القيادة بالمبادئ والقيم مع الدكتور طارق رشيد

  • 2020-10-10

القيادة بالمبادئ والقيم مع الدكتور طارق رشيد


مقدمة:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أيها الأخوة الكرام والأخوات المتابعين والمتابعات مرحباً بكم في برنامجكم أهل العلم والقرآن، واليوم حلقة ولقاء طيب بعنوان القيادة بالقيم والمبادئ، ماذا؟ وكيف؟ وأسئلة كثيرة عن القيم والمبادئ، السلوك والأخلاق، الشروط والقيادة، أهمية القيادة في عصر الأزمات والكوارث والجوائح، ما مناهج القيادة الأخلاقية؟ والقيادة بالمبادئ، كيف؟ ومتى؟ ولماذا؟ أسئلة كثيرة ومحاور عديدة في لقائنا اليوم المبارك، مع فضيلة الدكتور طارق رشيد، أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم فضيلة الدكتور طارق.

د.طارق رشيد:
أهلاً يا سيدي؛ حياكم الله؛ يعني أن أكون في برنامج أهل العلم والقرآن مع إخوتنا وأخواتنا المتابعين، لهذا البرنامج الطيب وبارك الله فيك على الاستضافة دكتور.

د. رحابي محمد:
حياكم الله يا سيدي دكتور طارق؛ دكتور طارق مدرب ما شاء الله؛ ومستشار دولي معتمد في الأمم المتحدة، ومتخصص في العلوم الإدارية وعلوم التنمية البشرية والتطوير، دكتور طارق مستشار وخبير التطوير الشخصي والمؤسسي، سعداء جداً بكم دكتور طارق، وأسأل الله تعالى أن يبارك فيكم، وينفع بكم.

د.طارق رشيد:
يبارك فيك يا سيدي إن شاء الله وبالجميع، وبارك الله فيك على هذا البرنامج الطيب.

د. رحابي محمد:
حياكم الله؛ دعنا نبدأ مباشرةً دكتور، القيادة بالقيم والمبادئ، كيف ممكن أن ننظر إلى هذا العنوان الكبير والمهم في قضية القيادة وقضية المبادئ في حياتنا الحياتية والوظيفية والاجتماعية؟ نعم سيدي.

أسباب فشل المجتمعات والمؤسسات:
د.طارق رشيد:
بسم الله الرحمن الرحيم؛ والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل الخلق والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، ونبدأ بتحيتكم بتحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
القيادة.. في دراسةٍ عن أسباب فشل المؤسسات أو فشل المجتمعات ظهر سببان رئيسيان للفشل؛ إما سوء إدارة أو أزمة قيادة، عندما بحثوا في أسباب فشل الإدارات، ضياع النتائج، غياب التخطيط، عدم وضوح الأهداف، عندما سألوا عن أسباب أزمة القيادة فظهرت الأخلاق، القيم، المبادئ، فسقوط القيادات سقوط قِيَمي، وإذا أُسقِطت القيم والمبادئ غابت القيادة، وإذا غابت القيادة غاب التوجيه، وغاب التأثير وسقطت المجتمعات، فظهرت أهمية القيادة إلى جانب الإدارة نصنع توجّه قيّمي ونتائج، أحتاج نتائج في إطار قيَمي، فأصبحت الإدارة و القيادة في نفس الخندق، يعني القوي الأمين؛ نتحدث عن القوي بعلوم الإدارة وكفاءتها، والأمين بأخلاقيته، أسقط إحداهما تسقط المعادلة:

قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)
[ سورة القصص]

إدارةٌ وقيادة، القيادة القيمية بالأخلاق أساس تطور المجتمعات ونموها، وبرزت النظرية الدينية في الإسلام بالأخلاق:

{ إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ }

[ أخرجه أحمد]

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)
[ سورة آل عمران ]

والحديث لـعليه الصلاة والسلام؛ فظهرت أهمية الشخصية القيادية، وأهمية المبادئ والقيم لتكتمل صورة قيادة المجتمعات والمؤسسات.

د. رحابي محمد:
أحسنت بارك الله فيك.
لعلِّي ونحن في برنامج أهل العلم والقرآن، ولعلَّك توافق معي دكتور طارق أن القرآن الكريم طافحٌ ومليءٌ بالخيرات الكبيرة التي تُعين الإنسان لبناء المجتمع وبناء الأرض وأن يكون مستخلفاً، خليفة الله عز وجل في هذه الأرض، ويكون قائداّ ناجحا،ّ و الآية التي ذكرتها عن سيدنا موسى:

قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)
[ سورة القصص]

أيضاً ربما هناك آيةٌ أخرى ومدرسةٌ كبيرةٌ في القيادة الأخلاقية، سيدنا يوسف عليه السلام:

قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)
[ سورة يوسف]

فلذلك سبحان الله؛ هذه القيادة التي تتفضل بها، وهذه القيم والأخلاقيات التي ربما نحتاج نعم إلى كثيرٍ من التأمل لنستنبط من كتاب الله سبحانه وتعالى ومن آياته المُحكمات ومن كلامه المقدس المعظم ما ينفعنا في إدارة حياتنا.
دكتور طارق بالنسبة للمفاهيم، يعني المفاهيم قضية القيادة والقيم، حدثنا عن قليلاً عن مفاهيم القيادة.

