فنون ومهارات مُعلِّم القرآن المُتميز مع الأستاذة مروة حنفي

  • 2021-10-16

فنون ومهارات مُعلِّم القرآن المُتميز مع الأستاذة مروة حنفي


مقدمة:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه، يا ربنا لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مُباركاً فيه ملئ السماوات وملئ الأرض وملئ ما شئت من شيءٍ بعد، أهل الثناء والمجد أحقُ ما قال العبد وكلنا لك عبد، أهلاً وسهلاً بكم أختي الفاضلة مروة محمد حنفي.

الأستاذة مروة:
أهلاً وسهلاً بك دكتور؛ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله بك.

الدكتور رحابي:
مرحباً بكم نحن سعداء اليوم بهذا اللقاء الذي هو تحت عنوان فنون ومهارات مُعلِّم القرآن المُتميز والذي سيكون مُقدماً ضمن مادة بحثية قدَّمتها الأخت المُتميزة والأخت المُقرئة الفاضلة والمُعلِّمة النشيطة في خدمة القرآن الكريم وفي خدمة طلاب القرآن الكريم الأخت مروة، أسأل الله تعالى أن يُبارك بكِ وأن يَزيدكِ علماً وينفع بك العباد والبلاد.

الأستاذة مروة:
آمين يا رب يا دكتور، جزاك الله كل خير وبارك الله بك؛ وشكراً جزيلاً على المقدمة الجميلة هذه ربنا يحفظك يا رب.

الدكتور رحابي:
الله يحفظكم؛ قرأت المادة التي تقدمتِ بها حضرتك وهي مادة ما شاء الله مادة غنية وثرية بالمعلومات، أكثر من سبعون صفحة في فنون ومهارات مُعلِّم القرآن المُتميز وتناولتِ حلقة كبار السن نموذجاً، وهذا البحث ربما يستفيد منه كل مُعلِّم للقرآن الكريم وخصوصاً الذين يُعلّمون القرآن الكريم لكبار السن، لكن اليوم لقاؤنا وموضوعنا سيكون في فنون ومهارات مُعلِّم القرآن المُتميز، كيف يكون المُعلِّم مُتميزاً مُؤثراً مُحبوباً؟ كيف يَجذب قلوب طلابه إليه ويُحببهم بحلقة القرآن ولا يُنفّرهم؟ ما هي عوامل نجاح مُعلِّم القرآن الكريم؟ لعلّنا ندخل مباشرةً إلى صلب الموضوع وهذا جزء من عرض المادة البحثية وجزاك الله خيراً أختي الفاضلة على جهودك ونسأل الله تعالى أن يشكرك وأن يشكر جهودك هذه في خدمة القرآن الكريم.
سأترك المجال معك الآن للبدء بهذا الحديث الطيب النافع إن شاء الله، لكن معنا الآن عدد من المُشاركين والمُشاركات أتمنى منهم أن يشاركوا هذا اللقاء على صفحاتهم حتى يكون عدد أكبر من المُشاهدات والمُتابعات لهذا اللقاء لعله يكون فيه خيرٌ وفائدة كبيرة إن شاء الله، فأرجو ممن يستمع إلى الحديث الآن أن يشارك على صفحته ويجعل في صفحته الخير والبركة وتكون إن شاء الله اجتماعاً على القرآن الكريم، بسم الله أختي الفاضلة مروة.

كيف أكون مُعلِّماً مُتميزاً؟
الأستاذة مروة:
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم؛ اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً يا رب العالمين.
الصراحة أنا أشكر حضرتك ربنا يبارك بك أنك أتحت لي أن أبحث بفضل الله عن موضوع أنا مهتمة به منذ فترة طويلة جداً لكن حضرتك ساعدتني أن أُخرج الطاقات الكامنة وأن أعرضه بشكل منهجي وبشكل علمي وبشكل مُرتب، فجزاك الله كل خير وربنا يبارك بك وأشكرك على المساعدة شكراً جزيلاً.
أولاً أقول للسادة الحضور والسادة المستمعين ولإخواني المُعلِّمين وأخواتي المُعلِّمات أنا أريدكم أن تركزوا معي جداً وأن تفتحوا قلوبكم معي، والله أنا أريد الخير ونيتي لله سبحانه وتعالى، فأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يبلَّغ نيتي لكم وأن تعرفوا ماذا أريد أن أوصل لكم، أنا هدفي أن نتعلّم التعامل مع كل طبائع الناس المُختلفة لكن ليس كالغرب، الغرب الآن لديه مراكز بحثية ومراكز تدريبية ليعلموا الناس كيف يكون شخصية جذابة، وكيف يكون شخصية طامحة، كيف يكون عنده ثقة بنفسه، كيف يكون شخصية محبوبة، لكن هو غرضه للمنصب وللجاه وللمال وغيره.. لكن نحن هدفنا أن نتعلّم التميز لله سبحانه وتعالى، هدفنا أن نتعلّم فنون التعامل مع الناس كلها وخصوصاً مُعلِّمي القرآن الكريم مع طلاب الحلقة لله سبحانه وتعالى، فالنية التي أقول لكم عليها وأريد منكم أن تنتبهوا لها جيداً أننا نحن كل ما نتعلمه لله سبحانه وتعالى، نحن اليوم نتكلم عن فنون ومهارات مُعلِّم القرآن المُتميز، والموضوع مُمتع ومُعظمه من هديّ النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو الجمال فيه، أن نحن نقتفي أثر النبي صلى الله عليه وسلم وسنعرف كيف نتعامل مع طبائع الناس وخصوصاً طلاب القرآن، خصوصاً المُتعلّمين في حلقات القرآن الكريم، فرسالتي هذه بالذات أنا أوجهها لكل مُعلِّمي القرآن الكريم وأيضاً لكل الدُعاة في مشارق الأرض ومغاربها.
العنوان كما ترونه على الشاشة فنون ومهارات مُعلِّم القرآن المُتميز، لو سألت في بداية اللقاء: حضرتك هل تجد نفسك شخصاً مُتميزاً؟ أنا الآن أتحدث مع مُعلِّم القرآن هل أنت ترى نفسك شخصاً متميزاً؟ هل أنت ترى نفسك شخصاً مختلفاً عن الآخرين؟ هل أنت ترى نفسك شخصاً مُميزاً؟ أم ترى نفسك شخصاً عادياً؟ ما معنى عادي؟ عادي يعني شخص ولد عادياً، تزوج عادياً، اشتغل عادياً، عاش حياته عادياً، يُعلِّم عادياً، للأسف سيموت عادياً، إياك أن تكون شخصاً عادياً يجب أن تسعى للتميُز، طيب لو قلت لك ما رأيك لو تكون شخصاً مُتميزاً وسأعطيك في المقابل شقة على النيل ونحن عندنا في مصر الشقة على النيل يعني ما شاء الله لها وضع وبملايين الجنيهات، ما رأيك دعك من الدنيا لو جئت وقلت لك اتعلم واسعى واتعب حتى تكون شخصاً متميزاً وفي المقابل جنةٌ عرضها السماوات والأرض تخيل! ما رأيك؟ هذه جنة، فنحن في المحاضرة البسيطة هذه أوفي لقائنا الصغير هذا هدفنا أن نعلو بتميزنا ابتغاء مرضاة الله عز وجل إياك أن تنسى النية أخي المُعلِّم أختي المُعلِّمة إياك أن تنسى النية فأنت همك كله رضاء الله سبحانه وتعالى، الحمد لله أنا لم آتِ بشيء جديد فديننا هو الذي يعلمنا التميز، يعني القرآن الكريم يقول:

وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10)
[ سورة الواقعة ]

خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)
[ سورة المطففين ]

يعني ديننا يُعلمنا التميُز، النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف:

{ الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ ولا تَعْجِزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ }

[ رواه مسلم ]

هل لاحظتم هذه الكلمة ما معناها خيرٌ وأحب يعني درجةٌ أعلى ومحبة، أنا ممكن أكون مديرة في العمل وحولي موظفين وموظفات أعطيهم تقديراً ممتازاً لكن أنا لا أحبهم، ولكن المؤمن القوي درجته أنه خير من المؤمن العادي وأحب! فأقول لمُعلِّمي القرآن اسعوا للتميُز، ما معنى التميُز؟ التميُز سأتحدث عنه بعد قليل لكن الآن سأقول بأن التميز من وصل أداؤه أعلى من مستوى الشخص العادي، نحن قلنا إياك أن تكون شخصاً عادياً تعيش عادياً وللأسف تموت عادياً، لا نحن نسعى أن نكون مُتميزين، أنا سأساعدكم هل تريدون أن تصبحوا أشخاصاً مُتميزين بإذن الله تعالى سوف أساعدكم، أربعة أشياء: نحتاج همة عالية، نحتاج إخلاصاً لله تعالى، ونحتاج تَعلُّم المهارات التي سوف أخبركم بها، نحتاج التطبيق، أنا سوف سأساعدكم بالثلاثة وأنتم الرابعة والموضوع سهل إن شاء الله أن تقوموا بالتطبيق.

1. الهمة العالية:
أولاً نحن نحتاج حتى نتميز للهمة العالية والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:

{ إنَّ اللهَ يُحِبُّ معاليَ الأمورِ وأشرافَها ويكرَهُ سَفْسافَها }

[إسناد ضعيف ابن عدي]

(سَفْسافَها) معناها الأمر الرديء، وهي لها منطوق آخر في رواية أخرى، السفساف هو الأمر الحقير الرديء، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّ اللهَ يُحِبُّ معاليَ الأمورِ وأشرافَها ويكرَهُ سَفْسافَها).
لو جئت أنا أقول لكم عن الهمة حتى نرى سبحان الله وننظر للأفضل لنرى الهمة العالية، شخصٌ نشأ في بلاد الأندلس وبدأ يتعلِّم العِلم الشرعي، فشعر أن العلماء الموجودون غير كافيين فسأل عن أعلم أهل الأرض فأرشدوه إلى الإمام أحمد بن حنبل، لكن للأسف الإمام أحمد بن حنبل موجود في العراق وهو في الأندلس وهو فقير لا يملك ثمن الرحلة ولا يستطيع دفع ثمن الركوب حتى يصل للعراق، من هو هذا الشخص البسيط؟ اسمه الإمام بقيّ بن مخلد، فالإمام بقيّ اتخذ قراراً جريئاً جداً، قال أنا يجب أن أتعلم عند الإمام أحمد بن حنبل واتخذ قراراً بالمشي أن يمشي من الأندلس للعراق مشياً! وكم المدة التي تعتقدون أيها الإخوة والأخوات التي استغرقها في المشي؟ لقد ظل حوالي سنتين إلى ثلاث سنوات يمشي حتى وصل إلى العراق، وهو داخل عند باب المدينة سمع أن الإمام أحمد بن حنبل كان الحاكم قد سجنه وكان مُمتحناً في فتنة خلق القرآن وكان الحاكم أمره أن لا يختلط بالناس وأنه لا يُعلِّم أحداً، يعني هو قد مشى ثلاث سنوات والإمام أحمد بن حنبل لن يعلّمه عِلم الحديث! فعندما دخل وضع أمتعته في الغرفة وجرى بسرعة إلى الإمام أحمد بن حنبل وطلب منه بسرعة وقال له: يا إمام أنا طالب عِلم طالب حديث وجئتُ إليك من بلاد بعيدة فأرجوك ساعدني، قال له: أنت تعرف أني ممنوع أن أقابل الناس، فقال له: عندي طلب يا إمام، أنا أريد أن أقابلك كل يوم بملابس المتسولين، سآتي كل يوم بملابس رثة ومُقطّعة وسأطرق عليك وأقول: صدقة يا إمام، فكل يوم يَطرق على الإمام ويقول: صدقة يا إمام، فيفتح له الإمام والإمام عنده حراس من الحاكم الذي منعه، فالإمام يضع ورقة داخل رغيف الخبز وهذه الورقة مكتوب فيها حديثان أو ثلاثة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكل يوم بقيّ بن مخلد يطرق على الإمام أحمد بن حنبل حتى يأخذ منه أحاديث النبي بهذه الحجة على أنه متسول وطالب صدقة، تخيل حرصه على العِلم وحرصه على طلب العِلم! وبقي على ذلك حتى في يوم من الأيام ربنا فكَّ كرب الإمام أحمد بن حنبل وبدأ يجتمع بالناس فكان يقول لهم هذا حقاً من يُطلق عليه طالب عِلم.
إذاً الهمة، أنا لا أريد أن أطيل عليكم لأنه يوجد تفصيلات كثيرة جداً فأولاً الهمة، وثانياً الإخلاص وهذه نقطة أريد أن أركز معكم فيها ولكن قبل ذلك أريد أن أقول لكم عبارات قليلة عن الهمة ممكن تزيد في همتنا كلنا، لو قلت لكم: تخيلوا أنَّ ابن جرير كتب مئة ألف صفحة! تخيلوا ابن الجوزي صنَّف ألف مؤلف! تخيلوا ابن عطاء بن رباح جلس في المسجد ثلاثين سنة يطلب العِلم! تخيلوا أن الأعمش لم تفته تكبيرة الإحرام ستين سنة! تخيلوا أنَّ ابن إدريس ختم القرآن في غرفته أربعة آلاف مرة! تخيلوا أنَّ الشافعي كان يختم القرآن ستون مرة في رمضان يعني كان يختم القرآن مرتين في اليوم! تخيلوا أنَّ الإمام أحمد بن حنبل كان يصلي ثلاثمئة ركعة في اليوم الواحد! تخيلوا أنَّ سيباوي ألِّف أعظم كتب في النحو وكان عمره فقط ثلاثون سنة! ثلاثون سنة ونفع الإسلام والمسلمين، يا ترى نحن بماذا نفعّنا الإسلام؟ هل نحن عالة على الإسلام أم نحن نقدم للإسلام خدمة؟ تخيلوا أنَّ ابن تيمية كان يُفتي ويُعلّم الناس وعمره ثمانية عشر سنة! تخيلوا هذه الكلمة البخاري كان يقول: لم أكذب كذبة واحدة منذ أن احتلمت! لم يكذب كذبة واحدة سبحان الله! يعني هل ترون الناس الذين عندهم همم مثل القمم، طيب نحنا همتنا في ماذا؟ يعني ناس كثيرة إلا ما رحم الله هِمتها في شراء بيت أو ركوب سيارة وأن يحصلوا على أعلى المناصب والوظائف، هذه همة دنيّة وليست همة عالية، الهمة العالية هي إرضاء الله عز وجل وأن تكون مُعلِّم مُتميز، يعني يجب أن تضع همة أن تكون مُعلِّم متميز على أعلى كفاءة إتقان مادة علمية، مهارات شخصية، مهارات اجتماعية، وهذا إن شاء الله سنتحدث به لاحقاً.

