واجبات مُقرئ القرآن الكريم مع الشيخ حسني حسوبة
- 2021-09-25
واجبات مُقرئ القرآن الكريم مع الشيخ حسني حسوبة
مقدمة:
![]() |
أيها الإخوة الكرام أهلاً بكم إلى لقاءٍ جديدٍ مع فضيلة الشيخ حسني حسوبة، حيَّاكم الله فضيلة الشيخ حسني. |
الشيخ حسني:
حيَّاكم الله يا دكتور حفظكم الله وبارك بكم. |
الدكتور رحابي:
وإلى هذا اللقاء الطيب المبارك على مائدة القرآن الكريم وعنوان لقائنا اليوم: واجبات وحقوق مُقرئ القرآن الكريم، هذه الحقوق وهذه الواجبات لعلَّها مرَّت في كتاب الله سبحانه وتعالى في ثنايا القرآن الكريم، ولعلَّها مرَّت أيضاً في ثنايا حديث نبينا صلى الله عليه وسلم، ولعلَّها مرَّت أيضاً من خلال عُلمائنا وأئمتنا الذين تلقّينا عنهم القرآن الكريم والعِلم الشرعي فهناك واجبات وهناك حقوق. |
نبدأ على بركة الله شيخ حسني، نرجو الله تعالى أن يُكرمنا وإياكم بالحُسنى وزيادة إن شاء الله، وقبل أن نبدأ نُرحب بالإخوة الكرام والأخوات في هذا اللقاء وكالعادة نطلب منهم المشاركة معنا في تعليقاتهم وفي إثراء هذا اللقاء بكلماتهم وبتعليقاتهم وبإضافاتهم الثرية فنحن نستفيد ونتعلم منكم جميعاً، ونطلب أيضاً رجاءً أن تُشاركوا هذا اللقاء على صفحاتكم المُباركة حتى يزداد عدد المُشاهدات لهذه اللقاءات فيزداد فيه الخير والنفع إن شاء الله. |
شيخ حسني في اللقاء الماضي تحدثنا عن الآداب والواجبات للقارئ وربما أيضاً للإدارات، فنلجُ مع فضيلتك في هذا الموضوع ونستفتح بالذي هو خير ونستفتح بك دائماً فأنت نجمٌ في الدراسات العُليا في الأداء القرآني، ونُبارك لك مرةً ثانية حصولك على ماجستير الأداء القرآني ونُبارك لك أيضاً الخطوة القادمة إن شاء الله الدكتوراه في الأداء القرآني، نسأل الله أن يجعلها خيراً وبركةً ونفعً لك ولكل من يتصل وينتفع بك إن شاء الله. |
تعلُّق الطالب في مرحلة التلقين بِمُعلمه:
الشيخ حسني:
جزاكم الله خيراً يا دكتور بارك الله بك؛ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، في لقائنا الأول قلنا أن أركان الأداء القرآني هي أربعة أركان: المنهج والإدارة والمُقرئ والقارئ، تحدثنا عن واجبات وحقوق المنهج الذي يُدرَّس في الحلقة أو في مكتب التحفيظ أو في أي مكان، وتحدثنا عن الإدارة؛ واجباتها وحقوقها، وتحدثنا عن واجبات المُقرئ في مرحلة التلقين؛ لأن المُقرئ يُقرئ فئات متعددة فقد يكون المُقرئ مُعلِّماً في حلقات التلقين وتحدثنا عن واجباته وحقوقه. |
![]() |
واجبات مُقرئ القرآن الكريم في مرحلة المتوسط والثانوي:
ثم بعد ذلك نتحدث عن واجبات المُقرئ في مرحلة المتوسط والثانوي وهذه مرحلةٌ حرجةٌ وحساسةٌ جداً أنه المُقرئ لابد أن يتعامل معها بذكاء ويتعامل معها باحترافية لا يتعامل على أنه مُجرد آلة تُلقّي الطلاب، يأتي الطالب ويقرأ على الشيخ وينتهي الأمر والشيخ يكون في منتهى الجمود لا يبتسم لا يَهَش لا يَبش للطالب، كل هذه الأشياء تُنقَش والله في عقل وقلب الطالب، كما كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون يقول أحدهم: ما رآني النبي صلى الله عليه وسلم إلا هشَّ لي وبَش، على الرغم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك قد يُعاتبه قد يُعنفه على أمرٍ ما لكن في البداية يلقاه بالبشر وبالبشاشة صلى الله عليه وسلم، وهكذا يكون لا بد أن يكون المُقرئ في هذه المرحلة. |
