جمع وترتيب مصطلحات التجويد مع الشيخ طه حسان

  • 2021-10-09

جمع وترتيب مصطلحات التجويد مع الشيخ طه حسان

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا محمدٍ رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، حيّاكم الله أيها الإخوة الكرام ومرحباً بكم في هذا اللقاء الطيب المُبارك مع فضيلة الشيخ طه فؤاد هاشم حسان حياكم الله شيخنا.

الشيخ طه:
حيّاكم الله دكتور أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم؛ حيّاكم الله وبياكم نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم ومن الجميع إن شاء الله.

الدكتور رحابي:
آمين حيّاكم الله، نحن سعداء بكم فضيلة الشيخ طه وسعداء بهذا اللقاء الطيب.

الشيخ طه:
الله يَحفظكم نحن أسعد بأهل القرآن إن شاء الله.

الدكتور رحابي:
اللهم اجعلنا وإياكم من أهل القرآن وخاصته، شيخنا اليوم حديثنا سيكون إن شاء الله موضوع الذي تفضلتم به وهو مادة بحثية تقدمتم بها لتكميل واستكمال متطلبات مرحلة ماجستير الأداء القرآني، وجزاكم الله خيراً، عنونتم لهذا الموضوع جمع وترتيب مصطلحات التجويد، قبل أن نبدأ بعرض هذه المادة لو نفتتح لقاءنا بتلاوة طيبة مُباركة من فضيلتك ثم إن شاء الله ندخل إلى المادة البحثية التي تقدمتم بها.

الشيخ طه:

يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)
[ سورة المزمل ]


الدكتور رحابي:
سبحانه وتعالى، اللهم تولنا في مَن توليت، اللهم اهدنا في مَن هديت وعافِنا في مَن عافيت وتولنا في مَن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقِنا واصرف عنا شر ما قضيت فإنك تقضي بالحق ولا يُقضى عليك، جزاك الله خيراً وطيَّب الله هذه الأنفاس المُباركة وصلى الله على سيدنا محمد المُزمل المُدثر، نسأل الله تعالى أن يَجزيه عنا خير ما جزى نبياً عن أمته، بلّغنا الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وعبدَ الله وجاهد في سبيله حتى أتاه اليقين من ربه.
شيخنا العزيز الشيخ طه اليوم المادة البحثية التي تفضلتم بها جمع وترتيب مصطلحات التجويد لكن قبل أن نبدأ بهذه المادة وعرضِها من فضيلتك لو تتكرم علينا بمقدمة عن ماجستير الأداء القرآني، حضرتك كنت من أوائل من انضم لبرنامج الدراسات العُليا في الأداء القرآني ما الذي أضافه إليك هذا البرنامج؟ مع أنك تحمل إجازة قرآنية ومؤهِل جامعي ومُعلِّم للقرآن ولك جهود طيبة ومُباركة في خدمة القرآن الكريم.

الشيخ طه:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أولاً وقبل كل شيء من إحقاق الحق وإعطاء كل ذي حقٍ حقه والإعتراف لأهل الفضل هذا من شيمة أهل الفضل، فنشكر الله عز وجل أولاً ثم نشكر جامعتكم المُباركة وكلية الدراسات الإسلامية ونخص بالذكر شيخنا الدكتور رحابي الذي شجّعنا وحثّنا على التزود من هذا العِلم، فنسأل الله عز وجل أن يجعل هذا المجهود وهذا الجهد في ميزان حسناتكم إن شاء الله، وأن يتقبل منا ومنكم وأن يَجمعنا في الدنيا والآخرة على كتابه وتحت لوائه إن شاء الله.
ما دفعنا لهذا البحث هو طبعاً التزود من العِلم في مجال القرآن الكريم، والنبي صلى الله عليه وسلم علَّمنا وحثَّنا على ذلك فقال:

{ تَعاهَدُوا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها }

[رواه البخاري]