2. الإخلاص:
إذاً أولاً الهمة وثانياً الإخلاص، والإخلاص نقطة أساسية في طلب العِلم الشرعي، إياك أن يَحيد نظرك عنها، الإخلاص شيء أساسي، وأنا رسالتي لمُعلِّمات القرآن ستقولنَّ دائماً لطالباتكم أنتن تحفظنَّ لله وليس من أجل مسابقات وليس من أجل الدرجات لا يوجد مشكلة أن يتميزوا ولكن النية الأولى أن تكون لله عز وجل هذه نقطة أساسية سبحان الله البركة في الإخلاص، النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا حديثاً مُخيفاً يُخوفنا جداً الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:

{ مَن تعلَّم علمًا مما يُبتَغَى به وجهُ الله، لا يتعلمُه إلا ليصيبَ به عرضًا من الدنيا لم يجدْ عَرفَ الجنةِ }

[أخرجه أبو داود]

يعني هو يتعلم العلوم الشرعية من أجل منصب أو من أجل أن تمدح الناس به أو .. (لم يجدْ عَرفَ الجنةِ) بفتح العين يعني رائحة الجنة يعني لا يشم حتى رائحة الجنة! حديث مخيف جداً انتبهوا.
أنا في الأساس داعية لكن كنت أتعلم في حلقات قرآن وعندما كنت أتعلم في حلقات القرآن كنت أرى مُعلِّمات -ربنا يصلح حال الجميع- كنت أرى مُعلِّمة تحزن جداً عندما نثني على مُعلِّمة غيرها، كنت أرى مُعلِّمة عندما نثني على مُعلِّمة أُخرى نقول أنها علمتنا مثلاً مخرج حرف الطاء تقول هل معها إسناد؟ نقول لها: لا، فتقول إذاً هي غير مُتقنة سبحان الله! والله ممكن أن تكون مُعلِّمة لم تأخذ أي قراءة وربنا يُجري عليها البركة وتعلمنا أكثر من المُعلِّمة المُجازة، فإياكِ أن تتباهي بالقراءات، إياكِ أن تتباهي بالسند فمن ضمن الرياء في طلب العِلم أن المُعلِّم والمُعلِّمة يحب المدح ويحب الثناء، لا أنا أقول لك ابقَ مُتميزاً كهديّ النبي لكن إياك أن تحب المدح.
طيب يوجد أناس تحب الظهور يحبون دائماً أن يتباهوا بِحُسن الصوت، بِحُسن التلاوة، بكثرة القراءات بالسند، نحن أصحاب القراءات العشر صغرى وكبرى وأريد أن أضع على بطاقة وأوزعه للناس، لا أبداً هذا ليس إخلاصاً، أنتم لو تسمعون هذه القصة سنتحسر على أنفسنا، إياك أخي وأختي أن تتكبر بعِلمك، أنا كنت أرى مُعلِّمات القرآن بعض منهنَّ لما كانوا يتناولنَ مسائل في التجويد ويقارنون لمّا كانت مُعلِّمة تجد مُعلِّمة أقل منها في أنها غير مجازة أو غير ذلك تقول لها أنت لا تتكلمي! أنت تُعلميني أنا! أنت لا تعرفين من أنا؟ لا حول ولا قوة إلا بالله طبعاً هذا من علامات الرياء، كراهية النصيحة، أنهم أقل مني، التكبر على الناس، وأرى نفسي أنا الأفضل وأنا الأعلم كل هذا من التكبر.
سأخبركم بقصة قبل أن ندخل مباشرة إلى المهارات، الإمام الماوردي قصته رائعة في الإخلاص، الإمام الماوردي كان في زمن ثمانمئة هجرية، أنا قرأت في الكتب الخارجية أنه ألَّف ألف كتاب الله ما شاء الله في التفسير وفي الفقه وفي البلاغة ما شاء الله رائع تخيلوا قبل أن يموت لم يكن أحد يعرف أنه كان يكتب أي كتاب من هذه المؤلفات! ولا يوجد أي كتاب معروف أنه هو يكتبه! حتى عندما كان في حالة النزع أراد أن يختبر هل هو كتب هذه الكتب لله أم لا، فماذا فعل الإمام الماوردي؟ ركزوا معي في هذه النقطة وصلوا على سيدنا محمد اللهم صل وسلم وبارك عليه، قال لصاحبه قبل أن يحتضر إذا أنا أوشكت على الإحتضار فأنا سأبسط يدي وأنت تضع يدك على يدي فإن قبضت يدي على يديك فاعلم أن الله لم يتقبل هذه الكتب مني، وهو في النزع قال لصاحبه أنا ألفت مؤلفات لا أحد يدري بها، فأنت لو وجدت أنني أقبض يدي على يديك فاعرف أنَّ الله لم يتقبلها مني فألقِ بكتبي في نهر دجلة لا أريدها، ألقِ الألف كتاب في نهر دجلة تخيلوا! لو وجدتني بسطت يدي إلى يديك هكذا فاعلم أنَّ الله تقبل مني فانشر كتبي تخيلوا! أنه نُشِر الألف مصنف له وهو ميت لا يريد ثناءً من أحد! لا يُريد مدحاً ولا شكراً ولا أن الناس تشهّر به وتقول هذا علّمنا بل هو كتبهم لله فقط، فالإخلاص شيء صعب جداً على النفوس أنَّ الإنسان يظل مركزاً أن هذا لله من أجل ذلك، ركز يا أخي مُعلِّم القرآن يا أختي مُعلِّمة القرآن ركزي، علّمي الطلبة أنهم دائماً يعملون هذا لله سبحانه وتعالى.
إذاً حتى تكون مُعلّماً متميزاً تحتاج الهمة العالية وتذكّروا قصة بقيّ بن مخلد الذي سافر ثلاث سنين مشياً، نحتاج ثانياً للإخلاص وتذكّروا قصة الماوردي، ونحتاج ثالثاً للعِلم والذي سنتحدث عنه الآن وهو كيف تكون مُتميزاً؟ ربنا يُبارك بالدكتور رحابي طلب مني أكثر من محور جزاك الله خيراً فنحن سنأخذ منهم ما نستطيع، ولكن قبل أن أعرض المهارات لأن المهارات ما شاء الله كثيرة جداً، قبل أن أعرض المهارات أعرف إخواني المُعلِّمين والمُعلِّمات سيقولون أنت ستقولين مهارات تساعدنا على التميُّز لكن أنت لا تعرفين نحن بشر مثلكم وعندنا ضغوط، لا تقلقوا أنا عندي بفضل الله فن اسمه التعامل مع الضغوط سأقول لكم ماذا تفعلوا عندما يكون لديكم ضغوط، ستقولون أنا لست شخصية اجتماعية، أنا لا أستطيع أن أتكلم مع الناس فأنتِ تريدينني أن أنشئ علاقة مع الطلبة ويحبوني وأحبهم، فأقول لكم عادي لا تقلقوا أنا عندي إن شاء الله شيء اسمه فن الحوار والتواصل الجيد وسأخبركم به إن شاء الله، ستقولون أنا عندما أنصح الناس يتضايقون مني أقول لكم لا تقلقوا أيضاً يوجد فن النصيحة وسأخبركم به، أحدهم يقول أنا أُعاقب عقاباً شديداً فالناس تتضايق وهذا يفسد العلاقة بيني وبين الطلاب أقول لكم لا تقلقوا يوجد فن التعامل مع المُخطئ وسأخبركم به إن شاء الله، أشياء كثيرة، فن الإقناع، وفن كيف تكون محبوباً؟ وفن كيف تكون مُؤثراً؟ وأشياء كثيرة لكن كل شيء له حل، لأني أعرف الردود التي ستُرَد عليّ.

