّقي عن الشيوخ، ولذلك جاءت الإجازة القرآنية ولذلك جاء التلّقي بالقرآن الكريم من سيدنا جبريل عليه السلام إلى سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام إلى الصحابة رضي الله عنهم إلى التابعين إلى تابعي التابعين إلى يومنا هذا وإلى قيام الساعة:

إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)
[ سورة الحجر]

فالقرآن الكريم يؤخذ بالتلقي مُشافهةً من أفواه الشيوخ الثِقات المُتقنين، النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

{ إنَّ للَّهِ أهل ينَ منَ النَّاس قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، مَن هُم؟ قالَ: هُم أهل القرآنِ، أهل اللَّهِ وخاصَّتُهُ }

[سنن ابن ماجه]

ويقول عليه الصلاة والسلام:

{ خيرُكم من تعلَّم القرآنَ وعلَّمَه }

[رواه الترمذي]

وفي رواية:

{ أفضلُكُم من تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ }

[صحيح البخاري]

في صحيح البخاري، والقرآن الكريم يأتي شفيعاً لأصحابه، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:

{ اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ }

[رواه مسلم]

شيخنا نحن اليوم حديثنا سيكون إن شاء الله عن النَّبر في القرآن الكريم، والنَّبر في القرآن الكريم له تعريفات وله مباحث عديدة، ولعلنا نتجاذب إن شاء الله اليوم الحديث ولا نُثقل عليك حتى تذهب إن شاء الله لإفطارك، نريد أنت نتعرّف على النَّبر في القرآن الكريم وأنواع النَّبر في القرآن الكريم وكيف ننّبِر الكلمة وكيف نلفظها صحيحةً.
بالمناسبة أيها الأخوة والأخوات النَّبر أعتقد والله أعلم لا يمكن أن يُتلقى أو يُتعلَّم أو يُتقن إلا إذا استمعنا وقرأناه عند شيخ والشيخ صحح لنا أو أقرَّه على ما نحن نقرأه إذا كان صواباً أو يُصحح لنا و يُصوب لنا قراءتنا حتى نقرأه بشكلٍ صحيح.
الشيخ فراس نحن سعداء بحضورك اليوم وأيضاً نتمنى أن نستمع إلى تلاوتك الطيبة المباركة، وأعلم أن لك قناة يوتيوب فيها شيءٌ طيبٌ وجميلٌ جداً عن القرآن الكريم وعن التلاوات المباركة بصوتك، فاليوم نسمع إن شاء الله مباشرةً منك تلاوات وأيضاً نتناقش في موضوع النَّبر في تلاوة القرآن الكريم.
نبدأ مباشرةً شيخنا بسم الله على بركة الله، ما هو النَّبر في القرآن؟ طبعاً طلاب الدراسات العُليا في الأداء القرآني طلاب كلُّهم مُتقنون ومُجازون ومعهم إجازاتٌ قرآنية ونحن هنا نتعلّم ونجلس بين أيديهم لنتعلَّم ونستفيد إن شاء الله تعالى من عِلمهم وفضلهم.
ما هو النَّبر في القرآن الكريم؟ ما تعريفاته؟

ما هو النَّبر في القرآن الكريم؟
الشيخ فراس إدريس:
النَّبر لغةً الهمز وهو شدة الصياح؛ وفي عِلم الأصوات كما عرفوه لنا هو الضغط على مقطعٍ أو حرفٍ معينٍ بحيث يكون صوته أعلى بقليل مما جاوَره من الحروف، هذا هو تعريف النَّبر وكما قال الدكتور أستاذنا الشيخ أيمن سويد قال النَّبر بحثٌ قديمٌ جديد، يعني طبعاً هو يقصد به كلمة النَّبر وليس النَّبر لأننا هكذا تلقيناه فهو قديم، هو قديمٌ في موضعه جديدٌ في تسميته وأسلوب عرضه.

الدكتور رحابي محمد:
جميل جداً؛ إذاً هو الهمز ويُطلق أيضاً على شدة الصياح، في علم الأصوات الحديث لعلّي ممكن أضيف أيضاً أنه هو الضغط على مقطعٍ أو حرفٍ معين من حروف الكلمة بحيث يكون صوته أعلى بقليلٍ مما جاوره من الحروف.
طيب في القرآن الكريم كيف نجد النَّبر؟ أين نجد النَّبر في القرآن الكريم؟

حالات النَّبر في القرآن الكريم:
الشيخ فراس إدريس:
النَّبر في القرآن الكريم كما تلقيناه نجده في طريقة تلاوته ليس في الكلام نفسه، فالقرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى ولكن هناك حالاتٌ النَّبر في تلاوة القرآن الكريم، هناك خمس حالات:
الحالة الأولى: عند الوقف على الحرف المشدد هذه الحالة الأولى، أي حرفٍ مشددٍ نقف عليه فيه يجب أن يكون نبراً، لأن عندما نقف نقِفُ على ساكن فكيف سيكون؟ بالطبع الحروف المشددة هي عبارة عن حرفان أولهما ساكن والأخر مُتحرك، فأول حالةٍ من حالات النَّبر هي الوقف على الحرف المُشدد كقوله سبحانه وتعالى:

اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)
[ سورة البقرة]

الحيُّ لا نقول الحيُ كأنها جعلناه مداً، الحيُّ القيوم، وأيضاً الله سبحانه وتعالى قال في سورة البقرة:

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَألفلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)
[ سورة البقرة]

(وَبَثَّ) الله سبحانه وتعالى هنا أيضاً هذه الحالة الأولى في حالات النَّبر نقف على المشدد، الوقف على المشدد هنا ننبِرُه حتى نُبيّن للسامع بأنه يوجد حرفان، كقوله أيضاً الله سبحانه وتعالى في سورة القمر:

وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ (3)
[ سورة القمر]

(مُّسْتَقِرٌّ) هنا نضغط عليها على مخرج الراء حتى نُشعِر ونَجعل السامع يعرف أن هذا حرفان لا نقول مستقِر، مستقِرّ نضغط عليها هذا هو النَّبر، الله سبحانه وتعالى يقول في سورة الأعراف:

وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)
[ سورة الأعراف]

لا نقول أضل بل أضلَّ نضغط على هذا المخرج حتى يظهر أنه هناك حرفٌ مشددٌ حتى تَبان الحركتان، الله سبحانه وتعالى يقول في سورة البقرة:

وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265)
[ سورة البقرة]

لا نقول فطل على وزن بطل، فطلّ نضغط عليها حتى نُسمِع الناس أن هناك حرفٌ ساكنٌ موجودٌ أيضاً لأننا لا نستطيع الوقوف على حرفٍ متحركٍ والحرف المُشدد هو حرفان كما قلنا.
فأول حالةٍ من حالات النَّبر في القرآن الكريم هي الوقف على الحرف المُشدد، لماذا؟ لأن الوقف سيكون على واحدٍ فقط من الحرف المشدد لتعذُّر نطقهما معاً ساكنين وكأنه سقط من التلاوة حرف فعوِّض عن ذلك بالانتقال من الحرف قبل الأخير إلى الأخير بضغطٍ معينٍ تضبطه المشافهة كما قلت، لأن القرآن يُتلقى مشافهةً ولا يُقرأ من الكتب، وكما قالوا:
ولا يَجوزُ أخذُها مِنَ الكُتُـــــــبْ كَمَا بِهِ قَدْ صَرَّحُوا بَلْ قَدْ يَجِبْ عليكَ أنْ تأخذَها مِمَّنْ يُريـــــكْ كيفيةَ النطقِ بها فاهُ لِفِيــــــــــكْ
{ الشنقيطي }
وجَبَ علينا أخذها مُشافهةً وتلقّيها عن مشايخٍ قد تلقوها أيضاً عن أشياخهم حتى وصلوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام.

الدكتور رحابي محمد:
عليه الصلاة والسلام؛ دعني أُضيف لو تسمح لي شيخنا الشيخ فراس في مواضع الوقف على الحرف المُشدد وهو أول موضعٍ ذكرته حضرتك في موضوع النَّبر لعلّي أُضيف هنا: يُستثنى من هذا الموضع موضوع المُشدد حالتان اثنتان: الأولى النون والميم المُشددتان لِما فيهما من الغُنة حتى تُسمع السامع الذي يَستمع للقرآن الكريم وحتى القارئ أن هناك نوناً وميماً موقوفٌ عليها ولكن هي في الأصل حرف مشدد، مثلاً لكن ولكنّ وباقي الكلمة التي فيها ميمٌ ونونٌ مُشددتان إنَّ إنّْ، ثمَّ ثمّْ عندما يُوقف مثلاً اضطراراً أو لأي سبب، فالكلمات التي تنتهي بنونٍ أو ميمٍ مشددتين هذه مُستثناة من موضوع النَّبر وإنما نعطي ونضيف الغُنة إلى النون والميم المُشددتين، أمرٌ آخر الذي أيضاً تعلمناه وقرأناه من المُستثنى من هذه الحالة الوقوف على حرف القلقلة المُشدد حيث لمّا نقف على قول الله تعالى:

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)
[ سورة المسد]

الباء هنا حرفٌ أولٌ ساكن والحرف الثاني متحرك ولكن مشدد: وتبَّ، الحق الحقّ نتلفظ ببائين وبقافين الباء الأولى ساكنة مُدغمة والباء الثانية مُقلقلة وكذلك القاف، والكلمات مثل هذه كثيرةٌ في القرآن الكريم، بدون قراءة هذه الكلمات والآيات عند شيخ مُتقِن ويُصحح ويَطلب من الطالب أن يُعيد الكلمات هذه ويُقلقل هذه الكلمات تصبح عند بعض الطلاب وبعض الأخوة والأخوات ربما حالةً من الحاجة إلى عرض قراءتهم وخصوصاً على مثل هذه الكلمات مثل ومن يشاقِ، يشاقِ الله إذا وقف مثلاً عليها اضطراراً يشاقّ التشديد مع القلقة الكبرى، من حادَّ الله من حادّْ أيضاً بالقلقلة.
طيب سيدنا كم موضعاً في القرآن الكريم لمواضِع النَّبر شيخنا الكريم الشيخ فراس؟

الشيخ فراس إدريس:
كثيرةٌ لا أعرف كم عدد المواضع ولكن حالاتها خمس حالات كما تعلمناها؛ ذكرنا الحالة الأولى الوقوف على المُشدد، وقلت أنت أيضاً جزاك الله خيراً أنه يُستثنى من الوقف على الحرف المشدد مسألتان: الأولى الوقف على النون والميم المشددتين كالأمثال التي ضربتَها.