فالقرآن دائماً يحتاج إلى معاهدةٍ دائماً مع الإجازة ومع الحفظ ومع التحفيظ ومع تعليم كتاب الله عز وجل فنجمع بين كل ذلك وبين شهادة أكاديمية ودراسة علمية وتلقّي على أيدي مشايخنا الكرام فهذا هو الأصل في كتاب الله عز وجل وفي العلوم الشرعية التلقّي على أيدي مشايخنا والسماع منهم والتعلُّم بين أيديهم هذا هو الأصل، الأمر الثاني أنَّ الإنسان عندما يُلزِم نفسه بشيء فالإنسان عندما يترك لنفسه البراح هكذا فربما يَتناسى أو يَتكاسل، إن شاء الله سأراجع، إن شاء الله سأقرأ هذا الكتاب.. لكن عندما يُلزم نفسه بدراسة أكاديمية فهذا من باب التشجيع من باب الأخذ بالأسباب في مُدارسة ومُذاكرة العِلم وتذّكر ما درسناه إن شاء الله قبل ذلك من التجويد والقرآن الكريم، فهذه الإجازة تكون إن شاء الله الدراسة الأكاديمية على أيدي فضيلتكم إن شاء الله جزاكم الله خيراً.

الدكتور رحابي:
كان عندنا فضيلة الأستاذ الدكتور نور الدين عتر رحمه الله؛ من خيرة ومن كبار علماء القرآن وعلماء الحديث وعلماء التفسير كان يقول: يا بني إذا تركتم العِلم سنةً كاملة أصبح طالب العِلم مُترهل علمياً وجسمياً.

الشيخ طه:

يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12 (
[ سورة مريم ]

هذا هو الأخذ بقوة أما الأخذ المترهل وأخذ الكسول فلا يليق بأهل القرآن (خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ)، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم.

الدكتور رحابي:
آمين؛ آمين يا رب فالمادة البحثية اليوم هي من إحدى متطلبات الدراسات العليا في الأداء القرآني إلى جانب الاختبارات النظرية والاختبارات العملية التي ستأتي لاحقا،ً هذه المادة البحثية تساعد طالب الدراسات العُليا في الأداء القرآني وتساعد المُجاز، المُجازة، المُقرئ، المُقرئة على صقل شخصيته أو شخصيتها علمياً أكاديمياً كتابياً، كيف يكتبون بحثاً رصيناً ضمن ضوابط أكاديمية وضمن أصول علمية بالتوثيق والعزو والإتيان أيضاً بشيء جديد ربما يخدم أيضاً هذا العِلم المُبارك.
شيخنا العزيز نحن بين يديك نستمع إلى ما قدّمته لنا في مادتك البحثية "جمع وترتيب مصطلحات التجويد" فتفضل إن سمحت مشكوراً.

الشيخ طه:
الله يحفظك؛ ربنا يتقبل إن شاء الله ويجعل كل هذا الجهد إن شاء الله في ميزان حسناتكم فنحن وما نتعلم وما نكتب إن شاء الله ببركة وبفضل توجيهاتكم إن شاء الله، ونحن بإذن الله عز وجل سنكون لكم من صدقاتكم الجارية إن شاء الله أُستاذنا الدكتور بإذن الله.