كيف يكون المُعلِّم محبوباً؟
حسناً لو أتينا نتكلم اليوم عن المحور الذي اختاره لنا الدكتور رحابي عندما قال لي أتكلم عن كيف يكون المُعلِّم محبوباً؟ من وجهة نظري المتواضعة التي وفقني بها الله وهذا توفيق من الله سبحانه وتعالى استطعت أن أجمع عدة أشياء وقلت حتى يصبح الإنسان محبوباً ماذا يحتاج؟
أول شيء لمّا جئت أن أقتفي أثر النبي صلى الله عليه وسلم وجدت أول صفة رأيتها من وجهة نظري أنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهتم بالآخرين اهتماماً غير عادي، فنحن نحتاج هذا الأمر أن نتعلم الاهتمام بالآخرين، حتى تكون محبوباً يجب أن تهتم بالآخرين، وكيف تهتم بالآخرين؟ أن تُظهِر لهم الاهتمام، سأخبركم بقصة، النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع التبرعات لغزوة فسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه تبرع بنصف المال، الطبيعي أنه أي شخص عندما يأتي أحد ليساعده فيُفكر بنفسه لكن النبي صلى الله عليه وسلم يُفكر بنا، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا عمر ماذا تركت أنت تعطيني نصف ثروتك ماذا تركت لأولادك؟ كأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول له برسالة واضحة أن يا عمر أنا لا أريد أن فقط أُكمل الجيش ولكن أيضاً أن تهتم بأولادك، فأولادك مُهمون عندي يا عمر كما هم مُهمون عندك ماذا تركت لهم؟ فطمئنه أن عنده أموال، معنى ذلك أن الرسول يظهر اهتمامه.

{ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أمرَ بالصَّدقةِ ، فقالَ عمرُ بنُ الخطَّابِ : وعِندي مالٌ كثيرٌ؛ فقُلتُ : واللَّهِ ! لأُفضلنَّ أبا بَكْرٍ هذِهِ المرَّةَ، فأخَذتُ نِصفَ مالي وترَكْتُ نِصفَهُ ، فأتَيتُ بِهِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ؛ فقالَ : هذا مالٌ كثيرٌ ؛ فما ترَكْتَ لأَهْلِكَ ؟ . قالَ ترَكْتُ لَهُم نصفَهُ .وجاءَ أبو بَكْرٍ بمالٍ كثيرٍ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ ما ترَكْتَ لأَهْلِكَ ؟ ، قالَ : ترَكْتُ لَهُمُ اللَّهَ ورسولَهُ }

[المحدث ابن كثير فيه ضعف]

لمّا مرة صلى الله عليه وسلم كان الرسول يصلي ويؤدي صلاته بطولها الطبيعي المعتاد وفي مرة النبي صلى الله عليه وسلم خفف صلاته جعلها أسرع من التي اعتادوا عليها، فقال لأصحابه لمّا استغربوا لماذا الرسول انتهى بهذه السرعة فالرسول صلى الله عليه وسلم قال لهم:

{ إنِّي لأَدْخُلُ الصَّلاةَ أُرِيدُ إطالَتَها فأسْمَعُ بُكاءَ الصَّبِيِّ، فَأُخَفِّفُ مِن شِدَّةِ وجْدِ أُمِّهِ بهِ }

[ رواه مسلم]

تخيلوا! الرسول صلى الله عليه وسلم لا يريد أن يُتعب نفسية أمه لأنها تكون مُتوترة وهي تُصلي، فهدفه وحنيته ورحمته صلى الله عليه وسلم أنه لا يُريد أن يَشقَّ على أمه فتتوتر لما ابنها يبكي، حسناً تصوروا أنه الأم هذه لما تعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم خفف صلاته خصوصاً لأجلها هل ستحبه؟ إذاً الاهتمام يَزيد في المحبة.