![]() |
الدكتور رحابي:
نعم سيدي جزاك الله خيراً أحسنت، لعلَّنا نُرتب الأفكار من أجل الحقوق والواجبات ويُساعدنا الإخوة والأخوات المُتابعون في كتابة هذه الأفكار واحدةً تلو الأُخرى، الآن أول فكرة ذكرها فضيلة الشيخ حسني: فهم طبيعة الطلاب خصوصاً في المتوسط والثانوي، فهم طبيعتهم وفهم ميولهم وتفكيرهم، ومُداراتهم قدر الإمكان، لو نستطيع أن نُجملها بشكلٍ سرديٍّ حتى نساعد الإخوة ومن يدخل لاحقاً. |
فهم طبيعة الطلاب في المتوسط والثانوي:
الشيخ حسني:
نقول: اعرِف ظروفه وطبيعة مرحلته وعِش معه فيها، لكي تُرشِّد له هذه السلوكيات وتلك الأخلاقيات هذا دورك، يعني أنا أذكر في أحد المساجد قبل بداية الحلقة صليت بجماعة المسجد ثم بعد ذلك جلست لقراءة أذكار بعد الصلاة فوجدت أحد الشباب رنَّ هاتفه في المسجد وإذا عليه نغمة لمقدمة مسلسل أرطغرل، هذا المسلسل لا يُنكر أحدٌ تأثيره في الناس وتأثيره في الشباب، بعض الشباب كان يُتابع تفاهات الأمور والأشياء التي لا قيمة لها، فنحن نقول جيد أنهم انتقلوا من هذا إلى شيءٍ يُعرّفهم بتاريخهم يعلّمهم الحماسة والقيَّم والرجولة والأخلاق وغير ذلك.. فاقتربت منه بعد الصلاة وهو ليس من طلاب المسجد وليس من طلاب الحلقات، شابٌ صغير، فقلت له: على فكرة الموسيقى حرام حتى لو كانت موسيقا ارطغرل، فالولد ابتسم قال: تعرف ارطغرل؟ قلت له: نعم سمعت عن هذا المسلسل، فسُرَّ كثيراً، قال يا شيخ: أنت تُدرِّس في المسجد؟ أنت في الحلقات؟ أنا أريد أن أنضم إليكم، تخيل لو تصرفنا التصرف العكسي عكس هذا تماماً، أطفئ جوالك الموسيقا والمسجد.. لكن تخيل كونه هو لاحظ أنه أنا أعرف شيئاً هو يعرفه في مرحلته ابتسم وفرح وأراد أن يُسجّل في الحلقة فهذا خير، فعلى مُعلِّم القرآن المُقرئ في هذه المرحلة أن يعيش مع الطلاب هذه المعاني ولا يتعالى عليهم ولا يَستعلي عليهم. |
![]() |
أنا أذكر كان عندنا مُعلِّم للغة العربية وهذا المُعلِّم سبحان الله العظيم كان عنده شيءٌ مميزٌ كان لا يبتسم أبداً، لا يبتسم! وسبحان الله العظيم في يومٍ من الأيام كان يُعلِّمنا الإعراب فيُخرج الطالب على السبورة ويقول له فعلاً من الأفعال أكل، كتب.. ويكتب الطالب الفعل ويقول له ما نوع هذا الفعل وما شابه، فأخرجني على السبورة يوماً وقال: ابتسم، فابتسمت، ما التصرف الطبيعي حينما يبتسم الطالب؟ هذا المُعلِّم وكان قد آتاه الله جلَّ وعَلا بَسطةً في الجسم فقط، رفع يده وصفعني صفعةً على وجهي لا أنساها ما حييت، والله كرهت اللغة العربية والنحو بسبب هذه الصفعة، والله يا دكتور موقفٌ لا يُنسى! فإذاً المواقف هذه تُؤثر في الطلاب، البعض قد يأخذ موقفاً من طالبٍ مُعين في الحلقة ويظن أن هذا الطالب مثلاً لا خير ولا بركة فيه، وسبحان الله العظيم كل الطلاب الذين في الحلقات في كل المراحل كقطع الذهب التي غطاها التراب يحتاج المُقرئ أن ينفض عنها هذا التراب ليرجع لها بريقها ولمعانها وقيمتها. |