تعريف القيادة:
د.طارق رشيد:
نعم؛ عطفاً على ما تفضلت به حقيقةً القرآن هو ليس نهجَ عباداتٍ فقط، وإنما العبادات هي سلوكيات تؤثر في نمو المجتمعات فهو هندسة، وطب، وإدارة، وفلك، وطاقة، وعلوم كل العلوم موجودة في هذا المخزون من الله سبحانه وتعالى، ويمكن فقط تقدمة بسيطة للآيتين التي ذكرتهما عند سيدنا موسى تم تقديم القوة على الأمانة، لأن الإدارة في ذلك الموقف أهم من الأخلاق بمعنى الأخلاق مهمة لكن أتت في المرتبة الثانية والواو للمتابعة، لكن في سورة يوسف خزائن الأرض أريد أمانةً يا سيدي، تأتي بعد ذلك العليم بعلم الخزانة، فحتى جمالية القرآن في تقديم القيادة على الإدارة أو الإدارة للقيادة، فظهرت نظرية اسمها القيادة الموقفية، والإسلام وعليه الصلاة والسلام طبَّق القيادة الموقفية، حسب الموقف وحسب الظرف:

{ إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ }

[أخرجه أحمد]

لكن في نفس اللحظة:

{ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَه }

[ أخرجه البخاري ومسلم ]

الحسم والحزم، منهج قيادةٍ ضمن إطارٍ أخلاقيٍّ قيَمي واضح تسير الأمور.
القيادة، ما هو تعريف القيادة؟ علمياً أكثر من مئة تعريف لكلمة القيادة، وفي عام 2010 وتذكر أن 2010 كانت هناك مشاكل كثيرة على مستوى جميع الدول سواء العربية أو غيرها، من فيضانات، وكوارث، وأزمات، وإلى آخره.. جوجل أخرجت تقرير غريب قليلاً، أكثر كلمة طُلبت في جوجل محرك البحث في عام 2010 كانت كلمة القيادة! أربعمئة وثمانٍ وستين مليون بحث، ماذا نعني بالقيادة؟
لن أخوض في التعريفات الكثيرة، ولكن القيادة بخمس كلمات أساسية: فن التأثير في الأتباع لتحقيق الأهداف، وكلمة التابع مقصودة في القيادة؛ ولا تعني أنه تابع درجة ثانية، لا؛ حتى النظرية الدينية التابعين وتابعي التابعين، التابع شخصٌ يؤمن برؤية القائد، فلو غاب القائد اكتملت الرؤية عن طريق الأتباع، فلذلك شروط القيادة ثلاثيةٌ نقرأها من التعريف: أولاً وضوح الرؤيا والهدف، لا قائد بلا رؤية، ودائماً الرؤية في القيادة إستراتيجية وبعيدة الأمد، يمكن الإدارة تتحدث عن نتائج أسبوعية، شهرية، سنوية في أقصى حد، لكن القيادات عندما تجلس مع شخصيةٍ قياديةٍ تنقلك في رحلة إلى المستقبل، نحن في 2030 نعمل كذا، الخ.. وهكذا القيادة رؤية واضحة.
ثانياً وجود أتباع تؤمن، بلا أتباع لا قيادة، يجب أن يكون هناك تابع، بمعنى يعتقد اعتقاداً تاماً برؤية القائد، والسر يا سيدي في التأثير، إذا استطعت أن تؤثِّر في أتباعٍ حققت رؤية، فجاءت القيادة بأخطر كلمة، إذا أردت أن ألخصها بكلمة واحدة: التأثير قيادة، الأب إذا أَثَّر في أبنائه قائد، الأم إذا أثَّرت في بناتها وسلوك أبنائها قائدة، ولذلك ارتبطت متغيراتٌ في القيادة، هل ترتبط القيادة بالعمر، بالمنصب، بالجنس، بالعرق واللون؟ الجواب المثالي لا، لكن للأسف من ممارسات الأمم نجد أن الجواب نعم وبقوة أحياناً! ليس هناك علاقةٌ بين العمر والقيادة فأسامة بن زيد قاد جيش المسلمين وعمره ستة عشرعاماً وكان عتاولة المسلمين خلف أسامة بن زيد، وهو بلغتنا اليوم صبيٌّ أو شاب، ويقود! صاحب المنصب ليس علاقة، الإدارة منصب، والقيادة شخصية، قد يكون أصغر موظفٍ قائداً والمدير العام ليس قائداً، ممكن أن تجد في القطاع الهندسي مثلاً، رئيس العمال له كلمةٌ على العمال وهو يؤثر فيهم بينما رئيس المهندسين لا يستطيع التأثير، فالقدرة على التأثير ليست مرتبطةً بالمنصب، أو العرق، واللون، والإسلام واضح:

{ ألَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى }

[ رواه احمد في مسنده]

ولكن ظهرت نظرياتٌ غربيةٌ غريبة تؤكد على سيادة اللون في القيادة، ففي نظريةٍ أن الأشقر ذو العيون الزرقاء أفضل في القيادة من الأسمر، نظريةٌ موجودة؛ لكن هذه نظريات لا نؤمن بها، وأما الجنس أيضاً الجنس المرأة تقود والرجل يقود، ولكن باختلاف مناهج القيادة، فالمرأة تقود بالمشورة والعاطفة، والرجل يقود بالنفوذ وعادةً القرار يأتي أحاديّ المنصب، ويقود بالمنطق، في قصة سليمان وسبأ الملكة عندما أرسل لهم الرسالة، قالت أفتوني، فالمرأة في القيادة تلجأ إلى المشورة وهذا طبع المرأة بالمشورة، أفتوني فأنا لا أتحدث إلا بعد أن تُفتوني، وقالوا لها نحن أمةٍ ذو بأسٍ شديدٍ وو.. إلى آخره، ولكن عندما جاءت الهدية إلى الملك سليمان، جهزوا لي جيشاً فوراً، قيادة الرجل تستند إلى المنطق وإلى النفوذ، وعدم المشورة كثيراً:

وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)
[ سورة النمل ]

السيطرة؛ هذا منهج القيادة، الأب قائد، الأم قائدة، تكتمل القيادة بتكامل العاطفة والمنطق، أصبح قرار العائلة عاطفياً منطقياً، أصبحت القيادة مكتملة، وسبحان الله؛ من يفقد أمه، وعليه الصلاة والسلام فاقدُ والديه، من يفقد أمه أصعب بكثيرٍ من فقدان الأب في مراحل الطفولة، فوجدوا أن يتيم الأم يعاني أكثر من يتيم الأب، لأنه في المراحل الأولى تأتي القيم العاطفية من ثلاث كلماتٍ بحرف الحاء، حب، وحضن، وحنان، تنشأ طفولة في منظومةٍ قيميّة، ثم يأتي دور الأب بعد ذلك لصناعة الرجولة، والاستقامة و.. إلى آخره، فهذا في عجالة القيادة في خمس كلمات.