موضوع البحث:
موضوع البحث كان "جمع وترتيب مصطلحات التجويد" أردت فيه أن أجمع هذه المُصطلحات الخاصة بعِلم التجويد، وعلماء المنطق يقولون "إن الحُكم على شيء فرعٌ عن تصوره" فأنا أتخيل أنَّ هذا العِلم عندما يجمع الإنسان أو طالب العِلم هذه المُصطلحات فكأنه جمع أو تصوَّر هذه المادة، فكيف يَحكُم الإنسان على الشيء دون أن يعرفه؟ فهذه التعريفات وهذه المُصطلحات في تقديري أنها بمثابة تصوُّر هذه المادة، فإذا ما أتقنها طالب العِلم وعَرف المُصطلحات فقد تصور هذه المادة فيسهُل عليه بعد ذلك إن شاء الله الحكم عليها واستنباط الأمثلة واستنباط هذه الأدلة من كتاب الله سبحانه وتعالى، فالإنسان إذا لم يفهم المُصطلح وإذا لم يكن عنده المُصطلح فإذاً ليس عنده هذا التصور.
وأذكر هذا عندما جئت إلى الإمارات وتقدَّمت في الشارقة في مؤسسة القرآن والسنة وكان من ضمن الأشياء المطلوبة استمارة تعارف يذكر فيها الإنسان تاريخه ومُؤهله العلمي ويذكر بعض البيانات - بمناسبة المُصطلح فالإنسان الذي ليس لديه مفهوم المُصطلح ليس لديه التصور هذا فكيف يحكم؟!- فكان من ضمن الأشياء هل أنت من أصحاب الهِمم؟ فأنا من أصحاب الهِمم العالية والدراسة والمجهود والجهد فكانت إجابتي بنعم، فإذا بها تخرج نافذة أخرى أيُّ إعاقةٍ؟ تُعاني من أي إعاقة؟ ففهمت بعد ذلك أنَّ هذا المُصطلح هنا خاص في دورة الإمارات أطلقه سماحة الشيخ محمد بن راشد على أصحاب الحالات الخاصة المُعاقين يقولون عنهم أصحاب الهِمم، فلم يكن عندي تصور لهذا المفهوم وهذا المُصطلح فبناءً على ذلك كان حكمي غير صائب، فعندما جمعت مُصطلحات التجويد كان هذا بمثابة أن يكون لدى طالب العِلم وطالب التجويد تصور لهذه المادة، فإذا كان عنده تصور لهذا المُصطلح يَسهل عليه بعد ذلك الحكم والأمثلة.
كان هذا البحث الحمد لله رب العالمين نسأل الله عز وجل أن يتقبَّله منا خالصاً لوجهه الكريم، يتكون هذا البحث المُبارك من خمسة فصول، كان المبحث الأول عن عِلم التجويد ومراتب القراءة، المبحث الثاني كان عن مخارج وصفات الحروف، المبحث الثالث أحكام النون الساكنة والتنوين، المبحث الرابع المُدود والوقف والإبتداء، المبحث الخامس سميته مُتفرقات وجمعت فيه ما كان ماعدا هذه الأبواب من أبواب التجويد مثل الرَوم والإشمام والتفخيم والترقيق وهكذا إن شاء الله.

مقدمة البحث:
في هذا البحث المُبارك بدأت بمقدمة عن تاريخ ونشأة هذا العِلم وقلت أن هذا العِلم المُبارك عِلم يتعلق بكتاب الله سبحانه وتعالى وهو من أشرف العلوم التي ينبغي لطالب العِلم أن ينشغل بها، كل عِلمٍ يتعلق بكتاب الله سبحانه وتعالى سواء في القراءات في التفسير في التجويد.. أي عِلم يتعلق بكتاب الله سبحانه وتعالى فهو من أشرف العلوم لأنه يتعلق بأشرف الكلام كلام الله سبحانه وتعالى.
قبل أن أتكلم عن نشأة عِلم التجويد قلت إن هذا العِلم منه ما هو عملي ومنه ما هو نظري، منه ما هو عملي وهو ما يؤديه الإنسان أداءً عملياً أثناء القراءة وهذا ما أخذناه من مشايخنا وعلمائنا رحمهم الله وأطال بحسناتهم وأبقى الله عز وجل ذلك ذُخراً لهم إن شاء الله، وهذا ما سماه الدكتور أيمن سويد بالنقل الصوتي للقرآن، وهذا من التعبيرات المُتميزة للدكتور أيمن سويد حقيقةً: النقل الصوتي للقرآن، كيف نُقل القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أُنزل حتى في الصوتيات هذا الأداء العملي والتجويد العملي نشأ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد أَقرأ سيدنا جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم القرآن مُجوداً وأَقرأ النبي الصحابة الكرام كما تلقاه، والصحابة رضوان الله عليهم أقرؤه من بعده كما تلقّوه، وهكذا حتى وصل إلينا بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو التجويد العملي، وقد علَّم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم القرآن ولقنهم بنفسه وحثهم على تعلُّم القراءة حتى قال صلى الله عليه وسلم:

{ مَن سَرَّه أنْ يقرَأَ القُرآنَ غضًّا كما أُنزِل فلْيقرَأْه على قراءةِ ابنِ أمِّ عبدٍ }

[تخريج صحيح ابن حبان]

والنبي صلى الله عليه وسلم قال لسيدنا أُبيّ بن كعب:

{ قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِأُبَيٍّ: إنَّ اللَّهَ أمَرَنِي أنْ أقْرَأَ عَلَيْكَ: ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) قالَ: وسَمَّانِي؟ قالَ: نَعَمْ فَبَكَى }