في أحد أيام الإختبارات أحد الطلاب أيضاً من الطلاب الذين تتحاشى الكلام معهم سبحان الله العظيم وجدته في فترة الفسحة -الاستراحة بين الاختبارات- يحمل حقيبةً يضع فيها أدوات الإختبار، وهذه الحقيبة عليها صورة شيجيفارا الذي هو زعيم الشيوعية، فأنا ناديت عليه تعال فجاء إلي، قال آمر يا أستاذ، قلت له: ما هذه الحقيبة؟ قال: ما رأيك ؟ قلت له: ما هذه الصورة التي عليها؟ قال: مُطوَّع ملتحي أنت ألا تحب المشايخ والشيوخ؟ قلت له: أتعرف من هذا؟ قال: والله لا أعرف أنا رأيت الصورة أعجبني شكل المُطوع الذي عليها الرجل المُلتحي الذي عليها، قلت له: هذا شيجيفارا، قال: ونعم الرجال رجلٌ محترم مادام أنك تعرفه أكيد رجلٌ محترم! قلت له: هذا زعيم الشيوعية، قال: ما الشيوعية؟ قلت له: هذا رجلٌ ينادي بعدم الدين والبُعد عن الدين و.. قال: يقول هذا؟! قلت له: نعم، فالطالب تصرف تصرُفاً عجيباً! أخذ أدواته من الحقيبة وألقى بالحقيبة في سلة القمامة، فقلت له: ما هذا قال والله لا يستحق إلا هذا، مادام يقول بهذا فلا يناسبه إلا هذا المكان، قلت له: يا بني خذ الحقيبة وأرجعها، قال: أبداً يا أستاذ! أحياناً نأخذ صورةً وانطباعاً عن بعض الشباب للأسف الشديد هذا الانطباع يبقى فيَحول بين ما يمكن أن نُوصله إليهم من خيرٍ ومن فائدة. |
الدكتور رحابي:
أكرمك الله شيخنا؛ الإخوة الكرام والأخوات يُثرون دائماً الحديث بإضافاتهم الرائعة فنطلب منهم إضافة أجوبة على هذا السؤال ما هي واجبات و حقوق مُقرئ القرآن الكريم؟ إضافة إلى ما يتفضل به شيخنا الحبيب، مثلاً الأخت يسرى تقول: من حقوق مُقرئ القرآن ستر عيوبه والذبَّ عن أي كلامٍ أو موقفٍ يُسيء إليه وإدامة الدعاء له ولوالديه فجزاك الله خيراً أخت يسرى، والأخت مروة تقول قال النبي صلى الله عليه وسلم: |
{ أنَّ رَجُلًا، قالَ: واللَّهِ يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي لَأَتَأَخَّرُ عن صَلَاةِ الغَدَاةِ مِن أَجْلِ فُلَانٍ ممَّا يُطِيلُ بنَا، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا منه يَومَئذٍ، ثُمَّ قالَ: إنَّ مِنكُم مُنَفِّرِينَ، فأيُّكُمْ ما صَلَّى بالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ، فإنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ والكَبِيرَ وذَا الحَاجَةِ }
[رواه البخاري]
فلابد من تعلُّم فنون التعامل مع الناس وخصوصاً في هديّ النبي صلى الله عليه وسلم، جزاكم الله خيراً لهذه الإثراءات وهذه الإضافات ونحن مع الشيخ حسني إن شاء الله باقي ثلاثة عشر دقيقة للقاء لنسرد ما بقي من حقوقٍ ومن واجبات. |
معايير نقل بعض المصطلحات للطلاب:
الشيخ حسني:
![]() |
أحد الإخوة الفضلاء يقرأ عليه أحد الأصدقاء وهذا الصديق والله يا دكتور يكبُره سناً الذي يقرأ عليه ويعامله مُعاملةً وكأنه طفلٌ صغير! حتى أنه أحياناً يأتيه ليقرأ فيقول له: أنا مشغولٌ الآن، وهو جالسٌ لا يَشغله شيء، ولمّا سُئل تخيل لماذا تفعل هذا مع الشيخ فلان الرجل أكبر منه ومن أهل الفضل والعِلم واللغة، قال: والله مشايخي فعلوا معي هكذا وعذبوني فأنا يجب أن أعذِّبهم ذلك! لا حول ولا قوة إلا بالله، كما قالت الأخت الفاضلة: (إنَّ مِنكُم مُنَفِّرِينَ) لماذا تفعل هذا؟ أخي إذا كان بعض المشايخ منهجه هذا أن يُصعّب الأمر على الطالب أحياناً كما سمعنا عن الأعمش، هل أنت الأعمش؟ هل أنت نافع لكي تُشدد كما كانوا يُشددون، وهل هذا الجيل الذي نتعامل معه الآن كهذا الجيل الذي مضى من عهد السلف في خير القرون هل هذا مثل هذا؟! يتعامل بنفس الطريقة. |