التواصل الجيد مع الآخرين:
إذاً ماذا يفعل مُعلِّم القرآن في المهارات وقد دخلنا في موضوع المهارات ماذا نفعل في هذه المهارات؟ أول شيء تظهر مشاعرك أو تُظهري مشاعرك للطلبة، لما تجدي أخت طالبة عندك مريضة اهتمي بها شفاكِ الله وعافاكِ، اهتمي بها والله الاهتمام شيء جميل، أنا عندي دورة كيف يتواصل الإنسان مع الآخرين وكيف يعرف لغة الجسد سنأخذ إن شاء الله جزءاً مُبسطاً منها، حتى الأمور التعبيرية هذه لها تأثير كبير جداً، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يمشي مع سيدنا عمر بن الخطاب، وهذه المهارة أنا أقولها للأمهات أيضاً وليس فقط لمُعلِّمة القرآن فأنتِ قبل أن تكوني مُعلِّمة قرآن أنت أم أيضاً، فأنتِ عندما تكوني أيضاً ناجحة في بيتك ومع أولادك ومع إخوتك مع أقربائك ومع جيرانك كذلك ستكونين مُعلِّمة جيدة، فنحن لا نقول أن هذا دورك فقط في حلقة التدريس لا أنا أقول لكِ هذا دورك في حياتك ويكون هدفك أنني أعمل هذا كهديّ أو اتباعاً لهديّ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأشياء تؤلف القلوب جداً، الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمشي مرةً مع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وأنا أُريكم ماذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم وكان يطبطب على سيدنا عمر بن الخطاب، يعني حركات الحنان هذه جميلة جداً هذه اللفتات، الغرب الآن يُدرّسها في عِلم التواصل الجيد، فلما طبطب عليه الرسول فسيدنا عمر بن الخطاب انفعل وقال والله يا رسول الله إني أحبك، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال له أكثر من مالك ياعمر قال له نعم، أكثر من ولدك ياعمر؟ قال له نعم، أكثر من والدك ياعمر؟ قال له نعم، أكثر من نفسك؟ فسيدنا عمر بن الخطاب قال لا ليس أكثر من نفسي يا رسول الله، الصراحة أنا أحب نفسي أكثر أو هو اعتقد هذا، لأنه بعد ذلك الموقف تغير، انتبهوا للمهارة نحن نتعلم مهارة الحنان والطبطبة يعني أن أهتم بمن حولي حتى طالبتك في الحلقة طبطبي عليها احضنيها أُشعريها بمشاعرك فيها حتى إحساس بالموقف الذي هي فيه، تعبها، مرضها، مرض ابنها، مرض والدها، مرض زوجها، تأثري معها وأظهري لها التفاعل كل ذلك سيأتي بنتيجة والله لا يوجد شيء يذهب عند الله سبحانه وتعالى، فماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم، قال له: لا يا عمر لا يكتمل إيمانك حتى أكون أحب إليك من نفسك ومالك ووالدك والناس أجمعين.

{ كُنَّا مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو آخِذٌ بيَدِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَقالَ له عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن كُلِّ شَيْءٍ إلَّا مِن نَفْسِي، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَا، والَّذي نَفْسِي بيَدِهِ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْكَ مِن نَفْسِكَ، فَقالَ له عُمَرُ: فإنَّه الآنَ، واللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الآنَ يا عُمَرُ }

[رواه البخاري]

انتبهوا هنا مهارةٌ خطيرة! الرسول صلى الله عليه وسلم قال لا يكتمل إيمانك ما معنى هذا؟ يعني مثلاً أنت إيمانك ياعمر تسعون لا يكتمل للمائة يعني الرسول صلى الله عليه وسلم أثبت له وأقرَّ له أنه عندك إيمان تسعون في المئة يعني لم يلغِ له أنه ليس عندك إيمان، نحن في مصر -اسمح لي يا دكتور- عندنا مثل نحن نقوله في مصر يعني أحدهم يكون معي جيد جداً ويقوم بواجبه معي وفي غاية الحنان وأول غلطة أنسى كل الخير فنحن في مصر نقول "ارمي الطربيزة" أو كسَّر الدنيا يعني المقصود ننسى الخير كله الذي أمامنا لأجل غلطة واحدة! الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لا يكتمل إيمانك يعني أنت إيمانك موجود لكن لم يصل إلى مئة في المئة يعني معنى هذا هو أعطاه حقه، وكذلك أنت كمُعلِّمة قرآن أعطي الطالب حقه، هذا الطالب يستيقظ مبكراً ويأتي إليك في الحلقة ومتعب ويجتهد ويحاول أن يُصحح مخارج الحروف والصفات وأنت لأجل خطأ في حرف الضاد سيصححه غداً فأنت وتسخر منه وتستهزئ به وتقول له كلام تُتعب نفسيته لن يعود للحلقة مرة أُخرى، إياكم أن تكونوا مُنفرين.

الدكتور رحابي:
بارك الله بك؛ إذا تسمحي لي أن أُعطيكِ فرصة لترتاحي قليلاً وأعود إليك بعد أقل من دقيقة إن شاء الله، أطلب من الإخوة والأخوات تلخيص ما مر معنا حتى الآن لأن عندنا ما شاء الله تفاعل جيد ورائع جداً اليوم في هذا الموضوع الذي هو على غاية من الأهمية في فنون ومهارات مُعلِّم القرآن المُتميز وأنتِ مُتميزة وجميع الإخوة والأخوات المُتابعين ما شاء الله والمُشاركين مُتميزين، أسأل الله تعالى أن يُبارك بكم جميعاً، لعل الإخوة يكتبون في التعليقات ما مر معنا حتى الآن من مهارات من فنون مثل الإخلاص مثل الهمة العالية وغير ذلك أو قصة حتى من يأتي متأخراً في اللقاء يتابع ولا يفوته شيء.
الأمر الثاني الذي أودّ أن أضيفه إلى هذه الدُرر وهذه الفوائد الماتعة النافعة أختي الفاضلة الشيخة مروة، أعتقد أنَّ كل مهارة الآن نتعلمها من حضرتك وكل فن من هذه الفنون المهمة جداً في شخصية مُعلِّم القرآن الكريم ومُعلِّمة القرآن الكريم نجد لها تأصيلاً وأساساً عند رسول الله عليه الصلاة والسلام، لذلك أجد والله أعلم مُعلِّم القرآن الكريم من الواجب أن يقرأ سيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام قراءة المُتبصّر المُتعلّم الذي يستلهم منها العبر والدروس والعِظات لوظيفته كمُعلِّم، يعني التاجر إذا قرأ سيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام يتعلم منه مهارات التجارة ومهارات الصدق ومهارات التعامل مع الآخرين، المهندس، الطبيب، الأب، الجار، الأخ، القريب، الداعية إلى الله سبحانه وتعالى، تجد في رسول الله عليه الصلاة والسلام في سيرته العطرة الطيبة نفعاً وخيراً وبركة وفائدة لكل إنسان في هذه الكرة الأرضية، لكل إنسان مهما كانت وظيفته ومرتبته ومستواه ستجد فيها الخير والفائدة، أهم الناس الذين يجب أن يتعلموا مهارات مفيدة في وظيفتهم وينجحوا هم مُعلِّموا القرآن الكريم:

لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)
[ سورة الأحزاب ]

أُذكِّر مرة ثانية لو تشاركوا معنا هذا اللقاء على صفحاتكم جزاكم الله خيراً المتابعين، شاركوا معنا هذا اللقاء على صفحاتكم المباركة وكل صفحاتكم مباركة لأن أهل القرآن الكريم صفحاتهم فيها الخير وفيها دائماً النفع، لا تجد في صفحات الإخوة والأخوات الذين هم من أهل القرآن إلا كل مشاركة نافعة ومفيدة إن شاء الله، طيب أختي الفاضلة نتابع ونتذكر أن الوقت يداهمنا معنا عشر دقائق لختام هذا اللقاء ولعلنا نتابع لاحقاً إن شاء الله.