الدكتور رحابي محمد:
طيب ما الموضع الثاني للنَّبر في تلاوة القرآن الكريم؟

الشيخ فراس إدريس:
الموضع الثاني للنَّبر هو عند نطق الواو والياء المُشددتين، فعند عند نطق الواو والياء المُشددتين هنا ننبِرُها قليلاً حتى نجعل السامع يعرف أن هذا حرفٌ مُشدد، كقوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة:

وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)
[ سورة البقرة]

أن القوّة الواو هنا مشددةٌ فيجب أن نضغط عليها حتى يعرف السامع أنها حرفٌ مُشدد، ولو أننا قلنا القوة فهنا خرجت واو وخرجت واواً مفتوحة القوَّة نضغط عليها نعطيها شيئاً من الإتكاء: القوَّة حتى بما يسمى النَّبر هذا حتى يعرف الناس أن هذا حرفٌ مُشدد:

وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)
[ سورة البقرة]

وقوله سبحانه وتعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135)
[ سورة النساء]

هذا بالنسبة للواو: قوّامين بالقسط، وأيضاً الله سبحانه وتعالى يقول:

الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)
[ سورة النساء]

يجب أن نضغط عليها، هذا بالنسبة للواو، وأيضاً قلنا الياء المُشددة:

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16)
[ سورة مريم]

(شَرْقِيًّا) هنا نضغط على الياء حتى يُعلَم أنه حرف مُشدد، وأيضا الله سبحانه وتعالى يقول في سورة النساء:

وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86)
[ سورة النساء]

حيّيتم نضغط عليها، فحيُّوا لأن الحرف المُشدد هو حرفان حيّيوا أيضاً نضغط عليها، وأيضاً في سورة الفاتحة كثير ما يُخطئون بها حرف الياء إياك فكثيرٌ من الناس يقرؤونها إياك يجب الضغط عليها هنا:

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
[ سورة ألفاتحة]

إيّاك أيضاً نضغط عليها لكي يُعرَف أن هذا حرفٌ مُشدد فعند النطق بالواو والياء المُشددتين يُؤتى بالنَّبر حال الوصل والوقف، لماذا؟ هنا لها عِلة، علة النَّبر عند النطق الواو والياء المُشددتين لماذا؟ هو الحرص على ماذا؟ على عدم التباس الواو أو الياء المُشددتين بالواو أو الياء الماديتين أو اللينيتين هذا حتى لا يشتبه عليهم في هذا الأمر.

فائدة النَّبر في القرآن الكريم:
الدكتور رحابي محمد:
نعم عندنا بعض الأسئلة من الأخوة والأخوات هنا؛ ما فائدة النَّبر؟ هذا السؤال من الأخ مصطفى عبد العزيز الحايك، والسؤال من الأخت سوسن سهير ما حكم النَّبر في التلاوة؟
والله أعلم أيُها الأخوة الكرام والأخوات فائدة النَّبر كما ذكر شيخنا الشيخ فراس حتى لا يختلط الحرف، مثلاً في هذه الحالة الحرف المشدد مع الحرف المدّي تصبح الواو أو الياء ماديتين مثلاً لو لم نعطي النَّبر لهذه الكلمة تصبح القوة، القوامين، هذا ليس حرف مدٍّ إنما هو حرفٌ مشدد فلا بد من تشديد الحرف وهذا كونه وقع الحرف المُشدد هنا على الواو والياء فلا بد من الانتباه إليه وإلا سوف يكون حرفاً مدياً إن لم نعطيه التشديد المطلوب التصحيح أو سيصبح ربما مختلفاً في تلاوته.

حكم النَّبر في القرآن الكريم:
ما حكم النَّبر؟ حكمه كحكم أحكام التجويد:
وَالأخذُ بِالتَّجْوِيدِ حَتْـمٌ لاَزِمُ مَنْ لَمْ يُجَوْدِ الْقُـرَآنَ آثِــمُ لأَنَّهُ بِهِ الإِلَــهُ أَنْـــــــــــــــــــزَلاَ وَهَكَـذَا مِنْـهُ إِلَيْنَا وَصَــــلاَ
{ ابن الجزري }
إذاً حكم النَّبر هذا فرعٌ من فروع التجويد ولعله يندرج ممكن تحت اللحن الخفي وربما يصل إلى اللحن الجلي الواضح عند الكثير، (إِيَّاكَ) البعض مما يخطئ به من الأخطاء الشائعة أيضاً (إِيَّاكَ) لماذا هذا المدّ؟ لا يوجد مدّ هنا، وإذا لم يعطِ النَّبر الصحيح لهذه الكلمة تصبح أيضاً رخوة وليس فيها حرف شدّ:

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
[ سورة ألفاتحة]

لا يوجد فيها شيء من النَّبر وهذا أيضاً مما يُنتبَه إليه.
حسناً شيخنا لو تتكرَّم الموضع الثالث في النَّبر في القرآن الكريم حتى الوقت إن شاء الله تعالى لا يداهمنا.
في لقاءات مع الأداء القرآني يُسحب بساط الزمن من تحتنا سريعاً ولا نشعر به، ومع الأسئلة التي تأتي أيضاً والإجابات تأتي أسئلةٌ طيبةٌ ومهّمةٌ للغاية فيتسع الوقت أكثر، أنا قبل أن أذهب إلى النقطة الثالثة في مواضع النَّبر الإدارة أخبروني أننا نُبشركم ونبشر الأخوة المُستمعين أنه هناك رمضان كما يقال رمضان كريم رمضان مبارك، منحة رمضان لأهل القرآن، هناك منحةٌ خاصة لمدة عشرة أيام أو أسبوعين خاصةٌ للتسجيل في ماجستير ودكتوراه الأداء القرآني، لمن يستمع أو من يهتم يرجى زيارة الصفحة الموقع الإلكتروني أو صفحة الفيس للمتابعة إن شاء الله تعالى ومعرفة التفاصيل، شيخنا العزيز لو تتكرم الموضع الثالث في النَّبر في القرآن الكريم.

الشيخ فراس إدريس:
سبحان الله الوقت يمضي بسرعةٍ كما قلت يجب أن نغنَمه ليس فقط الآن بل أن نغنَمه دائماً الوقت سبحان الله يجب أن يُستدرك، فالوقت يمضي جزاكم الله خيراً أن جعلتمونا رغم انقطاعنا عن الدراسة نعود للدراسة والآن كما تعرف ندرس الماجستير عندكم بارك الله بكم وجزاكم الله خيراً على هذا المجهود الذي تقدّموه وهذه الخدمة التي تقدموها لأهل القرآن، جزاكم الله عنا خيراً.