د. رحابي محمد:
ما شاء الله ! أحسنت؛ أحسنت يا دكتور طارق بارك الله فيك؛ وزادك الله؛ الحسم والحزم، الحسم والحزم والجزم منها القيادة، والقيادة هي فن التأثير في الأتباع لتحقيق الأهداف، والأتباع هم من يؤمن بالفكرة التي يقوم بها هذا القائد، ونجاح القيادة متعلقٌ كما ذكرتم برؤيةٍ واضحة، وأتباعٍ تؤمن بهذه الرؤية، والتأثير قيادة، والإدارة مناصب، ولكن القيادة شخصية، وهنا والله أعلم؛ ربما توافقني الرأي الله عز وجل جعل من المؤمن قائداً، يعني الإسلام ربى المؤمن أن يكون قائداً مؤثراً، في نفسه أولاً يؤثر في نفسه، ويُجاهد نفسه وهواه، ويتغلب على هواه، ويؤثر في عاداته وطِباعه، ثم جعله قائداً في بيته مسؤولاً عن رعيته ومسؤولاً عن زوجته وأولاده، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها، والولد راعٍ في بيت أبيه، وكل واحد يعني:

{ أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ }

[ متفق عليه]

كأن القرآن يربينا على أن تكون عندنا شخصياتٌ مؤثرةٌ قيادية، أما المناصب فهي ربما تأتي لاحقاً، أو حسب ميول الإنسان والمهارات التي يتملكها.
حضرتك دكتور طارق ما شاء الله؛ دكتوراه هندسة مدنية، أخصائي إدارة مشاريع من الجامعة الأميركية لإدارة المشاريع، أخصائي إدارة قيمة معتمدة من الجمعية الأميركية لهندسة وإدارة القيمة، شهاداتٌ مهنيةٌ كثيرةٌ في الجودة والمخاطر وإدارة الأزمات، وما شاء الله؛ مستشار ومدرب تطوير شخصي ومؤسسي في مراكز تدريب عالمية في الأمم المتحدة، وفي المنظمات الدولية للبحث والتطوير؛ هذا يدعوني إلى أن أسالك سؤالاً الآن، أهمية القيادة في عصر الأزمات والكوارث والجوائح، هذه الأزمات والكوارث والجوائح ربما تكون على الصعيد الشخصي، أو على الصعيد الأسري، أو على الصعيد الوظيفي الصغير في دائرةٍ صغيرة، أو ربما على صعيدٍ أكبر، كلما اتسعت دائرة الإنسان ومنصبه وشخصيته القيادية تتسع، كيف للإنسان أن يُدير أزماته وكوارثه وجوائحه التي تُلِمُّ به شخصياً، أو على محيط أسرته أو مجتمعه أو إذا كان في دائرةٍ أكبر؟

كيف يتعامل الإنسان مع أزماته وكوارثه وجوائحه؟
د.طارق رشيد:
جميل؛ يمكن التكليف كما أشرت دكتور محمد بأن تبدأ القيادة من الذات، وكل شخصٍ يبدأ يقود ذاته، كيف يقود ذاته؟ بالشروط الرئيسية، ما هدفك في الحياة؟ ما رؤيتك في المستقبل؟ إلى أين تتجه؟ هذا أساسٌ في قيادة الذات، وأن أؤثر في نفسي على الأقل، لكن عندما أصبح رب أسرةٍ يجب أن أٌقود عائلتي وأسرتي نحو توجه قيّمي صحيح، عندما أكون موظفاً، عندما أكون مديراً، وقد أصل إلى منصب قيادة مؤسسات، فالقيادة مسؤولية بالدرجة الأولى في القدرة على التأثير من أجل إحداث التغيير نحو تحقيق الهدف، وبالتالي دائماً القيادة تُعنى بشخصيةٍ قياديةٍ مؤثرةٍ على جميع المستويات بدءاً من الذات انطلاقاً إلى المجتمع.
نأتي إلى ما تفضلت به، مشكلة، خطر، أزمة كارثة، جائحة، نوضح مفهوم المصطلح، مفهوم المصطلح بكلمتين المشكلة عائقٌ للهدف، لها حل؟ هناك منهجٌ سداسيٌ لحل أي مشكلة، إذا أغفلنا الإنذار الأولي للمشكلة تحوَّل إلى خطر، الخطر في التعريف: تهديدٌ محتملٌ يحتاج قراءةً وتنبؤاً واستشرافاً، إذا أُهمل وقعت الأزمة، الأزمة: تهديدٌ قائمٌ لم يعد محتملاً؛ قائم، يحتاج منهجَ إدارةٍ متميزاً إّذا أُهملت الأزمة تحولت إلى مقياسٍ أكبر الكارثة، والكارثة تحتاج قيادةً يا سيدي بينما الأزمة تحتاج إدارة، والخطر يحتاج تنبؤاً، والمشكلة تحتاج حلاً، وإذا لا سمح الله أصبحت الأمور كارثيةً تداخلت معها أزماتٌ عديدة ومشاكلٌ ومخاطر عديدة، أما الجائحة هي تصنيفٌ عالميٌّ يصدر عن الأمم المتحدة، عندما تكون هنالك مأساةٌ تمس جميع دول العالم، وتجتاح جميع دول العالم بكافة فئاته ومهنه، ومؤسساته، وأعماره، فلذلك آخر تصنيف كان الحرب العالمية الثانية 1945 وكوفيد 19، لأنه دائماً الأمم المتحدة تُعطي بداية نشأت الجائحة في السنة، فهي بدأت في ووهان نوفمبر وأُعلنت في ديسمبر، لكن الأمم المتحدة أعلنت في الحادي عشر من مارس، بعد أربعة شهور! لأن عند الأزمات هنالك اضطرابٌ في نُظم القرارات واتخاذ القرارات والإشاعات، وحمى الله العالم من هذه الأزمة، وإن شاء الله نخرج منها معافيين وأكثر قوةً مما كنا، لأن دائماً نهج المسلم الحقيقي من المِحْنة يقرأ مِنْحَة ومن الألم يقرأ أملاً، وهذا المنهج كيف أحول أي تحدٍ و أزمةٍ إلى فرصةٍ نستفيد منها.

