تحقيق المدّ اللازم وأثره على المعنى القرآني مع الشيخ حسني حسوبة
- 2021-08-28
تحقيق المدّ اللازم وأثره على المعنى القرآني مع الشيخ حسني حسوبة
مقدمة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ بسم الله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، حيّاكم الله فضيلة الشيخ حسني. |
الشيخ حسني حسوبة:
حيّاكم الله دكتورنا الغالي حفظكم الله. |
الدكتور رحابي محمد:
يا مرحباً بكم؛ وأهلاً وسهلاً في لقاءٍ متجددٍ إن شاء الله مع الأداء القرآني، نحن اشتقنا إليك بصراحة واشتقنا إلى الجلوس معكم. |
الشيخ حسني حسوبة:
نحن اشتقنا لجلساتكم الطيبة ربنا يبارك بكم. |
الدكتور رحابي محمد:
![]() |
الشيخ حسني حسوبة:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم |
وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (۱۱۱) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (۱۱۲) وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (۱۱۳) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (۱۱٤)[ سورة طه]
الدكتور رحابي محمد:
صدق الله العظيم وصدق نبيّه الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين، بارك الله فيك شيخنا الحبيب. |
في هذه المادة البحثية التي قدّمتها حضرتك والتي هي بعنوان" تحقيق المدّ اللازم وأثره على المعنى القرآني دراسة استقصائية لمواضع المدّ اللازم في القرآن الكريم وارتباط معناه التفسيري بالمعنى التجويدي للمدّ اللازم" مادةٌ بحثية أُعدت لتقديمها ضمن المواد الدراسية المُقررة في مرحلة ماجستير الأداء القرآني، اسم الطالب فضيلة الشيخ حسني صابر حسوبة رمضان، وكانت بإشراف رحابي محمد للعام الدراسي 2020-2021، هذا البحث بعد المراجعة والدراسة أيضاً إذا تسمح لي أن أقول أن اختيار الباحث لهذا الموضوع كان موفقاً غاية التوفيق، ربما من وجهة نظري لما له من أهمية لكل من يدرس علم التجويد وعلم الأداء القرآني. |
![]() |
فقرات البحث وفصوله وأبوابه جاءت أيضاً متناسقةٌ نوعاً ما في حجمها في تناسقها أيضاً، ربما كان في بعض الأبواب أو الموضوعات كانت تحتاج إلى أن تكون متوازنةً أكثر مع ما قبلها ومع ما بعدها لكن ربما ضرورة الموضوع أو حجم المادة العلمية كانت تستدعي الطول أحياناً والاختصار أحياناً أُخرى وهذا أيضاً لا أقول يُغتفر وإنما أقول هذا أمرٌ يؤخذ بالاعتبار في بعض الأبحاث العلمية وحتى الأبحاث الأكاديمية الإسلامية فالأبحاث أحياناً تكون موضوعاتٍ طويلة وموضوعاتٍ قصيرة. |
الباحث كان توفيقه وعزوه للمصادر والمراجع أمرٌ واضحٌ جداً في البحث؛ فكانت كل كلمةٍ وكل فكرةٍ وكل إقتباسٍ يضع من أين أقتبسه في رأس الكتاب ورقم الصفحة ورقم الجزء، هذا ما عندي وهناك أيضاً ملاحظاتٌ أُخرى أرسلتها لك فضيلة الشيخ حسني إن شاء الله لعلها تؤخذ بعين الإعتبار، في النهاية من كل الملاحظات ربما التي قُدمت لا يمكن التقليل من الجهد الذي بذلته في بحثك وإيجابيات البحث كثيرةٌ وكبيرة، إيجابياتٌ على المستوى الشكلي وعلى المستوى المنهجي الموضوعي، الدعاء لك دائماً موصولٌ بالتوفيق والنجاح والسداد. |
طبعاً موضوعات البحث كانت غنيةً بموضوعاتها الجديدة مثل معاني المُدود القرآنية ووجوبها، لماذا المدّ اللازم الكلِمي المُثقل؟ مواضع المدّ اللازم في القرآن وتفسيرها، وهذا أهم ما جاء في البحث، سأترك تلخيص البحث وعرض المادة البحثية لأخينا الفاضل الشيخ حسني في هذه العُجالة إن شاء الله تعالى، والإخوة الكرام المتابعون ربما أيضاً يُثرون اللقاء بدعائهم وبمشاركاتهم أيضاً وحتى لو يوجد ملاحظات فالشيخ حسني صدره رحبٌ وواسع ونحن أيضاً نستقبل كل تعليق وكل ملاحظة إن شاء الله تعالى. |
طبعاً الجدير بالذكر أن هذه المادة هي مادةٌ بحثيةٌ مُتممةٌ لمواد ماجستير الأداء القرآني، الماجستير في الأداء القرآني والدكتوراه في الأداء القرآني تعتمد في الأصل على قدرة الطالب وتمكنه من التجويد نظرياً وعملياً، وتم إضافة هذه المادة البحثية ليكون الطالب أيضاً المُتقن للأداء النظري والعملي في القرآن الكريم أيضاً مُتقناً للأداء الأكاديمي فيكتب بحثاً مُتقناً أكاديمياً وهذا ما تم بفضل الله تعالى مع الإخوة والأخوات الذين دخلوا في هذا البرنامج لصقل شخصيتهم العلمية الأكاديمية القرآنية، لا أريد أن أطيل أكثر من ذلك الآن الكلام والميكرفون مع فضيلة الشيخ حسني فليتفضل على بركة الله. |