الدكتور رحابي محمد:
الشيخ حسني يُسلِّم عليك.

الشيخ فراس إدريس:
على رسول الله السلام، هو في العمرة الآن.

الدكتور رحابي محمد:
نعم وإلا كان هو سيشارك معنا ويُسعدنا بحضوره، يا شيخ حسني نطلب منك الدعاء لنا ولكل من يتابع معنا ولكل المسلمين ولأهل الأرض جميعاً أن يفرج الله عنهم ما نزل بهم، جزاك الله خيراً يا شيخ حسني عمرة مباركة إن شاء الله وسلامة الأسفار.

الشيخ فراس إدريس:
الشيخ حسني أخانا وأستاذنا وشيخنا بارك الله فيه ما شاء الله، أسأل الله العظيم أن يحفظه وأن يُعيده إلينا سالماً غانماً مُنقّى من الذنوب والخطايا.
ذكرنا حالات النَّبر في تلاوة القرآن الكريم، ذكرنا الوقف عند الحرف المشدد، وذكرنا أيضاً الثاني عند نطق الواو والياء المشددتين، والموضع الثالث: عند الانتقال من حرف المدّ إلى الحرف الأول من المُشدد يعني في المدّ اللازم كما يُقال، فعند انتقالنا من حرف المدّ إلى الحرف الأول من المشدد هنا كثيرٌ من الناس لانشغاله بالمدّ يَضيع منه الحرف المشدد لا يُخرجه بشكلٍ صحيح، كقول الله سبحانه تعالى في سورة الزمر:

وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75)
[ سورة الزمر]

هنا (حَافِّينَ) لأنك إن أتيت بالمدّ اللازم فهنا يُمدّ ست حركات:

وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75)
[ سورة الزمر]

يجب أن تضغط هنا، لأن كثيراً من الناس هنا لانشغاله بهذا المدّ أن يأتي به ست حركات فيضيع منه إخراج الحرف المُشدد بشكلٍ صحيح، فيجب هنا هذه الحالة الثالثة، وكقوله سبحانه وتعالى:

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)
[ سورة البقرة]

هنا (دَابَّةٍ) يجب أن تضغط عليها هنا حتى يظهر أنه مُشدد.

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
[ سورة الفاتحة]

يجب هنا أن نضغط (وَلَا الضَّالِّينَ)، يجب هنا نضغط على الحرف المُشدد، أيضاً في قول الله سبحانه وتعالى في سورة عبس يقول:

فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33)
[ سورة عبس]

يجب أن نضغط على المخرج حتى يخرج مُشدداً، وهنا لماذا ننبُر؟ الأخت سألت والأخ سأل لماذا النَّبر؟ هو لحِرصنا على عدم ضياع الحرف المشدد بعد انشغال الفم بإخراج حرف المد، وحتى يُعطى الحرف المُشدد حقه من النَّبر، وحتى يَشعُر السامع أن الحرف الذي بعد حرف المد هو عبارةٌ عن حرفين، ويُؤتى هنا بالنَّبر في حال الوصل والوقف.
هنا أيضا ملاحظة نحن ذكرنا بأنه يُستثنى من النَّبر الوقف على حرف القلقلة المُشدد صحيح؟ ولكن حروف القلقة إذا كان قبلها حرف مدٍّ لازم يجب النَّبر في الوقف والوصل، قلنا الوقف على حرفٍ مُشدد نحن لا ننّبره لأنه ليس بحاجةٍ للنَّبر لأننا نقول الحق لأنها هي ظاهرة بطبيعتها حرفان فليست بحاجة إلى النَّبر ولكن هنا هذه تُستثنى منها، قلنا يُستثنى في حروف القلقة إذا كان قبلها حرف مدٍّ لازم فيجب النَّبر، في هذا الموضع في الوقف والوصل، مثلاً كقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال:

إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22)
[ سورة الأنفال]

يجب هنا أن نضغط (الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ) فهنا يجب أن نضغط عليه.

ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
[ سورة الحشر]

يجب أن نضغط عليها، أيضاً هناأنت قلت أن الحرف المُقلقل لا يُنبر لأنه هو فيه قلقلةً صحيح؟ ولكن هنا يُستثنى إذا كان قبله حرف مدّ.

الدكتور رحابي محمد:
جميل جداً؛ الآن عندنا بعض الأسئلة: أن النَّبر أين يكون على الحرف الأول الساكن أم على الحرف الثاني؟ مثلاً في قوله قوّة أو الكلمات التي ذكرناها قوّامين، صبيّا، سيارة، شرقيّا، أين يُنّبَر الحرف؟

الشيخ فراس إدريس:
الحرف المُشدد يُنبر تقول قوَّة تضغط عليه في بداية الحرف، تضغط عليه حتى يخرج.

الدكتور رحابي محمد:
جميل جداً؛ الشيخ حسني يضيف لنا هنا مع أنه مسافر ما شاء الله يقول: البعض يعتقد أن النَّبر مصطلح حديث لكنه قديم، فقد نقل شيخ شيخي الشيخ محيسن في كتابه الهادي عن ابن زيد الذي توفي سنة مئتين وخمسة عشر للهجرة "فأهل الحجاز وهذيل ومكة والمدينة لا ينبرون" يعني لا يحققون الهمز وإنما يغيرونه بأحد طرقه الأربعة.
جميل جزاك الله خيراً يا شيخ حسني وأحسن الله إليك.
تقول الأخت يسرى جزاها الله خيراً: إذاً مع كل حرف مُشدد يكون فيه نبرٌ مع إعطاء صفة الساكن حقه صحيح فَهمي؟ نعم صحيح فهمك ولكن تحتاجين إلى من يسمَع تلاوتك من مُقرئةٍ مُتقنةٍ أو مُقرئٍ مُتقنٍ ليقول لك هل تؤدين هذه الكلمات بطريقةٍ صحيحةٍ أو لا؟ والغالب إن شاء الله أنك تقرئينها بشكلٍ صحيحٍ بإذن الله تعالى.
علاقة النَّبر بالأداء علاقة وطيدة فلولا حسن الأداء عند النَّبر لما تميَّز المعنى المراد في الكلمة التي فيها نبر عن بقية الكلمات في الآية.
إذاً النَّبر هو التشديد بصورةٍ أخرى؟ نعم التشديد ولكن بطريقةٍ صحيحةٍ يعني زمن التشديد يكون صحيحاً مع ارتفاع نبرة الصوت قليلاً لتمييزه عن الحرف الذي قبله أو الذي بعده.

