الأداء القرآني.. واجباتٌ وحقوق

  • 2021-09-04

الأداء القرآني.. واجباتٌ وحقوق


مقدمة:
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً وتفرّقنا من بعده تفرقاً ميموناً معصوماً، ولا تجعل فينا ولا معنا ولا مِنّا شقياً ولا مطروداً ولا محروماً، وعُد علينا بعوائدك الحُسنى يا كريم.
فضيلة الشيخ حسني السلام عليكم ورحمة الله.

الشيخ حسني:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ حيَّاكم الله دكتورنا الغالي الله يحفظكم.

الدكتور رحابي:
أهلاً وسهلاً ومرحباً؛ نحن بشوقٍ لكم وللقائكم ونُهنئكم مرةً ثانية بحصولكم على ماجستير الأداء القرآني بدرجة ممتاز ما شاء الله.

الشيخ حسني:
جزاكم الله خيراً؛ لله الفضل والمِنَّة وببركة توجيهاتكم ونصائحكم جزاكم الله خيراً، وجزى الله كل العاملين في هذه الجامعة المُباركة عنا خير الجزاء وجَعل ما بذلوا من وقتٍ وجهدٍ ومتابعة في موازين حسناتهم إن شاء الله.

الدكتور رحابي:
آمين يا رب.
لمَّا تخرجت في الكلية في البكالوريوس كان عندي صديقٌ فاضل وأخٌ مُحب جداً ودودٌ طيب مُشجع فبمجرد أنني تخرجت في الكلية قال لي: أنا من اليوم فصاعداً سأدعوك دكتور رحابي، قلت له: لا قبل الدكتوراه يوجد ماجستير يوجد دبلوم يوجد تمهيدي ماجستير.. ثم الدكتوراه، قال لا أنت الآن أصبحت مُؤهلاً أن تكون دكتوراً، فالله يجزيه الخير كان يدعوني دوماً دكتور رحابي وكأنه يُشجعني على هذا الطريق وهو رجلٌ فاضل وأكبر مني بكثير في العمر والقدر ولكن سبحان الله موضوع التحفيز والتشجيع والأمل والتفاؤل.. فنحن الآن ندعوك الدكتور حسني إن شاء الله مجرد أنك أنهيت الماجستير أنت في طريقك إلى درجة الدكتوراه إن شاء الله.

الشيخ حسني:
نسأل الله جلَّ وعَلا أن يَجعلها قولاً وعملاً إن شاء الله.

الدكتور رحابي:
آمين يا رب آمين، اليوم حديثنا إن شاء الله عن موضوع على غاية من الأهمية الأداء القرآني واجبات وحقوق، ولكن رُبما نُمّهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم القائل فيما أخرجه الإمام البخاري وغيره:

{ لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ القُرْآنَ، فَهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ، فَسَمِعَهُ جارٌ له، فقالَ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ، ورَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا فَهو يُهْلِكُهُ في الحَقِّ، فقالَ رَجُلٌ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ }

[أخرجه البخاري]

نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الكريم الذين هم أهل الله وخاصته، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يدعونا إلى أن نَغبِط أهل القرآن الكريم وأن نسير على خطاهم فهم أشراف الأمة حيث يقول عليه والصلاة والسلام:

{ أشرافُ أُمَّتي حملةُ القُرآنِ }

[سنن الترمذي]

{ إنَّ للَّهِ أهل ينَ منَ النَّاس قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، مَن هُم ؟ قالَ: هُم أهل القرآنِ، أهل اللَّهِ وخاصَّتُهُ }

[سنن ابن ماجه]

نبدأ مباشرةً مع الشيخ حسني الدكتور حسني، نبدأ بهذا العنوان الجميل الأداء القرآني واجبات وحقوق، والمدّة الزمنية اليوم إن شاء الله تقريباً ثلاثون دقيقة والمجال مفتوح للإخوة والأخوات للمشاركة والإدلاء أيضاً بالتعليقات والملاحظات، والباب مفتوحٌ للإجابة على الأسئلة وحتى أيضاً أي تعليق نراه مُفيداً ويُثمر اللقاء ويَزيد من الفائدة أيضاً يُسعدنا أن نُشاركه معنا جميعاً.
شيخ حسني ما هو الأداء القرآني بين الواجبات وبين الحقوق؟