مقدمة ورسائل شكر:
الشيخ حسني حسوبة:
![]() |
بدايةً النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما جاء وصح في الحديث: |
{ مَنْ لمْ يشْكُر النَّاسَ لَمْ يشْكُر الله }
[رواه الترمذي]
بدايةً أتقدم بوافر الشكر نسأل الله جلَّ وعَلا أن يكون لهم الأجر العميم ويجعله في موازين حسنات القائمين على هذه الجامعة وهذه الكلِّية المباركة وخاصةً قسم الأداء القرآني والدراسات العُليا في الأداء القرآني، وأخص بالذكر أستاذنا وحبيبنا الغالي وشيخنا الدكتور رحابي نسأل الله جلَّ وعَلا أن يُبارك به ويجزيه عنا خير الجزاء بما قدَّم لنا من جهدٍ وإرشادٍ ونصحٍ وتوجيه. |
تطور الإنسان في العِلم:
وبدايةً قبل أن أشرع في المادة البحثية يأتي في ذهني قول الله جلَّ وعَلا في سورة المدّثر، الله جلَّ وعَلا يقول: |
لِمَن شَآءَ مِنكُم أَن يَتَقَدَّمَ أَو يَتَأَخَّرَ (37)[ سورة المدثر]
![]() |
لِمَن شَآءَ مِنكُم أَن يَتَقَدَّمَ أَو يَتَأَخَّرَ (37)[ سورة المدثر]
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يُعلمنا هذا فيقول عليه الصلاة والسلام: |
{ إذا أتى عليَّ يومٌ لا أزدادُ فيهِ علمًا يُقربني إلى اللهِ تعالى، فلا بوركَ لي في طلوعِ شمسِ ذلك اليومِ }
[صححه الألباني]
![]() |
الدراسة جاءت كما ذكر دكتورنا الغالي في خمس مباحث، المبحث الأول تحدثنا فيه عن معنى الترتيل ومعنى التجويد وأنه هو إعطاء كل حرفٍ حقه ومستحقه وأقوال العلماء في هذا الأمر وتحدثنا عن أهمية الترتيل، تحدثنا في المبحث الثاني عن المدّ في لغة العرب، يعني هل العرب هل كان من عادتها قبل القرآن أن تمدَّ في كلامها؟ يقول ابن الجزري رحمه الله: والعرب في حديثها وفي دعائها وفي استغاثتها وفي النداء في كل هذه الأحوال وغيرها تمدُّ كثيراً من كلامها بقصد المبالغة أو التهديد أو الوعيد أو إظهار المعنى والمبالغة في إظهار المعنى، بل إنَّ العرب عندهم قاعدةٌ أصليةٌ وأصيلةٌ في البلاغة يقولون:" زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى" فكلما زادت الكلمة في مبناها كلما زاد معناها، فمثلاً حينما نقول: فرعون تكبَّر. |
الدكتور رحابي محمد:
عفواً شيخنا المعذرة للوقوف لكن أتمنى أن أشكر الإخوة والأخوات الحاضرين معنا والمشاركين في هذا اللقاء الطيب، هناك كلماتٌ تُلقى الآن موجودة في اللقاء " زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى" فمن يستطيع أن يُثبت ذلك في التعليقات في الملاحظات يكون فيها فائدة لمن يأتي لاحقاً ويستمع ويقرأ هذه الملاحظات فيجد كأنها اقتباسات "العِلم صيدٌ والكتابة قيده" فإذا استطعتم أن تقيدوا هذه ويكون لكم فيها الخير والأجر، وكذلك أرجو منكم جزاكم الله خير المشاركة على صفحاتكم لهذا اللقاء بارك الله بكم، نعم سيدنا. |
أنواع المدّ في القرآن الكريم:
الشيخ حسني حسوبة:
جزاكم الله خيراً؛ "زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى" حينما نقول أن فرعون تكبَّر كلمة تكبر أربعة أحرف، لكن حينما نقول استكبر بزيادة الألف والسين التي هي لأجل الطلب والاستقبال المعنى يصل إلى الأذهان أقوى وأشد، نحن حتى في كلامنا العادي حينما نتحدث نقول هذا أمر كثيـــــــــــــــــــر ويَمُدّ ويبالغ في المدّ، هذا المكان بعيــــــــــــــــــــــــــد لماذا تَمُدّ؟ يكفي أن تقول بعيد لا كلمة بعيـــــــــــــــــــــــــــد بمدِّها بهذه الطريقة أوصلت لمن يسمعك أو يتكلم معك أن هذا البُعد ليس بُعداً عادياً إنما مُبالغةٌ في البُعد، بل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يمدُّ صوته صلى الله عليه وسلم في بعض أذكاره مبالغةً في إظهار المعنى، كما كان يقول صلى الله عليه وسلم من الأذكار التي يقولها بعد الوتر سبحان الملك القدووووووس، رب الملاااائكة والروح، الراوي في الحديث يقول يمدُّ بها صوته. |