د. رحابي محمد
ما شاء الله ! بارك الله فيك! نرجو الله تعالى أن يفرج عنا وعن الناس أجمعين ما نزل بنا من هذه الجائحة، جائحة كورونا، وأن يلطف بنا لطفاً يليق بجوده وكرمه، إذاً المشكلة هي عائق للهدف تحتاج إلى حل، إن لم تُحل هذه المشكلة نزل الخطر، وهذا الخطر المحتمل المهدِّد يحتاج إلى تنبؤ، إن لم يكن عندنا استشرافٌ للمستقبل وتنبؤ وقراءةٌ صحيحة سوف تقع الأزمة، وهذه الأزمة هي تهديدٌ كبيرٌ وقائمٌ يحتاج أيضاً إلى إدارةٍ متميزة، إن لم تأتِ الإدارة المتميزة ستحدث الكارثة، وإذا وقعت الكارثة احتجنا إلى قيادة حكيمة وطيبة، عاقلة لتدير هذه الكارثة، شكراً لهذا التوضيح ولهذه الخطوات التي تحل وتُبين وتوضح لنا كيف تكون أهمية القيادة في عصر الأزمات والكوارث والجوائح.
دكتور طارق؛ حضرتك عضو جمعية المدربين والمستشارين الإداريين، وعضو هيئة تدريس أيضاً في الجامعة الأردنية، مدربٌ مع مركز تطوير العاملين في جامعة السلطان قابوس سلطنة عُمان، وكاتبٌ في الموسوعة البريطانية للإدارة والتنمية المستدامة، ولك مقالاتٌ شهريةٌ في مجالاتٍ عديدة، لو نتحدث عن القيادة الأخلاقية ومناهجها، يعني كيف تكون القيادات الأخلاقية؟ كيف تكون مناهج هذه القيادة؟ لو أردنا أن ننظر ما هو منهج القيادة الأخلاقية؟

مناهج القيادة:
د.طارق رشيد:
أيضاً وقفةٌ ضروريةٌ مع التعريفات، القيم، السلوك، الأخلاق، القيم لها ثلاث مرتكزاتٍ أساسيةٍ فالقيم هي مبادئ نؤمن بها، فالقيم تجدها مبادئ إيمانية لها مرجع، الركيزة الثانية لها مرجع، قد تبدأ القيم من الأم، فالأم مهد القيمة عند الطفل، ولو سألنا الأخوة والأخوات المتابعين، هل هنالك طفلٌ يشك في والدته؟ لو أعدنا صياغة السؤال، كم ثقة الطفل في والدته؟ أكيد مئة بالمئة، لكن السؤال الآخر هل دائماً والدته صحيحة في الموقف؟ لا؛ إذاً أحياناً قد تغفو الأم أو تسهو فتزرع قيمةً مخالفةً لمنهج، فالأم حضن القيمة لأن ثقة الطفل تبدأ من الحضن لذلك:

{ حديث للنبي صلى الله عليه وسلم، حين سأله رجل، فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن الصحبة؟ فقال له: أمُّك ثم أمُّك ثم أمُّك، ثم أباك، ثم أدناك أدناك }

[ أخرجه البخاري]

{ استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإن أعوج شيء في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء }

[ أخرجه البخاري ومسلم ]

والجنة تحت أقدام الأمهات، لبدء التربية الأخلاقية القيميّة، بعد ذلك يأتي دور الأسرة، ثم المدرسة، ثم الجامعة، ثم المهنة، فمهنة الطب قيمها تختلف عن مهنة الهندسة، تختلف عن مهنة الشرطة والأمن، كل مهنةٍ لها قيم، ثم يأتي المجتمع، فالمجتمع العربي قيمه تختلف عن المجتمع الغربي، ثم تأتي الإنسانية، فكلنا شركاءٌ في الإنسانية والقرآن خاطب الإنسان أكثر من خطابه للمسلم أو المؤمنين، خاطب يا أيها الناس، وكلمة يا أيها الناس أكثر وروداً لماذا؟ لأن الإسلام جاء لكل الإنسان، إذا الركيزة الثانية لها مرجع، الركيزة الأخطر يا سيدي! يجب أن تنعكس في السلوك، إذا لم تنعكس هذه المبادئ في السلوك أصبحت حبراً على ورق، وكثيراً ما رأينا شركات أو مؤسسات يأتي بقيمة مثلاً الشفافية والنزاهة، ونجد هنالك ظلم ولا يوجد أحد فاهم شيء وبالتالي غابت الشفافية، أنا لا أريد قيمةً مكتوبةً على موقع الكتروني، أو قيمةً تطالب بها، إنما تنعكس بسلوكك وقرارك، وهنا القيادة؛ إذا تحدثت القيادة عن القيم وصفاً بلا سلوكاً أو قراراً سقطت القيادة في نفق القيم، ولذلك هي سلوك، أما الأخلاق تصنيف السلوك إما سلوك أخلاقي أو لا أخلاقي:

وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ(2)
[ سورة المائدة]

التعاون قيمة؛ إذا السلوك الأخلاقي برٌ وتقوى، والسلوك غير الأخلاقي إثمٌ وعدوان، إذا يجب أن نفهم الآن السلوك يُصنف بأخلاقياته، أو عدم أخلاقياته، والقيمة هي مبادئ، وهذه الثلاثية كلها مع بعض هي جاءت مناهج القيم، فخرجت مبادئ، وخرجت نظرياتٍ في القيم.