[ رواه البخاري]

فهذا هو التجويد العملي الذي أسس له النبي صلى الله عليه وسلم، أما التجويد النظري وهو المُدوَّن في الكتب وهذا العِلم النظري هذا لم يُدون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يُكتب في عهد النبي إلا القرآن لقوله صلى الله عليه وسلم:

{ لا تَكْتُبُوا عَنِّي، ومَن كَتَبَ عَنِّي غيرَ القُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ، وحَدِّثُوا عَنِّي، ولا حَرَجَ، ومَن كَذَبَ عَلَيَّ، قالَ هَمَّامٌ: أحْسِبُهُ قالَ، مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ }

[رواه مسلم]

وأول من وضع قواعد عِلم التجويد العملية أئمة القراءة واللغة في عصر التأليف وقيل إن الذي وضعه هو الخليل بن أحمد الفراهيدي وقال بعضهم أبو الأسود الدؤلي وغير ذلك.. عندما اختلط الأعاجم واللسان الأعجمي باللسان العربي وفشا اللحن على الألسنة فخشيَّ ولاة المسلمين أن يُقضى على هذه الأحكام وهذه القراءة الصحيحة لكتاب الله سبحانه وتعالى فبدؤوا يُقعِّدوا لهذا العِلم.

المبحث الأول:
مراتب القراءة وعِلم التجويد كان هذا في المبحث أول بعد المقدمة عن هذه النشأة العملية والنظرية للتجويد بدأت في المبحث الأول عن عِلم التجويد مراتب القراءة عرّفت بعض المصطلحات: المعنى اللغوي المعنى الإصطلاحي، والمعنى اللغوي هو لأي كلمة يفيد معناها العام كما ورد في معاجم اللغة العربية هذا المعنى اللغوي، أما المعنى الإصطلاحي هو اتفاق طائفة على شيءٍ مخصوص ولكل عِلمٍ اصطلاحاته، يعني اتفاق طائفة من أهل العِلم، أهل التفسير، أهل الحديث، أهل التجويد عندما يتفقون على مُصطلح معّين فهذا معنى الاصطلاح اتفاق طائفة من أهل العِلم على معنى معين ومدلول لهذه الكلمة، والذي يخصّنا طبعاً في هذا البحث معنى الاصطلاح عند أهل التجويد، فعرّفت القرآن لغةً واصطلاحاً وبعد ذلك عرّفت التجويد لغةً واصطلاحاً ثم أنواع اللّحن واللَحن الجلي واللّحن الخفي وإذا كانت هناك فروع أيضاً عرّفت بها، تعريف اللحن لغةً هذا كُتب كثيراً عند الإمام ابن الجزري رحمه الله ذكر أنَّ للّحن له عدة معاني لغوية فرأيت أن أذكرها وأن يتعرف عليها القارئ.
ثم بعد ذلك بعد أنواع اللّحن الحروف ومعاني الحروف والكلمات، وبعد ذلك قسّمنا قارئ القرآن الذي يقرأ بالتجويد وبغير التجويد محسنٌ مأجور، ومسيءٌ آثم، ومسيءٌ معذور.
ثم بعد ذلك بدأت في مراتب القراءة، مراتب القراءة الترتيل والتحقيق والتدوير والحدر، ثم بينت قبل أن أبدأ في المُصطلحات بيَّنت كلمة الترتيل وقد اختلف علماء التجويد فيها هل هي مرتبة؟ أم هي صفة؟ يعني صفةٌ لهذه الصفة لأن الله عز وجل قال:

أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)
[ سورة المزمل ]

فذكر بعض العلماء أن هذه ليست مرتبة من مراتب التجويد، إنما مراتب التجويد: التحقيق والتدوير والحدر، وأن هذا الترتيل صفة وليس مرتبة وهذا ما اختاره صاحب مُعجم علوم القرآن، وبعد ذلك ذكرت الترتيل والتحقيق والتدوير والحدر كل منهم لغةً واصطلاحاً، وبعد ذلك بدأت بالاستعاذة والبسملة تعريف كل منها أيضاً لغةً واصطلاحاً هذا كان المبحث الأول.