الأداء القرآني بين الواجبات وبين الحقوق:
الشيخ حسني:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتَم النبيين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ سبحانك لا عِلم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علَّمتنا وزِدنا بك علماً يا رب العالمين، اللهم أكرمنا بما تُكرم به عبادك الصالحين.
أما بعد؛ بشارةٌ في البداية نسوقها لإخواننا وأخواتنا المشاركين والمشاركات معنا في هذه الجلسة المباركة، الشيخ ابن باز رحمه الله كان من عادته أن يُصلي الفجر في المسجد النبوي ثم يَنطلق بعد ذلك إلى عمله، والشيخ كما نعلم كان بَصيراً بقلبه فكان معه من يقوده فكان يسأل من معه هل في المسجد دروسٌ أو حلقاتٌ أو مجالسٌ للعِلم فيقول المُرافق للشيخ نعم، فيقول له الشيخ انطلق بنا إليها واحدة تلوَ الأُخرى، فيأخذ بيد الشيخ ويقول العجيب أنَّ الشيخ يجلس في كل حلقةٍ أو في كل مجلسٍ دقيقةً أو أقل أو أكثر ثم ينتقل للذي بعده وهكذا ثم يَنصرف، فسألته يوماً قلت يا شيخ أنت تجلس في بعض هذه المجالس دقيقةً أو دقيقتين وأحياناً هذا الوقت لا يكفيك لتعرف موضوع الحديث أو موضوع الحلقة أو الحوار وقد يكون بعض المُتحدثين في هذا المجلس هو بعض طلابك فلماذا تجلس؟ فذكَر له حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يوماً جالساً يتحدث مع أصحابه ثم جاء ثلاثة نفر، الأول منهم تخطى الصفوف واقترب حتى جلس أمام النبي صلى الله عليه وسلم مباشرةً، والثاني جلس حيث انتهى به المجلس، والثالث نظر إليهم وانصرف، بعد أن انتهى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أحدثكم عن النفر الثلاثة قالوا بلى يا رسول الله، قال أما الأول فآوى إلى الله فآواه الله، لمَّا اقترب من المُتحدث وحرِص أن يَستمع ويَنتفع، آوى إلى الله فآواه الله، وأما الثاني فاستحيا من الله -استحيا أن يُزعج الحاضرين فجلس حيث انتهى به المجلس- فاستحيا الله منه، سؤال يا أحباب الذي يَستحي الله جلَّ وعَلا منه هل يُعذبه مهما كان ذنبه؟ ثم قال صلى الله عليه وسلم: وأما الثالث نعوذ بالله أن نكون مثل هذا أَعرض فأعرض الله عنه.

{ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَما هو جَالِسٌ في المَسْجِدِ والنَّاسُ معهُ إذْ أقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فأقْبَلَ اثْنَانِ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وذَهَبَ واحِدٌ، قالَ: فَوَقَفَا علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأمَّا أحَدُهُمَا: فَرَأَى فُرْجَةً في الحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا، وأَمَّا الآخَرُ: فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، وأَمَّا الثَّالِثُ: فأدْبَرَ ذَاهِبًا، فَلَمَّا فَرَغَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: ألَا أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ؟ أمَّا أحَدُهُمْ فأوَى إلى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ، وأَمَّا الآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ منه، وأَمَّا الآخَرُ فأعْرَضَ فأعْرَضَ اللَّهُ عنْه }

[صحيح البخاري]

فنوصي أنفسنا ومن يَسمعنا ومن يَرانا بالمُشاركة والمُبادرة والتفاعل في كل مثل هذه اللقاءات الطيبة على صفحات التواصل الإجتماعي، لا تجد خيراً إلا واحرص على نشره واحرص أن تُشارك فيه بأي جهدٍ أياً كان حتى تُكتَب إما ممن آوى إلى الله فأواه الله، أو تُكتب ممن استحيا من الله فاستحيا الله منه، وإياك أن تُعرِّض فتُكتب ممن أعرض عن الله فأعرض الله عنه والعياذ بالله.
ثم بعد ذلك العنوان؛ العنوان هو الأداء القرآني واجبات وحقوق، لماذا هذا العنوان؟ حينما نتحدث عن الحقوق والواجبات الطبيعي أن يقول أي إنسانٍ في أي مكانٍ في أي عملٍ الحقوق والواجبات، لكن نحن بدأنا بالواجبات قبل الحقوق لماذا؟ لأن في أعمال الدنيا الأعمال الدنيوية صاحب العمل يحرص على حقه أولاً وبعد ذلك ما عليه من واجب، أما أهل القرآن كما تفضّلتم وذكرتم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

{ إنَّ للَّهِ أهل ينَ منَ النَّاس قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، مَن هُم ؟ قالَ: هُم أهل القرآنِ، أهل اللَّهِ وخاصَّتُهُ }

[سنن ابن ماجه]

{ أشرافُ أُمَّتي حملةُ القُرآنِ }

[سنن الترمذي]

فحرصهم أولاً على أداء واجبهم لأنهم يعلمون أن الأجر ثابتٌ عند الله جلَّ وعَلا لذلك قدَّمنا الواجبات على الحقوق، ثم بعد ذلك نتحدث عن أركان الأداء القرآني.

أركان الأداء القرآني:
الأداء القرآني له أركانٌ أربعة وهي: المنهج الذي يقوم عليه الأداء القرآني.

الدكتور رحابي:
شيخ حسني عفواً على المقاطعة؛ أركان الأداء القرآني ممكن نُثبتها أيضاً من خلال التعليقات ومشاركة الإخوة وتلخيصها كما حدث في اللقاءات السابقة، أشكر كل من يساهم في تثبيت هذه المعلومات "العلم صيدٌ والكتابة قيده "، "قيِّد صيودك بالحبال الواثقة"، فاليوم الآن نحن مع الأركان أركان الأداء القرآني وأول شيءِ ذكره الشيخ ما هو يا شيخ حسني؟ نُلخصها ونكتبها في التعليقات لمن يأتي لاحقاً ويرى ويُتابع، تفضل سيدنا.