د. رحابي محمد
نعم؛ قيم، سلوك، أخلاق، مبادئٌ نؤمن بها ومرجعياتٌ نرجع إليها، أولاً نبدأ مع الأم، ثم مع الأسرة، ثم مع المدرسة، الجامعة، المهنة، المجتمع، الإنسانية، ويعني سبحان الله! وكأننا متفقين على أن الله سبحانه وتعالى لما خلق الإنسان، نشأت القيم الإنسانية مع نشأت خلق الإنسان على هذه الأرض، فميزه الله عز وجل عن بقية المخلوقات:

وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)
[ سورة الإسراء]

عندما وهبه العقل الذي يستطيع التمييز بين الخير والشر، بين الصالح والطالح، بين الإيجابي والسلبي، وهذه التمايزات وهذه النعم التي وهبنا الله عز وجل كإنسان كما ذكرت فضيلتك، أن الله عز وجل خاطب الإنسان في القرآن كثيراً يا أيها الإنسان، يا أيها الناس، يا بني آدم، هذا كله خطابٌ للإنسان ليخاطب فيهم هذه القيم التي خلقهم وجبلهم الله عز وجل عليها، فلا يلوثوها بالأفكار، والشهوات، وبالأهواء.
دكتورنا الحبيب لو أردنا أن نذهب إلى سؤالٍ آخر عن القيادة بالمبادئ، هل يوجد شيءٌ أسمه المبادئ في القيادة؟ أو هي ذاتها القيادة الأخلاقية؟

المبادئ التي يجب أن نرتكز عليها للوصول إلى القيادة الأخلاقية:
د.طارق رشيد:
نعم؛ ظهرت كثير من النظريات القيادة بالمبادئ هي وضعت مبادئ إذا ارتكزنا عليها أصبحنا نَقود بالقيم، إذا ارتكزنا على المبادئ أصبحنا نَقود بالقيم، وهنا عطفاً على سؤالك أن كل مولودٍ يولد بالفطرة سبحان الله؛ فأما لاحظ هنا تدخل الأم والأب في تلويث الفطرة أحياناً، أو تأصيل الفطرة التي هي وُلِدت في الفطرية عند الإنسان، فالتدخل أحياناً الغريب والخارج عن الإطار القيمي أدى إلى انحراف بمستوى الخلقية، وهذا يوصلني إلى شيءٍ اسمه بوصلة القيم، هنالك بوصلة فكرية، مثلاً القدرة على التعلُّم والاستمرار في التعلم، هذه بوصلةٌ فكريةٌ وقيمية، لكن هنالك بوصلة قلبية؛ والبوصلة القلبية هي الإيمانية، العاطفة، في قيم عاطفية الحب، الحنان، البوصلة الروحانية، الإيمان، التقوى، وهنالك بوصلةٌ جسديةٌ تُعنى بالجسد من حيث الراحة:

{ يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَلاَ تَفْعَلْ، صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا }

[ صحيح البخاري]

وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)
[ سورة القصص]

القيادة بالمبادئ جاءت بفلسفاتٍ معينة، نظرية ظهرت بمبادئ تنقلك أولاً من الإتكالية إلى الاعتمادية إلى الاستقلالية إلى التشاركية، منهج بناء مبادئ القيمية، القيادة بالقيم، تنقلك أولاً من الإتكالية، في مرحلة الإتكالية الطفل يتكل على والديه، فالعقلية السائدة في المرحلة الإتكالية؛ أنا لا أستطيع عمل شيء، فأنا أركن على والدتي أعتمد على الـ أنت، وليس الـ أنا، في مرحلة المراهقة تقريباً في سن الثانية عشر أو الرابعة عشر، تخرج قيمةٌ أخرى اسمها الاستقلالية فتظهر الـ أنا، ويجب أن نحترم الـ أنا عند المراهق، هي ليست أنانية وإنما هي انفصالٌ عن الإتكالية، ولذلك دائماً ابنك في سن المراهقة لازم يا سيدي يُعاندك، لازم، إذا لم يلجأ ابنك إلى العناد في سن المراهقة اعرف أن ابنك عنده شيءٌ خاطئ، قد يخافك، نحن نربي أبناءنا على الاحترام، فمنهج الاستقلالية في النفس البشرية مرحلة المراهقة، ولذلك المثل العربي (إن كبر ابنك خاويه) أي تأتي من مرماه وتقوده إليك، لتأتي بعد ذلك القمة التشاركية، في الـ أنا أنا مستقل، في الإتكالية أعتمد عليك أنا وأنت نصبح نحن في القيمة التشاركية، عندما نبلغ في سنٍ نجتاز فيه المراهقة أصبحت التشارك والتفاعل فجاء بناء المجتمع وجاء بناء الاسرة، أنا وأنت، أنا وزوجتي، نحن، الـ نحن هي أساس تطور الأمم، و الـ أنا فردية تدمر الأمم، والكثير للأسف من الناس مازال يعتقد أن الـ أنا اخطر من الـ نحن، ونحن هي الأساس:

{ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى }

[ صحيح البخاري]

فالبناء القيمي يبدأ بمبادئ تُخرجك من الإتكالية، ما هي المبادئ التي تخرجني من الإتكالية؟ لأصبح مستقلاً ثلاث مبادئ: المبدأ الأول كن مبادراً، لا تنتظر،لا تنتظر أن تكون مجرد رد فعلٍ في هذه الحياة، كن مبادراً، والأشخاص المبادرين هم اللذين خدموا مجتمعاتهم، فالمبادرة وروح المبادرة، لكن للأسف الإحصاء هنا يُنبئنا بنذير، ونذير شؤم، لكن أنا لا أحب التشاؤم تفائلوا بالخير تجدوه:

{ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي ملأ، ذَكَرْتُهُ فِي ملأ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً }

[ رواه مسلم ]

كم نسبة المبادرين في المجتمعات، في دراسةٍ غريبةٍ صادرةٌ عن جامعة هارفارد الأميركية نسبة المُبادرين لا تزيد عن عشرين بالمائة، وثمانين بالمائة من المجتمع ينتظر المُبادرين، فأنا أقول كل شخص منا مسؤول أن يكون مبادراً في خدمة مجتمعه، وطنه، أسرته، ذاته على الأقل، وهذا أضعف الإيمان، فهذا مبدأ ينقلني من الإتكالية إلى الاستقلالية، كن مبادراً.
المبدأ الثاني ضع خطةً وهدفاً لمسيرتك في الحياة، مَن أهم البوصلة أم الساعة؟ عندما نسأل دائماً هذا السؤال، هناك الساعة، البوصلة، تأتي البوصلة أولاً، ما فائدة أن تسير بسرعةٍ وأنت في اتجاهٍ خاطئ؟ حدد مسارك، ابدأ بهدفٍ يصبح للزمن معنى، بلا هدفٍ لا معنى للزمن، فجاء المبدأ الثاني ضع رؤيةً وهدفاً.
المبدأ الثالث حدد أولوياتك في هذه الحياة، وهنا أولوياتك القيميّة، ما أولوياتك القيميّة؟ والقيم منهجان في الأولويات، قيم عمليات وقيم سلوكيات، قيم العمليات ما ينعكس على الأداء، مثلاً: تطوير، تحسين، إبداع، جودة:

بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (117)
[ سورة البقرة]

هذه قيمٌ تمس العمليات، لكن هناك قيم السلوكيات: النزاهة، العدالة، الشفافية، الاحترام، التعاون، عندما تخرج بهذه الثلاث مبادئ تصبح مستقلاً؛ طيب؛ كيف أنتقل من الاستقلالية في المبادئ إلى التشاركية وهي الأسمى؟ ثلاث مبادئٍ أخرى غير الثلاثة الأولى، الأول فكر بمنهج التعاون، التعاون يخلق تشاركية، لا تكن أنانياً، لا تكن متفرداً لوحدك سواءً في قراراتك، أو في سلوكياتك، اخدم مجتمعك وتعاون.
المبدأ الثاني مبدأ له علاقةٌ بالإصغاء، أصغِ أولاً قبل أن تتكلم، وافهم الآخرين قبل أن تُفهمهم نفسك، مبدأ في الصمت والإصغاء، وربما كلية سانت هرت في بريطانيا درس فيها معظم السياسيين في العالم العربي تعطي قاعدة للقيادات، إذا أردت أن تكون قائداً أصغِ ولا تتكلم، وإذا أردت الكلام اجعل كلامك أسئلةً لتفهم شعبك، أسئلة لتفهم وليس لتسيطر على شعبك، لتفهم، أصغِ لتفهم، والقرآن تدرج في الإصغاء، والاستماع، والسمع، والإنصات، قاعدةٌ مهمةٌ لتنقلني إلى التشاركية، إذا أنا مبدأي في الحياة انتبه لي سيأتيني الرد لا انتبه لي أنت لي، لو بدأت مع الآخرين تفضل، سيأتينني الجواب تفضل أنت، الإصغاء منهج قيادة.
المبدأ الذي بعد ذلك، التكاملية، التكاملية أنا مثلاً مهندس والآخر طبيب، كيف نتكامل لصناعة مجتمع؟ يُركز المجتمع العربي الآن على أهم التقنيات التي تحدث، لماذا أستورد تقنيةً من الغرب؟ بناء العقل العربي قادر، فكلٌ خُلق لمهمةٍ ما، إذا عرفت قدراتي تكامل المجتمع كله، فمبدأ التكامل بالتشاركية.
والمبدأ الأخير لما نصل للتشاركية العليا العليا، أقول لك جدد الطاقة القيميّة باستمرار، البوصلة الروحانية جددها بالمنظومة الإيمانية، جددها، تُجدد عندنا في السنة شهر رمضان، تُجدد الطاقة، خمس فتراتٍ في اليوم تجدد الطاقة، مطلوبٌ منك الحج مرةً أن تزور مكة، هذا تجديد الطاقة الروحانية، طب تجديد الطاقة العقلية اقرأ؛ وأول سورة في القرآن اقرأ لقومٍ يعقلون، يتفكرون، تجديد الطاقة العقلية والقيمية، طيب العاطفة:

{ إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ }

[ أخرجه أحمد ]

العاطفة القلب، والطاقة الجسدية كما أشرنا، الراحة، فعندما أطبق هذه المبادئ أنتقل من إتكاليةٍ، إلى استقلاليةٍ إلى تشاركيةٍ دفعةً واحدةً أكون طبقت القيادة بالمبادئ.

د. رحابي محمد
القيادة بالمبادئ؛ من أجمل ما سمعت اليوم من الدكتور طارق، ما شاء الله؛ في النُقلة من الإتكالية ثم الاستقلالية ثم التشاركية، وكن مبادراً، كأنه في كل قيمةٍ وكل مبدأ حضرتك ذكرته، هناك آياتٌ كثيرة من القرآن الكريم، هناك أحاديثٌ نبويةٌ شريفة كثيرة، تعزز وترسخ هذا المعنى وهذا المبدأ يعني الآن كن مبادراً، كم مرةً رب العالمين ذكر لنا وحثنا:

وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)
[ سورة آل عمران]

سابقوا إلى مغفرة، افعلوا الخير، واسجدوا واعبدوا، كثيرٌ من الآيات يعني كن مبادراً، ثم ضع خطةً ورؤيةً وهدفاً في الحياة:

{ لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقه }

[رواه ابن حيان والترمذي]

ثم حدد أولوياتك في حياتك:

{ قال رسول الله عليه الصلاة والسلام اغتنمْ خمسًا قبل خمسٍ شبابَك قبل هرمكَ وصحتَك قبل سَقمِكَ وغناكَ قبل فقرِك وفراغَك قبل شغلِك وحياتَكَ قبل موتِكَ }

[أخرجه ابن أبي الدنيا والحاكم والبيهقي]

وفكر بمنهج التعاون:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ۚ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ۚ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)
[ سورة المائدة ]

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ(159)
[ سورة آل عمران]

وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38)
[ سورة الشورى]