![]() |
إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(60)[ سورة التوبة ]
رجلٌ جاء يتعلم، تواً الآن يتعلم، كان من اليسير أن يقول له ابن مسعود جميل قراءتك جميلة رائعة لكن قال له ابن مسعود: ما هكذا أقرأني إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم. |
طيب لو أنَّ واحداً منا كان مكان الرجل ماذا يقول؟ يقول والله أنا يا شيخ أنا مبتدئٌ بسيط، لكن الرجل صاحب همة يريد أن يقرأ كما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم، قال فكيف أقرأك إياها يا أبا عبد الرحمن؟ قال أقرأني إياها هكذا، يقول الراوي فأعاد ابن مسعود قراءة الآية ومدَّ صوته بكلمة الفقرااااااء، هذا المدّ. |
بل إن العرب تَمدُّ أحياناً وهذا متواتر، يعني في قراءة حمزة بن حبيب الزيات رحمه الله وهي قراءةٌ من القراءات السبعية العشرة المتواترة في قراءة حمزة يوجد عنده مدّ اسمه مدّ التبرئة أو نفي الريب، ما معنى هذا المدّ؟ مثلاً في قول الله جلَّ وعَلا في سورة البقرة في أول سورة البقرة: |
ذلِكَ الْكِتابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ(2)[ سورة البقرة]
هل كلمة لا ريب هنا فيها مُسوِّغٌ للمدّ؟ الألف في كلمة (لَا) هذه هل لها مُسوِّغ للمد؟ إطلاقاً ليس لها مُسوغ للمدّ، لكن عند حمزة تُمَد أربعه حركات! فيقرأ: |
ذلِكَ الْكِتابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ(2)[ سورة البقرة]
طيب من أين جئت بهذا المدّ يا إمام؟! قال هذا مدٌ لنفي الريب عن كتاب الله جلَّ وعَلا وهو في مثل هذه المواضع مذكورٌ في قراءة حمزة، أيضاً هناك مدّ وهذا المدّ ما يسمى مداً معنوياً من الأسباب المعنوية للمدّ. |
هناك مدّ آخر يسمى مدّ التعظيم، هناك من القرّاء يقرأ بقصرٍ منفصلٍ حركتين كابن كثير، كأبي جعفر، ليس عندهم مدّ منفصل إلا حركتين فقط ومع ذلك حينما يأتي عندهم مدٌّ للتعظيم، ما معنى مدٌّ التعظيم؟ الذي يتعلق بكلمة التوحيد: |
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)[ سورة محمد]
الأصل في قراءة ابن كثير وأبي جعفر حينما يقرآن أن يقرآن بهذه الطريقة: |
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)[ سورة محمد]
لكن يأتي هنا ويقول هناك مدٌّ للتعظيم فيقرأ: |
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)[ سورة محمد]
من أجل تعظيم كلمة التوحيد. |
إذاً العرب في كلامها وفي حديثها وحتى في القراءات المتواترة تمدُّ بهذه الطريقة. |
طيب والمدّ اللازم، المدّ اللازم آكد من هذا كله لماذا؟ لأن أولاً سببه لفظيٌّ وليس معنوياً يتوافر فيه السكون الثابت وصلاً ووقفاً بعد حرف المدّ، وهو سميَّ لازماً لأنه يلزم حالةً واحدة فعند كل القرّاء العشر برواتهم يمدونه ست حركات لا ينقصونه عن ذلك أبداً، فهو يلزم حالةً واحدة وهو لازم المدّ لا يجوز أن يقلَّ عن هذا أبداً لذلك اخترنا هذا الأمر، من ضمن المباحث كان عنوان لماذا المدّ اللازم؟ لماذا اخترنا في هذه الدراسة أو في هذا البحث المدّ اللازم؟ لأنه اتفق عليه بين القرّاء. |
ومن فضل الله وتوفيقه ومنِّه وكرمه علينا أننا حينما بحثنا فيما كُتب سابقاً في هذا المعنى أو في هذا العنوان بفضل الله تعالى وجدنا كل من كتب في هذا الأمر كتب في جزءٍ من أجزائه، فالبعض يتحدث مثلاً عن المعنى أو الفائدة من المدّ المتصل في سورة الحج أو سورة المؤمنون أو مواضع المدّ اللازم في سورة كذا.. لكن بفضل الله تعالى وبفضل توجيهات أستاذنا الغالي دكتور رحابي استقصينا كل مواضع المدّ اللازم في كتاب الله جلَّ وعَلا. |
الدكتور رحابي محمد:
نعم الله يحفظكم؛ الآن إذاً سننتقل إن شاء الله إلى مواضع المدّ اللازم وتفسيرها، والشيخ حسني جمع ثلاثةً وتسعين موضعاً للمدّ اللازم في القرآن الكريم، ثم جاء إلى هذه المواضع واحداً تلو الآخر ليأتي بالشاهد بالآية ليأتي بالكلمة ويُلقي الضوء على معناها وعلى تفسيرها من أقوال أهل العِلم، طبعاً الوقت اليوم لا يسعنا أن نستقصي الثلاثة وتسعين موضعاً ولكن إن شاء الله إذا أكرمنا الله عز وجل ببركة الوقت والعمر لعلَّ الله أن يكتب لنا لقاء آخر ربما للمرور على هذه المواضع، لكن الآن لو حدثنا شيخنا الفاضل الشيخ حسني عن هذه المواضع بشكلٍ مختصر إن شاء الله أو باقتباس بعض المواضع التي ترى تسليط الضوء عليها ونرجئ المواضع الأُخرى إلى وقتٍ آخر إن شاء الله. |