فن التعامل مع المُخطئ:
الأستاذة مروة:
نعم سأحاول أن أختصر قليلاً؛ اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، نحن تحدثنا كيف تكون مُعلِّماً محبوباً اهتم بالآخرين وركزوا أهم شيء أن هذا نفعله على هديّ النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن ضمن الأشياء التي سنتكلم عنها سريعاً فن جميل جداً وهو فن التعامل مع المُخطئ طبعاً مُعلِّم القرآن دائما يُصوب التلاوة ويتعامل مع مشاكل اجتماعية مع الطالب أو مع الطالبة ويتعامل مع حياة كاملة يقضيها في وقت الحصة، فنحن نريد أن نتعلم كيف نتعامل مع المُخطئ أيضاً من هديّ النبي صلى الله عليه وسلم من كتب علم النفس وهكذا.
أول نقطة في فن التعامل مع المُخطئ لا تلم المُخطئ، يجب أن نعرف هذه النقطة نحن حتى في تربيتنا لأبنائنا كثيري اللوم ودائماً سبحان الله لمّا الابن تَفسُد شخصيته وتَضعف ثقته بنفسه يكون السبب الأول هو كثرة اللوم والتأنيب من الوالدين، وكما أخبرتكم قبل قليل هذا ليس من هديّ النبي صلى الله عليه وسلم فنحن إذا بقينا نلوم ونلوم.. هذا ليس من هديّ النبي فنحن لماذا نقوم به؟ لذلك نحن سنمتنع عن اللّوم محبة للنبي صلى الله عليه وسلم فتُثابوا أولاً وأيضاً يكون عملنا مُتميز.
انظروا إلى سيدنا أنس رضي الله عنه وأرضاه يقول:

{ خَدَمْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، فَما قالَ لِي: أُفٍّ، ولَا: لِمَ صَنَعْتَ؟ ولَا: ألَّا صَنَعْتَ }

[رواه البخاري]

لم يقول له أبداً لِمَ فعلت ذلك كان دائماً يترك اللوم، ركزوا معي في هذه الكلمة اللوم لا يأتي بخير، ونحن إن شاء الله في المرة القادمة لما نتكلم عن كيف يكون الإنسان شخصية مُؤثرة ومُقنعة سنتكلم من ضمن الشروط أن الإنسان يختصر في النصح أن تكون نصيحته كلمتين فقط، إذاً النقطة الأولى لا تكثر من اللوم.
أما النقطة الثانية أقنع المُخطئ بخطئه وهذه نقطة مهمة جداً للتعامل مع أبنائكم للتعامل مع الناس حولكم للتعامل مع طلابكم، فأنت قبل أن تكون مُعلِّماً أنت أب أنت أخ أنت ابن فكذلك يجب أن تكون ناجحاً في هذه الدائرة كلها، إذاً أقنع المُخطئ بخطئه الطبيعي أن المُخطئ لا يشعر أنه على خطأ وبالتالي إياك أن توجه له لوماً وعتاباً قاسياً إلا عندما تزيل الغشاوة عن عيونه، فهِّمه أولاً خطأه حتى يعرف أنه على خطأً، ركزوا معي في هذه القصة وأريدكم اليوم أن تخرجوا من هذا اللقاء وأنتم أكثر حباً للنبي صلى الله عليه وسلم، أريدكم أن تسمعوا هذه القصة وتخرجوا منها المهارات، دخل شابٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ويطلب منه السماح بالزنا وهو شيء سيء جداً، فتخيلوا النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن ينهاه عنه، طبعاً الصحابة تكلموا وعملوا، ولكن قبل أن أكمل القصة كل واحد من الناس له مدخل، اعرفوا المدخل لمن أمامكم، اعرفوا مدخل الطلبة أمامكم حتى تدخلوا لكل واحد من شخصيته، الرجل اعرف مدخل زوجتك والزوجة اعرفي مدخل زوجك واعرفي مدخل أولادك، يوجد أناس تقتنع فوراً عندما تقول لها قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة تمتثل، وهناك أناس عندما تحدثيها بالعقل فقط تقتنع، وهناك أناس عندما تحدثيها بالعواطف فقط تقتنع، وهناك أناس كل ذلك لا يوجد مشكلة، فنحن سندخل من المدخل لنصل للآخر، انظروا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سأله الشاب أتأذن لي بالزنا يا رسول لله؟

{ أنَّ فَتًى شابًّا أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، ائذَنْ لي بالزِّنا، فأَقْبلَ القومُ عليه فزَجروهُ، وقالوا: مَهْ! مَهْ! فقالَ: ادنُهْ، فدَنا منهُ قريبًا. قالَ: فجَلسَ، قالَ: أتُحبُّهُ لأُمِّكَ؟ قالَ: لا واللَّهِ، جعَلَني اللَّهُ فِداءَكَ، قالَ: ولا النَّاسُ يُحبُّونَه لأُمَّهاتِهِم. قالَ: أفتحبُّهُ لابنتِكَ؟ قال: لا واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ، جعَلَني اللَّهُ فِداءَكَ، قالَ: ولا النَّاسُ يحبُّونَه لبَناتِهِم. قالَ: أفتُحبُّهُ لأُخْتِكَ؟ قال: لا واللَّهِ، جعَلَني اللَّهُ فِداءَكَ، قالَ: ولا النَّاسُ يُحبُّونَه لأخواتِهِم. قال: أفتُحبُّهُ لعمَّتِكَ؟ قال: لا واللَّهِ، جعَلَني اللَّهُ فِداءَكَ، قالَ: ولا النَّاسُ يُحبُّونَه لعمَّاتِهِم. قال: أفتُحبُّه لخالتِكَ؟ قال: لا واللَّهِ، جعَلَني اللَّهُ فِداءَكَ، قالَ: ولا النَّاسُ يُحبُّونَه لخَالاتِهِم. قال: فوَضعَ يدَهُ عليه، وقالَ: اللَّهُمَّ اغفِرْ ذَنبَه، وطَهِّرْ قلْبَه، وحَصِّنْ فَرْجَه، فلم يَكُن بَعدُ ذلِك الفَتَى يَلتَفِتُ إلى شيءٍ }

[الوادعي في الصحيح المسند]