والله يا دكتور عندنا بعض أولياء الأمور في المساجد يأتون بأولادهم إلى الحلقات والولد مستواه ضعيف لا يستطيع أن يحفظ أو يجاري زملائه في الحفظ وفي المستوى، فلمّا نرسل إلى ولي الأمر مرةً والثانية والثالثة يصارحنا بشيءٍ عجيب! يقول: والله أنا أعرف مستوى ولدي ولا أطمح أن يختم أو يكون من الضابطين كأقرانه لكن أنا أريده في المسجد، أريده مع أهل القرآن والله إن لكم يكن معكم في هذه الساعة وفي هذا الوقت سيتخطّفه أهل الباطل وشياطين الإنس في الشارع، فبعض الناس سعيدٌ أن يكون ابنه مع أهل القرآن، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي عن الله جلَّ وعَلا: |
{ إنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً، فُضُلًا يَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فيه ذِكْرٌ قَعَدُوا معهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بأَجْنِحَتِهِمْ، حتَّى يَمْلَؤُوا ما بيْنَهُمْ وبيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إلى السَّمَاءِ، قالَ: فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهو أَعْلَمُ بهِمْ: مِن أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فيَقولونَ: جِئْنَا مِن عِندِ عِبَادٍ لكَ في الأرْضِ، يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ، قالَ: وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟ قالوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قالَ: وَهلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قالوا: لَا، أَيْ رَبِّ قالَ: فَكيفَ لو رَأَوْا جَنَّتِي؟ قالوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ، قالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قالوا: مِن نَارِكَ يا رَبِّ، قالَ: وَهلْ رَأَوْا نَارِي؟ قالوا: لَا، قالَ: فَكيفَ لو رَأَوْا نَارِي؟ قالوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قالَ: فيَقولُ: قدْ غَفَرْتُ لهمْ فأعْطَيْتُهُمْ ما سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ ممَّا اسْتَجَارُوا، قالَ: فيَقولونَ: رَبِّ فيهم فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إنَّما مَرَّ فَجَلَسَ معهُمْ، قالَ: فيَقولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ القَوْمُ لا يَشْقَى بهِمْ جَلِيسُهُمْ }
[صحيح مسلم]
فلماذا البعض يتعامل بهذا التنفير أنت مُستواك ليس كما يجب لن تلتحق بنا، لن تكون معنا لماذا؟ إذا كان ربنا جلَّ وعَلا قَبِل رجلٌ من أهل الدنيا دخل مع أهل الذكر وليس معهم بنيّة ولا باستحضار نيةٍ ولا شيء وقال الله جلَّ وعَلا وله غفرت: |
{ هُمُ القَوْمُ لا يَشْقَى بهِمْ جَلِيسُهُمْ }
[صحيح مسلم]
أفنتعامل نحن أهل الدنيا البشر بهذه الطريقة ونُنَّفر بعض الناس من حضور مجالس العِلم وحضور مجالس القرآن؟ إذاً هذا من واجب المُقرئ أن يُراعي من يُقرئهم ويُراعي ما يناسبهم، تكلَّم لطلابك عن نفسك حينما تأتي آيةٌ من المتشابهات أو آيةٌ قد حدّثك شيخك في شيءٍ أو فائدة عنها قل لهم هذه الفائدة، قل لهم بعض المواقف التي مرت معك مع مشايخك، تعلّمنا من مشايخنا أنه كان بعضهم والله لا يمر موقف ولا آية وهناك فائدة إلا ويُذكّرنا بها ويقول قال لي شيخي كذا، حدثني شيخي بكذا.. وبعض المواضع في المتشابهات والله لن نجدها في الكتب، أذكر من شيخنا الشيخ كامل حينما أخطأت في كلمة أبداً في القرآن قال انظر يا بني ثلاث أبيات حفظتهم من شيخي احفظهم: |