مواضع المدّ اللازم في القرآن الكريم:
الشيخ حسني حسوبة:
![]() |
وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80)[ سورة الأنعام]
أنت حينما تسمع مني كلمة (وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ) ما الذي يقع في ذهنك؟ أنَّ هناك مُحاجة نقاش، لكن حينما أقرأها بتحقيق المدّ اللازم الذي هو تستوجبه هذه الكلمة في أحكام التجويد وأقول: |
وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80)[ سورة الأنعام]
ماذا وصل إليك؟ أنَّ الأمر طويل أن المُحاجة لا تنتهي صباحاً ومساءاً وسراً وجهاراً دائماً لا يتوقفون عن محاججة إبراهيم ومجادلته، طيب وحينما تقرأها قراءةً عادية وتقول مثلما أنا قرأتها الآن لكن ينقصها حكمٌ تجويدي فأنا قرأتها الآن وقلت (وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ) لم أهتم بتشديد الجيم لكن هنا موضعنا مدٌ لازم كلمي مُثقَّل لذلك لابد أن نُثقِّل الجيم فنقول: |
وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80)[ سورة الأنعام]
إذاً المدَّ أوصل للمستمع أن المحاججة طويلةٌ بلا توقف وأوصل إليه التشديد التثقيل في حرف الجيم أنها لم تكن بالحُسنى لم يكن جِدالاً محترماً، لم يكن جدالاً بالتي هي أحسن لكن كانوا يجادلونه بالسب وبالشتم وبالتقريع وبالإتهام وبكل ما يملكون من أدوات الجدال الغير منطقية الغير موضعية وحينما نتأمل في حوار من؟ في حوار أقرب الناس إلى إبراهيم رحماً: عمه أو كما جاءت الروايات والده، انظر كيف كان يحاوره إبراهيم كان يقول له يا أبتِ يا أبتِ يا أبتِ وهو في نهاية الأمر يقول: |
قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) 46)[ سورة مريم]
يعني ليس لك عندي إلا الحجارة! |
انظر إلى المحاججة! هذه المحاجة حينما تحقق فيها المدّ اللازم بمدِه اللازم ست حركات وتثقيله يظهر للمُستمع هذا المعنى، حينما تقرأ وتقول: |
ٰذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(4)[ سورة الحشر]
غير لمَّا تقرأ بدون تحقيق المدّ اللازم وتقول ومن يشاق الله، المشاققة هنا بالمدّ أوصلت لك أنهم استخدموا كل أنواع العداوة وكل أنواع المُحادَّة لله ورسوله ومحاربة أنبيائه: |
ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(4)[ سورة الحشر]
وهكذا في كل المواضع التي جاءت معنا في هذا البحث. |
الدكتور رحابي محمد:
إذا تسمح لي أنا أُضيف الآن أمامي البحث ريثما تأخذ إستراحةً سريعة إن شاء الله لثوانٍ معدودة من المواضع الجميلة التي ذكرها أيضاً الشيخ حسني الموضع السادس والثلاثون: |
فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(20)[ سورة آل عمران]
![]() |
الإمام القرطبي: أي جادلوك بالأقاويل المزورة والمُغالطات، أقاويلٌ مُزورة ومُغالطات يعني جمعوا واجتهدوا ووضعوا جهود كبيرة في جمع أقاويل مُزورة ومُغالطات، إذاً استدعى رب العالمين هذه الكلمة (فَإِنْ حَاجُّوكَ) في المدّ وأنت تقرأها وتَمُدها المدّ اللازم تستدعي كل هذه المعاني إلى ذهنك وأيضاً تتخيل كيف النبي صلى الله عليه وسلم أمامك وهؤلاء يحاجُّونه في المُغالطات والأقاويل المُزورة والأباطيل وهو يصبر وهو يدعو إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة. |
جزاك الله خيراً نعود إليك شيخنا حتى لا نُثقل عليك، الوقت باقي عشر دقائق حتى نُجمل إن شاء الله ما نستطيع إجماله في هذه العجالة وان كان الوقت أمامك يمضي سريعاً ونحن مستمتعون جداً في الحديث معك والفائدة وهذا الجهد الذي بذلته في هذا البحث جهدٌ كبيرٌ أنا أتمنى أن نعمل فيه إن شاء الله حلقاتٍ يوماً من الأيام لكن هذه فقط لضرورة الأمور الأكاديمية عرض المادة البحثية من الطالب أمر أكاديمي لكن ربما نرتب لقاءات إن شاء الله لاستعراض كل الآيات الثلاثة والتسعين إن شاء الله، تفضل شيخنا. |