فالرسول صلى الله عليه وسلم أولاً استخدم المهارة العقلية، استخدم العقل حتى اقتنع الشاب، ظل النبي يحدثه بالعقل وليس هذا فقط بل الرسول صلى الله عليه وسلم يُعلمنا التنوع في المهارات، استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم مهارة العاطفة أن نتكلم مع الناس بالكلام الذي فيه حنان والذي نفقده الآن مع بعض لم نعد نتكلم الآن كلاماً فيه حنان أبداً، ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم،؟ جاء ووضع يده عليه وقال :(اللَّهُمَّ اغفِرْ ذَنبَه، وطَهِّرْ قلْبَه، وحَصِّنْ فَرْجَه)، سبحان الله تاب الشاب توبة نصوحة وأصبح يكره الزنا جداً وتاب إلى الله سبحانه وتعالى! استخدم مهارة العقل ومهارة العاطفة.
إذاً فن التعامل مع المُخطئ لا تُكثر اللوم، اقنع المُخطئ بخطئه، وثالث نقطة ركزوا معي فيها ضعوا أنفسكم مكان المُخطئ وابحثوا عن حل، لا تلوموا وتصمتوا بل ابحثوا عن حل وكونوا شخصية إيجابية وهذا أيضاً والله نتعلمه من هديّ النبي صلى الله عليه وسلم، انظروا سبحان الله إنسانٌ إيجابي جداً دائماً يبحث عن الحل، وقبل أن أُكمل تذكرت شيئاً للأم مثلاً ابنك أوقع الكأس بدل أن تلوميه أنت لماذا أوقعت وأنت لا تفهم وأنت.. لا فكري في الحل ابتعدي عن السلبية وكوني إيجابية وقولي له لننظف المكان وهكذا..
انظروا الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا فعل؟ لمّا انصرف من خيبر أُريد منكم أولاً أن تركزوا معي وتصلوا على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لمّا انصرف الرسول بعد غزوة خيبر وكانت رحلة طويلة وتعب المسلمين والصحابة تعبت فقالوا: يا رسول الله لو نرتاح قليلاً فالرسول وجدهم مُتعبين فوافق ولكن كان أهم شيء عند الرسول صلاة الفجر، فقال: من يرقب لنا الفجر؟ فجاء سيدنا بلال رضي الله عنه وقال أنا يا رسول الله أنا سأبقى مستيقظاً حتى أذان الفجر، فذهب الصحابة ناموا وسيدنا بلال جلس يذكر الله وهو ينتظر وقت الفجر ولكنه نام، وعندما استيقظ تفاجأ أن الشمس قد أشرقت والصحابة رأوا الشمس مشرقة فثاروا وحزنوا، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم انظروا كيف تعامل مع هذا الموقف، جاء النبي صلى الله عليه وسلم ونظر إلى سيدنا بلال وقال له كلام بسيط جداً أين كلامك أمس؟ ألم تقل أنك ستنتظر صلاة الفجر لتوقظنا؟ فقال: يا رسول الله لقد أصابني ما أصابكم فأنا أيضاً بشر، فانظروا ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم، لو حدث هذا في وقتنا كنا سنلوم ونعاتب ونخسر بعض ونقطع العلاقات وهذا ليس من هديّ النبي والله، ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم؟ قال: صدقت وهذه إيجابية وأراد أن يُشغل الصحابة حتى لا يعودوا ويتحدثوا بالموضوع فقال لهم: ارتحلوا فقاموا ومشوا وأقاموا بمكان، ثم ماذا قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ انظروا للحل حلٌ بغاية السهولة قال: فإذا نسي أحدكم الصلاة أو نام عنها فليصليها إذا ذكرها.

{ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ قفلَ من غزوةِ خيبرَ ، فسارَ ليلَه ، حتَّى إذا أدرَكَهُ الكَرى عرَّسَ ، وقالَ لبِلالٍ: اكلأ لَنا اللَّيلَ فصلَّى بلالٌ ما قُدِّرَ لَهُ ، وَنامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأصحابُهُ ، فلمَّا تقاربَ الفجرُ ، استَندَ بلالٌ إلى راحلتِهِ مواجِهَ الفجرِ ، فغلبت بلالًا عيناهُ وَهوَ مستَندٌ إلى راحلتِهِ ، فلم يَستيقظ بلالٌ ولا أحدٌ من أصحابِهِ حتَّى ضربتهمُ الشَّمسُ ، فَكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أوَّلَهُمُ استيقاظًا ، ففزِعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: أي بلالُ فقالَ بلالٌ: أخذَ بنَفسيَ الَّذي أخذَ بنفسِكَ ، بأبي أنتَ وأمِّي يا رسولَ اللَّهِ قالَ: اقتادوا فاقتادوا رواحلَهُم شيئًا ، ثمَّ توضَّأَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وأمرَ بلالًا فأقامَ الصَّلاةَ ، فصلَّى بِهِمُ الصُّبحَ ، فلمَّا قضى النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الصَّلاةَ قالَ: من نسيَ صلاةً ، فليصلِّها إذا ذَكَرَها ، فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قالَ: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي }

[سنن ابن ماجه]

إذاً الموضوع له حل إذا نمتم أو نسيتم صلوا عندما تذكروها، انظروا لمهارة النبي صلى الله عليه وسلم التي نتعلمها منه، إذاً المهارة الثالثة ضع نفسك دائماً مكان المُخطئ وابحث عن الحل.
من ضمن مهارات فنون التعامل مع المُخطئ هناك أشياء كثرة جداً أكثر من ثلاثة عشر نقطة ولكن نقطة مهمة: استفسر عن الخطأ قبل أن تثور وتحزن استفسر اسأل، وهذه نقطة مهمة للمُعلمين حتى لا يكون عندهم انفعال وعصبية ويصرخوا والطالبة تقول لست أنا والله يا أستاذ فتكون قد ظلمتها خطأ، لمّا يَبلُغك خطأ عن طالب أو عن أي أحد استفسر مع إحسان الظن فأنت هكذا تُشعره بالاحترام، تُشعره بأنه أنت مُقدرٌ عندك، انظروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ماذا فعل، رأى رجلاً رثَّ الهيئة منكوش الشعر فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أنه ينصحه بإحسان الهيئة واللبس ولكن خشيَّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون فقيراً ليس لديه مال ليملك ملابس فالرسول صلى الله عليه وسلم استفسر أولاً قبل أن يوجه له نصيحة استفسر فسأله أعندك مال، فقال نعم يا رسول الله، فقال له: من أي؟ يعني من أي مال، قال له: عندي من الإبل ومن البقر ومن الرقيق ومن الغنم، فالرسول صلى الله عليه وسلم:

{ قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، الرجُلُ أَمُرُّ به فلا يُضيفُني ولا يَقْريني، فيَمُرُّ بي فأَجْزيهِ؟ قال: لا، بلِ اقْرِهِ. قال: فرآني رَثَّ الثيابِ، فقال: هلْ لك مِن مالٍ؟ فقلْتُ: قد أَعْطاني اللهُ عزَّ وجلَّ مِن كلِّ المالِ مِنَ الإبِلِ والغَنَمِ، قال: فلْيُرَ أثَرُ نِعمةِ اللهِ عليك }

[رواه مسلم]

إذا أعطاك الله مالاً فليظهر عليك أثر نعمة ربنا، إذاً هذا أيضاً من فن التعامل مع الناس.