الشيخ حسني:
الركن الأول هو المنهج؛ ما هو المنهج؟ المِقدار القرآني الذي سيتم حفظه أو ضبطه بين القارئ وبين المُقرئ، وهذا لا نتحدث عنه كثيراً ولكن هذا المنهج الذي يُوضع من قِبل من يقوم بالإقراء ومن يتلقَّى الإقراء له أيضاً واجباتٌ وله حقوقٌ فما واجبات المنهج؟ حينما تقوم إدارة على حلقات أو مُجمَّع حلقات أو مدرسة قرآنية فما الواجب على هذه الإدارة التي تُحدد المنهج القرآني الذي سيُحفظ، ما الواجب عليها؟ يعني إخواننا يشاركونا في هذه الفوائد إن شاء الله ولعل عندهم أكثر وأفضل مما عندنا إن شاء الله.

الدكتور رحابي:
نعم ما هي الواجبات على الجهة؟ سيذكر الشيخ حسني بعض الواجبات أو بعض الحقوق المُترتبة على الجهة المنظمة والمسؤولة عن إقامة وإنشاء الحلقات القرآنية، ولكن ممكن أيضاً الإخوة المُتابعين لهم أيضاً خبرةٌ ولهم إثراءٌ لهذا الموضوع، فلا تبخلوا علينا بما وهبكم الله من خبرةٍ وعِلمٍ إن شاء الله، نعم يا سيدي.

واجبات الجهة المنظمة للأداء القرآني وحقوقها:
الشيخ حسني:
نعم أولاً ما يجب على من يضع هذا المنهج أن يُراعي الغاية والأهداف، لا بد أن تكون الغاية التي يُريد الوصول إليها في هذا المُجمَّع القرآني أو في هذه الحلقات أو في هذه المدرسة لا بد أن تكون الغاية مناسبةً للأهداف التي سوف يضعها من أجل الوصول إلى هذا الغرض أو هذه الغاية.
وأيضاً يتناسب مع القدرات ومع الفروق والقدرات بين طلاب هذا المكان الذي سيتم فيه تحفيظ هذا المنهج، فلا يَصح مثلاً أن يُدرِّس طلاب التلقين ويضع خطةً أن ينتهوا مثلاً في ثلاثة أشهر من حفظ القرآن! إذاً واجب المنهج والذي يُراعى في المنهج أن يكون مناسباً للغاية المطلوبة ومناسباً للأفراد الذين سيقومون بهذه الأهداف.
طيب ما حق المنهج؟ ما حق المنهج الذي وُضِع على المُعلمين القائمين في هذا المُجمَّع أو المُقرئين المُتواجدين في هذا المُجمَّع؟ حقٌ المنهج عليهم مادامت الخطة قد أُقرَّت أن يَعملوا لها بإخلاصٍ واجتهادٍ ويبذلوا الوسائل والأسباب من أجل تحقيق هذه الغاية على أحسن وجه، طيب هذا المنهج، والمنهج أمرٌ بين القائمين على الأداء القرآني وبين من يُنفذ هذا الأداء.
نأتي إلى الجهة المُنظمة أو الإدارة أو القائمين على أمر الأداء القرآني في أي مكان، ما واجبهم؟ واجبهم أن يلتزموا بما أمرنا الله جلَّ وعَلا به فإن الله جلَّ وعَلا أمرَ أمراً وفرَضَ فرضاً في كتاب الله جلَّ وعَلا فقال:

فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)
[سورة النحل]