الشيخ فراس إدريس:
هو إظهار التشديد.

الدكتور رحابي محمد:
نعم هو إظهار التشديد، طيب شيخنا دعنا لو تسمح نتابع الله يبارك فيك في مواضع النَّبر في القرآن الكريم.

الشيخ فراس إدريس:
ذكرنا الحالة الثالثة عند الانتقال من حرف مدٍّ إلى الحرف الأول من المشدد هذه الحالة الثالثة، أما الرابعة: عند الوقف على همزةٍ مسبوقةٍ بحرف مدٍّ أو لين، يعني حروف المدّ معروفون الألف الساكنة المفتوح ما قبلها، والواو ساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها، وأحرف اللين، ما هي أحرف اللين؟ قطبُ جدٍ واللين واوٌ وياءٌ سُكّن وفُتح قبلهما.
فقلنا عند الوقف على همزةٍ مسبوقةٍ بحرف مدٍّ أو لين هنا نأتي بالنَّبر أيضاً، مثال قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة:

أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)
[ سورة البقرة]

هنا يجب أن ننبِر، هذه الهمزة من السماء يجب أن تُعطيها شيئاً من النَّبر، وأيضاً:

إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37)
[ سورة التوبة]

هنا أيضاً يجب أن نأتي بالنَّبر، وأيضاً في سورة الزمر:

وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69)
[ سورة الزمر]

إذا وقفنا عليها كيف نقف عليها؟ (وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ)، (أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ) يجب أن تعطيها شيئاً لأنه هنا جاء مدّ، لأنها سُبقت بحرف مدٍّ وأيضاً جِيء هي ساكنةٌ صحيح؟ كيف ستخرج؟ يجب أن تعطيها شيئاً من النَّبر حتى تظهر.

الدكتور رحابي محمد:
نعم حتى تظهر وتتضح؛ لكن إذا تسمح لي الله يبارك فيك، هناك بعض الكلمات التي تفضَّلت فيها البعض يُبالغ بالنَّبر حتى يكاد وكما يقال وكأنه يتشلَّع، السماء يعني تظهر كأنها عين وتظهر ربما همزةٌ مُشددة، سوء يعني يُقلقل الهمزة ربما هو يريد أن ينبِر ولكن هذه النَّبرة زيادةٌ عن الحد المطلوب.
هنا ننبّه أنه من الأخطاء أيضاً الشائعة ربما هند البعض حرصه على نبرِ بعض الهمزات خصوصاً في آخر الكلمات أو على نبرِ بعض الحروف التي هي مشددة أو شديدة ومن صفاتها الشدة لكن يريد أن ينبِرها أو يُعطيها صفة الشدة فينبِرها بطريقةٍ يزيد عليها الشدة، مثلاً:

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
[ سورة الفاتحة]

لماذا التشديد؟ تقرأ بأريحية، فنحن نكرر مرةً ثانيةً هذه لن تُضبط بالقراءة النظرية، ولن تضبط بقراءة الكتب إنما تضبط بالقراءة على المشايخ على الشيخات المُتقنين والمتقنات، فهذا لا بد التنبيه إليه في هذه الناحية، باقي عندنا الموضع الخامس شيخنا أعتقد؟

الشيخ فراس إدريس:
نعم الموضع الخامس: هو عند سقوط ألف التثنية أو واو الجماعة؛ هنا لماذا تسقط ألف التثنية أو واو الجماعة؟ للتخلص من التقاء الساكنين هنا إذا التبس نطقه بالمفرد، يعني هنا إن كان فيه إشكال أنه سيُفهم منه أنه مفرد فهنا يُؤتى بالنَّبر كقول سبحانه وتعالى:

فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (22)
[ سورة الأعراف]

لا نستطيع أن نقول ذاقَ الشجرة، ذاقَ الشجرة هو شخصٌ ولكن هنا نعطيها شيئاً من النَّبر هنا لا نستطيع أن نقول ذاقا الشجرة لأن هنا أتت الألف ساكنة وأيضاً لام التعريف لها ألفٌ ساكنة فهنا تُحذف فلا نستطيع أن نقول ذاقا الشجرة هنا نعطيها شيئاً من النَّبر حتى يُفهم أنها مثنى ذاقا الشجرة نقول، وأيضاً في قول سبحانه وتعالى:

وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25)
[ سورة يوسف]

لا نقول واستبق، يجب أن ننبرها أيضاً حتى يعُرف ويُفهم منها أنها هنا للتثنية واستبقا هي أصلها واستبقا هم مثنى، وأيضاً في قول سبحانه وتعالى على لسان داوود وسليمان:

وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)
[ سورة النمل]

وقالا هما اثنان ولكن لا نقرأها وقالا الحمد، نقول وقالا الحمد لله، يجب أن نأتي بالنَّبر عند سقوط ألف التثنية أو واو الجماعة لماذا؟ للتخلص من التقاء الساكنين إذا التبس نطقه بالمفرد، هنا هذه إذا أداة شرطية إذا التبس نطقه بالمفرد لأنه إذا لم يُؤتى بالنَّبر في هذه الحالة ظنَّ السامع أنها مفردة أي ليست مُثناة فتصير كأنها ذاق الشجرة، استبق الباب شخص واحد، وقال الحمد شخصٌ واحد، وهذه علة النبر هنا ويُؤتى بالنَّبر حال الوصل فقط قبل ألف الإثنين ليشعر السامع بأن هذه ألف الإثنين التي سقطت منعاً من التقاء الساكنين.