الشيخ حسني حسوبة:
جزاكم الله خيراً، طيب نحن نؤمن ونعتقد جميعاً إعتقاداً راسخاً أنه لا يوجد لفظةٌ واحدة في كتاب الله جلَّ وعَلا ذكرها ربنا جلَّ وعَلا إلا وتحمل من المعاني الكثير والكثير، حتى قال السيوطي رحمه الله: " لو حاولت أن تُبدِّل لفظةً من كتاب الله جلَّ وعَلا بغيرها لا توفّي المعنى" سبحان الله، تخيل في سورة الشعراء حينما يقول الله جلَّ وعَلا عن أهل النار يقول: |
فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94)[ سورة الشعراء]
تخيل لفظة (فَكُبْكِبُوا) استبدلها بأي لفظةٍ لا تؤدي هذا المعنى الرائع من الإرتضام والمفاجئة والإلقاء وكل المعاني في كلمة (فَكُبْكِبُوا). |
حينما يقول الله جلَّ وعَلا: |
وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18)[ سورة التكوير]
انظر إلى معنى التنفس في إظهار خروج الصبح بعد ظلام الليل! |
![]() |
الدكتور رحابي محمد:
نريد مثالاً آخر عن المدّ والمعنى في المدّ اللازم، مثالاً آخر مثل الذي ذكرته أنا وأنت. |
الشيخ حسني حسوبة:
مثال في سورة الفاتحة المثال المشهور كلمة الضالّين في سورة الفاتحة كلمة الضالّين الله جلَّ وعَلا يقول: |
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)[ سورة الفاتحة]
لتُعبِّر عن أي شيء؟ لتعبِّر عن البُعد عن منهج الله جلَّ وعَلا وتعبِّر عن المُعاداة لله ورسوله وكل الأنبياء وتُعبِّر عن الكثرة، لو استقصينا في كتاب الله جلَّ وعَلا الآيات التي مَدح الله جلَّ وعَلا فيها عباده المؤمنين يقول الله جلَّ وعَلا: |
قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24)[ سورة ص]
يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)[ سورة سبأ]
إذاً الأصل في البشرية ممن ابتعدوا عن منهج الله أنهم في ضلالٍ لذلك يقول ربنا جلَّ وعَلا مُقسماً: |
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)[ سورة العصر]
كل البشر في خُسران: |
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)[ سورة العصر]
حينما تقرأ هذه الآية في سورة الفاتحة وأنت تقف بين يدي الله جلَّ وعَلا وتسمع الإمام يمدُّ صوته بها ويقول: |
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)[ سورة الفاتحة]
وتنظر إلى خلق الله من حولك، انظر إلى الإحصائية المعروفة الطبيعية المسلمون كم من سكان العالم؟ السُدس تقريباً مليار ومئتان وخمسون مليوناً من سبعة مليار أو ثمانية مليار؟ حينما تسمع هذا المعنى وتمدُّ المدّ اللازم وأنت تقرأ أو تسمع تذكّر أن الله جلَّ وعَلا اصطفاك واختارك ولم يجعلك من الضالين أو من المغضوب عليهم، على خلاف المُفسرين في معنى المغضوب عليهم ومعنى الضالين وما جاء من التفاسير وما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم اليهود والنصارى لكن إنَّ الآية معناها أوسع وأشمل من هذا فكل من جاءه منهج الله جلَّ وعَلا وشريعة الله جلَّ وعَلا وأعرض عنها فهو من الضالّين، ولذلك ابن القيّم يقول رحمه الله: " من عرف الحقَّ واعرض عنه فهو فيه شبهٌ من اليهود المغضوب عليهم، ومن عبدّ الله جلَّ وعَلا بغير علمٍ وغير بصيرة ففيه شبهٌ للضالّين من النصارى". |
الدكتور رحابي محمد:
![]() |
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)[ سورة الفاتحة]
لأنه هو الوحيد خاصةً إذا كان في بيئةٍ ومكانٍ لا يوجد غيره مسلم، يعني إذا كان هو أقلية أيضاً مع الجالية التي عنده، فهذا المعنى يأتينا أحياناً سبحان الله ونُذكِّر بها أبنائنا ونُذكِّر بها طلابنا ونقول: احمدوا الله واشكروه على هذه النعمة العظيمة نعمة الإسلام، والله عز وجل قد أكرمنا وشرَّفنا بأن نقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، نسأل الله تعالى أن يُثبتنا ويُثبت أبناءنا وُيثبت المسلمين ويجعلهم مفاتيح للخير وأن يَهديهم للخير على ثباتهم وعلى إيمانهم وعلى دعوتهم لله بالحكمة والموعظة الحسنة. |