يعني قد يكون بعض القائمين على بعض المُجمّعات القرآنية ليس له خبرةٌ في تعليم القرآن، هو رجلٌ إداريٌّ بحت لم يسبق له أن درَّس القرآن أو أقرأ أحداً ولكنه في جانب الإدارة بارعٌ جداً، فيجب على أمثال هؤلاء الفُضلاء ألا يضعوا خطةً ولا يضعوا منهجاً إلا بعد الرجوع إلى أهل الذكر، من أهل الذكر؟ المُعلّمون القائمون على هذا المُجمَّع والذين سيقومون بتنفيذ المنهج، وحبذا أن يكون من يقوم على إدارة مثل هذه المُجمّعات له خبرةٌ سابقةٌ في تحفيظ القرآن حتى يُدرك الجو الذي يعيشه المُقرئ والقارئ في الأداء القرآني.
وكعادتنا يا دكتور لن نتحدث في المثاليات والفرضيات نتحدث بالوقائع والمواقف، في إحدى المُجمّعات القرآنية كنت أتولَّى حلقةً من الحلقات وجاءني مدير المُجمَّع وقال: يا شيخ هناك مُعلِّم جاء ليُدرِّس معنا في المُجمَّع ونريدك أن تحضر جلسة الاختبار، فقلت له على الرحب والسعة، فدخلنا إلى المكتب ووجدت الأخ الفاضل بارك الله فيه يُمسك بالمصحف ويسأل الشيخ المُقرئ يسأله من عدة مواضع ويجيب بإتقانٍ وحفظٍ وضبط، ثم قال للشيخ تفضل بعد قليل سننادي عليك، ثم قال لي: ما رأيك؟ قلت له: ما رأيي في ماذا؟ قال: في المُعلِّم، قلت له: أنت تُريد إماماً للتراويح أم تُريد مُعلِّماً؟ إن كنت تُريد إماماً للتراويح يُصلي بالناس فهذا الرجل نعمَ الرجل، لكن إن كنت تُريد مُعلِّماً يجلس بين الطلاب في الحلقة يُقرِئهم فنحن لم نتعرَّف على هذا الرجل، قال: كيف سألناه في مواضع عديدةٍ في القرآن وهو ضابطٌ ومجوِّد! قلت له: يا أخي الكريم قد يأتي أضبط خلق الله لكتاب الله جلَّ وعَلا وتُجلسه لُيعلِّم بعض الناس فلا يعرف كيف يُعلِّم! ولا يعرف كيف يُقرئ.
ولذلك تعجَّب بعض الحاضرين معي في أحد المُجمّعات التي أنا الآن مُشرف عليها حينما جاء يختبر أحد المُعلمين، فقال يا شيخ أنا مستعد للاختبار قلت له جميل جداً أنا سأقرأ الآن، أنا طالبٌ عندك أنا سأقرأ وأريدك أن تُعلِّمني وتصوِّب أخطائي، قال كيف يا شيخ؟ قلت هذا الاختبار، لن أسألك في حفظك أريدك أن تقرأ لي بعض ما تحفظه لكن الاختبار الرئيسي أنني اعتبرني الآن طالباً عندك وبدأتُ أقرأ وبدأتُ أحياناً أتعمَّد أن أُخطئ في بعض المواضع، تجد بعض المُعلِّمين حينما يقرأ عليه الطالب كأنه يعني نسأل الله العفو العافية مُتربصٌ بالطالب، بعض الناس نسأل الله العفو العافية يدخل المسجد يُصلي وأمنيته أن يفتح على الإمام في الصلاة، يعني كأنها الغاية من دخوله إلى الصلاة، يعني لو الإمام توقف ليسعل أو عطس مباشرة كالطلقة يَرُده، فكذلك بعض المُعلِّمين فبمجرد الطالب أن يُخطئ مباشرةً يرده، وهذا ليس أسلوباً تربوياً وليس أسلوباً تعليمياً جيداً في تعليم القرآن، الأَولى حين يُخطئ الطالب أن تُشر إليه إشارةً بيدك، تنقر له على الطاولة نقرةً أو نقرتين ليحاول أن يُراجع حفظه ليُحاول أن يَردَّ على نفسه فإن ردَّ على نفسه لن ينساها أبداً، لكن إن رددت عليه في كل وقفةٍ يتوقفها لن يضبط، أحياناً تقول له تُعيد له الكلمة أو تُعيد له الكلمة التي قبلها فيُكمل هو الكلمة التي أخطأ فيها، هذا هو الاختيار لذلك نتمنى على ممن يقوم إدارة المُجمّعات القرآنية والحلقات القرآنية لا نقول أن يُفرض عليه، أن يَستعين ويَستشير برأي المُقرئين الذين أقرؤوا وجرّبوا ومارسوا هذا، هذا فيما يتعلق بواجب الإدارة القائمة على الأداء القرآني.
حسناً ما حق هذه الإدارة؟ حق هذه الإدارة ما دام المنهج قد أُقرَّ بالتشاور مع الإدارة ومع المُقرئين لابد من السمع والطاعة لهؤلاء مهما كان مقامهم ومهما كان حالهم، فالأمر الإداري لا بد يُنفّذ حتى يتم العمل على ما ينبغي.
ثم ننتقل إلى الركن الثالث من أركان الأداء القرآني وهو المُقرئ أو المُعلِّم الذي يُعلِّم القرآن.

الدكتور رحابي:
نعم قبل أن نذهب إلى المُقرئ ما واجباته وحقوقه، نريد أحداً أن يُلخص لنا ماذا مرَّ معنا الآن حتى تكون هذه الدقائق التي مرَّت واضحةً لكل من يَحضُر ولكل من سَيحضر لاحقاً إن شاء الله.
الأداء القرآني واجبات وحقوق، الجهة المُنظمة، سنعطي الوقت للإخوة أن يكتبوا تعليقاتهم إن شاء الله، ما هو تلخيص ما مرّ معنا قبل قليل.
أحد الإخوة يسأل هل هناك كتابٌ خاصٌ لهذه المعلومات شيخ حسني؟

الشيخ حسني:
والله يا دكتور هذه المعلومات جلست وكتبتها، ولكن لا أدري، لو أردتم أن نرسلها بعد ذلك رؤوس أقلامٍ كاملة في ملف pdf إن شاء الله ممكن.

الدكتور رحابي:
جزاك الله خيراً؛ نعم في الحقيقة من يكتب التجويد والأداء القرآني أو الأبحاث التجويدية عديدةٌ كثيرة وربما لا يوجد مُصنّفٌ واحد - على حد علمي - يجمع كل ما يحوي التجويد إلا أحكام التجويد وكذا.. عندنا مثلاً التجويد المصور وكتب التجويد الأُخرى الشيخ الحصري وغيره.. كتب التجويد المكتوبة بالآلاف عددها بالآلاف لا أقول بالمئات بل آلاف الكتب التجويدية، ولكن مهارات مُعلِّم القرآن هذه ليست من أحكام التجويد ولكن من مهارات تعليم التجويد، الآن نحن اليوم نتكلم في موضوعٍ جديدٍ نوعاً ما ربما ونريد أن نقدمه ربما بطريقةٍ أيضاً جديدة مع فضيلة الشيخ حسني: عن موضوع الواجبات والحقوق للقارئ والمُقرئ والجهة المُنظّمة وآدابهم وحقوقهم ما لهم وما عليهم، لكن أن تجد ذلك كله مجموعاً في كتابٍ ربما هذا يكون أحد مشاريع الأداء القرآني يوماً من الأيام نجمع هذه المتناثرات واللآلئ من كل مكانٍ ومن كل حدبٍ وصوب ونجعلها في منظومةٍ واحدة إن شاء الله.
تقول الأخت ملك جزاها الله خيراً: أركان الأداء القرآني أربعة المنهج ووضع المنهج من قبل القائمين على العمل القرآني والالتزام به، المنهج يُبنى على طريقةٍ علميةٍ مُمنهجة:

فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)
[ سورة النحل ]

ثم تهيئة المُدرّسين والمُقرئين من قِبل لديه خبرة في التعليم والإقراء، جزاك الله خيراً أختي ملك على هذا التلخيص الطيب، وتقول أيضاً: حقوق الإدارة المُشرفة على الأسس القرآنية أن يُسمَع كلامها ويُوضع حيز التنفيذ من قِبَل فريق العمل، طبعاً بعد أن تكون قد اجتازت المرحلة الأولى وهي الاستعانة بأهل الذكر وأهل الخبرة المُقرئين والمُقرئات.
الأخت الفاضلة مريم تقول: مُعلِّم القرآن يجب أن يكون صبوراً ويفرح بحفظ طالبه كأنه هو، ويكون صارماً بعض الشيء لينضبط طالبه ويُحبه دون تكبُّر أو عظَمة فذلك المجلس تحوفه ملائكة الرحمن، صحيح شكراً يا أخت مريم، جزاكم الله خيراً.
طيب حتى الآن نحن لخَّصنا الفقرة التي مرت، باقي معنا عشر دقائق نريد أن نذهب إلى حقوق.. أي حقوق يا شيخنا المُقرئ أو القارئ أولاً؟

واجبات المُقرئ وحقوقه:
الشيخ حسني:
نتحدث الآن عن واجبات المُقرئ قبل حقوقه، قلنا أن أهل القرآن يسعون أولاً أن يفعلوا ما عليهم، ثم بعد ذلك لا يهمهم أن يُطالبوا بما لهم ولا يَعنيهم لأنَّ طلب الأجر والثواب عندهم من الله قبل أي شيء.

الدكتور رحابي:
الله يبارك بك؛ نعم حتى فقط احتراماً للإخوة والأخوات الذين يُثرون هذا اللقاء بملاحظاتهم الطيبة وبتعليقاتهم وبإضافاتهم، تقول الأخت حسناء: التدريس له بيداغوجيا خاصة، أريد شرح كلمة بيداغوجيا خاصة، لم أعرف كلمة بيداغوجيا، على المُعلِّمين دراستها قبل الشروع في التعليم وهناك كتب بيداغوجيا التدريس كنا درسنا فيها ونحن في مراكز تكوين الأساتذة، والله يا أختي حسناء أرجو التكرم والتفضل بإثراء هذه المعلومة عن تدريس البيداغوجيا، نفهمها إن شاء الله، ولو يوجد تواصل لا حرج إن شاء الله.
تقول الأخت أم بسام: مُعلِّم القرآن يكون صاحب خُلق حَسن يتقبل الطلاب بِمُستوياتهم المَتفاوتة، نعم هذه من مهارات مُعلِّم القرآن.
الأخت يسرى تقول: يوجد شرح منظومة المهارات في الأداء القرآني بشرح الشيخ إبراهيم الأخضر لا أذكر اسم مؤلف المنظومة حقيقةً، أرجو أنه تبحثي لنا عنها وترسليها لنا أيضاً حتى نستفيد منها، طبعاً وعليكم السلام لكلِّ من يدخل ويقول السلام عليكم جزاكم الله خيراً.
الأخ أبو ماجد محمد: كيف ننضم إلى هذه الدراسة من خلال زيارة موقع الأداء القرآني إن شاء الله والمتابعة في الإجراءات الإدارية، لمن يحمل بكالوريوس وإجازة قرآنية يكون مُؤهلاً إلى الدخول لماجستير الأداء القرآني، ومن يحمل ماجستير ومعه إجازة قرآنية، ماجستير من أي تخصص أو بكالوريوس من أي تخصص مؤهلٌ ليدخل الدراسات العُليا إن شاء الله.
نعم مولانا تفضل الواجبات والحقوق.