الدكتور رحابي محمد:
نعم عفواً شيخنا الله يبارك بك، هنا يجب التنبيه أيها الأخوة والأخوات على ما تفضل به شيخنا الشيخ فراس على أنه في هذه الحالة حالة الموضع الخامس من مواضع النَّبر في القراءة عند النطق في كلمةٍ آخرها ألف تثنية وسقطت هذه الألف لالتقاء الساكنين كما تفضل بالأمثلة التي ذكرها لمّا نريد أن ننّبر هي نبرةٌ بسيطةٌ خفيفةٌ جداً يعني لا يراها ولا يتحسسها إلا كما يقال أهل الذوق وأهل الفن، والمتقن لذلك يَنبِر القاف قبل الشجرة حتى يُشعر أن هذه ألف تثنية:

فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (22)
[ سورة الأعراف]

لما نوصلها فلما ذاق الشجرة، أنبِر القاف قليلاً لا أشددها حتى لا أقعَ في محظور المبالغة في تشديد القاف ولا أتركها رخوةً بطريقةٍ لا تُنبئ عن وجود اثنين في هذا الفعل واستبق الباب إذاً واحد واستبقَ ولكن إذا أعطيت نبرةً بسيطةً جداً، يعني النقطة هنا لا أريد أن نبالغ في التنبير حتى لا يصبح شدّاً واستبقا الباب هي عبارة عن رفع الصوت ربما إذا صح التعبير عند هذا الحرف، هي النَّبرة هي رفع الصوت قليلاً وتصادم الصوت عند نطق هذه الكلمات:

وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)
[ سورة النمل]

لا نشدد اللام: وقالا الحمد، رفعٌ بسيطٌ للصوت.

فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰٓ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّى لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَىَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
[ سورة القصص]

هنا أختي الفاضلة لا يوجد هنا نبر، يعني الأخت الفاضلة سونيا تقول فسقا لهما هنا لا يوجد نبر عند القاف هنا مدٌّ طبيعي عادي:

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)
[ سورة البقرة]

أي لا يحتاج إلى نبر وإنما نعطي لكل حرفٍ حقه ومستحقه من الترقيق والتفخيم ومن صفة الشدة، فقست قلوبهم إذا طبقنا أحكام التجويد على الحروف والكلمات القرآنية فلا داعي إلى المبالغة بأي شيء لا إفراط ولا تفريط، ونُبشّر الإخوة والأخوات: لا تظنوا أن عِلم التجويد أو عِلم القراءة عِلم صعبٌ فيه تعقيداتٌ لا هو قراءةٌ هي لغةٌ تتعلمها كما تتعلم أي عِلمٍ آخر ولكن يحتاج إلى تلقّي هنا النقطة القرآن الكريم يحتاج إلى تلقّي، من قرأ القرآن شيخنا الشيخ حسني قبل أيامٍ في اللقاء الماضي أحد الأخوة قرأ إياك نعبد وإياك تسعين بدل نستعين، لأنه لمّا الإنسان يقرأ وحده بدون شيخٍ وبدون مُقرئٍ وبدون مُعلّمٍ فخطأه أكبر من صوابه، نعم يا سيدي الله يبارك فيك، تفضل يا شيخنا إذا يوجد شيءٌ نضيفه.

الشيخ فراس إدريس:
نعم أخي الإنسان لماذا يُخطئ؟ لأنه لا يعرف ولو أدرك خطأه لما أخطأ، فالإنسان يجب أن يقرأ على غيره فكل من يقرأ ويخطئ يظن نفسه لا يُخطئ فوجب عليه أن يقرأ على غيره حتى يعرف خطأه، فالإنسان لو أنه أدرك أن هذا خطأ لم يقرأه خطأ أساساً.

الدكتور رحابي محمد:
نعم أكرمك الله؛ شيخنا معنا الشيخ الإمام محمد يحيى وهو أحد الأئمة والقرّاء والمُقرئين الفضلاء من ولاية فلوريدا وهو أيضاً نسعد به ونتشرف كونه أحد طلاب الدراسات العُليا في الأداء القرآني بارك الله بك يا شيخ محمد ونحن بشوقٍ لك وللقائك إن شاء الله تعالى.
الأخت يسرى تقول شيخنا ألا يتغيَّر زمن الحرف المتحرك لأكثر من واحد إذا كان الصوت قوياً قليلاً؟ لم أفهم تماماً السؤال ولكن لا لن يتغير زمن الحرف إذا قُرئ بشكلٍ صحيح وأخَذ الاعتماد من الشيخ بقراءة القارئ أو الطالب، فلا بد من القراءة حتى نعلم ماذا تقصدين من ذلك، أنا أتمنى من الأخت يسرى وهي أختٌ ما شاء الله نشيطةٌ ومتابعةٌ معنا نسأل الله تعالى لها التوفيق والسداد أتمنى من حضرتك سيدتي الفاضلة أن يكون لكِ رُبما برنامج قراءةٍ مع إحدى المُقرئات أو المُقرئين للتأكد مما يُذكر في بعض دقائق تجويدية وملاحظات تجويدية رُبما نحتاجها أحياناً للتأكد من قراءتنا مهما تكلمنا ومهما استمع المستمعون لا يمكن ضبط هذه القراءات والتلاوات إلا بالقراءة.
قاف مفتوحة يزيد زمن القاف في: ذاق الشجرة، لا نحن لا نقول عن زيادة الحرف ذاقا الشجرة لا، النَّبر سيدتي الفاضة النَّبر يكون على القاف، رفع الصوت عند النطق بالقاف.
من كان شيخه كتابه فخطأه أكثر من صوابه، صحيح شكراً أختي سونيا.
أختي يسرى النَّبر على القاف بدون زيادة مدّ أو تطويل أو تمطيط الفتحة حتى لا تصبح مداً ذاقا الشجرة، ذاق الشجرة نبرة القاف الله يبارك فيكم، طيب سنستمع إلى الشيخ إن شاء الله الآن شيخنا العزيز الشيخ فراس ثم نطلق سراحك لتذهب إلى الإفطار إن شاء الله.