الأخ الأمير منير توفيق فرح يقول: عندي اقتراحٌ يا دكتور رحابي لا يحق في مثل هذه المناقشات الممتازة أن يكون رقم المشاهدة فيها رقم قليل في المتابعة المباشرة أقترح أن يكون هناك مسابقة أو قرعة للمشاهدين بحيث يكون هناك شخص أو شخصين لهم خصمٌ جيد في الإشتراك في جامعتكم الموقرة، هذا إقتراحك يا شيخ حسني صحيح؟ |
الشيخ حسني حسوبة:
نعم صحيح؛ نحن قلنا سابقاً أن من يشارك ومن ينشر هذا الخير له أجرٌ في الآخرة ولا بُدَّ أن يكون له مكافأةٌ في الدنيا، يعني حينما دخل ذي القرنين أو وصل إلى مطلع الشمس قال الله جلَّ وعَلا: |
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنا (86)[ سورة الكهف]
فماذا قال ذي القرنين؟ |
قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً (87)[ سورة الكهف]
هذا الظالم لابد أن يُعاقب والفاسد لا بد أن يُعاقب حتى لا يُعيق أهل الإيمان عن عملهم. |
وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)[ سورة الكهف]
الحُسنى في الآخرة، والأمر الطيب اليسير والكلام الطيب والخصم الطيب في الدنيا إن شاء الله. |
الدكتور رحابي محمد:
نعم إن شاء الله والله بإذن الله كما تعلم أهداف المشروع. |
الشيخ حسني حسوبة:
هذا الشيخ منير نحسبه والله حسيبه هو من الطلاب النُجباء عندنا يقرأ معي الحمد لله رب العالمين، يعني ختم معنا رواية ورش والآن يقرأ في رواية الإمام يعقوب نسأل الله أن يفتح عليه ويتقبل منا ومنه، وهو من أسرةٍ قرآنيةٍ فهو له مؤلّف في رواية شعبة، ووالده من مشايخنا الكرام له مؤلفاتٌ في التجويد نسأل الله جلَّ وعَلا أن يتقبل منا ومنهم يا رب العالمين. |
الدكتور رحابي محمد:
هذه تزكيةٌ غاليةٌ علينا ونضعها على الرأس والعين ويكون منير يُنير الأداء القرآني أيضاً في يومٍ من الأيام ويكون أيضاً جالساً معنا ونستضيفه ونسعد به ويحقق إن شاء الله الشهادة الأكاديمية إلى جانب شهادته وإجازاته القرآنية، وهنيئاً له صحبتك وهنيئاً له أن يكون معك ما شاء الله وهنيئاً لكما بارك الله فيكم. |
أنا أشكر كل من شاركنا في هذا اللقاء في هذه المتابعة الجميلة للمختصر السريع للمادة البحثية "تحقيق المد اللازم وأثره على المعنى القرآني"، بحثٌ ماتعٌ ونافعٌ ومفيد، ولعله قريباً إن شاء الله نسأل الله تعالى أن يُيسر الأمور حتى ترونه إن شاء الله بين أيديكم تقرؤونه وتستفيدون منه إن شاء الله. |
![]() |
بالنسبة للإخوة والأخوات الذي عنده محبةٌ لتعلُّم التجويد إذا لم يكن لديه إجازة ويُريد أن يَتعلم التجويد أنا عندي دورة إن شاء الله قريباً سوف تنطلق بعد تسعة أيام تفيد إن شاء الله في تعلُّم أحكام التجويد من البداية إلى النهاية فأنصح كل من يرغب في المشاركة معنا في هذه الدورة التجويدية سندرس إن شاء الله التجويد المصور كاملاً بإذن الله تعالى. |
الأمر الآخر من يحمل شهادة بكالوريوس وإجازة قرآنية هو مؤهلٌ لأن يكون في البرنامج الأكاديمي ليحصل على ماجستير ثم دكتوراه في الأداء القرآني، وهو تكريمٌ عظيم ويستحقه أهل القرآن الكريم ليكون دكتور حسني حسوبة، هذا اللقب صحيح ليس هو مَقصداً ومَطلوباً للشيخ حسني ولا لأمثاله من الكرام أهل القرآن الذين شرّفهم الله وأكرمهم الله بشيءٍ أعظم بملايين المرات من هذه الألقاب ولكن لا أخفيكم الآن الواقع يستدعي ذلك، الواقع يستدعي أن يكون أهل القرآن يحملون ألقاب أكاديميةً مُعاصرة، الواقع يستدعي ذلك والظروف الاجتماعية والمهنية والأكاديمية تستدعي أن يكون طالب القرآن وأهل القرآن في القمة وهم في القمة ولكن في المجتمع وفي الأكاديمية نحن نساعدهم ونعينهم أن يرتقوا هذه المراقي العالية التي يستحقونها، فنسأل الله تعالى أن يُبارك فيكم جميعاً وأن يجعل هذا العمل عملاً لخدمة القرآن وأهل القرآن الكريم، فبفضل الله النجاحات التي تحققت مع الإخوة الذين حصلوا على هذه الشهادة التي لا تُقدم ولا تُؤخر شيئاً لعلمهم، يعني الشيخ حسني ماذا قدمت له الشهادة؟ لم تقدم له شيئاً لأنه هو بالأصل كما يقال في الانكليزي Qualified enough هو مؤهلٌ تأهيلاً أعلى بكثير، ولكن هذا البرنامج ساعده ربما على إعادة تنظيم الأفكار بطريقة أكاديمية، ساعده على كتابة بحثٍ أكاديميٍ ثم حصل على شهادة أكاديمية أضافها إلى ما عنده من الخير، فبكل بساطة هو عبارة عن تحقق للأهلية ثم منح الشهادة، مثل الطبيب أو المهندس لمّا يذهب إلى دولةٍ أُخرى لا يعلمونه الطب من جديد ولا يعلمونه الهندسة من جديد وإنما يتحققون من علمه الطبي أو عِلمه الهندسي ونحن كذلك التحقق، شيخ حسني نحن لا نتحقق من عِلمه بل هو الذي يقف موقف ويجلس مجلس التحقق من الآخرين وتعليم الآخرين، والحمد لله الإخوة الحضور والإخوة المشاركون معنا في البرنامج كلهم على مستوى عالي في الإتقان والأداء وحملة شهادات بكالوريوس وحملة إجازات قرآنية ونتعلم منهم نحن نتعلم منهم كلهم وخصوصاً الشيخ حسني الذي يُتحفنا دائماً بكرمه وبفضله وبعلمه وباجتهاده نسأل الله أن يزيده بارك الله بكم. |
نختم بدقيقة دقيقتين من عندك شيخنا. |
الشيخ حسني حسوبة:
جزاكم الله خيراً؛ طيب من المواضع الأخيرة المواضع الجميلة جداً في آية الدّين، آية الدّين الكل يعرفها، الكل يقرأها في سورة البقرة الله جلَّ وعَلا يقول في الشهادة: |
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(282)[ سورة البقرة]
حينما تقرأ كلمة يُضار بالمدّ اللازم الكلمي المُثقَّل الذي فيها فتقول: |
وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ[ سورة البقرة]
تسمع معنى الضرر فتظن أن الذي يحمل شهادة لا بد أن يُؤمن في المحكمة، مثلاً جاء يشهد ضد أحد شهادة أو شهادة حق فقد يُؤذى هذا معنى قاصر في فهم معنى الضرر، العلماء والمفسرون قالوا في معنى هذه الآية لا ينبغي أن يقع عليه أي ضرر حتى أنه حينما يأتي للمحكمة الأصل أن يُدفع له وقود السيارة التي جاء بها وإن كان صاحب حرفةٍ أو مهنةٍ أو عملٍ أو محلٍ وأغلق محله أو عطَّل عمله لأجل أن يذهب للمحكمة للشهادة يُعوَّض عن هذا، فتخيل ربنا جلَّ وعَلا أرادها بهذا المعنى بهذه اللفظة الجميلة الرائعةّ! التي تحمل كل هذا المعنى في نفي أي ضررٍ يقع على الشاهد سواءً كان معنوياً أو مادياً. |
الدكتور رحابي محمد:
"زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى" فالمعاني كثيرة، إذاً كل مدّ لازم هناك معانٍ كثيرة لابُد للقارئ أن يتفهمها ويتأملها ويتدبرها. |
فائدة العلم الأكاديمي:
الشيخ حسني حسوبة:
لا شك أنا عن نفسي حينما أبحث في هذا المعنى وهذه فائدة العلم الأكاديمي يعني قد يكون لديك أفكارٌ ولديك أشياءٌ وهي حبيسة عقلك وفكرك لكن حينما يُفتح لك المجال لتقدم بحثاً ينتفع به الغير، وهذا البحث يُوجه ويُنصح فيه ويُقيَّم لكي يخرج في أبهى وأجمل وأحسن صورة فهذه فائدةٌ للكل، أنا نفسي استفدت كثيراً وأنا أبحث عن معاني المدود اللازمة في كتاب الله جلَّ وعَلا. |
جاءتني أشياء أبهرتني سبحان الله العظيم وهذه فائدة العِلم ودراسة العِلم. |
الدكتور رحابي محمد:
إذاً لو سألتك لماذا دخلت في هذا المجال أو في قسم الدراسات العُليا في الأداء القرآني يا شيخ حسني؟ |
الشيخ حسني حسوبة:
![]() |
الدكتور رحابي محمد:
الله يفتح عليك وينفع بك إن شاء الله؛ الله يكرمك يارب، في إحدى الموضوعات التي قُدّمت في الأداء القرآني الدراسات العُليا: القراءة التعبيرية للقرآن الكريم، موضوعات الأُخرى ما شاء الله الإخوة والأخوات يبدعون في انتقاء موضوعاتٍ ومازالوا في كل يومٍ أنا أتابع معهم الإخوة ما شاء الله. |
الشيخ حسني حسوبة:
السؤال يا دكتور أين كانت هذه المواضيع الرائعة الماتعة قبل أن يلتحق بمثل هذه الدراسات؟ |
الخاتمة:
الدكتور رحابي محمد:
نعم نرجو الله تعالى أن يُكرمنا بالتوفيق والقبول إن شاء الله لاستخلاص هذه المواهب وهذه المهارات وتوجيهها أكاديميا،ً يعني المشايخ والإخوة والأخوات المُقرئون والمُقرئات يجلسون سنوات يُقرؤون بل ويَدرسون أيضاً عِلم التجويد وعِلم القراءات وعِلم الأداء ولكن لا يُمنحون لذلك شهادةً أكاديمية كما يستحقون فقط فضيلة الشيخ وهو مُقرئ، لكن هذا يستحق هذا درَّس ودرس أكاديمياً لو أردنا أن نضع الساعات الدراسية التي درسها والتي درَّسها فهي توازي آلاف الساعات الجامعية وربما أكثر فنرجو الله تعالى التوفيق. |