الشيخ حسني:
نعم نتحدث عن واجبات المُقرئ ونبدأ بمرحلة من المراحل التي يتعامل فيها المُقرئ أو المُعلِّم مع طلابه وهي أهم مرحلةٍ على الإطلاق وأخطر مرحلةٍ على الإطلاق وهي مرحلة التلقّين، التي قبل أن يقرأ الطالب من المصحف يتعلَّم من معلِّمه تلقيناً، وواجب المُعلِّم في هذه المرحلة أن يستحضر في ذهنه أشياء مهمة جداً؛ وهي أولاً أن هذا الطالب أنت تعُوله علمياً، وتعُوله قرآنياً فاحرص وانتبه لئلا تُضيِّعه، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

{ كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ }

[سنن النسائي]

واستحضر أمراً مهماً جداً وهو أن هذا الطفل الذي بين يديك قد يصبح يوماً من الأيام علماً من أعلام الإسلام وبطلاً من أبطال الإسلام، وقد يبقى ذكره منشوراً بين الناس بعد موتك أنت، ولا يَغُرنّك أنك غير معروفٍ أو مغمورٌ أو لا يعرفك أحد فإن كان لا يعرفك أحد فيكفي أن الله يعرفك، وحينما نتأمل سبحان الله العظيم العلماء والزعماء الفُضلاء على مرِّ تاريخ الأمة نتحدث مثلاً عن محمد الفاتح هذا العَلم هذا الأمير الفاتح إذا سألنا جُلّ من يسمع عنه من شيخه؟ من الذي رباه؟ من الذي علّمه القرآن؟ قد لا يعرف الكثير، طبعاً شيخه هو آق شمس الدين الذي رباه وعلَّمه، ماذا فعل محمد الفاتح؟ كل الخير الذي قام به في خدمة الإسلام يأتي في ميزان من يوم القيامة؟ في ميزان هذا الشيخ الذي علّمه ورباه وقد لا يعرفه الكثير منا.
أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كثير لا يعرفه مشايخه، أيضاً الشيخ ابن باز، الدكتور راتب النابلسي هذه الدُرر التي تخرج منه العلمية والروحانية ويحبه الجميع إذا سألت نفسك سؤال من الذي ربَّى هذا الشيخ؟ من الذي علَّم هذا الشيخ كتاب الله جلَّ وعَلا قد لا نعرف، لكن كل ما يبذله الشيخ وكل ما يعلّمه الشيخ في ميزان من يوم القيامة؟ في ميزان المُعلِّم الأول الذي أخذ بيده ليُحببه في القرآن ويعلّمه القرآن، الدكتور أيمن رشدي حفظه الله من أستاذه ومن شيخه الذي أخذ بيده إلى طريق القرآن؟ قد لا نعرف لكن الله جلَّ وعَلا يعرف، هذه المرحلة أهم وأخطر مرحلة إذا أحبك الطالب فيها برع في أداء القرآن بعد ذلك ويبقى في ذكره وفي عقله وفي قلبه اللحظات الأولى التي تعلَّمها.

الدكتور رحابي:
نعم صحيح ما شاء الله عليك؛ أنا أطلب من الإخوة والأخوات إضافة وإثراء هذا اللقاء عن آداب وأخلاقيات المُقرئ ومُعلّم القرآن فالبعض كتب مثل الأخت يسرى: على مُعلّم القرآن أن يكون صبوراً مُخلصاً لله بعلِمه هذا ولا يجعله ساحةً لإبراز قدراته بين طلابه تفاخراً بعلِمه، نعم أرجو المزيد من هذه الآداب التي يتخلَّق بها، طبعاً كتاب التبيان في آداب حملة القرآن للإمام النووي كتابٌ طيب، ولكن ربما الآن بعض الإخوة والأخوات عندهم عملٌ ميدانيٌّ وتجارب شخصية وتجارب عملية، وربما البعض منهم مُتعلّم بطرقٍ أكاديمية جامعية لعلّهم يُثرون المزيد من الآداب التي ممكن نجمعها لاحقاً وتكون ضمن إطار واحد إن شاء الله.
لكن في هذه المناسبة يا شيخ حسني أنت تُذكّرني بأستاذي الأول في القرآن الكريم، أستاذين في الحقيقة؛ الأول الأستاذ الشيخ عمار مسكين والأستاذ الشيخ أبو اسماعيل دلالة، هؤلاء الأستاذين الفاضلين من مدينة إدلب مدينتي التي نشأت وترعرعت بها هما اللذان علّماني أوائل السور في القرآن الكريم - قصار السور- واللذان حبباني بالقرآن وحفظّاني القرآن الكريم وأكرماني بوقتهم وبجهدهم وجعلوني وغيري من إخواني الرفاق في هذا الدرب أن نحفظ وأن نتعلّم وأن نحب المسجد ونحب القرآن الكريم، حتى الآن بعد ثلاثين سنة اسمهم في ذاكرتي وصورتهم وشخصيتهم والله وكأنني أجلس الآن أمامهم في الحلقة من المحبة من التواضع من الحنان من الرحمة من الخير، بالمقابل تجد قصصاً مؤسفةً أن مُعلِّم القرآن هو كان سبباً لتنفير فلانٍ من المسجد وربما من القرآن وإلى عشرات السنين، فسبحان الله الكلمة التي ذكرتها؛ هذا شخص ربما أعلام بالعالم الإسلامي الآن تجد شيخه وتجد أستاذه وتجد المُربي الذي وجهه شخصاً مغموراً جداً لكن هو السبب الذي جعل منه هذا العَلَم العظيم الكبير، نسأل الله أن يجعل إخواننا جميعاً وأحبابنا وأخواتنا الكريمات هنا كلَّهن أن يجعلهن الله عز وجل مفاتيح للخير مربيات ومربين جميعاً إن شاء الله في هذا الباب.
سامحني على هذه المُداخلات.