الشيخ فراس إدريس:
بارك الله بك؛ ولكن قبل ذلك استحضرني أمرٌ أـنه في الحالة الخامسة قلنا عند سقوط ألف التثنية أو واو الجماعة هنا قلنا أنها شرطية إذا التبس نطقه بالمفرد ولكن يوجد حالاتٌ لا يلتبس فيها الأمر بالمفرد في قوله تعالى:

فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)
[ سورة العنكبوت]

هنا لا ننبِرها لأنه في الأساس لا نقول دعا الله نقول دعوا:

هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189)
[ سورة الأعراف]

فهنا لا تحتاج لنبرٍ لأنها واضحة لأنه لا تلتبس قراءتها بالمفرد صحيح؟ وأيضاً كقوله سبحانه وتعالى في سورة التحريم:

ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)
[ سورة التحريم]

هنا لا تحتاج للنَّبر لأنه لا يلتبس على السامع أنها للمفرد أو للتثنية هي واضحةٌ للسامع أنها للتثنية.

ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)
[ سورة التحريم]


الدكتور رحابي محمد:
نعم بارك الله بك، إذا هنا جزاك الله خيراً، هنا لفتةٌ مهمةٌ جداً جداً أكرمك الله لهذه الملاحظة، في موضوع النَّبر في الملاحظة الأخيرة التي جاءت موضوع النَّبر على ألف التثنية، إذا كان الفعل واضحاً أنه للمثنى فلا يحتاج إلى هذا النَّبر البسيط الخفيف الذي نتحدث عنه لأنه واضح مثل: دعوا الله لأنه المفرد منه دعا يدعو، دعا الله، أما دعوا ما دام يوجد واوٌ وفتحة إذاً هذه حتماً للمثنى فلن يلتبس على السامع هذا الفعل هل هو للمفرد أو للمثنى، وكذلك وقيل ادخلا النار ادخلا إذاُ هذه واضحةٌ للمثنى بارك الله بكم.
شيخنا الحبيب الشيخ طه يُسلم عليك يا شيخنا، والشيخ طه أيضاً من الأساتذة الفضلاء الكرام وهو أيضاً مُجازٌ ومعنا في الدراسات العُليا في الأداء القرآني؛ قلوبنا معكم يقول: مرحباً بكم أعتذر عن الحضور من بداية اللقاء لاختلاف التوقيت، ماذا نفعل هذا شهر رمضان برامجه مزدحمةٌ وأوقاته كثيرةٌ ورمضان ضيفٌ كريمٌ خفيفُ الظل يعني يرحل بسرعةٍ نسأل الله تعالى أن يكرمنا وإياكم ببركة الأوقات والأعمار.
نعم يا سيدي نحن متشوقون، الأخت سوسن سهيل الله يحفظها عندها سؤال تقول: دكتور النَّبر على الألف الخنجرية، ماذا تقصدين أختي بالألف الخنجرية أختي الفاضلة أو الكلمة أو الشيخ فراس إذا السؤال كان واضحاً عندك؟

الشيخ فراس إدريس:
نعم أخي نحن لم نذكر في حالة الوقف على الألف الخنجرية، نحن ذكرنا فقط خمس حالات للنَّبر لا يوجد غيرها لم نفهم صيغة السؤال.

الدكتور رحابي محمد:
نعم إذا كان عندك مثالٌ حتى فقط حتى تتضح لنا الصورة أفضل، لكن يعني كما سبق هي الحالات الخمسة المذكورة في مواضع النَّبر؛ في حال نطق كلمة في آخرها ألف تثنية وسقط منها الألف لالتقاء الساكنين، أيضاً في الوقف على همزةٍ مسبوقةٌ بحرف مدّ أو لين مثل السماء أو شيء، ثم موضع آخر على الباء وعلى القاف المشددة في المدّ اللازم مثل كلمة دابّة، الحاقّة، وعند النطق بالواو المُشددة التي قبلها مضموم أو مفتوح مثل القوّة، قوّامين، أو شرقيّا وهكذا.. فإذا يوجد عندك توضيحٌ مثل هذه لا أعتقد هنا يوجد نبرٌ على هذه أو ذلك أو كذا لا يوجد فيها نبرٌ والله تعالى أعلم.
نحن يا شيخنا متشوقون لنستمع إلى تلاوة طيبة إن شاء الله ولو لدقائق قليلة كي لا نطيل عليك.

الشيخ فراس إدريس:
نحن فقط نعيد نذكّرهم الإخوة للمواضع الخمسة حتى لا يستشكل عليهم الأمر؛ ذكرنا الحالة الأولى عند الوقف على الحرف المشدد، والحالة الثانية عند نطق الواو والياء المشددتين، والثالثة عند الانتقال من حرف المدّ إلى الحرف الأول من المُشدد، وعند الوقف على همزةٍ مسبوقةٍ بحرف مدٍّ أو لين، وعند سقوط ألف التثنية أو واو الجماعة قلنا إذا التبس نطقه بالمفرد، هذه خمس حالاتٍ فقط.