الدكتور رحابي:
ما شاء الله؛ نعم أستاذة مروة الحديث لا يُمل وفن التعامل مع المُخطئ ومهارات التعامل مع المُخطئ هذه مهارات يُفرَد لها لقاء خاص ومُستقل، إضافة إلى فن التعامل مع طلاب القرآن الكريم مع حلقة كبار السن، وفن تصحيح الأخطاء لهم حتى لا يقعوا في حرج وكيفية التصحيح، ومن خلال البحث الذي قرأتهُ وراجعتهُ لحضرتك طبعاً أُبشركِ أولاً أنَّ البحث ممتاز جداً في لغته العربية السليمة، وفي تناسق الأفكار والموضوعات، وفي الموضوعات المطروحة، في الفصول والأبواب أيضاً التي تناولتِها، وفي تناسقها وتناسبها مع بعضها البعض وخصوصاً موضوع تعليم الكبار وتصحيح الأخطاء للكبار وكيف قدّمتِ أيضاً لمهارات مُعلِّم القرآن المُتميز الذي ينبغي أن يتحلى ويتخلق بها، مهارات لازمة ضرورية.

تقييم البحث:
أُبارك لك هذا البحث المادة البحثية التي قدمتِها في مرحلة الدراسات العُليا في الأداء القرآني ماجستير وعقبى لبحثك القادم في مرحلة الدكتوراه إن شاء الله، لعله يكون أيضاً بحثاً مُتميزاً آخر يضاف إلى المكتبة القرآنية إلى مكتبة مُعلِّمي القرآن الكريم، نحن في العالم جميعاً كل مُعلِّمي القرآن الكريم بحاجة إلى دائماً دورات تدريبية وإلى مهارات وإلى صقل لشخصيتهم التعليمية والإحترافية يكونون على مستوى عالٍ من الإحترافية.
هل تصدقين أنا مدير مدرسة هنا في تكساس في أمريكا عندي مُعلِّمة لم تقصد أن تتكلم بصوت عالٍ أو تصرخ على طالبة ولكن جاءتني عن طريق الأخت الإدارية المسؤولة للمتابعة تقول هناك حالة طارئة وكذا.. فدعوت إلى اجتماع طارئ مع بعض المعلمات، خيراً إن شاء الله ما الذي حدث؟ إحدى الأمهات تقرر أن تسحب إبنتها من الحلقة القرآنية من الصف وتبقيها في المدرسة بشكل عام لكن درس القرآن ستخرج منه لماذا؟ لأن الطالبة شعرت بإهانة أن المُعلِّمة لمّا كانت تُصحح أو كذا رفعت صوتها! ونحن الآن في عالم الزوم وعالم الإنترنت لا ندري أحياناً يعلق الصوت أو ينخفض الصوت أو يرتفع بدون قصد، فحاولنا مع الأم عن طريق الأخوات الإداريات فقالوا الآن الأم في حالة من الغضب مع ابنتها أيضاً، السبب ربما خطأ لم تقصده تلك المُعلِّمة الفاضلة لذلك لما نتعلّم الاحترافية في التعامل نتجنب الوقوع في أخطاء لا نقول مقصودة لأنه في النهاية الطالب أو الطالبة أو الأهالي وأولياء الأمور هم عبارة عن أناس يَتلقون منا الخدمة خدمة التعليم، فإذا أخطأنا بحقهم بعمدٍ أو بغير عمد بالنسبة لهم لا يوجد فرق، بالنسبة لهم هذا خطأ بالنسبة لهم هذا تقصير، فنحن الآن نتعلم إن شاء الله من خلال قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومهاراته وفنه والاحتراف الكبير في التعامل مع المُخطئ الأمثلة التي ذكرتِها، القصص والأحاديث التي تفضلتي بها على غاية من الأهمية والبحث فيه الكثير من الشواهد والأدلة التي هي عبارة عن دُرر بالفعل وجواهر مكنونة تستحق القراءة وتستحق أن نتعلم منها ونستفيد منها.
البحث ممتاز جداً يستحق أن نجعل له عشر حلقات متتالية في المناقشة وأن نستمع منك ومن شرحك الطيب النافع أنا فخورٌ جداً بك أختي الفاضلة مروة، جهدك وأداؤك طيب ولا يخفى أيضاً جهدك الكبير في تعليم القرآن الكريم وتوجتيه الآن في الاحترافية في التعلم الأكاديمي وفي البحث المصادر التي رجعت إليها والعزو والتوثيق كان واضحاً مُتميزاً، الأمانة العلمية التي أضفتها في البحث كانت أيضاً ظاهرة، فالبحث ممتاز أُبارك لك هذه الدرجة وباقي لنا الاختبار النظري والاختبار العملي مع اللجنة فاستعدي لذلك وأبارك لك مسبقاً نجاحك وتميزك، كما أرجو الله عز وجل أن ينفع بك وأن يزيدك توفيقاً وعلماً وإن كتب الله لنا إن شاء الله حياة وبركة في الوقت نرتب إن شاء الله إلى لقاءات أُخرى لعناوين أُخرى جديدة، أعتقد الإخوة والأخوات يعجبهم هكذا موضوعات ومُتفاعلون مع الموضوع فبارك الله بكم جميعاً أيها الإخوة والأخوات، إذا عندكم سؤال أو شيء يمكن أن تشاركونا أسئلتكم أو تعليقاتكم وتتحفون هذا اللقاء وتثرونه بإضافتكم الرائعة دائماً ونستفيد منكم أيضاً بارك الله بكم وجزاكم الله خيراً.

الخاتمة:
في نهاية هذا اللقاء أختي الفاضلة مروة وأخواتي وإخواني الكرام أشكركم وأدعو الله تعالى لنا ولكم التوفيق والنجاح والسداد وأن يجعلنا وإياكم من أهل العلم والقرآن الذين هم أهل الله وخاصته وأن يُكرمنا وإياكم بأن نستظل في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، وأن نصحب نبينا صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم، وأن يفرح بنا أننا نتابع مسيرته في تعليم القرآن الكريم كما كان يُعلِّم أصحابه وبحب وبحنان وبرحمة وكما كان يرعاهم وكما كان يهتم بهم وكما كان يتابعهم وكما كان حريصاً عليهم، أنتم تتابعون خطوات النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الخير، في هذا النور وفي هذه البركة التي نرجو الله تعالى أن يُديمها علينا وعليكم ولا يحرمنا أجرها ولا ثوابها ولا خيرها وأن يبارك لنا ولكم فيما أكرمنا به من بركات القرآن الكريم نسأل الله تعالى أن يزيدنا وإياكم من فضله وكرمه وإحسانه أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، أشكرك أختي مروة.

الأستاذة مروة:
بارك الله بك يا دكتور؛ أشكرك كل الشكر جزاك الله خيراً.

الدكتور رحابي:
أستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأستاذة مروة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.