الشيخ حسني:
نسعَد بكم يا دكتور؛ طيب في هذه المرحلة لا تُدقق على هذا الطالب ولا تُشدد عليه حتى لا ينفر كما قلتم، أذكر من المواقف المضحكة الجميلة من حوالي عشرين سنة تقريباً كنت أُعلِّم طفلاً صغيراً سورة التكاثر وأنا أقرأ وهو يردد خلفي فجئت عند قول الله جلَّ وعَلا:

ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)
[ سورة التكاثر ]

فأنا أقول ثم لَتُسْأَلُنَّ وهو يقول ثم لتأسلّن، أنا أقول لَتُسْأَلُنَّ وهو يقول لتأسلّن كررتها حوالي أربعين مرة وأقطِّع الكلمة دون جدوى وهو مُصمم، فقلت في نفسي لعلَّ الرهبة أو البرمجة العصبية العكسية هي التي فعلت به ذلك، دعنا نعكس الأمر فقلت له: قل معي ثم لتأسُلن فقال ثم لَتُسْأَلُنَّ، يعني لما أنا عكست الكلمة وقلتها كما كان يقولها نطقها هو صحيحة! وإلى الآن يقابلني ويقول لي يا شيخ هل تذكر كلمة لَتُسْأَلُنَّ، تتذكر حينما كنت أقولها أنا لتأسلّن وأنت حتى تضبطها عندي قلتها مثلي فقلتها أنا صحيحة، قلت نعم أتذكر، قال يا شيخ والله جزاك الله خيراً على صبرك أربعون مرةً تكرر معي ولذلك هي أصعب وأهم مرحلة، ولذلك حق المُقرئ والمُعلِّم في حلقة التلقين حق عالي جداً وهو أن الطالب يُقدّم هذا المُعلّم على والديه ويحبه حباً جماً، والذي يُمهد لهذا الحب ولهذه المحبة والمودة في قلب هذا الطفل الوالدان في البيت فكلما رفعا وأعليا من شأن المُعلّم في عين وقلب وعقل الطالب كلما زاد الطالب حباً وتعلقاً بالمُعلِّم وتعلّماً منه.
أُم الإمام مالك رحمه الله لمَّا كان صغيراً وختم القرآن وهو ابن عشر سنين ألبسته لباس طلبة العِلم وقالت له: يا بني اخرج واطلب العِلم، فقال: يا أُماه إلى من أذهب؟ انظر ماذا قالت، قالت اذهب إلى ربيعة بن عبد الرحمن الذي كان يُلقب بربيعة الرأي، انظر ماذا قالت للإمام مالك وهو صغير، قال: يا بني وتعلّم من أدبه قبل أن تتعلّم من عِلمه، ولذلك كل من تتلمذ على يدي الإمام مالك يقول كان يربينا أولاً، القاسم بن عبد الرحمن أشهر تلاميذ الإمام مالك وصاحب مذهبه الذي نشره في مصر يقول: صحبت شيخي مالك عشرين سنة فأدَّبني في ثمانية عشرة سنة وعلّمني العِلم في سنتين! ولذلك كلَّما أعلى الوالدين من شأن المُعلّم كلما تلقى الطالب منه أكثر.

الدكتور رحابي:
أعتقد أننا بالفعل محتاجون إلى لقاءٍ آخر وربما يكون السبت القادم يكون لقاؤنا بالفعل مثل هذا الوقت كما تعودنا مع المُتابعين ولكن سيكون مضبوطاً بثلاثين دقيقة.

الشيخ حسني:
طيب أستأذنكم في نقطتين ننتهي من مُعلّم التلقين، موقفين صغيرين: الموقف الأول في ارتباط الطالب بالمُعلِّم: أحد الإخوة الفُضلاء يسمى الشيخ علاء نسأل الله أن يحفظه ويبارك فيه كان قد أنشأ مركزاً لتحفيظ القرآن الكريم وكان يُكافئ طلابه بحلوى صغيرة هذه الحلوى والله لا تساوي شيئاً، يعني لو قلنا مثلاً أقل شيء في العملة عندنا في مصر القرش كانت العشر حبات بقرش شيءٌ ليس له ثمن، فكان يُعطي الطالب الذي يُسمع ويجيد حلوى واحدة ثم شاء الله جلَّ وعَلا أن انتقل هذا المُعلِّم من هذا المكان وتركه، فجاءه أولياء الأمور يبكون أن أولادنا لا يُريدون أن يحفظوا حتى أني قلت لولدي إن حفظت هذه السورة سأجلب لك قطعةً من الشوكولا ثمنها جنيه، والجنيه في مئة قرش وهو كان يشتري عدة حباتٍ بقرشٍ واحد فأعطيه فيبكي ويقول أريد حلوى الشيخ علاء التي لا تُعد ذات قيمة! فانظر إلى ارتباط الطالب في هذه المرحلة بمعلِّمه حتى نتعلم يا إخواننا الإبتسامة والمحبة والمُداعبة.
من المواقف المهمة التي تبيّن لك رهبة الطلاب يعني المحبة والرهبة من الشيخ في هذا الوقت، يحكي لي أحد أجدادي يقول كنا في مصر كان يأتي فيضان النيل في مصر فيَملأ بعض الأماكن الفارغة العميقة فتصبح بركةً للسباحة، قال فالبعض منّا كان يخرج من مركز التحفيظ الكُتَّاب فينطلق إلى هذه البركة يسبح وكان أحياناً بعض الطلاب يغرقون وكانت تكون أزمة، فبمن يستعين أولياء الأمور لضبط هذا الأمر؟ يستعينون بمشايخ الكُتَّاب يقولون يا شيخ ابحث لنا عن حل في ضبط الطلاب وإلا لن يأتوا ليحفظوا ولن نخرجهم من البيت، تخيل ماذا ابتكر الشيخ؟! أمرٌ عجيبٌ جداً ومضحكٌ جداً كان كل طالب يأتي إلى الكُتَّاب في الصباح يأتي الشيخ بختم -الختم الذي يُختم فيه اللحم في المسالخ- ويَختم كل طالبٍ على ساقه في أعلى ساقه بهذا الختم لماذا؟ لأن هذا الختم بمجرد أن يمسَّه الماء يتلاشى يقول لي جدي: ونذهب إلى الكُتَّاب في الصباح فأول شيءٍ يفعله قبل أن نبدأ يقول ارفع ثوبك فكل واحدٍ يرفع ثوبه لينظر الشيخ إلى ساقه والويل لمن يجد الشيخ أن هذا الختم قد مُحيَ من على رجله، فقلت لجدي يا جدي كيف كنتم تستحّمون؟ يعني الطالب يريد أن يستّحم ماذا يفعل؟ قال يا بني كان يذهب معي والدي إلى الشيخ ويقول يا شيخ نستأذنك الولد اليوم سوف يستحِم فغداً تُجدد له الختم.
فانظر إلى ارتباط الطلاب بالمُعلِّم في هذه المرحلة، مرحلةٌ خطيرةٌ ومهمةٌ جداً وكلنا لا ننسى هذه اللحظات الأولى بيت يديّ المُعلّم الذي لقنَّنا وعلّمنا كتاب الله جلَّ وعَلا.