المبحث الثاني:
ثم المبحث الثاني مخارج الحروف والصفات صفات الحروف، وهذا حقيقةً من الأبواب المُهمة جداً والتي يعتمد عليها التجويد اعتماداً كُلياً فما أن يُتقن طالب العِلم وطالب التجويد مخارج الحروف وصفات الحروف إلا وقطع شوطاً كبيراً في عِلم التجويد، فبيَّنت معنى المخرج ومعنى الحرف لغةً أيضاً واصطلاحاً ومعنى الصوت، ثم بعد ذلك الجوف والحلق واللسان والشفتان والخيشوم، ثم بعد ذلك ألقاب الحروف، ثم وضعت جدولاً لهذه المخارج فإن هذه الجداول والخريطة الذهنية هذه تَثبت في الذاكرة أفضل، بعد قراءة هذه التعريفات وبعد قراءة هذه المُصطلحات جمعت كل هذه المخارج في جدولٍ بسيط على مذهب الإمام الخليل بن أحمد الفراهيدي وابن الجزري، وطبعاً كما نعلم اختلف علماء التجويد في عدد مخارج الحروف العامة والفرعية ولكن ما ذكره الإمام ابن الجزري رحمه الله على مذهبه أن هذه المخارج الرئيسية والمخارج الفرعية سبعة عشر مخرج، تسعة وعشرين حرف، فذكرت هذا الجدول على مذهب الإمام ابن الجزري والإمام الخليل بن أحمد الفراهيدي.
ثم بعد مخارج الحروف الصفات وبفضل الله سبحانه وتعالى جمعت هذه الصفات كلها تعريفها لغةً واصطلاحاً، ثم بعد ذلك كما فعلت في المخارج فعلت أيضاً في الصفات وجمعت صفات الحروف كل حرف وصفاته سواء خمس صفات أو أكثر من ذلك فلا يَقلُّ الحرف كما نعلم عن خمس صفات ولا يَزيد عن سبع صفات، هذه السبع الصفات لحرف الراء وبعد ذلك كل الحروف مابين الخمس صفات والست صفات إلى سبع صفات جمعتها أيضاً كلها في جدولٍ واحد هكذا إن شاء الله.
ثم بعد ذلك بدأت في متماثلين والمُتجانسين والمُتقاربين والمُتباعدين لأن لهما طبعاً علاقة وثيقة بالمخارج والصفات، فهذه علاقة بين الحروف تكون علاقة تماثل أو تجانس أو تقارب أو تباعد كل ذلك يرتبط إما بالصفة وإما بالمخرج، فعندما يتجاور الحرفان في كلمة أو كلمتين فإن هذا الحرفان لا بد أن تربطهما علاقة إما ناتجة عن المُجاورة وإما ناتجة عن المُجانسة أو التَقارب أو التَباعد كل هذا يرتبط بالصفات والمخارج، وذكرت بعد الصفات والمخارج المُتماثلين والمُتجانسين والمُتقاربين والمُتباعدين وعرّفت كل واحدٍ منهم لغةً واصطلاحاً، وينقسم كل نوع من هذه الأنواع إلى صغيرٍ وكبير ومُطلق وأيضاً عرّفت كل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى.

المبحث الثالث:
ثم بدأت في المبحث الثالث بأحكام النون الساكنة والتنوين وبالطبع الميم الساكنة أيضاً والتنوين لأن نفس التعريفات ونفس المُصطلحات في النون الساكنة تكون في الميم الساكنة أيضاً، فعرَّفت النون الساكنة عرَّفت التنوين وعرَّفت الإظهار وأقسام الإظهار أيضاً، والإدغام والإقلاب والإخفاء، ثم ختمت هذا المبحث بمثل الجدول أيضاً لكن كخريطة ذهنية تُبين أحكام النون الساكنة والتنوين، ثم الإظهار حروف الإظهار أمثلة على الإظهار، الإدغام حروف الإدغام أمثلة على الإدغام، كذلك الإقلاب وكذلك الإخفاء حتى يسهل على الباحث والمُريد إن شاء الله، نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم جميعاً إن شاء الله.