أصغِ أولاً، والله يا دكتور كلام جميل جداً؛ يصلح أن يكون خطب جمعة ومحاضرات لتوجيه الناس، والله هي قضية الحمد لله هي في قضية العلم والفكر والقلب، والله عز وجل وهبك الكثير ما شاء الله؛ للتأثير يا دكتور طارق ولأن ينفع الله بك الناس وينفع بك عباده في إعادة توجيه الفكر، في إعادة التوجيه، طريقة التفكير في حياتي، أنا كيف أكون قائداً في الخير؟ كيف يكون عندي مبادئ؟ كيف يكون عندي أخلاقيات في منصبي؟ في الكرسي الذي أجلس فيه سواءً كنت في البيت، في وظيفتي، في مؤسستي، في عملي، في أي مكان، أنا مسؤولٌ أمام الله سبحانه وتعالى ومسؤولٌ أمام المجتمع، دكتور طارق والأخوة المتابعين والمتابعات جزاكم الله خيراً لمشاركاتكم ومتابعاتكم، لو تقدم لنا كما هو معلوم أن القيم هي أهم العناصر الأساسية لتكوين شخصية الفرد، وما يمتد تأثيره كما ذكرنا على سلوكياته، على أدائه، على اتجاهاته، على علاقاته مع الناس، فالقيم هذه التي ربما إذا صح القول تقوم بدور المراقب الذاتي والمحرك للسلوك، لو يكرمنا الدكتور طارق بنصيحة لإخوانه أخواته للأصدقاء في الصفحة، للطلاب، كيف أكون قائداً ناجحاً في المستوى الذي أنا فيه؟ على جميع المستويات، إذا كنت طالباً كيف أكون طالباً وقائداً ناجحاً؟ كيف أكون أباً لكن أقود أسرتي بنجاح؟ كيف أكون أماً قائدة؟ كيف أكون جاراً لجيراني لكن قائداً ناجح؟ كيف أكون إماماً ولكن قائد ناجحاً في إمامتي، في وظيفتي في عملي؟ بشكلٍ عام حتى نأخذ من هذه الدرر التي تتفضل بها علينا.

فن التأثير وتنمية الشخصية القيادية:
د.طارق رشيد:
العفو يا سيدي؛ حقيقةً هنا أعود إلى مفهوم القيادة، فن التأثير، أن تبدأ تؤثر في نفسك أولاً لابد من الصفاء الذهني وجلسات الخلوة يا سيدي، عليه الصلاة والسلام في غار حراء.. التفكر! الأنبياء نهجهم التفكر، الخلوة، التفكر والارتباط بالخالق، فعندما ترتبط بالخالق وتتفكر تبدأ تدرك أن هذه الدنيا دنيا وليست عليا، تبدأ ترتبط بمنظومة قيميّة عليا عندما تتفكر، فالطالب قد يكون الفكر محصوراً لأن الفئة العمرية ما زالت في البداية، لكن أيضاً تجد أن الطفل يولد قائداً، وبالمناسبة حتى ننبه الأهل إلى سمات الطفل القائد ما سمات الطفل القائد؟ بالمناسبة القيادة فطرية والإدارة مكتسبة، كيف نعرف أن هذا الطفل قائد؟ أولاً روح مبادرة دائماً، الطفل القيادي مبادرٌ يساعد والده، يساعد والدته، يذهب إلى البستان، مبادر، وعنيد، يجب أن نتحمل عناد الطفل لأنه في هذه المرحلة هي شخصية قيادية، عنيد جداً، لا يقبل الإهانة ويمكن أن يعمل مشكلة حتى لوالده أو والدته إذا ذهبت باتجاه الإهانة، يحب فرض الرأي، هو طفلٌ يجب أن نفهم أنه لم يعي بعد؛ لكن هذه سمات وبذور في تربةٍ يجب أن تُهيأ لاستقبال هذه البذرة، في القيم يوجد تربة ويوجد بذرة ويوجد تهيئة، ثلاثة، تربة وتهيئة وتمكين لاحقاً، للأسف دكتور مدارسنا تغتال الشخصية القيادية - المدارس التقليدية - إذا وجد عنده العناد وفرض الرأي يعتبر هذا خروجاً عن الآداب، الطفل القائد هذه سماته، حتى والدته يقودها دون أن تشعر فهو يؤثر فيها ويحركها، طالما استطاع أن يحرك والدته فهو شخصية قيادية، والدته دائماً تقول هذا طفلي غير عن أولادي الآخرين؛ تحبه نعم؛ لكن تشعر أنها لا تستطيع أن ترفض له طلب! هو يقود دون أن تشعر، حتى معلمة الصف الأول الابتدائي تشعر أنه يؤثر عليها ويؤثر على الآخرين! لنقرأ الطفل القائد؛ في جامعة واشنطن هناك صفٌ للطفولة لتنميتهم لقيادة المستقبل في الولايات المتحدة الأميركية يُدرس فيها أطفال من سن الثمانية إلى الخامسة عشر وتُكتشف ويعطون دروساً خاصةً في تنمية الشخصية القيادية ولذلك التفكر.

د. رحابي محمد
جميل؛ يعني إذا جمعوا الطلاب المشاكسين الصغار هؤلاء هم القادة.

د.طارق رشيد:
تماماً؛ للأسف عندنا بعض المصطلحات تدمر الطفولة، مشاغب، لا يجوز في التعليم أن أستخدم مصطلح مشاغب، ذو طاقة، ذو طاقة هل استثمرته؟ أو ثرثار هذا ذكاء اجتماعي، قائد اجتماعي الثرثار، ليس ثرثار! ذو قدرةٍ اجتماعيةٍ في القائد الاجتماعي، وهناك القائد العاطفي، وهناك القائد السياسي، تبدأ يا سيدي في البيت وفي المدرسة الابتدائية يتم كشف الطفولة، يتم كشف القيادات، اشتغلت مع السنغفوريين في المعهد الإداري الأعلى، وبُنيت سنغافورة على كشف المواهب الفطرية وتأطير الطلبة ضمن المواهب الفطرية لصنع القيادات المختلفة في جميع المجالات، ليس شرطاً أن أكون أينشتاين وفيزياء.. ممكن أن أكون رياضياً وأرفع اسم الوطن، هناك أناسٌ ذكاءها حركي، خالد بن الوليد مثلاً، بلال بن رباح، هناك طاقاتٌ هائلةٌ لصناعة مجتمعات تستند إلى الكشف.