الخاتمة:
الدكتور رحابي:
الله يجزيك الخير الله يكرمك يا شيخ حسني؛ الموضوع له أهميةٌ كبيرة والإخوة والأخوات في إثرائهم لهذه المعلومات يعني تم عرضها بشكل سريع على الشاشة ولكن كل ما ذكرتموه أيها الإخوة والأخوات في التعليقات مُهمٌ، وإن شاء الله نتمكَّن من جمع هذه اللآلئ وهذه الدُرّر من كلامكم الطيب ليكون ضمن ملفٍ واحدٍ إضافةً إلى ما تفضل به الشيخ حسني، سنتابع إن شاء الله شيخ حسني في الأسبوع القادم بإذن الله تعالى.
من يسأل عن الانضمام للدراسة في ماجستير الأداء القرآني مرةً ثانيةً المطلوب بكالوريوس وإجازة قرآنية والذي لا يحمل أو ليس معه إجازة قرآنية الأداء القرآني يُوفِّر له شيخاً مُقرئاً أو شيخةً مُقرئةً مُتقنةً بأسانيد عالية لمساعدة الإخوة والأخوات في الحصول على إجازات قرآنية إن شاء الله، وأنا سأبدأ دورتي التجويدية المُكثّفة يوم الاثنين فدعواتكم بالتوفيق إن شاء الله.

الشيخ حسني:
دكتور بالنسبة للدورة التجويدية نذكّر حضرتك بأن كل ما يتعلق بها داخل الرابط وليس مجرد الإعلان فقط، لأن البعض يجهل قضية الرابط وأن فيه كل التفاصيل المتعلقة بالدورة.

الدكتور رحابي:
نعم دورة التجويد هذه موجودةٌ على صفحتي الخاصة يعني هذه الدورة خاصة أنا أقوم بها موجودةٌ على صفحتي على الفيس بوك، لكن من يريد التفاصيل عن الدورة والتسجيل فيها ومعلوماتها وكذا.. موجودة في الرابط، يعني الإعلان هو إعلان فقط عن الدورة اضغط على الرابط حتى ترى التفاصيل واليوم آخر يوم بالتسجيل ويوم الاثنين سيكون أول يوم في الدورة، في اللغة الإنكليزية واللغة العربية في أوقات مختلفة في الصباح مرتين وفي المساء مرة إن شاء الله.

الشيخ حسني:
نفع الله بكم يا دكتور.

الدكتور رحابي:
وإياكم إن شاء الله وبالتوفيق والسداد وأن يُكرمنا أن نتلوَ القرآن حق تلاوته.

الشيخ حسني:
نعم وأي أحدٍ يحتاج مساعدةً في اللغة الإنكليزية في الدورة فالدكتور رحابي موجود إن شاء الله.

الدكتور رحابي:
الله يجزيك الخير، أمرك يا سيدي إن شاء الله بارك الله بك، الأداء القرآني واجبات وحقوق نتابع إن شاء الله في هذه الفكرة الطيبة الرائدة والمُمتعة والنافعة والمُهمة أيضاً في الأسبوع القادم بإذن الله تعالى ابقوا معنا وشاركوا هذا اللقاء على صفحاتكم، ونرجو الله تعالى لنا لكم والتوفيق والنجاح والسداد والقبول، إلى ذلك المُلتقى نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ونرجو منكم الدعاء الصالح والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الشيخ حسني:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، نستودعكم الله.