الخُلد أُبِدَّ في النساء ومائدة وبتوبة الأحزاب نعمَّ الفائدة وفي التغابن والطلاق وجِـــن وكـــذا الــبــريـــــــــــــــــــة واردة{ منقول }
هذه يا بني مواضع أبداً في القرآن فحفظناها من شيوخنا، بعض المشايخ والله وأنا أعلم أن في قلوبهم وعقولهم عشرات بل مئات الفوائد، يجلس يقرأ ولا يَردُ الطالب أبداً والطالب في بداية الطلب لا يعرف أن يسأل، ومررنا مع مشايخ فُضلاء تقرأ عليه عشرة أجزاء إن أردت ولا يُنطق ببنت شفة إلا إذا ردَّك في خطأ، وبعض المشايخ هو يسأل نيابةً عنك يقول أين الموضع الآخر؟ لماذا هذه هنا ولماذا كذا؟ تعلَم أن هذه الآية كم؟ ويُذكّرك هو بالفوائد ويُفتِّح آذانك كي تعرف بعض الفوائد إن لم تسأل أنت، فمن واجبات المُقرئ أن ينتبه لهذا الأمر. |
الاحترام بين القارئ والمقرئ:
![]() |
أحد علماء الحديث في طرفة سريعة جلس يحدث الناس وكان مُبصراً بقلبه لا يرى، وهو يتحدث أُعجِب الحاضرون بحفظه وقوة حفظه، فقالوا له ما أعجَبَ حفظك يا شيخ! الطبيعي أن يقول هذا من فضل الله عليَّ، هذا من توفيق الله، قال: والله ما نسيت شيئاً أبداً! وهو خارجٌ من المسجد وحوله طلابه ومعه خادمه الذي يقوده بعد أن خرج من المسجد قال لغلامه ناولني حذائي يا غلام، قال حذاؤك في رجلك يا سيدي! انظر كيف جاء الرد من الله سبحانه وتعالى. |
وأيضاً حينما يأتيك بعض الطلاب مستواهم في البداية لا تستعرض عليه بمستواك وبأحكامك وبإتقانك، والله سمعت كلمةً مؤلمةً من شيخنا الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله يقول: والله وجدت أحد الأصدقاء ممن أعرفهم من كبار السن كان يجلس هنا معنا في الحلقات وجدته في الحرم ووجدت بيده مسبحةً يُسبّح ويَستغفر قلت له لماذا لا تُمسك المصحف وتقرأ؟ قال: لا القرآن تركناه لكم يا أصحاب التجويد وأصحاب الإتقان! نحن لا نَعِرف أن نقرأ القرآن تركناه لكم أنتم، أنا لا أعرف أقرأ القرآن أبداً! لماذا ؟ قال أنتم عجزتمونا من القرآن ومن الأحكام، نحن كفاية علينا التسبيح والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم تخيل! الدكتور يقول تألمت والله، بالله عليك يعني أي ذنبٍ يتحمله من نفرَّ هذا في كتاب الله جلَّ عَلا وهو بمستواه المُتواضع البسيط يريد أن يُقبِل على كتاب الله فقال له: لا مستواك ضعيف لا تنفع أبداً اذهب وأتقن ثم تعال، لا أنت تقرأ لا يوجد آيةٌ صحيحة! ماذا فعل في هذا الرجل؟ وأي وزرٍ تحمّله والعياذ بالله. |
والله أذكر يا دكتور أحد مشايخنا الكرام رحمة الله عليه والله يا دكتور كان يتعمَّد أن لا يُصلي خلفي، وإذا ساقه الطريق قدراً في المسجد الذي كنت أصلي فيه إماماً مع أنه كان حريصاً أن لا يدخل المسجد إلا مع الأذان وقبل الأذان أحياناً، لكن لما كان يصلي في مسجدي كان يدخل مُتأخراً بعد إقامة الصلاة حتى لا يُحرجني أو يُشعرني بالإرتباك أن شيخي يُصلي خلفي، الآن البعض يتربص نسأل الله العفو والعافية، فإذاً كل هذا من واجبات القارئ على المُقرئ. |
احترام القراء الكبار في العمر:
أيضاً من الواجبات حينما يأتيك من يقرأ عليك ممن في مثل عمرك أو أكبر أو أقل عامله باحترام، بعض الناس لمّا يأتيه أحد أصدقائه ليقرأ عليه يقول له اسمع نحن أصدقاء في الخارج، في الخارج أنت حبيبي وصديقي لكن هنا أنا الشيخ وأنت الطالب لا بد أن تعلم هذا فلكل مقامٍ مقال، من قال هذا؟ الإمام نافع إمام دار الهجرة رحمه الله كان طلاب الإمام أبو جعفر المدني الذي هو شيخ الإمام نافع، بعد وفاة شيخهم الإمام أبو جعفر، أصبح الإمام نافع هو شيخ المَقرئة في المسجد النبوي، فجاء طلاب الإمام أبو جعفر الذين هم قُرناء نافع وزملاؤه في القراءة على الشيخ يقرؤون على الإمام نافع، وجاء ولدا أبا جعفر يقرآن على نافع الذي كان طالباً عند والدهم، أصبح الإمام نافع هو الشيخ الآن فماذا يفعل؟ يقول كان إذا جاء أحدٌ من أولاد الإمام أبي جعفر أو جاء أحدٌ من طلابه يقف له الإمام نافع ولا يُصافحه وهو جالس يقف له تقديراً واحتراماً ويُجلسه بجواره ويَبدأ بالقراءة أو إن لم يَبدأ يُجلسه بجواره إلى أن يأتي دوره، هذه أخلاق المُقرئين هذه أخلاق العلماء وهذه الواجبات التي يجب أن تكون عليهم والتي يجب أن يستشعرونها مع طلابهم. |
مساعدة القارئ المميز:
![]() |
الخاتمة:
الدكتور رحابي:
جزاك الله خيراً يا شيخ حسني ما شاء الله عليك، الوقت انتهى لو تسمح لي بدقيقةٍ أو دقيقتين في ختام هذا اللقاء والحديث لا يُمل معك ما شاء الله، والواجبات والحقوق لمُقرئ القرآن الكريم ومُعلِّم القرآن الكريم كثيرةٌ وعديدة لعلَّ مُجملها في حديث السيدة عائشة: |
{ كان خُلُقُه القرآنَ }
[صحيح الجامع للألباني]
صلى الله عليه وسلم، فإذا تخلّقنا بأخلاق القرآن الكريم كانت واجبات المُقرئ وواجبات القارئ كلها كما يُقال تحصيل حاصل. |
![]() |
الإمام النووي رضي الله عنه وعن جميع عُلمائنا لمّا قال: (ينبغي للمعلِّم أن يتحلى ويتخلق بمحاسن الأخلاق التي ورد الشرع بها، والخصال الحميدة والشيم المرضيَّة التي أرشده الله إليها في القرآن الكريم وغير ذلك من السخاء والجود، ومكارم الأخلاق، وطلاقة الوجه، والحلم والصبر والتنزه عن دنيء الأخلاق، والسكينة والخشوع..) هذه كلها وما ذكرته حضرتك من الحلم والصبر والتعامل وفهم طبيعة الطالب هذه من الواجبات التي على المُقرئ أن يتحلى بها. |
الحديث لا يُمل مع فضيلتك ولكن للحديث بقيةٌ إن شاء الله ونرجو الله تعالى أن يبارك فيك وأن ينفع بك وأن يجزيَ خيراً كل من شارك وكل من ساهم وكل من علّق وكل من أثرى في هذا اللقاء الطيب، التعليقات اليوم كلها ثريةٌ ومهمة جداً، فجزاكم الله خيراً، يرجى الرجوع إلى هذه التعليقات أيضاً بالإضافة إلى ما تفضّل به الشيخ حسني من هذه الدُرر الجميلة في واجبات وحقوق المُقرئ، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. |
الشيخ حسني:
اليوم تحدثنا عن الواجبات فقط، الحقوق نتحدث عنها في لقاءٍ قادمٍ إن شاء الله. |
الدكتور رحابي:
نعم الحقوق إن شاء الله في وقتٍ آخر، الوقت قصير لكن حتى لا نطيل عليكم أيضاً يكون لنا لقاءٌ آخر قريبٌ بإذن الله تعالى ونكسب فضيلة الشيخ حسني، يعني إذا كتب الله لنا حياة اللقاء القادم: الحقوق، اليوم الواجبات وفي المرة القادمة الحقوق إن شاء الله تعالى، إلى ذلك اللقاء نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
الشيخ حسني:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، في رعاية الله يا دكتور. |