المبحث الرابع:
ثم المبحث الرابع ذكرت فيه المُدود والوقف والإبتداء، بدأت في المُدود وتعريف المدّ لغةً واصطلاحاً، وأنواع المُدود عرفّتها أيضاً لغةً واصطلاحاً، ثم بعد ذلك بدأت في الوقف والابتداء وأنواع الوقف وأنواع الابتداء، ومعنى الوقف ومعنى الابتداء لغةً واصطلاحاً، وثم لماذا قدَّم الوقف على الابتداء مع أن الأصل هو الابتداء فالإنسان يبتدئ بالقراءة كانت هذه فائدة من ضمن فوائد التي ضمَّنتها في هذا المبحث إن شاء الله.

المبحث الخامس:
ثم بعد ذلك ختمت هذا المبحث بالمبحث الخامس وهو مُتفرقات جمعت فيه بعض المُصطلحات التي لم تندرج تحت أيِّ بابٍ من الأبواب السابقة مثل الرَوم مثل الإشمام مثل همزة الوصل وهمزة القطع والتفخيم والترقيق وقد عرّفت كل ذلك لغةً واصطلاحاً، الحركة وما معنى القصر وفويق القصر وفويق التوسط والإشباع والإمالة والنبر وغير ذلك من المُصطلحات التي لم تندرج تحت أي من هذه الأبواب، سميت هذا المبحث الأخير هذا مُتفرقات.
ثم ختمت بحمد الله سبحانه البحث نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق:

قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)
[ سورة هود ]

فكل عملٍ بشري يعتريه النقص دائماً وفي آخر هذا البحث طلبت من القارئ التماس العذر وإبداء النصيحة، فعن سيدنا تميم الداري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

{ الدِّين النَّصيحة، قلنا: لمَن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمَّة المسلمين وعامَّتهم }

[رواه البخاري ومسلم]

فطلبت النصيحة من كل من يقرأ هذا البحث إن وجد فيه خيراً فليسأل الله عز وجل لي الخير، وإن وجد غير ذلك فليُبدي لي النصح وليأخذ الأجر والثواب وليشاركنا في هذا العمل إن شاء الله لأن كلَّ عملٍ بشري يعتريه النقص دائماً ولا بُد.
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتقبل منا وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يجعله في ميزان حسناتكم أستاذنا الدكتور إن شاء الله.

التعليق على البحث:
الدكتور رحابي:
الله يحفظك شيخنا الغالي فضيلة الشيخ طه لعرض هذه المادة واختصارها ضمن الوقت المحدد ما شاء الله؛ جزاك الله خيراً، المادة بصراحة مادةٌ ممتازة ضمن هذا الإطار وضمن هذا المستوى الذي قُدّمت به، العنوان متوافق تماماً مع مضمون البحث، وحدد الباحث أو لنقل طالب الدراسات العُليا الشيخ طه حدد أساسيات البحث واستوفى جوانب الموضوع حيث جمع كل مصطلحات التجويد فحقق الهدف من هذا العنوان ومن هذه المادة البحثية، نَظَّم الموضوعات بشكل مُترابط وأخرجها أيضاً إخراجاً فنياً جيداً مع العزو التعريفات كلها جاءت في اللغة وفي الاصطلاح معزوةً إلى مصادرها وإلى كتبها الأصلية، التزم بالمنهج الذي وعد به في بداية البحث وهو التوثيق وكان هناك دقة في أسلوبه وفي لغته اللغة العربية ولا يوجد أخطاء نحوية ولا إملائية تذكر إلا نادراً وهذا أمرٌ عادي موجود في كل من يكتب أيّ بحث أو كتاب، استفاد من مصادر ومراجع كثيرة سابقة وضعها وضمَّنها في بحثه، ليس لي إلا أن أقول لك بارك الله بك وزادك الله توفيقاً ونجاحاً ومبارك اجتياز هذه المادة البحثية بدرجة ممتاز نسأل الله تعالى لكم التوفيق.

الشيخ طه:
الله يحفظك؛ جزاك الله خيراً يا دكتور نسأل الله عز وجل أن يُبارك بكم وبجهدكم وأن يجعلنا في ميزان حسناتكم ومن صدقاتكم الجارية إن شاء الله فكلُّ هذا الجهد لكم إن شاء الله.