الدكتور رحابي محمد:
نعم الله جزاك الله خيراً، الأخت يسرى تقول شيخنا سألت على النَّبر على الضمائر التي تلحق الكلمات مثل جاؤوكم، عليهم، عليكم، قلوبكم، قلوبهم وهكذا.. تقول هل هناك نوعٌ من النَّبر على هذه الضمائر مثلاً، عليهم؟ هذه والله أعلم إذا فهمت السؤال بشكلٍ صحيحٍ نقول هذه فيها إشباع الكسر أو إشباع الضم جاؤوكم، والكاف حرف شديد "أَجِــدْ قَــطٍ بَـكَـتْ" فلا بد من إعطاء هذه الصفة للكاف وإعطاء الضمة الكاملة لهذه الكاف جاؤوكم، والكسر الكامل لعليهم والهاء تخرج من الجوف عليهم، عليكم، قلوبهم، كيف يكون النَّبر بالفتحات المتتالية مثل سلككم في سقر؟ طيب تقرأ لنا هذه الآية الكريمة شيخنا حتى تتضح:

مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)
[ سورة المدثر]

حتى يسمعها الأخ أحمد الله يحفظه.

الشيخ فراس إدريس:

مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)
[ سورة المدثر]

الراء هنا فقط عليها، (سَقَرَ).

الدكتور رحابي محمد:
جزاك الله خيراً؛ الأخت ياسمين تقول استبقا الباب، ذاقا الشجرة، قالا الحمد لله، الوقف على ألف تثنية هل هناك مواضع أخرى للنَّبر في ألف التثنية؟ نريد أن نكلف أحد الأخوة في الماجستير أن يجمع لنا هذه المواضع في القرآن الكريم إن شاء الله.
نعم مثل استبقا الباب، ذاقا الشجرة، قالا الحمد لله، هذه الكلمات التي فيها ألف تثنية وتجتمع معها ألفٌ ساكنة فهل هناك مواضع أُخرى غير التي ذكرت الآن في هذا اللقاء؟

الشيخ فراس إدريس:
نعم أكيد يوجد ولكن لا أعرف، لم أجمعهم.

الدكتور رحابي محمد:
نعم ربما نُكلف أحد الإخوة إن شاء الله من يستمع معنا من الإخوة والأخوات الكرام رُبما نأخذ هذا الموضع ربما يكون مادة بحث في الماجستير إن شاء الله تعالى، مادة بحثية وليست بحث ماجستير وإنما مادةٌ بحثيةٌ من مواد أو مقررات الدراسات العُليا.
نذكّر الإخوة الكرام جزاهم الله خيراً أن مجلس الإدارة في الأداء القرآني فتحوا باب منحةٍ رمضانيةٍ خاصة خلال العشرة أيام المتبقية من رمضان إن شاء الله تعالى للتسجيل في الماجستير في الدكتوراه في الأداء القرآني إن شاء الله تعالى، نرجو الله تعالى التوفيق لنا ولكم جميعاً ويكون رمضان خيراً وبركةً لنا ولكم، يا شيخنا تلاوةٌ مباركة ثم نختم إن شاء الله تعالى.

الخاتمة:
الشيخ فراس إدريس:
إن شاء الله تعالى:

وسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75)
[ سورة الزمر]


الدكتور رحابي محمد:
فتحَ الله عليك؛ ما شاء الله بارك الله بك يا شيخنا وجزاك الله خيراً واجعلنا يا رب من أهل الجنة واجعلنا من أهل النعيم وتقبّل منا يا رب العالمين، أيُها الإخوة الكرام جزاكم الله خيراً ونفع الله بكم جميعا وأحسن الله إليكم.
فضيلة الشيخ فراس إدريس إمام وخطيب مسجد الشام في هولندا وطالب الدراسات العُليا في الأداء القرآني شكراً جزيلاً لك لهذا الوقت المبارك الذي قضيناه معك ومع هذا الموضوع الهام المتخصص جداً والذي يحتاج إلى تلقٍ من الشيوخ لضبط هذه الكلمات: موضوع النَّبر في القرآن الكريم ومواضعه، بارك الله بك وجزاك الله خيراً، وشكراً للإخوة والأخوات المتابعين وبارك الله بكم جميعاً.

الشيخ فراس إدريس:
وبكم بارك الله وجزاكم الله عنا خيراً أن شرفّتمونا بلقياكم والاجتماع بكم والله سبحان الله الوقت ذهب بسرعة وكما يقال "سَنة المُحب مع المحبوب سِنة" لا يشعر بها يعني سبحان الله الوقت يذهب سبحان الله أسأل الله العظيم كما جمعنا على ما يُرضيه أن يحول بيننا وبين معاصيه، أسأل الله العظيم كما جمعنا هنا إن نُحشر يوم القيامة زمراً، وأن نكون من أهله وخاصته.

الدكتور رحابي محمد:
آمين يا رب آمين إن شاء الله لعلنا نأخذ رابط قناة اليوتيوب التي عندك ونضعها إن شاء الله تعالى في هذه التعليقات حتى يتم زيارة قناتك ويُستفاد من عِلمك وفقهك إن شاء الله شيخ فراس.

الشيخ فراس إدريس:
بارك الله بكم جميعا وحياكم الله إخواني جميعاً ونتشرف نحن بكم.

الدكتور رحابي محمد:
نطلب منكم إخواني وأخواتي دعوةً صالحةً إن شاء الله ونطلب من الشيخ فراس أيضاً يدعو لنا دعوةً صالحةً وندعو لبعضنا إن شاء الله، السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

الشيخ فراس إدريس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.