د. رحابي محمد
دكتور كلام جميل! وأنا مستمتعٌ جداً بالحديث معك، لكن سؤال شخصي بحت؛ الدكتور طارق من الذي وجهه إلى أن يكون مدرباً ومستشاراً دولياً في علوم التنمية البشرية والتطوير وكذا؟ هو درس هندسة مدنية، ما الذي حول مساره فهو يقضي الآن وقته في التدريب والتطوير والتأثير القيادي في اتجاهاتٍ أخرى غير الاتجاهات الدراسية التي درسها، ما هو المحول الأساسي أو الرئيسي لهذه الدراسة؟

كيف اتجه الدكتور طارق رشيد نحو التدريب والتأثير والتطوير؟
د.طارق رشيد:
يمكن ضروري جداً حتى أوصل رسالة؛ كنت السابع على المملكة الأردنية الهاشمية في الثانوية العامة، وطبيعي في ذلك الوقت إما طب أو هندسة، حتى للأسف الآن الخلطة أنت إذا حصلت ثمانية وتسعين إما طب أو هندسة، هذه البورصة العربية في العلامات، درست الطب للشهر الأول لم أجد نفسي طبيباً، وكان عقلي رياضياً وأُحب الرياضيات والفيزياء، فاتخذت الهندسة مساراً وكنت من المتميزين في البكالوريوس والماجستير والدكتوراه كنت من الأوائل دائماً، ثم بعد ذلك فرغت طاقتي الهندسية، ولكن منذ الطفولة أعشق الكتابة وأعشق الاطلاع، حتى المسجد كنت أذهب إليه وأنا طفل واذهب لوحدي وارجع، كان عندي شغف أن أؤثر في الآخرين ونما معي هذا الشغف، ففي الثانوية كنت أدرس طلبة الصف عندي في البيت، حتى الوالدة تقول لي دائماً جعلت من البيت مدرسة، حتى في الجامعة كان زملائي يأتون عندي ويأخذون الدروس حتى في مرحلة الماجستير وهكذا، فكان عندي شغفٌ لإعطاء المعلومة، خدمت في الهندسة، ثم سبحان الله؛ اكتشفت أن طاقتي أكثر في إعطاء الأمور التأثيرية في الآخرين، فانتقلت يا سيدي من بناء الحجر إلى بناء البشر، وتركت الهندسة المدنية لكني أعشقها، لكني أيضاً أعشق ما أنا به الآن أكثر، فبدأت رحلتي، وكنت عضو الهيئة التدريسية في الجامعة الأردنية كلية الهندسة 2008، وكنت مدرباً أنا أدرب منذ عام 1998، وعندما سنحت الفرصة في الأمم المتحدة وطلبوني انتسبت فوراً، و الحمد لله تابعت مع المنظمة الدولية، والآن في ثلاث هيئات مع المنظمة الدولية، لكن بجهدٍ وعرقٍ وسهر ليالي، ومن لا يهوى صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر، قيمتين كتبتهم لدي دائماً باستمرار في غرفتي في منزلي الأولى:

وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا(3 )
[ سورة الطلاق]

التقوى؛ على المقابل الآخر، ومن لا يهوى صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر، فالمنظومة القيمية ومنظومة الاجتهاد مع بعض نصنع علماً وإيمان، وعلمٌ وقرآن نستطيع من خلاله أن نبني شيئا ًكثيراً.

الخاتمة:
د. رحابي محمد
علمٌ وقرآنٌ نستطيع من خلاله أن نبني شيئا ًكثيراً، وهو مفتاح السعادة لنا في الدنيا والآخرة حديثٌ طيبٌ وممتعٌ مع الدكتور طارق رشيد أسال الله تعالى أن يبارك فيك أيها المدرب مثال للمؤمن الناجح المؤثر الذي يعطي وإن شاء الله يكون:

وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)
[ سورة البقرة ]

يعني جمعت بين الدنيا والآخرة نحن محتاجين إلى شخصيات كثيرة من أمثالك، وأن نخاطب الكثير من طلابنا وشبابنا لإعادة النظر مرةً ثانيةً في طريقة بناء شخصياتهم، في طريقة بناء عقولهم، والتفكير للنجاح والقيادة في المجتمع والمسؤولية التي يكونون عليها، ما يسعني في نهاية هذا اللقاء الطيب المبارك إلا أن نرجو الله تعالى أن يُكرمنا بلقاء آخر معك، ونفيد الأخوة الكرام المتابعين على صفحة الفيسبوك، جزاك الله خيراً دكتور طارق؛ أكرمك الله، أسأل الله أن يبارك فيك وفي صحتك وعافيتك ويزيدك علماً وحكمةً، وينفع بكم إن شاء الله.

د.طارق رشيد:
أشكرك؛ وهذا فضل الله سبحانه وتعالى، وأشكر لك دكتور رحابي على هذه الاستضافة، واستمتعنا حقيقةً والحديث ذو شجونٍ ولا شك أنه سيكون لنا لقاءات، فهذا وعدٌ ورسالة يجب أن نوصلها وإلى الجميع بإذن الله تعالى، بارك الله في وقتك وجهدك، وبرنامج أهل العلم والقرآن أن يكون دليلاً للجميع بإذن الله تعالى، بارك الله في جهدك وشكراً على الاستضافة.

د. رحابي محمد:
حياكم الله يا سيدي، شكراً دكتور طارق الإخوة والأخوات جزاكم الله خيراً وشكراً على المتابعة والمشاركة، وأسأل الله تعالى أن ينفعنا وينفعكم جميعاً إن شاء الله، ويجعلنا وإياكم من أهل العلم والقرآن، القرآن الكريم يحثنا على كل هذه المبادئ والأفكار التي تفضل بها الدكتور طارق، هذه الاتجاهات الحديثة والدراسات والنظريات الحديثة، كلها مستنبطة من القرآن الكريم؛ لكن كمؤمنين يجب علينا كما ذكر الدكتور طارق وعن كثير من المبادئ التي ذكرها يذكر معها أحاديث وآيات، نريد فقط أن نستنبط ونستلهم من هذا المخزون ومن هذا البحر، من هذا الخير العظيم الذي أرسله الله عز وجل لنا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن خلال القرآن الكريم، شكراً جزيلا ًلكم مرةً ثانية شكراً دكتور طارق تحياتي وإلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

د.طارق رشيد:
شكراً سيدي، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.