الدكتور رحابي:
أستغفر الله بارك الله بكم يا سيدي الله يحفظكم؛ وإن شاء الله عُقبى لاجتياز الإختبار النظري والعملي وهو سهلٌ بسيطٌ على أمثالكم، وهو عبارة كما ذكرنا في اجتماعنا السابق مع الطلاب لعلنا لا نريد أن نُسميه اختبار أو امتحان بقدر ما نُسميه جلسة تقييم أو جلسة قياس مستوى واجتياز إلى مرحلة أُخرى هي مرحلة الدكتوراه في الأداء القرآني، لأن أهل القرآن يستحقون هذا الخير وهذا الفضل أن يكونوا في مستوى ومصاف حملة الشهادات الأكاديمية الأُخرى في الجوانب والعلوم الأُخرى، نسأل الله أن يُبارك بك وأن يحفظك.
نتمنى من الإخوة المتابعين والأخوات أن يشاركوا هذا اللقاء على صفحاتهم وأرجو الله تعالى أن يجعل ذلك أيضاً في ميزان حسناتكم من العِلم النافع وإذا سمح لنا الشيخ طه لعلنا أيضاً نشارك هذا البحث مع إخوانه وأخواته في المادة.

الشيخ طه:
نشرُف إن شاء الله ونتلقى إن شاء الله نصائح إخواننا في الله سبحانه وتعالى، وإن شاء الله دائماً يكمُل البحث بعقول الآخرين بإذن الله تبارك وتعالى.

الخاتمة:
الدكتور رحابي:
إن شاء الله نُرسل هذا البحث المادة البحثية هذه إلى الإخوة والأخوات ليكون بين أيديهم للمراجعة السريعة لتركيز المصطلحات التجويدية وتعريفاتها فتكون سهلة لأنه من الأسئلة دائماً التعريفات وأكاديمياً لمّا تحضر الباحث أو الطالب التعريفات اللغوية والاصطلاحية يسهل عليه معرفة الحكم ومعرفة التفاصيل فسوف نرسلها أيضاً لإخواننا وأخواتنا طلاب الدراسات العُليا إن شاء الله.
لا يسعني في ختام هذا اللقاء الطيب المُبارك يا شيخنا الشيخ طه إلا أن أشكرك وأهنئك وأبارك لك اجتياز هذه المرحلة وعُقبى للمراحل القادمة، ونسأل الله تعالى أن يُبارك بك وأن ينفع بك أينما حللت وأينما ارتحلت وعُقبى أيضاً للإخوة والأخوات إن شاء الله.

الشيخ طه:
الله يحفظك يا دكتور جزاك الله خيراً، الشكر موصول لكم وموصول لكلية الدراسات الإسلامية في الجامعة الأميركية، نسأل الله أن يتقبل من الجميع وأن يجعل هذا الجُهد في ميزان حسناتكم إن شاء الله وننتظر منكم إن شاء الله لقاءً لأهل القرآن في مدارس الإبداع العلمي في دبي إن شاء الله، يعني قسم القرآن الكريم في مدارس الإبداع العلمي فيه ما شاء الله عددٌ كبير من المُعلمين والمُعلمات فإن شاء الله لو تتفضلون لنا بلقاء خاص بمُعلمي القرآن الكريم في مدارس الإبداع العلمي في دبي ونكون شاكرين لكم بإذن الله تعالى.

الدكتور رحابي:
الله يحفظكم، نسعد ونتشرف بكم إن شاء الله في مدارس ومراكز الإبداع، شكراً جزيلاً وإلى ملتقى آخر، لعلنا الأسبوع القادم سنلتقي مع أستاذة فاضلة أختنا الفاضلة الأستاذة الشيخة مروة محمد حنفي، وستقدم موضوعاً جداً مهم على غاية كبيرة من الأهمية لمُحفّظي القرآن الكريم: كفاءاتهم ومواصفاتهم التي تجعلهم على أعلى مستوى اجتماعياً وأكاديمياً ومهنياً وهي ما شاء الله مُتمرسة في هذا الباب، لعلنا إن شاء الله نخبركم عن موعد اللقاء هو الأسبوع القادم إذا أحيانا الله، لكن العنوان سنرسله لكم ونعلن عنه بأقرب وقت إلى مُلتقى قريب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ طه:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.