بعض الإخوة يقول هنا الأخت نعيمة بن مهدي أنتِ شيخة مُقرئة الله يحفظك تقول: العاقبة لنا أن نحظى بالقراءة على فضيلتكم يا شيوخنا الأكارم الله يكرمنا بسندٍ متصلٍ على أيديكم، والله نحن نتعلم من أدبك وعِلمك أيضاً وأنتِ مُقرئة فاضلة وفيك الخير وتعرف الأخت نعيمة ما شاء الله معنا في الماجستير وتتميز بالخلُّق العظيم والأدب العالي والعِلم الوفير ما شاء الله. |
الأخت لينا تقول هل كل طلاب العلم الشرعي لهم الحق في الإنتساب إلى جامعتكم الخاصة أم هي مخصصةٌ بالمجازين؟ لا الموضوع ليس فقط لطلاب العِلم الشرعي أي طالب يحمل شهادة بكالوريوس في أي تخصصٍ ومعه إجازة قرآنية حتى له معه علم نفس مثل الشيخ حسني ما هي شهادتك شيخ حسني. |
الشيخ حسني حسوبة:
كلية الآداب قسم علم نفس. |
الدكتور رحابي محمد:
![]() |
نحن نشكركم بارك الله بكم وجزاكم الله خيراً، شكراً لكل الإخوة والأخوات الذين يعلِّقون هنا ويشاركون معنا، الشيخ عبد الغفور يُسلِّم عليكم ويقول الشيخ عبد الغفور لقد غرقت في بحر الفرق بين الضاد والظاء أنقذوني بالدعاء، بحثه عن الضاد والظاء في لغة العرب وفي القرآن الكريم، تواصل مع الشيخ حسني يا شيخ عبد الغفور لعلَّه يُفيدك بإذن الله. |
الشيخ حسني حسوبة:
كان عندنا أحد الأساتذة في كلية القرآن الكريم كان مُتعصباً لقضية الظاء لعلنا نتواصل مع حضرة الدكتور عبد الغفور ونقصُّ عليه بعض المواقف الطريفة التي كان يتُحفنا بها الدكتور رحمه الله. |
الدكتور رحابي محمد:
وممكن أيضاً تضيف هذه المواقف الطريفة للبحث حتى يضفي بعض الفكاهة أو الشيء المعقول لأن هذه حقيقة واقعة. |
الأخت الأساتذة مروة أيضاً هي من الطالبات المُجدّات ما شاء الله في الماجستير تقول: ما شاء الله تبارك الله بحث رائع يَجمع بين التدبُّر والتجويد والمنهجية العلمية نريد تَكملة الثلاثة والتسعين موضع في حلقاتٍ أُخرى لنستفيد بارك الله بكم وتقبل منكم، إن شاء الله يعني لا أستطيع أن أعدكم بالثلاثة والتسعين موضعٍ لكن نطلب من الشيخ أن يُلخص لنا في لقاء لقاءين ثلاثة الثلاثة والتسعين بشكلٍ سريع ولعله يُفرج عن البحث ليكون بين أيديكم في يوم من الأيام إن شاء الله، الإمام الشيخ محمد يحيى حبيبنا المُقرئ هذا رجل فاضل في أمريكا من المتميزين أيضاً نسأل الله تعالي أن يبارك فيه وفي عِلمه في صوته. |
طيب نحنا قاربنا على الإنتهاء إن شاء الله أشكر كل من حضر وكل من شارك وكل من علَّق، أرجو أن تشاركوا هذا اللقاء على صفحاتكم حتى يعمّ الخير والنفع وتنتقل هذه الفكرة الإبداعية إلى الآخرين ومن يستطيع المشاركة معنا ويكون مؤهلاً للدخول في الماجستير يدخل، والإخوة الذين لديهم أسئلة إدارية تواصلوا مع الصفحة وإن شاء الله القسم الإداري الإخوة يردون عليكم بأقرب وقت، والشكر موصول وطبعاً هذا البحث الذي أُعدَّ ليست رسالة ماجستير وإنما بحثٌ مُتمم لمتطلبات ماجستير الأداء القرآني، يستحق هذا البحث درجة الممتاز كما أسلفنا قبل اللقاء خلال المناقشة الداخلية الخاصة مع الباحث فضيلة الشيخ حسني، البحث مُتميزٌ جداً ويستحق الدرجة العالية ونسأل الله تعالى أن يزيده توفيقاً ونجاحاً وإبداعاً وأن يجعله دائماً مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر وأن ينفع به، ومرةً ثانية مبارك اجتياز هذه المادة بنجاح بتقدير ممتاز باقي عندنا التجويد النظري وهذا سهلٌ عليك إن شاء الله نرسله لك وهو إلكترونياً إن شاء الله وعندنا جلسة الإختبار العملي مع لجنة المُقرئين غداً إن شاء الله دعواتكم للشيخ حسني أن أيضاً يكون ممتازاً كما هو في بحثه، ولا شك أنه ممتازٌ طبعاً ودرجة عالية لكن من أجل إحتراماً للقوانين الإدارية والدرجات أو الخطوات التي نخطوها قبل منح درجة الماجستير، بارك الله بكم حفظكم الله ورعاكم ونفع بكم، كلمة أخيرة شيخ حسني. |
الشيخ حسني حسوبة:
الله يحفظكم جزاكم الله خيراً؛ ربنا يبارك بكم. |
الدكتور رحابي محمد:
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. |
الشيخ حسني حسوبة:
وعليم السلام ورحمة الله وبركاته نلقاكم على خيرٍ إن شاء الله. |